صور السيد الشهيد الصدر بعد استشهاده

أضف رد جديد
الحسن بن طلال غالب
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3
اشترك في: الأربعاء يناير 18, 2006 6:02 pm
مكان: اليمن
اتصال:

صور السيد الشهيد الصدر بعد استشهاده

مشاركة بواسطة الحسن بن طلال غالب »

هكذا قتلوا الشهيد الصدر




كتابات - جعفر الحسيني



كنا أربعة سجناء في أربع زنزانات انفرادية في أحد سجون الأمن العامة.

الزنزانة الرابعة كان فيها محمد الناطور و هو من الكوادر السورية العاملة في مجال العمليات الإرهابية التي كانت تشنها مخابرات صدام في سوريا. و يبدو أن ضميره قد صحا و حاول الهرب إلى خارج العراق مع وليد الطالب عضو مجلس الرئاسة السوري في الستينات, الذي عاد إلى بلده سوريا. لكنه لم يتمكن من الهرب, و قبضوا عليه قي تموز 1979, و وضعوه في زنزانة انفرادية, و لا أعلم بمصيره, بعد أن افترقنا في 1985. والشيء بالشيء يذكر, أن الرجل ولطول فترة السجن الانفرادي كان نصف مجنون.

الزنزانة الثالثة, كان فيها السيد محمد تقي الجلالي, المجتهد المعروف, و الذي أعدم في عام 1982 .

أما الزنزانة الثانية, فكان فيها مجيد علي السعد, و هو من مدينة الرمادي, و والده من شيوخ البوفهد بمحافظة الأنبار. و قد صمد هذا الرجل –رغم أنه كان مريضا بالقلب- صمودا بطوليا. و أوجه إليه اليوم التحية حيا كان أو ميتا لأنه كان مملوءا نبلا و شهامة.

لقد كنت في الزنزانة الأولى. و كنا نجد أحيانا فرصة أن نكلم بعضنا لدقيقة أو دقيقتين خلال إخراجنا ظهرا إلى الحمام, حيث لا توجد حمامات في الزنزانات.

ذات يوم قال لي مجيد: أريد أن أقول لك سراّ. إن الزنزانة التي أنت فيها كان فيها السيد محمد باقر الصدر. و الزنزانة التي أنا فيها كانت فيها الشهيدة بنت الهدى.

و لما سألته عن أية تفاصيل أخرى, أجابني : لا أعرف شيئاّ لأنهم كانوا يضعون بطانية تحجب الزنزانتين. و بالطبع أنا لا أدري – و الكلام لمجيد- ماذا عملوا معهم في غرف التحقيق.

إن ما أخبرني به مجيد علي السعد دلني على الشخص الذي يعرف السر. و أقصد بذلك مدير السجن الذي كنت فيه أنا و الذي كان فيه مجيد معتقلا قبلي بعامين, وتحديدا في الفترة التي كان فيها السيد الصدر قد اعتقل. وعرفت في السجن معلومات تفصيلية عن مدير السجن...اسمه, رتبته, مدينته..الخ

وسقط النظام.. و كان مدير السجن قد أحيل على التقاعد منذ فترة طويلة و من سخرية الأقدار أن هذا الجلاد قد أصبح كاتبا عن العشائر و الأنساب. و في الحقيقة إن منصبه كان أعلى من منصب مدير سجن و لكنني بناء على عهد قطعته سأشير إليه بصفته مدير السجن..

يقول مدير السجن: جاء إلى مكتبي سعدون شاكر- وزير الداخلية آنذاك وهو معتقل الآن مع صدام وعصابته- و معه مدير الأمن العام فاضل البراك- الذي أعدمه صدام عام 1989

و بحكم رتبتي وقفت عند الباب لأنفذ أوامر هما و كان هناك معي المقدم سعدون صبري الحديثي-مدير الشعبة الخامسة- و الرائد عادل إبراهيم الأعظمي ضابط التحقيق في الشعبة الخامسة.

أمر سعدون شاكر بإحضار السيد الصدر.. و أجلسناه- حسب أوامر هما- على كرسي أمامهما. و جرى الحوار التالي:

سعدون شاكر: أنا جئت من السيد الرئيس وهو ينتظرني الان... و قرار إعدامك في جيبي (أشر على جيبه).. شيء واحد يوقف ذلك. و هو أن تقرأ هذا البيان في التلفزيون ( و لوح سعدون شاكر بورقة يحملها في يده).. و تقول بأن الثورة الإيرانية هي مؤامرة صهيونية و أنها تعادي العروبة و الإسلام و تتآمر على العراق.. وأن حزب الدعوة عميل للاستعمار و الصهيونية.

فرد عليه السيد الصدر: هذا البيان لا ينفعكم لأن الناس لن يصدقوا به.. ولو قرأته فأن الناس سيعرفون بأنني قرأته بالأكراه.. و في كل الأحوال لن أقرأه مهما كان.. و لن ترتاحوا بعد قتلي.. ولن تهنوا أبدا.. قتلي سيضركم ولن ينفعكم.

فقال سعدون شاكر: أذن سنفذ بك و بأختك الإعدام فورا.

هنا ارتجف السيد قليلا و لكنه ظل متماسكا- و هذا حسب رواية مدير السجن- و رد قائلا: حسبي الله و نعم الوكيل.

عند ذاك طلب سعدون شاكر, سعدون صبري الحديثي فجاء و مساعده عادل إبراهيم الأعظمي, و اقتادا السيد الصدر و بدون أن يربطوا يديه أو يضعوا عصابة على عينيه.

كانت هناك سيارة قد وقفت بباب المكتب. اصعدوا إليها السيد الصد ر, وكان قد ازداد صلابة و تماسكا و تحديا. ثم جاءوا بشقيقته بنت الهدى. و هي أيضا لم تكن مكبلة اليدين ولا معصوبة العينين.

فسألته: ما الأمر

فأجابها: لقد قرروا إعدامنا أنا و أنت الآن

فأخذت بنت الهدى تبكي فقال لها مبتسما و بالحرف: يا أخية لا تبكين إن موعدنا الجنة.. ألا تريدين أن تذهبين إلى الجنة؟

قالت بنت الهدى: أنا أبكي عليك

فقال لها السيد الصدر: إن الموت أحب إلي مما يدعونني إليه.

هنا صعد إلى السيارة كل من سعدون الحديثي و عادل الأعظمي. كان أحدهما يقود السيارة و الآخر جالس على الكرسي الأمامي.. وانطلقوا...

هذه رواية مدير السجن لما شاهد ه بنفسه.. أما الجزء التالي فقد رواه له المقدم سعدون الحديثي..

يقول: كان السيد الصدر طيلة الطريق يرتل آيات من القرآن الكريم, و كانت بنت الهدى ترتل معه.. حتى وصلنا بسماية.. أنزلناهما.. ربطناهما على عمودين.. رفض السيد الصدر أن نغطي عينيه ولكننا غطيناهما.. كان مستمرا في قراءة القرآن و كان في قمة الصلابة والتماسك و كانت بنت الهدى في مثل تماسكه و قوته. ثم تشهد و أطلقنا عليهما النار أنا و الرائد عادل.

و اعتقد أنهم لم ينفذوا جريمتهم بالسيد الصدر في مديرية الأمن العامة لأنهم كانوا يأملون أن يراجع السيد الصدر نفسه خلال الطريق.

بقي أن أشير بسرعة إلى الجلادين الأعظمي و الحديثي. فأما الأعظمي فهو بائع سجائر سابق في سينما الأعظمية. كان يعيش مشردا منبوذا. أصبح- بعد انقلاب 17 تموز 1968- ثالث أهم ضباط في الأمن العامة و كان اسمه الأمني (الرائد عامر).

كان ينام في الأمن لعامة و يتناول وجباته الثلاث في غرفة التحقيق, فلم يكن لديه الوقت لتناول طعامه في مكان آخر. تزوج عام 1983. في عام 1986 استدرجه شخصان كانت تربطه بهما علاقة تجارية و قتلاه و قطعاه أشلاءا و دفناه في مزرعته التي منحها صدام له في أطراف بغداد. و كان دافعهما الاقتصاص لضحاياه إذ كان يتحدث أمامهما باستمرار عما فعله بهم. وللأسف إن أحدهما-و بعد عام من الحادث-اعتقل لسبب آخر و لكنه اعترف تحت التعذيب على قتلهم الجلاد و دلهم على بقايا جثته.

أما سعدون الحديثي واسمه الأمني( العميد زهير) فهو مدير الشعبة الخامسة حتى عام 1986 و هو المسئول عن قتل وإعدام عشرات آلا لاف من الأبرياء و ذات مرة استدعى – في شباط 1982- السيد محمد تقي الجلالي في نفس المكتب الذي روينا قبل قليل مقابلتهم للسيد الصدر فيه و قال للسيد الجلالي و هو يضحك: هنا تعاملنا مع بنت الهدى.. هنا حققنا معها.. و لكنها كانت بقوة أخيها.. ثم أخذ يتكلم عنها بكلمات نابية. و قد نقل لي ذلك السيد الجلالي رحمه الله.

أصبح مديرا لأمن البصرة حتى عام 1990و مديرا لأمن الكويت حتى شباط1991.

اختفى عندما انفجرت الانتفاضة عام 1991لدى صديق له في مدينة الموصل. و لكثرة جرائمه عفا عنه صدام و لم يعاقبه على اختفائه و عينه مديرا للأمن الاقتصادي و هو المسئول عن مذبحة التجار. أشرف على اغتيال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر و نجليه الشهيدين مؤمل و مصطفى و بقي بعد العملية مسئولا عن الأمن في النجف لأربعة أشهر و ليست لدي معلومات محددة عنه الآن, هناك.من يقول أنه مسجون, و هناك من بقول أنه في اليمن, وهناك من يقول أنه في البحرين في ضيافة رئيس وزرائها, و الذي تربطه به علاقة حميمة, من أيام التنسيق الأمني بين العراق و البحرين في الثمانينات. ولقد ورد ذكره في الوثائق التي عرضت في محكمه صدام.


صورة
يدعو الله بأن ينال الشهادة


صورة
ثم يجلس جلوس المحاربين .. بإنتظار الشهادة ..

صورة
فيستجيب الله له .. فنم قرير العين سيدي .. فإسمك لن يمحى من قلوب محيبك ..
اشعلت ثورتي وحربي وسرت في طريق مله جـــــــــــدي
ثرت على طغياني وظلمي لا احيد عن هذا الطريق عمري

الأسكافي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 11
اشترك في: السبت يناير 20, 2007 10:55 pm
مكان: غريب عن الوطن
اتصال:

مشاركة بواسطة الأسكافي »

السلام عليكم........الحق هي هذا الشهادة التي تكون خالصة لله رحم الله الشهيد محمد باقر الصدر ورحم الله الشهيد محمد محمد صادق الصدر و اولادة...... اين صدام اليوم هذا الطاغية الذي يسقىمن الزقوم معا يزيد الملعون. واين الصدريين الذي يسقى من الكوثر في جنة النعيم.......... ورحم الله الشهيدة بنت الهدى ......... وكل الشهداء الأبطال.. تحياتي
علي حبك ايمان وبغضك كفر

freedom
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 159
اشترك في: الثلاثاء مايو 03, 2005 7:22 am

مشاركة بواسطة freedom »

اخي الفاضل القصة المروية عن الشهيد السيد محمد باقر الصدر والصور هي للشهيد السيد محمد صادق الصدر.....هذا على حسب علمي والله اعلم

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الشخصيات الإسلامية“