هوامش على فتنة (الناس) وتمرد (ناصر يحيى)!
30/5/2006
عبدالفتاح البتول
من عجيب أمر المتعصبين وكل أمرهم عجيب، أنهم يرون القشة في عيون الأخرين ولا يرون العود في عيونهم، فتجد صحيفة "البلاغ" تنال من أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه- تجريحاً وسباً ولعناً وتكفيراً بصورة متواصلة منذ أكثر من سنة، دون كلل أو ملل، بل همة عالية في الإساءة لأعداد من الصحابة، ومع ذلك فلم يحرك أحدهم قلمه أو لسانه ليقول لهم: أن مثل هذا المسلسل –البرازيلي- والفيلم الهندي يفتح أبواباً للخلافات المذهبية والنزعات الطائفية التي تفكك اصطفاف المجتمع.
لم يحدث من هذا شيء، بل العكس فقد شارك في مسلسل –الطعن- بمعاوية أعداد كبيرة من الأقلام المسمومة والقلوب المريضة، وكذلك الحال في صحيفة "الأمة" التي صرحت في بعض أعدادها بتكفير ولعن معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، فهذه الأفعال التكفيرية عند بيت الوزير والمحامي حسين الشامي، ومحمد مفتاح والديلمي، ولقمان والحوثي، وكل من كان على شاكلتهم ووقف معهم، فإن تكفير مجامع من الصحابة وبهذه الصورة الفجة والعملية المستمرة قضية فيها نظر!
أما أن يكتب –ناصر يحيى- مقالاً أو مقالين في صحيفة "الناس" رداً على إساءة عدنان الجنيد لأبي هريرة –رضي الله عنه- وطعنه بالصحيحين –البخاري ومسلم- فإن ناصر يحيى قد ارتكب جريمة لا تغتفر، نعم هذا هو منطق القوم الذين تكلم باسمهم المحامي حسين أحمد الشامي الذي دبج رداً على مقال الأخ ناصر يحيى قبل أن يدخل في الموضوع، فمن أول كلمة ومن خلال المقدمة أسرع المحامي الشامي متسائلاً ببراءة في هذا "التوقيت لمصلحة من يا ناس"؟؟
"وفي هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها بلادنا.. تفاجئنا صحيفة "الناس" بموضوع يفتح باباً واسعاً للخلافات (المذهبية) التي تفكك اصطفاف المجتمع لمواجهة هذه الظروف الاستثنائية الخطيرة" انتهى كلام المحامي الشامي الذي ناشد صحيفة "الناس" أولاً و"البلاغ" ثانياً بوقف مثل هذا العبث الذي لا يليق بالظروف الخطيرة. والأكثر غرابة أن يأتي رد تحريضي ضد ناصر يحيى من أقصى السجن المركزي بقلم محمد مفتاح الذي أصبح (علامة) في عدة شهور قضاها مسجوناً، وأصبح سجين رأي لأنه متهم بالعمالة لإيران ودعم تمرد الحوثي وفتنه. مفتاح من معتقله وزنزانته يكتشف اكتشافاً علمياً خطيراً بأن الكاتب ناصر يحيى له رصيد سابق في التحريض على سفك الدماء في صعدة وقمع الزيدية في صنعاء، ويؤكد مفتاح -الشر- من خلال اكتشافه على أن ناصر يحيى شحن البيان رقم (1) بأدهى وأخطر عبارات التحريض والإثارة" انتهى تحريض محمد مفتاح ضد ناصر يحيى الذي تحول إلى مصاص للدماء ومثير للفتن، ومحارب للزيدية بطريقة ملتوية.. انتهى كلام محمد مفتاح الذي يحرض ضد ناصر يحيى بطريقة واضحة، وأساليب كاذبة، يظهر فيها مفتاح السجين الطليق مدلساً عظيماً ومزوراً كبيراً، فقد افترى أن ناصر الحق حشر أئمة الزيدية وأظهر مذهبهم على أنه مذهب التقليد الأعمى، وعدو للعقل"..
وفي هذا تحريف واضح واتهام فاضح، فهذا الكلام ورد في مقال ناصر يحيى متهماً عدنان الجنيد بأنه وبما ارتكبه من حماقات وسفاهات –للبخاري ومسلم- قد مست المذهب الزيدي الهادوي وأئمته الكبار، وأظهرته بأنه تقليد أعمى وعدو للعقل، فالجنيد -حسب ما قاله ناصر يحيى- في كثير من المسائل التي أثارها كان يظن أنها خاصة بالسنة وأصر أن يقدمها أنها من سيئاتهم.. فشاء الله تعالى أن يكشف أن الطرفين السنة والزيدية متفقون في هذه المسائل رغم أنف الجنيد.." انتهى كلام ناصر يحيى حرفياً.
وللقارئ المتابع، والناقد البصير أن يعود إلى الحلقة الأولى من مقال الأخ ناصر يحيى ليعرف من يحرض على من، ويدرك أن مفتاح -الفتنة- تعصب في رده، وألغى عقله، وشغل شيطانه، وقلب الحقائق وزور الوقائع، زوراً وبهتاناً، وتحريضاً ضد ناصر يحيى وصحيفة "الناس" وبعض الكتبة وقدمهم كبش فداء، وأضحية حلال زلال للمتعصبين والمقلدين والشباب الضال مع كثرتهم وقلة عقلهم.
إنني في هذه السطور لا أدافع عن ناصر يحيى الكاتب الرائع، والباحث القدير، فإن له قلماً فتاكاً وأسلوباً صاروخياً، ويمتلك قدرة على الدفاع والهجوم والقضاء على خصمه بالضربة القاضية وفي الجولة الأولى فلست في مقام الدفاع عنه وإن كان ذلك شرفاً لي، ولكنني أحاول تقديم بعض الملاحظات والوقفات على هامش هذه الفتنة التي أيقظها –وهي نائمة- الجنيد إبن الأخ الذي ذهب يكرر سقوطه وبذاءاته ضد أبي هريرة والبخاري ومسلم هؤلاء الأئمة الذين لهم مكانة كبيرة في قلوب وعقول المسلمين وخاصة أهل السنة الذين يرون في –البخاري ومسلم- أصح الأحاديث النبوية وأكثرها أهمية، ومن أحاديث أبي هريرة وصحيح البخاري ومسلم نستمد غالبية عقيدتنا وشريعتنا بعد كتاب الله عز وجل.
لأجل ذلك فإن الطعن في هؤلاء طعن في شريعتنا التي نقلوها إلينا، فهل ما قام به عدنان الجنيد حرية رأي، وقضية عادية، وهل أخطأ ناصر يحيى عندما أخذ يناقش ويفند شبهات الجنيد، وكيف تكون مقالة ناصر يحيى إثارة للفتنة المذهبية، وسفاهات الجنيد –توطيداً- للوحدة الوطنية، وترسيخاً للديمقراطية، ما لكم كيف تحكمون، كيف يصبح حقكم حق وحق ناصر يحيى مرق؟!
والحق أقول أن الجنيد العم والابن والأخ مثل الحوثي الأب والإبن، ومثلهم مفتاح والديلمي، والعماد، ولقمان، والوجيه، والوزير كلهم لا ينتمون إلى المذهب الزيدي ولا تربطهم به صلة، فهؤلاء وغيرهم كثير ليسوا زيدية ولا هادوية، وإنما جارودية إثنى عشرية، تركوا عقيدة ومنهج الإمام زيد بن علي واعتنقوا عقيدة ومنهج الروافض، كما شهد على ذلك بعض علماء المذهب الزيدي الذين اصدروا بيانهم الشهير محذرين من حسين بدر الدين الحوثي وضلاله وانحرافه عن المذهب الزيدي، فقد شهد شاهد من أهلها، وصدر بيان من مصدرها.
لأجل ذلك فإنني أنصح الأخ ناصر يحيى بالحذر الشديد أثناء فضح الجنيد وأكاذيبه واخطائه، فانك لا تناقش ولا ترد على جنيد وإنما أجناد من الحوثيين الروافض الذين يمارسون الكذب والتقية كدين وعقيدة والتدليس والمراوغة كمنهج وثقافة، ولا يمتلكون جرأة أو شجاعة لأنهم يعلنون الزيدية ويبطنون الإثنى عشرية ويؤمنون بوجوب السب والطعن واستحسان التكفير واللعن فلا يكتمل إيمان أحدهم إلا بسب ولعن أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وخالد بن الوليد والغالبية العظمى من الصحابة، وعموم أهل السنة وكل المخالفين لهم من طوائف الأمة، واعلم يا أخ ناصر –وأنت عليم- بأن هؤلاء أكذب من الكذاب العالمي والمزور الدولي فلا يوجد أكذب رافضي ولا أخطر على الإسلام والمسلمين من السيستاني –آية الشيطان العظمى- الساكت عن الحق والمؤيد للاحتلال الأمريكي والداعي للفتنة الطائفية والمشرف العام للحرب الأهلية في العراق وحامي حمى الشيعة في اليمن، المنادي للتدخل الأجنبي استجابه لمناشدة الحوثي ووسوسة مفتاح والديلمي وأكاذيب وأباطيل عصام العماد ومحمد العمدي أحفاد ابن العلقمي، وأصحاب الطوسي والطبرسي، أهل العمائم والقلوب السوداء، والعقول الجوفاء، الذين ينتظرون خروج الغائب المعدوم ويطلبون قضاء حاجتهم من القبور والقباب، عقيدتهم بكاء دائم، ولعن مستمر، ودينهم لطم وضرب بالسلاسل والحديد!! من منظمة غدر إلى مركز بدر، ومن طهران إلى مران ومن الجعفري إلى المحطوري يجمعهم السب والطعن للصحابة الأبرار من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه..
Albatool@yemen.net
ناصبي يكتب...هوامش على فتنة (الناس) وتمرد (ناصر يحيى)!
ناصبي يكتب...هوامش على فتنة (الناس) وتمرد (ناصر يحيى)!
السيد يحيى الديلمي يامن رسمت لكل حائر منهجا ****** هل عاب ألا نهجك الجهلاء