التأهيل ... خبر مفزع مقذع مفجع ،، تأهيل من ..؟ اليمن ...! إلى ماذا إلى مائدة مؤقتة ... بالطبع اليمني دائم التأكد من صحة بنيانه فهو إما يحفر حتى يصل للأرض الصلبة المتماسكة أو يعلي داره من فوق صخر أصم فيقف أمام منشأته بأنف أشم ... اليمني كان مدمن عمل ... كان منتج ،، كان يقضي الساعات الطوال بالبحر صيادا وبالوديان ساقيا وجانيا وعلى شجيرات بنه ولوزه و موزه مداعبا وحانيا .. كان يراقص النخيل عند الأصيل ويعطي الجزيل ويسدي الجميل ،، كيف إنحنى الرمح الغساني السامق وكيف إنعوج السهم وتمرد على قوسه ... هي الغربة الجماعية العشوائية المشئومة التي أحدثها التجاذب الإقتصادي الحاد والذي لم يتم التعامل معه بجدية ،،، عندها إختلط الحابل بالنابل ... وأصبحنا نقلد قوم أخر ونسينا محاسننا بل قلبناها مساوئ ، وقلبنا ظهر المجن لكل حسن بأرض اليمن .. لم يكن ذلك تلقائيا بل كان إما بفعلة فاعل ماكر ماهر أو غباء سافر ومثابر .. والهدف إما لإدخالنا أنفاق الأرانب أو تدجيننا وتجهيز المحالب ..
اليمن وتأهيلها أمر يثير الإشمئزاز .. لما وصلت الأمور لهذا ..؟ اليمن بمواردها الطبيعية تستطيع رفد ستين مليون من البشر ،،، موراد طبيعية لامتناهية .. مساحات من الأراضي الزراعية تحولت لمزارع قات ... وشطئان تعج بكنوز من الغذاء .. يتم التلاعب بها ونهبها بل وإعاقة نموها المستبقلي وتهديد وجودها .. بالطبع هذه كوارث .. تمت خلال الأربعة العقود الأخيرة ... الكل يعرف السبب لاتوعية لامناهج لاقدوة صالحة ولاعمل تطوعي .... تصوروا أطباء يعودون من الخارج فينضروا لما حولهم وعلى مضض وإحباط يعودون لمقائل القات .. ودعاة إيمانيون يحللون ويحرمون ويكفرون وربما يصل شكهم لتحريم التدخين اللبان وصوت الطاحون ... وعندما يتعلق الأمر بالوطن اليمني يأتون مخزنين ومدخنين ..
اليمني اليوم لايعمل وإذا عمل فلسويعة ... وحتى بدون تركيز فهمه صباحا البحث عن مرقة لتحريك الحرارة كما يقولون وقبل الظهر البحث عن القات وبعد الظهر المقيل ... وبعد المغرب أو العشاء كوابيس المقيل ..
حاليا باليمن لاعمل وإن وجد فهو إرتجالي ومبعثر وغير مركز ..
تأهيل اليمن ليس بإستيراد معونات ثم فتح البلاد لتكن مصرف لمنتجات الآخرين البائرة وبالتالي وأد الصناعة اليمنية الغضة والمهددة .. وإفلاس المؤسسات اليمنية الأهلية والتأهيل هنا إنما يعني خروج اليمنيين من بلادهم ،،، وإلى أين ..؟
تأهيل اليمن يأتي بالمناهج التعليمية وتكريس الوطنية اليمنية ثم وضع مشاكل اليمن الإجتماعية وعلى رأسها القات على المنهج .. بل وحتى تعليم الجيل الجديد ثقافته الوطنية كالرقص والغناء والملابس الوطنية ... وجعل اليمني فخورا بوطنه لاعالة على الغير .. وعدم تلقينه عبارات الغباء منذ نعومة أظافره ... كالعنتريات السخيفة ونحوها ..
تأهيل اليمن يأتي بالقدوة الصالحة وأن نرى المسئول يخرج من برجه العاجي بعد العصر ليتفقد الشوارع والمؤسسات ... وأن ينبذ السلبيات وعلى رأسها القات والدخان علنا وأمام الملاء حتى يصبح قدوة ..
يجب حث الناس على العمل المتواصل أسوة بماضيهم فالشعوب لاتقوم نهضتها إلا على العمل المتواصل والذي ربما يصل نصيب الفرد الواحد به عشر ساعات يوميا ... أسوة بمافعلته ألمانيا واليابان وكوريا ... حيث أهلت الإقتصاد عبر العمل ... فالمعونات ربما تفضي لسلبيات أكبر مما نعاني إن لم يتم البحث عن الحلول الناجعة ... ومن ثم نستطيع القول تأهيل ..
اليمن بحاجة لإعادة التأهيل ... داخليا .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: