تحليل حقيقة الصراط (جسر جهنم)

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
الثائر لله
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأحد يونيو 18, 2006 5:11 pm
اتصال:

تحليل حقيقة الصراط (جسر جهنم)

مشاركة بواسطة الثائر لله »

الصراط كما هو معلوم في اللغة هو الطريق أو السبيل و قد يكتب بالسين بدلا من الصاد كما هو معلوم، و لكن عندما ينصرف معناه إلى حقيقة أخرى التي هي الجسر أو بمعنى أصح(جسر جهنم ) كما معروف في بعض أخبار الآحاد .
فهم يستدلون بما هو موجود في بعض كتب الحديث مثل كتاب البخاري المسمى بالصحيح عندهم ، و هو عن الصحة خالي و للأحاديث المعرضة لكتاب الله راوي.
على العموم الحديث الذي يذكر فيه أن الصراط هذا أدق من الشعرة و أحد من السيف و عليه كلاليب و أشواك مثل شوك السعدان ، فإنك عند قراءتك للحديث هذا تجزم أنه ليس لرسول الله ففي متنه ركه و كلام غير جزل لتتخيل أنه من رسول الله و هو مروي عن أبي هريرة المشهور بافتراءه على رسول الله و كذبه عليه و معاداته لأمير المؤمنين من حبه إيمان و بغضه نفاق
فالحديث الوارد معارض بحديث عن أمير المؤمنين علي أن المؤمنين يحشروا على نوق رحائلها الذهب و الفضة ذكر من وصفها ما يدهش الالباب تحملهم حتى تحطهم على باب الجنة كما في الحديث ، هذا المعرض لهذا الحديث من الأحاديث المشهورة.
أما لو حللنا و رأينا في صحة الحديث و لنسلم جدلا بالصحة و نقول :_ متي سيكون المرور على الصراط قبل الحساب أم بعده ؟ فإن قال قبله و هذا لا يمكنه فإن هذا معناه أنه لن سيكون حساب بعد ذلك فقد وقع الكافر في النار و نجى المؤمن ولا حاجة غلى تكرار القضية و المحاسبة من جديد فكل قد صار إلى مصيره ،و لا قائل بهذا الخبر و لكن على سبيل الاحتياط إن قال به شخص ما ،فإن قال لا بل بعد الحساب و معرفة الجزاء و الثواب. قلنا :_ لو كان بعد الحساب لكان كل واحد عارف مما قد حوسب به مصيره و مآله و لا حاجة إلى إخافته و إضلاله، فقد عرف بأنه إما صائر إلى الجنة أو إلى النار فإن كان إلى الجنه فإنه سيمشي مطمئناً باله لان الله قد حكم له بالجنة و الله عز وجل عند قوله و لن يخلف وعده فهو سيمشي كيفما اتفق حتى و إن سقط فسيسقط إلى الجنة لأن الله قد وعده بها فلا حاجة إلى هذا التكليف و الله سبحانه حكيم لا يفعل شيء لا حكمة منه ، كما أن المؤمن إذا عرف أنه إلى الجنة فلا يصيبه هم و لا قتر .
كما قال الله عز وجل : ( لا يمسهم فيها نصب و ما هم عنها بمخرجين)
كما أن فيه تكليف ما لا يطاق فمن يطيق المشي على الشعرة أو على حد السيف .
كما أن الكافر كما قلنا مهما حاول و اجتهد في النجاة فلا مفر من سقوطه لأنه يعلم أنه من الهالكين كما سبق إخباره عند أستلام الصحف (فأما من أوتي كتابه بيمينه قيقول هاؤم أقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه ...)إلى قوله(فأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه و لم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية... الآيات)
و في كل ما أوردنا غنى لمن يريد التأمل في هذه المأسلة و من يريد المزيد عليه بالإطلاع في شرح الأساس أو في العدة ففيها كل مفيد .
نرجوا ممن قرأ هذه المقالة أن يرد عليها إن كان لديه اعتراض على مسألة منها .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا ابن زيد أليس قد قال زيد *** من أحب الحياة عاش ذليلا
كن كزيد فأنت مـهجـة زيد *** تتخذ في الجنان ظلا ظليلا

" ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا"

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“