رسالة من تحت الأنقاض

[بدر الدين]

تحت الأنقاض
هوت أحلام طفلة
وردية.. زاهية
طفلة في عمر الزهور
إنها مجرد طفلة
حملت في كيانها روح الإنسانية
من تحت الأنقاض
بعثت برسالتها
رسالة مضرجة بدماء الطفولة
(( يا أهل السلام
لقد عبثوا بإنسانيتنا
ضربوا بطفولتنا عرض الحائط
قتلوا الرضّع في جحور أمهاتهم
أحلاماً تتهاوى
قلوباً تذوي ألماً
نحن هنا ..
أطفال لبنان .. أطفال قانا و الجنوب
قتلوا طفولتنا .. أحلامنا
شرقت شمسنا و لكن بغروب
حتى الحمام .. و الأزهار و الورود
لم يبقى سوى الرماد
و أجساد الشهداء
و بقايا دموعاً ثكلى
أرواحاً تختنق بالعبرات
أمــاه .. لا تبكين
آمـــاه .. لا تندبين
فلتجري دموعكِ
لكن لا تحزنين
لتجري تلك الدموع وقت الانتصار
أرواحنا .. و دمائنا .. رهن النصر
إنه قريب
آتٍ لا محالة
بجانبه تحوم أرواح الشهداء
هو فخرنا .. أملنا
لن تموت الأزهار قهراً
لن تضيع دمائنا هدراً
نحن سننتصر
أمــــاه
نحنُ على وعد اللقاء
لن تبقين ثكلى
و على ذاك الوعد
سنلتقي .. سوف تتدفق مشاعرنا فرحاً باللقاء
تلك الدماء الجاريات
و الدموع المسالات
لن تضيع
كل أسمائهم محفورة في قلوبنا .. قدموا أرواحهم لله
أمــــاه
تلك رسالتي وقعتها بدمي
أنا و كل أطفال لبنان الذين رفرفت أرواحهم نحو السماء
ننادي .. و بملء الفم
لبـــيــك يــــا نــصــر الله
هنا .. اختم قولي
بدمي .. بقلبي
تحية لكِ يا أمي
لا تبكين
بين يديكِ روحي لتكفكفي بها دموعك
سلام الله لكِ يا أماه
سلام الله ))
و هنا .. عرجت روح تلك الطفلة تتخطى السماوات
طفلة لبنان
سلاماً لروحكِ الطاهرة