الى الدكتور عبد الملك العولقي: الدعوة والإمام زيد بن علي(ع)

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

الحمد لله
انت تعرف أن الامام القاسم سلام الله عليه كان في زمن الامام الجواد وأنت تعرف من هو القاسم وكيف كان علمه وتقواه وإن رغبت في ترجمة له فليس عندي مانع .
فهل غاب هذاالنص عن هذا الامام حتى أورد هذا الاشكال عليكم بمعنى هل القاسم ضال جاهل لا يعرف حديث عن جده رسول الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخي عبد الملك انظر كيف تنسب الجهل لهذا الامام تأمل أرجوك ؟
هذا من جانب من جانب آخر وهو المهم أن الموضوع عن الدعوة والقيام فلا تخرج بنا عن موضوعنا سلم أولا بما تم به الاحتجاج عليكم ثم نناقش موضوع النص .
ولى سؤال هل وجد الامام زيد الناصر ؟
وهل وجد الامام يحيى الناصر ؟
وهل وجد الامام النفس الزكية الناصر ؟
وهل وجد الامام النفس الرضية الناصر ؟
هل هؤلاء وغيرهم دعوا وشهروا سيوفهم وأقاموا الحجة ؟ وهل وجدوا فعلا الناصر ؟
أم أنهم انتحاريون مغامرون عناتره كم صرح بهذا بعض علماء مذهبكم ؟
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللّهم صل على محمدِ وعلى آل محمد ....
أضع أمام الجميع حقيقة لا يختلف عليها الإمامية والزيدية ، وهذه الحقيقة هي أن تكليف الخروج على أئمة الظلم والجور معلق على شرط التمكين ووجود الناصر .
فمن إدعى أن أي من الأئمة المعصومين الإثني عشر عليهم السلام قد مُكِنَ له في الأرض و/ أو توفر له الناصر ، ولم يخرج بالسيف على حكام الجور والظلم ، فعليه بالدليل والبرهان
أمّا عن شرط التمكين ووجود النّاصر فأوافقك ، وأمّا أنّ الأئمة المعصومين لو يتوفّر لهم الناصر والمعين ، فأقول :

- الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ، أتته كُتب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي ، ومعه من الأتباع ثلاثون ألفاً . ولَمْ يَقُمْ . كما أفاده صاحب المصابيح.

- الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، أتته كُتُبُ ورسائل أبو مسلم الخرساني ومَنْ معه من الأتباع ، فَلَمْ يقٌمْ . كما أفاده صاحبا المجالس والمناقب .

- ناهيكَ عن أنّ الأئمة المعصومين ، لو كانوا في قرارة أنفسهم يريدون توفّرَ النّاصرِ لهم، لاستقطبوا أئمة وثوّار الزيدية من أبناء الحسن والحسين بمن معهم من أتباع ، كما استقطبَ جعفرٌ زيداً بن علي عليه السلام هو ومن معه ، وجعلَ هذه الثورة ثورةً جعفرية!!

- ناهيكَ عن أنَّ الأئمة المعصومين لو كانوا في قرارة أنفسهم يريدون توفّرَ النّاصر لهم ، لخرجوا من بلادهم ، ينشرونَ فضائلَهم وأحقيّتهم ، على الأقل حتّى يَعرِفَهُم ويَعْرِفَ رَغْبَتَهُم الجهادية النّاس المُتشيعين خارج المدينة. فَبِمَعْرِفَةِ المعصومين ومعرفة رغباتهم الجهادية الإصلاحية ستتوالى عليهم الرسل والكتب والبيعات ، كما قدْ حصلَ معَ زيد بن علي عليه السلام ، عندما خرجَ من المدينة إلى الكوفة وأظهرَ للناس فضلَه في العِلم بأنْ كان يجلس في مجالس العُلماء ويُناظِرُ ويُجادل ويُحدّث، وكانَ حريصاً على إظهارِ فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما جعلَ له تلكَ الأهمية في الوسط الكوفي ، وممّا جعلَ النَّاس يُرسلونَ له بيعاتهم بعدَ عودتِه إلى المدينة بأنّهم مَعَه ضد الظُلم والظَّلمة ، فاستجاب لهم زيد بن علي ، لماذا ؟ لأّنه اعتقدَ أنّ حجّة الله ستركبه إنّ ردّ هؤلاء الجمع الغفير من النّاس المُقدَّر ِ بالآلاف ، وبغضِّ النظرِ عن إنْ كانَ هؤلاء النَّاس سيفونَ ببيعتهم له أم سيغدرون ، فليس لنا إلاّ ظواهرُ الأمور فظاهرُ الأمر أنّ الحجة قد قامت بتوفّر أولئك الآلاف من النّاس المناصرين ، كما أقامَ الحجّة على نفسه الحسين السبط عليه السلام عندما أتاه ذلك الكم الهائل من الكتب والبيعات ، ولكنّ أكثرهم نكثَ ومَرَق .

- نَاهيكَ عَنْ أنَّنَا لو تأمَّلنا بإنصاف ، إلى ثوراتِ الزيدية ، لوجدنا أنّ لكل إمامٍ منهم أتباع. والسؤال هُنا للعقول : كيفَ اجتمعَ النّاس عليهم مع استضعافهم في الأرض ومراقبة أعين الجواسيس لهم ليلاً ونهاراً ، وقد يكون التضييق هنا عليهم أكثر من التضييق على المعصومين لأنَّ ثوّار الزيدية أكثر ضرراً على الدولة من المعصومين ؟ وبصيغةٍ أخرى : كيفَ انتشَرَتْ دَعَوَاتُ هؤلاء الثوّار الزيدية ، وطَاَرَت في الأصقاع ؟ وسؤالٌ آخر يطرحُ نفسَه : أليس الأئمة المعصومين أصحاب النص الإلهي قدْ عُرِفَ فَضْلُهُم في أقاصي البلاد قبل أدناها ، أَليسَ النّص الإثني عشري مشهورٌ في الأمصار ، فلَو كانَ للأئمة المعصومين رغبةٌ في وجودِ النّاصر ، لمهدّوا وأرسَلُوا لِمَنْ يثقون فيه من النّاس أنّهم يريدون الخروج فخذوا لنا البيعات أو ادعوا النّاس ممّن حولكم إلينا ، ونصّ السؤال : ألنْ يكونَ أعدادُ المُبايعين والمُلبيّن والمُناصرين والمُعتَرفِينَ بفضل المعصومين أكثرُ مِنَ المُعتَرِفينَ بفضلِ الثوّار الزيدية الغير معصومين ؟ وخلاصة الكلام ، أنّه لم يحصل طلبٌ البتّة من المعصومين، بل لم يحصل منهم مجرد التلميح للحثّ على رغبتهم في جهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! . ثمّ نقول: كيفَ سيتوفرّ الناصرُ لَمَنْ هذه صفته من النّاس ، وألاّ يحقّ لنا أنْ نقول أنّهم مسدلي سِتْرِهَِم ، مُحتَجِبِينَ عن النّاس ، ليسَ احتجَابَ المخالطة ، وإنّما احْتِجَابُ تبيين أنّهم الحجج وأنّ الأمر بالمعروف واجب وأنّ النهي عن المنكر واجب ، وما يحصلُ اليوم من سلاطين الجور ، لا يحق لمسلمٍ يخافُ الله أنْ يسكتُ عنه .

فهُنا نجد أن جعفراً الصادق عليه السلام يُفضّل الإنكار للمنكر بالقلب على الحُكّام والسلاطين الظَمَة ، والعجيبُ في هذه الرواية أنّه على مقتضاها فلا أجرَ لزيد بن علي ولا للحسين السبط .

وفي هذا يقول الكليني في الكافي باب إنكار المنكر في القلب الحديث الثالث قد ساقَ لنا رواية عن مفضل بن يزيد عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي: يامفضل من تعرَّضَ لسلطانٍ جَائر فَأصَابَتْه بَليةٌ لم يُوجَر عليها ولم يُرْزَقْ الصَّبْر عَلَيهَا.

أي أنّه ذهبَ على الناهي الأجر لمَا أصَاَبهُ من ابتلاء وتعرُّض ، وذهبَ عنه أجر الصبر على المحنة .

وأيضاً نجد أنّ جعفر الصادق عليه السلام ، كانَ يرى بالجهاد ، ولكنّه لم يكن ينظر إليه بالنظرة التي تنظر إليها الزيدية مِنْ أنّه الخروج بالسيف ، ففضّل العِلْمَ ونشره على الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أي فضّل جهاد العلم على جهاد السيف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي فضّل إسدال الستر والسكوت والعمل في هدوء . وذلك في رواية الكليني في الكافي باب من يجب عليه الجهاد ومن لايجب الحديث الثاني .

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن مسكين، عن عبدالملك بن عمرو قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا عبدالملك مالي لا أراك تخرج إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك؟ قال: قلت: وأين؟ فقال: جدة وعبادان والمصيصة وقزوين فقلت: انتظاراً لأمركم والإقتداء بكم، فقال: أي والله لو كان خيرا ما سبقونا إليه؟ قال: قلت له: فإن الزيدية يقولون: ليس بيننا وبين جعفر خلاف إلا أنّه لا يرى الجهاد، فقال: أنا لا أراه؟ ! بلى والله إني لأراه ولكن أكرَهُ أن أدَعَ عِلْمِي إلى جَهْلِهِمْ.
وإن لم يكن كذلك فإن للإئمة عليهم السلام قدوة بجدهم رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، الذي لم يشهر سيفه ثلاثة عشرة عاماً في مكة ، وذلك لعدم التمكين ، وقلة الناصر ، وهو يرى أتباعه يسامون سؤ العذاب .
ولهم قدوة في أبيهم وجدهم الإمام علي عليه السلام الذي لم يشهر سيفه طوال خمسة وعشرون عاماً ، لذات السبب ، وأتباعه يلاقون الويلات .
أقول : يجب أن نكون دقيقين في هذه المسألة ، فحال الأئمة المعصومين لا يُشابه حال الرسول البتّة ، الرسول صلوات الله عليه وعلى آله كانَ طوال الثلاث عشرة سنة القاعِدِ فيها عن الجهاد والخروج ، كانَ خلالها وخصوصاً بعد أول ثلاث سنوات النبوّة ، يصدعُ بأمر الله يدعو قريشاً سادات العربِ في وقتهم ليلاً ونهاراً ، كانَ يعيبُ آلهَتَهم ويعيبُ معتقداتهم جهاراً وليس خفاءاً ، كانَ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، والكل يعرف مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمنها التغيير باليد وهو أعظم المراتب ومنها التغيير باللسان ومنها التغيير بالقلب وهو أضعفها وأقلّها أجراً ، فالرّسول كان يتبعَ معهم أسلوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان والقول اللين والموعظة الحسنة ، فالمتتّبع لحال رسول الله يجده قد استخدمَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقلب فقط أيام الدعوة السرية ، ثم تتطور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الجهر والنطق باللسان بعد أمر الله له بالصدع بأمر الدعوة مع وقوع الأذى له وتحمّل الإهانة وقلّة الأتباع ، ثم تتطوّر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أسمى المراتب وأفضلها التغيير باليد عندما أُخِذتَ له البيعة من أولئك النفر من أهل المدينة ثم هاجرَ إلى يثرب ، ولو لاحظنا قيامَ الرسول وخروجه على مشركي العرب لوجدناه وعصبته في بدرٍ قلّة وعددُ لايُذكَرْ لا يتجاوز الثلاثمائة شخص ، ولعلَّ هذا الموقف يبيّن لنا أهمية الخروج على الباطل ، إذ أنّه يُستحال ألاّ يتوفّر للأئمة المعصومين ضعفُ هذا العدد من شِيعَتِهم . إذاً الرسول لم يعتقد أثناء جلوسه عن الجهاد والخروج في بدايات الدعوة أنَّ هذا يكفي ، أي أنَّ التبليغ باللسان يكفي ، مع إمكانية جمع الأنصار ، كما يزعمُ الإمامية في أئمتهم أنّ مجردَّ نشر العلم يكفي لحجيتهم على الخلق ، فالرسول أقام في مكة على نشر العلم وأقام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان دون اليد ، ولكنّه كان يعرف فضل التغيير بالسيف واليد فتراهُ تارةً يُهاجِرُ إلى الطائف وتارةً يُهاجرُ إلى يثرب كلّ هذا طلباً للظهر الذي يُسانده ، وهذا مالم نجده في أئمة الإمامية المعصومين فهم لم يخرجوا من المدينة طالبينَ أو ساعينَ وراء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد ، وراءَ إيجادِ البلدةِ التي يتوفَر لهم فيها الظهرُ والسنّد ، فالرسول بحثَ وبتوفيقٍ من الله وَجَدَ أهل المدينة ، والأئمة المعصومين اكتفوا بالقعود عن البحث وعن تهييض النّاس وتأليبهم على الظُلم والظالمين وعلى حقوق الله التي انتُهِكَتْ .
الإمام المنصوص عليه مدلول عليه من الله عز وجل عن طريق رسوله صلوات الله عليه وآله ، ولا يلزمه أن يدعوا إلى نفسه
فإنْ قال قائلٌ أنَّ هذا العَمل ليس واجبٌ من واجبات الإمام دعوة النّاس وتبليغهم والصدع فيهم بما أئتَمَنَه الله عليه من حجة وميثاق ، فنقول : قدْ كابرْتَ العقول وأنكرْتَ صريحَ القرآن ، فلا حجّة إلاّ بعد التبليغ والإنذار والدعوة . أترى محمداً بن عبدالله لو اكتفى بتبليغ زوجته خديجة الكبرى رضي الله عنها واكتفى بتبليغ علي بن أبي طالب وتبليغ فاطمة الزهراء ، أتراه بهذا يستوجب الحجة على مشركي قريش ، وهَلْ لنا أنْ نقولَ مع هذا الإستتار من الرسول في تبليغ الدعوة أنَّ مشركي العرب مخطئون وغاوون لأنّهم لم يستدلوا على نبوّة الرسول مِن كتب الإنجيل والتوراة أو ببداهةِ عقولهم؟!!، وهذا الكلام ينطبق على الأئمة المعصومين فهل لقائلٍ أنَّ محمد الباقر اكتفى بتعليم وتبليغ ودعوة ابنه جعفر ومَنْ حولَه من شيعته الموثوق بهم ، وأنَّ جعفر اكتفى بتبليغ ودعوة ابنه موسى الكاظم واكتفى بدعوة مؤمن الطاق واكتفى بدعوة جابر الجعفي ومَن حولَه من الشيعة الموثوق بهم الكاتمين لأمرهم ؟!! فقط اكتفوا بتبليغ هؤلاء النفرِ مِنَ الناس دون أهل مصر والعراق واليمن ونجد وخراسان ، ثمّ يأتي قائلٌ فيقول : إنّ تبليغَ وصدوعَ وإنذار الأئمة المعصومين في أهل تلك الأمصار ليسَ بواجبٍ عليهم ( أي على الأئمة المعصومين ) ، ولكنَّ الواجب على أهل تلك الأمصار أن يؤمنوا بحجيّتهم وأنّهم أمناء الله ورسوله والقائمون بأمر الله !! وإن لم تؤمنوا بهم فأنتم على خطرٍ عظيم ! ( هذا مع حالِ الإستتار والإكتتام في أمر الدعوة ) فيأتي سائلٌ من مكانٍ بعيد فيقول : ولماذا حَكَمْتَ عليَّ بالضلال والخطر العظيم عندما لم أُؤمِنْ بحجية أئمتكم المعصومين ؟ فَيًجابُ عليه : لأنَّ الله والرسول ( الكتاب والسنة ) قد أخبرا بحجيّتهم فيجب التسليم . فيعاودُ السؤال قائلاً : قد التبسَ علينا فهم الكتابِ ونقلُ السنة ، فهلاّ ظهرَ لنا من أئمتكم المعصومين ما يوجب علينا الحجة فأنا وأهل مصر جاهلينَ بأنَّ هناك أئمةٌ إثني عشر ، وأخي المقيمُ في اليمن ومن حوله لم يظهرْ لهم من أحدِ الأئمة الإثني عشر ادعاءٌ للإمامة على الملأ من النّاس أو ادعاءٌ للحجيّة على الناس ( فهل هذه صفة الكتاب والسنة التي تتكلّم عنها في أئمة الهدى؟ ) ، وعمي المقيمُ في أرض نجد ومَن حولَه لم يسمعوا أنَّ هؤلاء الأئمة الإثني عشر قد أقاموا فيهم حداً لله على معتدٍ ، ولا أخذوا صدقاتهم وزكواتهم ، ولا أرسلوا لهم قضاةً ومُبلغين ( فهل هذه صفة الكتاب والسنة التي تتكلّم عنها في أئمة الهدى؟ ) ، وخالي وهُو من أهل المدينة مدينة الأئمة المعصومين لم يبلُغهُ مع قربِ الدِّيار والبيوت، لم يبلغه مِن هؤلاء الأئمة ادعاءٌ للإمامة أو إظهارٌ لعلاماتها على الملأ من النّاس ( فهل هذه صفة الكتاب والسنة التي تتكلّم عنها في أئمة الهدى؟ ) ، وأيضاً يقولُ ابن عمي الساكن في طيبة المطيبة : أنَّ أكثرَ ما زادَ حيرته في حجيّة الأئمة الإثني عشر أنّهم اكتفوا بأقل المراتب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بينما أبناء عمومتهم الذين يُقال لهم أئمة الزيدية انفردوا بأعلى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقاتَلوا وجاهدوا وخرجوا وتغرّبوا وطوردوا واستُشهدوا ، فوجدتُ أنَّ صفة أئمة الزيدية في الخروج هي الصفة المُفْتَرَضُ تواجدها في حُجَجِ الله من أخبَر بهم الكتاب والسنة!! ولكنّي وجدت أئمةً ( معصومين ) اكتفوا بالإنكار بالقلب واكتفوا بالنهي باللسان ؟! وعَادَتْ نفسي تسأل نفسي مرّةً أخرى أهذه صفة رسولُ رب العالمين حجّة الله على العالمين ؟! أهذِه صفة علي بن أبي طالب عليه السلام ، القائل : لأسالمنَّ ماسَلِمَت أمور المسلمين ، تلكَ العبارة التي ما وعاها الكثير. فمع التحفظ هنا على ولاية المشائخ وما كانَ فيها من الحكم بالكتاب والسنة ، وعلى ولاية الأمويين والعباسيين المخالفة للحكم بكتاب الله وسنة رسوله ، ومع سكوت علي بن أبي طالبٍ عليه السلام في عهد المشائخ، فإنّه عليه السلام كان يعملٌ جاهداً على إبطالِ أحكام الخلفاء المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله ، وكانَ مرجعاً يرجع إليه الخلفاء في أمور دينهم ، كانَ يقيم معظم الحدود بيديه الشريفيتين واسأل الوليد بن عقبة يُخبرك بهذا ، وكانَ يقف بين يدي عثمان يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر وأنَّ فعلك هذا حق وفعلك هذا باطل ، واسأل عمر بن الخطّاب يُخبرك ، كَمْ مِنْ مخالفةٍ خالَفَه فيها علي بن أبي طالب ، إذاً علي بن أبي طالب وإن سكتَ عن الطلب بحقه في الخلافة والإمامة فإنما هذا لحكمةٍ كان يراها فالإسلام ستنهار قواعده بقيامِه وسيرتدّ الجم الغفير ممن كان قد آمن ولم يطمئن قلبه بالإيمان عندما يرونَ كبار صحابة رسول الله يتقاتلون فيما بينهم ، فهكذا كانت سيرته في عهد الشيخين ، إلى أن حصل ما حصل في عهد عثمان من بعض الأمور أدّت إلى قتله، وعندما عَلِمَ علي بن أبي طالب أنّ ابن آكلة الأكباد يطلب الأمر لنفسه في الشام وهُوَ مَنْ هُوَ في الفسوق والمجون ، وَهُوَ مَنْ هُوَ في الإستهانة بأمور الدين وبأحكام الله لم يتوانَ أبي الحسنين في شهرِ سيف الخروج وإبطال الباطل وإحقاق الحق والقيام بفريضة الأمر بالمعروف في أعلى مراتبها اليد ، فسكوت الإمام علي عليه السلام السابق إنّما كان سكوتاً لحفظ بيضة الإسلام ، هذا مع ملاحظة احتجاج الإمام علي الدائم والمتكرر بأفضلية واستحقاقه للخلافة في المحافل ، وهذين الأمرين لا نجدهما عند الأئمة المعصومين فالتسعة من ولد الحسين عاصروا أشد الأنظمة ظلماً وبطشاً الأمويين والعباسيين ومعَ هذا لم يقتدوا بجدهم علي بن أبي طالب عليه السلام حال سكوته عندما كان يقول الحق أمام الخلفاء وعندما كان يُخالف بعض أحكام الخلفاء، وهؤلاء المعصومين لم يخالفوا أحكامَ ظلمة بني أمية وبني العباس بل كانوا متقيّن مكتتمين!! من أن الفساد في زمن الأمويين والعباسيين كان أكثرَ منه في عهد الشيخين، والأمر الثاني أنّهم لم يقتدوا بعلي بن أبي طالب حال خروجه على معاوية الطليق وهؤلاء المعصومين لم يخرجوا على الأمويين ولا العباسيين . فلا صحّة لمشابهة حال المعصومين وسكوتهم الدائم بحال الإمام علي عليه السلام ، والحقّ أنّ هناك أمرٌ ثالث خالف المعصومين فيه علي بن أبي طالب ، وهو تعريفُ علي بنفسه وبفضله واستحقاقه للإمامة والخلافة أمام الملأ من الناس، وهذا مالم نجده عند المعصومين؟!! .

نعم ! فبعدَ الإطلاع على حال أمير المؤمنين وأخوه رسول رب العالمين وجدتُ أنّ صفة الإمامية التي جعلوها في أئمتهم لا تنطبق عليهم !! كيفَ لا وفي الإمامية من يقول أنّه ليس من واجبات الإمام الرّسالي الرّباني التبليغ والصدوع ونشر الدعوة في البلدان ؟ كيفَ لا والإمامية يطلبون المستحيل بأن يا أيها النّاس آمنوا بالإثني عشر حتى وإن لم يدعوكم ويقفوا فيكم موقف المُبلِّغين ، حتّى وإن خصّوا بعلومهم وعلوم آبائهم فئةً قليلة من النّاس دونكم ، فآمنوا بهم ، حتّى وإن لم يجهدوا جهداً حثيثاً في رفعِ الظلمِ عنكم وتخليصكم من براثن الطغاة والظَلَمة ، فآمنوا بهم .
=============

بالنسبة لإستدلالاتك أخي في الله العولقي حولَ عدم إسدال الستر من قِبَلِ الأئمة المعصومين ، وعَدَم جريانِ أحكام الأئمة الظَلَمَة عليهم .

فالحقّ أنّي فوجئتُ بما كٌتِب ، وهل فعلاً ما كٌتبَ يُعدُ دليلاً على عدم إسدالهم الستر وعدم جريان أحكام الظلمة عليهم .

ولكن ماهو معنى إسدال الستر :

إسدال الستر هو السكوت عمّا يجري من أمورٍ ومن ظلمٍ ومن تعدٍ على حدود الله والنّاس على مستوى الأمة المحمديّة ككل . السكوت على المنكر.

ولكنّك أخي العولقي ، ذكرتَ لنا فضائل ومناقبَ الأئمة المعصومين ، وجدتكَ تحتج على محمد الباقر بأنه لم يُسدِل سترَه ولم تجرِ عليهم أحكام الظَلَمَة بقول أبي زرعة أنّ الباقر لمن أكبر العلماء!! ، و تحتج بأنّ علي زين العابدين لم يُسدِل سترَه ولم تجرِ عليهم أحكام الظَلَمَة بتأليفه الصحيفة السجادية!! وتحتج بأنّ جعفر الصادق لم يُسدِل سترَه ولم تجرِ عليهم أحكام الظَلَمَة بأنَّ النّاس نقلوا عنه من العلوم ماسارت به الركبان!! وكذا عن الكاظم والرضا علي بن موسى ...

والحق أنّ هذه لاتعدوا عن مناقب وفضائل واعترافات من النّاس بفضل هؤلاء الأئمة، وليس لِما نُقِلَ علاقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإن جازَ لنا أن نقول بأنّ جهادهم هذا جهادٌ في العلم ونشره قلنا .

وإنمّا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ، أو كما قال صلوات الله عليه وآله وسلم .

مثالٌ :

الحالةُ الأول :

عندما تصدّى الإمام زيد بن علي عليه السلام لهشام بن عبد الملك كافاه الله حين قال: « واللّه لا يقول لي أحدٌ اتق اللّه إلا ضربت عنقه »!! فردَّ عليه الإمام زيد بكل شجاعة واعتزاز: اتق اللّه يا هشام..! فقال هشام: أَوَ مِثْلُكَ يَأْمُرُ مِثْلِي بِتَقْوى اللّه؟ فقال الإمام زيد: ليس أحد فوق أن يُقال له: اتق اللّه، أو دون أن يقول: اتق اللّه.

الحالةُ الثاني :



- شهادة الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت كبير أئمة المذاهب السُّنِّـيَّة، حيث يقول في زيد بن علي : « ما رأيت في زمنه أفقه منه ولاأعلم ولا أسرع جواباً ولا أبين قولاً، لقدكان منقطع القرين ».

- وشهادة المحدث الكبير سليمان بن مهران الأعمش حيث يقول في زيد بن علي : « مارأيت فيهم ـ يعني أهل البيت ـ أفضل منه ولا أفصح ولا أعلم ».

=====

فانظر لكلا الحالَتْين ، وأيهما تصفّه في مصافِ المناقب والفضائل ، وأيهما تصفّه في مصافّ عدم السكوت على المنكر ، وأيّهما تفهمُ منه أنّ صاحبَه كان مبايناً للظلمة ناهياً عن المنكر .

لا شكَّ في الحالة الأولى ، لأّن الحالة الثانية إنّما هي شهادات من علماء الأمة على فضل وأعلميةِ زيد بن علي عليه السلام على أقرانِه من أهل البيت عليهم السلام . ولا تدلّ على أنّه كان مسدلاً الستر أو غير مسدلٍ للستر .

وقد أتت استدلالاتك أخي العولقي من ضمن الحالة الثانية ، فأنت تَذْكُرُ فَضْلاً وعلماً ، فلا يجوزأن أقول لكَ أن الإمام زيد خرجَ على الظلمَة آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر غير مُسدلٍ للستر أي غير ساكت على الظلم ، وأستدل على كلامي بدعوته الناس وتجهيزه الجيوش ومقاتلة الظلمة ، وتأتيني فتقول وكذلك الأئمة المعصومين فإنّهم لم يرخوا الستر!! فقد قالَ عنهم ابن زرعة وروى عنهم الجعفي مئات الأحاديث وأنّهم نشروا العلم والصحيفة السجاديّة !!! فعندما أقول لكَ أنّ زيد بن علي نشرَ العلمَ فله المسند الشهير وله الرسائل العديدية كالصفوة وككتاب الإيمان وتثبيت الإمامة و... ، فعندها لك أن تسردَ لي ما سردْتَه في الأعلى من نشرٍ للعلوم من قِبَلِ الأئمة المعصومين . وأمّا على كلامنا السابق فلكَ أن تحتجّ وتقول بأنّه قد روي عن جعفر الصادق أنّه مرّ بطريق في المدينة فوجد نفراً قد ارتفعت أصواتهم فقال لهم اتقوا الله ، فهذا نهيٌ عن منكرٍ بصورة صريحة تنطوي تحت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان وقد ذكرها الكليني في الكافي ، إذاً ما ذُكرَ في الأعلى فليسَ من احتجاجات على أنَّ الأئمة المعصومين غير مسدلي الستر باطل .

========

تحياتي
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الاثنين يوليو 05, 2004 9:21 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

تعقيب على مداخلة الأخ محمد الغيل

بالنسبة لكلامكم أنّ الإمام المعصوم ليس مُلزَماً أن يدعو إلى نفسه ، فراجعو ما كتبنا في الأعلى .
ولنا في سيرة أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين عليه صلوات الله وسلامه قدوة في ذلك ، فهو عليه السلام طوال الخمسة والعشرون عاماً التي تقدمه فيها من تقدم لم يدع إلى نفسه يومياً أو شهرياً أو سنوياً ، وأكتفى بتنصيب رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم له علماً يوم غدير خم ، وغيره من المواقف المعلومة والمشهوره ، مع التسليم بالحكمة البالغة التي إتبعها أمير المؤمنين عليه السلام في بيان إمامته كلما وجد فرصة لذلك ، وهكذا فعل أبناؤه المطهرون من بعده
أخي العزيز العولقي : الحقّ أنّ أمير المؤمنين احتجّ على النّاس بعد وفاة الرسول ، بأحقيته بالإمامة والخلافة على الملأ مِنَ النّاس مجاهرةً ، ولكنَّ الأئمة المعصومين التسعة من ولد الحسين لم يقتدوا به ، فلم يُظهروا للناس إمامتهم لا بعض المناسبات ولا في كل المناسبات ، وإنّما أخبروا خواصّ أتباعهم وشيعتهم فقط !!!! لا بل زادوا وأمروا شيعتهم بأن يكتموا هذا الأمر إلاّ عن أهلِه !!! وأمير المؤمنين علي عليه السلام خرجَ مجاهراً بهذا القول .

ورداً منك على كلام الإمام القاسم الرسي :
وإن كان لأحد أن يعجب فله أن يعجب من قول القائل " فإن زعمتم أن الأئمة يقومون مقام الأنبياء، فالواجب عليهم أن يحتملوا الأذى كما احتمله الأنبياء

وكأن الأئمة عليهم السلام كانوا يعيشون في رغد من العيش الهاديء !!!
وكأن الأئمة عليهم السلام لم يكابدوا ويلاقوا أشد أنواع التكذيب التعذيب والتنكيل والمطاردة والسجن والقتل بالسيف أو بالسم " !!! .
هناك لبسٌ هُنا ، ومنْ هذا اللبس ستتضح لنا الأمور .

هل يعتقد الإمامية أنَّ الأئمة المعصومين قد أبلغو رسالةَ وحجّة ربهم ، كما أبلغ أنبياء الله من قبلهم رسالة ربهم وحجته ، وعلى المُجيبِ أن يُلاحظ : دورَ الأنبياء في إرساء الرسالة المحمدية ، وماهي الوسائل التي اتبعوها لنشر رسالة ربهم ؟ وما هي أصناف المشاكل التي أعاقَت رسالتهم ، وما هي أصناف العذاب التي لاقوها، وهي أسباب فرضِ العقوبة والأذية لهم .

ثمّ ما معنى قولكم أنّ مهمة الأئمة المعصومين هي الهداية دون التبليغ والإنذار ؟!

========

تحياتي
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

الأخ الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شخصياً أذهب إلى أن الأعلام من أهل البيت عليهم السلام كالإمام زيد عليه السلام ، والإمام القاسم عليه السلام كانوا يعلمون الحق ويتبعونه .
وأن ما نسب إليهم ليس لهم .
وأن من قام منهم بالسيف لم يفعل ذلك إلا بتدبير من الإمام مفترض الطاعة .
وهناك روايات تدعم هذا الرأي ، لذلك أخذت به .

ومع كامل إجلالي وإحترامي للسادة الأفاضل من أهل البيت عليهم السلام ، سواء من قام منهم بالسيف أو من لم يشهر سيفه ، فأنا أتعبد الله بما ثبت عن الأئمة المعصومين دون غيرهم .

ولا أريد لأحد أن يستدرجني إلى أن أقع في أي من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وإن شاء الله تعالى لن أفعل .

أما بخصوص خروج من ذكرت فأقول نعم لن يخرج أي منهم إلا إذا وجد أن حجته قد إكتملت بتوفر الناصر .
وحاشا لله أن أقول بأنهم أنهم انتحاريون مغامرون ، بل شهداء إن شاء الله تعالى .

حياكم الله يا نسب

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .........
أنا شخصياً أذهب إلى أن الأعلام من أهل البيت عليهم السلام كالإمام زيد عليه السلام ، والإمام القاسم عليه السلام كانوا يعلمون الحق ويتبعونه .
وأن ما نسب إليهم ليس لهم .
وأن من قام منهم بالسيف لم يفعل ذلك إلا بتدبير من الإمام مفترض الطاعة .
وهناك روايات تدعم هذا الرأي ، لذلك أخذت به .
هذه قمّة المكابرَة ...

قد جعلَ الإمامية زيداً داعياً للرضا من آل محمد لجعفر الصادق .... وقلنا قد تكون هناك رائحة حجة في هذا .

وأمّا أن تصلَ الأمور إلى ادّعاء أنّ القاسم الرسي ، وهُوَ من هُوْ ، بأنّه كانَ معترفاً بالأئمة الإثني عشر ، فهذا هو البهتان العظيم ... ولكن ربَّ ضارّة نافعة ... فقول الأستاذ العولقي هذا يجعلنا نعيد النظر ونفكر ثم نفكر في حقيقة الدعوة للرضا من آل محمد .... نفكر ونفكر في خروج زيد وادعاءه الإمامة ....فهذا الإدعاء على الرّسي لن يبعد كثيراً على الإدعاء على زيد بن علي )

لأننا إن طلبنا إثبات إقرار النفس الزكية ووالده عبدالله المحض إقرارهم بأئمة الإثني عشر، فضلاً عن القاسم الرسي صاحب المصنفات والرسائل الباهرات ، هذا وهم ( النفس الزكية وأبوه ) لم يؤلّفوا الكتب وإنّما نُقِلت لنا أخبارهم التاريخية ومقولاتهم المشهورة ، فلن يستطيع الإمامية إثبات هذا ( أي إثبات إيمانهم بالإثني عشر إماماً ) ، لأنه وفي نظري لن يستطيع أحد هذا الإثبات إلاّ يفعلٍ خارقٍ للعادة ، بأن يُغير ما كان من تاريخ النفس الزكية ، وأمّا ما يجعلنا نقوم بتوجيه النداء لكلّ قائلٍ بدعوة زيد لابن أخيه جعفر ، فهو ما طرأ اليوم وفي هذه السّاعة بالتحديد من ادعاء المُدّعِ بأنّ القاسم كان مقراً بإمامة الإثني عشر ؟!!!

====

تحيّاتي
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

أخي الدكتور عبد الملك
تأمل أخي كلام سيدي الكاظم جيدا والله ما نريد لك الا الخير
تأمل بالله عليك وستفسر وفكر والله ما نريد لك الا الخير وليست القضية عصبية ولا مذهبية ولا حتى شخصية أقسم بالله أن مرادنا لك الخير والصلاح والهداية والتوفيق
والسلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

الأخ الكريم / الكاظم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قلت أخي الكريم :
- الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ، أتته كُتب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي ، ومعه من الأتباع ثلاثون ألفاً . ولَمْ يَقُمْ . كما أفاده صاحب المصابيح.

- الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، أتته كُتُبُ ورسائل أبو مسلم الخرساني ومَنْ معه من الأتباع ، فَلَمْ يقٌمْ . كما أفاده صاحبا المجالس والمناقب .

- ناهيكَ عن أنّ الأئمة المعصومين ، لو كانوا في قرارة أنفسهم يريدون توفّرَ النّاصرِ لهم، لاستقطبوا أئمة وثوّار الزيدية من أبناء الحسن والحسين بمن معهم من أتباع ، كما استقطبَ جعفرٌ زيداً بن علي عليه السلام هو ومن معه ، وجعلَ هذه الثورة ثورةً جعفرية!!

وأقول :
على فرض صحة ذلك ففعل المعصوم حجة في ذاته ، فإن رأوا في تلك المكاتبات مالم تقم به الحجة فهي كذلك .

وقلت أخي الكريم :
- ناهيكَ عن أنَّ الأئمة المعصومين لو كانوا في قرارة أنفسهم يريدون توفّرَ النّاصر لهم ، لخرجوا من بلادهم ، ينشرونَ فضائلَهم وأحقيّتهم ، على الأقل حتّى يَعرِفَهُم ويَعْرِفَ رَغْبَتَهُم الجهادية النّاس المُتشيعين خارج المدينة. فَبِمَعْرِفَةِ المعصومين ومعرفة رغباتهم الجهادية الإصلاحية ستتوالى عليهم الرسل والكتب والبيعات ، كما قدْ حصلَ معَ زيد بن علي عليه السلام ، عندما خرجَ من المدينة إلى الكوفة وأظهرَ للناس فضلَه في العِلم بأنْ كان يجلس في مجالس العُلماء ويُناظِرُ ويُجادل ويُحدّث، وكانَ حريصاً على إظهارِ فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما جعلَ له تلكَ الأهمية في الوسط الكوفي ، وممّا جعلَ النَّاس يُرسلونَ له بيعاتهم بعدَ عودتِه إلى المدينة بأنّهم مَعَه ضد الظُلم والظَّلمة ، فاستجاب لهم زيد بن علي ، لماذا ؟ لأّنه اعتقدَ أنّ حجّة الله ستركبه إنّ ردّ هؤلاء الجمع الغفير من النّاس المُقدَّر ِ بالآلاف ، وبغضِّ النظرِ عن إنْ كانَ هؤلاء النَّاس سيفونَ ببيعتهم له أم سيغدرون ، فليس لنا إلاّ ظواهرُ الأمور فظاهرُ الأمر أنّ الحجة قد قامت بتوفّر أولئك الآلاف من النّاس المناصرين ، كما أقامَ الحجّة على نفسه الحسين السبط عليه السلام عندما أتاه ذلك الكم الهائل من الكتب والبيعات ، ولكنّ أكثرهم نكثَ ومَرَق .

وأقول :
أرجو أن تتقبلوا مني القول الآتي ، وهو رأي خاص جداً :
أنا أرى أن في تتابع أئمة الزيدية الأفاضل في الخروج بالسيف دليل يعتد به على أنهم ليسوا من الأئمة المنصوص عليهم والمناط بهم حفظ دين الله عز وجل من الضياع !!!
وأن في حرص الأئمة الهداة على أن لايفنوا عن بكرة أبيهم على يد حكام الجور والظلم دليل يعتد به على أنهم هم الأئمة المناط بهم حفظ دين الله من الضياع !!!
وأما كيف ذلك فأقول :
عندما رأى الإمام علي عليه السلام حرص من تقدم عليه في الخلافة على ما في أيديهم ، وأنه إن قام عليهم بالسيف قتلوه وأبادوا ذريته وفي هذا ضياع أكيد لدين الله عز وجل ، لذلك قال عليه السلام " لأسالمنَّ ماسَلِمَت أمور المسلمين " ، ولن يسلم الإسلام و المسلمين إلا به وذريته عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه .
والشاهد على ذلك أنه عليه السلام قد رأى من تقدم عليه وهو يعيث في شرع الله بالتبديل والتغيير ، فالنص عليه وعلى ذريته الطاهرة غيبوه ، والخلافة جعلوها عهداً من الأول للثاني ، وسهم المؤلفة قلوبهم أبطلوه ، وكذلك فعلوا بسهم ذوي القربى ، وفدك من الزهرآء عليها السلام إنتزعوها ، ومن أبى دفع الزكاة إلا للإمام سموهم مرتدين وسفكوا دماءهم ، والحديث عن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم منعوه ، وصلاة التراويح أصبحت جماعة ، والطلاق ثلاثاً أمضوها ثلاثاً ، والمتعة حرموها ، والموارث أعالوها ... إلخ !!!
ومع كل ذلك فقد صبر عليه السلام وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، وهو يرى تراثه نهباً !!!
وشاهد آخر هو خروج الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام ، فإنه لما رأى من بايعه قد قتلوا وشردوا وسجنوا على يد والي يزيد الملعون على الكوفة ، ولما لم يبق مع الإمام عليه السلام إلا أهله وثلة قليلة ناشد عمر بن سعد بن ابي وقاص قائد جيش يزيد لعنهم الله جميعاً أن يتركه ليرجع مكة ، أو يخرج إلى أحد الثغور ، ولما أبى السفاحون إلا أن يخيروه بين السلة والذلة قال الإمام عليه السلام هيهات منا الذله .

الذي أريد قوله أن الأئمة المعصومين عليهم السلام يدركون جيداً أن حفظ دين الله من الضياع مناط ببقائهم ، لذلك عملوا على نشره بطرق غاية في الحنكة والذكاء والحكمة والحمد لله .

وأعتقد أخي الكاظم أن في هذه النقطة جواب على معظم ما أتيت به أخي الكريم .

وقلت أخي الكريم :
فحال الأئمة المعصومين لا يُشابه حال الرسول البتّة ، الرسول صلوات الله عليه وعلى آله كانَ طوال الثلاث عشرة سنة القاعِدِ فيها عن الجهاد والخروج ، كانَ خلالها وخصوصاً بعد أول ثلاث سنوات النبوّة ، يصدعُ بأمر الله يدعو قريشاً سادات العربِ في وقتهم ليلاً ونهاراً ، كانَ يعيبُ آلهَتَهم ويعيبُ معتقداتهم جهاراً وليس خفاءاً ، كانَ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

وأقول :
لا شك أن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم كان يفعل ذلك عندما كان يمنعه عن كفار قريش عمه أبو طالب عليه السلام ، ولما توفى أبي طالب عليه السلام وزاد أذى الكفار والمشركين ، أمره الله عز وجل بالهجرة إلى المدينة حفظاً لحياته صلوات الله عليه وآله ، وحفظاً لدينه من الإندثار فيما لو قتل رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم .
وهكذا تماماً فعل أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فقد لاقوا الويلات على يد حكام الجور ومع ذلك فقد حافظوا بشكل معجز فعلاً على دين الله عز وجل ونشروه ، وهو باق بفضل الله وفضلهم إلى أن يظهر صاحب الأمر الذي سيملأ الأرض عدلا ، كما ملأت ظلما وجوراً ، جعلنا الله جميعاً من جنوده ، والمستشهدين بين يديه .

وقلت أخي الكريم :
فإنْ قال قائلٌ أنَّ هذا العَمل ليس واجبٌ من واجبات الإمام دعوة النّاس وتبليغهم والصدع فيهم بما أئتَمَنَه الله عليه من حجة وميثاق ، فنقول : قدْ كابرْتَ العقول وأنكرْتَ صريحَ القرآن ، فلا حجّة إلاّ بعد التبليغ والإنذار والدعوة .

وأقول :
قد بينت لكم سابقاً مهمة النبي ومهمة الإمام بآيات من كتاب الله عز وجل ، والإمام مدلول عليه وتلك هي حجة الله على الناس .

وقلت أخي الكريم :
نعم ! فبعدَ الإطلاع على حال أمير المؤمنين وأخوه رسول رب العالمين وجدتُ أنّ صفة الإمامية التي جعلوها في أئمتهم لا تنطبق عليهم !! كيفَ لا وفي الإمامية من يقول أنّه ليس من واجبات الإمام الرّسالي الرّباني التبليغ والصدوع ونشر الدعوة في البلدان ؟ كيفَ لا والإمامية يطلبون المستحيل بأن يا أيها النّاس آمنوا بالإثني عشر حتى وإن لم يدعوكم ويقفوا فيكم موقف المُبلِّغين ، حتّى وإن خصّوا بعلومهم وعلوم آبائهم فئةً قليلة من النّاس دونكم ، فآمنوا بهم ، حتّى وإن لم يجهدوا جهداً حثيثاً في رفعِ الظلمِ عنكم وتخليصكم من براثن الطغاة والظَلَمة ، فآمنوا بهم .

وأقول :
الله سبحانه وتعالى نص على حقه على الناس بالحج إلى بيت الله الحرام ، وترك تفصيل مناسكه لرسوله الكريم ، ومن أراد أن يحج فعليه أن يتحرى ما قاله رسول الله بشأن هذه الفريضة ليؤديها كما أمر الله عز وجل .
كذلك فقد نص الله سبحانه وتعالى على الإمامة في كتابه الكريم ، وترك تفصيل أمرها لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، وعلى كل مكلف أن يتحرى ما قاله رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم فيها ليعلم إمام زمانه فلا يموت موتة جاهلية .
فالمدلول عليه ليس عليه أن يدعو إلى نفسه إن رأى إنصراف الناس عنه .

وقلت أخي الكريم :
إسدال الستر هو السكوت عمّا يجري من أمورٍ ومن ظلمٍ ومن تعدٍ على حدود الله والنّاس على مستوى الأمة المحمديّة ككل . السكوت على المنكر.

وأقول :
قد سبق وأن أوردت لك أخي الكريم مواطن عديدة تعد من أنكر المنكر ، وهو تغيير شرع الله عز وجل من قبل من سبق الإمام علي عليه السلام إلى الخلافة ، فإن رأيت أن تكليف الإمام علي عليه السلام هو تغيير ذلك المنكر بيده ، وأنه لم يفعل وأسدل الستر كما تقول ، قبلنا منك قولك هذا عن الأئمة عليهم السلام .
وإن رأيت غير ذلك فقل مثله على الأئمة المطهرين عليهم السلام .

وقلت أخي الكريم :
ولكنّك أخي العولقي ، ذكرتَ لنا فضائل ومناقبَ الأئمة المعصومين ، وجدتكَ تحتج على محمد الباقر بأنه لم يُسدِل سترَه ولم تجرِ عليهم أحكام الظَلَمَة بقول أبي زرعة أنّ الباقر لمن أكبر العلماء!! ، و تحتج بأنّ علي زين العابدين لم يُسدِل سترَه ولم تجرِ عليهم أحكام الظَلَمَة بتأليفه الصحيفة السجادية!! وتحتج بأنّ جعفر الصادق لم يُسدِل سترَه ولم تجرِ عليهم أحكام الظَلَمَة بأنَّ النّاس نقلوا عنه من العلوم ماسارت به الركبان!! وكذا عن الكاظم والرضا علي بن موسى ...

وأقول :
تلك العلوم أخي الكريم هي دين الله عز وجل كما أراده الله فلا تستهن بالأمر أخي الكريم ، فأمام شرع الله والحفاظ عليه يهون كل شيء .

وقلت أخي الكريم :
وقد أتت استدلالاتك أخي العولقي من ضمن الحالة الثانية ، فأنت تَذْكُرُ فَضْلاً وعلماً ، فلا يجوزأن أقول لكَ أن الإمام زيد خرجَ على الظلمَة آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر غير مُسدلٍ للستر أي غير ساكت على الظلم ، وأستدل على كلامي بدعوته الناس وتجهيزه الجيوش ومقاتلة الظلمة ، وتأتيني فتقول وكذلك الأئمة المعصومين فإنّهم لم يرخوا الستر!! فقد قالَ عنهم ابن زرعة وروى عنهم الجعفي مئات الأحاديث وأنّهم نشروا العلم والصحيفة السجاديّة !!! فعندما أقول لكَ أنّ زيد بن علي نشرَ العلمَ فله المسند الشهير وله الرسائل العديدية كالصفوة وككتاب الإيمان وتثبيت الإمامة و... ، فعندها لك أن تسردَ لي ما سردْتَه في الأعلى من نشرٍ للعلوم من قِبَلِ الأئمة المعصومين . وأمّا على كلامنا السابق فلكَ أن تحتجّ وتقول بأنّه قد روي عن جعفر الصادق أنّه مرّ بطريق في المدينة فوجد نفراً قد ارتفعت أصواتهم فقال لهم اتقوا الله ، فهذا نهيٌ عن منكرٍ بصورة صريحة تنطوي تحت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان وقد ذكرها الكليني في الكافي ، إذاً ما ذُكرَ في الأعلى فليسَ من احتجاجات على أنَّ الأئمة المعصومين غير مسدلي الستر باطل .

وأقول :
لا تتسرع أخي الكريم !!!
فقد ذكرت لك كيف عاث في شرع الله بالتبديل والتغيير من تقدم أمير المؤمنين عليه السلام ، فهل ستقول بأنه عليه السلام كان – والعياذ بالله – مسدل الستر ؟؟؟ !!! .
قليلاً من التعقل بارك الله فيك أخي الكريم ، وتذكر أن من تتحدث عنهم هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى ، ولا ولن يوجد زيدي يطعن فيهم أبداً !!!
وإنني لعلى يقين أن هذه الشبهة طرأت عليك أخي الكريم لعدم تمييزك بين من في بقائه حفظ لدين الله ، ومن ليس كذلك .

وقلت أخي الكريم :
أخي العزيز العولقي : الحقّ أنّ أمير المؤمنين احتجّ على النّاس بعد وفاة الرسول ، بأحقيته بالإمامة والخلافة على الملأ مِنَ النّاس مجاهرةً ، ولكنَّ الأئمة المعصومين التسعة من ولد الحسين لم يقتدوا به ، فلم يُظهروا للناس إمامتهم لا بعض المناسبات ولا في كل المناسبات ، وإنّما أخبروا خواصّ أتباعهم وشيعتهم فقط !!!! لا بل زادوا وأمروا شيعتهم بأن يكتموا هذا الأمر إلاّ عن أهلِه !!! وأمير المؤمنين علي عليه السلام خرجَ مجاهراً بهذا القول

وأقول :
هل غاب عنك أخي الكريم أن ظروف كل إمام تختلف عن ظروف الإمام الآخر ، وأن كل منهم سلك نفس السبيل تماماً ، وإن إختلفوا في الإسلوب كل منهم بحسب الظروف التي كان فيها .
ومنذا ينكر إحتجاجات أمير المؤمنين عليه السلام بأحقيته في خلافة أخيه المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم ، ولكنك لا تقول بأنه دأب على ذلك طوال الخمسة والعشرون عاماً التي تقدمه فيها من تقدم .
وأكثر من هذا أقول لك لو أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يحتج على القوم ولو مرة واحدة فلا حرج عليه بعد أن جعله رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم علماً يوم غدير خم ، فتلك هي حجة الله على خلقه ، وقد أقامها رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم بإسلوب وبيان معجز فعلاً .

وقلت أخي الكريم :
هل يعتقد الإمامية أنَّ الأئمة المعصومين قد أبلغو رسالةَ وحجّة ربهم ، كما أبلغ أنبياء الله من قبلهم رسالة ربهم وحجته ، وعلى المُجيبِ أن يُلاحظ : دورَ الأنبياء في إرساء الرسالة المحمدية ، وماهي الوسائل التي اتبعوها لنشر رسالة ربهم ؟ وما هي أصناف المشاكل التي أعاقَت رسالتهم ، وما هي أصناف العذاب التي لاقوها، وهي أسباب فرضِ العقوبة والأذية لهم .

ثمّ ما معنى قولكم أنّ مهمة الأئمة المعصومين هي الهداية دون التبليغ والإنذار ؟!

وأقول :
أما البلاغ فقد قام به الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم ، وقد بلغ رسالة ربه ، وأدى أمانته على أكمل وجه .
وأما الأئمة فقد نصبهم الله عز وجل لهداية الناس من الضلالة كما هو منطوق حديث الثقلين ، فمن شاء الهداية فلن ينالها إلا بمعرفتهم ، ولا عاصم من الضلالة إلا بالتمسك بالثقلين معاً والحمد لله رب العالمين .


اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

جميل

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

كلام الدكتور عبد الملك العولقي حفظه الله:-

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

الأخ الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شخصياً أذهب إلى أن الأعلام من أهل البيت عليهم السلام كالإمام زيد عليه السلام ، والإمام القاسم عليه السلام كانوا يعلمون الحق ويتبعونه .
وأن ما نسب إليهم ليس لهم .
وأن من قام منهم بالسيف لم يفعل ذلك إلا بتدبير من الإمام مفترض الطاعة .
وهناك روايات تدعم هذا الرأي ، لذلك أخذت به .

ومع كامل إجلالي وإحترامي للسادة الأفاضل من أهل البيت عليهم السلام ، سواء من قام منهم بالسيف أو من لم يشهر سيفه ، فأنا أتعبد الله بما ثبت عن الأئمة المعصومين دون غيرهم .

ولا أريد لأحد أن يستدرجني إلى أن أقع في أي من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وإن شاء الله تعالى لن أفعل .

أما بخصوص خروج من ذكرت فأقول نعم لن يخرج أي منهم إلا إذا وجد أن حجته قد إكتملت بتوفر الناصر .
وحاشا لله أن أقول بأنهم أنهم انتحاريون مغامرون ، بل شهداء إن شاء الله تعالى .

حياكم الله يا نسب

أستاذي عبد الملك كلامك هذا جميل
على مبدأ صميلي برهاني والويل لمن عاداني
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم / إبن حريوه السماوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماذكرته أخي الكريم هو قناعتي الخاصة
ولا ألزم به غير نفسي

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ..........

الأخ العولقي ، أكذبُ عليكَ إن قلتُ أنّي قد اقتنعتُ بجوابكم الأخير ، وكذلك وجدتُ أنّ الردّ عليه سيجعلني أُعيدُ كلامي السابق حرفاُ حرفاُ .

ولكنْ فلندع القارئ الفطين يقرأُ ويحكم ، فما الغرض من هذا النقاش إلاّ هُمْ .

إذ أنَّ العولقي يقول :
الله سبحانه وتعالى نص على حقه على الناس بالحج إلى بيت الله الحرام ، وترك تفصيل مناسكه لرسوله الكريم ، ومن أراد أن يحج فعليه أن يتحرى ما قاله رسول الله بشأن هذه الفريضة ليؤديها كما أمر الله عز وجل .
كذلك فقد نص الله سبحانه وتعالى على الإمامة في كتابه الكريم ، وترك تفصيل أمرها لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، وعلى كل مكلف أن يتحرى ما قاله رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم فيها ليعلم إمام زمانه فلا يموت موتة جاهلية .
فالمدلول عليه ليس عليه أن يدعو إلى نفسه إن رأى إنصراف الناس عنه .
وقال أيضاً :
أما البلاغ فقد قام به الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم ، وقد بلغ رسالة ربه ، وأدى أمانته على أكمل وجه .
وأما الأئمة فقد نصبهم الله عز وجل لهداية الناس من الضلالة كما هو منطوق حديث الثقلين ، فمن شاء الهداية فلن ينالها إلا بمعرفتهم ، ولا عاصم من الضلالة إلا بالتمسك بالثقلين معاً والحمد لله رب العالمين .
وهُو بهذا الكلام أوصدَ وأغلقَ جميعَ حجج العقول والنقول .

خلاصة كلامه :

1- أنّ الأئمة المعصومين الإثني عشر ليسَ بواجبٍ عليهم إظهارُ أنفسهم للنّاس .

2- أنَّ الأئمة المعصومين الإثني عشر ليسَ بواجبٍ عليهم السعي في إزالة الظُلم عن أمة جدهم .

3- أنَّ الأئمة المعصومين الإثني عشر ليسَ يواجبٍ عليهم الدعوة إلى أنفسهم ، وتعريفِ الجُهّال بقدرهم وبإمامتهم.

4-أنَّ النّاس يجب أن يستدلوا على إمامة الأئمة المعصومين وهُم ( الأئمة ) في بيوتهم وفي مساجدهم .

5- أنَّ مَن لم يعرِف الإمام القاعد الغير شاهر والغير مُظهر نفسه للناس ، وماتَ فإنَّ ميتته جاهلية .
6- أنّ مهمّة الأئمة المعصومين ليست كمهمّة الأنبياء والرسل ، إذ أنّ الأنبياء يبلغون ويدعون ويُنذرون ويُجاهدون.

7- أنّ مهمة الأئمة تقتصر على هداية النّاس فقط ، يهدوا النّاس بدون خروج ، يهدونَ النّاس مع خرصهم على الإكتتام.

8- أنّ مهمة الأئمة تقتصر على هداية النّاس فقط ، أي يدلّوا النّاس طريق الحق من طريق الباطل ، بدون إشهارٍ لأنفسهم، بدونِ دعوة النّاس للهداية والإيمان الحق .

9- أنّ الأئمة المعصومين ليسوا مسؤلينَ عن أمة جدّهم ، ولا يهمّهم توضيح ما التبس على أمة جدهم .

10- أنّ الأئمة المعصومين لن يذهبوا إلى أصحاب المذاهب الباطلة ، ويُخبروهم ببطلان مذاهبهم ، بل ينتظرون من أصحاب المذاهب الباطلة أن يأتوا إليهم في مساجدهم .

11- أنّ حجّة الله قائمَةٌ علينا ، مع غَفَلَة أئمتنا المفروض علينا طاعتهم عنّا ، وعدم مبالاتهم أأمسينا خائفين أو آمنين ، أأمسينا مظلومين أو ظالمين .

12- أنّ لاوظيفة للإمام سوى الهداية وهو في البيت ، لا خروجَ ولا دععوة ولا إشهارٌ ولا إقامة ولا تبليغ حجّة .

وهنا نقول ركّز على النقطة السابقة وتذكّر أخي العولقي بأنّك كنت قُلتَ ما نصه :
فأنا أتعبد الله بما ثبت عن الأئمة المعصومين دون غيرهم .
فخذ مَاوقعَ تحتَ يدي في هذه العُجالة من أقوال أئمتك المعصومين الناقِضْ لكلامك السّابق!! ، واعمل بها واعتقدِها بارك الله بك .

1- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس وسعدان ابن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الارض لا تخلو إلا وفيها إمام، كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم ( تأمّل)، وإن نقصوا شيئا أتمه لهم ( تأمّل ).
[ الكافي للكليني الحديث الثاني باب أنّ الأرض لا تخلو من حجة ]

2- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي، عن عبدالله بن سليمان العامري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما زالت الارض إلا ولله فيها الحجة، يعرف الحلال والحرام ( تأمّل ) ويدعو الناس إلى سبيل الله ( تأمّل ).
[الكافي للكليني الحديث الثالث باب أنّ الأرض لا تخلو من حجة ]

3- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله أجل و أعظم من أن يترك الارض بغير إمام عادل( تأمّل).
[الكافي للكليني الحديث السادس باب أنّ الأرض لا تخلو من حجة ]


4- وفي حديث عن علي بن موسى الرضا جاء فيه أنّه قالَ في صفة الإمام ما نصّه : ( إن الامامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، إن الإمامة أُس الإسلام النامي، وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف. الإمام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة، والموعظة الحسنة، والحجة البالغة، الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار ... الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والأم البرة بالولد الصغير، ومفزع العباد في الداهية النآد، الإمام أمين الله في خلقه، وحجته على عباده وخليفته في بلاده، والداعي إلى الله، والذاب عن حرم الله.)
[ أصول الكافي للكليني باب جامع لفضل الإمام وصفاته الحديث الأول ]

5- وفي حديث عن جعفر الصادق عليه اسلام جاء فيه أنّه قالَ في صفة الإمام ما نصّه : (... رضي الله به إماما لهم، استودعه سره، واستحفظه علمه، واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره، وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده، فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل، وتحيير أهل الجدل، بالنور الساطع .. )
[ أصول الكافي للكليني باب جامع لفضل الإمام وصفاته الحديث الثاني ]

وإنْ أردْتَ المزيدَ بحثنا عن المزيد ، وأمثالُ ماذكرنا كُثرٌ في كتب الحديث الإمامية .

=========

تحياتي
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

الخااااااااااااااااتمة

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

الأخ الفاضل / عبد الملك تحية طيبة وبعد
أنت قد طالبتنا بدليل الزيدية على الدعوة وقد أجبتك وبجميع الأدلة من العقل والقرآن والسنة وزدته ما طالبت به من أقوال أئمتنا ولا سيما الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام فأعطيناك فأثبتنا لك قولنا بمطابقة العقل والواقع والقرآن والسنة وأقوال آل محمد عليهم السلام فزادنا الأخ العزيز الكاظم حجة من كتبكم ولو نظر الناظر إلى ما كتب في الدعوة وإلى التنسيق الذي نسقته ونسقه وأضاف إليه أخي الكاظم لما وجد مثله في أي كتاب من كتب الزيدية ولا من كتب غيرهم في وضوح معانيه وسهولة ألفاظه في مثل هذا الموضوع فهذا مني ومن أخي الكاظم جهد شخصي وبحث شخصي لا تقليد فيه.
وإن قال القائل أنني بالغت في قولي هذا فشأنه فأنا أعرف ما أقول .
أخي العزيز إني قد انتظرت ردك فمع أول تعقيب لك رأيت أننا لن نصل إلى نتيجة فسلمت الحوار إلى أخينا الكاظم برسالة خاصة إليه ليتولى نقاشك ليس لعجز مني ولا خوف ولا جهل بل تجنبا للحساسيات وأيضا لأني رأيت أن الوقت سيضيع من دون فائدة وسنصل إلى المكابرة ولا يستبعد أن يدخل إبليس فينزغ بيننا كما حصل في موضوع ما الدليل على أن الإمام زيد بن علي لم يكن اماميا وأنا لا أريد التفرقة وتحميل القلوب احقاد ووو....... فانسحبت .
وأقول لك أخي العزيز اعلم أننا لا نحاول إدخالك في مذهبنا بل إقامة للحجة فقط لأن دخولك أو دخول غيرك لا يزيدنا يقينا بأننا على الحق فدخول شخص أو خروجه لا يهمنا ما دمنا على بينة من ربنا فلا الكثرة ولا القلة تؤثر علينا ولكن ما يحزننا هو المكابرة ولله در ابن الفارض رحمه الله حيث قال:-
ونهج سبيلي واضح لمن اهتدى
ولكنها الأهواء عمت فأعمت
أخي بعد كلامك لأستاذنا الغيل وبعد قولك لي أنها قناعتك الشخصية ولا تلزم غيرك بها وقولك أنها قناعتك
عرفت أننا سندخل في المكابرة منك أو منا وما لا أحمد عقباه لذلك فأنا سأقفل هذا الموضوع وأتمنى من كافة الإخوة مساعدتي في ذلك والتوقف هنااااا وأي موضوع سيكتب بعد كلامي هذا سيحذف ولا يبعد أن يحذف الموضوع كله او على الأقل سأحذف مشاركتي .
وأرجو أن يفهمني كل الإخوان فأنا من بدءه وفتحه ولي الحق في إيقافه .
وسلااااااااااامي لكم جميعا
.
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

الأخ الكريم / الكاظم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسمح لي أخي الكريم أن أعيد طرح مشاركتم الأخيرة مع إكمال ما أعتقد أنه نقص فيها ، وسأضع ما نقص بين قوسين .

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ..........

الأخ العولقي ، أكذبُ عليكَ إن قلتُ أنّي قد اقتنعتُ بجوابكم الأخير ، وكذلك وجدتُ أنّ الردّ عليه سيجعلني أُعيدُ كلامي السابق حرفاُ حرفاُ .

ولكنْ فلندع القارئ الفطين يقرأُ ويحكم ، فما الغرض من هذا النقاش إلاّ هُمْ .

إذ أنَّ العولقي يقول :
اقتباس:
الله سبحانه وتعالى نص على حقه على الناس بالحج إلى بيت الله الحرام ، وترك تفصيل مناسكه لرسوله الكريم ، ومن أراد أن يحج فعليه أن يتحرى ما قاله رسول الله بشأن هذه الفريضة ليؤديها كما أمر الله عز وجل .
كذلك فقد نص الله سبحانه وتعالى على الإمامة في كتابه الكريم ، وترك تفصيل أمرها لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، وعلى كل مكلف أن يتحرى ما قاله رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم فيها ليعلم إمام زمانه فلا يموت موتة جاهلية .
فالمدلول عليه ليس عليه أن يدعو إلى نفسه إن رأى إنصراف الناس عنه .


وقال أيضاً :
اقتباس:
أما البلاغ فقد قام به الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم ، وقد بلغ رسالة ربه ، وأدى أمانته على أكمل وجه .
وأما الأئمة فقد نصبهم الله عز وجل لهداية الناس من الضلالة كما هو منطوق حديث الثقلين ، فمن شاء الهداية فلن ينالها إلا بمعرفتهم ، ولا عاصم من الضلالة إلا بالتمسك بالثقلين معاً والحمد لله رب العالمين .


وهُو بهذا الكلام أوصدَ وأغلقَ جميعَ حجج العقول والنقول .

خلاصة كلامه :

1- أنّ الأئمة المعصومين الإثني عشر ليسَ بواجبٍ عليهم إظهارُ أنفسهم للنّاس . ( إن كان في إظهار أنفسهم هلاك محقق لهم ) .

2- أنَّ الأئمة المعصومين الإثني عشر ليسَ بواجبٍ عليهم السعي في إزالة الظُلم عن أمة جدهم . ( إن كان في ذلك السعي هلاك محقق لهم ) .

3- أنَّ الأئمة المعصومين الإثني عشر ليسَ يواجبٍ عليهم الدعوة إلى أنفسهم ، وتعريفِ الجُهّال بقدرهم وبإمامتهم. ( إن كان في ذلك هلاكهم المحقق ) .

4-أنَّ النّاس يجب أن يستدلوا على إمامة الأئمة المعصومين وهُم ( الأئمة ) في بيوتهم وفي مساجدهم . ( هذا تكليف شرعي على كل مكلف ) .

5- أنَّ مَن لم يعرِف الإمام القاعد الغير شاهر والغير مُظهر نفسه للناس ، وماتَ فإنَّ ميتته جاهلية . ( مادام ذلك الإمام منصب من الله عز وجل فمن مات ولم يعرفه مات ميتة جاهليه ) .
6- أنّ مهمّة الأئمة المعصومين ليست كمهمّة الأنبياء والرسل ، إذ أنّ الأنبياء يبلغون ويدعون ويُنذرون ويُجاهدون. ( هذا حق ) .

7- أنّ مهمة الأئمة تقتصر على هداية النّاس فقط ، يهدوا النّاس بدون خروج ، يهدونَ النّاس مع خرصهم على الإكتتام. ( إن لم يمكنوا في الأرض ، وكان في ظهورهم أو خروجهم هلاكهم فنعم ) .

8- أنّ مهمة الأئمة تقتصر على هداية النّاس فقط ، أي يدلّوا النّاس طريق الحق من طريق الباطل ، بدون إشهارٍ لأنفسهم، بدونِ دعوة النّاس للهداية والإيمان الحق . ( إن كان في دعوتهم لأنفسهم سفك لدمائهم وهلاك لذراريهم فنعم ) .

9- أنّ الأئمة المعصومين ليسوا مسؤلينَ عن أمة جدّهم ، ولا يهمّهم توضيح ما التبس على أمة جدهم . ( لطالما عُذِبوا وسجنوا وقتلوا في سبيل توضيح ما إلتبس على أمة جدهم ) .

10- أنّ الأئمة المعصومين لن يذهبوا إلى أصحاب المذاهب الباطلة ، ويُخبروهم ببطلان مذاهبهم ، بل ينتظرون من أصحاب المذاهب الباطلة أن يأتوا إليهم في مساجدهم . ( لطالما ناظر الأئمة عليهم السلام كبار القوم من المذاهب والديانات الأخرى ، وبينوا الحق من الباطل ) .

11- أنّ حجّة الله قائمَةٌ علينا ، مع غَفَلَة أئمتنا المفروض علينا طاعتهم عنّا ، وعدم مبالاتهم أأمسينا خائفين أو آمنين ، أأمسينا مظلومين أو ظالمين . ( لم يقع على الناس من الظلم والجور عشر ما وقع على الأئمة الأطهار عليهم السلام ) .

12- أنّ لاوظيفة للإمام سوى الهداية وهو في البيت ، لا خروجَ ولا دععوة ولا إشهارٌ ولا إقامة ولا تبليغ حجّة . ( إن كان في الخروج والدعوة والإشهار إندثار شرع الله بهلاكهم فنعم ) .

وهنا نقول ركّز على النقطة السابقة وتذكّر أخي العولقي بأنّك كنت قُلتَ ما نصه :
اقتباس:
فأنا أتعبد الله بما ثبت عن الأئمة المعصومين دون غيرهم .


فخذ مَاوقعَ تحتَ يدي في هذه العُجالة من أقوال أئمتك المعصومين الناقِضْ لكلامك السّابق!! ، واعمل بها واعتقدِها بارك الله بك .

1- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس وسعدان ابن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الارض لا تخلو إلا وفيها إمام، كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم ( تأمّل)، وإن نقصوا شيئا أتمه لهم ( تأمّل ).
[ الكافي للكليني الحديث الثاني باب أنّ الأرض لا تخلو من حجة ]

2- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي، عن عبدالله بن سليمان العامري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما زالت الارض إلا ولله فيها الحجة، يعرف الحلال والحرام ( تأمّل ) ويدعو الناس إلى سبيل الله ( تأمّل ).
[الكافي للكليني الحديث الثالث باب أنّ الأرض لا تخلو من حجة ]

3- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله أجل و أعظم من أن يترك الارض بغير إمام عادل( تأمّل).
[الكافي للكليني الحديث السادس باب أنّ الأرض لا تخلو من حجة ]


4- وفي حديث عن علي بن موسى الرضا جاء فيه أنّه قالَ في صفة الإمام ما نصّه : ( إن الامامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، إن الإمامة أُس الإسلام النامي، وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف. الإمام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة، والموعظة الحسنة، والحجة البالغة، الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار ... الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والأم البرة بالولد الصغير، ومفزع العباد في الداهية النآد، الإمام أمين الله في خلقه، وحجته على عباده وخليفته في بلاده، والداعي إلى الله، والذاب عن حرم الله.)
[ أصول الكافي للكليني باب جامع لفضل الإمام وصفاته الحديث الأول ]

5- وفي حديث عن جعفر الصادق عليه اسلام جاء فيه أنّه قالَ في صفة الإمام ما نصّه : (... رضي الله به إماما لهم، استودعه سره، واستحفظه علمه، واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره، وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده، فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل، وتحيير أهل الجدل، بالنور الساطع .. )
[ أصول الكافي للكليني باب جامع لفضل الإمام وصفاته الحديث الثاني ]

وإنْ أردْتَ المزيدَ بحثنا عن المزيد ، وأمثالُ ماذكرنا كُثرٌ في كتب الحديث الإمامية .

( كل هذه الأحاديث ، وكثير غيرها ، حق ، ولكنها مشروطة بالتمكين ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) (الحج:41) ) .


اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

الأخ الكريم / إبن حريوه السماوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أرى من الحكمة إغلاق الموضوع وفيه مشاركات موجهة لي ولم أجب عنها .
سأجيب على ما تفضلتم به ، وإن رأيتم أن تغلقوا الموضوع أو تحذفوه بعد ذلك فالأمر لكم .

وملخص جوابي أضعه لكم في نقاط كالآتي :

أولاً : حاشاكم أخي الكريم من العجز أو الخوف أو الجهل ، فإنني – وبكل صدق – ألمس فيكم الإنصاف والصدق والتفقه في الدين والحمد لله .

ثانياً : يعلم الله أنني لست مكابراً ، وإن شاء الله تعالى لن أكون كذلك .

ثالثاً : أنا أرى أن الإمامية والزيدية كليهما فرعين في شجرة واحدة ، وإنما رجحت عندي كفة الإمامية لأمر هام سأذكره لكم في آخر نقطه إن شاء الله .

رابعاً : حاشا لله أن أسمح لنفسي أن تنجر إلى زرع الأحقاد والأضغان بين شيعة أهل البيت عليهم السلام ، بل حاشا أن أسمح لنفسي بزرع الأحقاد والأضغان بين كل من يعلن الشهادتين .

خامساً : أرى دائما فائدة في الحوار مهما إختلفت فيه الرؤى ، شريطة أن يسود الإحترام كل الأطراف .

سادساً : هاكم ما رجح عندي المذهب الإمامي دون سائر المذاهب الأخرى ، وهذا الكلام لم يسبق أن قلته من قبل ، كما أنني أعتقد – وبكل تواضع - أنه لم يقله أحد قبلي حسب معرفتي على الأقل :

1 – إن كان الأمر كما يقوله أهل السنة والجماعة بأن لا وصية ولا أوصياء فقد نجى جميع المسلمين .
2 – وإن كان الأمر كما يقوله الزيدية من إنحصار النص على ثلاثة هم الإمام علي والحسن والحسين عليهم صلوات الله وسلامه ، وبقية الأئمة عليهم السلام لا نص عليهم ، فقد نجى الزيدية والإمامية والإسماعيلية والدروز .
3 – وإن كان الأمر كما يقول الإسماعيلية من إنحصار النص على خمسة أو سبعة فقد نجى الإسماعيلية والإمامية .
4 – وإن كان الأمر كما يقول الإمامية من إنحصار النص في الأئمة الإثني عشر عليهم السلام فلم ينج غير الإمامية .

ومما سبق وجدت أن الإمامية دون غيرهم هم الناجون في كل الأحوال ، فلذلك كنت منهم .

ملاحظه : قولي بنجاة أي فرقة أعني به مجرد أنه هو الأمر الراحج ، ولا يعني ذلك هلاك الآخرين .

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ..........

نَقَلْتَ كلامي السابق ، وأَضَفْتَ عليه تعليقاتِكْ ، وذكرتَ فيها ما قدْ كُنتَ ذكَرْتَهُ في السابق، وأنَا أناشدِ كلّ من يقرأ هذا السطر ، أنْ يقرأ ما أوردناهُ سابقاً بخصوص التمكين ورغبة الأئمة المعصومين في الخروج على الظلم والإنتصار لأمة جدّهم ، فالموضوع كاملٌ مُكتملْ إنشاء الله.

وليعلم القارئ أنّنا قد وقفنا ووقفت عقولنا ونقولنا مع الأستاذ العولقي على ثلاث مُفارقات جميعها قد ذُكر بتفصيل في الأعلى ، والحُجَجُ فيها لنا ، ونُعيدُ طرحَها بأسلوب مقاربٍ ومُغاير فنقول :

المُفارقة الأولى :

أَنَّ الأئمة حُجج الله على النّاس ، بِهِمْ يُعذَّبون وبِهم ينجون ، هُم الدُعاة إلى الله والّذابين عن حريم الله ، الرّادّين على النّاس ما زادُوه ، والمُتمّين لما أنقصَهُ النّاس ، المُبينون للناس الحلال والحرام ، أئمةُ العدلْ ، والمشكلة هنا في أنّ الأئمة المعصومين مُكتتمين لا يخرجُ عِلمُهم ولا يتجاوزُ ثقاتهم!! وحدِيثهم صعبٌ مُستصعب!! والمُفشي سرّهم كانَ كمنْ ارتكبَ أعظمَ الجنايات!! ومعَ هذا الإكتتام الرهيبِ مِنْ قِبَل الأئمة المعصومين وأتباعم ، فإنّ الأخ الكريم يطلبُ من النّاس ويجعله تكليفاً عليهم بوجوب معرفتهم والإيمان بهم ، بالرغم من إستتارهم وإستماتتهم على ألاّ يظهرَ أمرُهم !! واتقّائهم الرهيب عنْ النّاس!!

والمفارقة الثانية :

أنّ الأخ العولقي يؤمنُ بأنّه ليس بالواجب على الأئمة المعصومين أن يخرجوا للنّاس ويقولوا هذا باطلٌ وذاك حق ، وأنَّ هذا الحُكم جائٌر والعدلُ هو هذا الحُكْمْ ، أنَّ هذه الصدقة للفقير الفلاني وتِلْك للمسكين الفلاني، وأنّ هذا الحاِكمَ جائرٌ يجب الإنكار عليه!! ومعَ هذا يجب أن يؤمنَ الإنْسانُ بأنّهم هُمْ أهل العدلِ قي زمَنِهِم وهُم الذابون عن حدود الله وحريمه وفرائضه!! وأنّه لولاهم في ذلك الزمن لساخت الأرض بمن عليها ، وأنّهم مُظهري العَدل لهم أكملُ الصفات آمرينَ بالمعروف وناهين عن المنكر غيرُ مُسدلي الستر!!!

المُفارقة الثالثة :

أنّ الأئمة لو مُكِّنَ لهم لأظهروا عدلَ آباءهم وساروا يسيرة جدّهم ولدَعَوا لله ، ولأزالوا الظلم ، ولنَهَوا عن المنكر ولأمروا بالمعروف جهاراً !!! وهذا ينقضهُ أنَّ الأئمة كانوا يُفضِّلون جهاد العلم على جهادِ السيف ، والدّليل على عدم رغبتهم في أنْ يُمكّن لهم في الأرض لإتمام حُجيّتهم على العباد على أكمل وجه ، الدليل على ذلك أنّهم لم يسعوا لفعل الأسباب المؤدية لهذا النصر العظيم ، فلاهُم خرجوا من ديارهم لهذا الغرَض ( غرض جمع الأنصار )!! ، ولاهُمْ أوكلوا لأتباعهم هذا العَملْ ( عملُ الدّعوة والمبايعة لهم )!! ، ولا هُم استطقبوا وتأَلّفوا قلوب أهل المدينة وحبّبوهم في الجهاد بين أيديهم لا سراً ولا خفاءً!! فالحق وعلى اعتقاد الإمامية أنَّ الأئمة المعصومين لم يَكونوا راغبين في أن يُمكَّنَ لهم في الأرض ، فلا عُذرَ لقائلٍ أنَّ الأئمة لم يُمكّن لهم وإلاّ لفعلوا ولنصروا ولعَدَلوا ولأقاموا بسيرة المصطفى .

=================

وأمّا عن الترجيحات التي ذكرتَها أخي في الله العولقي :
3 – وإن كان الأمر كما يقول الإسماعيلية من إنحصار النص على خمسة أو سبعة فقد نجى الإسماعيلية والإمامية
أبداً لم ينجُ الإمامية ، فإسماعيل بن جعفر الصادق إمامٌ منصوصٌ عليه لدى الإسماعيلية ، وليس منصوصاً عليه عند الإمامية !!!

لابدّ من الإيمان بالنص على إسماعيل حتى تتحقّقَ لك النجاة ... وإلاّ بتَرْتَ السّلسلة المرسومة في الأعلى !!!
يعلم الله أنني لست مكابراً ، وإن شاء الله تعالى لن أكون كذلك .
نعَم ، أستاذنا العولقي ، إنشاء الله أن تكونَ كما قُلتَ ، لأن المكابرَة مني أو منكَ أو من الأخ السماوي ، تُعدّ من أخطر أنواع الكذب والخداع للنفس .

============


تحيّاتي
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

الأخ الكريم / الكاظم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يؤسفني أخي الكريم أن أجدك تمسك بعبارات معينة وردت في أحاديث ذات موضوع معين فتعمد إلى أن تعممه على أمور الدين كلها ، ولعلي لا أجد لكم عذراً مقبولاً لهكذا فعل !!!

من أمثلة ذلك قولك :
أَنَّ الأئمة حُجج الله على النّاس ، بِهِمْ يُعذَّبون وبِهم ينجون ، هُم الدُعاة إلى الله والّذابين عن حريم الله ، الرّادّين على النّاس ما زادُوه ، والمُتمّين لما أنقصَهُ النّاس ، المُبينون للناس الحلال والحرام ، أئمةُ العدلْ ، والمشكلة هنا في أنّ الأئمة المعصومين مُكتتمين لا يخرجُ عِلمُهم ولا يتجاوزُ ثقاتهم!! وحدِيثهم صعبٌ مُستصعب!! والمُفشي سرّهم كانَ كمنْ ارتكبَ أعظمَ الجنايات!! ومعَ هذا الإكتتام الرهيبِ مِنْ قِبَل الأئمة المعصومين وأتباعم ، فإنّ الأخ الكريم يطلبُ من النّاس ويجعله تكليفاً عليهم بوجوب معرفتهم والإيمان بهم ، بالرغم من إستتارهم وإستماتتهم على ألاّ يظهرَ أمرُهم !! واتقّائهم الرهيب عنْ النّاس!!

فأنت هنا أخي الكريم تريد أن تعمم حرص أئمة أهل البيت على التكتم في مكانتهم ومنزلتهم عند الله عز وجل عن العامة من الناس ، الذين لبساطة تفكيرهم قد يعدون ذلك من الكفر كالقول بالولاية التكوينية للأئمة عليهم السلام التي من الله عليهم بها ، وعلمهم للغيب بإذن الله عز وجل ، وكذلك النص على الأئمة الإناعشر بأسمائهم ، والتي لو عرفها حكام الجور والظلم لأبادوهم كما أبادوا غيرهم ، ولضاع شرع الله بموتهم .
وأنت للأسف الشديد تريد أن تعمم وصيتهم بالتكتم على هذه الأمور بحيث تشمل كل أمر من أمور الدين !!!
وكأنهم عليهم السلام لم يكونوا جامعة تخرج منها ألاف من العلماء والمحدثين من جميع المذاهب ؟؟؟ !!!
وكأنهم عليهم السلام لم يبينوا للناس الحلال والحرام ، وقد عانوا في سبيل ذلك الأمرين !!!
وكأنهم عليهم السلام لم يأمروا بمعروف ، ولا نهوا عن منكر ، وقد سجنوا لذلك وعذبوا وشردوا وقتلوا !!!

اللهم غفرانك .

ومثل قولك أيضاً :
أنّ الأخ العولقي يؤمنُ بأنّه ليس بالواجب على الأئمة المعصومين أن يخرجوا للنّاس ويقولوا هذا باطلٌ وذاك حق ، وأنَّ هذا الحُكم جائٌر والعدلُ هو هذا الحُكْمْ ، أنَّ هذه الصدقة للفقير الفلاني وتِلْك للمسكين الفلاني، وأنّ هذا الحاِكمَ جائرٌ يجب الإنكار عليه!! ومعَ هذا يجب أن يؤمنَ الإنْسانُ بأنّهم هُمْ أهل العدلِ قي زمَنِهِم وهُم الذابون عن حدود الله وحريمه وفرائضه!! وأنّه لولاهم في ذلك الزمن لساخت الأرض بمن عليها ، وأنّهم مُظهري العَدل لهم أكملُ الصفات آمرينَ بالمعروف وناهين عن المنكر غيرُ مُسدلي الستر!!!

ومتى قال العولقي ذلك ؟؟؟ !!!
العولقي قال ما مضمونه أنه لو أدى أي أمر من الأمور السابقة إلى أن يكون فيه هلاكهم فليس عليهم ذلك لأن بقاء شرع الله عز وجل مرتبط ببقائهم ، وإلا فهم جميعاً عليهم صلوات الله وسلامه قد فعلوا كل ذلك ، وبأشكال وصور يعجز عنها غيرهم .

ومثل قولك :
أنّ الأئمة لو مُكِّنَ لهم لأظهروا عدلَ آباءهم وساروا يسيرة جدّهم ولدَعَوا لله ، ولأزالوا الظلم ، ولنَهَوا عن المنكر ولأمروا بالمعروف جهاراً !!! وهذا ينقضهُ أنَّ الأئمة كانوا يُفضِّلون جهاد العلم على جهادِ السيف ، والدّليل على عدم رغبتهم في أنْ يُمكّن لهم في الأرض لإتمام حُجيّتهم على العباد على أكمل وجه ، الدليل على ذلك أنّهم لم يسعوا لفعل الأسباب المؤدية لهذا النصر العظيم ، فلاهُم خرجوا من ديارهم لهذا الغرَض ( غرض جمع الأنصار )!! ، ولاهُمْ أوكلوا لأتباعهم هذا العَملْ ( عملُ الدّعوة والمبايعة لهم )!! ، ولا هُم استطقبوا وتأَلّفوا قلوب أهل المدينة وحبّبوهم في الجهاد بين أيديهم لا سراً ولا خفاءً!! فالحق وعلى اعتقاد الإمامية أنَّ الأئمة المعصومين لم يَكونوا راغبين في أن يُمكَّنَ لهم في الأرض ، فلا عُذرَ لقائلٍ أنَّ الأئمة لم يُمكّن لهم وإلاّ لفعلوا ولنصروا ولعَدَلوا ولأقاموا بسيرة المصطفى .

وأقول :
حسبي لبيان عدم الدقة في هذا القول هو أن أستشهد بما حدث لأئمة الزيدية عليهم السلام من قتل وإبادة وتمثيل وتشريد .
فهل سيكون حال أئمة أهل البيت عليهم السلام غير ذلك ؟؟؟ !!! .
وإن حدث ذلك ففيه الإندثار التام لدين الله حسب ما نعتقده نحن الإمامية .

وأما قولك أخي الكريم :
أبداً لم ينجُ الإمامية ، فإسماعيل بن جعفر الصادق إمامٌ منصوصٌ عليه لدى الإسماعيلية ، وليس منصوصاً عليه عند الإمامية !!!

أوافقكم على ذلك أخي الكريم ، غير أن لي في نجاة الإمامية شفيعين :
الأول : أن الإسماعيلية يقولون بأن إسماعيل هو الإمام الغائب ، ونحن نشاركهم في الأصل ونخالفهم في المصداق .
والثاني : حديث الإثنا عشر الذي يوهن دعوى الإسماعيلية بشكل كبير .

حياكم الله جميعاً

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“