إلتفاتة لأخطر المراحل في حياة الإنسان

يختص بقضايا الأسرة والمرأة والطفل
بنت الجزيره
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 126
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2005 10:54 pm

مشاركة بواسطة بنت الجزيره »

اختي الكريمه افاق..اشكرك كثيرا على الرد و قد وصلت الفكره تماما..و انا معك في كل ما قلتيه ..ولانني اخوض تجربة الامومه الان لطفل صغير فأنا اصاب بدهشه و لا اصدق احيانا كيفية ردود وافعال ابني تجاه المواقف المحتلفه و في مره قلت لزوجي ..يبدوا اننا اغبى من ان نستوعب مدى ذكاء الطفل و قدرته على الاستيعاب.. هذا و عمر ولدي لم يتجاوز السنه بعد..اما الان فحدث و لا حرج..في الاخير لا استطيع الا ان اسبح الله عز و جل على قدرته في خلق هذا الطفل معافى في خلقه و عقله ..سبحانه ما اعظمه و ما اقدره
لك كل التقدير لجهودك اختي :)
و....ما تطوليش الغيبه :wink:
الهي ..ماذا وجد من فقدك..وماذا فقد من وجدك!

آفاق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 37
اشترك في: الاثنين مايو 08, 2006 10:45 pm

مشاركة بواسطة آفاق »

السلام عليكم جميعا

قرأت الموضوع الذي نقله الأخ عصي الدمع عن بكاء الطفل وكان الكلام مهم جدا ويخدم في تنمية الطفل إذا فهمنا أبعاده فاخترت أن أخصص الموضوع هذه المرة عن بكاء الطفل.

سأحاول هنا أن اقترب من الموضوع أكثر بشكل علمي لأوضح لماذا يبكي الطفل ومتى يكون ذلك البكاء طبيعيا ومتى يدعو للقلق.

أولاً يجب أن نعلم بأن الأسباب التي يبكي لها الطفل هي طبيعية بنسبة 95% من خلال دراسات علمية ولا يجب ان تدعو للقلق.

فعندما يولد الطفل يدخل في مرحلة البكاء المتكرر ابتداءً من الأسبوع الثاني من عمره لترتفع نوبات البكاء لديه تدريجيا حتى تصل إلى القمة في الشهر الثاني ثم تبدأ بالانخفاض تدريجيا لتقل في الشهر الرابع والخامس وتعود للمستوى الطبيعي.

يجب أن لا يقلق الأبوان من ذلك أبدا فهو شيء طبيعي يحدث نتيجة نمو الطفل وتعرض جسده ونفسيته ومخه لحالات تطور تتفاعل مع المتغيرات حوله ليصبح قادراً على التكيف واستيعاب ما يحيط به. وغالبا ما يكون البكاء بسبب مغص في البطن وأسباب أخرى تعتمد على طبيعة الطفل ومزاجه الذي يختلف من طفل لآخر. فقد يجد الأبوين ان الطفل هذا يبكي أكثر من ذلك وما ذلك إلا لاختلاف طبيعتهم التكوينية منذ الولادة. فهناك من الأطفال من هو صعب الطبع وحاد المزاج يتحسس من كل ما يتعرض له سواء ممن حوله أو من تفاعله مع ما يحدث بداخله أو خارجه من تغيرات.

ففي هذه الفترة ينبغي ان يكون الأبوان أكثر صبرا واستعدادا للمرحلة وان لا يشكل ذلك قلقا أو توترا او حالة إحباط لدى الآباء و الذي بدوره يعكس على الأبناء. فردود فعل الأبوين لذلك البكاء يترتب عليه آثار كبيرة منها القصيرة المدى ومنها ما هو بعيد تظهر آثاره بأشكال مختلفة.

من المهم بشكل عام أن لا يهمل الطفل عند بكاءه، فالبكاء هو الوسيلة الوحيدة التي يملكها ذلك المخلوق الضعيف للتعبير عن أي احتياج سواء كان احتياج مادي من طلب للطعام أو للغيار أو للتنظيف أو للتعبير عن ألم أو شعور بالبرد او الحر وربما يكون احتياج معنوي غير محسوس من احتياج للحنان أو الاهتمام أو الشعور بالأمان وكلها حقوق يطالب بها الطفل منذ ولادته بالفطرة باللغة التي منحه الله التي تمكنه من التعبير والتي هو فيها أكثر قوة من النفسية المهزومة المشوهة التي يصل إليها الإنسان عندما يكبر ويصبح عاجزا عن المطالبة بحقوقه بالوسائل الأخرى.

فكبت الطفل عن التعبير هو سلبه لحق التعبير. ولا يعني السماح له بالتعبير هو تركه ليبكي دون استجابة بل يتوجب علينا أن نفهم تلك اللغة ونوفر له كلما يحتاج سواء كان احتياجه ماديا أو معنويا وبالطرق المناسبة.

يجب أن نعلم أولا بأنه لا يمكن ان يبكي الطفل بدون سبب. فالسبب موجود. حتى مجرد حساسيته المرهفة وطبيعته الصعبة. فذلك في حد ذاته سبب.

عندما يبكي الطفل يجب أن نتأكد من أنه مطعم نظيف آمن وملابسه مريحة ومناسبة للطقس وخصوصا عندما يكون الجو حار. فكثيرا ما يكبل الطفل بملابس أثقل مما يحتاج خوفا عليه من البرد رغم أن الوضع لا يستدعي ذلك وما يشعر به الطفل من برودة وحرارة هو نفس ما يشعر به الكبير. بل ان إحساسه بالبرد اقل من الكبير حيث أن الدورة الدموية لدى الطفل اقصر وبذلك تكون اسرع في تدفئته فلا يجب المبالغة بلفه أكثر من اللازم وتحميله بملابس ثقيلة لا داعي لها إلا إذا كان الطفل قد تعود منذ البداية أو كانت مناعته ضعيفة حينها يصبح حساسا للبرد ولتقلبات الجو. فيجب اختيار الملبس المناسب للطفل وعدم إيصال الطفل للشعور بالحر من خلال لبسه للصوف وسد كل المنافذ للتهوية. وفي نفس الوقت عدم تعريضه لهبات الهواء المفاجئة بعد خلوده الطويل في جو دافئ. نعم يجب عدم تعريض الطفل للبرد في أيامه الأولى كون الجو خارج رحم الأم مفاجئ له ويجب تكييفه تدريجيا حتى لا يتعرض لصدمات البرد.

عودة لموضوع بكاء الطفل: إذا كانت كل الظروف المحيطة تبدوا مستقرة ولم نعرف سبب مباشر لبكاء الطفل فغالبا ما يكون مغصا او تحسس من أي مضايقة نفسية أوشعور بالوحدة إن كان الطفل ذو طبع اجتماعي يتأنس بمن حوله وخصوصا إذا اعتاد على الجلوس بين الجماعة او كان دائما في وضع تتجاذبه الأحضان من يد إلى أخرى. أو كان الاهتمام به في فترة أكثر من غيرها. فالطفل يشعر بتقلبات أمزجتنا وظروفنا ويصعب عليه فهم ماذا يجري حوله. "لماذا تارة يولونني كل الاهتمام ويشعروني بالحب وتارة يهجروني". فكل تلك تعابير يشعر بها الطفل. فإذا كان الوضع كذلك يجب أن نراعي تلك التغيرات ونبدا في التعامل مع الطفل بوعي وادراك. فليس من الضروري حضنه كلما بادر بالبكاء أو عندما يزيد بكاءه إذا لم يكن هناك سبب واضح أو المبادرة بهزه، فقد أثبتت الدراسات بأن هز الطفل يشكل خطر على نموه السليم وقد يتأثر مخ الطفل الرقيق جراء الاهتزازات التي يتعرض لها وكثير من الأطفال يتعرضون لإصابات بالغة يختلف نوع تأثيرها ودرجته حسب نوع استجابة الطفل وحساسيته. فعندما يستمرالطفل في البكاء يكفي ان نشعره بأننا معه حتى إن كان بتقديم اصبع الأم أو الأب ليمسك بها وهو في سريره ليشعر معها بأمان أو بالتربيت على صدره بحنان حتى يشعر بالسكينة و بعدم الإهمال ولا بأس إن ترك بعد ذلك بفترة إن طال بكاءه فقد يشعر المربي بالإحباط عند تقديم كل شيء دون جدوى فيمكن أن يترك بطريقة تدريجية غير جافة. وذلك فعلا بعد التأكد بأنه لا يوجد سبب يمكن إدراكه.

أهم ما يجب ان يعرفه الآباء هي الفترة التي يزيد فيها البكاء الطبيعي للطفل وكيف يمكن التعامل معها. إذا لم يكن التعامل بالشكل المناسب تستمر حالة البكاء لفترات أطول وتتحول لطبائع يترجم فيها البكاء بأنه السلاح لتلبية الرغبات. فإذا كانت ردة الفعل مبالغ فيها وحاولنا تلبية رغبات الطفل كيفما كانت بشكل مباشر يتبع البكاء حتى ان لم تكن تلك الحاجات أساسية وذلك لمجرد إسكاته فذلك يفسر لدى الطفل على المدى القريب والبعيد بأن البكاء هو الوسيلة للحصول على ما يريد ويستمر استخدامه لتلك الوسيلة لفترة طويلة حتى بعد نموه وبعد استطاعته للتعبير عما يريد بطريقة أخرى غير البكاء. فقد أثبتت له التجربة منذ نعومة أظافره بأن البكاء هو أسرع وسيلة لتلبية الاحتياج. ويعتمد ذلك أيضا كما قلت سابقا على طبيعة الطفل ومزاجه والتي تزداد سوءا عندما لا نتعامل معها بالطريقة المناسبة.

هذه هي الحالات الطبيعية لبكاء الطفل والتي تقع في نطاق ال 95% من حالات البكاء وهناك أسباب خاصة لها متعلقات ومترتبات مختلفة لا يسعنا الحديث عنها كونها حالات نادرة.

تحياتي
(( أفلا يتدبّرون القرءان أم على قلوب أقفالها )) صدق الله العظيم.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأسرة والمرأة“