إنها مؤامره يا قاضى محمد

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

إنها مؤامره يا قاضى محمد

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

إنها‮ ‬مؤامرة‮ ‬يا‮ ‬قاضي‮ ‬محمد‮: ‬على‮ ‬الزيود‮ ‬وعلى‮ ‬شعب‮ ‬اليمن‮ ‬ورئيسه
إطلعت على ما كتبه القاضي العلامة/ محمد العمراني عن إقامة العزاء في يوم عاشوراء حزناً على مقتل الإمام الحسين بن علي عليهما السلام.

وأنا أعلم جيداً أن القاضي/ محمد العمراني من العلماء المعتدلين الذين لا يريدون إثارة الفتن في بلادنا ، ولا إيجاد الصراع ، ولذلك فقد ظننت أن الذي كان يوجه الأسئلة للقاضي العمراني كان يحاول إيقاعه في بعض الكلام الذي ليس في صالح الإسلام ، ولا في صالح اليمن ، وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد ، وقد لخص السائل إجابة القاضي العمراني بالمعنى ولم يطلعنا على نص الإجابات ، ولذلك فإننا نظن أنه ربما قد حصل بعض الإلتواء أو الإلتفاف على بعض الكلام ، وإهمال بعض ما نطق به القاضي العلامة / العمراني من الكلام الجيد الذي يجمع كلمة المسلمين ، والذي عُرف به في العادة.

لقد جاء في إجابتكم يا قاضي محمد إستنكار كبير لما يفعله الشيعة (الروافض) حسب التعبير المروي عنكم في يوم عاشوراء ، حيث قال الذي لخص الكلام لقد (أكد القاضي العلامة/ محمد العمراني على أن الطقوس والأفعال التي يقيمها الشيعة (الروافض) في دول عربية وإسلامية وغيرها على مدى عدة أيام بزعم إحياء ذكرى عاشوراء باللطم والنياح.... الخ، أكد أنها بدعة محرمة شرعاً وبينة )، ونحن معك يا قاضي محمد أن اللطم والنياح وضرب الأجساد بدعة ، وأنها محرمة ، لكن كان علىك يا قاضي محمد كمفتي وأنت تجيب في قضية شغلت العالم الإسلامي لمدة أربعة عشر قرناً كان عليك وقد استنكرت شق الجيوب ولطم الخدود والصراخ أن تبين للقارئ أن الحزن والبكاء المشروع على الإمام الحسين بن علي لا بأس به ، بل إن فيه أجراً عظيماً ، لأن فيه مواساة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ابنه الذي كان يحبه ويقبِّله ويؤمل فيه الخير الكثير لأمة محمد ، ويقول عنه في الحديث المروي المشهور : »حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً« ، والرسول كما تعرفون يا قاضي محمد قال بعد غزوة الأحزاب بعد أن سمع البواكي في كل دار من دور شهداء أحد على شهيدهم قال : »أما الحمزة فلا بواكي له« ، فخرجت نساء الأنصار تبكي الحمزة مواساة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذهبن إلى باب المسجد يبكين ويندبن الحمزة ، فدعا لهن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله وأثنى على الأنصار خيراً.

إن ذلك دليل واضح على أن حزن المسلمين شيعة أو سنة على ابنه الحسين وبكاؤهم لقتله في تلك الجريمة الشنعاء مواساةً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمل يرضي الله ورسوله ، ويسر فؤاد الرسول وهو في مثواه.

أما ضرب الأجسام ، ولطم الخد ، وشق الجيب فلا نرضاه ، وقد قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي بحزن على ابنه إبراهيم عندما تساءل بعض الصحابة قال : »القلب يخشع ، والعين تدمع ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا«.

كما أنه كان المنتظر من القاضي العلامة المفتي/ محمد العمراني وهو يتكلم عن قضية إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وهي قضية أساءت إلى كل مسلم تقي ، كان من المنتظر منه أن يبدي استنكاره لقتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام بتلك الصورة البشعة وعلى يد من كانوا يدّعون أنهم ولاة العالم الإسلامي المؤمنون الصادقون العادلون ، وخلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان عليه كعالم ومفتي أن يبدي استنكاره وأسفه لذلك.

لقد قام المجرمون الطغاة بقتل الحسين ، وقتل أولاده جميعاً ، وأولاد أخيه الحسن الذين كانوا معه في كربلاء ، حتى ابنه الطفل الرضيع الذي رفعه الإمام الحسين بين يديه ليطلب له شربة ماء من القوم المحاصرين له ، والذين منعوه وأهله وأنصاره من الماء ، فما كان جواب القوم إلا أن قام أحد المجرمين منهم فأخذ قوسه وسهمه وسدده إلى صدر الرضيع ورماه قائلاً للحسين : »أسقه من هذا« ، ويموت الطفل الرضيع بين يدي والده ، ويقتل الحسين ، ويقتل جميع أولاده وأولاد أخيه وأنصاره من اليمنيين وغيرهم الذين كانوا معه في كربلاء ، إلا علي بن الحسين الذي كان صبياً مريضاً مطروحاً في خيمة النساء ، ثم يحزون رأس الحسين ويضعونه على رأس رمح ويدورون به في شوارع الكوفة ، وفي أنحاء كثيرة من العراق ، ويدخلون بالرأس ونساء الحسين وبناته على المجرم عبيد الله بن زياد ، ثم يرسلون الرأس مع نساء الحسين وأهل بيته وبناته كسبايا كاشفات مكلومات إلى يزيد بن معاوية في الشام ويبقى رأس الحسين مرفوعاً على الرمح يدورون به في الشوارع ويسافرون به في الصحاري أمام أعين نسائه وبناته وأهل بيته لأكثر من شهر حتى يصلوا به إلى الطاغية يزيد ، وهو ابن بنت رسول الله الذي قال جده رسول الله صلوات الله عليه عنه في الحديث المشهور : »حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً«.

ومن معجزات الله مع الإمام الحسين عليه السلام أن أحداً من المؤرخين وكتاب السير لم يروِ أن رأس الحسين عليه السلام تعفن أو طلعت منه رائحة كريهة طيلة هذه المدة الطويلة ، سواء عند إدخاله على المجرم ابن زياد ، أو إلى يزيد بن معاوية بعد أكثر من شهر ، أو في أي لحظة من اللحظات ، فسلام على الحسين ، وسبحان الله العظيم وبحمده ، سبحان الله العظيم.

وبعد انتهاء المعركة ، وقتل الحسين بن علي يُرسل الظلمة الجبارون الخيل لتجري على جسده الشريف وأجساد أولاده وأولاد أخيه وأصحابه ومناصريه من أهل اليمن وغيرهم حتى يكسروا أضلاعهم وعظامهم ويشوهوا أجسادهم بحوافر الخيل ، وأنتم يا قاضي محمد العلامة المفتي تعرفون كل ذلك ، أفلا يستحق الحسين منكم وأنتم تتكلمون عن هذه القضية المحزنة المبكية ، وعن إقامة ذكرى عاشوراء كلمة استنكار لما حدث ولما جرى مما تعرفونه جيداً.

وعلى كل يا قاضي محمد ، إن الزيدية في الوقت الذي يستنكرون فيه اللطم والضرب وشق الجيوب سيبكون على الإمام الحسين ما داموا أحياءً ، وسيبكي عليه أولادهم من بعدهم ما عاشوا ، وسيبقى الزيدية في اليمن والصالحون من أمة محمد في كل مكان يبكون على الحسين عليه السلام ، ويقيمون ذكرى استشهاده إلى يوم الدين ، بقوة وقدرة الله رب العالمين ، إلا أن الزيدية لا يلطمون الخد ، ولا يشقون الجيب ، ولا يرفعون الصوت ، ولكن من حقهم أن يقيموا ذكرى استشهاد الحسين ويحزنون عليه ويبكون.

أما يوم الغدير الذي قال الراوي عنكم أنكم قلتم : أنه يوم ابتدعه بنو بويه ، فهو يوم يحتفل به اليمنيون منذ قديم الزمان ، واليمنيون لم يدخل بلادهم بنو بويه ، وإنما يحتفلون بهذا اليوم إحياء لذكرى تكريم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وتشريفه له أمام كل الصحابة ، وقبل انتقال الرسول إلى جوار ربه بشهرين وأيام فقط ، إن ذلك الكلام الذي ألقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الصحابة عن علي بقوله : »ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ، فقال وهو يرفع يد الإمام علي بن أبي طالب الواقف بجواره: »من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله« وهذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك اليوم أمام جميع الصحابة فيه على الأقل تكريم واضح للإمام علي سيبقى صداه في العالم إلى يوم الدين ، وذلك قبل انتقال الرسول الأعظم إلى الرفيق الأعلى بحوالى شهرين وأيام ، وكأنها وصية للأمة الإسلامية عن ذلك الرجل الإمام العظيم علي عليه السلام يُفسرها كل مسلم كما يرى ، لكنها لن تقل في كل الأحوال عن تكريم عظيم ، واهتمام كبير من الرسول الأعظم بالإمام علي بن أبي طالب ، فكيف لا نحتفل بتكريم من كرمه الله تعالى ورسوله؟ ، ومن قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما روته السنن في غزوة خيبر : »لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللَّهَ ورسولَه، ويحبُّه اللَّهُ ورسولُه كرار غير فرار« ؟ ، رجل يقول عنه الرسول الأعظم كما روته السنن : »أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي« ، ويقول فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : »يا علي لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق«.

إن الزيدية يا قاضي محمد يعتقدون أن الاحتفال بذكرى تكريم الرسول الأعظم لهذا الإنسان التقي البطل الذي يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله من أعظم القربات إلى الله ، والزيدية يا قاضي محمد كما تعرفون متعودون على إحياء هذا اليوم المشهود بطريقتهم الخاصة في كل قراهم ، ولهم ذلك حسب معتقداتهم الإسلامية الصحيحة ، وهم لا يقولون عن الصحابة الأوائل الصادقين الصالحين المجاهدين ، وعن المذاهب الإسلامية الأخرى إلا خيراً.

يا قاضي محمد وفقك الله وإيانا ورعاك ، إن هناك مؤامرة داخلية مدعومة من الخارج للقضاء على المذهب الزيدي في اليمن ، والمذهب الزيدي صاحب الفكر النظيف وهو أرقى وأصدق وأصلح ما وصل إليه الفكر الإسلامي بشهادة الكثير من العلماء المؤمنين المنصفين ، وكما أن الإسلام وسط بين سائر الأديان ، والأمة الإسلامية وسط بين الأمم ، فالمذهب الزيدي وسط بين المذاهب الإسلامية ، وأنا أعرف أنك يا قاضي محمد لا تقول عن الزيدية إلا خيراً ، وكم قد سمعتك ترد على غلاة السلفية وتردهم إلى الصواب في النظرة إلى الزيدية ، فهل يرضيك يا قاضي محمد أن تكون طرفاً في هذه المؤامرة على الزيدية دون أن تدري؟! ، إنك بذلك ستكسب إثماً أنت طول حياتك بعيد عنه وبريء منه.

إن هناك مؤامرة واضحة يا قاضي على الزيدية ، ورغبة شديدة عند البعض في القضاء علىهم وعلى مذهبهم ، ولقد وصلوا في مؤامرتهم تلك من الداخل والخارج إلى محاولة أن يجروا الأخ الرئيس إلى هذا المخطط السيء الرهيب حتى ولو بقتل أبناء جلدته ، وأبناء مذهبه ، ومناصريه حتى لا يبقى له أحد يناصره ، ويناصر من يأتي بعده ، اليوم ولا بعد اليوم.

إنها مؤامرة خارجية خططها الصهاينة والصليبون ، وتدعمها بعض الدول العربية ، وينفذها بوعي أو بدون وعي بعض اليمنيين المتنفذين ، كراهية للشيعة وللزيدية بالذات ، وهم بذلك يتآمرون على الشعب اليمني وعلى رئيسه ، ويفرقون بين أبناء الشعب اليمني من جهة ، وبين الشعب اليمني ورئيسه ، ولا يهمهم من ذلك إلا مصالحهم ، وليس مصلحة اليمن ولا مصلحة الرئيس.

وإن إثارة الفتن ، وسفك الدماء البريئة ليس فيها خير للرئيس ولا لليمن كما هو واضح ومعروف لمن يقرأ التأريخ ويتدبر الأمور ، ولنا في الأحداث التي حدثت في السنوات القليلة الماضية في العراق وغيره خير عبرة ومثال.

فاحذر يا قاضي محمد أن يجرك من لا خير فيهم إلى هذه المؤامرة السيئة التي من المؤكد بإذن الله تعالى أنها لن تنجح ، فتدخل في إثم التفريق والتكفير وإثارة الفتن وأنت دائماً بعيد عن ذلك.

وإنني أؤكد لكم يا قاضي ولكل قارئ من أبناء اليمن أن هذه المؤامرة ستفشل بعون الله تعالى ؛ لأنها ضد إرادة الله ، وضد أبناء اليمن ورئيسه ، وما كان ضد إرادة الله فلا يتم.

نأمل يا قاضي محمد رعاك الله وعفى عنا وعنك ألا يدفعك من يريدون إثارة الفتنة في اليمن فيما لا يرضي الله ، ولا ترضى عنه أنت ، ولا يسرك فعله.

ومثلك يا قاضي محمد يجب أن تدعو إلى جمع الكلمة ، وإزالة الفرقة ، ورأب الصداع ، والتكاتف ضد أعداء الأمة الإسلامية.

نسأل الله تعالى التوفيق لنا ولكم.

والله الهادي إلى سواء السبيل

وهو حسبنا ونعم الوكيل

نعم المولى ، ونعم النصير..

وعلى الله توكلت..

بقلم - العلامه ابراهيم الوزير
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“