يوم الغدير(كتبت يوم 18ذي الحجة سنة 1425 للهجرة)

[أبو القاسم اليوسفي]

حمداً لمن رفع السماء بلا عمد **** حمداً لمن أرسى الجبال كما الوتد
من يأت للطفل الصغير برزقه ***** في ظلمة الأرحــام رزقاً لا يحد
عجزت لرؤيته النواظر جملة ***** و العقل يشهد و القران به شهد
قد جاء في القرآن ضمن تمدح **** من قبله نفي الشريك مع الولد
ثم الصلاة على النبي محمدٍ ***** طه ختام الأنبياء أولي الرشد
من جاءنا بالدين بعد ضلالة ***** فيها جميع العالمين لقد سقط
من خصه رب العباد بخمسة* **** لم يعطها للأنبياء كما ورد
في نصره بالرعب عند جهاده **** و الأرض طاهرة إذا فيها سجد
و النفل قد حلت له من بعد أن ***** كانت تحرم قبله فيما وجد
و نبينا أرسل إلى العالم كما ***** أن الشفاعة خصصت فيه فقط
صلى عليه الله ما ليل أتى ****** دوماً مدى الأزمان أو برق رعد
و على ابن عم المصطفى ليث الوغى *** من قد يُسمَّى حيدراً ذاك الأسد
حامي حمى دين الإله بسيفه ****** و بنفسه من دون خوفٍ أو كمد
قد نام فوق فراش خير خليقة ***** متلحفاً بلحافه من دون صد
ففدى النبي بنفسه بعزيمة ****** لا يلوها خوف الحِمام له أبد
أرسل إليه الله منه ملائكاً ****** يحمونه من أن تُمَدُّ إليه يد
غبطوا عليه مقامه و مكانه ****** عند الإله بهم يباهى دون حد
و الله فضله على الأصحاب في الــ **** ـقرآن في آيٍ كثيرات العدد
نفس النبي كما أتت متلوة ****** في آل عمران كما قال
الصمد او كذلك الإنسان جاءت كلها ***** فيه و أهليه يبن فيها الرشد
هذا الرسول يقول فيه مقالةً ****** في يوم خُمٍ و الجميع لها شهد
من كنت مولاه فأنت وليه ****** في ضمن قولٍ واضحٍ فيه السند
و كذا دعا اللهم وال وليه ******* و اخذل و دمر من يعاده يا أحد
و انصر جميع الناصرين له و كن ******** للخاذلين مخذٍّلاً عند المدد
فوفى به منهم رجالٌ قلةٌ ******** و الآخرون بقول طه قد فسد
فالله يحكم بينهم في حشره ******* للخلق فالرحمن لا يظلم أحد
لا يمحو التاريخ ذكر خلافة ******** لولي رب العالمين مدى الأمد
قد كان في عشرٍ مضت من هجرة الــ**** ـمختار طه أرخوها بالعدد
ذي الحجة الشهر المحرم شهرها **** لثمان عشر منه في الجمعة يعد
في مثل هذا اليوم كانت دقةً* ****** و الدهر يمضي فاتقي ما قد أعد
غاظت قلوب الحاقدين له فهم ******* في غمة طول الزمان بهم كبد
و لذا فهم يسعون في إنسائه ****** أنَّى لهم هذا فإنا بالرصد
أنى لهم أن يقطعوا عاداتنا ******** فالحب في قلب القبيلي لا يرد
حبٌّ لطه و الوصي و زوجه ******* و ابنيهما أهل الكرامة و الرفد
قرنا كتاب الله لن يتفرقا ******* حتى ورود الحوض فيما قد وعد
كم من حديث من رسول قد ****** جانا بفضل الآل مضمون السند
و كذاك شيعتهم و فضلهمو على ****** كل الخلائق جملة فيما قصد
فامسك بحبل الله تنجو سالماً ****** فالله يوصي بالتمسك و الحيط
و في الختام صلاة ربي دائماً ****** تغشى رسول الله ما عبد سجد
و على أمير المؤمنين وصيه ****** في خلقه من لا يضاهيه أحد
و على البتول صلاة ربي مثله ****** خير النسا في العالمين بدون ند
و كذا على السبطين من قاما على ***** دين الرسول مجاهدين لمن مرد
و على الأئمة من بنيهم جملةً ***** من طبقوا الشرع الحنيف بخير رد
_________________________________________
* وكان تاريخ الذكرى هذه في نفس اليوم و التاريخ و بداية المنع فكتبت هذا
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لما فيه الخير و صلى الله و سلم على محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين و سام تسليماً كثيرا.