الى الدكتور عبد الملك العولقي: الدعوة والإمام زيد بن علي(ع)

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

طيب يادكتور
هل هؤلاء صلوات الله عليهم الابعة عشر
متساوون في الفضل أم متفاوتون فيه ؟
==================================
سؤال آخر
من أفضل عند الله من وجهة نظرك
رسول الله
أم الامام جعفر الصادق ؟
=================================
سؤال ثالث
من أفضل عند الله
الامام زيد
أم الامام جعفر الصادق ؟
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

جواب الثلاثة في واحد :
رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أفضل الجميع

سؤال يا نسب :
الإمام زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليهما أفضل ؟؟؟
أم إبنه الإمام زيد عليه السلام ؟؟؟

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

حياك الله يا نظر
وبماذا فضل عليهم صلى الله عليه واله وسلم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فُضل عليهم صلوات الله عليه واله وسلم بما فُضلوا هم به على غيرهم .

لم تجب يا نسب :
الإمام زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليهما أفضل ؟؟؟
أم إبنه الإمام زيد عليه السلام ؟؟؟

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ..........

بارَكَ الله فيك أستاذنا الفاضل العولقي ....

الأحاديث التي نقلْتَها واعتبَرْتها في موضوع الحوار ، كنتُ قد قرأتُها وأردتُ أنْ أسرِدها مُحتجاً بها عليك ، كما سردتُ لك الأحاديث الإمامية السابقة في وجوب الدّعوة والخروج والإشهار والإظهار للنفس ، ولكنّي وَجدْتُ أنّها قدْ لنْ تَحجّك كما حجَّتْكَ الأحاديث السابقة ، ووبما أنّك احتججتَ بها على حُجيَّة المعصومين فسنتوقّف معَ ما ذكرْتَه أنتَ من أحاديث وجَعلْتها مِنْ موضوع الحوار، وأطلبُ من القارئ الكريم أخذَ الشاهِدِ من كل حديثٍ أوردَه الدكتور العولقي أعلا الله مقامه ، وتطبيقَهُ على الرسالة التي سأورِدَها ، وسأخصّ بها كلَّ ذو فهمٍ سوي، يرى أنَّ الله واحد ، وأنَّ الحقَّ واحد .

وسآخذ نموذجاً أو نموذجين حديثيين من بين مئات النماذج الممُاثلة له في كتب الإمامية الحديثية .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

القولُ الفَصل ...

حُجّجُ العقول في الدعوة والتبليغ ........ حُجّجُ العقول في الدعوة والتبليغ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمُرسلين، سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الغر الميامين مَنْ أذْهَبَ الله عنهم الرجس وطهَّرهُم تطهيراً ، ورضوانه على الصحابة الراشدين المُتقين ، الذين خرجوا من الدنيا وهم على يقين ، وعلى التابعين لهم بخيرٍ وإحسانٍ إلى يوم الدين ، وارضَ عنّا معهم يا رب العالمين .

وبعد :

فنقول لكل إمامي ما حال هذه الأحاديث عندَكم ،وكيفَ حالُ أئمتكم عندَكم ، أَمُبلَِّغونَ للأمانة الكبيرة التي جعلتموها لهم ، أَمُستحقونَ للهالة العظيمة التي رسمتموها لهم، فإنْ كانوا كما تقولون فأجيبونا ولاحولَ ولا قوةّ إلاّ بالله العلي العظيم .
الكافي ج : 1 ص : 190 - 192
بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى خَلْقِهِ
1- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً قَالَ نَزَلَتْ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ص خَاصَّةً فِي كُلِّ قَرْنٍ مِنْهُمْ إِمَامٌ مِنَّا شَاهِدٌ عَلَيْهِمْ وَ مُحَمَّدٌ ص شَاهِدٌ عَلَيْنَا
س/ لماذا محمد شاهدٌ علينا ؟

ج/ لأنّه قامَ فينا داعياً مُظهراً لكتاب الله ، مُفصّلاً لآياته ، مُخبرٌ لنا بأدّق التفاصيل في الدين ، يُرسلُ الرُسلَ والمراسيل إلى أصقاعِ الأرض لِيُعلّموهُم أمور دينهم ، تقدّم المسلمينَ في حروبهم ، وقفَ معهم موقف الأب ، موقفَ الأخ ، موقف المُبلِّع عن الله ، موقف الهادي إلى سواء السبيل .

س/ كيفَ صارَ الأئمة الإثني عشر علينا شُهداء ؟ بماذا ضَحّوا مِن أجلنا ؟ ولماذا قُتّلوا وُعذّبوا ، أَمِنْ أَجْلِنَا وِمنْ أَجْلِ نشرِ العدل بين النّاس وإرساء معالم الدين ، كما عُذِّبَ رسول الله ، وأُخْرِجَ مِنْ دِيارِه في سبيل إقامة حجّة الله علينا ، ولكي يكون شهيداً علينا عند الله ، فلَه صلوات الله وسلامه عليه أنْ يقول لنا ويحتجّ علينا يوم القيامة : أَلَمْ أَقُمْ فيكم أيها النّاس مُبلّغاً رَغْمَ تكالب المِحَنِ عليَّ ورغم استضعافي ، ألَم أُعلّمْكم مبادئ دينكم ، أَلم أُرْسِل الرسولَ تلو الرّسول إلى الأمصار لتبليغ الرسالة ولتأدية الأمانة ولإتمام الحُجّة ، أَلمْ أفعل وأفعل .... إلخ .

فماذا سيقولُ الأئمة المعصومين لله إذا وقفوا بين يديه وكانَ النّاس من حولهِم ، وبِمَ سيحتجّون على النّاس ؟

========

2- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ قَالَ نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوُسْطَى وَ نَحْنُ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ حُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ قُلْتُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ قَالَ إِيَّانَا عَنَى خَاصَّةً هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ وَ فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ فَرَسُولُ اللَّهِ ص الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ فَمَنْ صَدَّقَ صَدَّقْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَنْ كَذَّبَ كَذَّبْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
تعليق : تأمّل أخي القارئ ، واربط هذا الكلام بسؤالي السابق ، تأمّل هذه اللفظة مِن أبي عبدالله روحي له الفداء :
فَرَسُولُ اللَّهِ ص الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
وتأمّل قول أبي عبدالله روحي له الفداء :
وَ نَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ
بماذا صارَ الأئمة المعصومين الإثني عشر شهداء على النّاس ؟

الرّسول صارَ شهيداً لأنّه دعا النّاس وبلّغ الرسالة ، وهذا ما لا يختلف عليه المسلمون .

وهُنَا قدْ يَعْتَرِضُ علينا مُعترضٌ ويقول : إنَّ التبليغَ مُهمّة الرُسل دونَ الأئمة ، وإنّما مُهمّة الأئمة هي الهداية !!

وهُنا نُعيد السؤال السّابق :

فنقول : مالذي فَعلَه الأئمة المعصومين لهداية النّاس ؟

فإن قُلتَ أخي الكريم : أنّ أكبر دليل على استماتة الأئمة المعصومين في هداية النّاس هُو نشرهم للعلم في مدينة جدّهم رسول الله حتّى شَهِدَ لهم القاصي والدّاني بتحديثهم واستبسالهم في الدرس والتدريس ، وهذا قدرٌ كافٍ في الهداية .

قلنا : لاسواء . من وَجهين :

الوجه الأول : أنَّ حُجّتهم وهدايتهم للنّاس اقتصرت على أهل المدينة ( أو أهل المدينة التي كانوا فيها ) دونَ غيرهم ، فلا حُجّة لهم على سائر البلدان والأمصار .

والوجه الثاني : أنّ نشرَهم للعلم في المدينة وتدريسهم لفطاحلة علماء المسلمين ، يُشكِّكُنا في هل كانوا يُخبرونَ مَنْ يَهدُونَهم ويُعلِّمونهم ، هل كانوا يُخبِرونَهم بأنَّ الأئمة اثني عشر إماماً يجب عليكم أن تطيعوهم أيها النّاس فنحن في هذه الحوزة الدينية نتدارسُ معكم ونهديكم إلى سواء السبيل ، فعلي والحسنين وتسعة من ولد الحسين آخرهم المهدي الغائب المُنتظر ، أئمةٌ نصَّ عليهم الله والرسول واجبةٌ عليكم طاعتهم والإيمان بما أتوا به من علوم ، عندَهم ما تحتاجون إليه إلى يوم القيامة ، فاسمعوا منّي فما أنا إلا هادٍ لكم بإذن الله ، ألا اللهم هل بلّغْت اللهم فاشهدْ . ألَيْستْ هذه من الهداية للنّاس الآتينَ من أقاصي البلاد إلى أماكن تواجدهم ( تواجد المعصومين ) ليتعلّموا على أيديهم ويأخذوا العلم من منابعه وموارِدِه ، أليْسَتْ هذه الهِداية التي ستُقيم على الحاضرينَ لتلك الحوزات الحًجة ، ولكن هل فعلاً فعلوا هذا الأئمة الإثني عشر المعصومين ، هل فعلاً اهتمّوا بتدريس وبهداية النّاس الذين حولَهم مبادئ الولاء والإقرار بإمامة أهل البيت المعصومين ؟ أمْ أنَّ الأئمة المعصومين اهتمّوا بهداية وتدريس من حولَهم مِنَ النّاس أصول العقيدة وتنزيه الله وأصول الفقه والحلال والحرام والنوافل والفرائض فقط!! فهل هذا إتمامٌ للهداية? فهل هذا إتمامٌ للحجّة؟ ومتى تمّت حجّة الرسول على النّاس ؟ ألَمْ تكن عندَ إشهاره خبرَ الولاية لابن عمّه علي بن أبي طالب أمام الملأ من النّاس ؟ ألم يقل الله فإنْ لم تفعل فما بلغّت الرسالة يا محمد ؟! .

فإنْ قُلتَ : كلامك غير صحيح ، فقد هَدوَا وأقاموا الحُجّة على جميعَ من حولهم مِن النّاس، أَخبروهم بالنصوص الإثني عشرية وواجبات الأئمة المعصومين ، وأخبروهم بأصول الدين والفقه والحلال والحرام ولا صِحَّة لما تقولونه بأنّهم حَجَبُوا النّص الإثني عشري عن النّاس !؟

قلنا : جوابنا عليكم مِنْ وَجهَيْن اثنين :

الوَجه الأول : لو كانوا فعلاً قد أتمّوا الحجة والهداية على مَنْ حولَهم مِن النّاس فضلاً عن مَنْ هُم نائين بعيدين عنْهُم ، لَوَجَدنا أبو حنيفة النُعمان مُقراً مُعترِفاً بإمامة الإثني عشر ، وهُوَ خرّيج جعفر الصادق تلميذه الذي أثبتَ الإمامية أنّه قالَ : ( لولا السنتان لهلَك النُعمان ) ، لولا الدراسة والتتلمذ على يد جعفر الصادق لكنتُ ( أي أبو حنيفة) من الهالكين ، وهذا أبو حنيفة رحمه الله لايُؤمن بالنص الإمامي ولا يُنكرُ أنَّ جعفراً عليه السلام قد أَنْقذهُ بعلومه من الهلاك فأينَ الخلل هنا : هل جعفر الصادق لم يُبلِّغ ولم يُعَلِّم تلميذَه بالولاية للإثني عشر وبالإمامة لهم ؟! أمْ أنّه اكتفى بتعليم أبو حنيفة الفقه ؟! ولماذا قالَ و ادّعى أبو حنيفة أنّه نجَى وخرجَ من الهلاك ؟! هل قال هذا لأنَّ جعفر علّمَه الفقه والأصول ؟ أمْ لأنَّ جعفر علّمه التمسك بأهل البيت والولاء للأئمة المعصومين ؟ إنْ قُلنا لأنّه علمه الفقه والأصول والحرام والحلال كان كلامنا قريباً للعقل . وإنْ قُلنا لأنّه عَلَّمَه الفقه والأصول والحرام والحلال والولاية والإقرار بالأئمة الإثني عشر ، فهذا كلامٌ باطلٌ ، لأنَّ أبو حنيفة لم يكن يُؤمن به ، ولا صدر عنه رحمه الله قولٌ بأنّ جعفر قد أخبَرَه هكذا خبر . وعَلَى مالك بن أنس فقيه المدينة وسفيان الثوري وغيرهما فَقِسْ . فأمّا مالك بن أنس فهوَ من أهل المدينة ، وأمّا سفيان فهو أحدُ الدّارسين على يدي جعفرٍ عليه السّلام . وبهذا عرَفنا أنّ هداية الأئمة للنّاس وإتمام حُجّتهم على من حولهم فقط!! ، مِنْ نَشرٍ للعلوم وتحديثٍ للنّاس ومُناظرةٍ لأهل الباطل ، إنّما كانَ هذا منهم عليهم السلام في أمور التوحيد والفقه والفرائض والسنن والحلال والحرام ، دونَ مسائل الولاء لأهل البيت والتعريف بإمامة وُحجيّة الإثني عشر من أبناء علي عليه السلاّم ، وهذا إخلالٌ منهم بالهداية ، ونقصٌ في حُجّتهم على النّاس عندما لم يُخبروهم بحق أئمتهم عليهم ، وهُنا نجد أنَّ الرُسلَ قد بلّغوا ، ولكن الأئمة المعصومين لم يُبلّغوا ، ولَم يَهدُوا !!

والوجه الثاني الذي نرد به على القائل بأن الأئمة بلّغوا النّص والولاية وأقاموا حُجّة الهداية على مَن أتاهم يطلبُ عِلْمَهُم ، ويدرسُ على أيديهم ، أمْثالَ أبوحنيفة وغيره فنقول :

أنَّ نصوص الإماميّة الحديثية التي رووها عن المعصومين أنفسهم ، تُثبتُ أنّ عُلومَهُم التي هي علومُ آباءهم ، بما فيها الولاية لأهل البيت والنص الإمامي الإثني عشري ، يحب ألاّ تتجاوزَ الثَّقات!!، كما يروي الإمامية أنّه من أفشى حديثَ المعصومين فإنّ له من الوعيدِ كذا وكذا !! كما يروي الإمامية أنّ المعصومين يطلبون من خاصّة خاصّة أتباعهم أن يكتموا سرّهم ولا يُذيعوه !! وهذا كلّه يُؤكدُ لنا أنَّ الأئمة المعصومين كانوا حريصين على إخفاء هذا النص الإثني عشري إخفاءً رهيباً على عامّة أتباعِهم ، فضلاً عن أنْ يُخْبِرَ بهِ أناسٌ أتَوا من الكوفة أو من اليمن ليدرسوا على أيديهم شهراً أو شهرين ثم يعودوا لبلادهم، ونعودُ ونقول هنا بأن الهداية من الأئمة المعصومين لهؤلاء النّاس الواردينَ عليهم من أقاصي البلاد القَارِعينَ!! باب بيوتهم الطّالبينَ لِعِلْمِهم ، بأنَّ الهداية من الأئمة المعصومين لم تتم ولم تكتمل لعدم إخبارهم بأمورِ أئمتهم الواجب عليهم التمسك بهم الذين بهم ينجونَ وبهم يهلكون ، وبجهلهم لهم يموتون ميتةً جاهليّة . فكيفَ سيكون المعصومين حجّة على أمثال هؤلاء القارعين لأبواب بيوتهم والقاعدين معهم في مساجدهم ؟!!

فإن قلت : أنَّ الأئمة إنّما تكتّموا ، وحذّروا أتباعَهم من إفشاء أمرهم وأمرِ إمامتِهم ، خوفاً على أنفسِهِم مِن السلاطين الجائرة ، وخوفاً على ذراريهم ، وخوفاً على دين الإسلام أنْ يندثر ، وخوفاً على السلسلة الإمامية أن تنبتر ؟

قلنا : يجبُ أولاً أن تُسلِّم بصحةِ ومعقولية ماذكرناه في الأعلى ، بأنّ حجّة الأئمة المعصومين ناقصة ، بمعنى أنّ تبليغ الأئمة المعصومين ناقص ، بمعنى أنَّ هداية الأئمة المعصومين لمن وردَ عليهم من الناس ناقصة ، ولامناص لكَ مِنْ أنْ تُسَلِم ، فعندها نقول ولا قوة إلاّ بالله : نتفق إنشاء الله وإياكم أنه لو اجتمعت الإنس والجن على أنْ يُغيروا أمراً كانَ مفعولاً ، أمراً كانَ مقضياً محتوماً مِنْ قِبَلِ الله عزّ وجلّ لما استطاعوا ، ولو اجتَمَعَت قريش وأجلاف العرب وقياصرة الروم بجنودهم وحاشيتهم وأكاسرة الفرس بجنودهم وحاشيتهم والجنّ بمَن مَعَهم من جنود ، على أنْ يَقتلوا محمّداً بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله ، وأنْ يدثروا دينَ الله ، وأنْ يُطفئوا نور الله ، وأنْ يردّوا أمرَ الله ، لما استطاعوا ولمَا نالوا مِنهُ ولمَا قَتلُوه ، فَبِقَتْلِه إطفاءٌ لنور الله ، وهزيمٌة لله وردٌ لأمرِه والله المستعان ، فالله حافظٌ نبيّه مؤيدّه بالمعجزات الظاهرات والخافيات ، مؤيدٌ له بروحٍ القُدس ، يحفظُهُ من بين يديه ومن خَلْفِه لِيَنشُرَ دينه ويصدعَ بأمرِه ، ويُعلي كَلِمَتهُ ، ويُتِمَّ حُجّتَه على العالمين . وهُنا نقول لو اجتمعت الدولة الأموية بحواشيها والدولة العباسية بحواشيها بل حتّى لو عُضّدَت هاتين الدولتين بقوة الدولة العثمانية ودولة السلاجقة والمماليك بل حتى لو عُضّدَت هاتين الدولتين بقوة أمريكا وإسرائيل اليوم ، على أن يُقتّلوا الأئمة الإثني عشر ، ويَقطَعوا نسلَهم ، ويبتروا السلسلة الإثني عشرية ، على أن يدثروا دينَ الله ويُطفئوا نوره ، على أنْ يردّوا أمراً قد قضاهُ الله من فوق سبعِ سماواتٍ لما استطاعوا ، لأنَّ في بترِ وقطعِ نسلهم تكذيبٌ لله ، وردٌ لأمرٍ قد أمرَ به وحتَمَه وقضَاه والله المُستعان . فعذرُ القائلين بأنَّ التكتم إنّما كان خوفاً على أرواح الأئمة المعصومين وعلى دين الإسلام ، وعلى النسل الإمامي من الفناء ، قولٌ باطل .

فإن قيل : فبتسليمنا لكلامِكُم ، مِنْ أنّه يجبُ على الأئمة لإتمام الحجة على النّاس من التبليغ والهداية أن يصدعوا بما أُورِثوه مِنْ عِلمٍ، وألاّ يتستّروا عليه تستراً دائماً ، فإنّه بنشرِهم لهذا خطرٌ عليهم وعلى أتباعهم فقد يُؤذونَ ويُعذّبونَ ويُنكّلُ بهم .

قلنا : فبهذا تتم الحُججُ على النّاس ، ألا ترى رسولَ الله صلوات الله عليه وآله وسّلم كانت تُرمى فوقه القاذورات والأوساخ وهُو يُصلي ، وألا ترى أنّ الصبيان كانوا يرمونَه بالحجارة حتى يسيل الدم من جسمه الشريف ، وألا ترى أنّه قد شَجّت رُباعيّته في أحد ، وألا ترى أنّه قد تحمّل الحصار والمقاطعة من قريش في الشعب ، وهُوَ مَنْ هُوْ ، محمد بن عبدالله أفضل البشر على الإطلاق ، كلَّ هذا منه صلوات الله عليه وعلى آله إيماناً منه بأنّ الله لن يخذله وأنّه سيُتمّ نوره وسينصرُ عبْدَه ، وسَيُتمّ حُجّته ، وهو ربّ العالمين ، ثم انظر إلى حال أصحابِ ُمحمد انظر إلى آل ياسر وما فُعلِ بهم من كفّارِ قُريشْ ، وانظرْ إلى حمزة كيف مُثّلِ به أسوأَ مُثلة بأن شَقَّ بطنه وأُخِذَت كبده ، وانظر إلى بلال بن رباح رحمه الله وما لاقى من أنواع وأصناف العذاب ، وانظر إلى جعفر بن أبي طالب قٌطِّعَت أعضاؤه في سبيل إرضاء الله أولاً ثمّ في سبيل إرضاء قائدهم وإمامهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم ، وغيرهم كثير ، مِنْهُم مَن نال أجر الشهادَة بين يدي إمامِه محمد ، ومِنْهُم مَنْ نال أجر الصبر على الأذى والألم ، فلابدُ من التضحية لإتمام الحجّة ونشر الرسالة الرّبانيّة، وعلى هذا فِقِس ما يتعرَّضُ له الأئمة المعصومين من أنواع العذاب والويلات ، وما يتعرّض له أتباعهم ، ومنْ هنا فلا وجه لصاحبِ هذا العُذرِ ، في أنّه يمنع من الصدوع والدعوة إلى الله ، وإتمام الحجّة ولو بإفشاء هذا الخبر الإمامي على مسامع العلماء المُبرزين أصحاب الحل والعقد في الأمة الإسلاميّة .

فإن قيلَ : فإنَّ الأئمة المعصومين فعلاً قد نًكِّلَ بهم ، ووقعَ بهم أصناف العذاب ، من سجنٍ وتضييقٍ وإذلال ، وكلُ هذا وقعَ بسبب نشرهم لحجة جدهم رسول الله ، وإتماماً لحجّته.

قلنا : لماذا عُذَبوا ونُكِّلَ بهم ؟ ألأنّهم دَعَوا إلى أنفسهم بإسم الإمامة ؟ أم لأنّهم نشروا الخبر الإمامي الإثني عشري في الأصقاع ، فخشي السلاطين أنْ يُصدِّقَهم النّاس ويسْعوا لتسليم الأمرِ إلى أصحابه ، فيَزيلوهُم عن الكرسي والمنصب ؟ !!! فيا لله ويا لأولي العقول النيّرات .

فإن قيل : فإنّ هناكَ من الأئمة من سُمّ وقُتِلَ وهذا إبطالٌ لكلامكم السابق ، من أنّه لن يستطيع أحدٌ أن يردّ أمر الله بقتل الأئمة المعصومين وبتر السلسلة الإثني عشرية التي قد قضاها الله وحَتَمها ؟

قلنا : نَعم ، فأمّا أن يُقتلُوا بسبب صدوعهم بدعوتهم ، ونشرهم لرسالة جدهم، واستبسالهم في هداية الدّارسين على أيديهم بنشر الخبر الإمامي الإثني عشري فيهم وتلقينهم الولاية الواجبة ، فواردٌ . ولكن بعدَ ماذا ، بعدَ أن يُعْقِبَ الإمام المعصوم الإمام الذي بعده ، فهذا جعفر ( مع التحفظ ) مات مسموماً ، ولكن ماتَ بعدَ ماذا ؟ بعدَ أنْ أعقبَ الإمام اللاحق موسى الكاظم ، وكلامنا في الأعلى ، أنّه لو اجتمعت الجن والإنس على أن يقتلوا جعفر قبل أن يُولَدَ له موسى ، لما استطاعوا ، ولعجزوا عن هذا ، لأنّ في استطاعتهم بترٌ للسلسلة الإمامية وردٌ لأمر الله ، بينما قَتْلُ جعفر بعد أن يُولَدَ له موسى، فهذه شهادةٌ لجعفر الصادق في سبيل إحياء دين الله وفي سبيل إتمام حجتّه وفي إتمام إخباره وإعلامه النّاس بأمور دينهم جهاراً لا خفاءاً قدر الإستطاعة ( إن كانَ هذا حصَلْ) .

فإن قيل : نعم ، قد قَبِلْنَا كلامَكم السابق ، ولكنْ ليسَ لكم أن تحكموا أنّ الأئمة المعصومين ، تركوا السيفَ والخروج على الظُلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رغبةً منهم ، وإنّما عدم التمكن وقلّة النّاصر هي التي جعلَت الأئمة يقيمون الحجة بهداية الناس في صمت تحتَ سترٍ مُسدلٍ عن الخروج والجهاد بالسيف.

قلنا : نعَم ، فتوفّر النّاصر شرطٌ في القيام ، وفعلُ الأسباب شرطٌ لتوفّر الناصر والإمكانات وفي هذا نقول أنّ الجواب يكون من وجوه أربعَة :

الوجه الأول : أنَّ الأئمة المعصومين عليهم السلام ، لم يُبلغوا الجهد في جمع النّاصر والمُعين، كما أبلَغهُ الحسن حينما كان يبعث السفارَة تلو السفارة على يد ابن عبّاس وغيره إلى رؤساء القبائل والعشائر يحثّهم على النُصرة والقتال بين يديه ، كانَ يقف فيهم موقف المُرِّغب والمُشوِّق بالجهاد والإستشهاد ، رغْمَ قلّة الحيلَة وتكالبِ المِحَنِ على الحسن السبط عليه سلام الله ، فلمّا رأى إنصراف النّاس عن هِمَمِ الجهاد بين يديه ، ورأى الخذلان من الرجال تِلو الخذلان آثرَ الدعاء في صمتٍ وسكون والأمر بالمعروف والنهي عن منكر بمرتبتي القلب واللسان ، وأمّا التسعة من ولد الحسين أئمة الإمامية فلم يَجْهَدوا ولم يُبلِغوا الجَهْد في جمع الأنصار أو إرسال السفارات إلى المُحبين والمُتشيعين كي يستقطبوهم ويحثّوهم على الصدوع والخروج على الظُلمِ والعدوان ، بل آثروا الدعاء في صمتٍ من البداية ، وآثروا نشرَ العلوم الدينية والفقهية والحديثية دونَ أخبارَ الولاية والإمامة كما قد تقرر هذا . ومِنْ هذا فقول القائلين أنّهم كانوا راغبين في الخروج على اعتقادِ الإمامية فقولُه باطلٌ ، إذا كيف يكونُ راغباً ومُحباً أن يتمثلّ بمثال أمير المؤمنين والحسين السبط وهو لا يدعو مَنْ حولَه ، ولا يتألّف قلوبهم ، ولا يُرغبّهم في الخروج ولو في الخفاء ، إلى أن تقوى الشوكة فيُعلنَ الخروج على الملأ .

الوجه الثاني : أنّ الأئمة المعصومين لو كانوا راغبينَ أن يتمثّلوا بِمثالِ جدّهم رسول الله في خروجه على الفساد ، وأن يقتدوا بمثالٍ جدهم علي بن أبي طالب عليه السلام في خروجه الناكثين والمارقين والقاسطين ، لخرجوا من ديارِهم طلباً للناصر والمُعين ، لهاجروا كما هاجرَ محمد بن عبدالله من مكةَ إلى الطائفِ طلباً للمعينِ والنّاصر ، وكما هاجرَ محمد بن عبدالله إلى يثرب طلباً للناصر والمعين على أمر الدين ، ومِنْ هذا فقول القائلين أنّهم كانوا راغبين في الخروج على اعتقادِ الإمامية فقولُه باطلٌ ، إذا كيف يكونُ راغباً ومُحباً أن يتمثلّ بمثال أمير المؤمنين والحسين السبط وهو في بيته وفي مسجده وفي حلقات العلم جالس مُرخٍ عليه سترَه .

الوجه الثالث : أنّ الأئمة المعصومين لو كانوا راغبين في إنكار المنكر بأعلى مراتبه والتغيير باليد والسيف ، راغبون في توفّر الإمكانات والأتباع ، لتألّفوا أبناء عمومتهم من ثوّار الزيدية أبناء الحسن والحسين ، ولدَعّمُوا ثَوراتهم الآمرة بالمعروف والنّاهية عن المُنكْرْ ، لحوّلوا أبناء عمومتهم دُعاةً لهم!! أو لخرجوا معهم!! ، طبعاً بَعدْ أن يُخبروا أبناء عمومتهم بالنص الإثني عشري ووجوب الإيمان به ، لأنَّ سادات أبناء الحسن والحسين كزيد بن علي والنفس الزكية والحسن بن الحسن والنفس الرضية وعبدالله المحض والحسين الفخي ومحمد بن جعفر الصادق!! كانوا جاهلينَ بالنّص الإثني عشري ، فيجب أولاً إخبارهم به وبِحُجيّة المعصومينَ عليهم وأنّ جدّكم الرسول هو الذي قال هذا النص!! ونحنُ حَفِظناهُ وأَنتمْ نسيتموه ونحنُ يابني عمّنا نُذكّرُكم به اليوم ، ونطلبُ منكم الدُعاء في خروجكم هذا بإسمنا وبأَمْرِناَ وأنْ تستبسلوا في قتال الطغاة المُفسدون ، ونحنُ سنُرْسلُ خواصّنا أمثالَ مؤمن الطاق وصُحبَتِه لِيُقاتلوا بين أيديكم ، كي تقومَ حُجتنا ونتمثّل بمثالِ آباءنا ونُتِمّ حجة ربنا على النّاس . ولكنَّ النقل والتاريخ يخبرانا أنّ الأئمة المعصومين على اعتقاد الإمامية كانوا مُنكرِينَ لخروج أبناء عمّهم من الزيدية وأنَّ الكثير منهم طُلابُ هوىً ودُنياً .

الوجه الرابع : لو كانَ الأئمة المعصومين يريدونَ الأتباع والأنصار ، ويعتقدون أنَّ حُجّة الله ستقوم عليهم إنْ لم يخرجوا لإزالة الظُلمِ عن أمة جدّهم ، بوجودهم أي بوجود الأنصار والإمكانات ، لَقَبِلَ الإمام الرابعُ علي بن الحسين زين العابدين بيعة عبدالرحمن بن محمد الكندي هُوَ وأَتباعه البالغون بالآلاف !! ولَقَبِلَ الإمام الصّادق عليه السلام بيعة أبو مسلم الخرساني بجنوده العظيمة ، لَقَبِلَ البيعَة واستعان به على إزالة الفساد والظُلمْ ، وهذا مالم يقع فزين العابدين اعتذر ، والصادق أحرق كتابَ أبي مُسلمٍ الخرساني وقال : هذا هُوَ الجواب!! ، فَبِغَضِّ النظر عن صدقِ أبو مسلمٍ في مناصرَتِه للصادق فقد رَكِبَت أبي عبدالله الحُجّة بأن توفّرَ له الناصر والمُعين والسلاح والرجال والمال والعتاد ولم يبذلْ نفسَه لله وولأمر بالمعروف وللنهي عن المنكر ولإتمام الحجّة الكبرى .

فإن قيل : إنَّ لفعلِ أبي عبدالله عليه السلام حكمةٌ ، فقد كان يعلم أن أبو مسلمٍ الخرساني ومَنْ معه ليسوا لهم بشيعة ولا مُتّمين لوعدٍ ولا عهدْ ، فكيفَ تريدونَ منه القبول بهذا الأمر والصادق بعِلْمه الغيبي أو بإلهامه يعرف أنّ أبو مسلمٍ ليس بكفؤٍ على أن يمدّ له يده ويخرجَ معه ومِن أن سيغدر ؟ ثمّ كيفَ تجعلون مُجرّد مبايعة أبو مسلم للصادق حجةٌ على الصادق ستركبه يوم القيامة ؟

قلنا وبالله التوفيق : إنَّ الإنسانَ غير متعبَّدٍ إلاّ بالظواهر دونَ ماكانَ في علمِ الله وغابَ عنّا، فظاهرُ الرّسالة طلبُ البيعة والخروج على الظلم ووضع الحق والأمر في أهلِه وناسِه ، وأمّا باطن وغيب الأمور فذلك ما لا نستطيع مَعْرِفَتَه ولَسْنا مُكلَّفين بِمَعرِفَتِه ، وأمّا إن أردتم تصويبَ الصادق هُنا وأنّه قد رُزِقَ إلهاماً وعلماً غيبياً علّمَه الله به مِنْ أنَّ أبا مسلمٍ سيغدر بك ولن يًفِي لَك ، فحينها عليكم تَخطئة جده الحسين السبط عليه السلام عِندما اغترَّ ببيعة الآلاف من أهل الكوفة له ، عندما اغترَّ بظاهر الدعوات والكُتِبِ المتوالية عليه ، فلّبَى القومَ ولبّى ندائهم ولمْ يَقُلْ أنّهم قومٌ خذلوا أخي وأبي وليسوا لنا بشيعة ، ولم يأتِه الإلهام الغيبي بأنَّ هؤلاء القوم سيغدرونَ به وينكثونَ بيعته ، ولَم يطلبْ مِن الله أنْ يُخبِرَه بحالِ مَنْ بايَعهُ من الكوفيين أسيغدرون أم يُحافظون على البيعة ؟ فالأئمة المعصومين على المعتقد الإمامي إذا شاؤوا أنْ يَعلَموا شيئاً غيبياً عَلِمُوه ، فالحسين عليه السلام أخذ بظاهر الدعوات من أنّ النّاس فعلاً يريدون الأصلحَ لهم ، وأنّهم يريدون إزالة دولة يزيد الطاغية ، وأمّا عنْ لماذا جعلنا مُجرّد البيعة والتشديدِ عليها حُجَّةٌ على المُبايَعْ ، فلأّن الحسين السبط قد اعتبرَ أنّه قامَت عليه الحجة إن ردَّ هذه الآلاف المؤلّفة من البيعات والكُتب ، وكذلك الإمام علي عليه السلام عندما توافدَ عليه النّاس طالبينَ بيعَته وإِمْرَتَه ، وكذلكَ حال الخرساني وبيعَته مع الصادق ، إذ لو كانَ يُريد الخروج لما فرَّط في بيعة الخرساني ولأجابَه بعدَ تشديد العهود والمواثيق، فقامَ وأعزَّ الإسلام والمُسلمين .

ومن هذه الوجوه الأربعة يتضح لنا أنَّ الأئمة المعصومين أو التسعة من ولد الحسين ، لم يكونوا جادّين على مذهبِ الإمامية في فكرة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولم يكونوا جادّين في فكرة أن يتوفّر لهم الإمكانات والنصير .

===

هذا ولعلّك أخي القارئ والباحث تُراجعُ كتب الإمامية الحديثية الروائية ، ستجد لكلامنا أكثرُ من شاهدٍ ، مِن أنَّ الأئمة المعصومين كانوا عازفين عن النهي عن المنكر بأعلى مراتبه والدعوة والخروج على الظَلَمَة والطُغاة ، هذا وفي الختام وقدْ قُلنا ما قُلنا في أبناء الحسين روحي لهم الفداء يجبُ أنْ نشهدَ لله شهادةَ حقٍّ نقول فيها :

اللهم إنَّا نُشهِدُكَ أنَّا نوالي أئمة الإمامية الإثني عشر ، وأئمة الإسماعيلية السبعة ، والقائمين والقاعدين مِنْ أتقياء بني الحسن والحسين ، نؤمنُ بأنّهم سَعَوا سعياً حثيثاً لإظهار ونشر دين جدّهم ، وأنَّ القائمين أفضل من القاعدين ، والمُجاهرين أفضلُ من المُخفين ، نؤمنُ بأنّ قائمي أهل البيت أئمة العلم والجهاد لقاعديهم ، وقاعديهم أئمة الإجتهاد والحلال والحرام لقائميهم ، كلٌ مُكَّمّل للآخر ، ونقولُ في الجميع حسنيين وحسينيين ماقاله ربنا سيحانه وتعالى { لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } فالقائم المجاهد أفضل من القاعد ، والكلّ وعدَهَم الله بالحُسنى ، اللهم إلهنا ومولانا إنَّا نبرأُ إليك مِنْ مَقولَةٍ قيلت في أبناء الحسين المُمْتَحنين ، ومِن غلوٌ في الدين نُسِب إليهم ، وِمنْ أن نكونَ كما قال حبيبك محمدٌ لأخيه علي المرتضى ( ياعلي سيهلك فيك اثنين ، مُحبٌ غالٍ ، ومٌبغضٌ قال ) أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله . فيا أهلَ الحجى وأولي النُهى النَجَا .... النَجَا .... الوَحا .... الوَحا .... لنا هِمَمٌ والعياذ بالله قدْ تقاعَستْ ، وبينَها وبين هِمَمِ سَلَفِنا فلا مقارنة ، رضينا بالقليلْ في الدين ، واتبّعنا أهواءَ أنْفسنا في الدّين ، غرَّتنا الكثرة وصَغُرَت في أعيننا العُصْبَة القّلة ناسينَ ومُتناسين قول رسولِ رب العالمين عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم : ( بدأ الإسلام غريباً وسيعودُ كما بدأَ غريباً فطوبى للغرباء ) ، ناسينَ ومتناسين قول أميرنا ومولانا أبو الحسنين عليٍ عليه السلام مخاطباً لجنودِه وأتباعه عَندما أظْهروا التكاسلَ والتخاذل : " لِلَّهِ أَنْتُمْ! أمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ! وَلاَ حَمِيّةٌ تَشْحَذُكُمْ ! أَوَلَيْسَ عَجَباً أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَدْعُو الْجُفَاةَ الطَّغَامَ فَيَتَّبِعُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَعُونَةٍ وَلاَ عَطَاءٍ، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ ـ وَأَنْتُمْ تَرِيكَةُ الْإِسْلاَمِ ، وَبَقِيَّةُ النَّاسِ " ، كلَّفنا أنْفُسَنا بالبحث والتدقيق والتفتيش والتنبيش بحثاً عن القذى في العيون وتجاهَلنا جذوع النخل في العيون، زاعمينَ أنّا قد وَجدْنا ما لَم يَجِدْه السابقون واللاحقون ، وحقيقة الأمرِ أنّا عَمَاء ، قد ركَبنا سفينةً هوجاء ، وحكّمْنا الأهواء دونَ العقول والحُجّجِ البيِّنات ، وليتَ شعري يا مُحكِّمَ الهوى إلى أينَ ستقذفُ بكَ سفينتك الهوجاء ، أفي برِّ الأمان؟! وجذوع النخل التي أغضيتَ عن البحث عنها في طريقِكَ عائقات ، فاجهد في التمحيص والتدقيق وإياكَ والتهاونُ والميلُ للرغَبات والأحكام المُسبَقة الجارَّة للوبال والإغضاء عن الكبيرات ، اجهدْ في سبيل تمهيدِ إرساء سفينتك الهوجاء ، فكما استخرجتَ القذى من العيون وصغائر الشُبَه والظنون من بين السطور ، فاستخرج رعاكَ الله جذوع النخل مِن الطريق وكبائرَ الشُبهِ الواضحة للعيون ، المُنكرَة مِنْ قِبَل العقول قبلَ النقول ، فإنْ ضمنتَ لي البحث بتدقيق وتمحيص وتركٍ للهوى وللأحكام المُسبقة ضمنتُ لك برَّ الأمان ، وضَمنتُ أن تكونَ ممن قالَ الله تعالى عنهم (( رضيَ الله عنهم ورضوا عنه )) ، ضمنُتُ لكَ أن تكون من المُعتدلين الذين يبرأون من فعل غلاة الغلاة ، ومن فعل معتدلي الغلاة، ومِن فعل معتدلي النواصب ، ومن فعل نواصب النواصب ، اسْتَلْهِمْ التاريخ قدرَ المستطاع، واقرأ سيرَ أهل البيت السابقين ، وعلى ماذا كان سوادهم وجمهورهم أعلى الدين الإمامي كانوا ؟! تمحًّص وتأمّل خُطبَهم المشهورات الظاهرات المُتفقُ عليها بين أعلام المسلمين أكانَ فيها مايدّعي الإمامية من النصوص على الإثني عشر ؟! أمْ أنَّ ليث الكتائب كان يخاف ويتّقي من أتباعه إنْ هُوَ قالَ لهم أمثالَ هذا النّص في المحافل ؟! ولِمَ لم يتّق محمد بن عبدالله يومَ الغدير؟ أليست التقيّة دينه ؟! ولِمَ لم يحتجّ أمير المؤمنين باستحقاقه الإمامة والخلافة على الصحابة بالنصَّ عليه وعلى أبناءه الأحد عشر ؟! واحتجّ فقط بالأخبار التي تخصّه لوحده كخبر الغدير؟ ولماذا ... ولماذا ... وإن عددنا اللماذات والتساؤلات لَنَفَدَت المحبَرة واحتجنا إلى عشرٍ مثلها ، وهذا وأمثاله ماعَنَينَا بجذوع النخل ، فالله الله ... الحب أعمىً يا سادة ، وعينُ الهَوى لاترى العيوب، كَمْ مِن فئةٍ قليلةٍ غَلَبتْ بإذن الله فئةً كبيرة ، وكَمْ مِن قابضٍ على الجمر في هذا الزمّان الذي كَثُرَت فيه المِحَنُ والبلايات ، فلعلَّ فرجاً يُعجِّل بولادةِ مهدي أهل البيت ، الذي سيملأ هذه الأرض عدلاً كما مُلِئَت جوراً وظُلماً، اللهم قوِّ إيماننا ، وصفَّ نياتنا ، وأعننا على إعلاء كَلِمَتك ، اللهم أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتباعه وأَرِنا الباطلً باطلاً وارزقنا اجتنابَه يا رب العالمين ، اللهم اشرح صدورَنا لدين محمد وآل محمد ، وأعننا بتوفيقك ولا تسلبهُ منّا يارب العالمين ، إلهي وإليكَ نبتهلُ ابتهال المُستضعفين المغلوبِ على أمرنا أن تنصر أمة الإسلام وأنْ تنْصرُ إخواننا في فلسطين وفي أفغانستان وفي الشيشان وفي اليمن وفي كل صوبٍ ومكان ، اللّهم وحَّد كلمتنا تحت كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله محمداً رسول الله ، وانزع مافي قلوبنا من الغّل واجعلنا متحابّين متوادّين فيكَ يارب العالمين ، اللهم واقهر الكُفر والكافرين ، اللهم وأزلِ الظُلمَ والظالمين ، اللهم وادحَرْ أعداءك أعداء الدين أينما كانَ كائنهم يا ربَّ العالمين ، اللهم وارحمْنا وارحمْ ضَعْفَنا ، ونوّر قلوبنا وقبورنا ، وأعَنَّا ولا تُعِنْ علينا يا أرحم الراحمين ، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، اللهم ومشائخنا في الدين فأعلِ كَلِمَتَهم ووحِّد صفّهم وانصرْهُم ومَن تَبِعَهم وارزقُهم ومَن تَبِعَهم واغفِرْ لهم ومن تَبِعَهُم، اللّهم وسيدي مجدالدين فأيِّد به الدِّين ، وارْدَع به المعتدين ، وانصُر مَنْ نصرَه واخذُلْ مَن خذَلَه، وارفَعْ شأنَه ، وأعْلِ كَلِمَتَه ، وأَطِلْ في عُمُرِه ، واجْعَلنا من أتباعه وشيعَته ، ومِمَّن ينصرونَه في المواقف كلّها ، اللهم تقبّل وأجْبْ يا أرحم الراحمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الغر الميامين ، ورضوانه على الصحابة المتقين الذين خرجوا من الدنيا وهُم على يقين،، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وارضَ عنّا معهم يا ربَّ العالمين .

===

تحياتي
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الخميس يوليو 08, 2004 8:18 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

آمين اللهم آمين
كتب الله لك سيدي الكاظم بكل حرف مليون حسنة ورفع درجتك واعلا مكانك آمين آمين
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

أخي الكريم / الكاظم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك من أعماق قلبي على كل ما تفضلت به
وبعد التمعن فيه وجدت أنني قد أجبت عن كل ما أوردته فراجع مشاركاتي السابقة أخي الفاضل .
وأخشى ما أخشاه هو أن تدفعني نفسي لمقابلة جرأتكم على أئمتنا الأطهار بمثلها .
وهذا ما لا ولن أفعله إن شاء الله تعالى .

وحتى نربط الماضي بالحاضر
ونستخلص العبر في موضوع البحث نفسه أقول :

ألمس منكم أن إمامكم في الوقت الراهن هو الإمام السيد مجدالدين مد الله عمره الوارف ، ونفع به الإسلام والمسلمين .
فهلا تكرمتم بنقل موقفه من أحداث صعدة والسيد حسين بدر الدين الحوثي ؟؟؟
وإن كانت هناك فتاو شرعية له في هذا الموضوع فأتمنى الإطلاع عليها .

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

آمين اللهم آمين ... لو أن لي قدرة على الشعر، لأمسكت بعنقه وسبكت فيك ولك - أخي الكاظم - ما يضاهي معلقات العرب. ولكن معي ما هو أفضل من ذاك، دعوة لك - أخي في الله - في ظهر الغيب.
اللهم هذا عبدك (الكاظم)، قد أقام الحجة ودعى إليك بالحكمة والموعظة الحسنة، اللهم فاجعل داره الجنة وزوْجه الحور وجاره الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -. اللهم أجزل له العطاء ووفقه في دنياه وأخراه واجزه عنا خير الجزاء ... آمين يا رب العالمين.
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

آمين

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

آمين إله الخلق آمين رب العالمين .
أخي عبد الملك تأمل لكلام الاخ الكاظم فإنك لم ترد عليه سابقا الأ قليل إذا سميناه ردا والمفروض تسميته أخي العزيز هروبا فهذا رأيي واعذرني فلا مجاملة .
وسلاااااامي للجميع
.
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

على فكرة يا دكتور ... موضوع الحوثي موجود في المجلس السياسي <<يعني بلاش مراوغة>> :wink:
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم / إبن حريوه السماوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسناً
هاهي مشاركة الأخ الكريم الكاظم موجودة
إقتبس منها ما ترى أنني لم يسبق أن أجبت عنه
وسنرى


والسؤال الآتي هو للجميع ، ومن يفيدنا فيه فهو مشكور

ألمس منكم أن إمامكم في الوقت الراهن هو الإمام السيد مجدالدين مد الله عمره الوارف ، ونفع به الإسلام والمسلمين .
فهلا تكرمتم بنقل موقفه من أحداث صعدة والسيد حسين بدر الدين الحوثي ؟؟؟
وإن كانت هناك فتاو شرعية له في هذا الموضوع فأتمنى الإطلاع عليها .

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ........

الدكتور العولقي .... بارك الله فيك

طلب :

استرخ ، وخذ وقْتَك ، وابدأ بقراءة الموضوع من بدايته إلى رسالة ( حُجَجُ العقول ) ، وأنا متأكّد من أنّك ستُغيّر كلامك [ مِنْ أنَّك قد أجبْتَ على ما ذَكَرْتُهُ في الرّسالة ] وستتّجه إنشاء الله ، إلى الرّد أو التسليم لنا .

لأنّي قد ذكرتُ في الرِّسالة ، ما احتججنا به عليكم ، ثم ذكرنا ما احتججتم به على حُجّتنا ، ثم ذكرْنَا ما احتججنا به على حُجّتكم التي احتججتم بها علينا !! إذاً هُناك جديد . فتأمّل حفظك الله .

ولنذكر مثالاً واحداً ممّا لم تُجب عليه وإلا فغيرهُ الكثير ، كقضيّة أنّ الأئمة المعصومين إنّما انتشرَ صيتهم بين المسلمين جميعاً ، لأنّهم يُعلمون الناس الأصول والفقه والفرائض والحلال والحرام دون الولاية لأهل البيت الأئمة الإثني عشر!!، ومن هنا راجع الرسالة فهناك الكثير .

وسأضع الرسالة على هذا الرّابط ، كي تَتَمكَّن مِنْ حِفْظِها وقراءتها على مَهْلْ ، والخطاب للجميع .

http://www5.domaindlx.com/maktbah/hjj-al3qool%201.doc

=====
وأخشى ما أخشاه هو أن تدفعني نفسي لمقابلة جرأتكم على أئمتنا الأطهار بمثلها .
بَرأَ الله مِنّي ، إنْ كنتُ أقصدُ التجرؤَ على أئمتكم الذين هُم أئمتنا ، ولو اطّلعتَ على آخرِ رسالتنا لوجْدتَ أنّي قد حَسْبتُ لكلامك هذا حساباً مُسبَقاُ عندما قُلْتُ ما نصه :
هذا وفي الختام وقدْ قُلنا ما قُلنا في أبناء الحسين روحي لهم الفداء يجبُ أنْ نشهدَ لله شهادةَ حقٍّ نقول فيها :

اللهم إنَّا نُشهِدُكَ أنَّا نوالي أئمة الإمامية الإثني عشر
وأمّا عن ما صَدَرَ منّا ممّا قد يعتبره البعض تجرؤٌ والعياذ بالله على الأئمة ، فهو من باب النّقاش ، لتوضيح الأمور فقط لاغير .

=====

بخصوص مَوقِفْ الزيدية من السيد حسين بدر الدّين ،، فراجِع المجلس السياسي .
تَجِدْ أخبار وبيانات وتعليقات ....
ولقلّ المعلومات عمّا يحصل بالدّقة في اليمن ، وكذلك بسبب البعد عن اليمن ... ولعدم اليقين في ماهيّة عقيدة حسين بدرالدين ...... وكذلك لِعدم اطّلاعي على فتاوى وبيانات موثقّة ... آثرْتُ التوقّف عنْ البيانْ .

ولكن باختصار

إن صحَّ ما يُشاع من مخالفة حسين بدر الدين لمذهب الزيدية ، فإنّا ندعو الله أنْ يهديَه وأنْ يُخفّف على أهل صعدة الوطأة .

وإنْ صحَّ متابَعَتهُ للمذهب الزيدي ولم يَحِدْ عنه قدْرَ أنمُلَة ، فإنّا نسألُ الله له التثبيتَ على الحق ، فإنّه ينبغي أن تكونَ هناك ردود أفعالٍ وتأييد من جميع الزيدية له في اليمن . وهذا ما لم نُحِسْ به ، ممّا يجعلنا نُرجّحْ القول الأول مِنْ أنّه مُخالف، هذا والله أعلم.

=====

نعم ! فَبَعْدَ أن تأخُذ وقتَك وتُجمّعَ أفكارك ، أجب على رسالتنا ، موفقاً بإذن الله .

وأسألُ الله أنْ يكونَ هُدايَ على يديكَ ، فالمُكابرة قد طلّقتها ثلاثاً لأنّها ستُهلِكني لا محالة .


====

تحيّاتي
آخر تعديل بواسطة الكاظم في السبت يوليو 17, 2004 8:20 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم / الكاظم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما المثال الذي إستشهدتم به وهو قولكم :
ولنذكر مثالاً واحداً ممّا لم تُجب عليه وإلا فغيرهُ الكثير ، كقضيّة أنّ الأئمة المعصومين إنّما انتشرَ صيتهم بين المسلمين جميعاً ، لأنّهم يُعلمون الناس الأصول والفقه والفرائض والحلال والحرام دون الولاية لأهل البيت الأئمة الإثني عشر!!، ومن هنا راجع الرسالة فهناك الكثير .


فقد سبق مني الرد بما نصه :
الإمام المنصوص عليه مدلول عليه من الله عز وجل عن طريق رسوله صلوات الله عليه وآله ، ولا يلزمه أن يدعوا إلى نفسه ، ورسول الله صلوات الله عليه وآله قال " الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا " ، بمعنى أنهما إمامان قبلهما الناس أم رفضوهما ، إتبعهم الناس أو إنصرفوا عنهم .

والإنذار والتبليغ هي من مهمات الأنبياء والرسل ، ومهمة الأئمة عليهم السلام هي الهداية قال تعالى ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ )(الرعد: من الآية7) ، وقال تعالى ( وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ )(العنكبوت: من الآية18) .

فهل هناك غيره أخي الكريم ؟؟؟

وأما بخصوص التنقيص من أئمتنا عليهم السلام فلعمري لقد فعلت !!!
فكل كلامك أنهم عليهم السلام قد قامت عليهم الحجة للخروج بالسيف ولم يفعلوا !!!
بل أنكم تذهبون أبعد من ذلك بقولكم أنهم عليهم السلام لم يأمروا بمعروف ، ولا نهوا عن منكر !!!
فماذا تعد ذلك أيها الفاضل ؟؟؟ !!!
وأما ما ختمت به كلامك بشأنهم عليهم السلام فلعمري أنه إلى التقية أقرب منها إلى غيرها !!!

وأما بخصوص سؤالي أخي الكريم فلم يكن عن ما فعله السيد حسين الحوثي ، بل عن موقف الإمام السيد مجد الدين حفظه الله ورعاه تجاه ذلك .

وهل له فتوى أو فتاوٍ في هذا الشأن ؟؟؟

أنتظر الرد مع الشكر

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمد ...........
فقد سبق مني الرد بما نصه :
الإمام المنصوص عليه مدلول عليه من الله عز وجل عن طريق رسوله صلوات الله عليه وآله ، ولا يلزمه أن يدعوا إلى نفسه ، ورسول الله صلوات الله عليه وآله قال " الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا " ، بمعنى أنهما إمامان قبلهما الناس أم رفضوهما ، إتبعهم الناس أو إنصرفوا عنهم .

والإنذار والتبليغ هي من مهمات الأنبياء والرسل ، ومهمة الأئمة عليهم السلام هي الهداية قال تعالى ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ )(الرعد: من الآية7) ، وقال تعالى ( وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) .
ونحنُ لم نقصدْ بأنْ يدعو الإمام إلى نفسه فقد تنازلنا هذه النقطة لكم وتخيّلنا!! بطلانها ، وإنّما قصدنا لماذا لم يُبلّغ ، عفواً لماذا لم يهدي ويُرشد أولئك الأعلام الذي ذكرَهم لنا التاريخ بأنّهم تتلمذوا على يد الصادق ، فلماذا لم يُخبرهم الصادق بأنّ الأئمة اثني عشر إماماً ، وهُنا لاعلاقة له بالدعوة وإنّما أتكلّم عن أولئك الدّارسين على جعفر الصادق في المدينة المنورة الجالسين معه في حلقاته الدينية . .

أمثال : أبو حنيفة - سفيان الثوري ... الخ
وأما بخصوص التنقيص من أئمتنا عليهم السلام فلعمري لقد فعلت !!!
فكل كلامك أنهم عليهم السلام قد قامت عليهم الحجة للخروج بالسيف ولم يفعلوا !!!
بل أنكم تذهبون أبعد من ذلك بقولكم أنهم عليهم السلام لم يأمروا بمعروف ، ولا نهوا عن منكر !!!
فماذا تعد ذلك أيها الفاضل ؟؟؟ !!!
وأما ما ختمت به كلامك بشأنهم عليهم السلام فلعمري أنه إلى التقية أقرب منها إلى غيرها !!!
التقيّة !!!

أنا زيدي يا دكتور عبدالملك .... لا تنسى!!!

ثمّ ركّز على كلامي فأنا قُلتُ :
ومن هذه الوجوه الأربعة يتضح لنا أنَّ الأئمة المعصومين أو التسعة من ولد الحسين ، لم يكونوا جادّين على مذهبِ الإمامية في فكرة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولم يكونوا جادّين في فكرة أن يتوفّر لهم الإمكانات والنصير .
فأمّا على مذهبنا فجعفرٌ عَضيدُ زيد وإنْ لم يخرج معه ، وموسى عضيدُ الفخي وإنْ لم يخرج معه ، لا نُنكرُ حُبّهم للتغير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن لم يخرجوا ، معَ سعيهم الحثيث في نُصرةِ الخارجين من أبناء عمومتهم من أبناء الحسن ، فكانت أجسادهم في البيوت وعقولهم وقلوبهم في ميادين المعارك مع أبناء عمومتهم . هذه هي نظرة الزيدية لأئمة أهل البيت لا نُلبِسُهم لباس الحُجيّة على النّاس ولا نخلعُ منهم لباس الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر ، فسلام الله عليهم أجمعين .
===

بخصوص البيانات والفتاوى قد أخبرناك أنَّا بعيدين عن الديار اليمانية ولم نطّلع على بيانٍ مُوثّق .
ولكَ مني الجديّة في معرفة رأي علماء اليمن في هذا الشأن .

وإلى ذلك الوقت أرجو مواصلة الحوار بخصوص ما طرحناه عليكَ مِنْ حُجَجْ .

في انتظارِكْ ..


===

تحيّاتي
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الجمعة يوليو 09, 2004 3:27 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“