بعثتي اليابان واليمن العلمية ... وأوضاع صعـــــدة ..!

[الهاشمي اليماني]

من عاصمة إمبراطورية اليابان القديمة كيوتو إنطلقت مدرسة تعلم الناس فن اللباس وتقاليد المجتمع الأصيلة اليابانية ومنها فنون فروسية الساموراي و هندام الكومينو الياباني الصرف وطريقة تنظيم الحدائق والزهور وتنسيقها والتي لها بالثقافة اليابانية مكانة خاصة ... ومن هذه المدينة التاريخية أيضا إنطلقت المعجزة اليابانية حيث عهد الإمبراطور ميجي ( الميكادو أو إبن الشمس كما يلقبونه ) لنخبة من شباب اليابان محدودي العدد بالذهاب لأميريكا وأوروبا لغرض التحصيل العلمي ... وعاد أولئك النفر القليل ليسنجوا وببركة الميكادو (( المعجزة اليابانية)) ففي فترة لاتتعدى القرن برزت اليابان كدولة عظمى مهابة الجانب تصنع من الإبرة حتى الطائرة بل وحاملة الطائرات ...
اليابان التي لايوجد بمياهها مايكفيها من الأسماك حيث يقال لو أن كل ياباني أكل سمكة كاملة يوميا لما كفتهم بحار العالم ، الأرز غير كاف ومع ذلك يستنبتونه بحدائق المنازل وحتى بشرف غرف البيت .. لامعادن لابترول لا... لالا الخ .. ومع ذلك طبيعة محاربة فالزلازل شبه يومية بأرضهم ... ولكن بشر ،، بني آدم يريد الحياة ويصمم على الوضع المتقدم ويعمل ويعمل ويعمل ولساعات طوال أعواما وأعوام دون كلل أو ملل .... وبدون أناشيد حماسية ثورية ولاعنتريات ولاتمجيد ولاأشقاء ولانظال ... الخ .
عاد اليابانيين بما يفيد و علومهم العصرية لم تنسهم الكومينو والسوشي أو تنسيق الحدائق و الزهور ... بالطبع اليمن لم تكن بعيدة عن هذا الحدث على الإطلاق فبالرغم من إستبعاد أهل صعدة فقد تم تجهيز بعثة للذهاب لدور العلم وتحصيل العلم بكل مشاربه .. وعادت البعثات ولكن أفرادها كانوا منبهرين بالأوراك السمينة والبنطلونات والشوارب التركية وحلق اللحاء .. عادوا فحاربوا تقاليدنا قبل أن ينقلوا لنا علوما أو تقنيات أو حتى نظريات ماعدى نظريات روبسبير السياسي الفرنسي الذي ذهب ضمن ماقيل حينها أن الثورة الفرنسية تأكل أبنائها ،، عادوا ليصبحوا قدوة بمقدرتهم على مضغ كميات مهولة من القات وإمضاء الساعات الطوال في تأملات بالطبع لاتشبه تأملات اليوقا وبعيدة عن الأكروبات .. ولعل قضية البعثات تشبه لحد بعيد قصة طريفة حدثت خلال تولي السياسي الراحل عبد الله الكرشمي لرئاسة الحكومة بالشطر الشمالي من الوطن ..... حينما عهد إلى شركة جزائرية بالتنقيب عن النفط في سهل تهامة ، وكانت الشركة قد أرسلت له برقية تخطره فيها بعثور الشركة على أكبر منجم للملح الصخري بالمنطة ..كان جواب الكرشمي "عاق" والكلمة لها معنيان العقوق وهو أمر معيب بأدبيات اليمن .. وعق وتعني شديد الملوحة .
ربما صدقت الكلمة الأولى على فعل البعثة العلمية اليمنية ... وصدق المعنى الآخر على زمننا الردئ ..
استبعدت صعدة من البعثة فلم تشارك بأي وزر أو تتحمل ملامة كما نقول بالعامية... لكنها كانت هدفا لمنظري مقائل القات المتفرعين من فكر البعثات الباحثين عن الملذات ومايسعد الذات ... فدفعت صعدة بفعل فاعل فأصبحت مقيلا يعج بالقات والدخان .. فلاعلوم ولاشوارع ولاأسواق وخوف ورعب ومجانين ومعسكرات ومعتقلات .. فخلى الجو للقات وما إليه من المشتقات وماهو آت آت ..
صعــــــــــــــــــدة الغراء ،، تاريخيا المدينة الصناعية الأولى ربما بعالم البشر حاضرة التبع الحميري أسعد الكامل وقلعة اليمن الشامخة ومكان الثقل الثقافي بالتاريخ الإسلامي ... أشلاء خرائب دمار فقر ..
أما وقد عاد فرسان الساموراي اليابانيين من أوروبا وأميريكا ليلبسوا الكومينو ويأكلون السوشي (السمك النيئ) وينسقون زهورهم التي لها خلفية ثقافية دينية ... فلم لايتحفنا تلاميذ مبعوثينا بجعل صعدة عاصمة لتعليم فن المقائل القاتية وصناعة الشيش ( المدائع) وزراعة التنباك ويمكن قلع أشجار الرمان والعنب ... وكذا إعادة تأسيس مصنع السجائر بصعدة حتى تكتمل الصورة ... لتكن بذلك صعدة مشابهة لعاصمة اليبان القديمة ومن قبيل صحة الأفعال وإسقاطها على وصفها الحقيقي .... سلبا أو إيجابا .

[الهاشمي اليماني]

أتمنى من البعض الإدلاء بدلوهم ... بهذا الموضوع الشائك ..
بالرغم من تعقيد ات المجتمع الياباني بتلك الفترة التي ربما تزامنت مع إرسال بعثتنا للخارج ،، باليابان كانوا يسجدون للإقطاعيين أما الإمبراطور فكان مؤلها ( أستغفر الله ) وكان الظلم الإجتماعي بأشد أحواله حيث كان معظم المواطنين بين مستعبد ومسترق ومستذل ... ومع ذلك عادت البعثة لتبعث العمل والنشاط بكل مفاصل الحياة اليابانية وتحيل اليابان خلية نحل ثم تضاهي بها دول العالم المتحضر والتي سبقتها بمئات السنين ..
هذه بعثة اليابان وما صنعته وفي مجتمع اليابان الذي كان أكثر بلدان العالم تخلفا وجهلا وظلما ...
فلماذا بعثتنا عادت بخفي حنين وعادوا ليتبؤا مجالس القات الفخمة ويتسابقون على هدر الوقت وتمشيط فروة الرأس وحلق اللحاء ..
ما هي الأسباب الجوهرية .... بل لماذا أصبح أبطال اليمن القوميين الوطنيين ومن صنعوا التاريخ وأنتصروا بمعاركهم الحربية ضد خصوم اليمن ... لماذا أهمل هؤلاء وهمشت أدوارهم بينما أشيد بأباطرة المقائل ونحوهم ..
لم لا يفند المنصفين هذا اللغط والمغالطة ... وكيف أن عملاء معروفين يعملون لحساب قوى خارجية أصبحوا شرفاء ومناظلين .. جسورين .؟

[freedom]

سيدي الفاضل مواضيعك دائما رائعة واجدني احيانا اقراها مرارا وتكرارا.....

سيدي الفاضل عندما تخضع عملية الابتعاث للاهواء والوساطات وعندما نرى ان المستحقين يتجرعون مرارة الذل لنيل حقهم بالابتعاث ولا يجدون منة سوى النذر اليسير نجد بالمقابل ان من لا يستحقها ياخذها لوجاهتة وقرابتة من فلان او عزان....
لو اقتدت وزارة التعليم العالي بالمنظمات الدولية المبتعثة في معايير الابتعاث والتخصصات المطلوبة وفق خطط مدروسة لما وجدنا اناس مبتعثين لتحضير رسائل عن اللغة العربية في دولة لا تتكلمها مثل الهند ولما وجدنا مئات المبتعثين في الفقة والحديث الذي تمتلئ بة جامعلتنا..

اضف الى ذلك الدور المخابراتي والرقابى الذي تفرضة الاجهزة الامنية على جميع المبتعثين ودس العملاء اوساطهم للرفع بكل صغيرة وكبيرة و بث الرعب باوساطهم ليظلوا يسبحوا بحمد الحاكم ويسجدوا تحت هباتة....


هذا ما ادركتة حاليا اما سابقا فانا لا استبعد اي دور مخابراتي غربي استقطبت القدماء واوهمتهم بما تريدة كما عملت مع بن لادن الذي اوهم انة المدبر وتم جر العالم الى حرب دينية تحت غطاءة..

كما ادرك بان القات مشكلة اخذت الوقت وعودت الجسم على الراحة وكل شئ عيسبر بعدين