في هوى آل النبي محمد ..... نشوان الحميري

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
الثائر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 111
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 8:25 pm
مكان: اليمن

في هوى آل النبي محمد ..... نشوان الحميري

مشاركة بواسطة الثائر »






ألا طرقتنا هند والركب هجع= وطاف لها مني خيال مروع
عجبت لها أني سرت فتعسفت =ظلام الدجى والليل أعبس أسفع
فأني اهتدت للركب والركب معرس =بحيث يظل الطير والوحش ترتع
وعهدي بها ترتاع من صوت وطئها= ومن فيها بين المقاصير تجزع
فقلت لها يا هند أهلا ومرحبا =وبت بها من ليلتي اتمتع
بضم وتقبيل على غير رقبة =وطيب وعناق ليس فيه تمنع
ألاحظ منها الوجه كالشمس تطلع =والثم منها الثغر كالمسك يسطع
وأرشف من فيها رضابا كأنه= معتقه راح بماء تشعشع
فيا طيب ليل بت فيه ممتعا= إلى أن بدا وجه من الصبح يشنع
فقمت حزينا آكل الكف حسرة= وأعلم أن قد كنت في النوم أخدع
أما ترحمي يا هند صبا متيما =وكاد اشتياقا قلبه يتقطع
يبيت وقد قرت بوصلك عينه =ويضحي وما في نظرة منك يطمع
فيا ليت شعري هل لوامق سبيل= وإلا هل عن الحب مرجع
بلى في هوى آل النبي محمد =لمثلي تعل عن هواك ومقنع
إلا إنما العبد الذي هو مؤمن= يقينا هو المرء الذي يتشيع
إذا أنا لم أهو النبي وآله =فمن غيرهم لي في القيامة يشفع
ومن يسقني ريا من الحوض شربة =هنالك إلا الأصلع الرأس انزع
ومن قائل للنار إذ ما وردتها =ذري ذا وجل الناس في النار وقع
ومن بلواء الحمد ثم يظلني =سواه وشمس الحشر في الوجه تلذع
علي وصي المصطفى ووزيره =وناصره والبيض بالبيض تقرع
وأكرم خلق الله صنو محمد =ومن ليس عن فضل إذا عد يدفع
ومن معه صلى وصام لربه =وللات قوم ساجدون وركع
فذاك أمير المؤمنين ومن له =فضائل ما كادت لخلق تجمع
هو الخاطر المختال يمشي بسيفه =إلى أهل بدر والأسنة تنزع
وقد زفت الحرب العوان إليهمُ =عليها حلي من قواضب تلمع
فجاشت لها نفس الشجاع مخافة= وقصر عنها الفارس المتسرع
وأحجم عنها المسلمون ولم يكن= ليثبت إلا رابط الجأش أروع
مشى باذلا للموت في الله نفسه =وأيده الله ما شاء يصنع
هناك برى هام الكماة بصارم =له من سيوف الهند ما مس يقطع
وفي خيبر فاسأل به آل خيبر =أمن ضربهم بالسيف هل كان يشبع
ألم يرد فيها مرحبا فارس الوغى =صريعا لجنبيه ذئاب وأضبع
أما فتح الحصن المشيد بناؤه= وقد كاع عنه قبل ذلك تبع
ومن قلعت يمنى يديه رتاجه =وقد قصرت عنه أكف وأذرع
ومن ذا سبى منه حصانا كريمة =يذب همام القوم عنها ويدفع
فقر رسول الله عينا بقربها =وقد طمعت منها نفوس تطلع
ومن ذا له قال النبي محمد= غداة تبوك حين قالوا وشنعوا
فغم أمير المؤمنين مقالهم =وكادت أماقيه من الحزن تدمع
فقام رسول الله منهم مبلغا =لهم فضله لو كان ذلك ينجع
فقال علي فاعلموا من نبيكم =كهارون من موسى فكفوا وأقلعوا
ومن ذا لهم في يوم خم إقامه =وقال لهم فيه مقالا فأجمعوا
فقال فمن قد كنت مولاه منكم فه=ذا له مولى يطاع ويسمع
ومن حملته الريح فوق سحابة= بقدرة رب قدر من شاء يرفع
ومر بأصحاب الرقيم مسلما= فردوا من الكهف السلام فاسمعوا
ومن فجر الصخر الأصم لجنده =ففاض معينا منه للقوم ينبع
ومن لصلاة العصر عند غروبها= ترد له الشمس بيضاء تلمع
فصلى صلاة العصر ثم انثنت له =تسير كسير البرق والبرق مسرع
فيا لائمي في حبهم كف إنني= بحب أمير المؤمنين لمولع
ولا دنت إلا حب آل محمد ولا= شيء منه في القيامة أنفع
إذا العدل والتوحيد كانا وحبه =بقلبي فإني العابد المتطوع
أنا السيد القوال فيهم مدائحا= تمر بقلب الناصبين فتصدع
وفي يوم بدر حين بارز شيبة= بعضب حسام والأسنة تلمع
فبادره بالسيف حتى أذاقه =حمام المنايا والمنيات تركع
وصيره نهبا لذئب وقشعم =عليه من الغربان سود وأبقع
وفي يوم جاء المشركون بجمعهم =وعمرو بن عبد في الحديد مقنع
فجد له شلوا صريعا لوجهه =رهينا بقاع حوله الضبع تخمع
وأهلكهم ربي وردوا بغيظهم= كما أهلكت عاد الطغاة وتبع
وفي خاصف النعل البيان وعبرة =لمعتبر إذ قال والنعل ترقع
لأصحابه في مجمع إن منكم =وأنفسكم شوقا إليه تطلع
إماما على تأويله غير جائر= يقاتل بعدي لا يضل ويهلع
فقال أبو بكر أنا هو قال لا =فقال أبو حفص أنا هو فاسفع
فقال لهم لا لا ولكنه أخي =وخاصف نعلي فأعرفوه المرقع
وفي طائر جاءت به أم أيمن= بيان لمن بالحق يرضى ويقنع
فقال إلهي آت عبدك بالذي= تحب وحب الله أعلى وأرفع
ليأكل من هذا معي ويناله =فجاء علي من يصد ويمنع
فقال له أن النبي ورده على =حاجة فارجع وكل ليرجع
فعاد ثلاثا كل ذاك يرده= فأهوى بتأييد إلى الباب يقرع
فأسمعه القرع الوصي لبابه= فقال له أدخل بعدما كاد يرجع
وقال له يشكو وقد جئت مرة =وأخرى وأخرى كل ذلك أدفع
فسر رسول الله أكل وصيه= وأنف الذي لا يشتهي ذاك يجدع
وقال له ما أن يحبك صادق= من الناس إلا من إلا مؤمن متورع
ويقلاك إلا كافر ومنافق= يفارق في الحق الأنام ويخلع
فلما قضى وحي النبي دعا =له ولم يك صلى العصر والشمس تنزع
فردت عليه الشمس بعد غروبها= فصار لها في أول الليل مطلع
وأسكنه في مسجد الطهر وحده =وزوجه والله من شاء يرفع
مجاوره فيه الوصي وغيره= وأبوابهم في مسجد الطهر شرع
فقال لهم سدوا عن الله صادقا= فضنوا بها عن سدها وتمنعوا
فقام رجال يذكرون قرابة =وما ثم فيما يبتغي القوم مطمع
فعاتبه في ذاك منهم معاتب= وكان له عما وللعم موضع
فقال له أخرجت عمك كارها =وأسكنت هذا أن عمك يجزع
فقال له يا عم ما أنا بالذي =فعلت بكم هذا بل الله فاقنعوا
وقد كان في يوم الحدائق عبرة =وقول رسول الله والعين تدمع
فقال علي مم تبكي فقال من= ضغائن قوم شرهم أتوقع
عليك وقد يبدونها بعد ميتتي= فماذا هديت الله في ذاك يصنع
وفي يوم ناجاه النبي محمد= يسر إليه ما يريد ويطلع
فقالوا أطال اليوم نجوى ابن عمه =مناجاته بغي وللبغي مصرع
فقال لهم لست الغداة انتجيته =بل الله ناجاه فلم يتورعوا
فأبصر دينارا طريحا فلم يزل =مشيرا به كفا ينادي ويسمع
فمال به والليل يغشى سواده =وقد هم أهل السوق أن يتصدعوا
إلى بيع سمح اليدين مبارك= توسم فيه الخير والخير يتبع
فقال له بعني طعاما فباعه =فقال لك الدينار والحب أجمع
فلا ذلك الدينار أحمى تبره =ولا الحب مما كان في الأرض يزرع
فبايعه جبريل والضيف أحمد= فثم تناهى الخير والبر أجمع
وفي أهل نجران عشية أقبلوا =إليه وحجوا بالمسيح فأبدعوا
وردوا عليه القول كفرا وكذبوا= وقد سمعوا ما قال فيه وأورعوا
فقال تعالوا ندع أبناءنا معا= وأبناءكم ثم النساء فأجمعوا
وأنفسنا ندعو وأنفسكم معا= ليجمعنا فيه من الأصل مجمع
فقالوا نعم فأجمع نباهلك بكرة= وللقوم فيه شرة وتسرع
فجاءوا وجاء المصطفى وابن عمه= وفاطم والسبطان كي يتضرعوا
إلى الله في الوقت الذي كان بينهم= فلما رأوهم أحجموا وتضعضعوا
فقال له مه يا بريدة لا تقل= فإن برغمي في علي تتبع كذا
فمني علي يا بريدة لم يزل =وإني كذا منه على الحق نطبع
وليكم بعدي علي فايقنوا =وقائعه بعد الوقيعة تسرع
بتوبته مستعجلا خاب أنه =بسب علي في لظى يتدرع
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“