أيها المناضلون ... وبحماس ويكاد يقضم الميكرفون ( مكبر الصوت) رغم أن صوته الجهوري المتشنج لايحتاج لتكبير ... ثورة ونضال وشعارات ... أليس هناك متسعا من الوقت لعملية جرد حساب حتى نعرف مامعنى الثورة ... والتي يتندر البعض عليها بيمننا الميمون ،،، بأن الكلمة تعني أنثى الثور ..
أبتليت الأمة العربية وخاصة بالشرق الأوسط بطباعة سير أعلام الثورة الفرنسية ثم ثورة البلاشفة بروسيا وبالطبع الثورة الفرنسية هي الأساس والمحرك وكان لها ما يبررها والإقطاع والبرجوازية التي كانت سائدة بأروبا تعطينا سببا وجيها لتلك الثورة وكذلك عذرا لثورة البلشفيك بروسيا والتي تحولت إلى برجوازية حزبية وغدت روسيا كالغابة البقاء للأقوى .. عموما وصل الروس لقناعة فشل الثورة فألغوها من قواميس حياتهم ... وهاهم يتعافون مما ألم بهم من مساغب وقحط رغم إمتلاكهم أكبر مساحة أرض لدولة بالعالم ككل .
ونقدم نموذجا ثوريا عربيا من مصر أم الدنيا ... مصر محمد علي والتي كادت أن تسبق أمم وتتبوأ قمم ،،، لكن يدالغدر الغربي طالتها ،،، لكنها لم تتعثر وللأبد فعادت الروح ومع مطلع القرن العشرين كانت مصر رغم إعاقة الإقطاع والبرجوازية تصنع عربات السكة الحديد وإكتمل حفر قناة السويس وبرزت مصانع ومصالح وصدرت مصر الأقمشة والأغذية بعد تغطية حاجياتها ... ونهض العلم والتعليم والهندسة والطبابة ..
فيضان النيل السنوي يأتيها محملا بالطمي فيخصب أرضها وينساب الطمي ليضيف طبقات على أراضي الدلتا فترتفع التربة وتتحسن درجة الخصوبة ويندفع الملح خارجا ...
الحركة الفكرية بأبدع ماتكون و الترجمة والتأليف والنشر والصحافة المقروئة والمرغوبة ... وشهدنا كيف أنجبت مصر جيل العمالقة ، زكي مبارك ، أحمد أمين ، العقاد ، طه حسين ، الرافعي ، شوقي ...... الخ .. وفن وموسيقى محمد عبد الوهاب ، أم كلثوم ، زكي طليمات ، يوسف وهبي ..... الخ . ولوطال الزمن وأستقرت الأوضاع لرأينا نسخا لهؤلاء العباقرة بشتى أنواع التخصصات الفنية العالية كالطب والهندسة والتقنيات المتقدمة ..
وصاح منادي الثورة .... يأهل مصر ثوروا ... ناضلوا ... وثاروا .. فورطوا مصر بثلاثة حروب كانوا إرتجاليين بها فخسرت مصر الناقة والجمل ... وكلمة إرتجال شهد بها الصحفي المصري المخضرم هيكل ... حيث وصف وفود مصر (الثورة) للتفاوض إما مع الإنجليز أو غيرهم أنهم لم يكونوا يحضرون للمفاوضات أو يخططون لها قبل الجلسات ..
كثرت الضغوط عليهم عليهم فأقاموا السد العالي والذي يعتبر أحدى الخنفشاريات الثورية ... حيث تم حجز الطمي وبالتالي تواري الفيضان ومايجلبه من خصب للتربة المصرية وأخيرا هبوط دلتا النيل لمستوى سطح البحر وتسبخ أراضيها .. ولم تكن ملوحة الأرض إحدى ثمار السد العالي وحسب بل تسبب بالضغط على القشرة الأرضية عبر البحيرة التي تقبع خلفة ، فتسبب بزلازل اليمن ... والتي لن يعترف بها أصحابنا كونها كان هدية ثورية ... والزلازل التي أصابت مصر أيضا ..
هل كانت الكهرباء المولدة من السد العالي تعادل ثمن تربة مصر التي تبخرت وتصحرت وبارت .. الجواب ولا واحد بالألف .. السد العالي كان أكبر العنتريات الثورية النضالية وهذه نتائجه أما الحروب والتي كان بالإمكان تجنبها فقد أوصلت إقتصاد مصر للصفر لأكثر من ثلاث مرات ..
نتيجة للعشوائية الثوراتية وتخبط القرار أستنفدت المياه الجوفية بالواحات فغدى أهلها عبئا على المدن التي تعاني بدورها شتى أنواع المشاكل .... فبسبب قلة التوعية وتكريس الإعلام للعنتريات الثورية لم يتم إرشاد المجتمع لتكوين الأسرة والإقتصاد المنزلي ... وبالتالي هناك سلسلة أزمات لاحصر لها ..
بمصر الثورة إختفت الفنون والعظماء ولم نعد نشاهدهم سوى بصفحة الوفيات ... أما العباقرة الثوراتية فكان نموذجهم يتجسد بأنيس منصور أو الكاتب الحلمنتيشي أو بأحمد عدوية والسح الدح أمبو ..
ولانذهب بعيدا فقد قام الثوراتيين ببلادنا (اليمن) بإتحافانا بنقل صورة للثورة المصرية ... والمقارنة والقياس واردان ... وبالطبع الإخوة بمصر ومنذ ثلاثة عقود هدؤا عن ترديد الشعارات وسمحوا ببعض النقد ،،، تكونت عندهم عقدة ذنب أو مايقال عنه تأنيب الذات رغم فوات الأوان للتصحيح ... لكن أصحابنا اليمنيين لازالوا عند أوهامهم ولم تردعهم الحقائق والوقائع ..
إرهاصات النهوض ،، حملتها رياح الثورة ..!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: