عندما نتبحر في كتب التاريخ ، نجد أنفسنا نهيم حبا ببعض الشخصيات التاريخية ، ونجدنا نعشق سيرتهم، ونذكر أسمائهم بحب يملؤه عظمة تصورنا لسيرهم الخالدة ، حتى اننا إذا تكلمنا عنهم أو حتى دافعنا ، يكون ذلك بقوة كبيرة تجعل السامع يعتقد أنهم موجودون معنا ، أنهم أحياء بيننا ، رغم أنهم ماتوا منذ مئات السنين ، ولم يبقى لنا منهم إلا قصصا نأخذ منها العبرة ، هذا إذا لم تخنقنا بذكراهم العبرة .
رغم عظمة من نعتقدهم عظماء ، رغم سيرهم التى تجعلنا نتوق أن نكون مثلهم عظماء ، نسطر لمساتنا على صفحات التاريخ ، رغم الأحلام التى تملؤنا ، رغم رؤانا الحالمة ، رغم طموحاتنا الجامحة التى لا يوقفها أحد !
إلا نحن ؟
نحن أنفسنا من نوقف أنفسنا ، نحن من رضينا أن نكون على حالنا رغم سوء حالنا ، نحن من رضينا بالحكمة انها التأقلم مع الاوضاع الراهنة ، ولم نرضى أن نغير كل شيء من أجل أننا نريد ذلك ، ولا يتغير الموقف أبدا إلا إذا تغيرت النفوس ، وأخرجت لنا سلوكا غير السلوكيات الراهنة ، لأنه مهما فعلنا من أجل تغيير شيء لن يتغير، مادامت السلوكيات واحدة فالنتيجة نفسها تتكرر دائما وأبدا ولو بقينا ملايين السنيين .
ونعود دوما نتذكرهم ، عظماء التاريخ لنحتمى بهم ، لقد فعلوا وفعلوا وفعلوا ... وماذا عنا نحن لا نفعل ؟
نحن لا نريد أن نعمل ! بل نختلق الأعذار لكي لا نعمل ، نحن رضينا بالتقليد وسيلة لتحقيق النجاح الكاذب ، مع ان التقليد للناجحين ميزة تكسبك النجاح ، ولكن يا ليتنا قلدنا النجاح لنحصد النجاح تلو النجاح ، ومازلنا إلى وقتنا الراهن نحصد الفشل تلو الفشل ، وحتى بتقليدنا لم نستطع أن نصل إلى النجاحات المأمولة ، بل ما زلنا نغوص بانفسنا إلى الحضيض ، ورضينا أن نكون إلى الطين لا إلى السماء ، وبذلك أصبحنا أذلاء تملؤنا الهموم ، وتعصف بكياناتنا الشكوك ، وأصبحنا نحرص على الحياة رغم ذلها ، ونهاب الموت رغم عزته .
مهلا ! توقفوا ! دعونا نفكر كيف نغير من أفعالنا لنغيير قليلا من النتائج الحالية ...
إننا إذا غيرنا من السلوكيات التى نتصرف بها ، غيرنا من طريقة التخاطب مع أنفسنا ومن حولنا ، غيرنا من القيم التى توارثناها والقيم التى تاتينا ، غيرنا نظرتنا إلى الحياة ، جددنا ثقتنا لواهب الحياة ، غيرنا من الأفعال والتصرفات الدارجة ، إلى أفعال وتصرفات مبتكرة ، فكرنا بشمولية ولم تعد تحصرنا الخصوصية والأنانية ، جددنا فكرنا وكسرنا إطار "الأنا" لنصبح أنا للكل والكل أنا ...
بذلك أظن بأننا نخرج من إطار المعتاد ، إلى حرية الفكر الخلاق ، ونصبح أحرار الفكرة والتصرف السليم . سنصبح اكثر صدقا وعفوية ، سنحصد النجاح تلو النجاح ، لأننا غيرنا من انفسنا وسنحصد بهذا التغيير على نتائج مختلفة عن ما كنا نحصده عبر الأعوام المنصرمة .
بالنفوس فلنبدأ ، لنحارب أمراض النفوس التى ملاتنا ، فلنحارب الغل والحسد ، فلنحارب الكذب والغش والخداع ، فلنحارب كل دنيء داخلنا ، ولننهض بمكارم الأخلاق ، لننهض بالكرم والمحبة ، لننهض بالشجاعة والانفة ، لننهض بالصدق والوفاء ، لنبحث في هذه الدنيا عن الصفاء ، لنكن جميعا ولا نكن بعضا ، ولنغير منذ اليوم واقعنا المعاصر .
لنبحث عن سنن الكون الموضوعة ، ونتتبع مسالك قدوتنا العظيمة ، أما نعرف أن أعظم شخصية في التاريخ هو قائدنا " محمد بن عبدالله " . لماذا لا ندرس تحركات هذا القائد العظيم لمحاولة تقليدها على أنها أعظم إسلوب لتحقيق النجاح.
لقد آمن إيمانا كاملا بالرسالة التى يحملها فلنؤمن بالرسالات داخل نفوسنا ، لقد صبر من أجل توصيلها ولم يصبر مثله أحد فلنصبر من أجل تحقيق أحلامنا ، لقد أوذي ولم يأذي فلنعفوا ولنصفح ، لقد جمع حوله اقلية آمنت بما يؤمن به فلنتوحد وندعم بعضنا بعضا ، لقد ضاقت عليه الدنيا فلم ييأس وهاجر إلى حيث يجد مكانا يدعم رسالته فلنهاجر من أجل رسالاتنا ، لقد وحد وقارب وأحب وناضل فلنوحد ولنحب ، لقد عبد ودعا حتى صار أعظم عابد فلنعبد وندعوا ونستغفر ، ولم يحارب إلا حين حورب ! لقد كرم الفقير قبل الغني ، لقد أحب الضعيف قبل القوي ، لم يفرق ولم يجامل ، بل كان عنده الناس سواء ، فلنفعل مثله فما قدوة في الأرض تبلغ حجم القائد محمد .
عظمة إنســــــــــــــــــــان
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 4
- اشترك في: الخميس يوليو 20, 2006 5:22 am
عظمة إنســــــــــــــــــــان
" شعار المجد والعز لا ترفعه النفوس الضعيفة ، ونيل العلا من الحضيض طريق وعرة طويلة ، ومن أجل الحرية والإباء لا بد أن تقدم الروح رخيصة "
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 424
- اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm
لله أنت .. ما أبدع ما كتبت .. كلمات من نور أيها الموفق
فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: المدرسة والإسوة والقدوة ..
من عرفه ما ضره جهله بأحد .. ومن جهله ما نفعه علمه بأحد .. ولا يوفق لاتباع طريقه إلا مصطفى
اللهم صلِ وسلم على حبيبي ونور قلبي محمدٍ وآله وجعلنا ممن اقتدى بنهجه , واقتفى أثره إلى يوم أن نلقاك يا رب العالمين ..
فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: المدرسة والإسوة والقدوة ..
من عرفه ما ضره جهله بأحد .. ومن جهله ما نفعه علمه بأحد .. ولا يوفق لاتباع طريقه إلا مصطفى
اللهم صلِ وسلم على حبيبي ونور قلبي محمدٍ وآله وجعلنا ممن اقتدى بنهجه , واقتفى أثره إلى يوم أن نلقاك يا رب العالمين ..