توكل كرمان : حريري اليمن.. هل هو رجمٌ بالغيب؟

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

توكل كرمان : حريري اليمن.. هل هو رجمٌ بالغيب؟

مشاركة بواسطة Nader »

13/11/2006

توكل عبدالسلام كرمان

سنقول بثقة أن القصيدة المزورة التي رفض الشاعر محمد أحمد منصور نسبتها إليه لركاكتها لا تصلح سبباً حتى لأن يوجه حميد الأحمر اللوم للشاطر، يعلم الأحمر أن استهدافه ببذاءات تنشرها صحف الحكومة وحزبها يتم بأمر من القيادة العليا جدا في الدولة، ويشك أن سيادته هو من بارك وأمر ووجه.

ما حملته القصيدة المزورة من إساءة في حق الشيخ الأحمر الابن ومن قبله الأب أتى بقرار فوقي، وليس الشاطر وصحيفته إلا جزء من حملة منفذة لأوامر عليا قادمة من صاحب الفخامة! هكذا يفهم حميد الأحمر وأنصاره وذووه الأمر.

* مشروع المستقبل:
منذ أعوام كان بيت الشيخ عبد الله الأحمر قد دخل على الخط أمام حملة استهداف مدروسة و ممنهجة أريد لها أن تطال كل البدائل المحتملة التي قد تنغص عملية التداول الوراثي للسلطة التي يبدو أن القائد الرمز مصمم على رعايتها كأهم منجز له بعد الوحدة والديمقراطية وقل الثورة إن شئت!! يعد بيت الشيخ الأحمر مركز النفوذ الأقوى والأهم في البلاد فلها الأولوية في الاستهداف إذاً، بناء على تلك السياسة التي عليها أن تطال كل مراكز النفوذ والقرار.

لأسباب كثيرة منها الحنكة السياسية والمهارة والحذق التي بدا أن حميد الأحمر يتمتع بها كمواصفات إضافية تجعل منه مشروعاً مستقبلياً بحق -حسب وصف أمين عام الاشتراكي- تجعلك تشعر أنك فعلاً أمام قيادي مستقبلي الأرجح أنه سيكون له شأن كبير، هكذا يبدو الأمر.. وهو يتوعد بثورة شعبية إن اقتضى الأمر وصودرت إرادة الناخبين، وهو يجمع مئات الآلاف في عمران قلب القبيلة النابض يهتفون لمرشح المعارضة القادم من حضرموت، وهو يخاطب الجموع في تعز فتهتز له الأرجاء بالهتاف والتصفيق، وهو يجري المقابلات الصحفية بثقة واقتدار، وهو يجذب اهتمام متزايد من قبل الصحفيين والكتاب والمجتمع المدني والنخب بطريقة تجعلك تعتقد أنه صديق الجميع وأنت ترى الجميع يتحدث عنه بإعجاب واحترام؛ لكل ذلك شاء حميد الأحمر أم لم يشأ.. يكون قد وضع نفسه المطلوب رقم واحد لحملة الاستهداف والتحجيم.. التي عليها أن تمهد الطريق أمام ولي العهد.. والتي لم تستثن من قبل علي محسن الأحمر وهو من هو قرباً من القائد وفضلاً عليه ! فما الذي يجعلها تستثني الشيخ حميد أو حريري اليمن إن شئت أن ترجم بالغيب ؟!


يزيد الطين بلة أن تلك المواصفات والمهارات القيادية التي بدا أنه يتمتع بها ربما يولد شعورا لدى الرئيس أنها حظوظ نادرة لا يبدو أن أحداً من أصحاب النفوذ ممن هم من جيل حميد الأحمر يتمتع بها، إذاً.. الأمر لن يتوقف و ربما كان على الشيخ الأب أن يواصل عملية النقاهة والعلاج في الرياض كضمان إضافي لسلامة ابنه المزعج.

*عتاب فحسب:
الزميل علي الشاطر لا يحتاج لتضامننا لسبب بسيط هو أن حميد الأحمر لم يهدده حقا.. ذلك حمق و جنون لا نعتقد أن حميد الأحمر سيقع فيه يوماً.

بالأمس كانت أقلام الصحفيين وبياناتهم هي آخر ما يعول الشاطر عليها أو يعيرها اهتماماً.. من المطاع الذي قرر منعه من الرزق والمعاش إلى عارف الخيواني الذي أفقده العقل والحس إلى العشرات من العاملين في صحيفته و الذين ظل يتعامل معهم بالجزمة والكرباج فمالذي يجعله يرى أن لتضامنهم قيمة أو جدوى!!

استمعنا إلى التسجيل الصوتي للمحادثة التي دارت بين حميد الأحمر والشاطر والتي يزعم فيها أنه تعرض للتهديد بتصفية حياته!! بعد أن تستمع للمحادثة ستخرج بهذا الانطباع : ليس هناك تهديد يذكر، يستحق كل هذه الهيصة! بدأ الاتصال بالعتاب والتحية وانتهى بها أيضا، غير ذلك كان هناك حرص من الشاطر لاستدراج الشيخ حميد وإغضابه أملا أن يستحث انفعاله فيجود عليه بكلمة يفهم منها تهديدا له.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث، قال له " إن لم تنشر تكذيب محمد منصور في العدد القادم فأنت غريمي، كلمة " غريمي " هذه التي طلب الشاطر من حميد إعادتها ثلاث مرات متظاهراً بأنه لم يسمعها لا تعني تهديداً بالقتل أو التصفية أبداً، كما يمكن أن نفهم كلمة " الرصاص " التي وردت في المحادثة على لسان الشيخ حميد على أنها مجرد تذكير للشاطر إلى أن نشر مثل تلك القصائد المزورة في حق قيادات قبلية قد يكون سبباً في رد فعل غاضب لا يمكن التحكم به وليس شرطاً أن يكون هو من يقوم به.

لأسباب كثيرة -منها أن العميد علي الشاطر الأكثر قرباً من الرئيس ورئيس التوجيه المعنوي للقوات المسلحة فما الذي سيخيفه من الرصاص إن كان يملك الصواريخ والدروع- لا يمكن اعتبار كلمة " رصاص " الواردة في حديث الأحمر انتهاكاً للصحافة كان يمكن أن يكون ذلك لو كانت لرئيس تحرير صحيفة مايو أو الميثاق مثلاً، سنعد ذلك انتهاكاً وسنقول كان هناك طريق واحد على الشيخ الأحمر أو غيره أن يلجأ إليه.. الرد بنفس الصفحة لإطلاع القراء أو اللجوء للقضاء للتظلم أو الإثنان معاً، وهي أساليب للرد ليس منها أبداً الاتصال لرئيس التحرير!! لكن الأحمر كان هنا يتصل بقائد التوجيه المعنوي للقوات المسلحة ورئيس تحرير الصحيفة الناطقة باسم الجيش التي ليس عليها أن تلعب بالنار ليس عليها أن تخوض في السياسة ابتداء، ويافندم " نصر طه مصطفى " السياسة ممنوعة على الجيش وصحيفته، وصحيفة سبتمبر طالما تعامل معها الشاطر على أنها من تلك المنشورات التي مكتوب عليها سري للغاية!

كان يفعل ذلك عندما كان يعاقب المحررين والعاملين في الصحيفة بالزنازين الانفرادية لشهور ولربما لسنوات!!

سنقول هنا أن هناك خطئاً حقيقياً قد وقع فيه الشيخ حميد، وهو خطأ في حق نفسه أكثر مما هو في حق الشاطر، لم يكن عليه لوم الشاطر ابتداء وهو يعلم أنه ليس له الخيرة من أمره، لم يكن عليه حتى إظهار الضيق والتبرم! عليه أن يوطن نفسه لسيل الانتقادات المسيئة أحياناً مادام وقد اختار أن يكون في مقدمة المعارضين خطاباً وفعلاً، الكلام السئ بحق المواطن العادي ناهيك عن القادة والرموز ينظر إليه القراء على أن صاحبه بذئ لا أكثر، فما الذي سيضير الشيخ حميد من بضع أبيات رديئة المعنى والمبنى تشعر بعد قراءتها أنك مضطر للبصق عليها.
لست هنا أبحث عن مبرر أو عذر للشيخ حميد ليقول تلك الكلمة في معرض استنكاره للإساءة في حقه القادمة من صحيفة الشاطر، لكن أؤكد انه لا يـُفهم أن هناك تهديداً واضحاً بالقتل والتصفية قد وجهه حميد إلى الشاطر كل المحادثة كانت عبارة عن لوم وعتاب فحسب وأتت كلمة الرصاص خارجة عن السياق!



*عقاب على مواقفه!
الأمر له علاقة بموقفه الشجاع من الانتخابات ومؤازرته لمرشح المعارضة بعد يوم واحد من خطابه الشهير في حفل تكريم بن شملان وأمام السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية التي شاركت في الرقابة على الانتخابات بدا الشيخ حميد أكثر تألقاً، تحدث عن النضال السلمي كخيار استراتيجي وحيد له ولحزبه وتحالف اللقاء المشترك الذي يناضل تحت لوائه.

كان الرد سريعاً جاءت مسرحية تهديد العميد الشاطر الذي هرع إلى نقابة الصحفيين لحمايته، ترى هل كانت النقابة التي عقدت اجتماعا طارئا للتضامن معه تصدق حرفا واحدا مما قاله الشاطر وهي تسطر أطول بيان تاريخي لها ؟ المؤسف أن تشارك النقابة في حملة الاستهداف التي تطال حميد الأحمر والتي تزداد كلما تحدث عن النضال السلمي وبدا أنه الأكثر مدنية.

نقابة الصحفيين اليمنيين أول المعنيين بالدفاع عن حميد الأحمر لأسباب كثيرة يبدو هذا القول صحيحاً، الشرط الموضوعي لوصول القوى المدنية الحداثية في العالم الثالث إلى السلطة يتحقق عبر مساندة احد دعائم السلطة الهامة بعد خلافات تحدث فيها وهي بالمناسبة خلافات حتمية الحدوث والتحقيق لأسباب لها علاقة بنظريات علم الاجتماع وسننه، في اليمن قضت هذه السنة بقوة إضافية لصالح المعارضة بانحياز بيت الشيخ الأحمر لمشروعها.

*بيت مسيسة:
منذ زمن كان واضحاً أن الشيخ الأحمر وبيته المسيسة لا ترتكب مثل هذه الحماقات، قبل عام كانت صحيفة الميثاق في افتتاحيتها تنشر ما هو اكبر من قصيدة منصور المزورة من بذاءات في حق الشيخ عبدالله نفسه، أعتقد أن الزميل احمد الصوفي رئيس تحرير الميثاق قد شعر بالمن والتقدير وهو يتذكر ما حدث من قبل لحسن مكي، تم وضع حد نهائي لمستقبله السياسي بعد أن نجت حياته الشخصية فيما يشبه الإعجاز بسبب ما هو اقل من إساءات الميثاق!

بالتأكيد الشيخ عبد الله الأحمر ليس أقل قوة وبأساً من الشخصية القبلية التي أساء إليها مكي، لكن لم يحدث أن وجه أحد لوماً للميثاق ورئيس تحريرها كان اللوم يتوجه لفخامته فما الذي تغير الآن ؟

*ناكر المعروف:
سنعود لقصيدة سبتمبر.. كان عنوانها " ناكر المعروف " ، " ناكر المعروف " هذه عبارة سمعنا مايشبهها في أحد خطابات الرئيس الانتخابية! يخيل إليّ كم يشعر آل الشيخ عبد الله بالإهانة البالغة بعد كل مرة يوصف الواحد منهم بأنه " ناكر للمعروف " من قبل الرئيس وأعوانه!

هذا التوصيف يحولهم إلى مجموعة من المستضعفين كانوا قبل علي عبدالله صالح.. وجدهم ضعفاء فقواهم! وعالة فأغناهم! وهو ادعاء ظالم لا يرون أشد على النفس منه، لعلهم يقولون من هو ناكر المعروف ومن أسدى معروفاً للآخر نحن أم هو ؟!

كان لمساندتنا دور كبير في بقائه واستقراره في السلطة كل تلك الفترة فما الذي قدمه هو ؟ ماهو الفضل الذي كان ينقصهم فحصلوا عليه بفضله ؟ رئاسة حاشد.. ؟ منصب اجتماعي يتداوله الشيخ وآباؤه منذ قرون، لم يأت بقرار رئاسي منحه إياه علي عبدالله صالح ولا يمكن انتزاعه بقرار!

رئاسة مجلس النواب.. ؟ هي الأخرى لم تكن هبة رئاسية قدمها الرئيس لوجه الله فقد كان الشيخ عبدالله رئيسا حقيقيا لأول مجلس حقيقي للشورى في اليمن حين كان علي عبدالله صالح لا يزال أمامه مشوار طويل، كان حينها من صغار الضباط في حين كان الشيخ بسهولة ينزع رئيساً ويأتي بآخر، ومنذ حسين الأحمر الجد وبعده وربما قبله كان ملوك اليمن ورؤسائها يحفظون القاعدة الذهبية التي تقول : إذا غضب عليك الشيخ الأحمر حسبت الناس كلهم غضاب، لست هنا اشمت بالرئيس أو أحقر من شأنه كنت ولا أزال احترم مسيرته الكفاحية في تحقيق ذاته، لكنني أقرر هنا انه ليس له فضل يذكر على الشيخ عبدالله على الأقل من وجهة نظر الشيخ وأولاده.

وفي تحالف الرئيس معهم إن لم يكن قد منحه السلطة في البداية فقد منحه الاستقرار وطول البقاء لاحقاً، هذه هي الحقيقة التي يقرها الناس في اليمن ولا تحتاج إلى تذكير أو إثبات، بالمقابل لم يضف هو إضافة حقيقية إلى سلطة الشيخ الاجتماعية والقبلية، اللهم إلا إذا كانت مجموعة المحاولات الهادفة إلى استحداث قيادات بديلة ومنافسة للشيخ في مقر تواجده القبلي في عمران وغيرها حيث قبائل العصيمات و بني صريم و عذر وغيرها،وهو خط أحمر لا معنى بعد تجاوزه للحديث عن الشراكة والتحالف.. هكذا يشعر آل الشيخ الأحمر.

في الانتخابات البرلمانية السابقة كان الشيخ عبدالله اسميا مرشح الإصلاح والمؤتمر، في الواقع كان للمؤتمر مرشح آخر يحظى بدعمه ومؤازرته مرشح مستقل ينافس الشيخ بنفس دائرته، كانت تلك ضربة موجعة للشيخ وهو يسمع هتاف " لا أحمر بعد اليوم " يردده أنصار ومؤيدو منافسه المستقل المدعوم مؤتمرياً والقيادي في المؤتمر أيضا.

بعد الانتخابات بأيام كنا على موعد مع قرار جمهوري قضى بتعيينه وكيلاً لمحافظة حجة كمكافأة له!

لست هنا لأحكم على مدى صحة تلك التصرفات وأحقيتها أعلم أن من حق المؤتمر أن يختار من يشاء مرشحا عنه بصفته المستقلة أو الحزبية، من حق الرئيس أن يفكك البنى القبلية في الطريق إلى الدولة المدنية، من حق كل عصيمي أن ينافس الشيخ عبدالله وغيره على أي منصب هذه قناعتي الشخصية.. لكنها محاولة لتقديم قراءة أولية لخلفية العلاقة بين الرئيس والشيخ وما استجد فيها.

tawkkol@yahoo.com

ناس برس
http://www.nasspress.com/sub_detail.asp?s_no=1505
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“