السقوط

[ياسر الوزير]

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله : ( الناس كلهم هلكى إلا العالمين والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم )
هكذا يبين لنا الحبيب صلى الله عليه وآله مدى وعورة الطريق إلى الله تعالى ، دائرة ضيقة تزداد ضيقاً لتخرج كل خبث ليبقى من صدق مع الله تعالى ولم ينجر مع شهواته ، ليس المسألة أن أكون عالماً ، وليست المسألة أن أعمل خدمة لقضية حتى وإن كانت عظيمة ، بل المسألة هي الإخلاص وحتى من استطاع أن يصل إلى حقيقة الإخلاص ما زالت طريقه وعرة فمداخل النفس لا تنتهي وهو في خطر عظيم يوشك أن يسلبه إخلاصه ويودي به إلى مهاوي السقوط .
إذن فعلى الإنسان أن يعرف مدى صعوبة واجبه التي ستستمر إلى آخر لحظات حياته ، وعليه أن يعد نفسه إعداداً كاملاً يؤهله للقيام بهذا الواجب ، عليه أن يتشبث بكل قوة وصلابة بكل ما يحميه من السقوط ، ثم عليه آن لا يجعل لسقوط الآخرين مهما كانت مرتبتهم تأثيراً على خطاه ، فكم هم المتساقطون على الدرب ، تخور قواهم وتعجز إرادتهم أمام رغباتهم وشهواتهم ، وهاهو الله سبحانه وتعالى يضرب لنا مثلاً بيناً على هذه القضية حيث يقول جل وعلا : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ) آتاه الله العلم والهدى والآيات البينات لكنه سقط متبعاً لهوه .. سقط إلى الأرض في الوقت الذي كانت تلك الآيات سبباً بيده كفيلاً برفعته وسموه ، ثم هاهو القرآن يصوره بأقبح صورة يصور بها إنساناً ساقطاً ( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) ، وهكذا صار ممقوتاً مستحقراً بسبب حسده لأحد أنبياء لله تعالى .
إبليس نفسه عبد الله ستة آلالف عام.. ركع وسجد .. بكى بين يديه .. لم يترك مكاناً على الأرض إلى وعبد الله فيها ، لكنه سقط في لحظة اتباع لهوى ، فإذا كان سبب سقوط الأول هو الحسد ، فهذا سقوطه كان بسبب الكبر ، وكم ذا أعدد من الأسباب التي تودي بالإنسان وتوصله إلى السقوط في الهاوية .
لكن هل نستطيع تقبل سقوط من تملكوا قلوبنا بأعمالهم العظيمة ونظرت إليهم أعيننا بإجلال لعطائهم الثمين وكانت لهم الصورة الأكبر في النفس ، صعب ذلك وعسير ، كيف تتحول الصورة النقية الناصعة البياض إلى ظلام دامس ، وكيف يصير المنهل الذي طالما ارتشفت منه النفس ماء الروح منتناً !!
إنه أمر صعب وعسير ، ربما يكون سبباً لسقوط الآخرين ولكن .. على الإنسان أن ينظر إلى هذا الأمر بمنظار الحقيقة ، وأن يتعامل مع مثل هذه القضايا بما يوجبه عليه القرآن مهما صعب عليه ذلك ، وعليه أن لا يلتفت يميناً ولا شمالاً في سبيل الخلوص بنفسه .
كم من الناس سقطوا بسقوط الآخرين ، فهل نكون مع هؤلاء !! هل ننجر مع من ظهروا أمامنا بزي القداسة وإن علمنا انحراف طريقهم أم نطلب القداسة نفسها !! أم تتهدم في أعيننا كل صور القداسة فنذهل إلى خارج الدائرة ظناً منا أن سقوط إنسان هو سقوط المبادئ وهو سقوط القيم .
صعب وأيما صعب أن يسقط من كان لك مثالاً يحتذى في يوم من الأيام ، لكن الأصعب من ذلك أن تسقط أنت .
( ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين )
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

[لن نذل]

سيدي ومولاي فديتك بنفسي لا تحزن، فمن سقط سيأتي الله من المؤمنين المخلصين الذين باعوا أنفسهم له، وخشيته تمنع عنهم الإلتفات إلى مغريات الدنيا ، والجنة في أعينهم فلا تهمهم أموالا وكنوزا زائلة وجاه وسعادة زائفة، قلوبهم تنبض بالإخلاص والتفاني لنصرة الحق وأهله.
﴿ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ﴾
(...وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون ﴾

نسأل الله الثبات
نسأل الله الثبات
نسأل الله الثبات

[بنت الهدى2]

قد يسقط المرء ولا تسقط القيمة ولكنك تقف متحيراً مذهولاً وربما تقف كل حواسك وأنت تسال اين الخلل ؟لماذا؟ كيف ؟ وتتزاحم الأسئلة إلا أن تصل إلى مرحلة الشك في نفسك هل أنت صادق هل لديك أخطاء تبررها لنفسك وتضفي عليها صفة الشرعية . وما هو السبيل الذي نلجأ إليه لصلاح أنفسنا ، وربما تضيع الكلمات من هول السقوط ,

لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا
وبت اشكو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبة
ومن عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
ما لي على حملها صبرٌ ولا جلد
وقد مدت يدي بالذل مفتقراً
إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنها يارب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يرد

[محمد الغيل]

الى متى تدوم احزان قلب مخرق ...؟

يا لهول المصاب


بلسم الحوقلة هو الحل سبعين مرة تفي بالغرض

ومع هذا تظل احزان قلب مخرق ...!!

مؤكد أن الخلل كبير وقد شملني ايضا

فبلسم الحوقلة لايبقى معه حزن أو شعور بالدونية والذل ومع هذا تدوم وتستمر تلك الاحزان ..! "اللهم استر عيبي اللهم مزيدا من الستر يا ستار "

اخيرا وضعتُ يدي على مكمن الجراح والعيب .... شكرا سيدي الياسر فأنت من بصرني ...! "تقديس الاشخاص أكبر فخ يقع فيه الهائم في زمن التيه "

ايها الحبيب ....ياسر ..... بحقٍ قلبك كبير ويتسع للجميع...!

لقد عرف الله منك ذلك كما عرفته أنا وشعرتُ به عند حديثنا بالامس ..!

"نداء"

يا من سقط من شاهق

وتردى في مستنقع ..... ... لقد جاءت رحمة الله اليك هذه المرة في صورة عذاب اليم في دنياك ..... اتعرف لما ...؟؟؟

اللهُ ما زال يحبك ما زال منفتحا عليك بل ويرى فيك الخير وهذا بابه مفتوح مفتوح على مصراعيه فنطلق اليه وبسرعة ...!

اغسل بدموع عينك قلبك الملوث والملطخ بادران الذنوب والمعاصي وتخلص من

شذوذك المعيب فكل من عصى الله وخرج عن طريق الصواب تحول الى شاذ وشيء غريب

داخل مجتمعه وبين اهله واخوانه واجيرانه هكذا يجب ان ننظر اليك ..!


ربنا اغفر لنا واسترنا ولا تفضحنا بين خلقك ..فعبدك ذو ذنوب

ربنا ذهب الكثير من العمر في ستر وعافية فرجائي اكمال المشوار حتى النهاية بحسن

خاتمة مرضية لي ولكل مؤمن ومؤمنة

اللهم بحقك وبحق محمد وآله صل على محمد وآله واستجب لي اللهم آمين

[بنت الهدى2]

لابد للخالق جل وعلا من حكمة لما نحن فيه ولكننا لا ندركها أما الألم فعميق والجرح لو اندمل سيبقى آثره باق إلى قيام الساعة لنسأل بعضنا لما الخديعة والزيف

[وجدانُ الأمةِ]

تقديس الأشخاص على حساب المنهج مشكلة عضال في جسدنا كمسلمين بعيدين عن المنهج ..وسوف أذكر مثالاً لا علاقة له بالسقوط ولكنه يدلل على ما نعانيه من خلل في ترتيب أولوياتنا..والمثل هو تلك الجماهير الغاضبة التي راحت تجوب الشوارع صارخة ( إلا رسول الله) عقب الرسوم الدانماركية المسيئة له...هل لاحظتم كيف أن تلك الجماهير لم يغضبها ولم يستدع خروجها أو أي تحرك من قبلها أن يكون المنهج الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يساء إليه عملياً ليل نهار سواء عبرنا كمسلمين أو عبر غيرنا..!


هذه المشكلة العضال ( تقديس الاشخاص على حساب الفكرة )هي التي تجعل من سقوط فرد سبباً في فك العقد، ومع هذا وبالرغم من تجذر هذه الثقافة إلا أنه لا عذر لمن يسقط بالتبعية..
المفروض أن ما احد يسقط بعد أحد..وإذا سقط شخص ما بعد آخر فلأنه أصلا ً كان خاور يسقط وبيدور له على سبب..!


أخي ياسر...شكراً أخي الكريم على الموضوع .. وراجع بريدك الخاص!

[الشريف العلوي]

جزاك الله خيراً أخي الكريم ..

لكن كيف يُدرك غير الضليع أن الآخـر قد سقط فعلاً وأنه لم يرجـع إلى الحـق ؟! .. ذلك أن المقـلد وهم السواد لا يعرف معيار السقوط ولا الحـق بدليله وقوة الترجيح .. والإخـلاص وحده لا يكفي في التبيين والثبات بل قد يزيد في الضـلالة والعناد إذا كان بغير اتباع وبصيرة وهو العلم ..

إذن الخـلاص هو كما تفضـلت علم ضـد الظن , و عملٌ ضد الغي , وإخـلاص ضد الهوى ..


حفظك الله ..


وانبه إلى أن الحديث المُصـدَّر هو حديث موضوعٌ لا تصح نسبته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .. ومثله عبادة إبليس الرجيم ..

وفي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحيح : ( يا معاذ ! أخلص عملك يكفك القليل ) دلالة على الموضوع ..

[احمد شرف]

بسم الله الرحمن الرحيم


نعوذ بالله من السقوط

[نجل آل محمد]

احسن الله اليكم وجنبنا السقوط وكل مراتعه وعواصفه آآآآآآآآىمين