رسالة «الحوثي» للرئيس.. قشة لغريق أم توافق مواقف..

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

رسالة «الحوثي» للرئيس.. قشة لغريق أم توافق مواقف..

مشاركة بواسطة بدر الدين »

تقارير: رسالة «الحوثي» للرئيس.. قشة لغريق أم توافق مواقف..خالد عبدالهادي

الأربعاء 23 أغسطس 2006

عادت القضية الحوثية إلى الواجهة في خضم انشغال الجميع بالمسألة الانتخابية عبر رسالة عبدالملك بدر الدين الحوثي التصالحية التي رفعها إلى رئيس الجمهورية الأربعاء الماضي.

وتضمنت رسالة عبدالملك القائد الأبرز لحركة شقيقه حسين بعد مقتله عرضاً غير مسبوق لإعادة «الوضع إلى أفضل مما كان» بين أنصار الحوثي والنظام الحاكم تأسسياً على موقف اليمن الرسمي من الحرب الإسرائيلية على لبنان.




وعرضت الرسالة الصلح على السلطة بأكثر من صيغة وفي غير موضع وبأسلوب لين لم يكن مألوفاً في خطاب الحركة المتشددة التي خاضت حربين مع الجيش استمرت الأولى أربعة أشهر.

فقد قال عبدالملك فيها إن «الظروف تهيىء فعلاً لحل الإشكال وإزالة الخطاب بل وتفرض وحدة الموقف» وأضاف أن «الوضع الراهن الذي تعيشه الأمة الإسلامية والمستجدات في لبنان تهيئ لحل الإشكالية الكبرى بيننا وبين الدولة».

وفي موضع آخر، يقترح «الحوثي» على رئيس الجمهورية «التنسيق في هذه المرحلة من أجل تفعيل الموقف الشعبي باتجاه مساندة الموقف الرسمي وبشكل يعطيه قوة ودفعاً ويشهد على مصداقية الموقف الرسمي».

ويمضي عبدالملك الحوثي في استمالة الرئيس علي عبدالله صالح محاولاً اقناعه بتقارب موقف «الحوثيين» مع موقف «صالح» نفسه من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وحزب الله، فيقول له إنه «لا يليق في هذه المرحلة أن يكون الشغل الشاغل والجهد المبذول والعمل الدؤوب في إسكات أي صوت يعلو بوجه الطغيان الإسرائيلي والأمريكي».

ويضيف مخاطباً الرئيس «لا يصح أن يكون الموقف الرسمي من منطلق الجد إذا كان يمنع ويحول دون بروز موقف شعبي واضح ومفعل على مستوى كبير بحجم القضية».

رسالة «الحوثي» الهادئة جاءت في توقيت غاية في الحساسية والأهمية للطرفين لاسيما لنظام صالح الذي يهمه جبر خواطر اتباع الحوثي ومؤيديه بل تهمه مواساة محافظة بكاملها (صعدة) قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يواجه فيها منافساً يمكن أن ينحاز إليه معظم أبناء المحافظة نكاية بنظام يرون أنه أدار معركة بين قراهم وذهب أقرباؤهم وقوداً لها.

سيبدو لمن لا يدرك طبيعة الحوثي وتصريحاته الرافضة للتنازل والتسليم للسلطة كما لو أن رئيس الجمهورية هو من اختار توقيت الرسالة!

فهي بمثابة الجسر الذي مده عبدالملك للرئيس ليعبر من خلاله إلى قلوب أبناء صعدة ويطيب نفوسهم بعد حرب شنها جيشه ضد ذويهم والأهم من هذا أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية وهو مطمئن إلى أنه تخلص من مشكلة معقدة حتى وإن كان مثل هذا الشعور مقيماً في نفسه فقط غير أنه دفعة معنوية لأداء دعائي متحرر بعض الشيء من تعقيدات المشكلة.

لذلك، تلقف الرئيس «صالح» رسالة خصمه بمبدأ «وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها» فتفاعل معها ورد بمثلها خلافاً لتعامله مع باقي الرسائل التي سبق للحوثي توجيهها.

وفي اليوم الثالث على الرسالة نشر موقع «26 سبتمبر» المقرب من النظام خبراً عن أن الرئيس «قد أخذ باهتمام ما تضمنته الرسالة التي تلقاها من عبدالملك الحوثي».

وأفاد «26 سبتمبر» أن الرئيس «وجه محافظ محافظة صعدة يحيى الشامي استكمال الجهود التي بذلت لمعالجة وتجاوز الآثار التي ترتبت عليها أحداث صعدة وإقناع العناصر المتبقية في بعض الجبال بالنزول»..

ويلاحظ مدى الاحتفاء بالرسالة والقول إن الرئيس «تلقاها من عبدالملك الحوثي» كما لو أن الأخير ند حقيقي أو نظير لعلي عبدالله صالح بينما نفس الموقع وغيره من وسائل الإعلام الرسمية والموالية للسلطة لم تكن تذكر عبدالملك أو غيره من الحوثيين دون أن تسبق اسمه بصفات الذم والقدح.

وليس معلوماً إن كان عبدالملك على درجة من الذكاء السياسي ليستشعر حاجة الرئيس إلى مصالحة الحانقين عليه في صعدة هذه الأيام ويرمي الكرة إلى ملعبه وهو على يقين من تجاوبه مع العرض وهو ما حدث بالفعل أم أن عبدالملك، عرض التصالح مع السلطة بناء على «المستجدات في لبنان» كما ذكر في رسالته.

فالرئيس في الحرب الإسرائيلية ضد لبنان امتدح حزب الله وعبر عن دعمه السياسي والمعنوي له وهو الذي تتوافق أدبياته الفكرية وخطه العقائدي مع ما ينادي به أنصار الحوثي وأهم ذلك العداء الشديد لإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية.

ولعل عبدالملك التقط هذه الإشارة وفهم من تأييد رئيس الجمهورية لحزب الله أنه اقتنع بصواب موقف الحوثيين من أميركا وبعدالة شعارهم المندد بها وبإسرائيل (وهو نقطة الخلاف بين الطرفين وسبب الحرب) ولذلك بادر إلى استغلال هذه الفرصة وأرسل رسالته.

أياً يكن دافع إرسال الرسالة إلا أن عاملاً واحداً تحكم في استقبالها؛ هو أنها إحدى القشات التي رمى بها «الحوثي» إلى النظام الغارق في مشكلات البلاد المتراكمة منذ 28 عاماً وقد تنفعه في اجتياز إحداها أو على الأقل تسكينها لبعض الوقت.

لكن أمراً آخر يخلط مثل تلك الحسابات، ويلقي تشويشاً ليس على الحسابات وحسب بل على المواقف في الأساس.

ذلك هو موقف النائب يحيى الحوثي الذي لم يدع اليوم الثاني على الترحيب الرئاسي برسالة شقيقة يمر حتى أصدر بياناً قوي اللهجة، أدان فيه من وصفها بـ«السلطة الهمجية» وقال إنها تواصل ممارسة "كل المخالفات بحق أهلنا في صعدة وغيرها من المحافظات».

ولم ينس يحيى ذكر رسالة شقيقه إذ قال في بيانه انه «رغم ما تواجهه السلطات اليمنية من انتقادات داخلية وخارجية (...) ورغم رسائل الإخوة الودية والداعية إلى التسامح والتقارب والتعاون في الخير، إلا أنها لا تزال تمارس كل المخالفات».

ومبعث لهجة يحيى القوية، هو مهاجمة السلطات الأمنية انصاراً للحوثي واعتقال بعضهم.. وقد يدفع هذا السبب الظن أن القضية بدأت تخضع لأدوار الشد والإرخاء.

http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... e&sid=3018
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“