الإمام علي بن الحسين ( ع) عند الزيدية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
مغلق
جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

الإمام علي بن الحسين ( ع) عند الزيدية

مشاركة بواسطة جعفري »

إخوتي الأعزاء في هذا المجلس المبارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بودي لو نتعرف على شخصية الإمام علي بن الحسين( ع ) من وجهة نظركم ؟

فتفضلوا مشكورين بإفادتنا بما عندكم وجزاكم الله خيراً


أخوكم جعفري

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

يا أخي من خلال ماعرفتة فإن الإمام علي بن الحسين علية السلام يقول بعض الأئمة بإمامته والبعض الآخر لايقول بإمامته............. :shock:



قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

لن نذل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 862
اشترك في: السبت مايو 28, 2005 9:16 pm

مشاركة بواسطة لن نذل »

التحف شرح الزلف
تأليف
شيخ الإسلام وإمام أهل البيت الكرام
أبي الحسنين
مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي
أيده الله تعالى ونفع بعلومه


إشارة إلى إمامة زين العابدين عليه السلام
وفي كلام الإمام الهادي إلى الحق ، المروي في (شرح الأساس) ما يدل على أن سيد العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهم من دعاة الأئمة ، حيث قال : الأخيار من ذرية الحسن والحسين أولهم علي بن الحسين ، وآخرهم المهدي ، ثم الأئمة فيما بينهما .

وذلك أن تثبيت الإمامة عند أهل الحق في هؤلاء الأئمة من الله عز وجل على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن ثبت الله فيه الإمامة واختاره واصطفاه ، وبين فيه صفات الإمام ، فهو الإمام عندهم ، مستوجب للإمامة ، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر من ذريتي ، فهو خليفة الله في أرضه ، وخليفة كتابه ، وخليفة رسوله)) ..إلى آخره.
سأجعل قلبي قدساً، تغسله عبراتي، تطهره حرارة آهاتي، تحييه مناجاة ألآمي، سامحتك قبل أن تؤذيني، وأحبك بعد تعذيبي..

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

جزاكم الله إخواني الأعزاء

بودي لو تذكرونا لنا أقوال أئمتكم من الزيدية في الإمام علي بن الحسين (ع) ماذا قالوا فيه

مع ذكر المصدر وكلما أكثرتم الأقوال فيه كان الفائدة أعم والصورة أوضح

ولكم جزيل الشكر

أخوكم جعفري

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

جعفري كتب:جزاكم الله إخواني الأعزاء

بودي لو تذكرونا لنا أقوال أئمتكم من الزيدية في الإمام علي بن الحسين (ع) ماذا قالوا فيه

مع ذكر المصدر وكلما أكثرتم الأقوال فيه كان الفائدة أعم والصورة أوضح

ولكم جزيل الشكر

أخوكم جعفري
تحية للاخ ( جعفرى )
سيطول انتظارك ولذلك لدى سؤال للزيدية الكرام
علي بن الحسين ( السجاد) هل هو امام من الائمة السابقين بالخيرات ؟

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ عبد المؤمن المحترم

الأخوة الأعزاء المحترمين

دعونا نلقي بعض الضوء على شخصية هذا الإمام العظيم .

مقدمة : نبذة عن الإمام علي بن الحسين السجاد (ع)

ليس في تاريخ هذا الشرق، الذي هو مهد النبوات من يضارع الإمام زين العابدين (عليه السلام) في ورعه وتقواه، وشدة إنابته إلى الله، اللهم إلا آباؤه الذين أضاءوا الحياة الفكرية بنور التوحيد، وواقع الإيمان.

لقد حكت سيرة هذا الإمام العظيم سيرة الأنبياء والمرسلين، وشابههم بجميع ذاتياتهم، واتجاهاتهم، فهو كالمسيح في زهده وإنابته إلى الله، وكالنبي أيوب في بلواه وصبره، وكالرسول محمد (صلى الله عليه وآله) في صدق عزيمته وسمو أخلاقه، فهو زين العابدين ولم يُمنح لأحد هذا اللقب سواه.

وبرز الإمام زين العابدين (عليه السلام) على مسرح الحياة الإسلامية كألمع سياسي إسلامي عرفه التاريخ، فقد استطاع بمهارة فائقة أن ينهض بمهام الإمامة وإدامة نهضة أبوه الإمام الحسين (عليه السلام)، برغم ما به من قيد المرض وأسر الأمويين. لقد حقق الإمام (عليه السلام) هذه الانتصارات الباهرة من خلال خطبتين ألقاها على الجماهير الحاشدة في الكوفة وفي الشام والتي كان لها الأثر البالغ في إيقاظ الأمة وتحريرها من عوامل الخوف والإرهاب.

لقد كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) من أقوى العوامل في تخليد الثورة الحسينية، وتفاعلها مع عواطف المجتمع وأحاسيسه، وذلك بمواقفه الرائعة التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً في دنيا الشجاعة والبطولات، وظل يلقي الأضواء على معالم الثورة الحسينية، ويبث موجاتها على امتداد الزمن والتاريخ. وكان من مظاهر تخليده للثورة الحسينية كثرة بكائه على ما حل بأبيه وأهل بيته وأصحابه من أهوال يوم الطف، وكان لهذا الأسلوب الأثر الكبير في نفوس المسلمين وفي تحرير الإنسان من الظلم والعبودية والطغيان ورفضهما.

وكان للإمام زين العابدين (عليه السلام) الدور الكبير في إنارة الفكر الإسلامي بشتى أنواع العلوم والمعارف، وقد دعا ناشئة المسلمين إلى الإقبال على طلب العلم، وحثهم عليه، وقد نمت ببركته الشجرة العلمية المباركة التي غرسها جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأقبل الناس بلهفة على طلب العلم ودراسته فكان حقاً من ألمع المؤسسين للكيان العلمي والحضاري في دنيا الإسلام.

أما الثروات الفكرية والعلمية التي أثرت عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) فإنها تمثل الإبداع والانطلاق والتطور، ولم تقتصر على علم خاص، وإنما شملت الكثير من العلوم كعلم الفقه والتفسير وعلم الكلام، والفلسفة وعلوم التربية والاجتماع، وعلم الأخلاق الذي اهتم به الإمام (عليه السلام) اهتماماً بالغاً، ويعود السبب في ذلك إلى أنه رأى انهيار الأخلاق الإسلامية، وابتعاد الناس عن دينهم من جراء الحكم الأموي الذي حمل معول الهدم على جميع القيم الأخلاقية فانبرى عليه السلام إلى الإصلاح وتهذيب الأخلاق.

إن المثل التي نشرها الإمام السجاد (عليه السلام) تبهر العقول وتدعو إلى الاعتزاز والفخر لكل مسلم بل لكل إنسان يدين للإنسانية ويخضع لمثلها وقيمها.

ومن الحق أن يقال أن هذا الإمام الملهم العظيم ليس لطائفة خاصة من الناس، ولا لفرقة معينة من الفرق الإسلامية دون غيرها، وإنما هو للناس جميعاً على اختلاف عصورهم، بل وعلى اختلاف أفكارهم وميولهم واتجاهاتهم، فإنه سلام الله عليه يمثل القيم الإنسانية والكرامة الإنسانية، ويمثل كل ما يعتزّ به هذا الإنسان من الكمال والآداب، وسمو الأخلاق وكان المسلمون يرون في سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) تجسيداً حياً لقيم الإسلام وامتداداً مشرقاً لجده الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فهو يحكيه في منهجه وسيرته ومآثره وقد ملك القلوب والعواطف بأخلاقه الرفيعة، وكانوا لا يرون غيره أهلاً لقيادتهم الروحية والزمنية، ولهذا عمدوا إلى اغتياله كما اغتالوا غيره من أئمة المسلمين، وأعلام الإسلام من الذين يشكلون خطراً عليهم.

االتعريف بالإمام علي بن الحسين عليه السلام :
جده: أمير المؤمنين (عليه السلام).

أبوه: الحسين الشهيد

أمه: شاه زنان ـ أي ملكة النساء ـ بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى، ملك الفرس، سماها أمير المؤمنين (عليه السلام) مريم وقيل: فاطمة وكانت تدعى سيدة النساء.

إخوته: علي الأكبر، عبد الله الرضيع ـ الشهيدان في كربلاء ـ جعفر( توفى في حيلة أبيه )

أخواته: سكينة، فاطمة، رقية

ولادته: ولد في المدينة يوم الجمعة خامس شعبان سنة 38

كنيته: أبو محمد

ألقابه: زين العابدين، سيد الساجدين، سيد العابدين، الزكي، الأمين، ذو الثفنات.

أشهر زوجاته: فاطمة بنت الإمام الحسن السبط.

أولاده: محمد أبو جعفر الباقر (عليه السلام) عبد الله، الحسن، الحسين، زيد، عمر، الحسين الأصغر، عبد الرحمن، سليمان، علي محمد الأصغر.

بناته: خديجة، أم كلثوم، فاطمة، علية

نقش خاتمه: وما توفيقي إلا بالله.

شاعره: الفرزدق، كثير عزة

شهد مأساة كربلاء، وواكب مسير العائلة بعد الفاجعة إلى الكوفة، ومنها إلى الشام.

بوابه: أبو جبلة، أبو خالد الكابلي، يحيى المطعمي

كانت إقامته (عليه السلام) في المدينة، وكان فيها المفزع للمهمات، يفيض على الأمة علماً وسخاءاً.

إمامته: عاش بعد أبيه الحسين (عليه السلام) أربعاً وثلاثين سنة، وهي مدة إمامته (عليه السلام).

ملوك عصره: يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، الوليد بن عبد الملك.

آثاره: الصحيفة السجادية، رسالة الحقوق.

سمه الوليد بن عبد الملك بن مروان.

وفاته:وتوفي في الخامس والعشرين من المحرم سنة 95

قبره: دفن في البقيع مع عمه الحسن (عليه السلام).

هدم قبره: في الثامن من شوال سنة 1344هـ هدم الوهابيون قبره، وقبور بقية الأئمة (عليهم السلام).


أسماؤه وكناه :

الشيء المحقق الذي أجمع عليه المؤرخون والرواة هو أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد سمى حفيده بعلي بن الحسين، ولقبه بزين العابدين، وذلك قبل أن يخلق بعشرات السنين، وكان ذلك من العلامات الباهرة لنبوته... وقد تظافرت الأخبار بنقل ذلك عنه، وهذه بعضها...

1- روى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنت جالساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسين في حجره، وهو يداعبه، فقال (صلى الله عليه وآله) يا جابر يولد له مولود اسمه (علي) إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرئه مني السلام..(1).

وأذاع جابر هذا الحديث كما أنه أدرك الإمام محمد الباقر (عليه السلام) وبلغه هذه التحية من جده الرسول (صلى الله عليه وآله) فتلقاها الإمام بمزيد من الغبطة والسرور.

2- روى الحافظ ابن عساكر بسنده عن سفيان بن عيينة عن ابن الزبير قال: كنا عند جابر فدخل عليه علي بن الحسين، فقال له جابر: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل عليه الحسين فضمه إليه، وقبله، وأقعده إلى جنبه، ثم قال (صلى الله عليه وآله): يولد لابني هذا ابن يقال له: علي بن الحسين إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم هو(2).

3- روى سعيد بن المسيب عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأني انظر إلى ولدي علي بن الحسين يخطر بين الصفوف...(3) هذه بعض النصوص التي أثرت عن النبي (صلى الله عليه وآله) في تسميته لحفيده بعلي ومنحه بلقب زين العابدين، كما فيها الإشادة بأهميته ومكانته عند الله تعالى.

مع ابن تيمية:
وأنكر ابن تيمية تسمية النبي (صلى الله عليه وآله) لولده علي بهذه الاسم، وقال: هذا شيء لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل العلم(4). وقد أغمض ابن تيمية عينيه عما ذكره الحفاظ وأعلام المؤرخين والرواة في ذلك.. ولكن الرجل قد مني بالانحراف عن الحق فأعلن العداء لأهل البيت عليهم السلام الذين الزم الله بمودتهم، وجعلهم الرسول (صلى الله عليه وآله) سفن النجاة وأمن العباد، وقد تنكر لكل فضيلة من فضائلهم، وجحد كل ما يرويه الحفاظ من مآثرهم.

كناه وألقابه

كناه:

وكني الإمام زين العابدين (عليه السلام) بما يلي:

(أ) أبو الحسين.

(ب) أبو الحسن.

(ج) أبو محمد.(5)

(د) أبو عبد الله.(6)

(هـ) أبو القاسم.

(و) أبو بكر.

ألقابه:

أما ألقابه الشريفة فهي تحكي نزعاته الخيرة، وما اتصف به من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق، وعظيم الطاعة والعبادة لله، وهذه بعضها:

1- زين العابدين:

وأضفى عليه هذا اللقب جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) - كما تقدم - وإنما لقب به لكثرة عبادته(7) وقد عرف بهذا اللقب، واشتهر به، حتى صار اسماً له، ولم يلقب به أحد سواه، وحقاً أنه كان زيناً لكل عابد وفخراً لكل من أطاع الله.

2- سيد العابدين:

من ألقابه البارزة (سيد العابدين) وذلك لما ظهر منه من الانقياد والطاعة لله، فلم يؤثر عن أي أحد من العبادة مثل ما أثر منه عدا جده الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

3- ذو الثفنات:

لقب بذلك لما ظهر على أعضاء سجوده من شبه ثفنات البعير(8) وذلك لكثرة سجوده فقد كان من أكثر الناس سجوداً لله تعالى وطاعة له، وحدث الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام عن كثرة سجود أبيه قال: إن علي بن الحسين ما ذكر الله عزّ وجلّ نعمة عليه إلا سجد، ولا قرأ أية من كتاب الله عزّ وجلّ فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله عنه سوءً يخشاه إلا سجد ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك(9) ونظم ابن حماد كثرة سجود الإمام وعبادته بهذه الأدبيات الرقيقة:

وراهب أهل البيت كان ولم يزل يـــــلقب بالسجـــــاد حيــن تعبده

يقضي بطول الصوم طول نهاره منيــــــباً ويقــــضي ليله بتهجده

فأيـــــــن به مــن علمه ووفائه وأين به من نسكه وتعبده (10)

5- الزكي:

لقب بالزكي لأن الله زكاه وطهره من كل دنس كما زكى آباءه الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

6- الأمين:

من ألقابه الشريفة التي عرف بها (الأمين)(11) فقد كان المثل الأعلى لهذه الصفة الكريمة، وقد قال (ع): (لو أن قاتل أبي أودع عندي السيف الذي قتل به أبي لأديته إليه).

7- ابن الخيرتين:

من ألقابه التي أشتهر بها (ابن الخيرتين) وكان يعتز بهذا اللقب ويقول: أنا أبن الخيرتين، إشارة لقول جده رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لله تعالى من عباده خيرتان، فخيرته من العرب هاشم ومن العجم فارس)(12) ونسب الشبراوي إليه هذه الأبيات التي ذكر فيها اعتزازه بهذا اللقب:

خيـــــرة الله مـــن الخـــلق أبي بعـــــد جـــدي وأنا ابن الخيرتين

فضة قد صيغـــت مـــــن ذهــب فأنـــــا الفـــــضة ابــــن الذهبين

من له جد كــجدي في الـــــورى أو كـــــأبي وأنـــــا ابـــن القمرين

فـــــاطمة الـــزهراء أمـي وأبي قاصم الكـــــفر بـــــبدر وحنـــــيــن

ولـــه فـــــي يـــوم أحــد وقعة شفت الغل بعض العسكرين(13)

وأكبر الظن أن هذه الأبيات ليست للإمام زين العابدين، وإنما قيلت على لسان أبيه كما هي صريحة في ذلك.

هذه بعض ألقابه، وذكرت له ألقاب أخرى(14) ، وهي تنم عما اتصف به من الصفات الرفيعة والنزعات العظيمة، منها كما في العوالم ج 18 :

9-السجاد.

10-البكاء.

11-الزاهد.

12-العدل.

13-الخاشع.

14-أبو الأئمة.

15-الخالص.

16-الرهباني

17-وصي الوصيين.

18-العابد.

19- وارث علم النبيين.

20-إمام الأئمة.

21- خازن وصايا المرسلين.

22- سيد الساجدين.

23- منار القانتين.

24-إمام المؤمنين.

العلة التي من أجلها سمي علي بن الحسين (عليه السلام) ذا الثفنات

عن محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال كان لأبي (عليه السلام) في موضع سجوده آثار ناتية وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات، فسمي ذا الثفنات لذلك.

العلة التي من أجلها سمي علي بن الحسين (عليه السلام) السجاد

قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إن أبي علي بن الحسين (عليه السلام) ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد ولا دفع الله تعالى عنه سوء يخشاه أو كيد كايد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع جسده فسمي السجاد لذلك.

العلة التي من أجلها سمي علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)

• عن عمران بن سليم قال: كان الزهري إذا حدث عن علي بن الحسين عليهما السلام قال حدثني زين العابدين علي بن الحسين، فقال له سفيان بن عيينة: ولم تقول له زين العابدين؟ قال: لأني سمعت سعيد بن المسيب يحدث ابن عباس، إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطو بين الصفوف.

• عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينادي مناد يوم القيامة أين زين العابدين، فكأني أنظر إلى علي بن الحسين (عليه السلام) يخطو بين الصفوف.

• عن سفيان بن عيينة قال: قيل للزهري من أزهد الناس في الدنيا؟ قال: علي بن الحسين عليهما السلام حيث كان وقد قيل له فيما بينه وبين محمد بن الحنفية من المنازعة في صدقات علي بن أبي طالب (عليه السلام) لو ركبت إلى الوليد بن عبد الملك ركبة لكشف عنك من غرر شره وميله عليك بمحمد فأن بينه وبينه خلة، قال: وكان هو بمكة والوليد بها فقال: ويحك أفي حرم الله أسأل غير الله عز وجل، إني آنف لم أسأل الدنيا خالقها فكيف أسألها مخلوقاً مثلي وقال الزهري لأجزم أن الله تعالى ألقى هيبته في قلب الوليد حتى حكم له على محمد بن الحنفية.

• عن سفيان بن عيينة قال: قلت للزهري لقيت علي بن الحسين (عليه السلام)؟ قال: نعم لقيته وما لقيت أحد أفضل منه والله ما علمت له صديقاً في السر ولا عدواً في العلانية فقيل له وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أر أحداً وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته يحسده ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه.

• عن سفيان بن عيينة قال: رأى الزهري علي بن الحسين ليلة باردة مطيرة وعلى ظهره دقيق وحطب وهو يمشي فقال له: يابن رسول الله ما هذا؟ قال: أريد سفراً أعد له زاداً أحمله إلى موضع حريز فقال الزهري: فهذا غلامي يحمله عنك فأبى، قال: أنا أحمله عنك، فإني أرفعك عن حمله، فقال علي بن الحسين: لكني لا أرفع نفسي عما ينجيني في سفري ويحسن ورودي على ما أرد عليه أسألك بحق الله لما مضيت لحاجتك وتركتني، فانصرفت عنه، فلما كان بعد أيام قلت له: يابن رسول الله لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثراً قال: بلى يا زهري، ليس ما ظننته ولكنه الموت، وله كنت أستعد، إنما الإستعداد للموت تجنب الحرام وبذل الندى والخير.

• عن إسماعيل بن المنصور، قال: لما وضع علي بن الحسين (عليه السلام) على السرير ليغسل نظر إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين.

• عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إني رأيت علي بن الحسين (عليه السلام) إذا قام في الصلاة غشى لونه لون آخر، فقال لي: والله إن علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه.

• عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام يصلي فسقط رداؤه عن أحد منكبيه فقال: فلم يسوه حتى فرغ من صلاته قال: فسألته عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه وكان علي بن الحسين عليهما السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي باباً باباً فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه فلما مات علي بن الحسين عليهما السلام فقدوا ذلك فعلموا أن علي بن الحسين عليهما السلام الذي كان يفعل ذلك.

• عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت مولاة لعلي بن الحسين (عليه السلام) بعد موته فقلت صفي لي أمور علي بن الحسين (عليه السلام) فقالت: أطنب أو اختصر؟ فقلت: بل اختصري قالت: ما أتيته بطعام نهاراً قط ولا فرشت له فراشاً بليل قط.

• عن عبد العزيز بن أبي حازم قال: سمعت أبا حازم يقول: ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين وكان (عليه السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى خرج بجبهته وآثار سجوده مثل (كركرة البعير).
---------------------------------------------------------------
الهوامش:

1- وسيلة المآل في مناقب الآل ص 7 مصور في مكتبة الإمام أمير المؤمنين.

2- تأريخ دمشق ج 36 ص 121 مصور في مكتبة الإمام أمير المؤمنين.

3- علل الشرايع ص 87 البحار ج 46 ص 3.

4- منهاج السنة ج 2 ص 123.

5- تهذيب اللغات والأسماء القسم الأول ص 343 نور الأبصار ص 137 صفة الصفوة ج 2 ص 52 تحفة الراغب ص 13.

6- تهذيب الكمال م 7 ق 2 ص 334 مصور في مكتبة السيد الحكيم سير أعلام النبلاء ج 4 ص 237 تأريخ الإسلام ج 2 ص 66 تأريخ دمشق ج 36 ص 142 مصور في مكتبة الإمام أمير المؤمنين.

7- تهذيب التهذيب ج 7 ص 306 شذرات الذهب ج 1 ص 104 وجاء فيه (سمي زين العابدين لفرط عبادته).

8- صبح الأعشى ج 1 ص 452 بحر الأنساب ص 25 تحفة الراغب ص 13 الأضداد في كلام العرب ج 1 ص 129 ثمار القلوب ص 291 وجاء فيه (كان يقال لكل من علي بن الحسين، وعلي بن عبد الله بن العباس ذو الثفنات لما على أعضاء السجود منهما من السجادات الشبيهة بثفنات الإبل وذلك لكثرة صلاتهما).

9- وسائل الشيعة ج 4 ص 977 علل الشرايع ص 88.

10- المناقب.

11 ـ الفصول المهمة لابن الصباغ ص 187 بحر الأنساب ص 52 نور الأبصار ص 137.

12- الكامل للمبرد ج 1 ص 222 وفيات الأعيان ج 2 ص 429.

13- الإتحاف بحب الأشراف ص 49

14- ناسخ التواريخ.
---------------------------------------------------------------

هذا بعض ما عندنا ولدينا الكثير عن الإمام علي بن الحسين السجاد ( عليه السلام )

بانتظار إفادتكم بما عندكم عن الإمام علي بن الحسين السجاد ( عليه السلام )

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

جعفري كتب:

هذا بعض ما عندنا ولدينا الكثير عن الإمام علي بن الحسين السجاد ( عليه السلام )

بانتظار إفادتكم بما عندكم عن الإمام علي بن الحسين السجاد ( عليه السلام )

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تفضل بما لديك ولاداعى للانتظار وحبذا لو تثبت امامته عليه السلام واعتقد لو ثبتت امامة علي بن الحسين عليه السلام فان المذهب الزيدى باطل واتمنى ذلك من كل قلبى .

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

السلام عليكم إخواني الأعزاء

نواصل حديثنا عن الإمام عليبن الحسين ( عليه السلام ) فنقول بعد التوكل على الله

الإمام علي بن الحسين (ع) :

ولد الإمام علي بن الحسين (ع) في عام 38هجرية أي قبل وفاة جده أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعامين فعاش في كنف جده وأبيه وعمه الحسن (عليهم السلام ) يقتبس من علمهم ونورهم وقد أدرك ماجرى لعمه الحسن (ع) في فترة إمامته وما جرى لأبيه الحسين (ع) في فترة إمامته حتى استشهاده في كربلاء وقد عاين كل هذه المصائب والأحزان ورأى أبيه وأعمامه وإخوته وبني عمومته مجزرين جزر الأضاحي بلا غسل ولا كفن تصهرهم حرارة الشمس وتسفي عليهم الرياح ورأى عماته وأخواته يتصارخن وقد حرقت خيامهن وظللن في العراء تلسع أجسادهن حرارة الشمس بلا ناصر ولا معين ورأى الأطفال يتراكضن من الخوف منهم من داسته حوافر الخيل ومنهم من أحرقته النار ومنهم من هرب في الصحراء فضاع .
ورأى كذلك تحميله وعماته وأخواته والأطفال على جمال هزيله من غير وطاء مكبلين ومقيدين بالسلاسل التي أكلت لحومهم ووصلت إلى العظم وسار بهم الأعداء من كربلاء إلى الكوفة ثم منها إلى الشام حيث استقبلهم الناس في الكوفة والشام يتفرجون عليهم وليس على نساء الرسالة ما يستر وجوههن من النظر إليها فكانت المصيبة عليه أشد وأعظم . وقد أثرت فيه هذه المشاهد طوال حياته فلم يهنأ بعيش ولم يجف دمعه أبداً ولذلك سمي بالبكاء .

ويروي الرواة عن سبب تسميته ( البكّاء ) عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال : « بكى جدي علي بن الحسين عليه السلام على أبيه عشرين سنة ، ما وضع خلالها بين يديه طعام أو ماء إلاّ بكى ، فقال له أحد مواليه يوماً : جُعلت فداك يا ابن رسول الله ، إنّي أخاف أن تكون من الهالكين ، فقال : إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله ، وأعلم ما لا تعلمون ... .
وقال له مولىً آخر في يوم آخر : « أما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقلّ ؟ فقال عليه السلام : ويحك ، إنّ يعقوب النبي كان له اثنا عشر ولداً ، فغيّب الله واحداً منهم ، فابيضت عيناه عليه من كثرة البكاء واحدودب ظهره... وأنا نظرتُ إلى أبي وإخوتي وعمومتي وسبعة عشر شاباً من بني عمومتي مجزرين أمامي كالاضاحي.. ونظرت إلى عمّاتي وأخواتي هائمات في البراري وقد أحاط بهنّ أهل الكوفة وهنّ يستغثن ويندبن قتلاهن... » » .
وجاء عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أيضاً أنّه قال : « البكاؤون خمسة آدم ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين » .
وتحدّث المؤرخون عن بكائه عليه السلام الكثير الكثير ، حتى قيل أنّه ما رأى جزاراً يذبح شاة حتى يدنو منه ويسأله هل سقاها ماءً وحين يقال له نعم ، يبكي ويقول : « لقد ذُبح أبو عبدالله عطشاناً » .
وما يجيئه ضيفٌ ويسأله عن ميّت له ، هل غسّله وكفّنه ؟ ويكون الجواب ، نعم هذا واجب يا ابن رسول الله ، حتى يبكي ويقول : « لقد قُتل والدي غريباً وبقي ثلاثة أيام تصهره الشمس بلا غُسل ولا كفن ... » .
وهكذا حتى كاد يفجّر ببكائه وأسئلته وتعليقاته تلك ، كل معاني الغضب المقدّس في نفوس الاَحرار والثوار ويستنهضهم بشكل مباشر أو غير مباشر للثورة على الظلم والظالمين ، والتمرّد على أعداء الدين الذين يستبيحون الحرمات ، ويهتكون المقدّسات ، ويستهترون بالقيم والمبادىء والحدود ...
نعم ، لقد هزّ الإمام السجاد بتلك الدموع عروش الاَمويين وزلزل حكمهم ، ونغّص عليهم دنياهم التي باعوها بدينهم وآخرتهم ، والتي لم يحفظوا فيها لاَهل بيت النبي حرمة ، ولا رعوا لهم فيها إلاً ولا ذمة ...
ويمكن اعتبار حضوره في كربلاء ومواقفه في الشام ، وتخطيطه في المدينة بعد عودته إليها هي المحطات الثلاثة التي تؤشر الاَبعاد الحقيقية التي بلورت شخصيته الجهادية في قابل الاَيام والسنين ، فضلاً عن محطته الرئيسية في بيت العصمة والطهارة الذي نشأ وعاش وترعرع فيه وخاصة مع جدّه الإمام علي وأبيه الحسين وعمّيه الحسن والعباس عليهم السلام .
وعند التأمل في هذه المحطات الثلاث ، نكتشف أنّ جهاد الإمام السجّاد عليه السلام ودوره في تأصيل القيم التي من أجلها استشهد جده وأبوه وعمه ، لم تكن لتُرسم بقعقعة السيوف وصليلها فقط ، وإنّما بكشف الحقائق التي تمّ تزويرها أو التعتيم عليها بعد مصرع أبيه وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ، وتوقّف صهيل خيولها وهجع ضجيج عساكرها وصخب مقاتليها ...

المحطة الأولى : في كربلاء :

تؤكد المصادر التاريخية أنّ الإمام السجاد عليه السلام كان حاضراً في كربلاء إذ شهد واقعة الطفّ بجزئياتها وتفاصيلها وجميع مشاهدها المروّعة ، وكان شاهداً عليها ومؤرخاً لها ، ولعلّه يُعتبر أصدق وأهم مراجعها على الاِطلاق..
ولقد ورد في بعض النصوص التأريخية المعتبرة عن أهل البيت عليهم السلام في ذكر أسماء من حضر مع الإمام الحسين عليه السلام ، أنّ الإمام السجاد عليه السلام قد قاتل في ذلك اليوم وقد جُرح..
وكان ممّا ورد في هذا السياق ما نصه : « وكان علي بن الحسين عليلاً ، وارتُثَّ يومئذٍ ، وقد حضر بعض القتال ، فدفع الله عنه وأُخِذ مع النساء » (1) .
ومع وضوح هذا النص ، فإنّ كلمة ( ارتُثَّ ) هذه تدلُّ على اشتراكه في القتال ، لاَنّها تُقال لمن حُمل من المعركة بعد أن قاتل وأُثخن بالجراح ، فأُخرج من أرضها وبه رمق ، كما يقول اللغويون ، أو أصحاب فقه اللغة (2).
إلاّ أن المؤكد في معظم المصادر التاريخية ، أو المتفق عليه فيها أنه كان يوم كربلاء مريضاً أو موعوكاً (3) وللحدّ الذي لا يستطيع الوقوف على قدميه ، أو لا تحمله قدماه ، كما تقول الروايات.
فقد جاء في تاريخ اليعقوبي ـ المجلد الثاني ، ما نصه : ( روي عن علي ابن الحسين عليه السلام أنّه قال : « إنّي لجالسٌ في العشية التي قُتل فيها أبي الحسين بن علي ، في صبيحتها وعمّتي زينب تمرّضني ، إذ دخل أبي وهو يقول :
يـا دهرُ أفٍّ لك مـن خليلِ *** كم لك في الاِشراق والاَصيلِ
مـن طالبٍ وصـاحبٍ قتيلِ *** والدهـر لا يقنـــــــــع بـالبديلِ
وإنّمـا الاَمـر إلـى الجليلِ *** وكـلّ حـيٍّ سـالكُ الســـــــبيلِ
ففهمتُ ما قال وعرفتُ ما أراد ، وخنقتني عبرتي ، ورددتُ دمعتي ، وعرفتُ أنّ البلاء قد نزل بنا. فأمّا عمّتي زينب فإنّها لمّا سمعت ما سمعت ، والنساء من شأنهنّ الرقّة والجزع ، لم تملك أن وثبت تجرّ ثوبها حاسرة وهي تقول : واثكلاه ، ليت الموت أعدمني الحياة... ، فقال لها الحسين : ياأختي اتّقي الله ، فإنّ الموت نازل لا محالة ، فلطمت وجهها وشقّت جيبها وخرّت مغشياً عليها ، وصاحت واويلاه واثكلاه ، فتقدّم إليها وصبّ على وجهها الماء وقال : يا أختاه : تعزّي بعزاء الله ، فإنّ لي ولكلِّ مسلم ومسلمة اُسوة برسول الله ... ثمّ قال : إنّي أُقسم عليك ، فأبرّي قسمي ، لا تشقّي عليَّ جيباً ، ولا تخمشي عليَّ وجهاً ، ولا تدعي عليَّ بالويل والثبور. ثمّ جاء حتى أجلسها عندي ، فإنّي لمريض مدنف ، وخرج إلى أصحابه ... » (4).
ثمّ راح عليه السلام يشرح قصّة مصرع والده عليه السلام وأصحابه وبنيه وأهل بيته.. ويؤرّخ مواقفهم وملاحمهم البطولية الخالدة بأصدق ما يكون المؤرخ ، وأدقّ ما يسجل التاريخ...
إذن ، كان الإمام الحسين برحلته من الحجاز إلى العراق ، وكلماته كلّها ، ومصرعه الدامي ومشاهد البطولة والفداء ، كلّها مخزونة في وجدان وضمير الإمام السجاد وهو يسمعه يقول يوماً : « كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء » ، ويسمعه يقول في يوم آخر : « من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ولم يغيّر عليه بقول أو فعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله » ، ويسمعه يقول في يوم ثالث ورابع : « والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرُّ لكم إقرار العبيد » « إنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً » « الموت أولى من ركوب العار ، والعار أولى من دخول النار » فيما يسمع إخوته وأبناء عمومته وأصحاب أبيه ينشدون في حومة الوغى ويهتفون :
* إذا لـم يكـن مــن المـوتِ بـدٌّ *** فمـن العــار أن تمـوت جبـانـا
أنـا علـي بـن الحسين بـن علي *** نحــن وأيـم الله أولـى بـالنبـي
أطعنكـم بـالـرمـح حتـى ينثنـي *** أضربكـم بالسيف أحمـي عـن أبي
ضـرب غـلامٍ علــوي هـاشمـي *** والله لا يحكـم فينـا ابـن الـدعـي
سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى *** إذا ما نـوى خيـراً وجاهد مسلمـا
وواسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفـارق مثبوراً وخـالف مجرما
فإن عشتُ لم أندم وإن متُّ لم أُلم **** كفـى بك ذلاًّ أن تعيش وتُرغمـا
كلّ ذلك وغيره كثير يختزنه الإمام السجاد ويطوي عليه قلبه وضلوعه ، إذ لم يتسنَّ له أن يبذل مهجته ، لجرحٍ أصابه ، فأخرجه من المعركة ، أو مرضٍ شديد أقعده عن المساهمة فيها ، فيحمل تلك المشاهد والكلمات ليصبح بعد ذلك ناطقاً رسمياً بما شاهده واطّلع عليه ، ويكون المرجع الرئيس المُنتدب لاِتمام المهمة التي استشهد من أجلها أبوه الإمام الحسين عليه السلام ، والتي لم تنته باستشهاده ، بل إنّها بدأت بعد ذلك مباشرة فعلاً.
وحين نقول ذلك ونؤكد أن مصرع الإمام الحسين عليه السلام هو الحدث التاريخي الاَكبر الذي أدى إلى بلورة الاتجاه الصحيح في الاِسلام ، وقاد ثورته التصحيحية فعلاً ، فان دور الإمام السجاد عليه السلام يأتي الاَكثر تجلياً في ريادة مشروع هذه الثورة واستكمال فصولها وتجلية مفرداتها وشرح أبعادها ورسم المعالم الحقيقية للخط الاِسلامي المحمدي الاَصيل.
____________
(1) جهاد الإمام السجاد | محمد رضا الحسيني الجلالي : 51 عن كتاب « تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام من أهل بيته وأخوته وشيعته » الذي جمعه المحدّث الزيدي الفضيل بن الزبير ، الأسدي ، الرسّان ، الكوفي من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ، والكتاب مذكور في الأمالي الخميسية للمرشد بالله 1 : 170 ـ 173 . والحدائق الوردية | المهلبي 1 : 120 .
(2) لاحظ كلمة ( رثث ) في كتب اللغة . اُنظر المغرب للمطرزي 1 : 184 . والقاموس 1 : 167 . ولسان العرب 4 : 457 .
(3) الارشاد | المفيد : 231 . وشرح الأخبار 3 : 250 . وسير أعلام النبلاء 4 : 486 . وأشار ابن سعد في تاريخه أيضاً قائلاً : كان علي بن الحسين مع أبيه بطف كربلاء وعمره إذ ذاك ثلاث وعشرون سنة ، لكنه كان مريضاً ملقى على فراشه ، قد نهكته العلّة والمرض . ولما قتل والده ، قال الشمر بن ذي الجوشن : اقتلوا هذا الغلام فقال بعض اصحابه : سبحان الله ، تقتلون فتىً مريضاً لم يُقاتل فتركوه ... » ، راجع كتاب الاتحاف بحب الأشراف | الشيخ عبدالله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي : 143 دار الذخائر للمطبوعات .
(4) تاريخ اليعقوبي 2 : 243 ـ 244 ، دار صادر ـ بيروت .
---------------------------------------------------------------

وإلسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

السلام عليكم إخوتي الأعزاء في هذا المجلس المبارك

نواصل حديثنا عن الإمام علي بن الحسين (ع) فنقول بعد التوكل على الله :

المحطة الثانية في الكوفة والشام :

نعم ، في معسكر الاَعداء ، وفي أسر الخصوم ، في الكوفة ومجلس أميرها ، وفي الشام وأمام مليكها والتي لا يقل الموقف البطولي فيها عن ميدان الوغى وحومة الصراع ، يستحضر الإمام السجاد عليه السلام مصارع إخوته وأبناء عمومته ، فيقف شامخاً في قصر الاِمارة بالكوفة مع عمّته زينب
وهما يحملان بلاغة علي وعنفوان الحسين وعزّة العباس ، ليقولا بكلام عربي فصيح ومواجهة كلامية حادّة بينهما وبين الطاغية عبيد الله بن زياد ، قولاً لا يمكن أن يقوله ثائر مغلوب منكسر في مثل موقعهما وموقفهما وأمام هذا الطاغية الذي مازال يقطر سيفه من دماء المجزّرين في رمضاء كربلاء من أهل بيت النبوة..
يلتفت ابن زياد لزينب وهي جالسة حزينة منكسرة وقد صدّت بوجهها عنه فيقول : « من هذه الجالسة ؟ » فلا تكلّمه ، ويكرّر فلا تكلّمه ، فيعيد ثالثة وهي مصرّة لا تكلّمه ، حتى يقول بعض إمائها : « هذه زينب بنت فاطمة » .
فقال لها ابن زياد : « الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم ، وأكذب أُحدوثتكم » .
فتقول عليها السلام : « الحمدُ لله الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وطهّرنا تطهيراً ، لا كما تقول ( أنت ) ، وإنّما يُفتضح الفاسق ، ويكذّب الفاجر ، وهو غيرنا يا ابن مرجانة .. » .
فقال : « فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتكِ ؟ » ، قالت : « قوم كُتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتختصمون عنده.. » فغضب بن زياد ( واستشاط ) وقال : « قد شفى الله غيظي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك » ، فبكت وقالت : « لعمري لقد قتلت كهلي ، وأبرتَ أهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن يُشفك هذا فقد اشتفيتَ ... » (1) .
ثمّ يلتفت ابن زياد إلى عليّ بن الحسين ويقول : « ما اسمك ؟ » قال « علي بن الحسين » قال : « ألم يقتل الله علي بن الحسين ؟ » فسكت ، فقال : « مالك لا تتكلم ؟ » قال : « كان لي أخ يُقال له علي قتله الناس » !!
فقال ابن زياد : « إنّ الله قتله » فسكت الإمام عليه السلام .
قال : « مالك لا تتكلم ؟ » فقال الإمام علي بن الحسين عليه السلام : « الله يتوفى الاَنفس حين موتها.. وما كان لنفسٍ أن تموت إلاّ بإذن الله ... » .
ثم غضب ابن زياد فأراد قتله على جرأته وتجاسره على الطاغية بتلك الاَجوبة ، فتشبّثت به عمّته زينب وتعلّقت به ، وقالت لابن زياد : « يا ابن زياد ، حسبُك منّا ما أخذت ، أما رويتَ من دمائنا ؟ وهل أبقيت مِنّا أحداً ؟ أسألك الله ـ إن كنت مؤمناً ـ إن قتلته لمّا تقتلني معه.. » .
وقال الإمام عليه السلام لابن زياد : « يا ابن زياد ، إن كانت بينك وبينهنّ قرابة فابعث معهنّ رجلاً تقيّاً يصحبهنّ بصحبة الإسلام ... » (2).
أمّا في الشام وحيث الدور الاِعلامي أكثر تأثيراً من قعقعة السيوف وطعن الرماح مع ما يستبطن من فضح وكشف واحتمال تصفية وقتل ، يقف الإمام السجاد عليه السلام في مجلس يزيد ويلتمس الاِذن بالحديث فيُسمح له ، فينبري بعد أن يحمد الله ويثني عليه مسفّهاً الدعاوى الاَموية التي حاولت تشويه نهضة أبيه ، وتزييف أهداف ثورته ، قائلاً :
« يا معشر الناس : فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أُعرّفه نفسي ، أنا ابن مكّة ومِنى ، أنا ابن مروة والصفا ، أنا ابن محمد المصطفى ... أنا ابن من علا فاستعلى ، فجاز سدرة المنتهى ، وكان من ربّه قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء مثنى مثنى ، أنا ابن من أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الاَقصى ، أنا ابن علي المرتضى ، أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن خديجة الكبرى ، أنا ابن المقتول ظلماً ، أنا ابن المجزور الرأس من القفا ، أنا ابن العطشان حتى قضى ، أنا ابن صريع كربلاء ، أنا ابن مسلوب العمامة والرداء ، أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء ، أنا ابن من ناحت عليه الجنّ في الاَرض والطير في الهواء ، أنا ابن من رأسه على السنان يُهدى ، أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تُسبى.. أيُّها الناس إنّ الله تعالى ـ وله الحمد ـ ابتلانا أهل البيت ببلاء حسن ، حيث جعل راية الهدى والتُقى فينا ، وجعل راية الضلالة والردى في غيرنا ... » (3) .
وهكذا حتى عمّ المجلس النحيب والبكاء ـ كما تقول الروايات التأريخية ـ فكشف مالم يكشف وفضح ما تمّ التكتّم عليه أو يُراد له ذلك ، فذكّر الناس أولاً بنسبه الشريف واتصاله بالاِسلام ونبي الاِسلام ، وأشار إلى العديد من الحوادث التأريخية والجنايات التي ارتكبها جيش الاَمويين باسم الاِسلام وتجاوزت حدود الدين وتعاليمه المعروفة ، كالتمثيل بالقتلى مثلاً : « أنا ابن المجزور الرأس من القفا » ، والوحشية في التعامل مع الخصم : « أنا ابن العطشان حتى قضى » والتطاول على حرمة بيت النبوة ، وبنات المصطفى والمرتضى اللواتي « من العراق إلى الشام تُسبى » ... وأكثر من كل ذلك وبصريح القول والعبارة : « أنا ابن المقتول ظُلماً » ...
وهكذا ممّا أدى إلى بكاء ونحيب الحاضرين وإشعارهم بالاِثم والذنب الكبيرين اللذين ارتُكبا بحقِّ الاِسلام ووريثه ، وكيف إن الاِسلام الذي يزعمه الامويون اليوم مجسّداً برمزه الماثل أمامهم أصبح أسيراً يُساق مع عمّاته وخالاته من بلد إلى بلد ، ورأس ابن الزهراء أبيه أمامهنّ « على السنان يُهدى » ...
إنّه ، باختصار شديد ، وبهذه الخطبة الموجزة أصبح الرمز الذي يقود مسيرة الاِحياء ـ إحياء هذا الدين المضيّع ـ الذي شوّهته السلطة الاَموية وحكمت أو تحكّمت باسمه... فتراه عليه السلام حين أراد يزيد أن يقطع حديثه بالآذان للصلاة ، يُعلِّق على صوت المؤذن الذي يقول : « أشهد أن محمداً رسول الله » بقوله : « يا يزيد ! هذا جدي أم جدّك ؟ فإن قلت جدك فقد كذبت ! وإن قلت جدي ، فلمَ قتلتَ أبي وسبيت حرمه وسبيتني ؟ ! » ، ثمّ قال مخاطباً الناس : « أيُّها الناس ، هل فيكم من أبوه وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ » فعلت الاَصوات بالبكاء.
وقام إليه رجل من شيعته يُقال له : المنهال بن عمرو الطائي ، وفي رواية مكحول صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيسأله : « كيف أمسيتَ يا ابن رسول الله ؟ » .
فيستثمر الإمام السجاد عليه السلام هذا السؤال فيروح مندّداً بالعصابة التي حرّفت دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويضع أُولى العناوين العريضة في هذه المسيرة التبليغية الاِعلامية التي قادت وتقود مسيرة الاِحياء العظيمة هذه ، برائدها الوحيد الحيّ الباقي ، مؤكداً على الفرعونية الجديدة التي تتحكّم باسم الدين مستنهضاً همم الرجال ، مقرّعاً ضمائرهم ، مناشداً غيرتهم على دين عظيم ضيّعوه بالتواطؤ مع هذه العصابة الضالة المضلّة ، فيجيب سائله بقولٍ موجز بليغ :
« ويحك كيف أمسيت ؟ أمسينا فيكم كهيئة بني إسرائيل في آل فرعون ، يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وأمست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمداً منها ، وأمسى آل محمد مقهورين مخذولين ، فإلى الله نشكو كثرة عدّونا ، وتفرّق ذات بيننا ، وتظاهر الاَعداء علينا... » (4).
وهكذا تبرز وثائقية هذا الطرح الاِعلامي البليغ ، ويتجلّى دور الإمام السجاد عليه السلام في قيادة مشروع الاِحياء وثورة التصحيح ، ومن هذه المحطة تبدأ رحلة الاَلف ميل مسافة وعمقاً من الشام إلى المدينة ، ليستأنف الإمام عليه السلام مهمته الرسالية في استكمال هذا المشروع وريادة هذه الثورة.
____________
(1) جميع هذه النصوص وردت في كتاب « الكامل في التاريخ ، ابن الاثير 3 : 45 » وفيها إضافة خلاصتها : « فقال لها ـ ابن زياد ـ هذه شجاعة لعمري لقد كان أبوك شجاعاً . فقالت ما للمرأة والشجاعة .. » . وجاءت كلمة ( سجّاعة ) بدل كلمة ( شجاعة ) ، وكلمة ( سجّاعاً ) بدل كلمة ( شجاعاً ) في مصنفات الشيخ المفيد البغدادي 11 : 16 طبعة المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد .
(2) الكامل في التاريخ 3 : 435 .
(1) مناقب آل أبي طالب | ابن شهر آشوب المازندراني 4 : 182 .
(4) مناقب ابن شهر آشوب 4 : 182 .

____________

أقول للذين يرمون أئمتنا بالجبن والتخاذل هل رأيتم شجاعة إمامنا السجاد وموقفه البطولي أمام ابن زياد ويزيد وكذلك موقف عمته زينب عليها السلام هل هناك شجاعة مثل هذه الشجاعة ألم يقل الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأبرار الأطهار : ( أفضل الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر ) .

وهل هناك سلطان جائر أكثر من يزيد اللذي قتل سيد شباب أهل الجنة وشتت شمل عائلته وهم أهل رسول الله (ص) فاعتداؤه على الحسين (ع) اعتداء على رسول الله (ص) والإعتداء على رسول الله (ص) هو اعتداء على الله فهل هناك أعظم من هذا الجور ؟؟؟؟؟؟

وهل هناك سيف أكثر إشهاراً من هذا إنه سيف الحق أشهره إمامنا السجاد (ع) في وجه الطغاة

فهل هناك سبق أكثر من هذا ؟ أجيبونا

إذن فالإمام السجاد (ع) هو سيد السبق وهو الإمام الحق بعد أبيه الحسين (ع)

وسيتضح ذلك أكثر في المشاركات القادمة فما زال الموضوع في بدايته

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

محمد عسلان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 99
اشترك في: الأربعاء يناير 04, 2006 12:01 pm

مشاركة بواسطة محمد عسلان »

من هم الذين يرمون أئمتك بالجبن ؟

وهل تثبت الإمامة عندكم بالنص أم بالدعوة ؟

هذان سؤالان من متحير يريد المعرفة أخي جعفري .


الأخ عبد المؤمن اتمنى فالأمنيات لا تأتي بالتمني

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

هذا بعض ما عندنا ولدينا الكثير عن الإمام علي بن الحسين السجاد ( عليه السلام )
بانتظار إفادتكم بما عندكم عن الإمام علي بن الحسين السجاد ( عليه السلام

تفضل بما لديك ولاداعى للانتظار وحبذا لو تثبت امامته عليه السلام واعتقد لو ثبتت امامة علي بن الحسين عليه السلام فان المذهب الزيدى باطل واتمنى ذلك
شو هيدا التحدي واستعراض الاعضلات ..!!؟؟

اخي اكتفي بما عندك .....! :)

فالزيدية لديها أكثر من نموذج حي ... يعيش في اجواء الامام علي بن الحسين زين العابدين ليله مع نهاره ....!

هم يجسدون سيرة هذا الامام العظيم من خلال الواقع العلمي والعملي معا ...! فهو جدهم كما تعرف .... أو يجب أن تعرف ...!

أقسم أن احد هذه النماذج التى عرفتها كان يقوم بترديد صحيفة زين العابدين " الصحيفة السجادية "كاملة في اليوم مرة ..!

فهل تظن أن الزيدية تجهل سيرة هذا الامام العابد ؟؟ وهل تظن أن الزيدية تنتقصه في دينه أو ترميه بما ذكرت أنت ؟؟؟

ياسبحان الله ما اعظمها من فرية ما فيها من مرية ...!

اخي

كل ما في الامر :


ان لدى الزيدية امام اسمه علي بن الحسين زين العابدين ولديكم أنتم امامكم "فدعو لنا زيننا ولكم زينكم" ..! :)

كل ما في الامر :

ان الزيدية تسمي علي بن الحسين إمام علم فقط ...! بينما تسمي ابنه زيد بن علي إمام علم وجهاد كون الامام زيد خرج بالسف على أئمة الجور....!

كل ما في الامر:

ان الزيدية تفضل من فضله الله وتقدم من قدمه الله وهذا لا يعني الانتقاص من احد ابدا بل يعني اتباع كتاب الله الحكم بيننا وبينكم ....!



تحياتي لك والسلام عليكم !

-------
*
تنويه
اترك المجال هنا للباحث الفاضل اخي/ محمد عسلان وغيره من الاخوان ليفهمو كم وليرد وا عليكم..!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

يقول الاخ محمد الغيل

اخي

كل ما في الامر:

ان الزيدية تفضل من فضله الله وتقدم من قدمه الله وهذا لا يعني الانتقاص من احد ابدا بل يعني اتباع كتاب الله الحكم بيننا وبينكم ....!

************

نرد عليه

الاخ محمد الغيل
تحياتى لك اخى الكريم

طيب لنرى كلامك او كلام الله تعالى فان كان كلامك صحيحا فكلام الله تعالى متناقض

قال تعالى:
" انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة وياتون الزكاة وهم راكعون "

نحن نقول ان هذه الآية هى آية الولاية وهى تنص على ولاية الامام علي ومن بعده من الائمة

اذا اختيار الله تعالى للامام هنا ياتى نصا منه تعالى


وقوله تعالى:

" ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله "

وهنا فى هذه الآية يظهر لمن يقراها ويفهمها ان الامام يعينه السبق لا النص

فكيف بالله عليك القرآن يناقض نفسه مرة نصا ومرة سبقا فإما نصا وإما سبقا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لان الامر يتعلق بشىء اسمه الولاية والامامة !

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

السلام عليكم إخوتي في الله

كتب محمد عسلان :
من هم الذين يرمون أئمتك بالجبن ؟

وهل تثبت الإمامة عندكم بالنص أم بالدعوة ؟

هذان سؤالان من متحير يريد المعرفة أخي جعفري .
أخي العزيز لا حيرك الله وأنت تركب سفينة النجاة وهي سفينة أهل البيت عليهم السلام فنحن نخاطب أهل البيت في الزيارة فنقول : ( ما خاب من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم )
فمن يتمسك بعترة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلا يخيب أبداً لأنهم هم العروة الوثقى وحبل الله الذي يوصل من تمسك به إلى رضوان الله والجنة .

أما بالنسبة لسؤالك الأول فأقول أنتم من يرمون أئمة أهل البيت بالجبن والتخاذل (اللذين هم في الحقيقة أئمة جميع الشيعة مهما اختلفوا وتفرقوا واللذين هم أئمة الناس أجمعين ) وهذا ظاهر للعيان من المواضيع المطروحة في هذا المنتدى المبارك حيث قسمتم الأئمة إلى قسمين إمام علم وإمام علم وجهاد .

فالإمام اللذي عنده علم ويعي ما يقوله القرآن والسنة النبوية عن الجهاد ثم لا يجاهد أليس هو جبان ومتخاذل ؟؟؟ !!! وإلا ما تفسيركم لهذا التصنيف سيدي العزيز ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! أفيدونا جزاكم الله خيراً .

أما بالنسبة لسؤالك الثاني : فأقول إن عندنا نحن الإمامية أن درجة الإمامة درجة رفيعة وتأتي بعد النبوة مباشرة فلا يمكن لأحد أن يدعيها لأنها لاتكون إلا بتعيين من الله عز وجل على لسان رسوله المصطفى ( صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ) . لذلك فالإمام يتعين بالنص لا بالدعوة .
وإذا أردت أخي العزيز فتح النقاش حول تعيين الإمام بالنص أم بالدعوة فأقترح عليك فتح موضوع جديد بهذا العنوان لأن هذا الموضوع مخصص لبيان فضائل الإمام علي بن الحسين زين العابدين عند الزيدية والإمامية فأرجوا منك المعذرة ويمكنك أخي العزيز عبد المؤمن أن تطرح مشاركتك الأخيرة في الموضوع الذي يفتحه الأخ محمد عسلان إذا أراد ذلك.

كتب الأخ محمد الغيل
شو هيدا التحدي واستعراض الاعضلات ..!!؟؟
اخي اكتفي بما عندك .....!
فالزيدية لديها أكثر من نموذج حي ... يعيش في اجواء الامام علي بن الحسين زين العابدين ليله مع نهاره ....! هم يجسدون سيرة هذا الامام العظيم من خلال الواقع العلمي والعملي معا ...! فهو جدهم كما تعرف .... أو يجب أن تعرف ...!
أقسم أن احد هذه النماذج التى عرفتها كان يقوم بترديد صحيفة زين العابدين " الصحيفة السجادية "كاملة في اليوم مرة ..!
فهل تظن أن الزيدية تجهل سيرة هذا الامام العابد ؟؟ وهل تظن أن الزيدية تنتقصه في دينه أو ترميه بما ذكرت أنت ؟؟؟
ياسبحان الله ما اعظمها من فرية ما فيها من مرية ...!
أخي العزيز المحترم ليس هناك تحدي ولا استعراض عضلات فنحن نريد أن نستعرض ما نعتقده في الإمام زين العابدين ونريد منكم أن توضحوا لنا ما تعتقدونه في الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) لنطبق ما تقولونه من أن الإمامة تكون بالسبق وهل ينطبق ما تقولونه على الإمام علي بن الحسين (عليه السلام ) وهذا هو هدفنا من الموضوع لا غير.

أما قولك اكتفي بما عندك فهذا يخالف الهدف الذي أنشأ من أجله هذا المنتدى المبارك فلماذا لا تريد أن تستمع لما عندي وتكتفي بما عندك ؟؟ فإذا كان الأمر كذلك فأغلقوا منتداكم ولا تناقشوا غيركم واكتفوا بما عندكم !!!!!!!!!!!!!!!!
ألا تحب أن تسمع لوجهات الآخرين ؟ فلا تغتر بما عندك فقد يكون الحق مع غيرك وأنت لا تعلم فتأنى وخذ الأمور بحكمة وبصيرة واصبر فإن الله مع الصابرين .
ثم من قال لكم أننا نفتري عليكم ونرميكم بالجهل حين نذكر فضائل الإمام حاشا لله فليس هذا اعتقادنا فيكم ولكننا لدينا لدينا نظرة في الموضوع ولكم نظرة فنريد أن نعرض وجهة نظرنا ونستمع لوجهة نظركم هذا ما أردناه وإن كنت غير مصدق فاقرأ أول مشاركة في هذا الموضوع ولك جزيل الشكر أخي في الله .

الآن استميحكم عذراً في إكمال ما ذكرناه حول الإمام علي بن الحسين ( عليه السلام )

المحطة الثالثة : في المدينة المنوّرة :

1 ـ دوره العلمي:

ليس الحديث عن الدور العلمي للاِمام السجاد عليه السلام مما تجمعه السطور ، أو تفي بالتعبير عنه ؛ ولكن حسبها أنّها تأتي بمعالم تفصح بعض إفصاح عن ذلك الدور وما كان يتمتع به صاحبه من منزلة.
لقد عاش الإمام زين العابدين عليه السلام في المدينة المنورة ، حاضرة الاِسلام الاُولى ، ومهد العلوم والعلماء ، في وقت كانت تحتضن فيه ثلّة من علماء الصحابة ، مع كبار علماء التابعين ، فكان بشهادة أكابر أبناء طبقته والتابعين لهم ، الاَعلم والاَفقه والاَوثق ، بلا ترديد.
فقد كان الزهري يقول : ( ما كان أكثر مجالستي مع علي بن الحسين ، وما رأيت أحداً كان أفقه منه ) . وممن عرف هذا الاَمر وحدّث به الفقيه الشهير سفيان بن عيينة (1).
وبمثل هذا كان يقول الشافعي محتجاً بعلي بن الحسين عليه السلام على انه كان (أفقه أهل المدينة)(2). وبمثله كان يقول معاصر الإمام السجاد عليه السلام أبو حازم المدني (3) ، وغيرهم كثير.
هذا وقد كانت مدرسته تعجّ بكبار أهل العلم من حاضرة العلم الاُولى في بلاد الاِسلام ، يحملون عنه العلم والاَدب ، وينقلون عنه الحديث ومن بين هؤلاء ، كما أحصاهم الذهبي : أولاده أبو جعفر محمد ( الباقر عليه السلام ) وعمر ، وزيد ، وعبدالله ، والزهري ، وعمرو بن دينار ، والحكم ابن عُتيبة ، وزيد بن أسلم ، ويحيى بن سعيد ، وأبو الزناد ، وعلي بن جدعان ، ومسلم البطين ، وحبيب بن أبي ثابت ، وعاصم بن عبيدالله ، وعاصم بن عمر ابن قتادة بن النعمان ، وأبوه عمر بن قتادة ، والقعقاع بن حكيم ، وأبو الاَسود يتيم عروة ، وهشام بن عروة بن الزبير ، وأبو الزبير المكّي ، وأبو حازم الاَعرج ، وعبدالله بن مسلم بن هرمز ، ومحمد بن الفرات التميمي ، والمنهال بن عمرو ، وخلق سواهم.. وقد حدّث عنه أبو سلمة وطاووس ، وهما من طبقته (4) ، غير هؤلاء رجال من خاصة شيعته من كبار أهل العلم ، منهم : أبان بن تغلب ، وأبو حمزة الثمالي ، وغيرهم كثير (5) .
هذا الجمع الغفير وغيرهم ممن وصف بالخلق الكثير أخذوا عنه عليه السلام علوم الشريعة من تفسير القرآن الكريم والعلم بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وأحكامه وآدابه ، والسُنّة النبوية الشريفة روايةً وتدويناً في عصر كانت ما تزال كتابة الحديث فيه تتأثر بما سلف من سياسة المنع من التدوين ، السياسة التي اخترقها أئمة أهل البيت عليهم السلام فكتب عنهم تلامذتهم والرواة عنهم الشيء الكثير ، إلى أحكام الشريعة ، حلالها وحرامها وآدابها ، إلى فضيلة الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد عمدت فيه السياسة على تعطيل الكثير من الاَحكام وتبديل بعض السنن وإحياء بعض البدع ، إلى الجهر في نصرة المظلوم وضرورة الردّ على الظالم وكشف أساليبه الظالمة للناس.
كما تأدبوا على يديه في مجالسه بآداب الاِسلام التي شحنها في أدعيته التي اشتهرت وانتشرت في عهده حتى أصبحت تشكّل لوحدها ظاهرة جديدة في تبني اسلوب روحي متين ، ليس لاِحياء القلوب وشدّها إلى الله تعالى وحسب ؛ بل إلى إحياء معالم الشريعة وحدودها وآدابها الاَدعية التي حفظ المشهور جداً منها في الصحيفة المعروفة بـ « الصحيفة السجادية » نسبة إليه حيث عرف عليه السلام بالسجاد.
والاَثر المحفوظ عنه عليه السلام في كلِّ هذه الميادين أثر عظيم يجمع أسفاراً جليلة ، تتضمن سائر علوم الشريعة الاِسلامية.
وغير ذلك فقد سجّل الإمام عليه السلام سبقاً علمياً وتاريخياً في رسالة تعد من مفاخر الاِسلام وتراثه العلمي ، ألا وهي « رسالة الحقوق » الرسالة الخالدة المحفوظة بهذا العنوان ، والتي استوعبت جلّ الحقوق التي لا يستغني الاِنسان عن معرفتها ، ولا يستغني المجتمع عن احيائها والعمل بها ، لاَجل أن يكون مجتمعاً إسلامياً حيّاً بحق ، كما أرادت له الشريعة السمحة.
ومن ناحية أُخرى فقد ظهرت في عهده عليه السلام مقولات عقيدية تبنتها فرق إسلامية وتمحورت حولها واتخذت منها مناهج خاصة في فهم عقائد الاِسلام وتوجيه أحكامه ، كعقيدتي الجبر والارجاء اللتين روّج لهما الامويون تبريراً لوجودهم في السلطة لمشروعهم السياسي ، وعقيدتي التشبيه والتعطيل في الصفات اللتين اتخذتهما فرق متناقضة بذرائع مختلفة.
وإزاء هذه الاتجاهات وقف الإمام عليه السلام موقفه الواضح والمنسجم مع منهجه في التعليم والدفاع عن مبادىء الشريعة ، فضمّن أقواله الحكيمة وأدعيته المشتهرة نصوصاً تجتث تلك المقولات من جذورها ، من ذلك موقفه مع عبيد الله بن زياد يوم أُدخل عليه في قصر الاِمارة وعُرض عليه فقال له : من أنت ؟
فقال عليه السلام : « أنا علي بن الحسين » .
فقال : أليس قد قتل الله علي بن الحسين ؟
فقال له الإمام عليه السلام : « قد كان لي أخ يسمى علياً قتله الناس » .
فقال له ابن زياد : بل الله قتله.
فقال الإمام عليه السلام : « ( الله يتوفى الاَنفس حين موتها ) (6) » (7).
وكذا موقفه الآخر مع يزيد بن معاوية عند دخوله عليه مع أخواته وعمّاته في الشام.
قال يزيد : يا بن حسين ، أبوك قطع رحمي وجهل حقّي ، ونازعني سلطاني ، فصنع الله به ما قد رأيت.
فقال الإمام علي بن الحسين عليه السلام : « ( ما أصاب من مصيبة في الاَرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتاب من قبل أن نَّبرأها إن ذلك على الله يسير )(8) » (9).
أو ما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن ثقاة الرواة وعدولهم ، قال : أنه لما أُدخل علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في جملة من حُمل إلى الشام سبايا من أولاد الحسين بن علي عليه السلام وأهاليه على يزيد ـ لعنه الله ـ قال له يا علي ! الحمدُ لله الذي قتل أباك !
قال الإمام عليه السلام : « قتل أبي الناس » .
قال يزيد : الحمد لله الذي قتله فكفانيه.
قال الإمام عليه السلام : « على من قتل أبي لعنة الله ، أفتراني لعنت الله عزّ وجلّ ؟ » (10) .
أما موقفه عليه السلام من المشبّهة والمجسّمة فنجده قد اتّخذ شكل دعاء ، كما في دعائه في التوحيد إذ يقول : « إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيئة جلالك .. شبهوك وأنا بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء .. فتعاليت يا إلهي عمّا به المشبهون نعتوك » (11).
ولم يدع الإمام عليه السلام مناسبة تمر إلاّ وأوضح العقيدة الحقّة التي عليها أهل البيت عليهم السلام ، وهي تنزيه الباري جلَّ شأنه وتعظيمه ، وذلك ما تجده شاخصاً في دعائه الاَول والثاني من الصحيفة حينما يحمد الله عزَّ وجلّ ويثني عليه بأجلّ الصفات وأنزهها.
____________
(1) سير أعلام النبلاء 4 : 389 . ومختصر تاريخ دمشق 17 : 240 .
(2) شرح نهج البلاغة | ابن أبي الحديد 15 : 274 .
(3) سير أعلام النبلاء 4 : 394 .
(4) سير أعلام النبلاء 4 : 387 .
(5) راجع : رجال الشيخ الطوسي ـ باب أصحاب علي بن الحسين عليه السلام .
(6) سورة الزمر : 39 | 42 .
(7) الإرشاد | الشيخ المفيد 2 : 116 .
(8) سورة الحديد : 57 | 22 .
(9) الإرشاد 2 : 120 .
(10) الاحتجاج 2 : 132 .
(11) الصحيفة السجادية الكاملة : 22 الدعاء رقم (3) .

____________

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

إخوتي الأعزاء

لقد بينا في المشاركة السابقة دور الإمام علي بن الحسين في مجال العلم فكان الأعلم والأفقه وكان مجلسه مليء بالعلماء والمحدثين اللذين اغترفوا من بحر علمه المشتمل على الدرر واللآلىء الثمينة من كنوز العلم الإلهى الذي أمده الله به فكان حقاً علماً من أعلام الهدى المحمدي .

وسوف نتكلم الآن عند دوره الجهادي في خدمة الإسلام فنقول بعد التوكل الله :

2 ـ دوره في بلورة المعارضة السياسية:

المؤسف في قراءات ودراسات الكثير من المؤرخين والمحللين السياسيين هو ارتباكهم وعدم دقّتهم في تحديد أدوار أئمة أهل البيت عليهم السلام وتفكيك مدرستهم الفكرية والسياسية في تعاملهم مع السلطات ، وكذلك عدم قدرة هؤلاء المحللين على إدراك حكمة تنوّع تلك الاَدوار وفلسفتها وعدم استيعاب حرص الاَئمة على الاحتفاظ بوحدة هدفهم في المحافظة على الاِسلام عقيدةً وشريعةً ، نظريةً ومنهاجاً.

يأخذ بعض هؤلاء المحللين دور الاِمام الحسن عليه السلام مثلاً في صلحه مع معاوية ، ويقومون بتفكيكه بعيداً عن ظروفه وأهدافه ، فيُظهرونه ( سلام الله عليه ) مصالحاً مساوماً متنازلاً قد رضي بانصاف الحلول مؤيداً ومبايعاً ، بعيدين عن الاِنصاف والحقّ طبعاً ، وبعيدين عن الدراسة التحليلية المتأنية التي تضفي على البحث العلمي رصانته وموضوعيته ، وللحدِّ الذي يسفّ البعض فيصفه ـ عليه السلام ـ بأنّه مذلّ المؤمنين ـ كما خاطبه أحد أعوانه يوماً ـ متناسين رأي أبيه فيه في صفين حين قال : « إملكوا عني هذا الغلام ، لشدّة مراسه في الحرب والقتال » ومتجاهلين موقفه هو نفسه ـ سلام الله عليه ـ حين خاطب جيشه قائلاً : « ألا إنّ معاوية دعانا لاَمر ( يقصد الصلح ) ليس فيه عزّ ولا نصفة ، فإن أردتم الموت رددناه عليه ، وحاكمناه إلى الله تعالى بظبا السيوف ، وإن أردتم الحياة الدنيا ، قبلنا وأخذنا لكم الرضا ... » فإذا بالناس من كل جانب ومكان يهتفون ويصرخون ويولولون : « البقية ... البقية » !! (1) .
فتجرّع ـ سلام الله عليه ـ مرارة ذلك الوصف وقساوة تلك التهمة على أن يحملهم على ما يكرهون فيُقال فيه أنّه قتلهم أو قاتل بهم على المُلك ، فضلاً عن حرصه على حقن دماء شيعته بعد أن تأكد لديه نكوص جيشه وتخاذل قادته وانهيار جنوده.
وكما تهلهل مثل هذا التحليل مع الاِمام الحسن عليه السلام ، كان قد تهلهل مع أبيه عليه السلام حين إتُّهم أنّه لم يكن سياسياً فذّاً ؛ إذ لم يتراجع خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الاَمام ـ كما يقول السياسيون الذرائعيون اليوم ـ فيهادن معاوية ثم ينقضّ عليه غدراً ، كما هو شأن الاَخير وطبعه.
وحين يصل الدور إلى الاِمام الرضا عليه السلام أيضاً ترى بعضهم يحاسبه على قبوله بولاية العهد ، فيما حاسبه آخرون على عدم قبوله لها في البداية ، فاتهموه بالتفريط بدماء شيعته عبر إصراره على الرفض ـ حسب زعمهم ـ.
وهكذا مع الاِمامين الباقر والصادق عليهما السلام اللذين انصرفا إلى العلم وترسيخ العقيدة ، ولم يرفعوا السيف لمواجهة طواغيت زمانهم ، وكأن المؤرخين لم ينظروا إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام ، إلاّ من زاوية واحدة أو بُعدٍ واحد ، فجاءت دراساتهم وتحليلاتهم عرجاء تمشي على رجلٍ واحدة ، أو عوراء تنظر بعينٍ واحدة..
أما موقف الاِمام السجاد ـ موضوع البحث ـ من الثورة والجهاد فكان هو الآخر عُرضة لهذا التحليل الشاطح الذي وضع أُسسه صنفان من الناس :
صنف يحب الدعة والاسترخاء فيروح يُفسِّر موقفه عليه السلام دعةً واسترخاءً للتغطية على فشله هو وهزيمته ونكوصه.
وصنفٌ يهوى الثورة والتمرد فيتحامل على الاِمام جسارة أو تجرؤاً فيتّهمه بحبّ الدعة والاسترخاء زوراً وإفكاً.
وهذا يعني أن كلاًّ من هذين الصنفين ـ إذا أحسنّا الظن بهما ـ لم يضع نفسه في مكانه ، وإنّما درس القضية أو قرأها من خارج الظرفين الزماني والمكاني ، وراح يسبح في فضاء هذا الاِمام العظيم ولكن كمن يطير بلا جناح ، أو كمن يتعلّم السباحة على حصير ...
فبعضهم يزعم أنّه اعتزل السياسة والتصدّي بعد فجيعته بوالده وإخوته ، وغدر الغادرين من أهل زمانه ، فاكتفى بالتضرّع والدعاء (2).
وبعضهم يحلّل إنّه آثر الدعاء والبكاء على غيرهما ؛ لاَنّهما أيسر مؤونةً وأقلُّ كلفةً من المواجهة والنزال وحزِّ الرؤوس وجزِّ الرقاب.. (3).
وبعضهم يقول إنّه آثر الدعة والراحة طمعاً بهما بعد أن رأى ما رأى من هول المصائب التي حلّت باخوته وأهل بيته في مجزرة كربلاء...
ويشطح صنف آخر أكثر من هؤلاء جميعاً فيزعم أنّه صالح وساوم السلطة ونأى بنفسه بعيداً عن الثورات الشيعية التي تفجّرت في زمانه ؛ بل تبرأ منها في السرِّ والعلن (4)ـ حسب زعمهم ـ ومن هنا فإنّه أخذ على أيدي هؤلاء الثوار وخذلهم وتنصّل من مسؤوليته تجاه ثوراتهم ، وما إلى ذلك من هذه الدراسات المبتورة والتحليلات الشوهاء...
فلنتوقف قليلاً أمام هذه المزاعم وندرسها بموضوعية وتأنٍ بعيداً عن لغة البُعد الواحد والنظرة الاَحادية والتحليل الجاهز ، وباختصار شديد طبعاً ، آملين ألاّ نكون في هذا البحث الموجز مختزلين أو قافزين على ظهر التاريخ والمؤرخين ..

المرحلة المنعطف :

بالتأكيد أنّ مرحلة الاِمام السجاد عليه السلام يمكن أن تسجّل منعطفاً مهماً بين مرحلتين فاصلتين في عمل أئمة أهل البيت عليهم السلام :
الاُولى : : مرحلة التصدّي والصراع السياسي والمواجهة العسكرية ضدّ المنحرفين والمحرّفين من الفاسقين والمارقين والناكثين ، وقبلهم الكفرة والمنافقين وأعداء الدين الواضحين...
الثانية : مرحلة المعارضة السياسية الصامتة ، أو الرفض المسؤول الواضح للانحراف ، أمام الضبابية والزيف الملفّع بالدين ، وبعد ذلك بناء القاعدة الشعبية والجماعة الواعية التي تتحمّل عبء الرسالة لمواجهة الانحراف والتحريف اللذين غرقت أو استُغرقت فيهما الحالة الدينية تحت شعارات الاِسلام نفسها ويافطات الآيات القرآنية والاَحاديث النبوية..
ومن هنا ، وحين تختلط المفاهيم ، وتهتزّ القيم وترتجّ المقاييس لابدّ من وقفةٍ متأنيةٍ تتيح للاُمّة أن تلتقط أنفاسها ، وتتأمل في ماضيها وتدرس حاضرها لعلّها تضع بعض الخطوات الصحيحة على سُلِّم مستقبلها الآتي..
تأسيساً على ذلك ، كان أمام الاِمام زين العابدين عليه السلام أن يُلفت الاَنظار إلى امور كثيرة اختلط حابلها بنابلها ، وكان عليه أن يجذّر أمور اُخرى في عقول وضمائر الجماعة المؤمنة التي يُراد لها أن تحفظ الاِسلام عقيدةً ونظاماً ، شريعةً ومنهاجاً ، وليس شعاراً وسوقاً ، أو تجارة واستهلاكاً... ومن هذه الاُمور ما يلي :

1 ـ تركيز ثورة الاِمام الحسين عليه السلام في ضمائر الناس باعتباره خرج لطلب الاِصلاح في أُمّة جدّه فعلاً ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، داعياً لتحكيم دين الله ، ولم يخرج ( أشراً ولا بطراً ) ، بل لم يخرج على إمرة ( أمير المؤمنين يزيد !! ) ولم ينوِ تمزيق الصف المسلم أو تفريق جماعة المسلمين ، وبالتالي فإنّه قُتل بسيف أعداء الدين ، وليس ( بسيف جدّه ) كما كان يروّج الاعلام الرسمي آنذاك ، وبعض المؤرخين المتخلفين اليوم(5) .
أي كان على الاِمام زين العابدين عليه السلام أن يفضح الشرعية المزيفة التي تقنّع بها الحكم الاَموي ، ويكشف زيف شعاراته الاِسلامية العريضة ومزاعم انتمائه للنبي والوحي والرسالة الاِسلامية ، وبالتالي يوضح معالم الاِسلام المحمدي الاَصيل والفرق بينه وبين الاِسلام المدّعى الملفّع بتلكم الشعارات .. والعناوين واللافتات ..

2 ـ بناء الجماعة الواعية ، أو كما تُسمى القاعدة الجماهيرية الشعبية ، المؤهّلة لحفظ الرسالة وحدودها بعيداً عن الزيف والتزييف وسياسة تسطيح الوعي التي غطّت مساحات عريضة من الجمهور المسلم بحيث أضحت تلك الجماهير لا تفرّق بين المفاهيم ومصاديقها ، أو بين الشعارات المرفوعة وضرورة تبنيها ، أو بين الاَصيل والطارىء ، الاَمر الذي يُسبّب الفتنة فعلاً أو يُشعلها ، ويحجب الرؤية الواضحة عن النفوس البريئة التي تتأثر بالشعار ولا تغوص في أعماق الاُمور ...

3 ـ تعميق مفهوم الاِمامة والولاية في الجماعة الخاصة بعد أن اهتزّت لدى العامّة تحت ضغط الاِعلام المزيف وأبواقه المأجورة ، ومن ثمّ توضيح الخرق الفاضح الذي تمَّ خلاله فصل المرجعية الفكرية عن المرجعية السياسية أو الاجتماعية ، وبالاَحرى فصل الدين عن السياسة ، وإبقاء مقاليد الاُمور بيد الصبيان والغلمان ، يعبثون بمقدرات البلاد والعباد.

4 ـ العمل بدقّة في مقطع زمني بالغ الحساسية ، يحسب على الاِمام حركاته وسكناته ، ويعدّ عليه أنفاسه وكلماته من جهة ، وموازنة ذلك مع عمل إعلامي وتبليغي بالغ الصعوبة والتعقيد لكشف المعالم الحقيقية للدين ، بعيداً عن عيون السلطة ورقابتها وأزلامها وجواسيسها المنتشرين في كل زاوية وزقاق ، من جهة اُخرى...

القتال على جبهات متعددة :

ومن هنا كان على الاِمام أن يقاتل على جبهات متعددة ويستخدم لغات متعددة في آن واحد ، وهذا أشقّ ما يتحمله أي زعيم سياسي أو قائد ديني يريد مواصلة مسيرته وتركيز خطّه في خندقين متقابلين :
خندق العمل السري ، وخندق الساحة العلنية المكشوفة التي تتربص به الفرص ، وتحسب عليه الكلمات ، وربما تسعى لاستدراجه والايقاع به وإبعاده عن أصحابه أو إبعادهم عنه ، وخاصة الخلّص المؤثرين فيهم ، لئلاّ يتأثروا به ويحملوا رسالته وإشعاعاته ودفين أسراره وتحركاته وأهدافه..
أمام هذا المأزق ، وحيث لم يبقَ في مدينة الرسول ومكة « أكثر من عشرين رجلاً يحبوننا أهل البيت » كما قال الاِمام زين العابدين عليه السلام (6) ، ولم يبقَ من خيار أمام الاِمام إلاّ التحرك بحذر وتؤدة ، ربما لا يُفهمان حتى من قبل بعض المخلصين الذين يريدون أو يرغبون موقفاً علنياً صريحاً تجاه تحركاتهم التي تُحسب عليه ولا تحسب عليهم باعتباره الرمز والمحور وهو المتهم بأنه المحرّك لكلِّ تيار معارض أو متململ ضد السلطة والحاكم.
وبذلك فإنّه أوحى للسلطة بأنه ابتعد تماماً عن العمل السياسي وانصرف للتعبّد والدعاء ، وهو من ناحية اُخرى يسعى إلى تركيز المفهوم الاِمامي الذي أُولى أولوياته مواجهة الظالم بعد الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
وهنا حار المؤرخون فعلاً في تشخيص موقف الاِمام من حركات المعارضة وخاصة تلك التي اشتعلت قريباً منه ، أو تلك التي رفعت شعارات شيعية مثل ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صُرد الخزاعي ، أو ثورة المختار وشعارها المعروف : « يالثارات الحسين » !!
فمن قائلٍ إنّه عليه السلام تبرّأ من ثورة المختار مثلاً ، إلى قائل إنّه حينما جيء له برأس عبيدالله بن زياد ورأس عمر بن سعد وببعض قتلة الحسين ، خرّ ساجداً لله قائلاً : « الحمدُ لله الذي أدرك ثأري من أعدائي ، وجزى الله المختار خيراً » (7) .
ومنهم من قال إنّه لم يُجب على رسالة المختار ورفض دعوته ببيعته له عليه السلام ، وإن ذلك من حقّه ، لكون المختار لم يَستَشِرْه في تحركه أو حركته وإنّه كان بعيداً عنه ولم يكن الاِمام يعرف مكنون توجهاته ونواياه ، إلى قائل : إنّ المختار لم يتحرك إلاّ تحت إشارته وتلقّي الضوء الاَخضر منه ، وهكذا بين مشرّق ومغرّب ويمين ويسار.
أمام هذه المفارقات أو المفترقات لابدّ من القول أن الطريق الاَفضل لاَن يستكمل الاِمام كافة أهدافه ، كان عليه توزيع الاَدوار وعدم الانجرار إلى لعبة السياسة القذرة ، والاحتفاظ بالقدر المعقول من حلقاتها التي يستفيد منها القائد ، ولكن لا أن يقع في مستنقعها الآسن ، فتحسب عليه بعض شطحاتها والتواءاتها وتجاوزاتها...
هذه الموازنة الدقيقة أو المعادلة الصعبة ، لم يكن من السهل على الاِمام السجاد عليه السلام عبورها أو تمريرها ، لاسيّما وانه كان يمارس عمله تحت الاَضواء وفي الهواء الطلق وتحت رقابة العيون والجواسيس من جهة ، وبالتالي فلا ينبغي أن يوحي للسلطة أنّه معارض يبغي الحكم والسلطة ، ولكنه من جهة اُخرى يريد التأكيد على أنّه وصي ووريث ذلك الاِمام العظيم الذي ستبقى حرقة قتله تلتهب في نفس كلِّ شريف عرفه وعايشه وعاشره ، فضلاً عن كونه نجله وولده والمفجوع الاَول بقتله والمسؤول عن الثأر له ومواصلة طريقه ، فضلاً عن أنّه حامل رسالته ومؤدي أماناته وامتداده والاِمام المستخلف من بعده على البلاد والعباد...
هكذا كان الاِمام السجاد يحيا ، وهكذا كانت تمر أيام حياته وساعاته غصّة بعد غصّة ، وألماً بعد ألم ، والمهمة تكبر وتكبر ، وعليه إتمام المشوار وإكمال الشوط إلى النهاية.
فهو من جهة لا يريد المغامرة بتركةٍ ثقيلة عليه أداؤها في تبليغ الرسالة وحمل الاَمانة وبلورة أحكام الدين التي سفّهها حكام بني أمية وجعلوها مهزلة وحكاية ، ومن جهة اُخرى يريد تحريك أجواء الصراع ضد الظالمين واستثمار فضاءاته الحرّة لتطويق مساعي الحكام الاَمويين في الالتفاف على جريمتهم في تحريف الدين وخبثهم في احتواء غضب الاُمّة المقدس ضد قتلة الاِمام الحسين عليه السلام وأصحاب الحسين.
ومن جهة ثالثة : لا يريد أن يُتّهم أنه اعتزل التصدي تشبثاً بالحياة وحرصاً على حطامها ، بل انه كان يسعى إلى تسفيه تلك التهمة باعتباره أزهد الناس في حياة نتنة ( اغتالت حسين السبط واختارت يزيداً )...
وفوق ذلك كلّه أنّه عليه السلام لم يرد أن يعطي للمتقاعسين والمتخاذلين عذراً آخر لتبرير قعودهم وغدرهم واحتمائهم بعزلته وانطوائه ، أي اتخاذ ذلك ذريعةً وغطاءً لنكوصهم وجبنهم وتهافتهم على الدنيا وملذّاتها ، وبالتالي مواصلة طريق الانحراف الذي كان عليه السلام أصدق الناس في محاربته ، وأمضاهم في مناجزته ومناوءته...

الحصيلة :

كانت حصيلة هذا العمل الدؤوب والمنهج الحكيم ، والموازنة الدقيقة ، وبعد انقطاع مفتعل موهم عن مسرح الاَحداث ، واستثمار موفّق لظروف الزمان والمكان ،كانت الحصيلة أن استطاع الاِمام السجّاد عليه السلام وعدد قليل من المخلصين الذين تظافرت جهودهم على نصرته أن يحقق نتائج قياسية ويترك آثاراً عظيمة لا يقدر على تحقيقها أي زعيم أو قائد يمرُّ بظروفه وتعقيدات المقطع الزمني الحساس الذي عاشه أو تفاعل معه أو انفعل فيه.
وكان من هذه الآثار الاَرقام التالية :
* ( كان القرّاء لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين ، ومعه ألف راكب ).
* ( كان القوم لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين ).
* ( قال الزهري : نعم.. لقيته وما لقيت أحداً أفضل منه ، والله ما علمتُ له صديقاً في السرِّ ، ولا عدّواً في العلانية ، فقيل : وكيف ذلك ؟ قال : لاَني لم أرَ أحداً وإن كان يحبه إلاّ وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده ، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلاّ وهو لشدّة مداراته له يداريه ... ) (8).
* ( ... حج هشام بن عبدالملك فلم يقدر على استلام الحجر الاَسود ، من شدّة الزحام فنُصب له منبر فجلس ... إذ أقبل علي بن الحسين عليه السلام وعليه إزار ورداء ، فجعل يطوف ، فإذا بلغ موضع الحجر تنحّى الناس حتى يستلمه هيبة له وإجلالاً .. ) الاَمر الذي أزعج هشام ، فسأل متجاهلاً له : من هذا ؟ فكان جواب الفرزدق في قصيدته المعروفة التي دفع ضريبتها بعد فترة وجاء فيها :
هذا الذي تعرف البطحـاء وطأته * والبيت يعرفـه والحـلُّ والحـرمُ
هـذا ابـن خيـر عباد الله كلُّهم * هـذا التقي النقـي الطاهـر العلمُ
إذا رأتـه قـريش قـال قـائلهـا * إلـى مناقب هـذا ينتهـي الكـرمُ
وليس قـولك مـن هذا ؟ بضائره * العُرب تعرفُ من أنكرت والعجمُ (9)
* ( وقال القرشي لابن المسيّب : ... ثم غاب عني فترة حتى أتيتُ مكة ، فإذا بحلقة مستديرة ، فاطلعتُ لاَنظر فإذا صاحبي فسألت عنه ، فقيل : هو زين العابدين ... ) (10).
* أثناء ثورة المدينة التي تفجّرت ردّاً على مجون الاَمويين وقتلهم لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فزع مروان كأشدّ ما يكون الفزع مع عياله إلى بيت الاِمام زين العابدين ؛ لاَنّ الثورة كانت تستهدفه ، فضمّ الاِمام نساء الاَمويين إلى حرمه ، وقيل أنّه كفل أربعمائة امرأة مع أولادهن وضمهنّ إلى عياله حتى قالت واحدة منهنّ : إنّها ما رأت في دار أبيها من الراحة والعيش الكريم مثل ما رأته في دار الاِمام علي بن الحسين عليهما السلام (11).
* وصفه عمر بن عبدالعزيز قائلاً : ( إنّه سراج الدنيا وجمال الاِسلام ) (12) .
* و ( لمّا مات شهد جنازته البرّ والفاجر وأثنى عليه الصالح والطالح ، وانهال الناس يتبعونه حتى وضعت الجنازة ) (13).
____________
(1) الكامل في التاريخ | ابن الاَثير 3 : 204 ، 217 .
(2) راجع جهاد الشيعة | الدكتورة الليثي : 29.
(3) حياة علي بن الحسين عليه السلام | كاظم جواد السبتي : 320. ونظرية الاِمامة | صبحي الصالح 349 .
(4) ثورة زيد | ناجي الحسن : 30 ـ 31. وجهاد الشيعة | الدكتورة الليثي .
(5) ابن تيمية ، حياته ، عقائده | صائب عبدالحميد : 390 ، الطبعة الثانية.
حيثُ يقول ابن تيمية بالحرف الواحد : ولم يكن في خروجه مصلحة لا في دين ولا في دنيا ، وكان في خروجه وقتله من الفساد مالم يكن يحصل لو قعد في بلده .
وراجع : منهاج السُنّة | ابن تيمية 2 : 241 .
وذهب أبو بكر العربي المالكي في ( العواصم من القواصم ) إلى نحو هذا الرأي .
(6) الاِمام السجاد عليه السلام | حسين باقر : 63.
(7) رجال الكشي : 127| 203 عن عمر بن علي بن الحسين. ومناقب آل أبي طالب 4 : 157 .

(8) بحار الاَنوار| المجلسي 46 : باب 5 ـ 21 ، معلوم أن الزهري من علماء الدولة.. ويبدو أن تحليله للحب والكراهية هنا قد جنح في مالا يمكن تفسيره إلاّ بمعنىً آخر لا نرى ضرورة للتفصيل فيه ، لكونه لم يخرج إلاّ من موقف الزهري من الاِمام عليه السلام ، والزاوية التي كان ينظر إليه من خلالها ..
(9) رجال الكشي : 129 ـ 130 | 207.
(10) بحار الاَنوار 46 : باب 5 ـ 78.
(11) الاِمام زين العابدين | أحمد فهمي : 64.
(12) مقدمة الصحيفة السجادية | السيد محمد باقر الصدر : 6.
(13) رجال الكشي : 117 ـ 118 | 188 عن سعيد بن المسيّب.

____________

هذا هو الإمام علي بن الحسين إمام علم وجهاد فهل يستحق أن يكون من السابقين بالخيرات أم عندكم رأي آخر ؟

بانتظار ردكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

جعفري كتب:إخوتي الأعزاء

هذا هو الإمام علي بن الحسين إمام علم وجهاد فهل يستحق أن يكون من السابقين بالخيرات أم عندكم رأي آخر ؟

بانتظار ردكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله لو تنتظر سنة من الآن فلن تجد من يؤيد دعواك
لان الامر ومافيه هو انه لم يرفع سيفه فكيف يكون من السابقين ؟
ربما ليس لديه سيف !!!
لماذا لم تعطه سيفا يا جعفرى؟
ربما لم يكن يعرف استخدامه !!!

ربما لديه سيف وليس لديه حصان !!!

ربما لم يفهم الآية كما فهمها الزيدية الكرام !!!

السؤال الآن ونريد الجواب من الاخوة الزيدية

هل يستحق علي بن الحسين عليه السلام ان يكون اماما من السبق والعلم ؟

مغلق

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“