في مساء الثاني عشر من تموز، كان يخطو آخر خطواته باتجاه منصة المؤتمرات التي عقد عليها عشرات من المؤتمرات للتحدث في الشؤون اللبنانية الداخلية وما يدور من حرب اسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وسبق ذلك المؤتمر العاصف، مؤتمر أعلن خلاله إطلاق حملة دعم للمقاومة والشعب الفلسطيني، وكان المؤتمر الأول والأخير له بحضور الصحفيين، ووسط مشاهدة الملايين لمؤتمراته الصحفية، الإعلان عن اسم عملية "الوعد الصادق" التي قتل خلالها مقاتلو حزب الله صباح اليوم ذاته ثمانية جنود وأصابت آخرين واختطفت اثنين من الجنود أحياء.
ومن بعد تلك اللحظات بدا يظهر أمين عام حزب الله اللبناني، والقائد الأعلى للقوات المسلحة في حزب الله عبر خطابات صوتية ومتلفزة، بسبب الحرب المتواصلة على لبنان.
فقد اعتاد الشيخ نصر الله أن تكون تحركاته طبيعية جداً، وكان دائماً يزور القرى الجنوبية اللبنانية ويحي ذكرى الشهداء من مقاتلي حزب الله ويزور عائلات الأسرى والشهداء، لقد كان ولا زال المحبوب الأول للبنانيين ولآلاف المسلمين".
و يقول مصدر مقرب من نصر الله "منذ بداية الحرب اختفى الشيخ حسن نصر الله عن الإعلام، وخاطب الجميع برسائل صوتية ومتلفزة، بسبب الوضع الأمني الذي يحتم على الجميع وليس فقط على سماحة الأمين العام ذلك، وهو يعيش كل لحظاته بلبنان، ولم يغادرها، لأنه من أهل الشهادة، ومن التواقين إليها، ولا يعطي اهتمام للعنجهية الصهيونية، بل واصل حياته بطبيعة عالية، فهو يجتمع مع قادة الحزب، وقادة المقاومة الإسلامية الجناح العسكري للحزب، ويواصل قيادته للحزب وللمقاومة، وهو يعطي الأوامر للمجاهدين على الأرض بالتنفيذ والتوقيف، إنه لا زال يعمل بروح إيمانية صلبة، لا تخشي إلا لله".
ويضيف المصدر "يتابع الشيخ ما يقوله الإسرائيليون وقادتهم، ويتابع مع قادة المقاومة في الميدان آخر التطورات ويشرف على العمليات بشكل شبه مباشر، ويعطي الأوامر بقصف البارجة تلك أو المدينة تلك بعد التشاور مع القيادة، وهو يعيش حياته بشكل طبيعي جداً، لكنه لا ينام إلا قليلاً جداً، وليس لخوف أو قلق، بل لمتابعة المجاهدين، الذين تمني كثيراً ما أن يكون معهم ووسطهم يقاتل".
وحسب المصدر فإن الشيخ نصر الله "وفي أول يوم من الحرب، رفض رفضاً تاماً النوم إلا في عتبات الضاحية الجنوبية وبداخل منزله الذي كان مهدداً للقصف منذ اللحظة الأولى، وهو يرفض رفضاً تاماً تناول الطعام إلا بشكل قليل، ويحرص على أن ينام المجاهدون وينوب آخرون عنهم، ويأكلون ويرتاحون، قبل أن يكون هو نائم ومرتاح".
واستطرد المصدر المقرب يقول "أنه يحب المجاهدين، يخاف عليهم كأبنائه، هو يسمح لأبنائه بالقتال في المعارك، أنهم مثلهم مثل المجاهدين الآخرين، ويطمئن على الجميع من المجاهدين أكثر مما يطمئن على أبنائه الذين يقاتلون في عتبات القرى الجنوبية من لبنان الصمود والأسطورة".
منقوول
كيف يعيش حسن نصر الله
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 3099
- اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
- مكان: قلب المجالس
كيف يعيش حسن نصر الله
رب إنى مغلوب فانتصر