الإمامة عند الزيدية إثني عشرية(مكرر)!

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

الإمامة عند الزيدية إثني عشرية(مكرر)!

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

----------------------------------------
آخر تعديل بواسطة عاقل مجنون في الاثنين ديسمبر 11, 2006 11:11 pm، تم التعديل مرة واحدة.
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الأخ / عاقل مجنون


بخصوص ما ذكره سيدي مجدالدين المؤيدي في كتاب ( التحف شرح الزلف )
فقد أوضح في سياق كلام أن الاثناعشر سبطاً هم من لا ينقطع نسلهم إلى يوم القيامه
حيث قال سلام الله عليه :-
لا ينقطع عقبهم الى انقطاع التكليف
وليس للروايه أي علاقه بعقيدة إمامة الإثناعشر !

وقد قال سيدي مجدالدين المؤيدي في كتابه ( عيون المختار من فنون الأشعار والآثار ) ، في موضوع تحت عنوان نبذه في الأنساب ما لفظه :-
((( واعلم أن سبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحانته وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين ابني أمير المؤمنين وأخي سيد النبيئين علي بن أبي طالب سلام الله عليهم ورضوانه، كان لهما العقب من اثني عشر سبطاً، ستة من أولاد الحسن السبط، وستة من أولاد الحسين السبط - عليهم السلام -.

أما أولاد الحسن السبط فهم الحسن بن الحسن وزيد بن الحسن، فأولاد الحسن بن الحسن خمسة وهم:
1_ عبدالله الكامل بن الحسن بن الحسن
2_ وإبراهيم الشبه بن الحسن بن الحسن
3_ والحسن المثلث بن الحسن بن الحسن
4_ وداود بن الحسن بن الحسن
5_ وجعفر بن الحسن بن الحسن عليهم السلام
،

ولزيد بن الحسن السبط ولد واحد وهو السادس

6_ وهو الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليهم السلام.

فعقب الحسن السبط من هؤلاء الستة، لاينقطع عقبهم إلى يوم القيامة، . ))) .

إلى أن قال ما لفظه :-
وأما أولاد الحسين السبط عليه السلام فالعقب له من علي زين العابدين بن الحسين.

وأولاده ستة وهم:
1_ الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين السبط
2_ والإمام الباقر محمد بن علي بن الحسين
3_ وعبدالله الباهر بن علي بن الحسين
4_ وعمر الأشرف بن علي بن الحسين
5_ والحسين الأصغر بن علي بن الحسين
6_ وعلي بن علي بن الحسين عليهم السلام.


فعقب الحسين من هؤلاء الستة لاينقطع إلى يوم القيامة . )))

وإذا أردت الإطلاع على ذلك البحث المختصر في الأنساب كاملاً ،، فسوف تجده على الرابط التالي : http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=2577


----
أما ما قاله سيدي مجد الدين المؤيدي ، في سياق كلامه من نقلك :-
وهم بمنزلة اسباط بني اسرائيل حجة الله على خلقه وامان اهل الارض من استيصال عذابه)إنتهى.
ففيها نظر ، وتحتاج إلى إعادة إستفهام من مولاي مجد الدين حفظهم الله
لأن أسباط بني إسرائيل ( الإثني عشر نقيباً ) لم يكونوا حجة الله خلقه
لوجود أنبياء في عصورهم
فمع وجود نبي لله ، لا حجة لأحد ممن ليسوا بأنبياء !

والإشكال الآخر أيضاً : هو أن الأنبياء كانوا يرسلون إلى أقوامهم فقط ، وليس لكافة الناس بعكس سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فكيف يكون النقباء حجة لله على خلقه ، في حين أن سيدنا موسى وعيسى مثلاً صلوات الله عليهما كانا حجة على أقوامهم ( بني إسرائيل ) فقط !

ومن ناحية أخرى : لو فرضنا بعدم وجود أنبياء في عصور أولئك النقباء !
فهل هناك ما يثبت أن النقيب الثاني عشر ( الأخير ) عاش حتى بعثة النبي التالي لسيدنا موسى صلوات الله عليه !!؟؟



-----
أما بخصوص كلامك التالي :-
أيضاً في (تتمة الاعتصام ج5 ص 400 - 402) ذكر حديث إثني عشر خليفة, ولكنه يفسر الإثني عشر من ولد الحسين بانهم ستة من ولد الحسن ع وستة من ولد الحسين ع ولكن لو تأملنا في الرواية لوجدنا عبارة(من ابناء نبيه) فأين ذهب الحسنان ع إذاً؟؟ وكيف خرجا من الحديث بل كيف خرج منه السجادع والباقرع وغيرهم وبأي دليل؟؟؟
فحبذا أن تسرد الكلام المذكور بلفظه ... لنناقشها ؟
فأسلوب الإعتصام السرد لأقوال المخالفين ، وتبين ما قيل في تعليل تلك الأقوال ،،،، ومن ثم ينتهي المؤلف بتبين الصحيح والخاطئ مما سرده سابقاً .



تحياتي .
صورة
صورة

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

الحسن والحسين ابني أمير المؤمنين وأخي سيد النبيئين علي بن أبي طالب سلام الله عليهم ورضوانه، كان لهما العقب من اثني عشر سبطاً، ستة من أولاد الحسن السبط، وستة من أولاد الحسين السبط - عليهم السلام -.
ولزيد بن الحسن السبط ولد واحد وهو السادس
6_ وهو الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليهم السلام.
آخر تعديل بواسطة عاقل مجنون في الاثنين ديسمبر 11, 2006 11:24 pm، تم التعديل مرة واحدة.
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

- أريد ان أعرف هل لمجرد وجود عقب للسبطين ع في إثني عشر من أبناءهم نكون قد حكمنا بذالك إن هولاء الأبناء هم الأئمة الإثني عشر سبطاً المنصوص عليهم ؟!!

- ولكن كيف ذالك؟؟؟

- وهل من دليل على ذالك؟؟؟
يبدوا أنك لم تقرأ كلامي السابق !!!!

قلنا لك أن الروايه تتحدث عمن لا ينقطع نسلهم إلى يوم القيامه
وليس عن إمامه !!!!!!!!!!!



افهم هذه النقطه أولاً
صورة
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة الحادية والعشرون :

أورد السيد مجد الدين المؤيدي في كتابه التحف شرح الزلف ، ما نصه : (واعلم أن الله عز وجل جعل خلف النبوة من أبناء نبيه في اثني عشر سبطاً، قال الإمام علي بن موسى الرضا عليهم السلام: إن الله عز وجل أخرج من بني إسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم اثني عشر سبطاً، ثم عد الاثني عشر من ولد إسرائيل صلوات الله عليه، وكذلك أخرج من ولد الحسن والحسين عليهما السلام اثني عشر سبطاً، ثم عد ذلك الاثني عشر من ولد الحسن والحسين عليهما السلام، فقال: أما الحسن بن علي عليهما السلام: فانتشر منه ستة أبطن وهم: بنو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو داود بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين، وبنو جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام ؛ فعقب الحسن بن علي عليهم السلام من هذه الستة الأبطن، لا ينقطع عقبهم أبداً. ثم عد ولد الحسين بن علي عليهم السلام، فقال: بنو محمد بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو عبدالله بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، بنو عمر بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو زيد بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو الحسين بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام، وبنو علي بن علي بن الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام ؛ فهؤلاء ستة أبطن من ولد الحسين عليهم السلام لا ينقطع عقبهم إلى انقطاع التكليف، وهم بمنزلة أسباط بني إسرائيل، وهم حجة الله على خلقه، وأمان أهل الأرض من استئصال عذابه.) ، ولكن لو تأملنا في الرواية لوجدنا عبارة(من أبناء نبيه) فأين ذهب الحسنان (ع) إذاً ؟؟ وكيفَ خَرَجَا مِن الحديث؟ بَل كَيفَ خَرجَ مِنهُ السّجادُ (ع) والبَاقِر(ع) وغَيرهُم وبِأيّ دَلِيل؟؟؟؟ إنَّ هَذا الحَديث لَه قَرائنٌ تُوضّحِه وتُفسّره, فَرسُولُ الله (ص) يَقول : إنه يأتي مِن بِعدِه اثنا عَشر خليفة ، مِنهُم الإمام عَلي (ع) ، والحَسَنَان (ع) ، فَلو أضفنَاهُم إلى العَددِ السّابق لصار العدد خمسة عشر ؟! ، فما رأي الزيدية في هذا الخبر ؟

الرد :

الكلامُ على هذا الخبر يقتضي ستة أوجه ، منها :

[ الوجه الأول : مَرتَبَتُه ]

أنَّ هذا الخبر في ميزان الزيدية ، لا يُستدلُّ به على إثباتِ عَقيدةٍ عظيمة كالإمامة ، كيف لا وهُو من روايات الآحاد ، التي اجتمعَ سوادُ الأمة على عدّم قبولها في إثبات العقائد ، هذا وإن قَلبْتَ أيّها السائل مؤلّفات الزيدية بطناً وظهراً ، لن تَجِدَ خبراً كهذا في التصريح على الإثني عشر سبطاً من أبناء الحسنين (ع) ، إلاَّ أن يكونَ مِن طُرقُ السنّة بغير لَفظ ، وسيأتي الكلامُ عليها ، فَلو كانَ له تلكَ الأهميّة ما أهملتهُ عيون العترة الزاكية المَرضيّة ، ولَما أهملَ ذِكرهُ مَن جاء قبلَ المنصور بالله (ع) ، وعلى رؤوسهم مُحدّثي طبرستان ، أصحاب الأماليّات الرائقات ، ولمَا أهملهُ وأهملَ ذكرهُ مُسند أهل الكوفة بالاتفاق أبو عبدالله محمد بن علي البطحاني (ع) في جامعه الكافي ، فمرتبتهُ مَرتبةُ الآحاد التي لا يُؤَخذُ بها في العقائد . قال السيد عبدالرحمن شايم حفظه الله عند مسألتنا له عن مرتبة هذا الحديث عند الزيدية ، فأجاب بما نصّه : ((وأمّا رتبة الحديث ، فإنّه ليسَ بمعتمَد الزيدية في إثبات الإمامة لهم ، وإنّما الأدلّة في الأحاديث الكثيرة المتواترة كحديث الثقلين وغيره )) .

[ الوجه الثاني : تَأويلُه ]

أنَّ وُرودَ مثل هذا الحديث في كُتب الزيّدية ، لا يَعني إلزامَ الزيديّة بما ألزمتوها به ، لا يعني إلزامَ الزيدية بما تفضّلتمُ بفَهِمِه منه ، إذ جاء في الأثر (( واعلَم أنَّ الله عَزّ وجل جَعَلَ خَلََفَ النبوّة مِن أبناء نَبيّه في اثني عَشَرَ سبطاً )) ، ثمَّ جاء في الأثر على لسان علي بن موسى الرضا (ع) ، فيما معناه ، واعلَم أنّ خلفَ النبوّة في ستّة أبطُنٍ من أبناء الحسن ، وفي ستّة أبطُنٍ من أبناء الحسين ، فكانَت الستّة الأبطن من عَقِب الحَسن (ع) :

1- بنو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
2- بنو عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
3- بنو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
4- بنو الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
5- بنو داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
6- بنو جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

و كانَت الستّةُ الأبطُن من عَقِب الحَسين (ع) :

1- بنو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
2- بنو عبدالله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
3- بنو عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
4- بنو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
5- بنو الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
6- بنو علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

فإذا تقرّر لك أنّه حقاً لا عَقَب للحسن والحسين (ع) إلاَّ مِن هذه الأبطن ، فتأمَّل لَفظَة : ((أنَّ الله عَزّ وجل جَعَلَ خَلََفَ النبوّة مِن أبناء نَبيّه في اثني عَشَرَ سبطاً )) ، واعلَم أنَّ المراد أنَّ خلفَ النبّوة في المستقبل الزمني البعيد ، سيكونُ في اثني عَشرَ بَطناً من أبناء الحسن والحسين ، لأنّهُم أبناء الرسول (ص) ، بمعنى سيكونُ في بني فاطمة بنت محمد رضوان الله عليها وعلى أبيها وبنيها ، وهُوَ مذهبُ الزيدية . أيضاً لو تأمّلتَ لفظة : (( مِن أبنَاء نَبيّه )) ، وقَرَنتها بلَفظَة : (( خَلَف النبوّة )) ، لتحقَّق لكَ أنَّ الرسول كانَ يعني في المُستقبلَ البعيد ، وأيضاً لَو قرنتَ ما سبَق معَ روايات جابِر بن سمرة من طُرق أهل السنة حول الإثني عشر خليفة ، وأنَّ الرّسول (ص) أخبرَ بها في سياقِ إخباراته عن الفتن والحوادث التي ستحصُلُ مِن بَعدِه ، فسيكون هذا مُرّجحاً كبيراً لِما ذهبنا إليه ، من أنَّ الرسول (ص) كانَ يُخبِرُ بأمرٍ بَعيد ، وهُو خلافة النبّوة في عقِبِ هؤلاء الإثني من أبناء الحسنين ، وهُم لَم يُولَدوا في عصر الرسول (ص) ، فكان الرّسول يُخبرُ بأمرٍ سيحصُلُ في المدى البعيد ، وفي هذا ردٌّ على السائل عندما فَسَّرَ خلفَ النبوّة في ( أبناء نبيه ) ، بأنَّ هذا يقتضي إخراج علي و الحسن والحسين (ع) ، ونحنُ نقول : بما أنَّ الكلام دلَّ على وقوعِ مضمونه في المستقبل البعيد ، فإنَّ هذا يُخرُجُ الثلاثة (ع) منِ السياق ، لِقُرب العهد منهُم بالرسول (ص) ، وخروجهم من السياق لا يعني خُروجُهم من خلف النبوّة ،كما سيأتي بيانه قريباً ، ويُعزّزُ كلامنا أنَّ الثلاثة وإن لَم يُشِرِ السياق إليهم ، أنَّه قَد أتَتَ فيهم نصوصٌ خاصّةٌ تُظهرُ إمامَتهُم ، و تفسير السيّاق بما فَسّر بهِ السائل تفسيرٌ باطل ، أعني أنّه يقتضي إخراج الحسنين وعلي من خَلَف النبّوة ، وسببُ تأولها للخبر بهذه الطّريقة ، هُو حَملُ الخبر وتطبيقهُ على العهدِ القريب ، أي من بعد موت الرّسول (ص) مُباشرَة ، وهذا أمرٌ لا يحتملهُ الأثر ولا يتماشى مَعه . أيضاً أضافَ السائل أن تفسيرَ علي الرضا (ع) بالإثني عشر ، هُم أعقابُ الحسن والحسين السابق ذكرهُم ، يُخرِجُ آباء هذه الأعقاب مِن خَلف النبوّة ، مثل زين العابدين ، والباقر ، وزيد بن علي ، والحسن بن الحسن ، وزيد بن الحسن ، فنقول : أنَّ الأثر لَم يُحدِّد أسماءً وأشخاصاً لخِلَف النبوّة ، بل جاء مُبهَماً بلفظة: (( خلف النبوة .. اثني عشر سبطاً )) ، ونحنُ عندما نقول أنَّ خلف النبوّة في عَقِبِ زين العابدين ، لا يعني هذا أنَّا نُخرجُ زين العابدين ، أو أبوهُ الحسين (ع) من خلافة النبّوة ، وكذلكَ عندما أقولُ خلفُ النبوّة في عقِبِ الحسن والحسين ، فهذا لا يَعني أن أُخرِج الحسنين من خلافة النبوّة ، وعندما أقولُ خلفُ النبوّة في عقِبِ زيد بن علي ، فهذا لا يَعني أن أُخرِج زيدَ بن علي ، وأبوه زين العابدين ، من خلافة النبوّة ، إذ أنَّ الخبَر يقتضي الإخبارُ الغيبي المُتحقّقُ أنّهُ سيكون لأبناء الرّسول (ص) اثني عشرَ سبطاً ينتشرُ من خلالهِم ذريتّه ، وهُم مَن ذَكرنا سابقاً ، وأنّهُم لا يَنقطعُ عَقِبُهُم أبداً ، ويؤيّده قوله (ص) ، به أو بما معناه : (( كل حسبٍ ونسبٌ ينقطع إلاَّ حسبي ونسبي)) ، فتكون خلافة النبّوة في أعقاب هؤلاء ، أبناء فاطمة الزهراء (ع) ، ولا يُخرِجُ هذا آباؤهم من أحقيّة الإمامة قطعاً .

مثاله : لو اجتمعَ رئيسٌ بولدَيه المنصور والمرتضى ، ومَعهُم أبناءهُما ( أحفاد الرئيس ) المهدي بن المنصور ، والقاسم بن المرتضى ، (وكانَ لكلٍّ من القاسم والمهدي ثلاثةُ أولاد ) ، فقالَ الرئيس خلف الرئاسة في ستة من أبنائي ( مع العلِم أنّ الرئيس لم تنتشر ذريتّه إلاّ مِن أبناء القاسم الثلاثة ، والمهدي الثلاثة ) ، فجاءَ أحد الفضلاء ، وقال : عَنى الرّئيس أنّها في عقب أبناء المهدي الثلاثة ، وعقب أبناء القاسم الثلاثة .

فهل في هذا ما يُوحي أنَّ آباء هؤلاء الستّة ( المهدي والقاسم ، والمرتضى والمنصور ) ، خارجونَ عن الرّئاسَة ، ليسَ لهُم نصيبٌ فيها ، قَطعاً ... لا . وهذا حالُ تلك الرواية المروية عن طريق المنصور بالله (ع) ، فالرئيس الرّسول ، والمرتضى والمنصور ، الحسن والحسين ، والمهدي والقاسم ، زين العابدين والحسن المثنى ، والمُفسّر الفاضل ، هُو علي بن موسى الرضا (ع) .

وهذا ما يحتملهُ الخَبر المرويّ عن طريق الزّيدية ، إن حَملناهُ على مَحمَلِ القوَّة في الدّلالة ، لا يتَجاوزُ هذا إلى غيرِه .

[ فَائدَة ]

الأسباطُ هُنا بل وفي كتاب الله تعالى ، جاءت تدلَّ على قبائلَ لا على أفرادٍ بأعيانهِم ، وأسباطُ بني إسرئيل ( يعقوب صلوات الله عليه ) ، هُم أبناؤهُ الإثني عشر ، وأبناؤهُم فيما بَعد ، وكلُّ فردٍ من الإثني عشر معَ أبنائه وأحفاده يُمثّلون قبيلةً من قبائل بني إسرائيل ، ويُنادَون بالسّبط الفلاني ، وفي تفسير القوم ( تفسير الحسن العسكري ) ، أنّ أصحابَ نبي الله موسى لمّا وصَلوا البَحر ، وانفلَق لهُم طوداً واحداً ، قالوا له : (( يَا نَبيّ الله نَحنُ اثنتَا عَشرة قَبيلة بَنو اثني عَشَر أبَاً )) ، ومنه : فإنّ مُقارنَة تأويل الجعفرية للإثني عشر إماماً ، بأنّ المقصود بهِم أعيانُ أئمّتهِم ، بأسباطِ بني إسرائيل ، الغير مُعيّنين بأسماء ، بل مُعينين بجماعاتٍ جماعات ، فإنّها مُقارنةٌ باطلة . بل إنّ الأثر السّابق في هذه الحالة ( عندما يكون السّبط بمعنى القبيلة ) أكثرُ دلالةً على ماذهَبَت إليه الزيدية ، من حصر الإمامة في صالحي أبناء هذه البطون الإثني عشر .

[ الوجه الثالث : مُقارنَة أسباط بني إسرائيل بأسباط بني محمد (بني فاطمة ) في الحديث ] :

وفيه تأمّل أي الفريقين من الزيدية أو الجعفرية تنطبقُ عليه المُقارنة أدناه :

ذريّة إسرائيل (ع) ******* *********** ذرية محمّد (ص)

1- فضّل الله عموم ذريّته ****** فضّل الله عموم ذريّته ( بني الحسن
وجعلَ الرّسلَ منهُم -------- والحسين ) وجعل الإمامة فيهم .

2- كانَ من عموم هذه ******* كانَ من عموم هذه الذريّة
الذريّة المُفضّلة في الأصل ----- المُفضّلة في الأصل ظالمين
ظالمين وفاسقين ، ظلموا ----- وفاسقين ، ظلموا أنفُسَهُم
أنفُسَهُم عندما لم يُقدّروا ----- عندما لم يُقدّروا حقّ تفضيل
حقّ تفضيل الله لهم . ------- الله لهم .

3- أنّ النبوّة والرّّسالة ******** أنّ الإمامة والزّعامَة كانت في
كانت في صالحي هذه الذريّة--- صالحي هذه الذريّة .

4- أنّ ذريّة يعقوب (ع) *********** وذريةّ محمّد (ص) انتشرت
انتشرت من 12 سبطاً . -------- من 12 سبطاً .
بنو بنيامين بن يعقوب ، -----------بنو الحسن بن زيد بن الحسن السبط ،
و بنو رؤبيل بن يعقوب ، -----------و بنو عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط ،
و بنو شمعون بن يعقوب، -------- و بنو إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط ،
و بنو يهوذا بن يعقوب ، --------- و بنو جعفر بن الحسن بن الحسن السبط ،
و بنو لاوي بن يعقوب ، ---------- و بنو الحسن بن الحسن بن الحسن السبط ،
و بنو ايسافر بن يعقوب ، ---- ----و بنو داود بن الحسن بن الحسن السبط ،
و بنو زوبولوت بن يعقوب ، ------- وبنو محمد بن علي بن الحسين السبط ،
و بنو دان بن يعقوب، ------------ وبنو زيد بن علي بن الحسين السبط ،
و بنو نفتالي بن يعقوب، ---------وبنو عبدالله بن علي بن الحسين السبط ،
و بنو جاد بن يعقوب ، ------------وبنو علي بن علي بن الحسين السبط ،
و بنو أشير بن يعقوب ، --------- وبنو عمر بن علي بن الحسين السبط ،
و بنو يوسف بن يعقوب . ------- وبنو الحسين بن علي بن الحسين السبط .

5- أنّ الله لم يختصّ بالنبوّة ************ أنّ الله لم يختصّ بالإمامة
والرّسالة بطناً دون بطن ، ------ بطناً دون بطن من ذرية فاطمة
من ذراري بني إسرائيل ، ------- الزهراء ، فالصّالحون منهم ،
كما خصّت الجعفرية ---------- والدّاعون إلى الله ، المُستحقّون
بطن الحسين على الحسن، ------- للإمامة ، الحسن بن الحسن ،
فأرسل الله موسى وهارون ------- و زيد بن علي بن الحسين،
وإلياس من ذرية لاوي بن ------ فيحيى بن زيد بن علي ،
يعقوب ، وأرسل يونس من ------- فمحمد بن عبدالله بن الحسن
ذرية بنيامين بن يعقوب ، -------- ابن الحسن ،فأخوه إبراهيم ،
وأرسل داود وسليمان ---------- فالحسين بن علي بن الحسن
وزكريا ويحيى من ذرية ---------- ابن الحسن بن الحسن السبط
يهوذا بن يعقوب .. إلخ . --------- وغيرهم .

6- أنّ أنبياء الله من بني *********** أنّ أئمة أهل البيت ( صُلحاء ذريّة
إسرائيل ، ابتلاهُم الله -------- الزهراء ) ، ابتلاهُم الله بأمّة جدّهم ،
بالفَضل و إبلاغ الحجّة ، ------ حمّلَهُم أمانَة الاحتراق من أجل إحياء
وابتلى أصحابهُم بوجوب --------السنن وإماتتة البِدَع وابتلى
الإذعان لهم ------------ النّاس بوجوب الإذعان لهم ،
--------------------- والائتمام بهم .

[ الوجه الرابع : مُناقشة إنصاف السائل بإلزامنا بالرقم 15 من الحديث ] :

بما أنَّ السائل عابَ على الزيدية ، متن الحديث المنصوري السابق ، واستنتجَ أنَّ العدد 12 سيصبحُ 15 بناءً عليه ، فإنّا سائلوه عن حال هذه الروايات عنده :

1- روى الكليني في الجامع الكافي ، بسنده ، إلى أبي جعفر الباقر (ع) ، أنّه قال : ((إني واثني عشر مِن وَلَدِي ، وأنْتَ يَا عَلِي ، زِرُّ الأرض ، -يعني أوتادها وجبالها- ، بِنَا أوْتَدَ الله الأرضَ أنْ تَسِيخَ بَأهلِهَا، فَإذِا ذَهَبَ الاثنَا عَشَر مِن وَلدِي سَاخَت الأرضُ بَأهلِهَا ولَم يُنظَرُوا )) [ أصول الكافي ، باب ما جاء في الإثني عشر والنص عليهم ، الحديث السابع عشر ] .

تعليق : تأمّل أخي السائل ، كَم أصبحَ عَددُ الأئمة ( 12 + 1 = 13 ) ، ( اثني عشر من ولدي + أنت يا علي = 13 ) . والحُكمُ لكِ ، وللعقول المُنصِفَة .

2- روى الكليني ، بسنده ، إلى أبي جعفر الباقر (ع) أنّه قال: قال رسول الله (ص) : (( مِن وَلَدِي اثْنا عَشَرَ نَقِيباً ، نُجَبَاء، مُحدّثون ، مُفهمّون ، آخِرُهُم القَائِمُ بالحقّ يملأهَا عَدلاَ كَما مُلئَت جُوراً )) . [ أصول الكافي ، باب ما جاء في الإثني عشر والنص عليهم ، الحديث الثامن عشر ] .

تعليق : تأمّل أخي السائل ، لفظة : ( من ولدي اثْنا عشر ) ، فأينَ الإمام علي بن أبي طالب (ع) ؟ أم أنَّ عليٌّ (ع) عندَكُم مِن أبناء الرّسول ؟ .

3- روى الكليني ، بسنده ، إلى جابر بن عبدالله الأنصاري ، قال : (( دَخلتُ على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعدَدتُ اثني عَشر )) .

تعليق : تأمّل أخي السائل ، أنّ الأوصياء اثني عشر وصيّاً من ولد فاطمَة ، فأينَ ذهبَ علي بن أبي طالب (ع) ؟ أم أنّه من أبناء فاطمة (ع) أيضاً !! .


نعم ! وبهذ القدر من هذه الأحاديث أكتفي مع وجود المزيد ، ولكنّا نعود لمِاَ كنّا وعدنَا به في الوجه الثاني من مُناقشَة أكثر ما يترتّب على حديث الإثني عشر خليفة في روايات أهل السنة والجماعة ، ثمّ مُناقشَة روايات الإثني عشر خليفة في روايات الجعفرية ، مُناقشَة غير مُخلّة ، ليس يستغني عنها الباحث النبيه .

وممّا يجدر بنا التنبيه عليه هنا أنّ الوجه الخامس والسادس مُقتبسٌ من مبحثنا (المهدوية عند الزيدية والجعفرية) ، وهو على الرابط :

http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=3351

[ الوجه الخامس : مُناقشة روايات أهل السنة في الإثني عشر خليفة] :

1- [ عن طريق جابر بن سمرة ]


أ- روى مسلمٌ في الصحيح ، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله (ص) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : (( لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، وسمعته يقول عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى ، وسمعته يقول إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم ، وسمعته يقول إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته ، وسمعته يقول أنا الفرط على الحوض ))[52] .

تعليق : تأمّل الجزئية المُتعلّقة بالإثني عشر ، تجد الرسول (ص) وكأنه يذمّ هؤلاء الإثني عشر ، حيثُ أنَّ هذا الدين لا يزالُ قائماً إلى يوم القيامَة ، أو يكونُ هُناك اثني عشر خليفة ، ففيه إيهامٌ بسقوط أمرِ الإسلام إذا كانَ هؤلاء الإثني عشر ، أيضاً هذه العبارات فيها من الإبهام الشيء الواضح الجلي ، فكيفَ يُقطَعُ أنّه أراد بها إثني عشر الجعفرية ، هذا على افتراض صحّة اللفظ الذي ذهبَت إليه الإمامية في هذا الأثر من صفة المَدح .

مُلاحظة : هذا الخبر ليسَ دلالةً كافيةً على حُجيّة أو حتى فضل هؤلاء الإثني عشر خليفة ، وليسَ فيه دلالة على الإتّباع والإقتداء .

ب- روى البخاري في الصحيح ، عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي (ص) يقول : (( يكون اثنا عشر أميراً ، فقالَ : كَلِمَةً لَم أسمعها ، فَقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش ))[53] .

تعليق : وهذا الخبر عن جابر لا يُفيدُ الحُجيّة على هؤلاء الأمراء الإثني عشر ، وانظر كيفَ يتعارضُ مع الرواية السابقة ، إذ أنّ جابر سَمِعَ كلامَ الرّسول كاملاً عندما قال فيه : ((لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش )) ، وفي هذه الرواية أصبَحَت كلمة خليفة ، أمير ! ، ولَم يَسمَع أنّهُم مِن قُريش ، وإنّما أخبرهُ والدهُ بذلك .

ملاحظة : هذه الرواية أيضاً ، لا نستطيع من خلالها أن نبني اعتقاداً مُعيّناً في هؤلاء الأمراء الإثني عشر ، إذ أنّها مبهَمَة للغاية .

ت- وروى الترمذي في السنن ، عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله (ص) : (( يكون من بعدي اثنا عشر أميرا ، قال : ثم تكلَّم بشيء لم أفهمه ، فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش ))[54] .

تعليق : انظُر قول جابر ، فسألتُ الذي يليني ، والتي قبلها ، يقولُ : فسألتُ أبي ! ، أيضاً حتّى في هذه لم يسمَع ما جاء في الرواية الأولى من أنّ الدين يبقى قائماً أو يكون اثني عشر خليفة ، أيضاً لا يفوتكُ أن تستنتج أنّ الرسول كانَ يقول بهذا الخبر في محضرٍ من الصحابة ، والدليل سؤالُ جابر مرّةً لأبيه ، ومرّةً للذي يليه ، ومعَ ذلك لَم يروِ أحدٌ من الصحابة هذا الخبر بهذه الطريقة إلاَّ جابر بن سمرة ، على عكسِ ما حصلَ يوم الغدير مع أمير المؤمنين ، فإنَّ الصّحابَة حدّثوا بما سمعوه من رسول الله في ولاية علي بن أبي طالب (ع) ، وهُنا اختفى التحديث من الصحابة الحاضرين لرسول الله مع جابر .

ملاحظة : هذا الحديث كالذي قبله ، لا يدلّ على حجيّة معينة لهؤلاء الأمراء الإثني عشر، ولا يُفيد حتّى الإتباع .

ث- وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة قال : جِئتُ أنا و أبي إلى النبي (ص) و هو يقول : (( لا يزال هذا الأمر صالحاً حتى يكون اثنا عشر أميراً ، ثم قال كلمة لم أفهمها فقلتُ لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ))[55] .

تعليق : وفي هذه الرواية ، جابرٌ يسألُ أبيه ، وليسَ الذي يليه ، أيضاً هذه الرواية تُفيدُ أنَّ رسول الله (ص) حال دخولِ جابر وأبيه ، كانَ يُحدّث جمعاً من الصحابة ، ومعَ ذلك لَم يُحدّث بهذا الخبر بهذا الوجه إلاّ جابر دونَ الصّحابة ، بل حتّى دونَ أبيه ؟! ، أيضاً هذه الرّواية تُفيدُ الذمّ لا المدح ، فظاهرهُا أنَّ هذا الأمر لا يزالُ صالحاً حتى يكون اثنا عشر خليفة ، أي أنَّ أمر الإسلام لا يزال عزيزاً إلى أن يكون اثنا عشر خليفة ، فلو قُلتُ : لا تزالُ إيرانُ قائمةً قويّة منيعة حتّى يقوم الرئيس الفلاني ! أليسَ في هذا دليلٌ أنّ عزّة وقوّة إيران تذهبُ عندما يقوم هذا الرئيس ؟ . وكذلك الحال مع الأمراء الإثني عشر الذين صوّرَتهُم لنا الرّواية .

ملاحَظة : هذا الخبر أيضاً ، لا يُفيد الحُجيّة على المُكلفين ، ولا يجوز عليه أن يبني المُكلَّف أيّ اعتقاد .

ج- وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله (ص) يقول في حُجّة الوداع : (( لا يزال هذا الدين ظاهراً على من ناواه ، لا يضره مخالف و لا مفارق، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميراً كلهم ، ثمّ خَفِيَ من قول رسول الله (ص) ، قال : و كانَ أبي أقرَب إلى راحلة رسول الله (ص) مني فقلت : يا أبتاه ما الذي خفي من قول رسول الله (ص) ؟ قال : يقول كلهم من قريش ))[56] .

تعليق : انظر هذه الرواية ، سمعها جابر في حجّة الوداع ، وليسَ عشيّة رجم ماعز ! ، وانظر كأنّه يُشير إلى وجود جمعٍ من الصّحابة عندما قال أنَّ أبيه كان الأقرب إلى راحلة النّبي (ص) ، ومعَ ذلكَ لم يُحدّث بهذا إلاّ جابر ، وعلى افتراضِ أنَ جابر سمعَ هذا الخبرَ مرّتين مرّةٌ عشيّة رجم ماعز ، ومرّةٌ في حجة الوداع ، فهل يُعقلُ أنّها ما سمعَ لفظة : كلّهم من قريش ، إلاّ عن طريق أبيه ، أو الذي يليه ؟! ، أيضاً هذا الحديث يُفيدُ المدحَ والذّم معاً ، فاعرف معنى (حتّى) وغص في أعماق اللغة العربية ، ثمّ اعرف أنّ الرسول (ص) أفصحُ مَن نطق بالضّاد ، ليس بحاجةٍ إلى أن يجعلنا نتوهُ كلّ هذا التّوهان ، في تفسير معاني كلامه بهذه العبارات .

ملاحظة : وهذه الرواية أيضاً ، لا يصحّ أن نبني عليها اعتقادٌ ، ولا يصحّ أن نجعل من هؤلاء الأمراء حججٌ على العِبادِ بموجِبها .

ح- وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة أنهُ سِمِعَ رسول الله (ص) يقول : (( يكون بعدي اثنا عشر أميراً ، ثم لا أدري ما قال بعد ذلك ، فسألتُ القوم كلهم فقالوا : قال كلهم من قريش ))[57] .

تعليق : وفي هذا الحديث يسألُ جابر القومَ كُلّهم !! ، وفي رواية سابقة سألَ أبيه ! ، وفي رواية أخرى سألَ الذي يليه ! ، وسؤالُ جابر للقوم دلالة على كثرة الحاضرين لمجلس رسول الله (ص) حينها ، ومعَ ذلك لم يُحدّث بهذا الخبر بهذه الطّريقة إلاّ جابر .

ملاحظة : وهذه الرواية أيضاً ، لا ينبغي بناءُ أدنى أصلٍ من أصول الدين على أمراءها الإثني عشر ، لما فيها من الإبهام في حالِهم .

خ – وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول : (( لا يزال هذا الأمر ماضياً حتى يقوم اثنا عشر أميراً ، ثم تكلم بكلمة خفيت علي فسألت عنها أبي ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ))[58] .

تعليق : أيضاً انظر الذمّ في الأمراء الإثني عَشر ، حيثُ أنّ أمرَ الإسلام يبقى ماضياً حتّى يقوموا ، فإن قاموا تلجلجَ الإسلام وانصدَع ، وحتماً ما هذه صِفَة أئمة الجعفرية عندَهُم .

ملاحظة : وهذه الرواية ، لا يجوزُ بناءُ اعتقادٍ مُعيّن على أمراءها الإثني عشر .

د- وروى أبو داود في السنن ، عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : (( لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم تجتمع عليه الأمة ، فسمعت كلاما من النبي (ص) لم أفهمه ، قلت لأبي ما يقول ؟ قال : كلهم من قريش ))[59] .

تعليق : انظر لفظة ( كُلّهُم تجتمع عليه الأمة ) ، انظر حالَ أئمة الجعفرية هل اجتمعَ عليهم كُلّ الأمة ، أو بل حتّى ربعها ، لا نقولُ ولاءً وحُبّا ، ولكن اعتقاداً بإمامةً ربّانيّةً وحجّيةً مُطلَقة ، بل انظر حالَ المهدي الغائب الثاني عشر هل اجتمعَت عليه الأمّة ، بل هل اجتمعَت عليه الشيعة ؟ بل هل اجتمعَ عليه مَنِ انسلخَ من الإمامية أنفسُهم من الواقفة والمحمدية ؟ ، فعند ذلك نُنبّه أنَّ الإثني عشر المقصودين هُنا غير مَن قَصدتهُ الإمامية ، فرسول الله (ص) لا ولن ينطقَ عن الهوى .

مُلاحَظة : أيضاً هذا الحديث ليسَ دليلاً على اعتقاد أي عقيدةٍ ذاتُ شأنٍ بالغ الأهمية في الدّين .

ذ- وروى أحمد في المسند ، عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله (ص) : (( لا يزال هذا الأمر مؤاتي أو مقاربا ، حتى يقوم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش ))[60] .

تعليق : وفي هذا الحديث من علّة الغموض في اللفظ ما لا يخفى ، لأنّهُ على المَحملين مأخوذ ، مَحملُ المدحِ والّذّم ، ورسولا الله (ص) مُنزّه عن مِثلِ هذا الغموض في بيان عقائدِ النّاس ، وخصوصاً إذا كان هؤلاء الإثني عشر ، هُم مَن يؤمنُ به الإمامية في أئمتهم .

ملاحظة : وهذا الحديث أيضاً ، ليسَ دليلاً على اعتقادٍ مُعيّنٍ يُوجبُ على المُكلَّف الاعتقاد بما فيه .


2- [ ما جاء عن طريق عبدالله بن مسعود ]

ر- وروى أحمد في المسند ، عن مسروق قال : كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود ، وهو يقرئنا القرآن ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول الله (ص) كم تملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله بن مسعود : ما سألني أحد منذ قدمت العراق قبلك ، ثم قال : نعم ، و لقد سألنا رسول الله (ص) فقال : (( اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل ))[61] .

تعليق : تأمّل لفظة ( كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ ) ، ثمَّ طَبّق عليه أقوالَ جابر بن سمرة السابقة ، بافتراض صفات المدح للحديث طبعاً ، ستجدُ أنَّ الإسلام يَعُزُّ بهِم ، ويظلّ مَنيعاً ، لا يضرّه من ناواهُم و لا مَن خَالفَهُم ، حتى يمضونَ فيكون الهرجُ والمرج[62] ، فنقول : ما دامَ أنَّ الإسلام يبقى عزيزاً ومنيعاً وقائماً في عهد هؤلاء الإثني عشر ، وعلى رأسهم إمام الزمان المهدي الغائب المُنتظر ، ما بالُ عُقلاء الأمّة في أعصارهِم يرونَ شرائعَ الإسلام تكادُ تندرس ، ما مِن لاحقٍ إلاَّ ويرى أنَّ زمانهُ أسوءُ الأزمنة ، تعطيلٌ للحدود ، وفشاءٌ للفساد ، وإنكارٌ لأهل البيت (ع) ، وهذا مُمتدٌ إلى زماننا هذا ، فإنّا نجدهُ أسوأ الأزمنة على الإطلاق ، ونجدُ الإسلام يعيشُ مراحلَ التقوقعُ على المشائخِ ورجالِ الدّين ، ونجدُ التسرّبات تلو التسرّبات العلمانية والاستشراقية تغزو عُقولَ القُرّاء قبل الجُهّال ، ونجدُ الفتوى في الدّين تكادُ أن تكون أسهلُ من شُربِ الماء ، من غيرِ علمٍ ولا كتابٍ ومُنير ، فنحنُ نرجو الله أن يكونَ موعدُ قيام المهدي (ع) قَد قَرُب ، محمد بن عبدالله وليسَ محمّد بن الحَسن ، لأنّ أصحابَ مُحمّد بن الحسن على ضوء الرواية التي عن ابن مسعود ورواية جابر بن سمرة ليسوا بحاجته لأنَّ الإسلام في أوقاتهم كما شَهِدَت الروايات السابقة لا يزالُ قائماً شامخاً عزيزاً ظاهراً ، وبما أنَّ المهدي الغائب حيّ موجود لم يمضِ بعَد فالإسلامُ لاشكَّ في عزةٍ وإباء !! ، فأيّ بُعدٍ يُتصوّرُ مَعَه نسبة هذه الأحاديث السنيّة إلى أشخاصِ أئمّة الجعفريّة ، ففي هذا القول تحميلٌ لروايات جابرٍ وابن مسعودٍ فوقَ طاقتها ! ، إذ كيفَ يخرجُ في آخر الزّمان ليملأ الأرض عدلاً كما مُلأت جوراً ، وينتصِرَ لمحمدٍ وآل محمدٍ ، والإسلام لا يزالُ قائماً ظاهراً منيعاً ؟! إمّا ظاهرٌ منيعٌ بدون جور في فترة وجود المهدي الغائب ، فيردّ هذا الاعتقاد كثيرٌ من الأحاديث التي روتها الأمة في خروجه في آخر رمقاتِ الإسلام ، وإمّا خافٍ مُستضعَف –أي الإسلام- فيه الجور والظّلم في فترة وجود المهدي الغائب ، فيردُّ هذا الاعتقاد روايات جابر وابن أبي جحيفة عن بكرةِ أبيها!.


3- [ عن طريق أبي جحيفة ]


ز- وروى الحاكم في المستدرك ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه قال : كنت مع عَمّي عند النبي (ص) ، فقال : (( لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي اثنا عشر خليفة ، ثم قال كلمة و خفض بها صوته فقلت لعَمّي ، وكانَ أمَامِي : ما قالَ يَاعَم ؟ قال يا بني كلهم من قريش ))[63] .

تعليق : انظر هذه الرواية طِبقَ الأصل ، عن روايات جابر بن سمرة السابقة ، اللهم أُبدِلَ اسم جابر بأبي جحيفة ، و لفظة أبي بعمّي ، أمسِك ! قال جابر في الروايات السابقة : جئتُ أنا وأبي ، وقالَ أبو جحيفة : كَنت أنا وعمي ! . قال جابر : قالَ كلمةً خَفِيَت عليّ . وقال أبو جُحيفة : قالَ كَلِمةً خَفَض بها صوته ! . قال جابر : فقلتُ لأبي! : ما قال! ؟ قال : كلهم من قريش !! . وقال أبو جحيفة : فقلت لعَمّي! ، وكانَ أمَامِي : ما قالَ! يَاعَم ؟ قال يا بني كلهم من قريش !! ، قلتُ : وعلى القارئ الحُكم .


[ خلاصة الكلام في حديث الإثني عشر المروي عن طريق أهل السنة ]

هذا ونختمُ الكلام بالخلاصة ، فنقول : أنَّ حديث الإثني عشر خليفة بالعدد لا بالاسم ، الواردِ عن طريق أهل السنة : يحتمل احتمالَين اثنين لا ثالثَ لهما :

الاحتمال الأول : أنه صحيحٌ عن رسول الله (ص) ، ونُقِلَ وفُهِمَ على غير مراد رسول الله (ص) ، فقرعَ هذا الخبر أسماع الإمامية قبلَ عصر الغيبة ، أيامَ كانّ النّص على عدد الأئمة غير مستقر فتارةً عدد الأئمة ستة ، وتارةً سبعة، وتارةً ثمانية، وتارةً أحد عشر ، فصادفَ قلباً خالياً منهُم فتمكّنَ ، فاستفادوا من هذه الروايات السُنّية العددية ، فألصقوا أسماء أئمتهم بها ، فزعموا أنَّ الأئمة اثني عشر ، ووقفوا على الثاني عشر ابن الحسن العسكري ، وِمن هُنا بدأت التصانيف واستقرَّ النصّ ، فغذّاه الكليني ومشائخ قم حتّى ترعرعَ وكوّنَوا له قاعِدةً مِن لاشيء ، ثمّ جاء الشيخ المفيد والطوسي فأحكما تربيتهُ وتحصينه ، ثمّ الطبرسي قامَ بواجبهِ تجاهه ، واليوم نجدُ التصانيف الهائلة الصغيرة والكبيرة ، وإدخال الفلسفات في العبارات ، والتلاعب بالألفاظ والعواطف لجعل المُستحيلِ معقولاً ، والغمر تلو الغِمرُ مُنجرٌّ مُنقادٌ والله المُستعان . ثمّ أنّ هذه الأخبار المروية عن أهل السنّة لو آمنّا بها فهي لا تدلّ على عقيدةٍ ذاتِ أهميّة بالغَة في الدين ، وقد تعمّدنا إيراد الملاحظات تحت التعاليق ، لربطِ الفكرة في مَن يُصحّحُ هذه الأحاديث ، ويعتمدُ عليها ويجعلها مُرجّحاً على عقيدة القوم ، فراجعها . أيضاً وَجدنا كلاماً بديعاً ناطقٌ بما أشرنا إليه، للسيد الهُمام عبدالله حميدالدين حفظه الله في كتابه ( تعليقات على الإمامة عند الإثني عشرية ) ، فقال بشأن رواية أهل السنّة والجماعة لخبر الإثني عشر ، وما يترتّبُ على مَن آمَنَ به ، فقال باختصارٍ في اللفظ :

(( أمّا حديثُ الخُلفاء اثنا عشر ، ونحوه ، فالاحتجاجُ بهِ على أمرٍ خطيرٍ كالإمامة بعيد ، وذلكَ لأمورٍ سأذكُرُها بإيجاز :

1- الحديثُ لا يُشيرُ إلى وُجوبِ طاعَتِهِم ، ولا إلى صِفَتِهِم ، ولا أنّهُم من ذريّة الحسين ، ولا إلى أنّهُم مُتعاقبون .
2- أيضاً نلمسُ مِن عبارات الحديث أنَّ المُراد ، تعيين فترةٍ زمنيّة يكونُ فيها الإسلام عزيزاً ، وأنَّ هذه الفترة حُدِّدَت لفترة اثني عشرَ خليفة، ولا يَظهرُ مِن ألفاظها أيُّ إشارَة إلى وجوبِ طاعَة هؤلاء الإثني عشر ))[64] .

الاحتمالُ الثّاني : أنهُ باطِلٌ مردود ، لضعفِ الاحتمالات الموصِلَة إلى اليقين من خلاله ، لصدور مثل هذا الخبر عن رسول الله (ص) ، فإن كانَ رسول الله (ص) ألقى هذا الخبَر على مسامع الصحابة ، إمّا عشيّة رجم ماعز ، أو في حجّة الوداع ، أو في عرفات ، ومعَ ذلك لَم يروهِ إلاَّ جابر وأبو جحيفة مع وَهْن رواية الأخير ، فإنَّ في هذا مغمزٌ فضيع، حتّى وإن كانَت الأسانيد مُتصلّة موثّقةً ، فالعقلُ يرفضها البتّة ، انظر أمير المؤمنين (ع) الأذن الواعية لكلام أخيه وابن عمه سيدّ المُرسلين (ص) ، لَم يتفوّه بخبرٍ من طُرقِ غير الإمامية بمثل هذا الخبر ، مع العلمِ أنَّ إنباءاته بما يحدثُ من الفتِن مُدوّنةٌ مزبورة فراجعها ، فلو صحَّ أنَّ الإثني عشر هؤلاء هُم أئمة الإمامية ، لما توانى في الإخبارِ به على الملأ ، كما أخبرَ رسول الله (ص) الناس بهذا في رواية جابر . أيضاً انظر إجابة ابن مسعود على السّائل عن عدد من يملكون أمر الأمة ؟ أنْ قال : ((و لقد سألنا رسول الله (ص) فقال : (( اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل )) . فيدلّك جواب ابن مسعود أنّه ما سمعَ ذلك كما سمِعهُ ابن سمرة ، وإنّما سألَ عنه الرسول ابتداءً منه ، وخصوصاً في تلك الرواية التي تُفيدُ بإخبار الرسول بهذا في حجّة الوداع ، لأن ابن مسعود كان أحد أفراد حُجّاج بيت الله في ذلك الزمان ، وأخصّ منها تلك الرواية عن جابر التي تُفيدُ أنَّ الرسول أخبرَ بهذا في عرفات ، لأنَّ ابن مسعود حتماً لن يكونَ ذلك اليوم إلاَّ بين يدي رسول الله (ص) . فأوجه القدحِ في هذه الروايات كثيرة تقلّ عند اعتقاد أنّ هذا الخبر لم يُفهَم كما أراد الرسول (ص) ، وتزدادُ عند اعتقاد أنَّ هؤلاء الإثني عشر هُم أئمة الإمامية ، وتذهبُ الزيدية إلى عَدمِ اعتمادِ هذا الخبرِ المُتهافِت في إثباتِ أصولِ الدّين ، الذي إن تنازلنا جدلاً ومراءً ألحقناهُ بالآحادِ التي لا يُعمَلُ بها في إثبات العقائد ، كيف لا والإمامة تعني حفظُ بيضة الإسلام والمُسلمين ، وتطبيق حدود الله على التمام ، والعملُ بعملِ سيّد الأنام عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة وأتم التسليم .


[ الوجه السادس : مُناقشة روايات الجعفرية في الإثني عشر خليفة] :


هذا وللإنصاف ، والإفهام ، ولتبرئة الرّاية من اتهامنا للروايات الجعفريّة الواردة عن مشائخِ قم وغيرها ، بالاختلاق والحشو ، وأيضاً لأنّهُ يترتّب على إبطال نظريّة النّص على الأئمة الإثني عشر بأسمائهم وأعدادهم ، انهيارُ عقيدة الغيبة التي هي محورُ بحثنا ، وإبطالُ شُبهَة مَن تمسّك بالاستدلال بحياة المهدي بخبر الإثني عشر السابق الذّكر في أول المسألة . فنقول روى الإمامية :

[ الجعفرية والنص والإمام الباقر (ع) ]

1- عن أبي الجارود ، قال : قلت لأبي جعفر : جعلت فداك إذا مضى عالمكم أهل البيت ، فبأي شيء يعرفون من يجيء من بعده ؟ قال : (( بالهدي و الإطراق و إقرار آل محمد له بالفضل و لا يسأل عن شيء مما بين صدفيها إلا أجاب عنه )) ([65]) .

تعليق : انظُر أبي الجارود رحمه الله ، لا يعرفُ النّص الذي رواه علي القمي عن ستةٍ وعشرين صحابياً من أكابر الصحابة ، وانظُر ردَّ الباقر عليه بالتلميحِ دونَ التّصريح ، وفي هذا الفعلِ من المعصوم من القُبحِ ما لا يخفى على العاقل ، فَلو أنّهُ قالَ بالنّص من رسول الله (ص) ، لأغناهُ ذلك . لأنَّك لَو سألتَ اليومَ جعفرياً كيف عَرفت إمامة الصادق بعد الباقر ، لسردَ لك أحاديث النّص عن رسول الله (ص) ، ولَما قالَ أنّ آل محمد تُقرّ له بالفضل ، وأنّه يُسألُ فيما بينَ صدفيها ( فيما يخصّ المُكلّف من أمور دُنياه ودينه ) فيُجيبُ عنه ، لأنَّ الزيدية هيَ مَن تقولُ هذا لا الإماميّة ، ولعلَّ هذه الرواية صحيحة عن الباقر فتكونُ دليلاُ على زيديّته ! ، ثم تَذَكّر جهل أبي الجارود بالنّص على رتبته في التشيّع ، وفي هذا دلالةٌ على أنهُ لا يوجدُ نصٌّ صريحٌ بعدد وأسماء الأئمة في تلك الآونة ، والله المُستعان.

2- عن أبي خليفة ، قال دخلت أنا وأبو عبيدة الحذاء على أبي جعفر ، فقلت : كيفَ لنَا بِصاحِبِ هذا الأمر حَتّى نَعرِف ؟ قال : (( قول الله : { الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } ، إذا رأيتَ هذا الرجل مِنَّا فَاتّبِعه ، فإنّهُ هُوَ صَاحِبُك ([66]) .

تعليق : انظُر الجهل بالنّص من أصحاب الباقر (ع) ، يُؤكّدهُ أسئلتهم المتكررة له ، عَن صاحِب الأمر ، وانظر إجابة الباقر بالتلميح والصّفة ، دونَ النّص المُسبق عن رسول الله (ص) ، وانظُر أيّها الزيدي وازدد إيماناً بعقيدة أهل البيت (ع) في الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر وأنّ هذه الآية صفةُ أئمتك الزيدية ، دونَ أئمة الجعفرية ، ولَو يسّر الله لنا ، جَمعنا أقوالَ الأئمة الإثني عشر الموافقة لمذهبِ الزيدية من كُتُبِ الجعفرية أنفسهم ، لأنّا لا ندّعي أنّهم قد حرّفوا جميع النصوص ، بل بَقيَ بصيصُ أملٍ في تصفية هذه الأقوال ، واستخراج الصحيح من السقيم ، وإن كانَ هذا الخبر رُوي عن فرات الكوفي وهو زيدي المذهب ، على عدم شهرةٍ عند الزيدية ، فالخبر الذي يسبقهُ رواه أساطين الإمامية ! ، نَعم ، وهذا الخبر يُوحي بغياب النّص بالاسم والعدد ! والله المستعان .

3- قالَ الكُميت بن زيد شاعر أهل البيت (ع) : دخلت على سيدي أبي جعفر، فقلت : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أتأذن لي في إنشادها ؟ فقال : إنها أيام البيض ، قلت : فهو فيكم خاصة ، قال : هات ، فأنشأت أقول :

أضحكني الدهر وأبكانـي والدهر ذو صرف وألوان

إلى أن قال :

متى يقوم الحق فيـكم متى يقـوم مهـديكم الثانـي ؟

قال : سريعا إن شاء الله سريعا ، ثم قال : يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين ، لأن الأئمة بعد رسول الله (ص) اثنا عشر ، الثاني عشر هو القائم ، قلت فمن هؤلاء الاثنا عشر ؟ قال : أولهم علي بن أبي طالب ، وبعده الحسن والحسين ، وبعد الحسين علي بن الحسين وأنا ، ثم بعدي هذا ، ووضع يده على كتف جعفر ، قلت : فمن بعد هذا ؟ قال : ابنه موسى ، و ذكر بقية الأئمة ([67]) .

تعليق : انظُر جهلَ الكُميت بن زيد رحمه الله وأسكنه جنان الخلد ، بالنّص على الإثني عَشر ، ولسائلٍ أن يقول كيفَ عرفَ الكُميت إمامة محمد الباقر ؟ ولمُجيبٍ أن يُجيب فيقول : بالنّص المتسلسل بالأئمة وأسماءهم إلى المهدي ، ولذلكَ تجدهُ يقول في شعرهِ ( متى يقومُ مهديكم الثاني ، ويقصد أنّ المهدي الأول رسول الله (ص) ) ، فهُو مُستدلٌّ بإمامة الباقر (ع) بالنّص . وللسائل أن يعودَ فيسأل ؟ فإن كانَ عرفَ إمامة الباقر والمهدي بالنّص ، فلماذا عاوَد السؤال فقال : ( مَن هُم الإثنا عشر ؟ ) ، تأمّل أيها القارئ بدأت روائحُ الوضعِ تفوح ! ، ومَنِ السائل ؟ إنّهُ الكُميت بن زيد شاعر أهل البيت صاحبُ المنزلة الكبيرة عند الباقر (ع) ، ومع حَجم وكِبَر هذه المنزلة فهُو جاهلٌ بالنّص على الأئمة بعد الباقر ، و مُتشيعٌ أيضاً في الباقر هكذا خبطَ عشواء ، لا بنصٍّ ولا بغيرِه ! ، والله المستعان .

4- عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن الصادق قال : (( إن أبي استودعني ما هناك ، فلمَّا حَضَرتهُ الوفاة ، قال : (( ادع لي شهوداً ، فَدعوتُ أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبدالله بن عمر ، فقال : (( اكتب : هذا ما أوصى به يعقوب بنيه : {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} ، و أوصى محمد بن علي ، إلى جعفر بن محمد ، وأمرَهُ أن يكفنه في بُرده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة ، وأن يُعمّمَه بعمامته ، وأن يرفع قبره ، ويرفعه أربع أصابع ، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه ، ثم قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله ، فقلت له : يا أبت! ما كان في هذا أن يُشهَد عليه ! ، فقال : يا بني! كرهت أن تُغلَب ، وأن يُقَال :لم يوصِ إليه ، وأردْت أن تكون لك الحجة )) ([68]) .

تعليق : كيفَ أنّ الباقر (ع) خافَ أن يُغلبَ الصادق على أمرهِ ، فيُنكرُ النّاس إمامته ، فأوصى إليه ! ، فمِن مَتى والوصية فيما بينَ الأئمة أظهرُ مِنَ النّص الظاهر المشهور ، بل لماذا يحتاج الصادق إلى وصيّة مع وجود النّص ؟ أليسَ النصّ يُغني ؟ ، فإذا عرفتَ فساد هذا الحديث ، فاعرِف أنَّ مَن وضعَ هذا الحديث وَضعهُ قبل تبلور النّص على الإثني عشر كاملاً ، وضعهُ في فترةٍ لم يَكن يُعرفُ بين الشيعة ما يُعرف بالنّص من رسول الله (ص) ، بل بالوصيّة فيما بينَ الأئمة يَعرفونَ أئمتهم ، والله المُستعان .

[ الجعفرية والنص والإمام الصادق (ع) ]

5- عن داود بن كثير قال : قلتُ لأبي عبدالله : جُعلتُ فداك وقدّمَني للموتِ قَبلَك ، إنْ كانَ كَون فإلى من ؟ قال : (( إلى ابني موسى )) ، فَكانَ ذَلِكَ الكون فَوالله مَا شَكَكْتُ في موسى طرفة عين قط ، ثمّ مَكَثَ نَحوا مِن ثلاثين سَنَة ، ثمّ أتيتُ أبا الحسن مُوسى فقلت له : جُعلتُ فِداك إن كانَ كَون فإلى مَن ؟ قال : (( فإلى علي ابني )) ([69]) .

تعليق : انظُر جهلَ داود بن كثير بالنّص ، صاحب الصادق والكاظم ، ولو تعذّرَ أحدٌ بالتقيّة ، فإنّهُ لا وجهَ ولا مكانَ لها البتّة ، ويدلّك الخبر أنّ ابن كثير من المُقرّبين لدى الصادق والكاظم ، أن قاما بإخباره بِمَن بعدهُما من الأئمة ، والغريبُ أن يكونَ شخصٌ بهذا القُرب من أئمة الهُدى والحُجج على الورى ، لا يعرفُ أمثالَ هذا النّص الإثني عشري المُسلسل بالاسم والعدد الظاهر المشهور الذي لا نستبعدُ أن يكونَ الجعفرية ألحقوه بالمتواتر فظَلموا المُتواترَ وأهانوا أمثالَ حديث الغدير ، نعم ! وفي هذا الفعل من ابن كثير والأئمة دلالة على عدم وجودِ نصٍّ في تلكم الأيام ، وأنّه لَم يتبلور ويتشكَّل بَعد في عددٍ مُعيّن ، وإنّما الوصيّة هي الأمّ والمرجع!! ، إن كانَت ثمَّة وصيّة في الأصل !! لأنَّ الجميعَ عندنا مكذوب أعلامِ الهُدى ، لا الأخبار الدّالة على الإمام بعد الإمام بالوصيّة ، ولا الدّالة عليهم بالنّص .

6- عن المفضل بن عمر قال : دَخلتُ على سيدي جعفر بن محمد ، فقلت : يا سَيدي لو عَهِدتَ إلينا فِي الخَلَف مِن بَعدِك ؟ فقال لي : (( يا مفضل ؛ الإمامُ مِن بَعدِي ابني موسى )) ([70]) .

تعليق : انظر لفظة " لَو عَهِدتَ " ، وما شابهها من الألفاظ السابقة ، تدلّكَ أنَّ النصَّ ليسَ له خانةٌ البتة عند أهل ذاك الزمان ، وإلاَّ كيفَ يسوغُ للمفضل بن عمر أن لا يَعرفَ إمامهُ بعد الصادق إلاَّ بالوصيّة ، أليسَ النّص ناطقٌ بهذا ؟ بدون حاجةٍ لكلام الصادق ؟ بل وبدونِ الحاجَة إلى العهدِ من الصادق للكاظم ، لأنَّ الأمرَ ليسَ للصادقِ يَعهدُ إلى مَن يشاء ! بل هُو أمرٌ قد زُبِرَ في عالَم الأزل ، على مُقتضى مذهب الجعفرية ، فيا للهّ ويا للنص الذي لم يشتهرِ بينَ أصحاب الأئمة المُقرّبين ، ومع ذلكَ يّدعون أنّه رواه كبار صحابة الرسول (ص) وحدّثوا به ! ، والشيعة أنفسُهم لا يعلمونَ بهذا ، والله المُستعان .

7- وعن عبدالرحمن بن الحجاج ، قال : دخلتُ على جعفر بن محمد في منزله ، وهو في بيت كذا من داره في مسجد له ، وهو يَدعُو ، وعَلى يمينِه مُوسَى بن جعفر يُؤمِّن على دُعائه ، فقلتُ له : جَعَلَنِي الله فِدَاك ، قَد عَرَفتَ انقِطَاعِي إليكَ وخِدمَتِي لَك !!! ، فَمَن ولِيُّ الأمرِ بَعدَك ؟ قال : (( يا عبدالرحمن ، إنَّ مُوسى قَد لَبِسَ الدِّرعَ فَاسْتَوت عَليه ، فقلتُ له : (( لا أحتاجُ بَعدَها إلى شَيء )) ([71]) .

تعليق : لَن يبقى بعدَ هذا الأثر ، في معرفة عدم وجود النّص بالكليّة حتّى في بيت الصادق، حتّى على مَن قطعَ عُمُرَهُ في خدمَة سيّده !! ، نعم! لَن يبقى بعدَ هذا إلاّ أن نبتغيَ سُلّما إلى السماء كي نُقنِعَ المُخالف ، بفسادِ هذه العقيدة المُسَلسَلة على لسان رسول الله (ص) ، وأنّه ليس هُناك خانةٌ للنّص بل للوصيّة وفي هذا من التصادم ما لا يخفى على أهل التشمير والتمحيص والتدقيق ، ولَو لَم يكن لكَ إلا استحضار ما جرى بين الشيعة الإمامية بعد جعفر الصادق من الاختلافِ في شخصِ الإمام ، فمنهُم مَن وقفَ على الصادق وقال أنّه المهدي المنتظر ، ومنهُم مَن قال بإمامة إسماعيل وأشارَ إليه وعهِدَ!! إليه وهُم الإسماعيلية ، منهُم مَن قالَ أنَّ الصادق عَهِدَ إلى الكاظم وهُم الجعفرية ، ولَو تأمّلتَ احتجاجات الإمامية على الإسماعيلية في إمامة الكاظم ، لوجدتَهُم يحتجونَ عليهم في ذلكَ الزّمان بالوصيّة من دونِ النّص ! وليتَ شعري لَو كان هُناكَ نصٌّ مُسبَق على الإثني عشر ، أكانَ سيحصلُ هكذا اختلاف ، كيفَ إذا عَرفتَ أنَّ مَن حاجَّ الإسماعيلية بالوصيّة لموسى اختلفوا بعدَهُم في الكاظم (ع) أهُو المهدي الغائب المُنتظر ، أم أنَّه مات وانتقلَت الإمامة بعده إلى علي الرضا (ع) ، وهكذا سلسلة من التصدّعات الرهيبة التي توحي بل تُؤكّد أنّ النص قبل عصر الغيبة لَم يكن له وجود ، وأنّه ما تشكّل إلاّ على أيدي المُتأخرين . نعم! ثمّ انظُر إلى إجابة الصادق (ع) : أنَّ الدّرعَ قد استوى على الكاظم ! ، ولَم يقل لخادمِه والمُقرّب منه في دخلاته وخرجاته واجتماعاته، قال رسول الله (ص) الأئمة من بعدي اثنا عشر تسعة من ولد الحسين ، وتاسعهم قائمهم ! . وهذا آخر تعليق سأسوقه على النصوص الجعفرية التي نسوقها ، لأنَّ في الإكثار إملال ، ولأنّا قد استحينا مِن تكرار الكلام ، ولكنّ لعلّ وعسى ، أن يملأ هذا أعيُنَ مَن يرونَ القذى في العيون ، ولا يرونَ جذوعَ النخل فيها ، والله المستعان .

8- وعن صفوان الجمال قال : سألت أباعبدالله عن صاحب هذا الأمر ، قال: (( صاحبُ هذَا الأمْر ، لا يَلهُو ولا يَلعب!! )) ، وأقبلَ أبو الحسَن وهُو صغير ، ومعه بهمة عناق مكية، ويقول لها : اسجدي لربك ، فأخَذَه أبوعبدالله وضَمّه إليه ، وقال: (( بأبي أنت وأمي من لا يلهو ولا يلعب )) ([72]) .

مُلاحظة : كان بالودّ إكمال بقية جهالات أتباع الأئمة ، بأسماء وأعداد أئمتهم ، الكاظم فالرضا فالجواد ، إلى الغائب المهدي ، وفي هذا من الإطالة ما لايخفى ، ولذا نُحيلُ القارئ إلى مصادرِ الجعفرية الحديثيّة على رأسها بحار الأنوار ، فهو سِفرٌ جامع . وهُنا ننقلُ شيئاً من جهل الإمام الشهيد السعيد أمير المؤمنين وليثُ العرين زيد بن علي عليه وعلى آبائه السلام ، مما ترويه الجعفرية ، وتدلّ على جهله بالنّص وهُوَ مَن هُو روحي له الفداء .

[ روايات عن زيد بن علي (ع) ، في عدم معرفة النّص ]

9- يروي الإمامية أنّ الباقر (ع) عند الوفاة ، دَعَا بابنه الصادق ليعهَدَ إليه عَهْداً ، فقال له أخوه زيد بن علي (ع) : لَو امْتثلتَ فِي تِمثَالِ الحَسن والحُسين ، رَجوتُ أن لا تَكونَ أتَيتَ مُنكَراً !! ، فَقالَ لَه : (( يَا أبَا الحُسين إنَّ الأمَانَات لَيسَت بِالتّمثَال ولا العُهُود بالرّسوم ، وإنّمَا هِي أمُورٌ سَابِقَة عَن حُجَجِ الله عز وجل )) . ([73])

تعليق : انظر جهلَ حليف القرآن (ع) بالنّص على الإثني عشر ، وذلكَ عندما طلبَ من أخيه الباقر (ع) : أن يتَمَثّل بِتمثَال الحسَن والحسين ، يُريدُ أن يجعلَ الإمامة والعهدَ والوصيّة فيه لا في ابنه ، كما فعل الحسن مع الحسين وهُما أخوان ، على رأي الإمامية لا على رأي الزيدية طبعاً ، لأنّ الزيدية لا تؤمن بالوصية فيما بين الأئمة خصوصاً في وجود النّص ، لأنّ في وجوده استغناءٌ عن الوصية ، وفي هذا الطلبِ من زيد بن علي (ع) جهلٌ مُركّبٌ ظاهرٌ بمدى معرفته بالنص عن رسول الله (ص) وفيه دلالةٌ على أنّه لا نصّ موجود البتّة، نعم ! ثم انظُر عدَم إيمانَ حليف القرآن (ع) بحجيّة وعِصمَة أخيه الباقر عندما جوَّز عليه المُنكَر بقوله : ((رَجوتُ أن لا تَكونَ أتَيتَ مُنكَراً )) ، وفي هذا من الفساد ما لا يخفى على كلّ جعفريّ .

10- يروي محمد بن يعقوب الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان ، قال أخبرني الأحول ، أن زيد بن علي بن الحسين (ع) بَعَثَ إليهِ وهُوَ مُستخفٍ ، قال : فَأتيتُه ، فقالَ لِي : يَا أبَا جَعفر! مَا تقولُ إذا ( إن ) طَرَقَكَ طَارقٌ مِنَّا أتَخرُجُ مَعَه ؟ فَقلتُ لَه : إنْ كَانَ أبَاكَ أو أخَاكَ خَرجْتُ مَعَه ، فَقَالَ لي : فَأنَا أُريدُ أنْ أخرُجَ أجُاهدُ هَؤلاء القَوم ، فَأخرُج مَعِي ، قُلتُ : لا مَا أفْعَل ! جُعِلتُ فِدَاك. فَقالَ لِي : أتَرغَبُ بِنَفسِك عَني ؟ فَقلتُ لَه : إنّمَا هِيَ نَفسٌ واحِدَة ، فَإنْ كَانَ لله في الأرضِ حُجّةٌ فَالمُتَخَلِّفُ عَنكَ نَاجٍ والخارجُ مَعَكَ هَالِك ، وإنْ لَم يَكن لله حُجّةٌ في الأرض فَالمُتَخلِّفُ عَنكَ والخَارِجُ مَعَكَ سَواء ، فَقَالَ لي : يا أبَا جَعفر ! كُنتُ أجْلسُ مَعَ أبي عَلَى الخوان ، فُيلقِمُنِي البِضعَةَ السّمينَة ، ويُبَرِّدُ لِي اللُّقمَة الحارّة ، شَفقةً عَليَّ ، ولَمْ يُشفِقْ عَليَّ مِن حَرِّ النّار ؟! إذْ أخْبَرَكَ بالدِّينِ ولَم يُخبِرنِي بِه ؟! فَقُلتُ له : جُعلتُ فِدَاك ، مِن شَفَقَتِهِ عَليكَ مِن حَرَّ النَارِ لَم يُخبِركْ ، خَافَ عَليكَ أنْ لا تَقبَلَهُ فَتدخُلَ النَّار ، وأخْبَرنِي أنَا ، فإنْ قَبِلتُ نَجوتُ ، وإنْ لَمْ أقبَل لَم يُبالِ إن أدْخُلِ النَّار ! ، ثمّ قُلتُ له : جُعلتُ فِدَاك أنْتُم أفْضلُ أمِ الأنْبياء ؟ قَالَ : بل الأنبياء ، قُلتُ : يَقولُ يَعقوبُ ليوسف (ع) { يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً } ، ثمَّ لَم يُخبِرهُم حَتّى كَانُوا لا يَكيدونَه ولَكِن كَتَمَهُم ذَلك ، فَكَذَا أبُوكَ ! كَتَمَكَ لأنّه خَافَ عَليكَ ، فقال : أمَا والله لَئن قُلتَ ذَلكَ ، لقَد حَدّثنِي صَاحِبُكَ بِالمدينَة : أني أُقتَلُ وأصْلَبُ بِالكُنَاسَة ، وأنَّ عِندَه صَحيفةً فَيهَا قَتلي وصَلبي . فَحَجَجْتُ فَحَدّثتُ أبَا عبد الله (ع) بِمَقالَة زَيدٍ وما قُلتُ لَه ، فَقَالَ لي ك (( أخَذتَهُ مِن بَينِ يَديِهِ ، ومِن خَلفِهِ ، وعَن يَمِينهِ وعَن شِمَالِه ، ومِن فَوقِ رَأسِه ومِن تَحتِ قَدَميه ، ولَم تَترُك لَه مَسلكاً يَسلُكُه )) ) [74] ، وعقّبَ الخوئي في معجمه عند ترجمته لزيد بن علي ، أنّ سند هذا الحديث قوي ! .

تعليق : انظر هذا الحديث كيفَ حمَلَ في طياتّه من الحقائق ما لا يَخفى على اللبيب ، انظُر الإمام زيد يطلبُ من مؤمن الطاق (الأحول ) أن يَخرُجَ مَعه ؟ ومؤمن الطاق يرفض ذلك بقوله : ((لا مَا أفْعَل ! جُعِلتُ فِدَاك )) ؟ فهَل جَهِلَ مؤمن الطاق على جلالة قدره عند الأئمة المعصومين ، وعند الشيعة الجعفرية ، أنَّ الإمام زيد إنّما خرجَ داعياً لأئمته المعصومين باسم الرّضا من آل محمد ، وليسَ لنفسه ؟ وأنَّ أئمته المعصومين راضينَ عن خروج زيد (ع) ؟ أم أنَّ مؤمن الطّاق في زمانه لم يَكن يعرفُ ما عَرفهُ الكليني والصدوق من أنَّ (( زيد لو ظفر لوفّى ))، أيضاً يدلُّكَ رفضُ مؤمن الطّاق الخروج مع زيد ، أنَّ زيد بن علي (ع) فعلاً كان يَدعو لنفسه بالإمامة دون أخيه وابن أخيه ، وهُو قولُ الزيّدية ، والثابتُ عن زيد بن علي!! ، ويدلّ على ذلك تعقيبُ الأحول بأنْ ليسَ معك حُجّة والخارج معك والقاعد عنك سواء، وهُو تلميحٌ وتصريحٌ بعدم وجود الإذن معَ زيد من الصادق (ع) بالخروج ، وإن قيل : قد يكونُ الأحولُ حينها لا يعرفُ بإذن إمام الزمان له بالخروج والدعوة لهم باسم الرضا من آل محمد ؟ ، نقول : يدلّ تشجيعُ الصادق (ع) للأحول عندما أخبرَهُ بخبرِه مع زيد ، أنّ الصادق كان مسروراً بفعل مؤمن الطاق الأحول ، وبهذا يستقيمُ ما قُلناه آنفاً ، أيضاً انظُر اعتراف زيد بجهله بالحجّة عليه في زمانه ، وأنّ أباهُ لَم يُخبرهُ بذلكَ معَ حرصِه عليه ، وانظر حليفُ القرآن ، وخرّيج بيت زين العابدين والباقر ، يجهلُ من كتابِ الله ، ما يعلمهُ مؤمن الطاق !! ، بل انظُر تعليل مؤمن الطّاق ، لعدم تعليم زين العابدين ابنه زيد مَن هُم الحُجَج ، بأن خافَ عليه ألاّ يقبلَ هذا ؟! ، ولا أرى شناعةً في القول بعد قول شيطان الطّاق هذا ، حتّى أنّ السيد الخوئي في معجمه استنكرَ هذا المقال فقال عنها ، : ((بيان ذلك : أن الأحول كانَ مِن الفضلاء المُبرزين ، وكانَ عَارِفَا بِمَقَامِ الإمامة ومَزاياها ، فَكيفَ يُمكِنُ أنْ يَنسِبَ إلى السَّجاد (ع) أنّه لَم يُخبِر زَيداً بالإمامِ بَعدَه شَفَقةً مِنهُ عليه ، وهَل يَجوزُ إخفاُء الإمَامة مَن جِهَة الشَّفَقَة النّسبية ، عَلى أنَّ زَيداً والعياذُ بالله لو كان بحيثُ لَو أخْبرَه السّجاد (ع) بالإمامِ بَعدَهُ لَم يَقْبَله ، فَهُوَ كَانَ مِنَ المُعانِدِين! ، فَكَيفَ يُمكِنُ أنْ يَكُونَ مَعَ ذَلِكَ مَورداً لِشَفَقَةِ الإمام (ع) )) ، أقول : سيدي الخوئي يبدو أنّ كلام الأحول صحيح! حيثُ أنّ الأئمة المعصومين لَم يُخبروا أبناءهم بإمامة إخوتهِم ؟ لَن أقولَ بالنص الظاهر المشهور المسَلسَل الذي لا يصحّ أن يجهله عَوامّ الشيعة فضلاً عن أبناء الأئمة!! ، ولكن أقول بالوصيّة كما تعوّدت عليه الإمامية حينها ، ووجه الصّحة في قولِ الأحول ، أنّ زيداً لَم يكن يعلمُ إمامة أخيه الباقر وابن أخيه الصادق ، وعبدالله الأفطح وعلي العريضي ومحمد بن جعفر لَم يكونوا يعرفون إمامَة أخيهم الكاظم ، وكذلك إبراهيم الجزار لم يكن يعرف إمامة أخيه علي الرّضا !! ، أمّا عن كيفية أن يكونَ زيدٌ من المُعاندين المُنكرين للإمامة الرّبانية النّصية في أهلها ، وفي نفس الوقت يكون مَورِداً لشفقة الإمام (ع) ، فكذلكَ رويتَ أيها السيّد في مُعجَمك أنّ جعفر الصادق (ع) كان يبكي شفقةً على الإمام النفس الزكية محمد بن عبدالله (ع) ، معَ أنّه مِنَ المُعاندين ، المُنكرين ، لإمامة الصادق الإمامة الرّبانيّة ، بل مِنَ المُدّعين للإمامة في ذلك الزّمان ، وذلكَ بإثباتكَ وجزمكَ عليه[75] ، والله المستعان . نعم ! نعودُ للحديث المرويّ عن الأحول ، فنقول: انّه يَدلّ على عدم وجودِ نصٍّ على الأئمة الإثني عشر ، بل أنَّ محور القضية تدور حول الوصيّة .

وبهذا القدر نكتفي في الكلام عن حديث الإثني عشر خليفة ، وتكونُ خلاصته ، معرفة أقصى ما يتحمّلهُ من طريق أهل السنة ، وعدم صحّة ثبوته عن الجعفرية من خلال إثباتِ عدمِ اشتهاره ، وتطبيقه ، في أوقات أئمتهم (ع) ، وأنّه ما تبلورَ كنصّ اثني عشريٍّ مُتسلسل إلى في عصر ما بعد الغيبَة ، وبهذا يبطلُ الاحتجاج به كدليلٍ على صحّة الغيبة للإمام المهدي (ع) .

نعم ! ، وبهذا القدر من الجواب نكتفي ، مُصلّين ومُسلّمين على سيّد الرسل أجمعين ، محمد بن عبدالله النبي الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين .


صورة

===================

[52] صحيح مسلم ح1822 .

[53] صحيح البخاري ح6796 .

[54] سنن الترمذي ح 2223 .

[55] مسند أحمد بن حنبل ح 20416 .

[56] مسند أحمد بن حنبل ح 20293 .

[57] مسند أحمد بن حنبل ح 20349 .

[58] مسند أحمد بن حنبل ح 20417 .

[59] سنن أبو داود ح 4279 .

[60] مسند أحمد بن حنبل ح 20528 .

[61] مسند أحمد بن حنبل ح 3772 .

[62] روى أحمد بن حنبل في المسند ح 20347 ، عن جابر بن سمرة قال :سمعت رسول الله (ص) أو قال : قال رسول الله(ص) : (( يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، قال : ثم رجع إلى منزله فأتته قريش فقالوا :ثم يكون ماذا ؟ قال :ثم يكون الهرج )) .

[63] مستدرك الحاكم ح 6589 .

[64] تعليقات على الإمامة عند الإثني عشرية ، ص 67

[65] - الخصال ، 218 . غيبة النعماني ، ب13ح41

[66] - تفسير فرات ، ص274 ، ضمن تفسير سورة الحج .

[67] - كفاية الأثر ، 284 .

[68] - إعلام الورى بأعلام الهدى ، 1/518

[69] - عيون أخبار الرضا م1ب4ح6

[70] - كمال الدين ، 2/334 .

[71] - الكافي للكليني ، 1/ب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى ح3

[72] - الكافي للكليني ، 1/ب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى ح15

[73] - عيون أخبار الرضا م1ب6ح1 ، كمال الدين ، 2/305

[74] الكافي للكليني ، في باب الاضطرار إلى الحجة ، ح5 ، ونقله عنه الخوئي في معجمه ( ترجم زيد بن علي ) ، وقال سنده قوي .

[75] انظر معجم رجال الخوئي ، ترجمة محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

قال الإمام الهادي إلى الحق (ع) : ((وأما الوصية فكل من قال بإمامة أمير المؤمنين ووصيته، فهو يقول بالوصية، على أن الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى علي بن أبي طالب والحسن والحسين، وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين، أولهم علي بن الحسين وآخرهم المهدي، ثم الآئمة فيما بينهما. )) .

تعليق : الإمام الهادي (ع) ، أرادَ بقوله بالوصيّة في حقّ الذريّة الفاطمية (ذريّة الحسن والحسين) ، أنّ الله أوصى إليهم بعموم بالإمامة ، بدايةً من أوّل ذَكَرٍ منهِم إلى آخِر ذَكَرٍ منهُم ، وأوّلهم علي بن الحسين ، أي أوّل بني فاطمة الداخلون في الوصايَة العامّة ، أي أوّل بني فاطمة الصّالحون للإمامة إن استوفى الشروط ، وآخرهُم المهدي محمد بن عبدالله ، القائم في آخر الزّمان ، فالإمام الهادي لا يُريد بكلامه السّابق تحديد أسماء أئمّة ، بقدر ما يُريدُ (ع) حصرَ الذريّة الفاطميّة ، بأنّها تشملُ أوّل رجلٌ من ذرية الحسن والحسين (وهو علي بن الحسين) إلى آخر رَجلٍ منهم ، وهو المهدي محمد بن عبدالله ، وهذا فدليلٌ على أنّ الهادي (ع) كان يرى أنّ علي بن الحسين أكبر من الحسن بن الحسن ، إذ لو كانَ الحسن بن الحسن هو الأكبرَ لذكرَهُ الهادي (ع) ، بدلاً من علي بن الحسين. فإن قيل : ماذا تقصدُ بقولِك ، أنّ المهدي هُو آخر رجل من بني فاطمة ، هل تُريد أنّ بني فاطمة لن يتناسلوا بعده ؟ . قلتُ : ليس هذا المُراد ، بل المُراد أنّ الوصيّة بالإمامة إلى هذه الذريّة الفاطميّة تنتهي بدعّوة المهدي ، فلا يكون بعدهُ أئمّةٌ من بني فاطمة ذريّة الحسن والحسين . وبمعنى آخرَ ، نُجمل كلامنا السّابق في أنّ الهادي حَصرَ الذريّة الفاطميّة التي تصلحُ فيها الإمامة متى اجتمعَت في قائمهم الشروط ، فذكرَ أولّهم علي بن الحسين وأنّه يستحقّ الإمامة متى ما قام ودعا ، ثمّ ذكرَ مَن يأتي بعدَه من بني الحسن والحسين جامعاً لشروط الإمامة ، وذلك واضحٌ من قوله : ((ثم الآئمة فيما بينهما)) ، ثمّ ختمَ استحقاق الدّعاة ، بداعي بني فاطمة المهدي محمد بن عبدالله صلوات الله عليه .

مثالُه :

لَو كانَ هُناكَ مَلِك ، وله من الأبناء ، الحسَن والحسين ، ووللحسن ابنٌ اسمه (الحسن) ، وللحسين ابنٌ اسمهُ (علي) ، وكان علي بن الحسين هُو أكبرُ أحفاد المَلِك ، وكانَ الملكُ يعلمُ قطعاً أنّه سيكون في آخر الزمان من ذريّته رجلٌ يحكمُ الدّنيا ، اسمه (المهدي) ، نعم ! فقال المَلِك : المُلْكَ سيكون في أخيار (أي الصّالحين) ذريّة الحسن والحسين ، ((أوّلهم علي بن الحسين وآخرُهُم المهدي)) ، أي : ((بدايةً بأكبر واحدٍ منهُم بعد الحسنين ، وهو علي بن الحسين ، وانتهاء بآخر واحدٍ منهُم ، وهُو المهدي)) .

وهذا رَحِمَك الله فليسَ إلاّ حَصرٌ للذريةّ الحسنية الحسينية ، وأنّ المَلِكَ جعلَ المُلكَ جائز لمن استحقّ من ذرية ابنيه الحسن والحسين ، بداية بعلي بن الحسين (لأنّه أكبَرُهُم) ، وانتهاءً بالمهدي.

تحياتي
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخوة الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن ما حصرناه من أئمتكم في موضوع الأخ الحسن المتوكل ( نبذة في الأنساب ... لمولانا العلامه / مجدالدين المؤيدي) وما قاله الأخ الكاظم في مشاركته كانوا كالتالي :

أئمة الزيدية من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) :
1- الإمام الحسن بن الحسن
2-الإمام المهدي لدين الله عبدالله الكامل
3-النفس الزكية محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى
4-الإمام إبراهيم بن عبدالله بن الحسن المثنى
5-الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن المثنى
6-الإمام إدريس بن عبدالله بن الحسن المثنى
7-الإمام موسى بن عبدالله بن الحسن المثنى
8-الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الشبه بن الحسن بن الحسن السبط
9-الإمام المرتضى محمد ابن الإمام الهادي إلى الحق
10-الإمام الناصر أحمد ابن الإمام الهادي إلى الحق
11-الإمام الحسن بن بدر الدين
12-الإمام يحيى بن المحسن
13-الإمام علي بن المؤيد
14-الإمام عز الدين بن الحسن
15-الإمام علي بن محمد بن أبي القاسم
16-الإمام صلاح بن علي
17-الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم
18-الإمام المهدي علي بن محمد
19-الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى
20-الإمام القاسم بن محمد
21-الإمام أحمد بن سليمان
22-الإمام المطهر بن يحيى
23-الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد بن سليمان
24-الإمام أمير الدين بن عبدالله الحوثي
25-الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة
26-الإمام الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن بن الحسن السبط
27-الإمام أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني
28-الإمام محمد بن سليمان بن داود
29-الإمام محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن
30-الإمام الحسن بن زيد بن الحسن السبط
31-الإمام محمد بن زيد بن الحسن السبط
32-الإمام الحسن بن القاسم
33-الإمام المهدي محمد بن الحسن
34-الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين
35-الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين
36-الإمام أبو الفتح الديلمي

أئمة الزيدية من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) :

1- الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين
2-الإمام يحي بن زيد بن علي بن الحسين
3-الإمام محمد بن القاسم الزيدي
4-الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي التقي بن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر
5-الإمام الحافظ محمد بن إسماعيل عشيش
6-الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبدالله بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبدالله بن محمد بن أمير المؤمنين الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة
7-الإمام الهادي شرف الدين بن محمد الحوثي الحسيني.
8-الإمام المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين عليهم السلام
9-الإمام الناصر للحق الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف

إذن هؤلاء 36 إماماً من ذرية الحسن و9 أئمة من ذرية الحسين يضاف إليهم الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام فيكون مجموع أئمة الزيدية 48 إماماً وبالتالي يكون عدد أئمتكم هو 12 4x أي مكرر الأثنى عشر أربعة مرات .

صح كلامك يا عاقل مجنون فهم اثنى عشر مكرر كلام جميل

ولكن يا إخوان ألا تلاحظون أنكم ظلمتم الإمام الحسين (عليه السلام ) بأن أخذتم من ذريته تسعة فقط وجعلتموهم أئمة وأما الحسن (عليه السلام ) فأخذتم من ذريته 36 إماماً فهلا أنصفتم الإمام الحسين (ع) وساويتم في القسمة بينه وبين أخيه ؟؟؟؟؟؟ فما رأيكم !!!!!!!!!!

من تسموا بالمهدي من أئمة الزيدية :
1-الإمام المهدي لدين الله عبدالله الكامل
2-الإمام المهدي علي بن محمد
3-المهدي أحمد بن يحيى المرتضى
4-الإمام المهدي محمد بن الحسن
5-الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبدالله بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبدالله بن محمد بن أمير المؤمنين الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة

أقول : ولا ندري ماذا تخبأ لنا الأيام من الأئمة المتسمون بالمهدي !!!!!!!!!!!!!!!

نحن عندنا مهدي واحد وأنتم عندكم كم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا يعلم ذلك إلا الله


فمن من هؤلاء هو صاحب الأمر الواجب الاتباع من كل المسلمين وكيف يعرفه المسلمون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وإذا كان اسم المهدي المنتظر محمد واسم أبيه عبدالله فهو إذن معين من قبل الله وليس من قبلكم

فهل أئمتكم معينون من قبلكم والإمام المهدي معين من قبل الله ؟!!!!!!!!!!!

وإذا كان يعين من قبلكم حسب شروطكم وجاء أكثر من شخص كلهم اسمهم محمد واسم أبيهم عبدالله وادعى كل واحد منهم أنه المهدي المنتظر وكلهم شاهر سيفه فمن تختارون من هؤلاء ليكون الإمام المهدي ؟؟؟

بانتظار ردكم

مع التحية .

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمّد ....

الأخ (جعفري) ، مع احترامي لِشخصِكم ، فثقافتُكم بحاجة إلى صَقل أكثَر ، ولَن أزيد على هذا القَول ، فتنبّه رَحِمَك الله ، وحصِّن نفسَك بالمُطالَعة والتأنّي ، فالعَجَلَة في الفهم ، أمرٌ مٌشْكِل .

جعفري كتب :
صح كلامك يا عاقل مجنون فهم اثنى عشر مكرر كلام جميل
لا أدري كيفَ فَهِمت أخي (جعفري) من كلام (عاقل مجنون) ، أنّهُ يَقصِد بالتّكرار ، أي تكرار عدد الأئمّة (4X12)!! ، فأنَا فَهِمتُ منه (أنّ الموضوع المطروح مُكرّر) ، اي أنّهُ قد طُرِحَ مُسبَقاً في منتدى حليف القرآن ، وهذا ظاهرٌ من تصريح الأخ عاقل في بداية هذا الموضوع ، بانّه يُريد أن يُكرّرَ ما كان قد نَقلَه في منتدى حليف القرآن .

http://www.imamzaid.com/vb/showthread.php?t=371

تنبّه أخي (جعفري) ، وهي نَصيحَتي لكَ بِعدم الاستعجال في الفَهم .


جعفري كتب :
ولكن يا إخوان ألا تلاحظون أنكم ظلمتم الإمام الحسين (عليه السلام ) بأن أخذتم من ذريته تسعة فقط وجعلتموهم أئمة وأما الحسن (عليه السلام ) فأخذتم من ذريته 36 إماماً فهلا أنصفتم الإمام الحسين (ع) وساويتم في القسمة بينه وبين أخيه ؟؟؟؟؟؟ فما رأيكم !!!!!!!!!!
سأتغَاضَى عن هذه السّطور ، وسأعتبرُها لَم تُكتَب ، ولكن أقول لك : لماذا أجحفتُم في حقّ أبناء الحسن ، ولم تَجعلوا منهُم أئمّة . إن قُلت : لأنّه ليسَ عليهِم نصّ . قُلنا : ونحنُ فنقول بِمَن ثبتَتَ منه الدّعوة بالإمامَة . وتفكيركُم أخي جعفري (بهذه الطّريقَة) ، تفكير محدود ، وهذه نصيحَةٌ يعلمُ الله ، وليسَت استهزاء ، ولكنّي أربأ بتفكيرِك عن هذا ، وأقسمُ عليكَ ألاّ تُضيّع أوقات الأعضاء بالرّد على أمثالِ هذا ، وأنا (حقّاً وصِدقَاً) ، لو لم أخشَ أنت تَعتبِر ردّك هذا ، ردّاً مُفحماً مُقنعاً ، لمَا رَددتُ عليه ، وأنا أعلم مُسبقاً ، أنّي لَو لَم أردّ عليك ، لاعتبرتَ هذا انتصاراً ، ولملأت الصّفحَة بالتحدّيات ، وهذا مُستَهجَن .

جعفري كتب :
أقول : ولا ندري ماذا تخبأ لنا الأيام من الأئمة المتسمون بالمهدي !!!!!!!!!!!!!!!

نحن عندنا مهدي واحد وأنتم عندكم كم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا يعلم ذلك إلا الله

فمن من هؤلاء هو صاحب الأمر الواجب الاتباع من كل المسلمين وكيف يعرفه المسلمون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


وهُنا لا أدري كيَف صَدَّرتُم قولَكم هذا ، فالأمران المُقارَن بِهما ، مُتباعِدان ، مُتفارِقان ، لم تَجتَمِع إلاّ في التّسميَة ، وكلامُكَ يصحّ لو انّ الزيدية تَعتبرُ كلّ مَن تُسمّيه (المهدي) ، هُو مَهديّ آخر الزّمان ، ولكنّ هذا ما لا تقولُ به الزيديّة ، فالأسماء في وادٍ ، وصفَةُ مهديّكُم في وادٍ آخَر . فلَو قُلتُ لَكَ أخي (جعفري) : نحنٌ عندنَا كاظمٌ واحد (موسى بن جعفر) ، وأنتم يا أهل العراق عندكُم ألف شخص اسمهُ كاظم ، فهلاّ أخبرتُمونَا مَن هُو الكاظم الواجب الإتّباع . نعم ! فَمَا الفائدَة من كلامي هذا ؟!. فأنتَ أخي في الله ، تُفارن أسماءً (مهدويّة) ، بصفاتٍ (مَهدويّة) . اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد .

جعفري كتب :
وإذا كان اسم المهدي المنتظر محمد واسم أبيه عبدالله فهو إذن معين من قبل الله وليس من قبلكم

فهل أئمتكم معينون من قبلكم والإمام المهدي معين من قبل الله ؟!!!!!!!!!!!
الإمام المهدي (محمد بن عبدالله) ، مَنصوصٌ عليه بالاسم ، ولكن لا طريقَ لِمعرفَتِه إلاّ بالدّعوة ، وبإظهار الله علاماتَهُ التي وعدَ بها ، من الاجتماع حولَه ، وسيطرتهُ على البلاد .. إلخ ، فالنّص لعلي والحسن والحسين وللمهدي ، والاخير فابتّفاق سواد المُسلمين ، والأئمّة فيمن هُم بعد الحُسين يكونون عن طريق الشّورى ، ولا يَخرج الأمر عن بني فاطمة ، وهذا هُو قولُ أمير المؤمنين في النّهج :

((وَإنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وَسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذلِكَ لِلَّهِ رِضىً، فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْنٍ أَوْبِدْعَةٍ رَدُّوهُ إِلَى مَاخَرَجَ مِنْهُ، فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى اتِّبَاعِهِ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَلاَّهُ اللهُ مَا تَوَلَّى)) . [ نهج البلاغة ك6]

تعليق : فهذا كلام أمير المؤمنين (ع) ، يَشهدُ لقولِ الزيدية ، ولا يَشهدُ لقول الجعفرية ، فالإمام يُشيرُ إلى إلى أنّ تنصيب الإمام هُو بالشّورى لا بالاختيار الإلهي الشّخصي ، وقد يُقال : فالشورى إذاً في جميع المُسلمين . ولكنّا سنقول : إنّ الإمام علي (ع) ، قد حصرَ الشورى في بطنٍ من بطون قريش ، فجعلها في بطن بني هشام ، بل زاد (ع) في التخصيص وجعلَها في بطن بني فاطمَة دون بقيّة بني هاشم ، وذلك في قوله : ((إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيشٍ غُرِسُوا فِي هذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ، لاَ تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ، وَلاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ مِنْ غَيْرِهمْ)) [ نهج البلاغة خ143] ، ومثل قول الإمام علي يقول حفيده زيد بن علي (ع) : ((الإمَامَةُ والشّورَى لا تَصلُح إلاّ فينَا)) [مجموع رسائل الإمام زيد بن علي (ع) ، ص381] . نعم ! فتنبّه لهذا رعاكَ الله تعالى .

ونزداد من أقوال الإمام المعصوم علي بن أبي طالب (ع) ، قوله :

((أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهذَا الْأَمْرِ أَقْوَاهُمْ عَلَيْهِ، وَأَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللهِ فِيهِ، فَإِنْ شَغَبَ شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ ، فَإِنْ أَبَى قُوتِلَ. وَلَعَمْرِي، لَئِنْ كَانَتِ الْإَمَامَةُ لاَ تَنْعَقِدُ (تأمّل) حَتَّى يَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ، فمَا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ، وَلكِنْ أَهْلُهَا يَحْكُمُونَ عَلَى مَنْ غَابَ عَنْهَا، ثُمَّ لَيْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَخْتَارَ.)) [ نهج البلاغة خ173] .

تعليق : وهُنا فيتكلّم الإمام (ع) ، مُعلّماً للناس أصولَ دينهِم ، وأنّ طريقَ الإمامة هي الشورى ، فيقول اعلموا أيهّا النّاس ، وتفهّموا ، وأيقِنوا ، أنّ أحقّ الناس بإلإمامة ، هو الأشجعُ والأقوى والأعلم في دين الله ، وطريقُ الاختيارِ هي الشّورى مِن قِبَل اهل الحلّ والعقد من صُلحاء الأمّة ممّن حضرَ دعوة الدّاعي من بني فاطمة ، ثم يُبيّن الإمام ما على الخارجين على مَن اتفّق صُلحاء الأمّة عليه من بني فاطمة ، فيقول : فإن شغبَ أوخرجَ أو ألّبَ على الإمام خارجٌ أو مُؤلبٌ ، استُتيبَ ، وإلاّ فإنّهُ يُقاتَل . ثمّ يُبيّن الإمام أنّ اختيار الإمام لا يشترطُ فيه حضور جميع النّاس ، بل يكفي فيه مَن حضرَ من صُلحاء المُسلمين . ثمّ لو تأمّلتَ أخي في الله قول الإمام (ع) : ((وَلَعَمْرِي، لَئِنْ كَانَتِ الْإَمَامَةُ لاَ تَنْعَقِدُ )) ، بإزاء قوله : ((أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهذَا الْأَمْرِ )) ، نعم ! لو تأمّلتَهُ جيّداً لوجدتهُ يتكلّم عن مُتقبلِ النّاس ، ولا يتكلّمُ عن نفسهِ ، لوجدتهُ يُعلّمُ النّاس لمُستقبلِهِم ، يُعلّمهم كيف يقفونَ على إمام نبي فاطمة ، وذلكَ لأنّا وجدناهُ (ع) ، يخصّ بني فاطمة بوالية دون غيرهِم ، فيقول : ((إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيشٍ غُرِسُوا فِي هذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ، لاَ تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ، وَلاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ مِنْ غَيْرِهمْ)) [ نهج البلاغة خ143 ] .

نعم ! فأيّنا يتبَع علي (ع) ؟! ، نحنُ أثبتَنا إمامتهُ ، وإمامَة ابنيه ، لمّا وَصَلنا نصٌّ صريح يقول بإمامتهِم ، ثمّ نحنُ طبّقنا مَبدأ الشّورى التي علّمَنا إياه إمامنا علي (ع) ، وحصرنَا الشورى في بطن فاطمة ، أبناء الحسن والحسين ، ثمّ نحنُ طبّقنا النّص في حقّ إمام آخر الزّمان (محمّد بن عبدالله) ، فهل اقتفَيتُم معشر الجعفريّة نهج علي (ع) . إن قُلتُم : نَعم . قُلنا : فأين الشّورى في نظريّتكم الإماميّة النّصيّة ؟! ، أم أنّ امير المؤمنين (ع) ، أخطأ ، عياذاً بالله !! . اللهمّ صل على محمّد ن وآل محمّد .

جعفري كتب :
وإذا كان يعين من قبلكم حسب شروطكم وجاء أكثر من شخص كلهم اسمهم محمد واسم أبيهم عبدالله وادعى كل واحد منهم أنه المهدي المنتظر وكلهم شاهر سيفه فمن تختارون من هؤلاء ليكون الإمام المهدي ؟؟؟
نقولٌ بإمامة كلّ واحدٍ منهُم ، متى استوفى شرائط الإمامة ، فَمن كان مَهديٌّ آخِرِ الزّمان ، ستُلاقي دعوتهُ انتصارات وفتوحات ، وتأييدات إلهيّة عظيمَة ، ولَن يَنفكّ الله إلاّ وقد أظهرَها عليه، وإن لم يكن من هؤلاء الذين قامَت معهُم الزيديّة مَن لَم تَظهر عليه علامات المهدويّة ، فخروجٌ مع أئمّة هُدىً وَدعوة . وفي كلا الحالَتين لَم نُقصّر في إجابَة داعي آل الرّسول (ص) .

==================

مُلاحظَة : المعذرّة من أخي جعفري ، ومن الإخوة الُقرّاء ، على كلامِنا في مُقدّمة الجواب ، فالظّاهر عليه غير الزّين ، ولكنّها نَصيحة لأخٍ في الله ، والله من وراء القَصد .

ملاحظة : أرجو من الأخ (جعفري) ، تأمّل الرّد كاملاً ن ففيه فائدَة ، بإذن الله .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ الكاظم المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز إن المبدأ الذي تستندون عليه في تعيين الإمام بعد الحسنين وهو الدعوة والجهاد يصطدم مع أحاديث عدة من أحاديث المصطفى .

نقل صاحب كتاب البحار في المجلد الأول الأحاديث التالية اقرأها بعناية وتأمل فيها ولا تستعجل في ردك :

1- البحار المجلد الأول ص 95

قال النبي صلى الله عليه وآله : لكل شيئ آلة وعدة وآلة المؤمن و عدته العقل ، ولكل شيئ مطية ومطية المرء العقل ، ولكل شيئ غاية وغاية العبادة العقل ، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل ، ولكل تاجر بضاعة ، وبضاعة المجتهدين العقل ، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل ، ولكل سفر فسطاط يلجئون إليه و فسطاط المسلمين العقل .

أقول : الحديث يقول لكل شيء غاية وغاية العبادة العقل ويقول تعالى في محكم التنزيل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ... ) .
إذن الغاية من الخلق هو عبادة الله وكمال العبادة لله تكون في كمال العقل

وعليه فإن الإمام هو أكمل الناس عقلاً .

2- نفس المصدر ص 95
قال أمير المؤمنين (ع) : من لم يكن أكثر ما فيه عقله كان بأكثر ما فيه قتله .

أقول : انظر ماذا يقول الإمام وتدبر فيما يقوله فكل أمر يعمله الإنسان يجب أن يكون اكثر ما فيه العقل حتى الجهاد إذا لم يكن أكثر ما فيه العقل فهو إلقاء بالتهلكة

3- نفس المصدر ص96 :
وقال عليه السلام : العقول أئمة الافكار ، والافكار أئمة القلوب ، والقلوب أئمة
الحواس ، والحواس أئمة الاعضاء .

أقول : أي فكرة إذا لم يكن إمامها وقائدها العقل فلا خير فيها وإن كانت جهاداً فتدبر ذلك

4- وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : استرشدوا العقل ترشدوا ، ولا تعصوه فتندموا .

5- وقال صلى الله عليه وآله : سيد الاعمال في الدارين العقل ، ولكل شئ دعامة ودعامة
المؤمن عقله ، فبقدر عقله تكون عبادته لربه .


أقول : انظر قول المصطفى ( استرشدوا العقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا ) وتدبر فيها

ثم قوله (ص) سيد الأعمال في الدائرين العقل

فالعاقل أخي العزيز أفضل عند الله من المجاهد في سبيله

من كل ذلك أخي العزيز يكون الإمام هو أكثر الناس عقلاً حتى يقودهم إلى طريق النجاة وليس إلى الهلاك .

فأسألك بالله انظر إلى أئمتنا بعين الحق لا التحيز وقارنهم بأئمتكم وقل من هو أكثر عقلاً فيهم

فالأكثر عقلاً هو الإمام الذي تجب طاعته لأنه الهادي إلى سبيل الفلاح

فالآن : ماذا تقول في الإمام علي بن الحسين أليس هو أعقل أهل زمانه

وماذا تقول في محمد بن علي الباقر أليس هو أعقل أهل زمانه

وماذا تقول في جعفر ابن محمد الصادق أليس هو أعقل أهل زمانه

وادرس أحوال بقية الأئمة وسترى أن العقل كله عندهم سلام الله عليهم

قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس الرؤية مع الابصار ، وقد تكذب العيون أهلها ، ولا يغش العقل من انتصحه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرّحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ......

جعفري كتَب :
الأخ الكاظم المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز إن المبدأ الذي تستندون عليه في تعيين الإمام بعد الحسنين وهو الدعوة والجهاد يصطدم مع أحاديث عدة من أحاديث المصطفى .

نقل صاحب كتاب البحار في المجلد الأول الأحاديث التالية اقرأها بعناية وتأمل فيها ولا تستعجل في ردك :

1- البحار المجلد الأول ص 95

قال النبي صلى الله عليه وآله : لكل شيئ آلة وعدة وآلة المؤمن و عدته العقل ، ولكل شيئ مطية ومطية المرء العقل ، ولكل شيئ غاية وغاية العبادة العقل ، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل ، ولكل تاجر بضاعة ، وبضاعة المجتهدين العقل ، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل ، ولكل سفر فسطاط يلجئون إليه و فسطاط المسلمين العقل .

أقول : الحديث يقول لكل شيء غاية وغاية العبادة العقل ويقول تعالى في محكم التنزيل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ... ) .
إذن الغاية من الخلق هو عبادة الله وكمال العبادة لله تكون في كمال العقل

وعليه فإن الإمام هو أكمل الناس عقلاً .

2- نفس المصدر ص 95
قال أمير المؤمنين (ع) : من لم يكن أكثر ما فيه عقله كان بأكثر ما فيه قتله .

أقول : انظر ماذا يقول الإمام وتدبر فيما يقوله فكل أمر يعمله الإنسان يجب أن يكون اكثر ما فيه العقل حتى الجهاد إذا لم يكن أكثر ما فيه العقل فهو إلقاء بالتهلكة

3- نفس المصدر ص96 :
وقال عليه السلام : العقول أئمة الافكار ، والافكار أئمة القلوب ، والقلوب أئمة
الحواس ، والحواس أئمة الاعضاء .

أقول : أي فكرة إذا لم يكن إمامها وقائدها العقل فلا خير فيها وإن كانت جهاداً فتدبر ذلك

4- وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : استرشدوا العقل ترشدوا ، ولا تعصوه فتندموا .

5- وقال صلى الله عليه وآله : سيد الاعمال في الدارين العقل ، ولكل شئ دعامة ودعامة
المؤمن عقله ، فبقدر عقله تكون عبادته لربه .


أقول : انظر قول المصطفى ( استرشدوا العقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا ) وتدبر فيها

ثم قوله (ص) سيد الأعمال في الدائرين العقل

فالعاقل أخي العزيز أفضل عند الله من المجاهد في سبيله

من كل ذلك أخي العزيز يكون الإمام هو أكثر الناس عقلاً حتى يقودهم إلى طريق النجاة وليس إلى الهلاك .

فأسألك بالله انظر إلى أئمتنا بعين الحق لا التحيز وقارنهم بأئمتكم وقل من هو أكثر عقلاً فيهم

فالأكثر عقلاً هو الإمام الذي تجب طاعته لأنه الهادي إلى سبيل الفلاح

فالآن : ماذا تقول في الإمام علي بن الحسين أليس هو أعقل أهل زمانه

وماذا تقول في محمد بن علي الباقر أليس هو أعقل أهل زمانه

وماذا تقول في جعفر ابن محمد الصادق أليس هو أعقل أهل زمانه

وادرس أحوال بقية الأئمة وسترى أن العقل كله عندهم سلام الله عليهم

قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس الرؤية مع الابصار ، وقد تكذب العيون أهلها ، ولا يغش العقل من انتصحه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* عجبي لِهذه القَفزة (180 درجَة) ، ولا كَلمَة صَريحَة لها علاقَة بالمُشاركَة القَريبَة !! .

* ولكِن أخبِرني ، هل محمّد الجواد أعقَل مِنْ جبريل ؟! ، ((تَنبّهوا لدرجَة الغُلوّ رَحِمَكم الله)).

* ثمّ أخبِرني ، هَل المهدي الغائب أعقَل مِن الإمام الخُميني ، ومِنَ السيّد حسَن نصرالله ؟! ، والاعقَلُ فهُو الأنفَع ، فهلاّ أجريتَ تصويتَا على هذا ، وأشترطُ عليكَ أن تكتُب فيه : أيّهم أعقَل (أنفَع) للأمّة في الأمس القريب ، وفي الحاضر المُعاصَر ، هل الإمام الخُميني ، والسيّد حسن نصر الله ، أم الإمام محمد بن الحسن العسكري الغائب ؟!.

* أذكُرُ هذا كلّه ، لتتَيقّنَ أخي في الله (جعفري) ، أنَّ الجعفريّة تنظُر لأئمّتها بمنظور صِبغَة قٌدسيّة صَبغتهَم بِها ، فهي مِن خلال هذه الهالة العظيمَة التي رَسَمتهَا لهُم ، تَنظُرُ إليهِم على أنّهُم أعقُلُ مَن في الأرض . والحقّ أنّ الجعفريّة غالَت فيهِم ، والغلوّ فكُلّما زاد ، زاد وَصف الرّجال بالتّعقل والعَظَمة . فأمّا نحنُ فننظر لأئمّة الجعفريّة على أنّهم مِن أعلمِهِم ، وقد يكونُ فيهِم مَن هُو أعلمُهُم ، إلاّ أنَّ أعلمَهُم قَد لا يَدعو بالإمامَة ، فيأتَي مَنْ هُوَ مِنْ أعلَمِهِم فيَدعو ، فيكونُ إماماً ، لأنّ صِفَة القدر الواجب من العِلم توفّرت فيه ، وكذلك الدّعوَة ، فيكونُ إماماً على أعلَمِهِم ، لأنّ أعلَمَهُم لَم يَدعُ ، وهَذا فقولُ الزيديّة رحِمَكَ الله .

اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد .....
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ الكاظم المحترم

قال الكاظم :
فأمّا نحنُ فننظر لأئمّة الجعفريّة على أنّهم مِن أعلمِهِم ، وقد يكونُ فيهِم مَن هُو أعلمُهُم ، إلاّ أنَّ أعلمَهُم قَد لا يَدعو بالإمامَة ، فيأتَي مَنْ هُوَ مِنْ أعلَمِهِم فيَدعو ، فيكونُ إماماً ، لأنّ صِفَة القدر الواجب من العِلم توفّرت فيه ، وكذلك الدّعوَة ، فيكونُ إماماً على أعلَمِهِم ، لأنّ أعلَمَهُم لَم يَدعُ ، وهَذا فقولُ الزيديّة رحِمَكَ الله .
أقول :
لا يا أخي أصلح لك القول إن أئمة الجعفرية هم أعلم أهل البيت بلا منازع وأت أنت بالنقيض إن استطعت .

وأما قولك أعقل من جبريل فأقول لك نعم وهذا ليس من الغلو فمن لم يعرف شأن أئمة أهل البيت يستكثر عليهم ذلك فجبريل عليه السلام كان يهز مهد الحسن والحسين فهم أفضل منه بالتأكيد وكذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام .

وأما قولك في المفاضلة بين الإمام الحجة والإمام الخميني وحسن نصر الله فلا وجه للمقارنة لأي شخص مع أئمة الهدى ولئن كنت تجهل الإمام الحجة ولا تعترف به فليس انكارك دليل عدم وجوده فأنت أخي لا تعلم من الأمور إلا ظاهرها ولم تحط إلا القليل فكيف تستطيع بقليل العلم الذي لديك أنت تنكر وجود الإمام المهدي ( عليه السلام ) ؟
وهل تستطيع أن تنكر وجود الخضر عليه السلام وهو يعيش بيننا ويتنقل من مكان لآخر .

أخي ليس كل ما يرفضه عقلك تحيله إلى دائرة العدم فقد تكون هناك أمور لا تعلمها تقلب أمور دينك رأساً على غقب فالإمام المهدي (عليه السلام) هو حقيقة قائمة ستتكشف لك إن أمد الله في عمرك وتراه وتسمع كلامه , وإن لم يكن فسترى من هم أئمة أهل البيت ساعة خروجك من الدنيا .

وأنا هنا سأعرض لك وصية الإمام موسى بن جعفر عليه السلام لهشام بن الحكم لتعلم من هم أئمة أهل البيت :

في البحار ج1ص 132- 159
وصية موسى بن جعفر عليهما السلام لهشام بن الحكم وصفته للعقل .
قال عليه السلام :
يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه ، فقال : بشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هديهم الله وأولئك هم اولوا الالباب .

يا هشام بن الحكم إن الله عزوجل أكمل للناس الحجج بالعقول ، وأفضى إليهم بالبيان ، ودلهم على ربوبيته بالادلة فقال : وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لآيات لقوم يعقلون.

يا هشام قد جعل الله عزوجل دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا فقال : وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون . وقال : حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون . وقال ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الارض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون.

يا هشام ثم وعظ أهل العقل ، ورغبهم في الآخرة ، فقال : وما الحيوة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون . وقال : وما اوتيتم من شئ فمتاع الحيوة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون .

يا هشام ثم خوف الذين لا يعقلون عذابه فقال : ثم دمرنا الآخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون.

يا هشام ثم بين أن العقل مع العلم فقال : وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون .
يا هشام ثم ذم الذين لا يعقلون فقال : وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون . وقال تعالى : إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون . وقال : ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون . ثم ذم الكثرة فقال : وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله . وقال : أكثر الناس لا يعقلون وأكثرهم لا يشعرون .

يا هشام ثم مدح القلة فقال : وقليل من عبادي الشكور . وقال : وقليل ما هم . وما آمن معه إلا قليل .

يا هشام ثم ذكر اولي الالباب بأحسن الذكر ، وحلاهم بأحسن الحلية ، فقال : يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا اولوا الالباب. يا هشام إن الله يقول : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب يعني العقل ، وقال : ولقد آتينا لقمان الحكمة .قال : الفهم والعقل .

يا هشام إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس ، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وجسرها الايمان ، و شراعها التوكل ، وقيمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكانها الصبر .

يا هشام لكل شئ دليل ، ودليل العاقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت . ولكل شئ مطية ، ومطية العاقل التواضع . وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه .

يا هشام لو كان في يدك جوزة وقال الناس : لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة ، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس : أنها جوزة ما ضرك وأنت تعلم أنها لؤلؤة .

يا هشام ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة لله ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا ، وأعقلهم أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة .
يا هشام ما من عبد إلا وملك آخذ بناصيته فلا يتواضع إلا رفعه الله ، ولا يتعاظم إلا وضعه الله .

يا هشام إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة ، وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والانبياء والائمة عليهم السلام ، وأما الباطنة فالعقول .

يا هشام إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره .

يا هشام من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان هواه على هدم عقله : من أظلم نور فكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه فكأنما أعان هواه على هدم عقله ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه .

يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك .

يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ورغب فيما عند ربه ، وكان انسه في الوحشة ، و صاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزه في غير عشيرة .

يا هشام نصب الخلق لطاعة الله ، ولا نجاة إلا بالطاعة ، والطاعة بالعلم ، والعلم بالتعلم ، والتعلم بالعقل يعتقد ، ولا علم إلا من عالم رباني ، ومعرفة العالم بالعقل .

يا هشام قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود .
يا هشام إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم .

يا هشام إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شئ من الدنيا يغنيك .

يا هشام إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ؟ وترك الدنيا من الفضل وترك الذنوب من الفرض .

يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا ، ورغبوا في الآخرة ، لانهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته .

يا هشام من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين فليتضرع إلى الله في مسألته ، بأن يكمل عقله ، فمن عقل قنع بما يكفيه ، ومن قنع بما يكفيه استغنى ، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا .

يا هشام إن الله عزوجل حكى عن قوم صالحين أنهم قالوا : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. حين علموا أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها . إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ولم يجد حقيقتها في قلبه ، ولا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقا وسره لعلانيته موافقا لان الله لا يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه وناطق عنه .

يا هشام كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : ما من شئ عبدالله به أفضل من العقل وما تم عقل امرؤ حتى يكون فيه خصال شتى : الكفر والشر منه مأمونان ، والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول ، وفضل قوله مكفوف ، ونصيبه من الدنيا القوت ، ولا يشبع من العلم دهره ، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره والتواضع أحب إليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ويستقل كثير المعروف من نفسه ويرى الناس كلهم خيرا منه ، وأنه شرهم في نفسه ، وهو تمام الامر .

يا هشام من صدق لسانه زكا عمله ، ومن حسنت نيته زيد في رزقه ، ومن حسن بره بإخوانه وأهله مد في عمره .

يا هشام لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم .يا هشام كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا .

يا هشام لا دين لمن لا مروة له ، ولا مروة لمن لا عقل له : وإن أعظم الناس قدرا الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطرا ، أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة ، فلا تبيعوها بغيرها .

يا هشام إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول ، لا يجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه ثلاث خصال ، يجيب إذا سئل وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ، ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله ، فمن لم يكن فيه شئ منهن فجلس فهو أحمق . وقال الحسن بن علي عليه السلام إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها ، قيل : يا بن رسول الله ومن أهلها ؟ قال : الذين قص الله في كتابه وذكرهم ، فقال : إنما يتذكر اولوا الالباب . قال : هم اولوا العقول . وقال علي بن الحسين عليه السلام ، مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح ، وأدب العلماء زيادة في العقل ، وطاعة ولاة العقل تمام العز ، واستتمام المال تمام المروة ، وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة ، وكف الاذى من كمال العقل ، وفيه راحة البدن عاجلا وآجلا .

يا هشام إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يعد ما لا يقدر عليه ، ولا يرجو ما يعنف برجاءه ، ولا يتقدم على ما يخاف العجز عنه . وكان أمير المؤمنين عليه السلام يوصي أصحابه يقول : اوصيكم بالخشية من الله في السر و العلانية ، والعدل في الرضاء والغضب ، والاكتساب في الفقر والغنى ، وأن تصلوا من قطعكم ، وتعفوا عمن ظلمكم وتعطفوا على من حرمكم ، وليكن نظركم عبرا ، وصمتكم فكرا ، وقولكم ذكرا ، وإياكم والبخل ، وعليكم بالسخاء ، فإنه لا يدخل الجنة بخيل ، ولا يدخل النار سخي .

يا هشام رحم الله من استحيا من الله حق الحياء : فحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وذكر الموت والبلى وعلم أن الجنة محفوفة بالمكاره ، والنار محفوفة بالشهوات .

يا هشام من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله عثرته يوم القيامة ، ومن كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة .

يا هشام إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه . يا هشام وجد في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله أن أعتى الناس على الله من ضرب غير ضاربه ، وقتل غير قاتله ، ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله . ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا .

يا هشام أفضل ما تقرب به العبد إلى الله بعد المعرفة به الصلاة ، وبر الوالدين ، وترك الحسد والعجب والفخر .

يا هشام أصلح أيامك الذي هو أمامك ، فانظر أي يوم هو ؟ وأعد له الجواب فإنك موقوف ومسؤول ، وخذ موعظتك من الدهر وأهله فإن الدهر طويلة قصيرة فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لتكون أطمع في ذلك ، واعقل عن الله ، وانظر في تصرف الدهر وأحواله فان ما هو آت من الدنيا كما ولى منها فاعتبر بها ، وقال علي بن الحسين عليه السلام : إن جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الارض ومغاربها بحرها وبرها وسهلها وجبلها عند ولي من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله كفئ الظلال ثم قال : أو لا حر يدع هذه اللماظة لاهلها ؟ يعني الدنيا ، فليس لانفسكم ثمن إلا الجنة ، فلا تبيعوها بغيرها ، فإنه من رضي من الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس .

يا هشام إن كل الناس يبصر النجوم ولكن لا يهتدي بها إلا من يعرف مجاريها ومنازلها ، وكذلك أنتم تدرسون الحكمة ولكن لا يهتدي بها منكم إلا من عمل بها .

أقول : انظر إلى علم الإمام بما لدى الأنبياء من العلوم :

يا هشام إن المسيح عليه السلام قال للحواريين : يا عبيد السوء يهولكم طول النخلة وتذكرون شوكها ومؤونة مراقيها ، وتنسون طيب ثمرها ومرافقتها كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة فيطول عليكم أمده ، وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها ، يا عبيد السوء نقوا القمح وطيبوه . وادقوا طحنه تجدوا طعمه ، ويهنئكم أكله ، كذلك فأخلصوا الايمان وأكملوه تجدوا حلاوته وينفعكم غبه . بحق أقول لكم : لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به ولم يمنعكم منه ريح نتنه كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه ، ولا يمنعكم منه سوء رغبته فيها يا عبيد الدنيا بحق أقول لكم : لا تدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبون ، فلا تنظروا بالتوبة غدا ، فان دون غد يوما وليلة ، وقضاء الله فيهما يغدو ويروح بحق أقول لكم : إن من ليس عليه دين من الناس أروح وأقل هما ممن عليه الدين وإن أحسن القضاء ، وكذلك من لم يعمل الخطيئة أروح وأقل هما ممن عمل الخطيئة وإن أخلص التوبة وأناب ، وإن صغار الذنوب ومحقراتها من مكائد إبليس يحقرها لكم ، ويصغرها في أعينكم ، فتجتمع وتكثر فتحيط بكم . بحق أقول لكم : إن الناس في الحكمة رجلان فرجل أتقنها بقوله ، وصدقها بفعله ، ورجل أتقنها بقوله ، وضيعها بسوء فعله ، فشتان بينهما ، فطوبى للعلماء بالفعل ، وويل للعلماء بالقول . يا عبيد السوء اتخذوا مساجد ربكم سجونا لاجسادكم وجباهكم ، واجعلوا قلوبكم بيوتا للتقوى ، ولا تجعلوا قلوبكم مأوى للشهوات إن أجزعكم عند البلاء لاشدكم حبا للدنيا ، وإن أصبركم على البلاء لازهدكم في الدنيا . يا عبيد السوء لا تكونوا شبيها بالحداء الخاطفة ولا بالثعالب الخادعة ، ولا بالذئاب الغادرة ، ولا بالاسد العاتية ، كما تفعل بالفراس كذلك تفعلون بالناس : فريقا تخطفون ، وفريقا تخدعون ، وفريقا تقدرون بهم . بحق أقول لكم : لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا ، وباطنه فاسدا كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم ، وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة ، لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب ، ويمسك النخالة كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم . يا عبيد الدنيا إنما مثلكم مثل السراج يضيئ للناس ويحرق نفسه . يا بني إسرائيل زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الارض الميتة بوابل المطر .

يا هشام مكتوب في الانجيل : طوبى للمتراحمين اولئك هم المرحومون يوم القيامة ، طوبى للمصلحين بين الناس اولئك هم المقربون يوم القيامة ، طوبى للمطهرة قلوبهم اولئك هم المتقون يوم القيامة ، طوبى للمتواضعين في الدنيا اولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة .

يا هشام قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه دعة حسنة ، وقلة وزر وخفة من الذنوب ، فحصنوا باب الحلم فإن بابه الصبر ، وإن الله عز وجل يبغض الضحاك من غير عجب . والمشاء إلى غير إرب . ويجب على الوالي أن يكون كالراعي لا يغفل عن رعيته ولا يتكبر عليهم ، فاستحيوا من الله في سرائركم ، كما تستحيون من الناس في علانيتكم ، واعلموا أن الكلمة من الحكمة ضالة المؤمن ، فعليكم بالعلم قبل أن يرفع ، ورفعه غيبة عالمكم بين أظهركم .

يا هشام تعلم من العلم ما جهلت ، وعلم الجاهل مما علمت ، وعظم العالم لعلمه ، ودع منازعته ، وصغر الجاهل لجهله ولا تطرده ولكن قربه وعلمه .

يا هشام إن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها . وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن لله عبادا كسرت قلوبهم خشبته ، وأسكتتهم عن النطق وإنهم لفصحاء عقلاء ، يستبقون إلى الله بالاعمال الزكية ، لا يستكثرون له الكثير ، ولا يرضون له من أنفسهم بالقليل ، يرون في أنفسهم أنهم أشرار ، وإنهم لاكياس وأبرار .

يا هشام الحياء من الايمان والايمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار .

يا هشام المتكلمون ثلاثة : فرابح ، وسالم ، وشاجب : فأما الرابح فالذاكر لله وأما السالم فالساكت ، وأما الشاجب فالذي يخوض في الباطل إن الله حرم الجنة على كل فاحش بذي قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه . وكان أبوذر رضي الله عنه يقول : يا ميتغي العلم إن هذا اللسان مفتاح خير ، ومفتاح شر ، فاختم على فيك كما تختم على ذهبك وورقك.

يا هشام بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه إذا شاهده ، و يأكله إذا غاب عنه ، إن اعطي حسده وإن ابتلى خذله ، وإن أسرع الخير ثوابا البر ، وأسرع الشر عقوبة البغي ، وإن شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه ، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ، ومن حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه .

يا هشام لا يكون الرجل مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو . يا هشام قال الله عزوجل : وعزتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وبهائي وعلوي في مكاني ، لا يؤثر عبد هواى على هواه إلا جعلت الغنى في نفسه ، وهمه في آخرته وكففت عليه ضيعته ، وضمنت السماوات والارض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر .

يا هشام الغضب مفتاح الشر ، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وإن خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا منهم إلا من كانت يدك عليه العليا فافعل . بيان : اليد العليا : المعطية أو المتعففة . يا هشام عليك بالرفق ، فإن الرفق يمن والخرق شؤم إن الرفق والبر و حسن الخلق يعمر الديار ، ويزيد في الرزق .

يا هشام قول الله : هل جزاء الاحسان إلا الاحسان جرت في المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به ، وليست المكافاة أن تصنع كما صنع حتى ترى فضلك ، فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء .

يا هشام إن مثل الدنيا مثل الحية ، مسها لين ، وفي جوفها السم القاتل ، يحذرها الرجال ذووا العقول ، ويهوي إليها الصبيان بأيديهم .

يا هشام اصبر على طاعة الله ، واصبر عن معاصي الله ، فإنما الدنيا ساعة فما مضى منها فليس تجد له سرورا ولا حزنا ، وما لم يأت منها فليس تعرفه ، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اعتبطت .

يا هشام مثل الدنيا مثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله . يا هشام إياك والكبر فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ، الكبر رداء الله فمن نازعه رداءه أكبه الله في النار على وجهه .

يا هشام ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد منه ، وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه . يا هشام تمثلت الدنيا للمسيح عليه السلام في صورة امرأة زرقاء ، فقال لها : كم تزوجت ؟ فقالت : كثيرا ، قال : فكل طلقك ؟ قالت : لا بل كلا قتلت ! قال المسيح : فويح أزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين ؟

يا هشام إن ضوء الجسد في عينه فإن كان البصر مضيئا استضاء الجسد كله ، و إن ضوء الروح العقل ، فإذا كان العبد عاقلا كان عالما بربه ، وإذا كان عالما بربه أبصر دينه ، وإن كان جاهلا بربه لم يقم له دين ، وكما لا يقوم الجسد إلا بالنفس الحية فكذلك لا يقوم الدين إلا بالنية الصادقة ، ولا تثبت النية الصادقة إلا بالعقل .

يا هشام إن الزرع ينبت في السهل ، ولا ينبت في الصفا ، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار لان الله جعل التواضع آلة العقل ، و جعل التكبر من آلة الجهل ، ألم تعلم أن من شمخ إلى السقف برأسه شجه ؟ ومن خفض رأسه استظل تحته وأكنه ؟ فكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله ، ومن تواضع لله رفعه .

يا هشام ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح الخطيئة بعد النسك ، وأقبح من ذلك العابد لله ثم يترك عبادته .

يا هشام ما قسم بين العباد أفضل من العقل ، نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وما بعث الله نبيا إلا عاقلا حتى يكون عقله أفضل من جميع جهد المجتهدين ، وما أدى العبد فريضة من فرائض الله حتى عقل عنه .

يا هشام قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنوا منه ، فإنه يلقي الحكمة ، والمؤمن قليل الكلام كثير العمل ، والمنافق كثير الكلام قليل العمل .

أقول : انظر إلى علم الإمام (ع) بما قاله الله لداود ( عليه السلام ) :

يا هشام أوحى الله إلى داود : قل لعبادي لا يجعلوا بيني وبينهم عالما مفتونا بالدنيا فيصدهم عن ذكري ، وعن طريق محبتي ومناجاتي ، اولئك قطاع الطريق من عبادي ، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة عبادتي ومناجاتي من قلوبهم .

يا هشام من تعظم في نفسه لعنته ملائكة السماء وملائكة الارض ، ومن تكبر على إخوانه واستطال عليهم فقد ضاد الله ، ومن ادعى ما ليس له فهو اعنى لغير .

يا هشام أوحى الله إلى داود : حذر وأنذر أصحابك عن حب الشهوات ، فإن المعلقة قلوبهم بشهوات الدنيا قلوبهم محجوبة عني.

يا هشام إياك والكبر على أوليائي ، والاستطالة بعلمك فيمقتك الله ، فلا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك ، وكن في الدنيا كساكن الدار ليست له ، إنما ينتظر الرحيل .

يا هشام مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة ، ومشاورة العاقل الناصح يمن وبركة ورشد وتوفيق من الله ، فإذا أشار عليك العاقل الناصح فإياك والخلاف فإن في ذلك العطب .

يا هشام إياك ومخالطة الناس والانس بهم إلا أن تجد منهم عاقلا مأمونا فأنس به واهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية ، وينبغي للعاقل إذا عمل عملا أن يستحيي من الله إذ تفرد له بالنعم أن يشارك في عمله أحدا غيره ، وإذا حزبك أمر أن لا تدري أيهما خير وأصوب فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه ، فإن كثير الثواب في مخالفة هواك ، وإياك أن تغلب الحكمة وتضعها في الجهالة .

قال هشام : فقلت له : فإن وجدت رجلا طالبا غير أن عقله لا يتسع لضبط ما القي إليه ؟ قال : فتلطف له في النصيحة ، فإن ضاق قلبه فلا تعرضن نفسك للفتنة ، واحذر رد المتكبرين ، فان العلم يدل على أن يحمل على من لا يفيق قلت : فإن لم أجد من يعقل السؤال عنها ؟ قال فاغتنم جهله عن السؤال حتى تسلم فتنة القول ، وعظيم فتنة الرد ، واعلم : أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده ، ولم يؤمن الخائفين بقدر خوفهم ولكن آمنهم بقدر كرمه وجوده ، ولم يفرح المحزونين بقدر حزنهم ولكن فرحهم بقدر رأفته ورحمته ، فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتودد إلى من يؤذيه بأولياءه ؟ فكيف بمن يؤذي فيه ؟ وما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب على من يعاديه ؟ فكيف بمن يترضاه ويختار عداوة الخلق فيه ؟ .
يا هشام من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه ، وما اوتي عبد علما فازداد للدنيا حبا إلا ازداد من الله بعدا وازداد الله عليه غضبا .

يا هشام إن العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به ، وأكثر الصواب في خلاف الهوى ، ومن طال أمله ساء عمله . يا هشام لو رأيت مسير الاجل لالهاك عن الامل .

يا هشام إياك والطمع ، وعليك باليأس مما في أيدي الناس ، وأمت الطمع من المخلوقين ، فان الطمع مفتاح الذل ، واختلاس العقل ، وإخلاق المروات ، وتدنيس العرض ، والذهاب بالعلم ، وعليك بالاعتصام بربك : والتوكل عليه ، وجاهد نفسك لتردها عن هواها ، فإنه واجب عليك كجهاد عدوك . قال هشام : فأي الاعداء أوجبهم مجاهدة ؟ قال : أقربهم إليك ، وأعداهم لك ، وأضرهم بك ، وأعظمهم لك عداوة ، وأخفاهم لك شخصا مع دنوه منك ، ومن يحرض أعدائك عليك ، وهو إبليس الموكل بوسواس القلوب ، فله فلتشد عداوتك ، ولا يكونن أصبر على مجاهدتك لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته ، فإنه أضعف منك ركنا في قوته ، وأقل منك ضررا في كثرة شره إذا أنت اعتصمت بالله ، ومن اعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم .

يا هشام من أكرمه الله بثلاث فقد لطف له : عقل يكفيه مؤونة هواه ، وعلم يكفيه مؤونة جهله ، وغنى يكفيه مخافة الفقر .

يا هشام احذر هذه الدنيا واحذر أهلها فإن الناس فيها على أربعة أصناف : رجل مترد معانق لهواه ، ومتعلم متقرئ كلما ازداد علما ازداد كبرا يستعلن بقراءته وعلمه على من هو دونه ، وعابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته ، يحب أن يعظم ويوقر ، وذو بصيرة عالم عارف بطريق الحق يحب القيام به فهو عاجز أو مغلوب ، ولا يقدر على القيام بما يعرف فهو محزون مغموم بذلك فهو أمثل أهل زمانه وأوجههم عقلا .

يا هشام اعرف العقل وجنده ، والجهل وجنده تكن من المهتدين . قال هشام فقلت : لا نعرف إلا ما عرفتنا ، فقال عليه السلام : يا هشام إن الله خلق العقل وهو أول خلق خلقه الله من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، فقال الله عزوجل : خلقتك خلقا عظيما وكرمتك على جميع خلقي . ثم خلق الجهل من البحر الاجاج الظلماني ، فقال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فلم يقبل ، فقال : استكبرت ؟ فلعنه . ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا فلما رأى الجهل ما كرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة ، وقال الجهل : يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به ، أعطني من الجند مثل ما أعطيته ، فقال تبارك وتعالى : نعم ، فإن عصيتني بعد ذلك أخرجتك وجندك من جواري ومن رحمتي فقال : قد رضيت فأعطاه الله خمسة وسبعين جندا . فكان مما أعطى العقل من الخمسة وسبعين جندا : الخير وهو وزير العقل ، الشر وهو وزير الجهل . الايمان ، الكفر . التصديق ، التكذيب . الاخلاص ، النفاق . الرجاء ، القنوط . العدل ، الجور . الرضاء ، السخط . الشكر ، الكفران. اليأس ، الطمع . التوكل ، الحرص . الرأفة ، الغلظة . العلم ، الجهل . العفة ، التهتك . الزهد ، الرغبة . الرفق ، الخرق . الرهبة ، الجرأة . التواضع ، الكبر . التؤدة ، العجلة . الحلم ، السفه . الصمت ، الحذر . الاستلام ، الاستكبار . التسليم ، التجبر . العفو ، الحقد . الرحمة ، القسوة . اليقين ، الشك . الصبر ، الجزع . الصفح ، الانتقام . الغنى ، الفقر . التفكر ، السهو . الحفظ ، النسيان . التواصل ، القطيعة . القناعة ، الشره. المواساة ، المنع . المودة ، العداوة . الوفاء ، الغدر . الطاعة ، المعصية . الخضوع ، التطاول . السلامة ، البلاء . الفهم ، الغباوة . المعرفة ، الانكار . المداراة ، المكاشفة . سلامة الغيب ، المماكرة . الكتمان ، الافشاء . البر ، العقوق . الحقيقة ، التسويف . المعروف ، المنكر . التقية ، الاذاعة . الانصاف ، الظلم . النفي ، الحسد . النظافة ، القذر . الحياء ، القحة . القصد ، الاسراف . الراحة ، التعب . السهولة ، الصعوبة . العافية ، البلوى . القوام ، المكاثرة . الحكمة ، الهوى . الوقار ، الخفة . السعادة ، الشقاء . التوبة ، الاصرار . المخافة ، التهاون . الدعاء ، الاستنكاف . النشاط ، الكسل . الفرح ، الحزن . الالفة ، الفرقة . السخاء ، البخل . الخشوع ، العجب . صدق الحديث ، النميمة . الاستغفار ، الاغترار . الكياسة ، الحمق.

يا هشام لا تجتمع هذه الخصال إلا لنبي أو وصي نبي ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، وأما سائر ذلك من المؤمنين فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود من أجناد العقل . حتى يستكمل العقل ويتخلص من جنود الجهل ، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الانبياء والاوصياء عليهم السلام وفقنا الله وإياكم لطاعته .

انتهى كلام الإمام الذي هو إمام الكلام

أقول : هل اجتمعت هذه الخصال أعني خصال الخير والشر في أئمتكم ليكونوا حجج الله على العالمين ؟ بالنسبة لنا نقول لك نعم هذه صفات أئمتنا فهل هي كذلك عند أئمتكم ؟

هذا خبر ما عندنا فما هو خبر ما عندكم

اذكر لنا كلاماً لأئمتكم مثل هذا الكلام لنرى ونقرر فكما قال أمير المؤمنين (ع) : تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الأخ / جعفري .. كتب :-
وأما قولك أعقل من جبريل فأقول لك نعم وهذا ليس من الغلو فمن لم يعرف شأن أئمة أهل البيت يستكثر عليهم ذلك فجبريل عليه السلام كان يهز مهد الحسن والحسين فهم أفضل منه بالتأكيد وكذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام .
أخي الجعفري

الحوار المنطقي العقلاني له أسس !!
فإن أنت أتيت لتلزمنا بأفكارك ، فلابد بأن تستدل على مخالفك بما صح عنده وبما ألزم به نفسه !


فحين تأتي وتقول أن الإمام محمد الجواد أعقل من جبريل سلام الله عليهما !!! فيجب عليك أن تثبت ذلك بناءً على الأسس الصحيحه !!!
لا أن تقول أن جبريل كان يهز مهد الحسن والحسين !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! :shock:

فما علاقة هز المهد بــ فلان أعقل من فلان بالله عليك !!!!

ثم بين اشرح لنا منطق إستدلالك بهز المهد ، على أن الحسنان عليهما السلام أفضل من جبريل سلام الله عليه !!؟؟؟؟




فكيف تستطيع بقليل العلم الذي لديك أنت تنكر وجود الإمام المهدي ( عليه السلام ) ؟
قل العلم أو كثر ... فلن يوصل إلى إثبات وجود ما ليس موجود


وهل تستطيع أن تنكر وجود الخضر عليه السلام وهو يعيش بيننا ويتنقل من مكان لآخر .
نعم أنكر ذلك طالما ليس عليه دليل صحيح !

ثم بالله عليك .. هل تحاول هنا في الإستناد على دعوى وجود الخضر ... في إثبات وجود محمد بن الحسن !!!!!
هل يستند بالوهم لإثبات الوهم !!!!


ثم لو افترضنا جدلاً صحة دعوى وجود الخضر ،،، فهل يصح منطقياً قياسه بـ محمد بن الحسن !!؟؟؟
وجود الخضر أو عدمه ليس له علاقه بأي من أصول الدين ... بعكس قولكم في مهديكم !
الخضر ليس حجة على أمتنا ... بعكس قولكم في مهديكم !


فتأمل بالله عليك
والسلام
صورة
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرّحمن الرّحيم

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد .....

جعفري كتب :
وأما قولك أعقل من جبريل فأقول لك نعم وهذا ليس من الغلو فمن لم يعرف شأن أئمة أهل البيت يستكثر عليهم ذلك فجبريل عليه السلام كان يهز مهد الحسن والحسين فهم أفضل منه بالتأكيد وكذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام .

وأما قولك في المفاضلة بين الإمام الحجة والإمام الخميني وحسن نصر الله فلا وجه للمقارنة لأي شخص مع أئمة الهدى ولئن كنت تجهل الإمام الحجة ولا تعترف به فليس انكارك دليل عدم وجوده فأنت أخي لا تعلم من الأمور إلا ظاهرها ولم تحط إلا القليل فكيف تستطيع بقليل العلم الذي لديك أنت تنكر وجود الإمام المهدي ( عليه السلام ) ؟
وهل تستطيع أن تنكر وجود الخضر عليه السلام وهو يعيش بيننا ويتنقل من مكان لآخر .

أخي ليس كل ما يرفضه عقلك تحيله إلى دائرة العدم فقد تكون هناك أمور لا تعلمها تقلب أمور دينك رأساً على غقب فالإمام المهدي (عليه السلام) هو حقيقة قائمة ستتكشف لك إن أمد الله في عمرك وتراه وتسمع كلامه , وإن لم يكن فسترى من هم أئمة أهل البيت ساعة خروجك من الدنيا .
كلامُكم عاطفي أخي جعفري ، فالمعلوم لكل الجعفريّة اليوم ، أن حسن نصرالله ، قامَ بما لَم يَقُم به الغائب المُنتظر ، وحقّق انتصاراً لَم يُحقّقه المنتظر الغائب ، والفقهاء والمُفسّرون ، وعلماء الاصول من الجعفريّة ، قَدّموا جهوداً أعظم من جهود الإمام الغائب ، فرَحِم الله العقول ، سيّدي الفاضل ، ثمّ إن الخِضر ليسَ حُجّة على العِباد مع اختفائه (إن ثبت) ، ولكنّ مهديّكم حجّة على العباد مع اختفائه قروناً من الزّمان!!

* وبالنّسبَة للخِطبَة التي نقلتموها ، فَكَانَ في الخاطِر مُقابلَتها بخطبَة للإمام زيد ، في مَوقِف (لَم يَقِفهُ حجج الله التّسعة) ، أعني ميدان الوَغى ، ولكنّ نَفسِي استَدركَت هذا ، ووَصفَته بالمُزايدة ، والله المُستعان ، فنقاش أصول المسائل أهم ، أليسَ كذلك ؟! .

مُلاحظَة : لَم أجد لكُم تعقيباً على ما أوردناهُ في أصل الموضوع ، عن روايات أهل السّنة والجعفريّة لخبر الإثني عشر !! .

تحيّاتي لكم أخي في الله ....
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ الكاظم المحترم

الأخوة الأعزاء في هذا المنتدى المبارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالنسبة لما ورد عن السيد مجد الدين المؤيدي في كتابه التحف شرح الزلف نقول :

إن ما ورد في النص المذكور ذكر عدة نقاط نذكرها هنا :

النقطة الأولى : قوله :
(واعلم أن الله عز وجل جعل خلف النبوة من أبناء نبيه في اثني عشر سبطاً،) .
أقول : تأمل أخي العزيز هذا المقطع من النص الذي يشير إلى أن الإمامة ( خلف النبوة ) هي جعل من الله عز وجل وهذا يصطدم مع قول الزيدية بأن الإمامة بعد الحسنين تكون بالشورى أي ليس لله دخل في الإختيار وإنما من قبل الناس فكيف يتوافق جعل الناس مع جعل الله ؟!!!!!!!!!!! أم أن الله فوض إليهم شئون الإمامة ؟

ثم لو أخذنا بمبدأ الشورى فمن اختار هذا الإمام أليس فرقة الزيدية فقط دون باقي الناس فكيف يكون حجة على الناس وهو إمام فرقة معينة مع العلم إن الله عندما يحعل إماماً يجعله للناس كافة وليس لفئة من المسلمين دون أخرى .

هذه ناحية والناحية الأخرى عندما يجعل الله للناس إماماً يكون حجة لله على العالمين كافة وطاعته واجبة كطاعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأما الإمام الزيدي فهو خاص لفرقة الزيدية فهل تجب طاعته على الناس كافة ؟
فإجابة هذا السؤال : إذا كان الإمام هو جعل من الله عز وجل فيكون الإمام حينها حجة الله على عباده أجمعين فطاعته فرض كفرض الصلاة والصيام والحج ... ومعصيته تخرج الإنسان من دائرة الإيمان إلى دائرة الشرك بالله والكفر به .
وأما إذا كان الجعل من الناس فلا يكون حجة على العباد ولا تكون طاعته فرض على الناس أجمعين ولا يكفر من لم يطيعه ولا يخرجه ذلك من رحمة الله .

وبالتالي لا يمكن أن نقول للإمام الذي يتم اختياره من قبل فئة معينة من الناس هو اختيار من الله عز وجل وأنه حجة لله على الناس كافة .

النقطة الثانية : ما جاء بخصوص المقارنة بين أسباط بني اسرائيل وذرية الحسن والحسين عليهما السلام ورد النص التالي :
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليهم السلام: إن الله عز وجل أخرج من بني إسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم اثني عشر سبطاً، ثم عد الاثني عشر من ولد إسرائيل صلوات الله عليه
أقول : دقق معي أخي القارىء في هذه الفقرة من النص العبارة تقول أخرج من بني اسرائيل اثنى عشر سبطاً أي أ ن الأسباط الأثنى عشر لم يأتوا من يعقوب مباشرة وإنما من بنيه والكاظم حين عقد المقارنة عقدها بين أبناء يعقوب واعتبرهم الأسباط بينما العبارة تقول أخرج من بني اسرائيل اثنى عشر سبطاً وكان المفروض أن تقول ( وأخرج من اسرائيل اثنى عشر سبطاً ) لأن السبط في اللغة هو ولد الولد وليس الولد المباشر .

بينما في ذرية الحسن والحسين يكون الأسباط من أبناء أبناءهم وهو لغوياً صحيح
وعليه لكي تكون المقارنة صحيحة يجب أن تعقد بين أبناء أبناء اسرائيل وبين أبناء أبناء الحسن والحسين و عليك أخي أن تصحح مقارنتك !!!!!!!!

وأنت أخي الكاظم عقدت مقارنة بين نبوة بني اسرائيل وإمامة بني الحسن والحسين ونحن نعلم أن أنبياء بني اسرائيل معينون من قبل الله وأما أئمة الزيدية ( ماعدا علي بن أبي طالب والحسن والحسين ) فهم معينون من قبلكم لا من قبل الله كما أوضحنا في النقطة السابقة فعليه تبطل المقارنة التي ذكرتموها بين بني اسرائيل وبني الحسن والحسين .

النقطة الثالثة : ورد في النص المذكور الفقرة التالية :
وهم بمنزلة أسباط بني إسرائيل، وهم حجة الله على خلقه، وأمان أهل الأرض من استئصال عذابه.)
،

أقول : أئمتكم ليسوا حجج الله على خلقه كما أوضحنا في النقطة الأولى وإلا لذكرهم الله بأسمائهم ولعينهم ولزودهم بالعلم ولكانوا أعلم أهل زمانهم ولكننا رأينا العكس فأئمة الجعفرية هم أعلم الناس على الإطلاق وبلا منازع وقد ذكرنا لكم طرفاً من علم الإمام موسى بن جعفر الذي فاق أهل زمانه بعلمه فهو لديه علم الأولين والآخرين فهل من أئمتكم من لديه علم كعلمه ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .

و فقرة ( أمان لأهل الأرض من استئصال عذابه ) تدل على أن هؤلاء الأئمة لديهم مكانة وقدسية عند الله مما يدل على أنهم معينون وهم في عالم الذر قد اصطفاهم وطهرهم وزودهم بالعلم وأيدهم من عنده فهل يفعل الله ذلك مع أناس غير معينيين يختارهم الناس وليس كل الناس وإنما فرقة من فرق المسلمين ويجعلهم حججه على العلمين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

النقطة الرابعة : نفيكم لهذا الخبر من أساسه :

قال الكاظم :
أنَّ هذا الخبر في ميزان الزيدية ، لا يُستدلُّ به على إثباتِ عَقيدةٍ عظيمة كالإمامة ، كيف لا وهُو من روايات الآحاد ، التي اجتمعَ سوادُ الأمة على عدّم قبولها في إثبات العقائد ، هذا وإن قَلبْتَ أيّها السائل مؤلّفات الزيدية بطناً وظهراً ، لن تَجِدَ خبراً كهذا في التصريح على الإثني عشر سبطاً من أبناء الحسنين (ع) ، إلاَّ أن يكونَ مِن طُرقُ السنّة بغير لَفظ ، وسيأتي الكلامُ عليها ، فَلو كانَ له تلكَ الأهميّة ما أهملتهُ عيون العترة الزاكية المَرضيّة ، ولَما أهملَ ذِكرهُ مَن جاء قبلَ المنصور بالله (ع) ، وعلى رؤوسهم مُحدّثي طبرستان ، أصحاب الأماليّات الرائقات ، ولمَا أهملهُ وأهملَ ذكرهُ مُسند أهل الكوفة بالاتفاق أبو عبدالله محمد بن علي البطحاني (ع) في جامعه الكافي ، فمرتبتهُ مَرتبةُ الآحاد التي لا يُؤَخذُ بها في العقائد . قال السيد عبدالرحمن شايم حفظه الله عند مسألتنا له عن مرتبة هذا الحديث عند الزيدية ، فأجاب بما نصّه : ((وأمّا رتبة الحديث ، فإنّه ليسَ بمعتمَد الزيدية في إثبات الإمامة لهم ، وإنّما الأدلّة في الأحاديث الكثيرة المتواترة كحديث الثقلين وغيره )) .
أقول : لقد اعترفت أخي الكاظم أن هذا الحديث ساقط عندكم وعليه فإن ما ذكر فيه فهو غير صحيح وعليه فكل ما جاء في تأويله فهو باطل حيث أنه لم يذكر الأسباط إلا في هذا الحديث حيث قلت :
هذا وإن قَلبْتَ أيّها السائل مؤلّفات الزيدية بطناً وظهراً ، لن تَجِدَ خبراً كهذا في التصريح على الإثني عشر سبطاً من أبناء الحسنين (ع)

وهذا اعتراف من قبل الزيدية بأن موضوع الأسباط واختيار الأئمة منهم هو باطل ولغو ولا فائدة منه .

لقد وصف الكاظم الإمامة فقال :
هذا الخبر في ميزان الزيدية ، لا يُستدلُّ به على إثباتِ عَقيدةٍ عظيمة كالإمامة
أقول : كيف تكون الإمامة عظيمة واختيار الإمام يكون من قبلكم فلو كانت الإمامة عظيمة لما تركها الله لكم تولونها من شئتم وتمنعونها من شئتم ( أنا أقول هذا حسب تفكيركم أما عندنا فوالله إن الإمامة هي المرتبة التالية للنبوة وهي عهد الله لا يعطيه الظالمين وما أعلمكم وأنتم بشر عاديون بمن يستحق الإمامة وأنتم تقيمون الأمور بظاهرها وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام : (ليس الرؤية مع الابصار ، وقد تكذب العيون أهلها ، ولا يغش العقل من انتصحه ) أي أن الرؤية الحقيقية رؤية العقل ، لان الحواس قد تعرض لها الغلط . فما أدراكم بأن من جعلتموه إماماً قد رضيه الله إماماً وجعله حجة له على العالمين .

وللحديث بقية لتفنيد باقي ما ورد في مشاركاتكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ......

الردّ على مُداخلَتِكُم أخي في الله (جعفري) ، سَنسرُدُه من أحد عشر وَجهاً ، بإذن الله تعالى :

الوَجه الأوّل : أنّه أُثِرَ لَنَا نصٌّ يقولُ بإمامة عليّ (ع) ، فقُلنا بإمَامَته ، ولَو لَم يَكُن عليه نصٌّ لقٌلنا بإمامَتِه استحقَاقاً وفَضلاً وجهاداً فاقَ به أقرانَه .

الوَجه الثّاني : أنّه أُثِرَ لنا نصٌّ يقول بإمامَة الحسن بن علي (ع) ، فَقُلنا بإمامَته ، ولَو لم يكُن نصّ لقُلنا بإمامتِه استحقَاقاً وفضلاً وجهاداً فاقَ به أقرانَه .

الوَجه الثّالث : أنّه أُثِرَ لنا نصٌّ يقول بإمامَة الحسين بن علي (ع) ، فَقُلنا بإمامَته ، ولَو لم يكُن نصّ لقُلنا بإمامتِه استحقَاقاً وفضلاً وجهاداً فاقَ به أقرانَه .

الوَجه الرّابع : أنّا وَجدنا من الرّسول (ص) وصيّةً عامّة في جَماعَة يُقال لهم أهل البيت ، جاء فيهِم روايات كثيرة ومشهورة ، فمنها قول الرّسول (ص) : ((إنّي تاركٌ فيكم ما إن تَمسّكتم به لَن تَضّلوا من بعدي أبداً ، كتاب الله وعترتي إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لَن يَفتَرِقَا حتّى يَردا عليّ الحوض)) ، وقوله (ص) : ((مثل أهل بيتي فيكُم كسفينة نوح مَن رِبها نجا ومَن تخلّف عنها غرقَ وهوى)) .. إلخ .

الوَجه الخَامس : أنّا بَحثَنا عن : مَنْ هُم هؤلاء الآل ، فوَجدَنا العُقول والنّقول ، تَقولُ أنّ مِن خِصالِ قُربهِم واستحقاقِهم لهذا الاسم (أهل البيت) ، أمور منها :

1- اختصاصهم بالرّسول (ص) ، بالقُرب ، فَنَظرْنَا فإذا هُوَ أمرٌ اشتركَ فيه أبناء الحسن والحسين .

2-استحقَاقِهم لإرث فَدك دونَ غيرهِم مِنَ النّاس ، فَنَظرْنَا فإذا هُوَ أمرٌ اشتركَ فيه بني الحسن والحسين .

3- دُخُولُهم في قول الله تعالى : ((قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) ، وقَرابَة الرّسول اشتركَ فيه أبناء الحسن والحسين ، وقال فيها الإمام الرّضا علي بن موسى (ع) : ((وَهَذِهِ خُصُوصِيّة لِلّنبي (ص) إلى يَومِ القِيامَة وَخُصُوصيّة للآلِ دُونَ غَيرِهِم)) .

4- تحريم الصّدقة عليهِم ، فَنَظرْنَا فإذا هُوَ أمرٌ اشتركَ فيه أبناء الحسن والحسين .

5- إيجاب الخمس لهُم ، فَنَظرْنَا فإذا هُوَ أمرٌ اشتركَ فيه أبناء الحسن والحسين .

6- إجماع المُسلمين قديماً وحديثاً ، على تَسميَة أبناء الحسن والحسين بـ (أهل البيت) .

الوَجه السّادس : أنّا وَجدنَا أُناساُ يُخصّصون أهل البيت (ع) ، فيُطلقونَ هذه اللفظة على أفرادٍ تِعدادُهُم اثنا عشرَ شخصاُ ، علي ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمّد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، ومحمد بن الحسن الغائب . فَاستَغرَبنا هذا التخصيص منهُم بلا دليل ، الأمر الذي جَعلَنا نَطلُبُ منهُم الدّليل ، فَعِندَها رَووا مِن مسانيد الجعفريّة ليسَ تَعرفُها الأمّة ، ولَم تشتَهر بين سادات بني الحسن والحسين ، فَرَدَدنا عليهِم : أنّ هذا غيرُ مُسَلَّمٍ لكُم ، فَدعواكُم كبيرَة ، ودليلكم ضعيف ، بمحدوديّة انتشاره وجهل سواد سواد المُسلمين به .

الوَجه السّابع : تأمّلنا في كتاب الله تعالى ، لكي تَطمئنّ قُلوبنا ، فَنَظرنا إلى قوله جلّ شأنُه : ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ)) [فاطر:32] ، فنَظرنا مَن هُو المَقصود بالعباد المُصطَفَين ، فوجدناهُم جماعةً يُقال لهم ((آل محمّد ، أهل بيتِه)) ، فسألَنا أصحاب التخصيص في النّصوص ، أصحاب الإثني عشر ، عَن أقوالِ أئمّتهِم في : مَن هُم هؤلاء المقصودون في الآيَة ، فقالوا هُم مُجمعين على أنّ الآيَة تخصّ جميع ولد فاطمة ، وولد فاطمة فخصلةٌ اشتركَ فيها أبناء الحسن ، والحسين ، فزادَ يَقينُنا أنّ أهل البيت ، هُم أبناء الحسن والحسين ، وننقلُ أقوال أئمّة الجعفريّة في هذا ، ونحنُ فنطلُب التركيز على الشّاهد (نعني اعتبار بني فاطمة من أهل البيت) :

[ أولاً : أقوال أئمة الجعفرية في خصوصيّة آية فاطر بأهل بيت الرسول(ص) ] :

1- روى الصّفار في بصائر الدرجات (ص44) ، بسنده :

((عن سورة بن كليب ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في هذه الآية : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا . . الآية ، قال : السابق بالخيرات الاِمام ، فهي في ولد علي وفاطمة عليهم السلام )) .

تعليق : تأمّل تأويل الباقر صلوات الله عليه للآية ، واشتمالِها بنصّه (ع) على أبناء علي وفاطمة ، وأبناء علي وفاطمة يدخلُ فيهم بنوا الحسن والحسين ، وهذا فدليلٌ على صحّة ما ذهبنا إليه من الاصطفاء العام من الله تعالى لبني فاطمة بعموم .

2- أورد المجلسي في البحار 23/218 :

((عن أبي إسحاق السبيعي قال : خرجت حاجاً فلقيت محمد بن علي فسألته عن هذه الآية : ثمأورثنا الكتاب . . الآية ؟ فقال : ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق ؟ يعني أهل الكوفة ، قال : قلت يقولون إنها لهم ، قال : فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة ؟ ! قلت : فما تقول أنت جعلت فداك ؟ فقال : هي لنا خاصة يا أباإسحاق ، أما السابق بالخيرات فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منا أهل البيت [ وأهل البيت هم ذرية فاطمة بني الحسن والحسين ] ، وأما المقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل ، وأما الظالم لنفسه ففيه ما جاءفي التائبين وهو مغفور له )) .

تعليق : وهُنا تأمّل إنكار الباقر (ع) ، لقول أهل الكوفة أنّ الآيَة لهُم ، يُريدون أنّها لجميع الأمة ، فيردّهم الباقر (ع) ، بقوله : ((هِيَ لَنا خاصّة)) ، أي هِيَ لنا يا بني فاطمة خاصّة دون بقيّة النّاس . وبني فاطمة يدخل فيهم بنوا الحسن والحسين ، فيكون هذا دليلاً على الاصطفاء العام من الله تعالى لهم جميعاً .

((عن الريان بن الصلت، قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق والخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) . فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلك الامة كلها. فقال المأمون: ما تقول، يا أبا الحسن؟ فقال الرضا (عليه السلام): لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: أراد الله العترة الطاهرة .. إلخ )) .

تعليق :وهُنا يُردّ الرضا علي بن موسى (ع) ، قولَ مَن قال أنّ العباد في الآيَة تعني جميع الأمّة ، ويُثبتُ صلوات الله عليه أنّ الآية تخصّ العترَة الطاهرة ، ولو تتبّعنا كامل الرواية المُشار إليها لوجدنا أنّه يقصد بالعترة جميع بني الحسن والحسين ، لا أنّهُ يعني أفراداً مُعيّنين منهم . [[انظُر هذه الرّواية في آخر الموضوع]] .

4- روى في الثاقب في المناقب للطوسي (ص566) :

((وعنه قال : كنتُ عندَ أبي محمّد [الحسن العسكري] عليه السلام فسألته عن قول الله تعالى : ((ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله)) ؟ فقال عليه السلام : كلهم من آل محمد عليهم السلام ... إلخ . )) .

تعليق : وآل محمّد فهم ذرية الحسن والحسين .

5- روى ثقة الجعفرية محمد بن يعقوب الكليني في أصول الكافي 1/215 :

((عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " الآية، قال: فقال: ولد فاطمة عليها السلام ... إلخ )) .

6- روى الصّفار في بصائر الدرجات (ص66) ، بسنده :

((عن عمّار الساباطى عن أبى عبد الله عليه السلام : ((ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)) قال : قال : هم آل محمد .. إلخ )) .

7- روى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل (وهو كتاب لهُ مكانتُه عند الجعفرية) ، 2/156:

((عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ، قَال : إنّي لَجَالِس عِندَهُ ، إذ جَاءَه رَجُلان مِن أهل العِراق ، فقالا : يا ابن رسول الله جئناكَ كَي تُخبِرَنَا عَن آياتٍ مِنَ القرآن . فَقَال : وَ مَا هِيَ ؟ قَالا : قول الله تعالى : ((ثمّ أورَثنا الكتاب الذين اصطَفينا)) فَقال (ع) : يَا [و] أهلَ العِراق أيش يقولون ؟ قَالا : يقولون : إنّها نَزَلَت في أمّة محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فَقال : علي بن الحسين : أمّة محمّد كلّهم إذا في الجنة ! ! قّال : فَقلتُ مِنْ بَين القَوم : يَا ابن رسول الله فِيمَن نَزَلَت ؟ فَقَال : نَزَلت و الله فِينَا أهل البَيت ثَلاث مَرّات . قُلتُ : أخبِرنَا مَنْ فِيكُم الظّالِمُ لِنَفسِه ؟ قَال : الذي استوَت حَسَنَاتُه و سَيئاتُه و هو في الجنّة ، فَقلتُ : و المُقتصد ؟ قال : العابِد لله في بيته حتى يأتيه اليَقين ، فَقلت : السّابق بالخيرَات ؟ قَال : مَنْ شَهَرَ سَيفَه وَ دَعَا إلى سَبيلِ ربّه )) .

تعليق : وزين العابدين (ع) هُنا يردّ قولَ مَن قال أنّ لفظة العباد تعني جميع الأمة دون بني فاطمة أبناء الحسن والحسين . وهذا الأثر عن زيد العابدين (ع) نطقَ بعقيدة الزيدية ، وخالفَ على الجعفرية ، فالزيدية هي مَن تشترطُ الدّعوة في الإمام ، لأنّ الخروج بالسيف يعني إشهار الدّعوة ، وقول زين العابدين هذا هو نفس قول سادات أبناء عمومته من ساداتي بني الحسن والحسين ، فهذا حفيده الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين (ت247هـ) ، يقول بنفس قول جده ، وقوله (ع) في السّابق بالخيرات : ((والسّابق بالخيرات: الشاهر سيفه، الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، )) .

8- وجاء في تفسير أبي حمزة الثمالي ، ص276 ، لجامعه عبدالرزاق حسين حرز الدين ، والذي قدّم له الشيخ العلامة محمد هادي معرفة ، والصادر في إيران ، جاء فيه رواية عن الشيخ الصدوق تُشبه رواية الحسكاني ، اللهم ان الصدوق رواها عن أبي جعفر الباقر (ع) ، فجاء في التفسير ، ما نصّه :

((249 - [ الصدوق ] حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى البجلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف الكوفي، قال حدثنا عبد الله بن يحيى، عن يعقوب بن يحيى، عن أبي حفص، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر (عليه السلام) إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له: يابن رسول الله إنا نريد أن نسألك عن مسألة فقال لهما: اسألا عما جئتما. قالا: اخبرنا عن قول الله عزوجل: ((ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرت بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير)) إلى آخر الآيتين. قال: نزلت فينا أهل البيت. قال أبو حمزة فقلت: بأبي أنت وامي فمن الظالم لنفسه ؟ قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه. فقلت: من المقتصد منكم ؟ قال: العابد لله ربه في الحالين حتى يأتيه اليقين. فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات ؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، ولم يكن للمضلين عضدا. ولا للخائنين خصيما، ولم يرض بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا)) .

تعليق : وهُنا يُقال بقولنا السّابق ، ويُضاف أنّ قول الباقر (ع) نطق بعقدية الزيدية في اشتراط وجود النّاصر للقيام والدعوة وسلّ السيف .

9- روى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل (وهو كتاب لهُ مكانتُه عند الجعفرية) ، 2/157:

((عن أبي خالد ، عن زيد بن علي في قوله تعالى : ثم أورثنا الكتاب و ساق الآية إلى آخرها و قال : الظالم لنفسه المختلط منا بالناس و المقتصد العابد و السابق الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربه )) .

تعليق : وهذا قول الزيدية بعينه .

[ ثانياً : أقوال مُفسّري وفقهاء الجعفرية في خصوصيّة آية فاطر بأهل بيت الرسول(ص) ] :

10- تفسير السيد محمد حسين الطباطبائي الجعفري لقول الله تعالى (( ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطَفينا من عبادنا فمنهُم ظالمٌ لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابقٌ بالخيرات )) ، مع العلم أنّ هذا السيّد قد نطق بعقيدة الزيدية في الآية تماماً ، فتأمّل تفسيره الأمثل :

ملاحظة : ما بين الـ [ ] ، هُو زيادةٌ منّي للتوضيح ، [ ما كان باللون الأحمر فهو منّي ] والبقيّة من كلام السيّد.

(( وقيل وهو المأثور [ تأمّل] عن الصادقين ( عليهم السلام ) ، في روايات كثيرة مُستفيضة [تأمّل] ، أنّ المُراد بهم ذرية النّبي (ص) من أولاد فاطمة [ وهُوَ قول الزيدية ، وأولاد فاطمة هُم بنو الحسن والحسين] ، وهُم[ تأمّل] الدّاخلون في آل إبراهيم في قوله : " إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم ..." .... [ إلى أن قال ، مُفسّراً الطوائف الثلاث ] .... وقوله : " فمنُهم ظالمٌ لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابق بالخيرات " ، يُحتمل أن يكون ضمير " منهُم " راجعاً إلى " الذين اصطَفينا " ، فيكون الطوائف الثلاث ، الظالم لنفسه والمُقتصد والسابق بالخيرات ، شُركاء في الوراثة [تأمّل ، فهذا هُو قولُ الزيدية] ، وإن كانَ الوارث الحقيقي [ من أولاد فاطمة ، بنو الحسن والحسين] العالم بالكتاب والحافظ له ، هُوَ السّابق بالخيرات .

[ إلى أن قال السيّد الطباطبائي ]

وما في الآية من المُقابلة بين الظالم لنفسه والمُقتصد ، والسّابق بالخيرات ، يُعطي أنّ المُراد بالظّالم لنفسه [من ذرية فاطمة ، أبناء الحسن والحسين] : مَن عليه شيء من السيئات وهُوَ مُسلمٌ من أهل القرآن لكونه مُصطفىً ووارثاً [ وهُوَ قول الزيدية ، وتأمّل شمول الاصطفاء للظالم لنفسه في كلام السيّد] ، والمُراد بالمُقتصد [من ذرية فاطمة ، أبناء الحسن والحسين] : المتوسّط الذي هو في قصد السبيل وسواء الطريق . والمُراد بالسابق بالخيرات بإذن الله [من ذرية فاطمة ، أبناء الحسن والحسين ، وهُوَ قول الزيدية دون الجعفرية ، فالجعفرية على كلام السيّد السّابق أثبتت اشتمال الآية على ذرية فاطمة بعموم ، في صفتي الظلم للنفس والاقتصاد ، ثمّ خصّصت صفة السّبق لبطنٍ من بطون ذريّة فاطمة ، بل لجزءٍ من بطن الحسين ، مثّله التسعة ، وهذا لا يستقيم ، فإمّا أن يقولوا أنّ المُقصود بالمُصطفين هم ذريّة فاطمة بعموم ، وعليه فعليهم تعميم جميع الطوائف عليهم وتجويز الإمامة في الحسني والحسيني ، وإمّا أن يقولوا أنّ المقصود بالمُصطفين هُم ذرية الحسين التسعة ، ومنهُ ، فعليهم إلصاق جميع الطوائف ( الظالمة للنفس ، والمقتصدة ، والسابقة بالخيرات ) ، في هؤلاء التسعَة ، نعم ! نعود لتفسير السيّد للسابق بالخيرات مَن هُو ، فيقول هُوَ ] : مَن سبَقَ الظالم والمُقتصد إلى درجَات القُرَب ، فهُوَ إمامُ غيره بإذن الله ، بسببِ فعل الخيرات ... إلخ تفسيره )) اهـ من تفسير الميزان ، ج17 ، سورة فاطر .

11- يقول علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (تفسير القمي) 2/209 : ((ثمّ ذَكَرَ [الله] آل محمد ، فَقَال : (( ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا )) ... إلخ )) .

12- أيضاً انظر تفسير نور الثقلين (4/361) وما بعدها ، للشيخ عبدعلي العروسي الحويزي ، تجده جامعاً الأخبار الدالّة على اختصاص بني فاطمة بالآية دون غيرهم من الناس ، بشكل جيّد ، فراجعه .

نعم ! وبهذا القدر من النقولات أكتفي ، وهي لذوي الألباب كافيَة .

الوَجه الثّامن : بعد التَيقّن ، مِنْ أنّ تِلكَ الجماعة التي وصّى بها الرّسول (ص) ، هُم أبناء الحسن والحسين ، ذهبْنا إلى أنّهم بعد مَدْح الله والرّسول لهُم ، لن يُخالِفُوا الحقّ ، والحقّ فسَيبقَى فيهِم ومَعهُم ، فهُم لابُدّ وأن يَكُونُوا المَتبوعينَ وغيرهم التّابعين ، فَزِدنا التأمّل في كتاب الله تعالى ، فوَجدنا الله تعالى يُخبر بإمَامَةِ وَلَد فَاطِمَة هؤلاء ، الذين هُم هل البيت، فيقول الله تعالى : ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) ، فأقرّ الله الإمامة لبني فاطمة هؤلاء ، واستَثنى الظّالمين منها ، ونحنُ والجعفريّة فمُتّفقون على أنّ الآيَة تُثبتُ أحقيّة أهل البيت بالإمامَة ، نعم ! فَعِندَها أيَقنّا بعدَ شكِّنَا ، فسلّمّنا أنّ الإمَامَة لا تَخرجُ عن أخيارِ بني فَاطمة دونَ ظالميهِم .

الوَجه التّاسع : أنّا نَظرْنا إلى بني فاطمة هؤلاء ، فوجدَناهُم كُثُر ، ويَتفاوتون في العِلم، فمِنهُم العَالِمُ ، والمُتعلّم ، والعابِدُ ، والجاهل ، والضّال ، فقُلنا : لا يكونُ الإمامُ منهُم إلاّ عالِماً بِما يَحتاجهُ المُكلّفون ، وأمّا الجاهلون والضُلاّل فليسوا يَستحقّون الإمامَة لإخراج الله لهُم منها ((لا يَنالُ عَهدي الظّالمين)) ، فطَلَبنا الدّليل ، وقد سبقَ وأن أُبْطِلَت النّصوص الشّخصيّة بعد الحسين (ع) ، بَل لَم نَجِد عليها دليلاً يُركَنُ عليه من غير طريقِ الجعفريّة ، وهُم مُتّهَمون ، فزادَت حِيرَتُنا ، الله يُخبرُ أنّ الإمامةَ في آل محمّد (بني فاطمة) إلاّ الظالمين منهُم ، والرّسول (ص) يُوصّي بهِم ، ويَقرُنُهم بكتاب الله ، ويَصِفُهم بِسفينَة نوح ، ولكن كيفَ الطّريقُ إلى الإمام من بني فاطمة؟! ، فجاء أمير المؤمنين المعصوم علي بن أبي طالب (ع) يُخبرُنا بما يَشفي الغليل ، ويَروي ظَمَأ النّفوس ، وَجدناهُ يُعلّمُنا أنّ طريقَ الإمامة هُو الشّورى (الدّعوة) ، فمَتى اجتمعَ أهل الحلّ والعقد من العلماء على رَجُلٍ ، مُستوفياً لشرائط الإمامة ، كانَ ذلك الإمام اللازمُ الإجابَة ، أو مَتى ما دَعا عالمُ بني فاطمة (من بني الحسن أو الحسين) فاجتمعَ عليه أهل الحلّ والعَقد كان ذلكَ الإمام اللازمُ الإجابَة ، فقال أمير المؤمنين (ع) : ((أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهذَا الْأَمْرِ أَقْوَاهُمْ عَلَيْهِ، وَأَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللهِ فِيهِ، فَإِنْ شَغَبَ شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ ، فَإِنْ أَبَى قُوتِلَ. وَلَعَمْرِي، لَئِنْ كَانَتِ الْإَمَامَةُ لاَ تَنْعَقِدُ (تأمّل) حَتَّى يَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ، فمَا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ، وَلكِنْ أَهْلُهَا يَحْكُمُونَ عَلَى مَنْ غَابَ عَنْهَا، ثُمَّ لَيْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَخْتَارَ.)) [ نهج البلاغة خ173] . نعم ! فمِن هذا القول الشّريف ازداد يَقنُنَا في انتفاء النّص الخاصّ بالاسم بعد الحُسين السّبط (ع) ، وهُو الذي تَقولُ به الجَعفرّية ، وازدادَ يَقينُنا في أنّ طريق الإمامة هي الدّعوة ممّن استوفى شرائط الإمامة من بني فاطِمَة ، وإنّما قُلنا : (مِن بني فاطمة) ، لأنّ الكتاب قالَ بهذا ، والرّسول حثّ على الإتّباع لهُم ، وأمير المؤمنين صرّح بهذا ، عِندمَا قال : ((إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيشٍ غُرِسُوا فِي هذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ، لاَ تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ، وَلاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ مِنْ غَيْرِهمْ)) [ نهج البلاغة خ143] ، وزادَ الإمام زيد بن علي في الإيضاح ، بقوله : ((الإمَامَةُ والشّورَى لا تَصلُح إلاّ فينَا)) [مجموع رسائل الإمام زيد بن علي (ع) ، ص381] . نعم ! فتنبّه لهذا رعاكَ الله تعالى .

الوَجه العَاشر : أنّا راَجَعْنَا أصحاب النّص على الإثني عشر ، وقُلنا لهُم : الشورى التي صرّح بها الإمام علي (ع) ، والوَصف الذي وَصَفه في النّهج لا يَنطبقُ على أئمّتكم المنصوصُ عليهِم؟! ، وعليٌّ فإمَامُنا وإمَامُكُم ، والنّهج فَصحيحٌ عِندَنَا وعِندَكُم ، والقيامُ والدّعوة فاجتماعُ أهل الحلّ والعقد والنّاس ، فأمورٌ مُخالفَةٌ لكُم ، ورَادّةٌ عليكُم ، على أنّا نَزيدُ توضيحَ المَسألِة لكُم بعد الذي كان وذُكِر ، بِذكر صِفَة أئمّة الزيديّة ، عن طريق الدّعوة والقيام ، بِطرُقٍ لَستُم تُنكرونَها ، فروى ثِقة الجعفريّة محمد بن يعقوب الكُليني ، قولَ الزيديّة في طريق الإمامَة : ((عَنْ جَابِر، عَن أبي جَعفَر عليه السلام ، قال: قَال: لمَا نَزَلَت هَذِه الآيَة: ((يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أنَاسٍ بِإمَامِهِم)) ، قَالَ المُسلمون : يَا رَسُولَ الله ، ألَسْتَ إمَامَ النّاسِ كُلّهم أجْمَعين؟ قَال : فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله : أنَا رَسُول الله إلى النّاس أجْمَعِين ، وَلكِنْ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أئمّةٌ عَلى النّاسِ مِنْ الله مِنْ أهْل بَيتِي، يَقُومُون فِي النّاس فَيُكَذَّبُون، وَيَظْلِمُهُم أئمّةُ الكُفْر وَالضّلال وأشْيَاعَهُم، فَمَنْ وَالاهُم، واتّبَعَهُم وَصَدّقَهُم فَهُو مِنّي وَمَعِي وسَيَلْقَانِي، ألا وَمَنْ ظَلَمَهُم وَكَذَّبَهُم فَليسَ مِنّي وَلا مَعِي وأنَا مِنهُ بَرئ)) [أصول الكافي:1/215] ، نقول : وهذا الحَديث فيشهَدُ لقول الزّيديّة ، فالأئمّة منهُم بنصّ الله العامّ فيهِم ، فهُم أئمّةُ مِنَ الله ، والأئمّة عند الزيدية فمِن أهل البيت ، وسبقَ أنّ أهل البيت ، لَفظَةٌ يَدخُل تحتها جميع ولد فاطمة ، أبناء الحسن والحسين ، وأئمّة الزيدية هُم القائمونَ في النّاس ، والقيامُ فيُرادفُ الدّعوة الفاطميّة بالإمامَة، وأئمّة الزيديّة فكَذّبت النّاس دَعواتهُم ، وتَخاذلوا عنهُم ، وظَلَمهُم أئمّة الكُفر (سلاطين الجور) ، فَقتّلوهُم ، وشَرّدوهُم ، وأسَروهُم ، والله المُستعان .

الوجه الحَادي عشر : أنّا نَظرنا إلى الإمام الدّاعي من بني فاطمة ، وهُو في بلاد اليَمَن ، واجتمعَ عليه رجالات الحلّ والعقد من العُلماء وبايَعوه ، هَل يَعني هذا أنّه إمامٌ لأهل اليمن فقط ، لأنّ عُلماء أهل الحجاز والعراق وفارس لَم يحضروا ولَم يُبايعوا ، فَهل يكونُ هذا الدّاعي إمامُ عليهِم ؟! ، فنَظَرنا وتَدَبّرنا في الأدلّة النقليّة ، والشواهد التاريخيّة ، فَوَجدْنَا الإمام علي (ع) يُصرّح في كلامهِ السّابق انّ الحاضِرَ حُجّةٌ على الغائب ، وأنّ مَن اشترطَ حُضورَ جميع النّاس لكي تَتِم البيعَة بالإمامة ، فإنّ هذا ليسَ لهُ سبيل ، فقال (ع) : ((وَلَعَمْرِي، لَئِنْ كَانَتِ الْإَمَامَةُ لاَ تَنْعَقِدُ (تأمّل) حَتَّى يَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ، فمَا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ، وَلكِنْ أَهْلُهَا يَحْكُمُونَ عَلَى مَنْ غَابَ عَنْهَا، ثُمَّ لَيْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَخْتَارَ)) ، وهذا فواضِحٌ وجهه عنه (ع) ، وهذا ما كانَ مِنَ طريق النّقل ، وأمّا من طريق الشّواهد التّاريخيّة فإنّ إمامَة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي (ع) (ت169هـ) ، عُقِدَت باجتماع عُلماء آل الرّسول وساداتهِم ، كيحيى بن عبدالله المحض ، وإدريس بن عبدالله ، وسليمان بن عبدالله ، وموسى بن جعفر ، والحسن بن محمد النّفس الزكيّة ، وغيرهُم من سادات آل محمّد ، فانعَقدَت إمَامَتُه ، وأشهرَ دَعوتَه ، ولَزِمَ النّاس إجابَتها ، والقاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي (ع) (169-246هـ) ، عُقِدَت إمامتهُ بحضور أحمد بن عيسى بن زيد بن علي (ع) ، وعبدالله بن موسى بن عبدالله المحض ، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي ، ومحمد بن منصور المُرادي ، فانعَقدَت إمَامَتُه ، وأشهرَ دَعوتَه ، ولَزِمَ النّاس إجابَتها ، وكَذَلِكَ الحال مَعَ النّفس الزكيّة محمد بن عبدالله المحض (ع) .

===============================

مُلاحظَة : ماجاء في تَعقيبكم أخي في الله جعفري ، فإنّ النّقطة الرّابعة التي ذَكرْتَهَا تُغنيني عن الإسهاب في التأويل والتبيين ، و الأفكَار الأخرى التي تضمنّتها غَطّيناها في الأوجُه السّابقَة .

مُلاحظة : نَزيدُ هُنا ما كُنّا قدْ وَعدنا بسردِه من كلام الرّضا (ع) حولَ إثبات دخول بني الحسن والحسين ، فيما اختصّ به الجعفريّة أئمّتهُم دونَهُم ، ونحثّ على تأمّل الحواشي السّفليّة :

* روى الشيخ الصدوق في [ 2/207] :

(( ... فَقَال المأمون : أخْبِرونِي عَن مَعنَى هَذِهِ الآيَة : (( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا )) ، فَقَالت العُلماء : أرَادَ الله عزّ و جَلّ بِذَلِكَ الأمّةَ كُلّهَا . فَقَال المأمون : مَا تَقول يَا أبَا الحسَن ؟ . فَقَالَ الرّضا ( ع ) : لا أقُولُ كَمَا قَالوا ، و لكنّي أقُول أرادَ الله عزّ وجَلّ بِذَلِكَ العِترَة الطّاهِرَة (2) .... فَقَالَ المأمون : مَنِ العِترَة الطّاهِرَة ؟ . فَقَالَ الرّضَا (ع) : الذّين وصَفَهم الله فِي كِتَابِه فَقَال عزّ وجل : (( إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )) ، وهُم الذينَ قَال رَسول الله (ص) : (( إنّي مُخلّفٌ فِيكُم الثّقَلين كِتابُ الله و عترتي أهلَ بيتي ألا و إنّهمَا لَن يَفتَرِقَا حتّى يَرِدَا عليّ الحَوض ، فَانظرُوا كَيفَ تخلفوني فِيهمَا ، أيّهَا النّاس لا تُعلّمُوهُم فَإنّهُم أعلَمُ مِنكُم . قَالَت العُلماء : أخبِرنَا يا أبَا الحَسن عَن العِترَة ، أهُمْ الآل ؟ أمْ غَيرُ الآل ؟ . فَقَال الرّضَا (ع) : هُمُ الآل (3) .. [ ثمّ سألَهُ العُلماء عن : هل فسّر الله الاصطفاء في كتابه الكريم ، ثم بدأ (ع) يذكر مواطن الاصطفاء من الله للعترة [ تأمّل شمول لفظة العترة والاصطفاء لبني الحسن والحسين ] في القرآن في اثني عشر موضعاً ، فكان منها قوله (ع) ] ... و الآية الخامسَة قولُ الله عزّ وجلّ (( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ )) ، خُصُوصيّة خَصّهُم الله العَزيزُ الجبّار بِهَا ، و اصْطَفَاهُمُ على الأمّة [ تأمّل ] فَلمّا نَزَلَت هَذِه الآيَة على رسول الله (ص) قَال : ادعُوا إليّ فَاطِمَة، فَدُعِيَت لَه . فَقال : يَا فَاطِمَة . قَالت : لَبّيكَ يَا رَسولَ الله . فقال : هَذِهِ فَدك، مِمّا هِي، لَم يُوجَف عَليه بِالخيل و لا رِكاب ، و هِي لِي خَاصّة دُونَ المسلمِين ، و قَد جَعلتُها لَكِ لمّا أمَرَنِي الله تعالى بِه ، فَخُذِيهَا لَكِ و لِوَلَدِكِ [ تأمّل ] (4) ، فهذه الخامسة . و الآيَة السّادسة قَول الله عزّ وجل : (( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى )) ، و هَذِهِ خُصوصيّة للنبّي (ص) إلى يَومِ القِيَامَة وخُصوصيّة للآل [ تأمّل ] (5) دُونَ غَيرِهِم . ..[ ثمّ ردّ عليه المأمون : أنّ هذا لا خلاف عليه ، وأنّ هذا إجماع الأمّة ، وهذا دليلٌ على دخول بني الحسن والحسين في ألفاظ العترة السّابقة ودخولهم في خصوصيّة فدك ، وآية المودّة ، فهذا المشهور عند الأمّة ، وإنّما غير المشهور هو اختصاصُ الإثني عشر بلفظة العترة ، التي هي الآل ، وأنّ فدك لهم دون بني عمومتهم من بني الحسن ، وكذلك آية المودّة في ذريّة الرسول (ص) شملتهم دون بني عمومتهم من بني الحسين ، نعم ! وواصل الإمام الرضا (ع) سردَ الآيات القرآنيّة التي اختصّ بها أهل البيت ، مؤكّدا دخول بني الحسن والحسين في لفظ الآل والعترة المُفضّلة من الله سبحانه وتعالى ، فقال (ع) : ] ... وأمّا الثَامِنَة فَقول الله عزّ وجلّ : (( وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى)) ، فَقَرَنَ سَهمَ ذِي القربى بِسَهمِه ، وبِسَهم رَسُولِ الله (ص) ، فَهذَا فَضلٌ أيضاً بينَ الآل [ تأمّل ] (6) و الأمّة ، لأنّ الله تَعالى جَعَلَهُم في حيّز وجَعَلَ النّاس فِي حيّز دُونَ ذَلك ، ورَضِيَ لهُم مَا رَضِيَ لِنَفسِه ، واصْطَفَاهُم فِيه [ تأمل ] ، فَبَدأ بِنَفسِهِ ثمّ ثنّى بِرَسُولِه ، ثمّ بِذِي القُربى فِي كلّ مَا كانَ مِنَ الفَي‏ء و الغَنيمَة و غَير ذلك ..[ تأمّل الرضا (ع) كيفَ جعلَ أصحابَ الخُمس من بني فاطمة والمودّة ، ومن حُرمَت عليهم الصدقَة كما سترى قريباً ، من أولي الأمر المأمورين بطاعتهِم ، ومن أصحاب آية الولاية ، فإذا عرفتَ هذا ، عرفتَ أنّ سادات بني الحسين من أئمّة الجعفريّة بريئون من تهمَة إلصاق الفاظ العترة والثقلين والتبعيّة بهم دونَ غيرهم من سادات بني فاطمة أبناء الحسن والحسين ، ولن أطيلَ بالتعليق على ما سياتي لثقتي بانّ الباحث الحاذق سينفتحُ امامه استنتاجات كثيرة ] ... و كَذَلِكَ فِي الطّاعَة ، قَالَ : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )) ، فَبَدَأ بِنَفسِه ثمّ بِرَسُوله ، ثمّ بَأهلِ بَيتِه .كَذلكَ آية الولاية : (( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ )) ، فَجَعَل طَاعَتَهُم مَعَ طَاعَة الرّسول مَقرونةً بِطَاعَته ، كَذلكَ وَلايتُهم مَع ولايَة الرّسول مَقرونةً بِطَاعته ،كمَا جَعَل سَهمَهُم مَع سَهم الرّسول مَقروناً بِسَهمِه فِي الغَنيمَة و الفَي‏ء، فَتبارَك الله وتعَالى مَا أعظمَ نِعمَتَهُ عَلى أهلِ هَذَا البَيت . فَلمّا جَاءت قصّة الصّدَقَة نَزّهَ نَفسَهُ ، ورَسُولَهُ ، ونَزّهَ أهَلَ بَيتِه [ تأمّل ] ، فَقال : (( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِيالرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ )) ، فَهَل تَجدُ فِي شَي‏ء مِن ذَلك أنّه سمّى لِنَفسِه أو لِرسولِه أو لذي القُربى؟! ، لأنّهُ لمّا نَزّهَ نَفسَه عَن الصّدَقة ونزّه رَسولَه و نزّه أهلَ بَيتِه ، لا ! بَلْ حَرّمَ عَليهم، لأنّ الصَدقة محرّمَه على محمّد (ص) و آله ، وهِيَ أوسَاخ أيَدي النّاس ، لا يحلّ لهُم لأنّهُم طُهّرُوا مِن كلّ دَنَسٍ وَوسَخ [ تأمّل إشارة لاشتمال آية التّطهير على الآل ] ، فلمّا طهّرَهُم الله عزّ وجَل و اصْطَفَاهُم ، رَضيَ لهم مَا رَضِي لِنَفسِه و كرهَ لهم مَا كرِه لِنَفسِه عزّ وجَل فَهذِه الثّامنة .. إلخ كلامه (ع) )) . اهـ .

-------------------------

(2) يروي صاحب البصائر بسنده ... ، سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السلام ، أنه قَال فِي هذِه الآية : (( ثم أورَثنَا الكِتاب الذين اصطَفينَا مِن عِبَادِنَا )) ، الآية ، قال : السّابق بِالخَيرات الإمام ، فَهي فِي وَلَد عَلي وَفَاطِمَة [ تأمّل ، وبني الحسن والحسين من أولاد علي وفاطمة ] عليهم السلام. )) [ بصائر الدرجات م1ب21ح3 ] ، وروى الكليني بسنده ، عن أحمد بن عمر قال: سَألتُ أبَا الحسن الرّضَا عليه السلام عَن قَول الله عزّ وجَل: (( ثمّ أورَثنَا الكِتاب الذينَ اصطَفَينَا مِن عِبادِنا )) الآية، قَال: فَقَال: ولَدُ فَاطِمَة [ تأمّل ، وولدُ فاطمَة هُم أبناء الحسن والحسين ] عَليهَا السلام ، والسّابقُ بالخيرات: الإمام، والمقتصد: العارف بالإمام، والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام. )) [أصول الكافي باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (ع) ح3] .
(3) والآل لفظة تشمل بني الحسن والحسين ، وتأمّل كيف سيُدخلُ الرضا (ع) بني الحسن والحسين في كلامِهِ عن هؤلاء الآل ، وذلك في كلامه التالي ( راجع سياق النص ) .
(4) تأمّل ، أن الرسول (ص) يقول ، خُذيها لك ولولدك ، وتأمّل أنّ الرضا (ع) يُثبت خصوصيّة واصطفاء من الله بهذا الإعطاء ، وهُوَ يشمل فاطمة وأولادَها بلا شك ، وهُنا اسأل نفسَك أخي الباحث : أكانت فدكاً في التاريخ الإسلامي حكراً على أبناء الحسين فقط ، امّ انّها كانت في أيدي بني الحسن والحسين جميعاً ، فإذا وُفّقت لمعرفة الجواب ن فاعلم أنّ الاصطفاء والشرف والتفضيل شملَ هؤلاء كما شملَ هؤلاء .
(5) هنا تأمّل وأمعِن النّظر ، فهل سأل الرسول المودّة لبني الحسين فقط ، بل لتسعةٍ منهُم ، دون أبناء الحسن ، والتاريخ شاهدٌ فيما بيننا وبين المُجيب . ولا يفوتك أيضاً أن تنظر إلحاق صفة المودّة بالآل ، وتفسير الرضا (ع) الآل بالعترة في حديث الثقلين .
(6) وهنا أيضاً تأمّل أنّ لسادات بني الحسن والحسين حقّ في الخمس .

================

هذا وصلّى الله وسلّم على محمّد الامين ، وآله الطّيبين الطّاهرين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“