الزيديهه ونشأتها

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
ANGEL
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 29
اشترك في: الأربعاء مايو 10, 2006 3:29 pm
اتصال:

الزيديهه ونشأتها

مشاركة بواسطة ANGEL »

مقدمة:

عاش العالم الإسلامي عقب سقوط الخلافة الإسلامية تحت ظلال الدول القومية والوطنية (المشكلة وفق رسم قوى الاستعمار في حينه)! ولم يكن من الممكن تفتيته في ذلك العهد إلى أجزاء أصغر نظرا لوجود شعور لدى عامة المسلمين (أو العرب) بضرورة الوحدة، ذلك المعنى الذي غرسه الإسلام في قلوبهم منذ 14 قرنا! إلا أن العمل ظل جاريا على أساس تفكيك البنية الداخلية لكل دولة من هذه الدول، تارة على أساس ديني أو مذهبي وتارة على أساس عرقي وتارة على أساس حزبي أو مصلحي! وقد أظهرت "الديمقراطية" العالم العربي والإسلامي على أنه لوحة من الفسيفساء المجزأة إلى وحدات صغيرة جدا! ففي دولة كاليمن مثلا، وعقب التحول إلى الوحدة، تم الإعلان عن أكثر من 60 حزبا وتنظيما سياسيا! الأمر الذي يعني غياب منطق الوحدة والاجتماع وقيام المجتمع على أساس الفرقة والتصارع والشقاق!

إن هذه الحال التي وصل إليها عالمنا العربي والإسلامي دفعت به مع ظروف الأطماع الخارجية إلى حالة مخاض صعبة، ليست في حقيقتها إلا نتائج طبيعية لسير حركة التاريخ المعاصر، وقد تتولد عن هذا المخاض –الذي تتعجله قوى الاستعمار- دول مفروزة بحسب الانتماءات الطائفية أو العرقية أو العشائرية! لأن المزيد من تمزيق المنطقة يسهل قدوم المستعمر الذي سيدافع عن هذه "المحميات"! ويراعي ترتيب العلاقات فيما بينها! فالمرحلة باختصار مرحلة "ملوك الطوائف".. ولعل هذا ما يراد باليمن.. كما سيأتي معنا!

الزيدية.. وإقامة دولة الإمام:

نشأت "الزيدية" كفرقة مستقلة عن الشيعة باتخاذها زيد بن علي بن زين العابدين (من نسل الحسن بن علي رضي الله عنه) إماما لها، بعد أن تخلى مجموع الشيعة الآخرين عنه لترضيه عن الشيخين (أبي بكر وعمر رضي الله عنهما) فأطلق عليهم الإمام زيد مسمى "الرافضة".

وقد خالف "الزيدية" "الرافضة" في اشتراطهم الخروج لصحة الإمامة، وهي من المسائل التي تلقفها الإمام زيد عن المعتزلة، الذين يرون بوجوب الخروج بالسيف على الحاكم الظالم، وترفض "الزيدية" مبدأ "التقية" الذي يأخذ به "الرافضة". بل يذكر أبو الحسن الأشعري –رحمه الله تعالى-: "أن الزيدية بأجمعها ترى السيف والعرض على أئمة الجور وإزالة الظلم وإقامة الحق".

ومن هذا المنطلق قامت للزيدية عدة ثورات، لكنها أخفقت جميعا، ولم ينجح منها غير اثنتين فقط: إحداهما في بلاد الديلم، والأخرى في اليمن، حيث أسس يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، والمعروف بالإمام الهادي، في القرن الثالث الهجري أول دولة لـ"الزيدية" في اليمن. ومن هنا عرفت دولة "الزيدية" في اليمن بـ"الهادوية" نسبة إلى الإمام الهادي.

"ويفيدنا العلامة الهَادي بن إبراهيم الوزير (ت822هـ) في كتابه المخطوط "هداية الراغبين" أن انتساب الزيدية إلى زيد بن علي؛ "لقولهم بإمامته واعتقادهم فضله وزعامته؛ ولأن مذهبهم أن الإمامة فيمن قال بإمامة زيد بن علي، واعتقد فضله فهو (زيدي)، وإن لم يلتزم مَذْهَبه في الفروع، فإنَّ كثيراً من الزَّيْديَّة على رأي غيره في المسائل الاجتهادية والمسائل النظرية. وكان من تقدم من الأئمة ينتسبون إلى زيد بن علي مع أنهم كانوا في العلم مثله في الاجتهاد، ويُخَالفُونَه في كثير من المسائل كالقاسم (بن إبراهيم وحفيده)، الهادي (يحيى بن الحسين وابنه)، الناصر وأمثالهم من الأئمة الكبار السابقين"، ويضيف مؤكداً: "وإنما انتسبوا إليه لأنهم قالوا بصحة إمَامته".

وقد أخذت "الزيدية" عن "المعتزلة" -أو اتفقت- معها في بعض الأصول، وكان الإمام الهادي فيها وفي علم الكلام يوافق الكثير من آراء شيخه أبي القاسم البلخي الكعبي (المعتزلي)، أمَّا في الفروع فقد استقل باجتهاداته التي وردت في مجموع رسائله وإجاباته الفقهية القليلة بما فيها كتابه "النخب"، وكتابه "جوامع الأحكام" الذي لم يكمله.

إذن فقد تأثر المذهب الزيدي في فكره السياسي بفرقتين هما: المعتزلة الداعية إلى الخروج على أئمة الجور والظلم بالسيف، والشيعة التي تشترط الفاطمية للإمامة (بغض النظر عن الخلاف فيما بين فرقها). ولأن أئمة آل البيت تميزوا بالعلم والفقه فقد التصق إلى جانب القاعدتين السابقتين مذهبا فقهيا داخليا لأتباع هذا المذهب.. وبذلك برزت "الزيدية" كفرقة مستقلة فكريا وسياسيا.

أصول الإمامة عند الزيدية:

تنبني الإمامة عند الزيدية على خمسة قواعد هي:

1- جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل: وهذا القول لدى الزيدية ليس قاعدة عامة، وإلا سقط مبرر الخروج لديهم، وإنما قال به الإمام زيد لتبرير شرعية خلافة أبي بكر وعمر وعثمان (رضي الله عن الجميع)، ولإسقاط دعوى الطاعنين فيهم؛ لذا فأئمة الزيدية -بعد الإمام زيد- يقولون بوجوب إمامة الفاضل.

2- أن يكون الإمام من أولاد فاطمة، أي دون من هو علوي! أو قرشي!

3- القول بعدم عصمة الأئمة، وهذا على خلاف الشيعة الإثنى عشرية.

4- شروط الخروج في صحة الإمامة: كما ذهب إليه الإمام زيد، فلم يقل بالتقية. لذلك ترى الزيدية أن الإمام من ولد الحسن والحسين من قام منهم شاهرا سيفه ناصبا دابته وداعيا إلى كتاب ربه وسنة نبيه وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، حينها تجب على الأمة طاعته؛ وتذكر المصادر مناظرة طريفة جرت بين زيد بن علي وأخيه محمد الباقر حول مبدأ الخروج الذي يراه زيد شرطا لصحة الإمامة، ولا يرى به الباقر، فقال الباقر لأخيه زيد: "على قضية مذهبك والدك ليس بإمام فإنه لم يخرج قط ولا تعرض للخروج"!!

5- جواز خروج إمامين في وقت واحد ووجوب طاعتهما: جوزت الزيدية خروج إمامين في وقت واحد في قطرين مختلفين، وذهبت إلى أن طاعة كل منهما واجبة على قومه، ولو أفتى أحدهما بخلاف ما يفتي الآخر كان كل واحد منهما مصيباً.. وإن أفتى باستحلال دم الآخر، وقد تهكم الشهرستاني على هذا الرأي بقوله: "وهذا خبط عظيم".

ورفض بعض الزيدية القول بقيام إمامين في وقت واحد، وذهبوا إلى ضرورة أن يكون الإمام واحداً في كل زمان.

سقوط دولة "الزيدية" في اليمن:

استمر بقاء دولة "الزيدية" في اليمن قرابة 11 قرنا، عاشت خلالها فترات اتساع شملت مناطق عديدة من اليمن، وفترات انكماش تضيق فيه الدولة إلى حدود انطلاقتها في صعدة. كما أنها شهدت صراعا داخليا بين الأئمة، وصراعا خارجيا مع دولة الخلافة أو دويلات أخرى مجاورة! ولم تنعم دولة الأئمة بفترة استقرار طويلة بل كانت منهكة بالحروب الداخلية والخارجية!

وقد كان لطبيعة نشأة دولة الزيدية في اليمن وطبيعة ظروف الصراعات والحروب التي خاضتها أثر سلبي على المذهب الزيدي، الذي انغلق على اجتهادات أئمة المذهب وكرس وفق رؤيته السياسية عزلته عن العالم المحيط به، وظل الفكر السياسي للزيدية حجر عثرة إزاء الإصلاح السياسي والتلاحم الاجتماعي والتوحد مع الخلافة، مما أثار عليه موجات الانتقاد الداخلية والخارجية!

وفي حين اجتاحت العالم رؤى سياسية مختلفة ومتعددة (في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين) لم يكن اليمنيون، وبالأخص منهم من عاش خارج اليمن أو زار دولا أجنبية، بمعزل عن تلقف هذه الرؤى والاطلاع عليها والتأثر بها؛ وبالتالي تشكل جيل مطالب بالإصلاح وناقد للأوضاع السياسية بالدرجة الأولى، وقوبلت المطالبة بالعناد والتعنت والبطش أحيانا كثيرة، ومثل ذلك منعطفا باتجاه المحاولات الجادة للتغيير عبر محاولات للانقلاب والاغتيال.

وبرغم تباين التيارات الداعية للإصلاح والتغيير، والتي أسقطت حكم الأئمة الزيدية -عقب عدة محاولات- في عام 1962م، إلا أنها اتفقت على قضية واحدة هي إسقاط "الحكم الإمامي"؛ وبالفعل استطاعت تحقيق هدفها بفعل دعم خارجي ومساندة داخلية، وأعلن عن قيام نظام جمهوري في 26 من سبتمبر 1962م، وفقدت "الزيدية" كمذهب دولة "الإمام" بل أصبحت مصنفة ضمن تيارات "الرجعية" الممتهنة وقوى "الملكية" المتهمة!!

ورغم محاولات الإمام أحمد بن يحيى حميدالدين استعادة ملكه ووقوف عدد من القبائل في صفه، ووقوع مواجهات دامية مع الجمهوريين؛ إلا أنه لم يقع على أتباع المذهب الزيدي بعد غلبة الجمهوريين أي اضطهاد ديني أو طائفي يذكر، بل إن عددا كبيرا من قيادات النظام الجمهوري -لاحقا- هم بالأساس من المنتسبين أو المحسوبين على المذهب "الزيدي"!

لكن الثوار استعاضوا في مناهج التعليم الدينية بكتب وأراء الأئمة المجتهدين (من المذهب الزيدي) كالشوكاني والصنعاني إضافة إلى مناهج استقدمت من مصر والسعودية باعتبارهما مركز إشعاع علمي، وهي في عمومها خالية من مبادئ الإمامة المنصوص عليها لدى (الشيعة والزيدية)! وكان لوجود حركة "الإخوان المسلمون" المحسوبة على السنة أثر في تشكيل هذه المناهج ووضع مقرراتها، وبالتالي كان لها الفضل في نشر السنة في عموم اليمن.

ومع هذا ظل المذهب الزيدي مذهبا فكريا وفقهيا لقطاع عريض من الناس، ولم تشهد الفترة التالية للثورة (وعقب فشل حصار صنعاء عام 1967م) أي محاولة عسكرية لإعادة الإمامة إلى الحكم، وظل نشاط الزيدية مقتصرا على التعليم والدعوة في إطار ضيق نتيجة الانفتاح الذي حدث والانتكاسة التي وقعت للمذهب.

إلا أن البعض يتحدث خلال فترة الثمانينات عن تواصل بين إيران ومرجعيات زيدية في اليمن، وأن هذا التواصل أخذ بعدا فكريا وتنظيميا وتمويليا، وقد ساعد عامل النقمة لدى أتباع المذهب الزيدي على المذهب "الوهابي" الذي اخترق اليمن! (وهو أمر لا تزال تكرسه صحف الأحزاب الشيعية كالأمة والبلاغ والشورى، ويغذى به أتباع المذهب!) إضافة إلى نجاح الثورة الإيرانية ومحاولاتها الجادة في تصدير الثورة إلى المنطقة.

وقد بدأت جهود التواصل الإثنى عشري مع الزيدية في اليمن تؤتي ثمارها المرة في التسعينيات، حيث شهدت اليمن أنشطة ملموسة للرافضة؛ منها:

- وجود بعض المنتسبين لحزب الدعوة الشيعي في المستشفيات والمدراس والجامعات والحوزات التابعة للشيعة وبعض المشاريع والأعمال الوظيفية.

- المكتبات التي تبيع كتب الرافضة بأثمان رخيصة، أو توزعها مجاناً، وكذلك التسجيلات!

- نشر نكاح المتعة في أوساط المدارس والجامعات بين الشباب والشابات.

- نشر أفكار التشيع في صعدة وصنعاء وعمران وذمار وحجة والمحويت والجوف.

- إقامة المجالس الحسينية ومجالس العزاء، وإحياء شعائر الشيعة!

- المنح الدراسية التي تستقطب أبناء المذهب الزيدي –زغيرهم- من الجنسين إلى إيران ولبنان!

- مشاركة مكاتب إيرانية ولبنانية شيعية في معارض الكتاب السنوية، لكنها منعت بعد وقوع تمرد الحوثي في 2004م من الدخول مرة أخرى!

- نشاطات السفارة الإيرانية الثقافية والاجتماعية في أوساط المجتمع وبين الأسر "الهاشمية"! تحديدا!

"أحزاب الله".. في اليمن:

يتوزع اليمنيون على عدة طوائف وفرق أهمها وأكبرها "الشافعية" وتشمل الغالبية العظمى من اليمنيين السنة، و"الزيدية" وتشمل معظم سكان المحافظات الشمالية من اليمن الشمالي سابقا. وفي دراسة عن (النخبة السياسية الحاكمة في اليمن: 1978-1990م) ظهر أن مشاركة "السادة" -أو ما يعرف بـ"الهاشميين"- في السلطة بلغ نسبة 11%!! على الرغم من "عهد طويل من حكم السادة عانى فيها اليمن من ويلات الظلم والتفرقة والاستبداد والعنصرية والفقر"، إلا "أن بعض الأسر من هذه الفئة شاركت في التحضير لقيام الثورة اليمنية والحفاظ عليها، مما منحها فرص المشاركة في قيادة البلاد وبتلك النسبة".

ومع قيام الوحدة وإعلان الديمقراطية عام 1990م أعلن عن أكثر من 60 حزبا سياسيا، كان منها: حزب الثورة الإسلامية، حزب الحق، حزب الله، اتحاد القوى الشعبية اليمنية؛ وهي جميعا أحزاب شيعية توارت عن الساحة ولم يبق منها غير اثنان هما: حزب الحق، واتحاد القوى الشعبية اليمنية.

و"حزب الحق" حزب زيدي مذهبي، يصنف ضمن الأحزاب الطائفية ذات الصبغة الإسلامية، وينضوي تحته أفراد من التيار الشيعي والزيدي معاً، يتزعمه القاضي أحمد الشامي. وقد أعلن الحزب عن برامجه وأهدافه باعتبارها منبثقة من الإسلام؛ ومع ذلك فهو من التنظيمات السياسية الهامشية غير المؤثرة في الساحة، فلا وزن له في العملية الانتخابية وليس له قبول في الأوساط الشعبية.

فقد حصل الحزب على (18.659) صوتا أي (0.8%) من إجمالي الأصوات في انتخابات 1993م، وفاز اثنان فقط (من 65 مرشحا للحزب) بعضوية مجلس النواب عن محافظة صعدة. أما في انتخابات 1997م فقد تدنت حصيلة الأصوات التي حصل عليها مرشحو الحزب الـ(26) حيث بلغت 5.587 صوتا أي ما نسبته (0.21%)!! في حين لم يصل أي واحد منهم إلى قبة البرلمان! وفي 2003م رشح الحزب 11 عضوا للانتخابات لم يفز منهم أحد!

ويلاحظ على الحزب أن مواقفه في كثير من القضايا لا تتفق مع الرأي العام في الساحة اليمنية، وأقرب مثال على ذلك مساندته للحزب الاشتراكي في أزمة 1993م!

أما "اتحاد القوى الشعبية" فهو تنظيم قديم ظهر في بداية قيام الجمهورية العربية اليمنية، بهدف الدفاع عنها، ورغم قيادته الزيدية والمنتسبة لآل البيت إلا أنه حزب تقدمي، يجمع بين الشعارات الإسلامية والأطروحات التحررية؛ ويرأسه إبراهيم بن علي الوزير وأمينه العام محمد عبد الرحمن الرباعي.

وهو كسابقه حزب فاقد للشعبية، فقد حصل الحزب على (2.727) صوتا أي (0.2%) من إجمالي الأصوات في انتخابات 1993م، ولم يفز أي من مرشحيه الـ26 بعضوية مجلس النواب. وفي عام 1997م قاطع الانتخابات. أما في عام 2003م رشح الحزب 15 عضوا للانتخابات لم يفز منهم أحد!

يصدر عن حزب "الحق" صحيفة "الأمة" الأسبوعية، وهي صحيفة تتغطى بالمذهب الزيدي في حين أن أغلب الكتابات مشبعة بعقائد الرافضة (الإثنى عشرية)، كما أنها تثني على إيران والثورة الإيرانية وزعامات ومرجعيات الشيعة في قم والنجف! وكثيرا من الكتاب الذين يتناولون القضايا الشرعية -بزعمهم- هم من الدارسين في الحوزات العلمية بتلك البلدان!

ومن الصحف المعبرة عن الحزب وإن كانت ليست باسمه، صحيفة "البلاغ" الأسبوعية، وهي كسابقتها في الشأن وإن كانت تضيف إلى ذلك توجهها البارز في مهاجمة التيار "السلفي" "الوهابي" "التكفيري"...إلى آخر ما هنالك من الألقاب، وتتبع بؤر المشاكل بين اليمن والسعودية لتضفي على الخلافات السياسية نوعا من البعد والتأثير المذهبي!!

وتصنف الصحيفتان بأنهما معارضتان وناقمتان في الوقت ذاته على الحكم القائم، في حين أنهما يبديان تعاطفا غير مبرر تجاه "الحزب الاشتراكي اليمني" رغم بعده عن مبادئ وفكر المذهب الزيدي!

نشأة تنظيم "الشباب المؤمن":

لقد دفع التنافس بين شركاء تأسيس الوحدة "المؤتمر الشعبي العام" و"الحزب الاشتراكي اليمني" خلال المرحلة الانتقالية للوحدة (1990م – 1993م) إلى بحث كل منهما عن حلفاء لصالح كسب العملية الانتخابية وإضعاف قدرات الآخر، وفيما رأى المؤتمر في الحركة الإسلامية حليفا قديما وعريضا يمكن توظيف خطابه الديني وخبرته في مواجهة الاشتراكية فكريا وعسكريا وتنظيميا، رأى الحزب الاشتراكي في أتباع المذهب الزيدي، الناقمين على النظام الجمهوري وسيطرة ما يصفه أتباع المذهب بـ"الوهابية" على التعليم واكتساحهم للساحة، حليفا ناقما على الأوضاع وراغبا في إعادة مجد الإمامة!

وبالفعل توجه كل من الحزبين لمساندة ودعم حليفه الآخر في سبيل إضعاف خصمه، ومن هنا وجد الشيعة أنفسهم في حلف مصيري مع الاشتراكيين الذين لم يبخلوا عليهم في تلك الفترة بالدعم؛ لذلك وقف حزب "الحق" و"اتحاد القوى الشعبية"، (والحوثي باعتباره من حزب الحق ومن رجالات المذهب الزيدي)، مع الاشتراكي في انتخابات عام 1993م وحرب 1994م.

ويعود إنشاء تنظيم "الشباب المؤمن" إلى عام 1991م، بإيعاز من العلامة بدرالدين الحوثي بهدف جمع علماء المذهب الزيدي في صعدة وغيرها من مناطق اليمن تحت لوائه! وبالتالي دعم حزب "الحق" باعتباره يمثل المذهب الزيدي!

و"بدرالدين بن أميرالدين الحوثي، من كبار علماء الشيعة، جارودي المذهب، يرفض الترضية على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكذلك لا يترضى على أم المؤمنين عائشة بنت الصديق. هاجم الصحيحين والسنن في كثير من مؤلفاته، واتهم الإمام البخاري ومسلم بالتقول والكذب على رسول الله إرضاءً للسلاطين؛ ومنه ورث ابنه حسين هذا المذهب، وسار عليه أنصارهم وأتباعهم"!

وتشير المعلومات إلى أن بدرالدين الحوثي تقدم في عام 1996م باستقالة جماعية مع أبنائه، معلناً انتهاء أي علاقة له بحزب الحق، على خلفية خلاف بينه وبين العلامة والمرجع المذهبي مجدالدين المؤيدي! وقد كان للمؤتمر الشعبي العام دور مهم في هذه الاستقالة بغية تجريد الاشتراكي من حلفائه!

ويبدو أن الخلاف استند إلى بعدين:

الأول: منهجي، يتمثل في القضايا الفكرية والمذهبية، التي عبرت عنها دروس ومحاضرات حسين الحوثي المكتوبة والمتداولة، والتي يعترض فيها على المذهب الزيدي وعلمائه المعاصرين، معلنا عن ميوله لأقوال الشيعة الرافضة من سب الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين - رضي الله عن الجميع، والقول بعصمة الأئمة وعودة المهدي! والضحك من كتب السنة ورجالها وعلماء الحديث!

الثاني: تنظيمي، يتمثل في سيطرة قيادة حزب "الحق" على الأنشطة والأعمال بصورة تقليدية كما يراها حسين بدرالدين الحوثي و"الشباب المؤمن".

وتفرغ بدرالدين الحوثي وأبنائه للقيام على تنظيم "الشباب المؤمن"، الذي استمر في ممارسة نشاطه وتمكن من استقطاب الشباب (وغالبيتهم ينتمون للأسر الهاشمية وللمذهب الزيدي)، والقبائل والوجاهات الاجتماعية في صعدة. وقد تلقى حسين بدرالدين الحوثي مخصصات مالية شهرية حكومية بعد استقالته بالتنظيم استقلالاً كاملاً عام 2000م هدفاً ومنهجاً وفكراً. وفي مقابلة للرئيس اليمني (في 3/7/2004م) أشار إلى أنه قدم دعما مالياً للشباب المؤمن بحجة حمايتهم من الارتباط بدعم خارجي بناء على "طلب من بعض الإخوان"، دون أن يذكر أسماءهم. وكان دعم تنظيم "الشباب المؤمن" محاولة لإضعاف الخصم السياسي للمؤتمر الشعبي العام، ألا وهو التجمع اليمني للإصلاح!

وبدأ حسين الحوثي بتوسيع نشاطه خارج منطقة صعدة، ليؤسس مراكز مماثلة لمركزه في عدة محافظات، وأرسل إليها بعض طلبته المقربين مع مجموعة من الأساتذة العراقيين الذي توافدوا على اليمن بعد حرب الخليج الثانية والحصار الجائر الذي فرضته الأمم المتحدة على العراق.

وقد شملت أنشطة "الشباب المؤمن" التنظيمية عددا من المحافظات منها صنعاء وصعدة وعمران وحجة وذمار والمحويت، وتمت عبر المساجد والمراكز الخاصة التي أنشئت لتدريس المذهب الزيدي وفق رؤية الحوثي!

وعمل تنظيم "الشباب المؤمن" على إحياء مناسبة "يوم الغدير" في محافظة صعدة، بمظاهر تحولت إلى تجمع للقبائل الموالية للحوثي واستعراض للقوة وعرض لأنواع وفيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وإطلاق النار بكثافة في نبرة تحد واضحة، كما أن إحياء المناسبة في محافظات أخرى لم يكن بمعزل عن الحوثي وفكره ودعوته.

كما عمل تنظيم "الشباب المؤمن" على إقامة المنتديات الصيفية في أكثر من منطقة، وكان بدرالدين يضفي عليها الشرعية المذهبية، ويبارك جهودها، ويحث القبائل على تسجيل أبنائهم فيها. وكان الشباب وأغلبهم من صغار السن يشاهدون في هذه المنتديات أفلام الفيديو التي تحكي كيف تم سقوط نظام الشاه في إيران، وكيف قامت ثورة الخميني، وتظهر صور الممثلين وهم يواجهون زحف الدبابات، ولا ينحنون برؤوسهم أمام كثافة النيران، وتصيب أحدهم الرصاصة فينزف دماً وهو يهتف: "الله أكبر، الموت لأمريكا"، وتظهر بعض الصور وشباب الثورة قد ربطوا أرجلهم لكي لا يفروا أمام زحف جيوش الشاة! وكان عبد الكريم جدبان -أو غيره- يقوم بالتعليق أحياناً على هذه الأشرطة، ويحث الشباب في المنتديات على التشبه بإخوانهم شباب الثورة الخمينية، والوقوف في وجوه الطغاة!

ويدندن أتباع "الشباب المؤمن" عموما حول:

- الشعارات المعادية -بزعمهم- لأمريكا و إسرائيل! وذلك عقب صلوات الجمعة، بما في ذلك ترديد الشعار في الجامع الكبير بصنعاء.

- الحديث حول فلسطين وجرائم اليهود!

- إثارة ما يؤلب الناس على الدولة بالحديث عن الأسعار والغلاء المعيشي والفساد المالي وفساد بعض المسئولين وأكل حقوق الضعفاء والمساكين!

- إحياء الأوجاع التي وقعت في التاريخ الإسلامي وطوتها الأيام، لإثارة النعرات الطائفية تحت شعار "آل البيت" ونصرتهم!

- إبراز مظاهر القوة والتحدي في مناسباتهم واحتفالاتهم المذهبية، كعيد الغدير ويوم عاشوراء!

- إثارة المخاوف الطائفية ممن يصفونهم بـ"الوهابية" و"السلفية"..!

----------

 يسود اعتقاد خاطئ عند عامة المسلمين بأن الزيدية هم أتباع مذهب الإمام زيد بن علي -رحمه الله تعالى- الملتزمون بفقهه واجتهاداته، كما هو الحال مع أتباع المذاهب السنية الأربعة، والصحيح أنهم ليسوا على مذهبه في الفقه وإنما انتسبوا إليه لقولهم جميعا بإمامته، ومفارقتهم الشيعة معه في وجوب خروج الإمام والدعوة لنفسه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر! انظر كتاب: الزيدية نشأتها ومعتقداتها، للقاضي إسماعيل بن علي الأكوع، ط3-2000م.

 يمكن الرجوع إلى: "الموسوعة السياسية" (3/216)؛ المؤلف الرئيسي رئيس التحرير د. عبد الوهاب الكيَّالي؛ إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، الطبعة الثانية 1993م.

 (وبقيت الزيدية في تلك البلاد ظاهرين؛ لكنها مالت بعد ذلك عن القول بإمامة المفضول وطعنت في الصحابة طعن الإمامية، وذلك بعد ظهور الدولة البويهية، 320-447هـ، التي كانت زيدية ثم تحولت إلى شيعة غلاة)، نقلا عن: الزيدية نشأتها ومعتقداتها.

 ولد الإمام يحيى بن الحسين بالمدينة المنور عام (245هـ) وتوفي بصعدة عام (298هـ)، وعقدت له البيعة بإمامة الزيدية عام (280هـ)، أثناء خلافة الخليفة العباسي المعتضد.

دخل إلى صعدة عام (284هـ)، وفتح صنعاء والكثير من البلاد، وحارب القرامطة والباطنية في أكثر من 73 معركة.

كان رحمه الله تعالى عالما فقيها زاهدا مهابا شجاعا؛ يقوم بالتفتيش على الجيش بنفسه، ويأمر القارئ من المحبوسين أن يعلم من لا يقرأ، ويتفقد الأسواق، ويقوم بأعمال الحسبة بنفسه، ويشدد في تطبيق الحدود، ويصلي بالناس الجماعة، ويجلس ما بين الصلوات ليعظهم ويعلمهم أصول دينهم، وكانوا يتحاكمون إليه في منازعتهم.

ويعتبر الإمام الهادي يحيى بن الحسين أهم شخصية في المذهب الزيدي، بعد مؤسسه الإمام زيد بن علي.

 "الموسوعة اليمنية" (4/3051-3053 ، 3055-3056)، إصدار مؤسسة العفيف الثقافية، الطبعة الثانية، يناير 2003م / 1423هـ.

 "الحياة السياسية والفكرية للزيدية في المشرق الإسلامي 132هـ -365هـ / 749م – 975م"؛ تأليف: أحمد شوقي إبراهيم العمرجي، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى 2000م.



 راجع: (النخبة السياسية الحاكمة في اليمن: 1978-1990م)، للأستاذة/ بلقيس أحمد منصور أبو إصبع، مكتبة مدبولي، ط1-1999م؛ ص158.

 المرجع السابق: ص158.




الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

.....................................
آخر تعديل بواسطة الشريف العلوي في الخميس إبريل 03, 2008 7:15 am، تم التعديل مرة واحدة.

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

بسم الله والحمد كله لله
وكان لوجود حركة "الإخوان المسلمون" المحسوبة على السنة أثر في تشكيل هذه المناهج ووضع مقرراتها، وبالتالي كان لها الفضل في نشر السنة في عموم اليمن!!!
........................................................................................................
.........على الرغم من عهد طويل من حكم السادة عانى فيها اليمن من ويلات الظلم والتفرقة والاستبداد والعنصرية والفقر ..الخ
من خلال هذا الإقتباس يستطيع أي شخص أن يتعرف على المنهجية والخلفية التي حركت كاتب الموضوع وتحكمت في معظم أقواله وتحليلاته !
ولذلك ليس من الصعب على أي مطلع أن يدرك الكثير من المعلومات الخاطئة والكثير من الخلط والتشويه المتعمد في هذا الموضوع !
ومع كل ذلك فأنا أحترم كاتب الموضوع !
بل أشكره من أعماق قلبي لأن موضوعه وطريقة طرحه زادتني إيماناً وإقتناعاً بما لدي من أفكار !!

فقط لي بعض الملاحظات والتعليقات التي يجب أن يتذكرها كل من يقرأ الموضوع أعلاه وهي كما يلي :
- بالنسبة لموضوع تسمية الروافض وتأثر الزيدية بغيرها وتلقفها لأفكار الآخرين ومسألة جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل ومسألة جواز خروج إمامين في وقت واحد ....كل هذه المسائل تحتاج إلى وقت لمناقشتها ! والإخوة في هذه المجالس المباركة قد أوسعوها بحثاً ونقاشاً !

- قامت للزيدية دولة في المشرق الإسلامي على يد الإمام الناصر الأطروش ( ع ) وقبله الإمام محمد بن زيد وأخوه واستمرت هذه الدولة لأكثر من 350 عام !
كما قامت دولة للزيدية في بلاد المغرب الإسلامي على يد الإمام إدريس بن عبد اللاه
( ع ) واستمرت لعدة قرون وتوسعت في عهد ( بني حمود ) أحفاد الأدارسة حتى وصلت إلى الأندلس !
كما قامت دولة للزيدية في اليمن واستمرت منذ القرن الثالث الهجري وحتى أواخر القرن الرابع عشر الهجري 1382 ( وهي أطول فترة إستطاع فيها نظام حكم إسلامي الصمود كل هذه المدة رغم المؤمرات وحروب الإبادة والإستئصال ضده !! )
كما إنتشرت أفكار الزيدية وكان لها علماء وأتباع في كل من العراق ومصر والحجاز !

- من العجيب والغريب القول بأن الفكر السياسي للزيدية ظل حجر عثرة أمام الإصلاح السياسي والإجتماعي والتوحد مع الخلافة ؟!!
وأي إصلاح سياسي وإجتماعي وقفوا أمامه !
هل هو الإصلاح السياسي والإجتماعي الذي جاء به ( القرامطة والباطنية ) حين عاثوا في الأرض فساداً واستحلوا المحرمات وانتهكوا الحرمات وفعلوا المنكرات جهاراً نهاراً !!!
أم هو الإصلاح السياسي والإجتماعي الذي تبناه مشائخ ووجهاء القبائل والإقطاعيين والحكام المحليين المتسلطين على رقاب الناس وأموالهم !!!
أم أنه الإصلاح السياسي والإجتماعي الذي جاء به ( الأيوبيون ) الذين كانوا إذا مروا بمزارع اليمنييين تقاسموها فيما بينهم وجعلوا أهلها عمالاً فيها ! وهم من ساءت سيرتهم في اليمن وكثر ظلمهم للعباد وإفسادهم في البلاد !
أم أنه الإصلاح السياسي والإجتماعي الذي جاء به ( الغزاة الأتراك ) حينما دخلوا اليمن وأخذوا يهلكون الحرث والنسل ويجرعون أهل اليمن شتى أنواع الظلم والقهر والإستعباد والإستذلال ! هاؤلاء الغزاة الذين أتوا بإسم ( الخلافة الإسلامية وهم منها براء ) هم من كانوا يجاهرون بشرب الخمر وبالزنى في يمن الإيمان !!!
إقرأوا تأريخ العثمانيين في اليمن حتى من مصادر أعداء الزيدية ! وستدركون حينها لماذا ثار أئمة الزيدية وأتباعهم على العثمانيين !! ستعرفون حينها حجم التضحيات التي قدمها أئمة الزيدية ورجالها في سبيل المستضعفين والمظلومين والمقهورين والمستعبدين من أبناء اليمن ؟!
أما إذا كنتم تريدون أن تعرفوا من كان يسعى إلى الوحدة الإسلامية وإلى التلاحم الإسلامي تحت راية الخلافة الإسلامية فاقرأوا مراسلات أئمة الزيدية وثوارها مع قادة الأتراك ! حينها سترون أن الزيود كانوا يوافقون دائماً على الإنضواء تحت راية الخلافة الإسلامية بشرط واحد فقط وهو تطبيق الشريعة الإسلامية !!! نعم تطبيق الشريعة الإسلامية فقط !!!
بعد كل ذلك يأتي من يقول بأن الفكر السياسي للزيدية وقف حجر عثرة أمام الإصلاح السياسي والإجتماعي والتوحد مع الخلافة ؟؟!!
إستدراك :
أقول يعلم الله لو أن أئمة الزيدية وثوارها كانوا في أي بلد غير اليمن لكان لهم شأن عظيم جداً !!
ألا ترون المصريون والسوريون وغيرهم يبحثون عن أي شخصية وطنية ثائرة ليكتبوا عنها ويؤلفوا حولها الكتب والدراسات ويحولوها إلى أفلام ومسلسلات ! حتى وصل بهم الحال إلى إختراع شخصيات وهمية وبطولات وهمية ليس لها أساس في التاريخ !
بينما نحن من نملك التاريخ المقاوم ونملك الكثير من الثوار العظماء أمثال الإمام شرف الدين وابنه الإمام المطهر الذي لم يعرف اليمن قائداً عسكرياً مثله منذ عصره إلى اليوم !! وهو الذي زلزل الأتراك وكان مجرد ذكر إسمه يصيبهم بالهلع !!!
و الإمام القاسم بن محمد وأولاده الذين كانوا أسطورة ً في ذلك الزمان وكانوا رمزاً لمقاومة الظلم والطغيان ! واستطاعوا بعزمهم وثباتهم وتضحياتهم مع أتباعهم أن يلحقوا الهزيمة بأعتى قوة عسكرية في ذلك العصر ! واستطاعوا توحيد اليمن من أطراف عمان إلى نجران !
ولكننا للأسف نتنكر لتأريخنا ولعظمائنا ولثوارنا ! بل ونسعى إلى تشويههم وإظهارهم بأسوأ مظهر وهذا مما يثير السخرية والبكاء والجنون ؟!؟!؟!

- لم تتفق جميع التيارات الداعية إلى الإصلاح والتغيير قبل 1962م على قضية إسقاط نظام حكم الإمامة أبداً ؟!
حيث كان البعض يريد تحويلها إلى ( إمامة دستورية ) وهم بعض الإسلاميين والإخوان المسلمين وآل الوزير !
بينما بقية التيارات القومية والإشتراكية كانت تسعى فعلاً إلى القضاء على نظام حكم الإمامة الإسلامي وذلك في إطار سعيها إلى إقامة أنظمة علمانية ( تقدمية ! ) سواء ً كانت قومية أو إشتراكية !!

- نعم من بعد حصار صنعاء عام 1967 م لم تحصل أي محاولة عسكرية ولا حتى سياسية لإعادة الإمامة ؟ لماذا ؟!
لأن الزيود كانوا قد إقتنعوا ( أو أغلبهم ) بالنظام الجمهوري كنظام للحكم !
ولأنه لولا الزيود والهاشميون لما قامت الثورة أصلاً ! ولما ترسخت الجمهورية إطلاقاً !!

- بالنسبة لموضوع الأحزاب الزيدية والعلاقة بين الزيدية والإثني عشرية والشباب المؤمن والسيد الحوثي و ....و الخ كل هذه النقاط تحتاج إلى وقت وفراغ وكلام كثير لشرحها وتوضيحها وإزالة الخلط واللبس الذي ذكره الأخ صاحب الموضوع حولها !
مع ذلك سأوضح عناوينها بشكل مختصر كما يلي :
- علماء الزيدية في اليمن منهجهم واحد وكتبهم المعتمدة ليس حولها خلاف !
بمعنى أن أي حديث عن خلاف منهجي بين علماء الزيدية حول الصحابة والإثني عشرية وغيرها من المسائل هو حديث عارٍ عن الصحة !!

- إستقالة السيد بدرالدين الحوثي وأولاده وأتباعهم كان نتيجة خلاف تنظيمي فقط ! وهو ما أشار إليه صاحب الموضوع ! كما أن محاضرات السيد حسين بن بدر الدين ألقيت بعد أحداث 11/سبتمبر/2001م أي بعد الإستقالة الجماعية بعدة سنوات !!

- التغلغل الإثني عشري بين الزيدية و الحديث عن إعتناق مراجع الزيدية ومفكريها للأفكار ( الرافضية !)هو أهم ورقة يستخدمها السنة بمختلف تياراتهم في محاولاتهم المحمومة لإستقطاب أكبر عدد من أبناء الزيدية !!
وعليه فإنه مهما كثر الحديث والتكفير والإتهام للإثني عشرية فإن الزيدية لن يغيروا موقفهم منهم بأنهم مسلمون كغيرهم من المسلمين ! وأن معهم الكثير من الآراء والأفكار الغريبة والعجيبة كما هو حال غيرهم ! وأن فيهم المتعصبين وفيهم الواعين ، وفيهم الإنهزاميين وأعوان الظلمة والكفرة ، وفيهم المجاهدين والصادقين كما هو حال غيرهم من الفرق والمذاهب الأخرى ! وليس لنا أن نتهمهم في نواياهم !

- حزب الحق وإتحاد القوى الشعبية لا يمثلان سوى نسبة قليلة جداً من أبناء الزيدية ! حيث أن الكثير من الزيدية ليسوا منظمين لأي حزب ! كما أن الكثير منهم قياديون وأعضاء في أحزاب أخرى غير هذين الحزبين !!

- أريد أخيراً أن أوضح لإخواننا السنية بأن إيران تعرف كيف توجد لها قبولاً وتأييداً من دون نشر أفكارها الإثني عشرية ! لأنها تعرف أنه لا قيمة لإقناع بضعة أشخاص في منطقة ما بالفكر الإثني عشري إذا كان ذلك سيجعلها تخسر بقية أبناء المنطقة !!
والأدلة كثيرة : فهناك حركات سنية جهادية تقف الآن موقف التأييد والدعم الكامل لكل مواقف إيران ومنها حركة حماس والجهادالإسلامي في فلسطين وبعض حركات المقاومة في أفغانستان ! وبعض الإسلاميين في مصر والجزائر وغيرها !!!

الشريف العلوي كتب :

القول بوجوب الخروج على الإمام الظالم, ليس قول المعتزلة , بل هو قول جماعات من أهل السنة, وقد فسروا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إلا أن تروا كفراً بواحاً) أي: ظلماً طاغياً متفشياً. !!!
وقد كانت الثورات التي قامها أهل السنة على الظلمة أكثر بكثير من ثورات الشيعة .. !!!
أقول :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ *** وينكر الفم طعم الماء من سقم !!!

الشريف العلوي خاطب كاتب الموضوع قائلاً :
كلامك حول زيدية اليوم سياسياً .. وخطر نشاط الحوثيين في الفكر والمنهج الزيدي ومحاولة أيرنته .. كان رائعاً ومفيداً
أليس كلامي في النقاط الثلاث قبل هذا الإقتباس صحيحاً 100% :D :D ؟!؟!؟!

تحياتي للجميع

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“