ما انفكت قصيدة النثر إشكالية أدبية منذ نهاية الخمسينيات في القرن الماضي ، انقسم حولها المهتمون بالأدب بين مؤيد ورافض ...
ما أريد أن أطرحه هنا هو بعض التساؤلات ، منها :
هل أنت من مؤيدي قصيدة النثر ؟ ولماذا ؟
هل أنت من رافضي قصيدة النثر ؟ أيضا- لماذا ؟
ماهو تعريف قصيدة النثر - إن وجد لها تعريف ؟
ماذا عن الإيقاع الداخلي في قصيدة النثر ، هل هو إيقاع مختلف كما يزعم روّاد قصيدة النثر، أم أنه إيقاع عرفته العربية وليس بجديد عليها ؟
أم أن قصيدة النثر لا تستحق كل هذا الاهتمام من الساحة النقدية ؟
قصيدة النثر
صدى الشرق كتب(هل أنت من مؤيدي قصيدة النثر ؟ ولماذا ؟
هل أنت من رافضي قصيدة النثر ؟ أيضا- لماذا ؟ )
أظن _والله أعلم_ أن هناك فرق بين القصيده والنثر فلا يجتمعا بحيث نقول قصيدة النثر كما قال به البعض من رفض مصطلح "قصيدة النثر" وكل المفاهيم التي تمت بصلة إليها؛ لأن هذا المفهوم يجمع بين جنسين متناقضين، كل واحد له ثوابته وقواعده. بينما قصيدة النثر هي إبدال من إبدالات الشعر العربي الحديث وأحد أشكاله الجديدة؛ لذلك يختار مصطلح "التجربة الشعرية الجديدة"، بدلا من "القصيدة النثرية" التي هي ترجمة حرفية ..
فالسؤال يكون ؛ هل أنت من مؤيدي النثر العربي؟
فأقول: نعم من مؤيدي النثر ...... أما لماذا : لا أستطيع أن أجيب بصفه عامه لان النثر ينقسم إلى ثلاثه أقسام 1_ المقاله ...2_ القصه..3_ المسرحيه وكلٌ له مميزاته ... وذكر مميزات كل واحد يطول ..
صدى الشرق كتب(ماهو تعريف قصيدة النثر - إن وجد لها تعريف)
إن من يتصفح أهم كتب النقد والبلاغة العربية يفاجأ بظاهرة غريبة وهي قلة عناية النقاد القدامى بالنثر، في حين أنهم أمعنوا في بحث الشعر من جميع نواحيه تفصيلا وتدقيقا على حد الإفراط أحيانا، فقد تحدثوا عن النثر لاباعتباره فنا قائما بذاته بل تحدثوا عنه كجزء من البلاغة أو البيان حديثا يتسم بالإبهام خاليا من التخصيص أو التحديد
ولعل من مظاهر هذا الإهمال أننا لا نجد تعريفا صحيحا للنثر قد استوفى ما يشترط في كل تعريف صالح من دقة وإحاطة واستقصاء ، في حين أن الشعر قد حظي بتعريفات لا بأس بها تتسم بالضبط والإحكام، أما النثر فـما ورد في حقه من تعريفات لا تتعدى التقسيم والتصنيف، فهو باعتبار الشكل ينقسم إلى خطب ورسائل، وباعتبار اللفظ يتفرع إلى نثر مرسل ومزدوج وسجع.
من أقوال الكتّاب القدامى حول النثر
•يقول ابن وهب: (واعلم أن الشعر أبلغ البلاغة...)
البرهان في وجوه البيان،ص350.
ويقول الكاتب المفكر مسكويه: ( فكذلك النظم والنثر يشتركان في الكلام الذي هو جنس لهما، ثم ينفصل النظم عن النثر بفضل الوزن الذي به صار المنظوم منظوما. ولما كان الوزن حلية زائدة وصور فاضلة على النثر صار الشعر أفضل من النثر من جهة الوزن. فإن اعتبرت المعاني كانت المعاني مشتركة بين النظم والنثر. وليس من هذه الجهة تميز أحدهما من الآخر...)
الهوامل والشوامل، ص 275
تعليــق:
هذه النظرة الجزئية للنثر كما رأيناها في الأقوال السابقة تؤكد موقف النقاد القدامى السلبي من النثر فهي نظرة جزئية انصرفت على الشكل دون اللُب، إلى الصورة دون الحقيقة والمعنى وهي التي حالت دون التبلور التام لمفهوم النثر الفني عند القدامى.
حتى أن الكتّاب العرب من مفكرين وفلاسفة وقصّاصين ونقاد كانوا يمارسون النثر الفني دون وعي واضح دقيق لمزيّة الفن المتوفرة في كتاباتهم ودون أن يُعترف بفضلهم.
:
الجاحظ وموقفه من النثر:
• يقول الجاحظ
وقد نُقلت كتب الهند،وتُرجمت حكم اليونانية، وحُولت آداب الفرس، فبعضها ازداد حسنا، وبعضها ما انتقص شيئا؛ ولو حُوّلت حكمة العرب لم يجدوا في معانيها شيئا لم تذكره العجم في كتبهم التي وضعت لمعاشهم وحكمهم،ولبطل ذلك المعجز، وقد نقلت هذه الكتب من أمة إلى أمة ، ومن قرن إلى قرن، ومن لسان إلى لسان حتى انتهت إلينا، وكنا آخر من ورثها ونظر فيها، فقد صح أن الكتب ( أي كتب النثر) أبلغ في تقييد المآثر من الشعر.)
الحيوان، ج1، ص75
أبو حيان وموقفه من النثر:
• يقول أبو حيان : ( وأحسن الكلام ما رق لفظه ولطف معناه... وقامت صورته بين نظم كأنه نثر، ونثر كأنه نظم)
•ويقول أيضا: ( إذا نظر في النظم والنثر على استيعاب أحوالهما وشرائطهما .. كان أن المنظوم فيه نثر من وجه، والمنثور فيه نظم من وجه، ولولا أنهما يستهمان هذا النعت لما ائتلفا ولا اختلفا)
• أبو حيان يُعد أول من اهتدى إلى حقيقة النثر الفني وحلل مقوماته الجوهرية تحليلا يتصف ، على إيجازه، بالدقة والعمق.
كذلك بيّن أهمية كل من عنصري العقل والموسيقى في النثر الفني، ومن رأي التوحيدي أن الشعر لا يختص وحده بالموسيقى والخيال، بل هما قدر مشترك بين الشعر والنثر الفني ، والفرق بين النوعين من الكلام نسبي أما الجوهر فواحد.
الإمتاع والمؤانسة ، ج2،ص145، ص135
هل أنت من رافضي قصيدة النثر ؟ أيضا- لماذا ؟ )
أظن _والله أعلم_ أن هناك فرق بين القصيده والنثر فلا يجتمعا بحيث نقول قصيدة النثر كما قال به البعض من رفض مصطلح "قصيدة النثر" وكل المفاهيم التي تمت بصلة إليها؛ لأن هذا المفهوم يجمع بين جنسين متناقضين، كل واحد له ثوابته وقواعده. بينما قصيدة النثر هي إبدال من إبدالات الشعر العربي الحديث وأحد أشكاله الجديدة؛ لذلك يختار مصطلح "التجربة الشعرية الجديدة"، بدلا من "القصيدة النثرية" التي هي ترجمة حرفية ..
فالسؤال يكون ؛ هل أنت من مؤيدي النثر العربي؟
فأقول: نعم من مؤيدي النثر ...... أما لماذا : لا أستطيع أن أجيب بصفه عامه لان النثر ينقسم إلى ثلاثه أقسام 1_ المقاله ...2_ القصه..3_ المسرحيه وكلٌ له مميزاته ... وذكر مميزات كل واحد يطول ..
صدى الشرق كتب(ماهو تعريف قصيدة النثر - إن وجد لها تعريف)
إن من يتصفح أهم كتب النقد والبلاغة العربية يفاجأ بظاهرة غريبة وهي قلة عناية النقاد القدامى بالنثر، في حين أنهم أمعنوا في بحث الشعر من جميع نواحيه تفصيلا وتدقيقا على حد الإفراط أحيانا، فقد تحدثوا عن النثر لاباعتباره فنا قائما بذاته بل تحدثوا عنه كجزء من البلاغة أو البيان حديثا يتسم بالإبهام خاليا من التخصيص أو التحديد
ولعل من مظاهر هذا الإهمال أننا لا نجد تعريفا صحيحا للنثر قد استوفى ما يشترط في كل تعريف صالح من دقة وإحاطة واستقصاء ، في حين أن الشعر قد حظي بتعريفات لا بأس بها تتسم بالضبط والإحكام، أما النثر فـما ورد في حقه من تعريفات لا تتعدى التقسيم والتصنيف، فهو باعتبار الشكل ينقسم إلى خطب ورسائل، وباعتبار اللفظ يتفرع إلى نثر مرسل ومزدوج وسجع.
من أقوال الكتّاب القدامى حول النثر
•يقول ابن وهب: (واعلم أن الشعر أبلغ البلاغة...)
البرهان في وجوه البيان،ص350.
ويقول الكاتب المفكر مسكويه: ( فكذلك النظم والنثر يشتركان في الكلام الذي هو جنس لهما، ثم ينفصل النظم عن النثر بفضل الوزن الذي به صار المنظوم منظوما. ولما كان الوزن حلية زائدة وصور فاضلة على النثر صار الشعر أفضل من النثر من جهة الوزن. فإن اعتبرت المعاني كانت المعاني مشتركة بين النظم والنثر. وليس من هذه الجهة تميز أحدهما من الآخر...)
الهوامل والشوامل، ص 275
تعليــق:
هذه النظرة الجزئية للنثر كما رأيناها في الأقوال السابقة تؤكد موقف النقاد القدامى السلبي من النثر فهي نظرة جزئية انصرفت على الشكل دون اللُب، إلى الصورة دون الحقيقة والمعنى وهي التي حالت دون التبلور التام لمفهوم النثر الفني عند القدامى.
حتى أن الكتّاب العرب من مفكرين وفلاسفة وقصّاصين ونقاد كانوا يمارسون النثر الفني دون وعي واضح دقيق لمزيّة الفن المتوفرة في كتاباتهم ودون أن يُعترف بفضلهم.
:
الجاحظ وموقفه من النثر:
• يقول الجاحظ

الحيوان، ج1، ص75
أبو حيان وموقفه من النثر:
• يقول أبو حيان : ( وأحسن الكلام ما رق لفظه ولطف معناه... وقامت صورته بين نظم كأنه نثر، ونثر كأنه نظم)
•ويقول أيضا: ( إذا نظر في النظم والنثر على استيعاب أحوالهما وشرائطهما .. كان أن المنظوم فيه نثر من وجه، والمنثور فيه نظم من وجه، ولولا أنهما يستهمان هذا النعت لما ائتلفا ولا اختلفا)
• أبو حيان يُعد أول من اهتدى إلى حقيقة النثر الفني وحلل مقوماته الجوهرية تحليلا يتصف ، على إيجازه، بالدقة والعمق.
كذلك بيّن أهمية كل من عنصري العقل والموسيقى في النثر الفني، ومن رأي التوحيدي أن الشعر لا يختص وحده بالموسيقى والخيال، بل هما قدر مشترك بين الشعر والنثر الفني ، والفرق بين النوعين من الكلام نسبي أما الجوهر فواحد.
الإمتاع والمؤانسة ، ج2،ص145، ص135
