الشفاعة -- طلب ملاحظات وآراء

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

الشفاعة -- طلب ملاحظات وآراء

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

الأخوة والأخوات الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعمل على بحثين حول موضوعي الشفاعة وخلق الأفعال.
الغرض منهما مجرد إثارة مجموعة من الأسئلة وليس استيفاء ما حولهما. أي يجب أن لا يتعدى البحثان 15-20 صفحة مقاس أ4.
وقد وضعت المسودة الأولى من كلي البحثين هنا أملاً في جمع الملاحظات والأفكار منكم، شاكراً ومقدراً أي مساهمة في تحسين البحثين أو تطويرهما.



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وصلوات الله وسلامه على سيدنا وحبيبنا
شفيعنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين

تمهيد
لا يخفى على أحد مدى اهتمام السلطة بجعل دين شعوبها موافقاً لهواها ولمصالحها.
كما لا يجهل أحد قدرة السلطة على التأثير على الدين بواسطة رجال جنَّدوا أنفسهم لخدمتها؛ أو بواسطة بعض العلماء البسطاء السطحيين من أصحاب النوايا الحسنة، الذين تعمل السلطة على إشهارهم لأن بساطتهم تخدم مصالحها؛ أو من خلال كتم الحق، إما بقتل قائله، وإما بتشريده، أو بنفيه، أو بحبسه، أو بمنع نشر كلامه؛ أو بغير ذلك من الطرق والوسائل.
ولا شك في أن السلطة المنحرفة لا بد وأنها ستعمل على تحريف الدين ما أمكن، وأنها ستذهب لتحقيق غرضها مذاهب شتى.
كما لا يخفى على المطلع مدى الانحراف الذي وصلت إليه السلطة بعد انتهاء عصر الخلافة الراشدة، وخصوصاً مرحلة التأسيس لذلك الانحراف على يد معاوية بن أبي سفيان الذي سار على نهج أبيه في محاربة الإسلام، ولكن بأسلوبٍ غير أسلوب المواجهة، بل بأسلوب الاحتواء.
لقد عانى الإسلام منذ مراحله المبكرة. إذ لم تمض ثلاثون عاماً على رحيل المصطفى عليه السلام حتى تولى أمر الأمة معاوية بن أبي سفيان. ولم يكن معاوية مجرد حاكم منحرف، ولو كان كذلك لكان أمره أهون. ولكنه كان سليل أسرة* عملت جاهدة منذ أيام الإسلام الأولى على القضاء على الإسلام، وعلى رسول الإسلام، وعلى أبناء الإسلام، وعلى دولة الإسلام. وبتولي معاوية، يكون قد وصل إلى السلطة رجل حمل في قلبه أحقاد أهل بيته، مع دهاء، وتجربة عريقة ومُرَّة في الكيد للدين. وقد أدرك أنَّ مواجهة الإسلام بالكفر لن تنجح. وقد أظهرت له تجربة أبيه هذا الأمر. فقرر أن مواجهة الإسلام لن تكون إلا بالاحتواء. والاحتواء إما بتشتيت الأمة إلى فرق بحيث لا يمكنها مواجهته؛ وإما بصرف الأمة عن ما هو فرض وواجب من الأعمال إلى ما هو مندوب ومستحب منها، وذلك بإلغاء وجوب تلك، وبرفع أهمية الأخيرة؛ أو بتحريف الأفكار الإسلامية بحيث يتحول الدين من محرك للأمة إلى مشلٍّ، ومن باعث للشعور بالمسؤولية والمراقبة إلى سبب للامبالاة والاهمال. وهكذا عمل، ولذلك نجح... أو كاد أن ينجح. فقد قيض الله تعالى لهذه الأمة أعلاماً من أهل بيت نبيها، ومن شيعتهم، وتلاميذهم المخلصين، عملوا على حماية نور الله من أعمال من أراد أن يطفيه. فحفظوا لنا بدمائهم، وبجهادهم، المعاني الراقية في القرآن الكريم كما أرادها الله تعالى، وكما بينها رسول الهدى عليه السلام.
وهذه السلسلة من الأبحاث القصيرة هدفها الكشف عن بعض جوانب التحريف الفكري الذي أعملها معاوية وخلَفه في أمة الإسلام. وذلك لتعود الأمة إلى الإسلام الذي أتى به المصطفى سليماً نقياً من كل شائبة. وإذ ذاك يمكن لهذه الأمة أن ترجو نهضة أو صلاحاً، أما وهي تعيش ديناً أثَّر فيه بنو أمية، فلن يكون لها إلا الذل والهوان كما هو اليوم، وكما كان بالأمس. وغاية ما سترجوه هذه الأمة هو بعض المناوشات هنا وهناك، وبعض الرصاص الطائش الذي يدوي ولا يصيب، مثلهم مثل أي أمة تعمل ضد عدوها. & إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ^، وبعضنا ينسى أن فكرنا هو الجزء الأهم من أنفسنا، وإن
وقد وقع الاختيار على موضوعي خلق الأفعال (الجبر) والشفاعة كبداية لهذه السلسلة لأسباب، أهمها وأجدرها بالذكر ما للمفهومين المحرَّفين والشائعين بين الأمة من أثر في إضعاف الشعور بالمسؤولية، والرهبة من المعاصي والجرائم. فكل مجرم، ظالم، فاسق، فاجر، مهما بلغ جرمه وظلمه وفسقه وفجوره، يؤمن أنه لا حول له ولا قوة، وأن ما يعمله مقدر عليه من الله تعالى، وأنه في أعماق نفسه يشعر أنه غير مسؤول البتة عن أفعاله. ثم إنه يعلم أنه في كل الأحوال قد لا يُحاسب، وإذا حوسب فقد لا يُعاقب، وإذا عوقب فسيكون عقاباً سريعاً بعده يدخل جنة الخلد مع أولياء الله، الصالحين، المؤمنين، الأبرار. وقد يقابل هناك بعض ضحاياه من أولياء الله، فيجد من قتلهم، ومن شردهم، ومن عذبهم، ومن أكل أموالهم، ومن أرعبهم، فتتم المساواة في أروع صورها : المساواة بين المجرم والضحية!!

ومعالجة موضوع الشفاعة تكون من طريقين:
الطريق الأول: بطرح موضوع الشفاعة كما هي شائعة في الفهم العام، وذلك بإزاء مفهوم الشفاعة كما تكلم عنها القرآن الكريم.
الطريق الثاني: بأخذ أسانيد أحاديث الشفاعة ودراستها دراسة نقدية، لمعرفة الصحيح منها من الضعيف.
وقد وقع الاختيار على البدء بالطريق الأول، لأن الأصل هو البحث في نصوص الأحاديث ومقارنة دلالالتها بما يدل عليه القرآن، وذلك كله قبل البحث في أسانيدها. وأما الطريق الثاني فسيكون موضوع بحث مستقل من بحوث هذه السلسلة بحول الله وقوته.
والله من وراء القصد.


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة
لا خلاف بين المسلمين في أصل ثبوت الشفاعة لبعض الخلق. وإنما وقع الخلاف الكبير بينهم في فائدة الشفاعة، وفي من يستحق الشفاعة. فذهب أئمة أهل البيت، وشيعتهم الزيدية، وجميع المعتزلة، والإباضية إلى أن الشفاعة هي لرفع درجة المؤمنين* في الجنة، وأن فائدتها مثل فائدة استغفار الملائكة للمؤمنين، التائبين، السالكين سبيل الله، والصالحين في قوله تعالى: & الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ^[غافر: 7-9]، كما ذهبوا إلى أنها للمؤمنين خاصة دون غيرهم.
وذهب بعض أهل الحديث، والأشاعرة، والماتريدية، والإمامية إلى أن فائدة الشفاعة هي لتخليص المجرمين والفاسقين والظالمين من عذاب الله العزيز، وإلى أن مستحقيها هم المجرمون، والفاسقون، والظالمون، من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم*.
ومنشأ الخلاف حول هذه المسألة هو ورود مجموعة من الأخبار المنسوبة إلى رسول الهدى التي تفيد استحقاق الفاسقين والمجرمين لشفاعة الشافعين. وأما القرآن الكريم فلم ترد فيه أي إشارة معتبرة إلى أنَّ الله تعالى يُشفِّع أحداً في المجرمين من أمة محمد صلوات الله عليه وعلى آله؛ بل جاءت الدلالات القرآنية عكس ذلك، حيث أكد القرآن الكريم في أكثر من موضع على نفي ذلك الأمر نفياً قاطعاً كما سيأتي.
وعلى كل حال فلتحقيق صحة هذه الأخبار لا بد من النظر في أمرين:
الأول: النظر في معانيها، ومدى موافقتها أو معارضتها للقرآن الكريم.
الثاني: النظر في أسانيدها، ومدى صحتها.
وغرض البحث في هذا المقام هو القيام بالأمر الأول، وباختصار؛ فالغرض الإشارة بما يكفي اللبيب.

وسيتم التعرض إلى ثلاث قضايا:
الأولى: ذكر بعض المعاني الاجمالية المستفادة من الأخبار التي أثبتت شفاعةً للفجار، وخروجاً لهم من الجحيم أجارنا الله منها.
الثانية: بعض الملاحظات حول معاني هذه الأخبار مقارنة مع القرآن الكريم.
الثالثة: مقارنة معاني تلك الأخبار مع أحاديث نبوية، ومع أخبار أخرى.

وجوب تقديم البحث في معنى الحديث قبل سنده
قبل الخوض في صلب الموضوع لا بد من الإشارة إلى موضوع مهم جداً، وهو وجوب عرض الأخبار جميعها على القرآن الكريم.
فباعتبار أن القرآن هو حجة الله العظمى على الخلق بعد حجة العقل، فإن الواجب على أي مسلم ينظر في أي خبر منسوب للنبي أن ينظر أولاً في معناه. فإن كان الخبر يدل على معنى من المعاني الإيمانية، فلا بد من أن يرجع عندها إلى القرآن لينظر فيما إذا ذكر القرآن الكريم ذلك الأمر.
فإن لم يكن لذلك الأمر في كتاب الله ذكر ولا معنى، علم المؤمن أن في هذا الخبر نظر. لأنَّ كل ما يجب الإيمان به، يجب أن يكون أصله في القرآن بوجه من الوجوه، أو في ما تواتر واشتهر عن رسول الله تواتراً قطعياً لا شك فيه مثل عدد ركعات الصلاة.
وأما إذا وجد المؤمن أن القرآن الكريم يتكلم بكلام يخالف ما يدل عليه الخبر، المؤمن عندها أن في هذا الخبر خللاً. لأن الرسول صلوات الله عليه لا يمكن أن يقول كلاماً يعارض كلام الله جل جلاله.
وأما إذا وجد للمسألة أصلاً، ولم يكن فيها معارضة للكتاب العزيز، فعندها يتوجه البحث نحو الأسانيد، لمعرفة صحة نسبة ذلك الخبر إلى رسول الهدى صلوات الله عليه وعلى آله. فقد يصح المعنى المنسوب إلى النبي، ولا تصح النسبة، كأن يُنسب للنبي خبر في فضائلٍ مخصوصة لبعض سور القرآن، فإن المعنى صحيح، إذ للقرآن فضل لا شك في ذلك، ولكن قد لا يكون النبي قد صرح أو أشار إلى تلك الفضيلة بعينها.
فإذن البحث في أسانيد الأخبار يأتي بعد النظر في معانيها؛ فإن لم يكن بين تلك المعاني وبين معاني القرآن الكريم معارضة، صح عندها النظر في السند. أما إذا تعارض المعنى مع القرآن الكريم، فلا حاجة إلى البحث في الأسانيد، إلا إذا كان الغرض تحديد الرواة الذين يتحملون مسؤولية الخطأ أو الكذب.
ويعتمد الكلام السابق على مجموعة من المسلمات هي:
1. إن كل ما يحتج الله به على العباد يجب أن يكون بين أيدي العباد، يطلع عليه جميعهم وبأدنى محاولة.
2. إن القرآن الكريم بعد العقل حجة الله تعالى على العالمين.
3. إن هذه الحجة جاءتنا &بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ^.
4. إن مقتضى كون القرآن الكريم حجة أن فيه حقائقَ يمكن أن تدرك بمجرد امتلاك ناصية اللغة.
5. إن هذه الحقائق لا تحتاج في معرفتها ولا في ثبوتها إلى السنة النبوية الشريفة أو أي أمر آخر سوى معرفة اللغة العربية، وأساليب العرب في خطابهم. وهذا مقتضى أن كلام الله هو الحجة. وليس فيه أي تقليل من شأن كلام رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله. فالله تعالى أمرنا باتباعه، وطاعته واجبة، وإنما المقصود أن القرآن يمكننا أن نفهمه اليوم كما فهمه من نزل فيهم، بمجرد الاستماع وعلم باللغة. ولا شك أن في القرآن عبارات مجملة نحو تشريع الصلاة والصيام والزكاة والحج، وغيرها من الشرائع، وهذه لا تعرف تفاصيلها إلا من عند رسول الهدى عليه السلام. ولكن هذا لا يعني أننا لم نفهم القرآن إلا بالسنة. فقوله تعالى: &أقيموا الصلاة^، وقوله تعالى: &كتب عليكم الصيام^، وقوله تعالى:&خذ من أموالهم صدقة^، وقوله تعالى: &ولله على الناس حج البيت^، وغيرها من الآيات الكريمة، فإن معناها واضح كل الوضوح. فهي أوامر بالصلاة والصيام والزكاة والحج. فأنا فهمت أن الله تعالى أمرني بتلك الأمور، وأما كيفية أداء تلك الأمور فهو من التفصيل الذي سكت عنه القرآن وجعل أمره لسيدنا ونبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله. وفرق بين أن لا أفهم الآية إلا بالسنة، وبين أن لا أعرف التفصيل إلا بالسنة.
6. لا يمكن أن يقول رسول الله كلاماً يعارض الحقائق القرآنية، وإن كل ما نسب إلى المصطفى مما يعارض تلك الحقائق فإنه مكذوب عليه، أو منقول بتصرف.

وقد أمرنا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بأن نعرض ما ينسب إليه على القرآن الكريم فقال: ((سيكذب عليَّ من بعدي كما كُذِب على الأنبياء من قبلي، فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فهو مني وأنا قلته، وما خالف كتاب الله فليس مني ولم أقله.))*.
في مقابل هذه المسلمات هناك البعض ممن يرى خلافها، فيرى أنه:
1. ليس في القرآن الكريم حقائق يمكن فهمها بالنظر إلى القرآن وحده.
2. لا يمكن فهم القرآن إلا بالاستناد إلى كلام رسول الله صلوات الله عليه.
3. لا يصح من كلام رسول الله صلوات الله عليه إلا ما روي بأسانيد مقبولة وفق قواعد وضعها أهل المذاهب، كل بما يفيد غرضه.
4. والنتيجة هي: إنه ليس للقرآن الكريم أي حجية مستقلة، كما لا يمكن فهمه إلا بواسطة مجموعة من الأسانيد التي يحكم صحتها مجموعة من الرجال.

وحسب رأينا فإن الحجة على الناس حسب الرؤية الثانية هم الرجال الحاكمون على الأسانيد، وليس القرآن إلا رسماً لا معنى له ما لم يقترن بإسناد رضي عنه أولئك الرجال.
ولأهمية هذا الموضوع فسيفرد له بحث خاص إن شاء الله ضمن هذه السلسلة.

أولاً: المعاني المستفادة من أخبار الشفاعة*
أ- المستحقون للشفاعة:
1. المؤمنون لرفع درجتهم*.
2. أهل الكبائر، والمتلوثون الخطائون من أمة محمد صلوات الله وسلامه عليه( ).
3. عدم كونها للمتقين( ).
4. من مات من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يشرك بالله( ).
5. من قال لا إله إلا الله( ).
6. شفاعة لمن لا يشرك بالله*( ).
7. شفاعة لمن في قلبه مثقال ذرة من إيمان( ).
8. شفاعة لمن لم يعمل عملاً ولم يقدم خيراً( ).
ب_ زمن الشفاعة:
1. الذي يظهر من الأحاديث أن الشفاعة تكون يوم الحساب فقط، أما بعد الحساب فلا شفاعة( ).
2. من الناس من يشفع فيهم قبل دخول النار يوم الحساب( ).
3. من الناس من يشفع لهم بعد دخول النار ولكن قبل انتهاء يوم الحساب.
4. من المشفوع فيهم من يموت في النار قبل أن يشفع له( )، ومنهم من لا يموت( ).
5. بعد انتهاء الشفاعات كلها يُعلن لأهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار خلود لا موت( )؛ ولا شفاعة بعد ذلك.

ملاحظات أولية:
● لا بقاء لمن يستحق الشفاعة في النار بعد انتهاء الحساب يوم القيامة. وكأن عذابهم سيكون بين دخول من يدخل منهم النار، وبين فراغ أرحم الراحمين من الحساب.
● الذي يظهر أن الإرجاء الخالص كان هو الغالب في أول أمر تأسيس هذه الفكرة؛ فلا يدخل النار مطلقاً من قال لا إله الا الله. ولكن القائلين بهذا أدركوا أن هذا يؤول الى رد كتاب الله تعالى، فأُثبت دخول للنار، ولكنه دخول لا يدوم بعد يوم الحساب. نعم هذه تتعارض مع القرآن أيضاً إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام ثلاثة أمور:
أ. رد القرآن الكريم صراحةً بانكار الوعيد مطلقاً وقبول جميع الأخبار على ظاهرها.
ب. رد بعض القرآن الكريم وقبول جميع الأخبار، مع تأويلٍ لبعضها.
ج. المحافظة على قيمة دلالات القرآن الكريم، ورد جميع الأخبار التي تعارضه.
وكان الاختيار على الأمر الثاني.


ثانياً: المعاني المستفادة من القرآن الكريم حول أمر الوعيد
القارئ للكتاب العزيز يخرج منه بفكرة واضحة تماماً عن وعد الله ووعيده، وعن الشفاعة؛ ويمكن تلخيصها فيما يلي:
1. العبرة يوم القيامة بالاستقامة والتقوى لا بأي شيء آخر: قال تعالى:&إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا^[ فصلت:30]. وقال تعالى:&إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ^[المائدة: 27].
2. أهل المعاصي معاقبون قطعاً، ومجازون على سوء عملهم: قال تعالى:&وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه^[الزلزلة: 8]. وقال: &مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ^[هود: 15-16]. وقال: &مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ^[النمل: 89-90]. &وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً^... إلى قوله تعالى: &كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ^[البقرة: 165-167]. وقال تعالى: &فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى^[النازعات: 39]. وقال تعالى: &إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا لِلْطَّاغِينَ مَآبًا لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا^[النبأ: 21]. وقال تعالى: &إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ^[آل عمران: 77]. وقال تعالى: &وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ^[الرعد: 25]. وقال تعالى: &إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ^[البقرة:174]. وقال تعالى: &إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ^[البقرة: 159]. وقال تعالى: &يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ^[الأنفال: 15-16]. وقال تعالى: &يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ^... إلى قوله: &وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا^[النساء: 29-30]. وقال تعالى: &إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ^[النور: 11]. وقال تعالى: &إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ^[النور: 19]. وقال تعالى: &إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ^[النور: 23].
3. أهل المعاصي يخلدون في جهنم ولا يخرجون منها: قال جل جلاله وعز سلطانه في كتابه الذي تقدس عن رد الرادين: &وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ^[النساء: 14]. وقال: &بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ^[البقرة:81]. وقال تعالى: &وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ^[الانفطار: 14-16]. وقال تعالى: &فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى^[النازعات: 37-39]. وقال: & وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا^[النساء: 93]. وقال: &فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ^[البقرة: 275]. &وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا^[سورة الفرقان: 68-69]. &وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِم كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ^[يونس: 27]. وغيرها من الآيات التي أوعدت العصاة بالعذاب الأبدي أجارنا الله منه. آمين اللهم آمين.
4. لا يوجد أي أمل ممنوح لغير التائبين من العصاة: &لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا^[النساء: 123]. بل قد حصر الله رحمته لعباده المحسنين والمتقين والتائبين: & إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ^[الأعراف: 56]. وقال: &وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ^[الأعراف: 156]. & رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ^[غافر: 7]؛ &إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا^[الفرقان: 70-71].
5. الشفاعة ليست للفسقة العصاة، الفجار وهي فقط لمن ارتضى الله: &وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ^[الأنبياء: 28]؛ فليست للظالمين: &رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ^[آل عمران: 192]؛ & وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ^[غافر: 18]؛ وليست للعصاة: &وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ^[الزمر: 54]؛ &لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا^[النساء: 123]؛ وليست لمن حقت عليه كلمة العذاب: &أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ^[لزمر: 19].
6. الفرقة التي أخبرنا الله تعالى أنها تعتقد هذا هي الفرقة اليهودية: &وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً^[البقرة: 80]، فأكذبها الله تعالى وجعل قولها من التقول على الله بغير علم: &قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ^[البقرة: 80].


مقارنة بين المعاني المستفادة من أخبار الشفاعة وبين المعاني المستفادة من دلالات القرآن الكريم
مقارنة إجمالية:
يلاحظ بالنظر في هذه الدلالات لأخبار الشفاعة أنها تخالف الدلالات المستفادة من مجموع آيات الوعيد في القرآن الكريم. فمفاهيم القرآن ليس فيها أي إشارة ، ولو من بعيد، لما يريده القائلون بالشفاعة.
والاعتماد على مثل تلك الأخبار التي تعارض القرآن، وبناء عقيدة عليها يعني أن القرآن الكريم ليس حجة قائمة بذاته، بل سيعني أن الإسناد الصحيح مقدم على القرآن الكريم وإن خالفت دلالة ذلك السند دلالة القرآن الكريم. ومثل هذا العمل يعني استبدال دلالات القرآن الصريحة الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بروايات رجال يُخطئون ويصيبون، ويطيعون ويعصون، ويصدقون ويكذبون.
وأما قوله تعالى: &إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا^[النساء: 48]، فلا يصح أن يوردها أحد للاحتجاج في هذا الأمر، لأنه تعالى قال: &لِمَن يَشَاء^، وقد بين لنا الله في كتابه الكريم صفات من يشاء أن يغفر لهم، كما أنه تعالى قطع الأمل على آخرين ممن توعدهم بالخزي والعذاب.

مقارنة تفصيلية:
ولمزيد تأكيد لهذه القضية ـ قضية تعارض دلالات تلك الأخبار مع القرآن الكريم ـ سأقوم بذكر بعض الآيات التي عارضتها تلك الأخبار:
1. الله تعالى يقول: &وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ^[الأنبياء: 28]
والأخبار تقول: هي لأهل الكبائر من أمة محمد( ). وهي للمتلوثين الخطائين( ). بل ليست للمتقين. فصار الفائزون بارتضاء الله تعالى هم الخطائون المتلوثون المجرمون!!

2. والله تعالى يقول: &أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ^[النساء: 162]؛ كما يقول الله تعالى لمن يفر من الزحف: &وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ^[الأنفال: 16].
أما الأخبار فتقول : ونعم المصير!! لأن مصير أولئك إلى الشفاعة فإلى الجنة!!

3. والله تعالى يقول: &أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ^[الزمر: 19]
والأخبار تقول بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخرج أقواماً من النار بعد أن استحقت عليهم.

4. والله تعالى يقول: &وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى^[الأنعام: 164].
والأخبار تقول بأن النصارى واليهود يؤاخذون بجريرة المسلمين( ).

5. والله تعالى ينهانا عن الزنى ويتوعد فاعله: &وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا^[الفرقان: 68-69]، وينهانا عن الخمر ويتوعد شاربه: &يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ^[المائدة:90]، وينهانا عن السرقة، ويتوعد عليها: &وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ^[النور: 38].
والأخبار تبشر من زنى، ومن سرق، ومن شرب الخمر بالجنة ونعيمها( ).

6. والله تعالى يقول: &وَأَنْ لَيْسَ لِلإنسَانِ إِلا مَا سَعَى^[النجم:39].
والأخبار تقول بأن الله يدخل قوماً الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه( ).

7. والله تعالى يقول: &يَاعِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ^[الزخرف: 68].
والأخبار توحي أن الأنبياء ـ وهم خيرة عباد الله ـ في خوفٍ مما أصابوه من الخطايا( )!! أما سواهم من الناس فالأخبار تقول أنهم قد أصابهم الهم من الانتظار في يوم الحساب( ).

8. والله تعالى يقول: &لا يَحْزُنُهُمْ الْفَزَعُ الأكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمْ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ^[الأنبياء: 103].
والأخبار تقول: إنهم يحبسون، حتى يهموا، فيأتون الأنبياء...( )

9. والله يقول: &وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ^[النور: 39].
والأخبار تقول: ((حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ( ))).

10. والله تعالى يقول: إن أهل النار يدخلونها من أبوابها:&فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ^[النحل:29].
والأخبار تقول: إن الناس يدخلون جهنم بالتساقط من فوق الصراط( ).

وهذه غيض من فيض، ولو أخذنا الآيات التي تصف يوم القيامة، ووضعناها بإزاء الأخبار التي تصف يوم القيامة لرأينا أن الأخبار تُعارض كثيراً مما جاء به الله تعالى على لسان رسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام.


التعارض بين أخبار الشفاعة
ولكن هل وقف الأمر على معارضة الأخبار للقرآن الكريم؟
لا! فقد تعارضت الأخبار أنفسها مع مجموعة من الأحاديث الصحيحة.
ففي بعض الأحاديث: لا يدخل الجنة قتات، ولا نمام، ولا من في قلبه مثقال ذرة كبر، ولا من لا يأمن جاره بوائقه، ولا قاطع( ). ولا يشم رائحة الجنة من قتل معاهداً أو من غش رعيته( ). ومن قتل نفسه فهو في النار خالداً مخلداً فيها( ). وفي بعضها اشتراط اجتناب الكبائر لدخول الجنة( ). وهذه الأحاديث تعارض الأخبار التي تنص على أن أهل الكبائر يدخلون الجنة، بل في بعضها: إن من أمة محمد من يكون ركناً من أركان جهنم( ).
فأخبار الشفاعة تُجوِّز للقتات وللنمام وللمتكبر وللذي يؤذي جاره، وللقاطع، ولمن قتل نفسه، ولمن لا يجتنب الكبائر دخول الجنة؛ وأما الأحاديث الصحيحة السالف ذكرها فتنفي دخول الجنة لمثل هؤلاء.
وهناك أخبار تنص على أنه: لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان أو نحو ذلك؛ ولن يلج النار...، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم( ). فهذه الأخبار* الأخيرة قد تعارضت مع أخبار أخرى.
فالأخبار التي تنفي أن يدخل النار من قلبه مثقال ذرة إيمان، تعارض الأخبار التي تنص على إخراج من قلبه مثقال ذرة إيمان من النار( ). لأن الأولى تنفي دخول النار لمن في قلبه مثقال ذرة إيمان، والثانية تنص على أن بعضاً ممن في قلوبهم مثقال ذرة من إيمان قد دخل النار.
والأخبار التي تنفي أن يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم تعارض الأخبار التي نصت على دخول النار للمجاهد الذي قتل نفسه( ).
وهناك خبر ينص على أنه لن يخرج من النار من حبسهم القرآن، أي من قال فيهم: & خَالِدِينَ فِيهَا ^. وهذه تعارض الأخبار التي نصت على إخراج عموم أهل الكبائر، من حبسهم القرآن وغيرهم( ).
ولو تتبعنا تعارض الأخبار لطال الأمر. لذلك نكتفي بهذا القدر مع ما سبق ذكره من التعارض مع القرآن الكريم.

خاتمة البحث
رأينا كيف أن أخبار الشفاعة تعارض القرآن الكريم، وكيف أنها تعارض بعض الأحاديث أيضا.
وعلمنا كيف أسقطت جميع تلك الدلالات الصريحة لصالح أخبار وضعت برعاية السلاطين الظلمة.
وقبل أن أترك للقاريء الكريم ترجيح الصواب أود أن أشير إلى أمرين:
الأمر الأول: قال البخاري عند شرحه للحديث الذي فيه ((إلا من حبسه القرآن)): (( قَالَ أبو عَبْد اللَّهِ: إِلا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: & خَالِدِينَ فِيهَا ^. )).
فقوله هذا يدل صراحة على أن عبارة: & خَالِدِينَ فِيهَا^ متى ما وردت تتعارض مع أي معنى من معاني الخروج. ولكن مع ذلك لا يُلتَفت إلى عدد المرات التي وردت في القرآن الكريم، ولا يُلتفت إلى معارضة تلك الموارد لما جاءت به الأخبار.
الأمر الثاني: قولٌ للترمذي في سننه بعد أن روى حديثاً فيه الوعيد على من يقتل نفسه، ولفظ الحديث كما رواه هو: ((‏ ‏من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده ‏ ‏يتوجأ ‏ ‏بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده ‏ ‏يتحساه ‏ ‏في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. ومن ‏ ‏تردى ‏ ‏من جبل فقتل نفسه فهو ‏ ‏يتردى ‏ ‏في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا.)).
ثم صحح الحديث: فقال: ‏قال ‏ ‏أبو عيسى: ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث صحيح.
وبعد أن يقرر صحة الحديث، يقول:
(‏وروى ‏ ‏محمد بن عجلان ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد المقبري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ((من قتل نفسه بسم عذب في نار جهنم.)) ، ‏ولم يذكر فيه خالدا مخلدا فيها أبدا.‏ ‏وهكذا رواه ‏ ‏أبو الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم. ‏وهذا أصح لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون منها ولم يذكر أنهم يخلدون فيها.)
هذا مثال آخر تدل على الاهتمام بالتعارض بين الأخبار أكثر من الاهتمام بمعارضة الأخبار للقرآن الكريم.
فنلاحظ مما سبق ما يلي:
أولاً: يقرر الترمذي أن الرواية التي فيها لفظ (( خالدا )) صحيحة الإسناد.
ثانياً: اعتبر أن ثبوت الخلود على من يقتل نفسه يتعارض مع مبدأ الخروج من النار من أمة محمد صلى الله عليه*.
ثالثاً: اعتبر أن ورود لفظ الخلود في الأحاديث مشكل على عقيدة الخروج من النار. ولذلك رأى أن الأولى تصحيح الرواية التي ليس فيها ذكر الخلود لكي لا تنتقض تلك العقيدة.
رابعاً: أشار إلى ما جاءت به الروايات في مصير أهل التوحيد، ولكنه لم يشر إلى ما جاء به القرآن الكريم.
وشاهدُنا من هذا كله هو أن الترمذي الذي يؤمن بالخروج من النار وعدم الخلود فيها، لم يرَ في ذكر القرآن للخلود إشكالاً على تلك العقيدة، ولكنه أشكل عليه ورود ذلك اللفظ في الحديث الصحيح. وكأن معارضة الأخبار للقرآن لا بأس فيها، وأما معارضة الأخبار لبعضها البعض فمشكلة.
ووفق قاعدة الترمذي حين رأى أن ورود لفظ الخلود يخالف ما جاءت به الأخبار، فهل يمكن أن نقول إن ورود لفظ الخلود في القرآن الكريم مخالف أيضاً لما جاءت به الأخبار؟
ولو أخذنا كلام الترمذي، وقررنا بأن الحديث الذي ورد بغير خلود أصح، فهل ننسى القرآن الكريم الذي أكد على الخلود مراراً وتكراراً؟
وأخيراً لماذا لا يشير الترمذي إلا إلى الروايات التي جاءت بمصير أهل التوحيد ، وأين الكلام عن الآيات التي بينت ذلك؟ أم أن الأهم هو معرفة الروايات فحسب؟

ملحق فيه ذكر بعض الكبائر

الكبيرة هي ما ورد النص المعلوم عليها بالعذاب منها ما يلي ذكره:
1. الردة
2. القتل
3. الزنا
4. الربا المجمع عليه
5. شرب الخمر المجمع عليه
6. الرياء
7. وعقوق الوالدين
8. وقذف من ظاهره العفة
9. والكذب على الله ورسوله
10. وكتم العلم الواجب معرفته والمحتاج إليه
11. والفرار من الزحف
12. واليمين الغموس
13. وشهادة الزور
14. ونكث بيعة الامام
15. وكتم الشهادة لغير عذر والمؤدي إلى فوات حق أو وقوع مظلمة
16. وأكل مال اليتيم بغير حق
17. واخذ مال الغير بغير حق
18. وقبول الرشوة على واجب او محظور
19. منع الزكاة أو التلاعب في صرفها
20. وقتل المحرم للصيد
21. وترك الصلاة لغير عذر
22. والفطر في رمضان لغير عذر
23. والفساد في الارض
24. ونقض الذمة في الصلح او الرفاقة
25. والرضى بالكفر او الفسق او الامر بهما
26. والكبر
27. والعجب
28. والحسد
29. والغيبة
30. والنميمة
31. وقطع الرحم
32. والقمار
33. والمداهنة للفاسقين
34. وإعانة الظالمين فيما يُقوي أمرهم
35. والبهتان


=============================================
الأحاديث المستشهد بها

1. أبو داود 4114 : (( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: شَفَاعَتِي لأهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي.))
اابن ماجه 4301 : ((عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ لأنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى أَتُرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ لا وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْخَطَّائِينَ الْمُتَلَوِّثِينَ.))
2. ( ) ابن ماجه 4301 : ((عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ لأنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى أَتُرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ لا وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْخَطَّائِينَ الْمُتَلَوِّثِينَ.))
3. ( ) مسلم 296 : ((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا.))
4. ( ) البخاري 6956 : ((... فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لاخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. ))
5. ( ) البخاري 126 : (( سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ ذُكِرَ لِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قَالَ أَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ لا إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا.))
6. ( ) البخاري 6956 : ((... يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ.))
7. ( ) البخاري 6886 : ((... فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ. ))
8. ( ) البخاري 6885 : ((... تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ أَوِ الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ أَوِ الْمُجَازَى أَوْ نَحْوُهُ ثُمَّ يَتَجَلَّى حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلا أَثَرَ السُّجُودِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ تَحْتَهُ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ ))
9. ( ) أحمد 12013 : ((... اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ نِصْفَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنَ الإيمَانِ فَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ... وَفَرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ...))
10. ( ) مسلم 271 : (( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَإِنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلا يَحْيَوْنَ وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ ... ))
11. ( ) أحمد 12013 : ((... فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا فَيَقُولُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ فَبِعِزَّتِي لاعْتِقَنَّهُمْ مِنَ النَّارِ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ فَيَخْرُجُونَ وَقَدِ امْتَحَشُوا فَيَدْخُلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ ...))
12. ( ) البخاري 6062 : (( عن ابْنِ عُمَرَ رَضِي الله عَنْهمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ يَا أَهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لا مَوْتَ خُلُودٌ.))
13. ( ) أبو داود 4114 : (( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ شَفَاعَتِي لأهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي.))
14. ( )ابن ماجه 4301 : (( عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ لأنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى أَتُرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ لا وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْخَطَّائِينَ الْمُتَلَوِّثِينَ. ))
أحمد 5195 : (( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ أَوْ يَدْخُلُ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ لأنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى أَتُرَوْنَهَا لِلْمُنَقَّيْنَ لا وَلَكِنَّهَا لِلْمُتَلَوِّثِينَ الْخَطَّاءُونَ قَالَ زِيَادٌ أَمَا إِنَّهَا لَحْنٌ وَلَكِنْ هَكَذَا حَدَّثَنَا الَّذِي حَدَّثَنَا.))
15. ( ) مسلم 4969 : (( عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُ هَذَا فِكَاكُكَ مِنَ النَّارِ.))
16. ( ) مسلم 1655 : ((... قَالَ ذَاكَ جِبْرِيلُ عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ فَقَالَ بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى قَالَ نَعَمْ وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ.))
17. ( ) البخاري 6886 : (( ... فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ ... فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ. ))
18. ( ) البخاري 6080 : (( عَنْ أَنَسٍ رَضِي الله عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّنَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ وَيَقُولُ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ ))
19. ( ) البخاري 6886 : (( عَنْ أَنَسٍ رَضِي الله عَنْهم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا ))
20. ( ) البخاري 6886 : (( عَنْ أَنَسٍ رَضِي الله عَنْهم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا ))
21. ( ) البخاري 6885.
22. ( ) البخاري 6885 : ((وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلا الرُّسُلُ وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلا اللَّهُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمُ الْمُؤْمِنُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمُ الْمُجَازَى حَتَّى يُنَجَّى...))
البخاري 6886 : ((... ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ فَيَقُولُونَ نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ...))
23. ( ) البخاري 5525 : ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ.)) ؛ والبخاري5596 : ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ.)). مسلم 66 : ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ.)). و مسلم131 : ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ.)). ومسلم151: ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ.)).
24. ( ) البخاري 3166 : ((عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي الله عَنْهمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا.)). والبخاري7150 : ((... مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ.))
25. ( ) البخاري 5333 : (( عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا. ))
26. ( ) أحمد 22403 : ((... مَنْ جَاءَ يَعْبُدُ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَيُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَصُومُ رَمَضَانَ وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ. وَسَأَلُوهُ مَا الْكَبَائِرُ قَالَ الإشْرَاكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُسْلِمَةِ وَفِرَارٌ يَوِمَ الزَّحْفِ.))
27. ( ) أحمد : ((... وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها.))
28. ( ) مسلم 132 : ((لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ.)) و1003 : ((لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ.)). الترمذي 1557 : ((لا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ وَلا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ.))
29. ( ) البخاري 6956 : ((... فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ))
30. ( ) البخاري 2834 : ((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنْهم قَالَ شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الإسْلامَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِي قُلْتَ لَهُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَإِنَّهُ قَدْ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّارِ قَالَ فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِلالًا فَنَادَى بِالنَّاسِ إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ.))
31. ( ) البخاري 4116 ((...ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ)) قَالَ أبو عَبْد اللَّهِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى ( خَالِدِينَ فِيهَا ).

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

كنت قد كتبت مقدمة ومدخل حول موضوع الشفاعة

هذا رابط الموضوع لعلكم قد تجدون فيه شيئا مفيدا استاذي عبد الله

http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... 31&start=0
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

فهرسة خاص بموضوع الشفاعة

1- مقدمة ومدخل

2- تعريف الشفاعة من كتب

الزيدية – المعتزلة – الاشعرية – الاباضية

3- دليل الشفاعة من القرآن دراسة

4- دليل الشفاعة من السنة دراسة

5- الشفعاء عند الله
أ- القرآن ب- الملائكة ج- الرسل د - الشهداء هـ - الائمة

6- المذاهب الأسلامية نماذج ومقارنة

7- الشفاعة وسلبية فهم النص

8- الشفاعة "نتيجة "

أ- متى تكون؟؟ ب- وممن تكون؟؟ جـ - ولمن تكون؟؟ د- واين ستكون ؟؟؟

9- خاتمة "خلاصة "
----------------
من الجيد ان يكون بحثكم مرتب بهذه الكيفية لعله مشروع كتاب جديد مفيد مثل كل مرة :)

اتمنى لكم التوفيق سيدي...!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

هامش قد تجد فيه سيدي ما يفيد أو قد تجد فيه بعض الافكار التى يمكن أن تنطلق من خلالها ......
-------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
بحث لطيف حول مسألة الشفاعة !

الشفاعة تعني في اللغة :
ضم الشيء إلى غيره، ومنه ثبوت الشفعة الشرعية للشريك والجار فيما باعه شريكه أو جاره لما كان أحق بضم المال المبتاع إلى ماله.


والشفاعة :
مأخوذة من الشفع والشفع نقيض الوتر قال تعالى: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ o وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴾{الفجر:3،4}.


و الشفاعة عند المتكلمين :
طلب نفع للغير أو دفع ضرر عنه ممن هو أعلى رتبة!
فيخرج الطلب ممن هو أدنى في الرتبة فليس بشفاعة بل رجاء أو التماس، ويخرج الطلب للنفس فليس بشفاعة بل دعاء.

والشفع وبعض مشتقاته جاء ذكرها في القرآن في أكثر من موضع وبصيغ مختلفة :

بصيغة الفعل المضارع "يشفع" :
قال تعالى في سورة البقرة :
﴿اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾[255]
وبنفس الصيغة "يشفع" وصيغة المصدر المتجرد من ال ( شفاعة)"
في سورة النساء
﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا﴾[85]
وبصيغة "الشفاعة" المعرفة بالاداة " ال " المعرفة :
في سورة مريم
﴿لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾[87]
وبنفس الصيغة في سورة طه
﴿يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾[109]
و بنفس الصيغة في سورة سبأ
﴿وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾[23]
وبنفس الصيغة في سورة الزمر
﴿قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[44]
وبنفس الصيغة في سورة الزخرف
﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾[86]
أما صيغة "شفاعة" المتجردة من اداة التعريف "ال " الخاضعة لاسلوب التنكير فقد جاءت بهذه الصيغ :
قال تعالى في سورة النساء كما تقدم :
﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا﴾[85]
وفي سورة البقرة :
﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾[48]
وفي نفس السورة ايضا :
﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾[123]
وفيها ايضا :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[254]
وفي سورة المدثر
﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾[48]
كما وردت صغية "الشافعين " متجردة من "ال" في سورة الشعراء قال تعالى :
﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ﴾[100]
وبصيغة " شفعاء" قال تعالى في سورة الاعراف :
﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾[53]
وفي سورة الروم يقول الله تعالى :
﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ﴾[13]
وفي سورة الزمر
﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ﴾[43]
وبصيغة " شفيع" قال تعالى في سورة الانعام :
﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾[51]
وفي نفس السورة قال تعالى :
﴿وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ﴾[70]

وفي سورة يونس يقول الله :
﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاسعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾[3]
وفي سورة السجدة يقول الله :
﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾[4]
وفي سورة غافر يقول الله :
﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾[18]
مرادفات للشفاعة
يقال شفعت له الى الأمير، وعند الأمير، وشفعت فيه، وتشفعت، وذرعت له عنده، وذرعت تذريعا، وأنا شفيعه اليه، ومن أهل شفاعته، وانا ذريعه عند فلان، وذريع له عنده، وأنا له شفيع مشفع أي مقبول الشفاعة، وقد استشفعني اليه، واستشفع بي اليه، وتحمل بي عليه، وتذرع بي اليه، وتوسل بي، وتزلف، وتوصل، وتقرب. وانه ليدلو بي اليه، ويمت بي اليه، وقد جعلني ذريعة اليه في حاجته، ووسيلة، ووصلة، وسلما، وسببا، ودرجا. وانه ليتوسل الى حاجته بما استطاع من آصرة، وآصية، وآخية، وعلاقة، وحق، وذمام، وذمة، وعهد، وحرمة، ودالة، وقربة. وله عند فلان آخية ثابتة، وله أواخي وأسباب ترعى. ويقال مت الينا فلان برحم غير قطعاء، وبثدي غير أقطع، أي توسل بقرابة قريبة، وقد أدلىالي برحمه، وتقرب الي بموات الرحم، وبيني وبينه رحم ماتة، وانه ليماتني أي يذكرني الموات.
وتقول فلان لا يمت الي بحبل، ولا يمد الي بسبب، أي لا ماتة له عندي، وانما مت الي برحم قطعاء، وبثدي أقطع، أي بما لا ماتة فيه. وقد انقطعت وسائله، وانقبضت علائقه، ووهت أسبابه، ورث حبله، وأخلق ذمامه. وفلان لا تنفعه عندي شفاعة، ولا تشفع له عندي دالة، ولا تغني عنه آصرة. وهذا أمر لا تبلغ اليه ذريعة، ولا ينال بوسيلة، ولا يعلق به سبب.

الوسيلة :

يقول الله في سورة المائدة :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[35]
ويقول في سورة الاسراء:
﴿أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾[57]
الزلفى:
يقول الله تعالى في سورة سبأ:

﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾[37]
ويقول في سورة الزمر:
﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾[3]

ان التأمل في هذه الايات يوحي لنا أنها لا تصلح أن تكون دليلا معتبرا في محل نزاعٍ على ثبوت الشفاعة للنبي صلى الله عليه واآله وسلم !
فكلمة شفع ومشتقاته وكذا مرادفاته كا الوسيلة أو الزلفى جاءت في السياق القراني إما بصيغة الاثبات أو بصيغة النفي والاستثناء وكل هذه الصيغ لا تكون دليلا قائما بذاته على ثبوت الشفاعة له صلى الله عليه وآله وسلم بمفهوها الا من خلال مفهوم المخالفة وهذا المفهوم من اضعف المفاهيم ولا يصح ان يكون دليلا على تبوت الشفاعة له صلى الله عليه وعلى آله !
ومن خلال التأمل في النصين المذكورين سابقا في سورة البقرة أعني هذه الآية: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾[48]
وهذه الآية في نفس السورة
﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾[123]
نجد أن الله نفى أن يكون للمكلف أي شفيع أو عدل أو ذريعة أو صلة أو وسيلة أو زلفى وهي مايقرب المكلف الى الله بل إن النص القراني يؤكد هذا الفهم من خلال العديد من النصوص التى تنفي اي فائدة لهذه المقربات الى الله ففي سورة النحل ما يوحي بذلك ايضا يقول الحق:
﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾[111]
ولا ينتقض هذا الاستدلال بكون السياق القراني كان يخاطب من كان قبلنا من بيني اسرائل اذ أن في سورة البقرة ايضاخطاب لنا ويحمل نفس الدلالة يقول الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[254] وهذا النداء المعني به جماعة المكلفين من امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم!
كما أن الآية من سورة الانعام ﴿وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾[51] فيها امر من الله الى رسوله لينذر بالقرآن جماعة المؤمنين الذين يخافون لقاء الله ويهابون من الوقوف بين يديه حالت كونهم بدون سند ولا شفيع ولا مناصر!
أنذرهم يا محمد وادخل الرهبة في قلوبهم من ذلك اليوم وهوله لتتمكن التقوى من قلوبهم ايما تمكن وكأن مراد الله أن يوحي لهم ولنا بإن التقوى هي الشفيع الحقيقي وهي المناصر في ذلك الموقف لا غيرها من الشفعاء !
واعلم أن الايات المذكورة سابقا والتى فيها ذكر لكلمة "الشفاعة" أوغيرها من الصيغ مثل " يشفع أو شفيع....الخ " يتطرقها الاحتمال في مسألة ثبوة الشفاعة لنبيئنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والقاعدة الاصولية تقول: "إن ما تطرقه الاحتمال بطل به الاستدلال"
لذا ذهبتُ الى أنها لا تصلح كدليل قاطع يثبت من خلاله شفاعة الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم !!
فمثلا قوله الله تعالى في سورة النساء
﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا﴾[85]
هذه الشفاعة قسمها الله الى قسمين :
شفاعة حسنة وشفاعة سيئة وهاتان الشفاعتان لا علاقة لهما بيوم القيامة ولا بإرض المحشر بل هما من جملة اعمال المكلفين في الدنيا كما أن هاتين الآيتين في سورة يونس وفي سورة السجدة يقول الله :
﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾[3]
وفي سورة السجدة يقول الله :
﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ﴾[4]
ليس لها علاقة ايضا بالشفاعة التى نتحدث عنها والتى ستكون في يوم القيامة ولمن ستكون!
فهذان النصان يقعان ضمن النصوص التى تتحدث عن بدأ الخليقة والتكوين وهذا امر قد كان من الله ولا يحتاج الله تعالى في مسألة الخلق والتكوين الى شفعاء ولا الى اعوان يعينونه على اكمال الخلق بل إن الله اخبرنا أنه هو المتفرد في كل ذلك وأن له التصرف الكامل في قضية تكوين المكونات وخلق المخلوقات بدون أن يحتاج الى ما يكمل كمالاته المطلقة فهو العالم المطلق والقادر المطلق ما لنا حين خلقنا على هذه الصور والهيئات من شفيع يشفع لنا عنده لنكون على تكوين معين يختلف على ما نحن عليه أو تكوين ارقى من هذه الحالة أو الهيئة التي نحن عليها يقول الحق :﴿قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ولعل الشفاعة هنا بمعنى الخلق والتكوين اي لله الخلق جميعا بدليل ما بعدها وهو قوله له ملك السماوات والارض !

وأما قوله تعالى : في سورة مريم
﴿لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾[87]
وبصيغة مقاربة في سورة طه
﴿يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾[109]
و في سورة سبأ
﴿وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾[23]
فإن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وغيره ممن يرضى الله منهم الشفاعة مثل الملائكة أو بقية رسل الله مثل ابراهيم أو عيسى أو القرآن أو الشهيد - فقد ورد أن الشهيد يشفع في سبعين من اهل بيته - قد اشتركوا في نفس الخطاب فنعدام المخصص القرآني لهذا العام دل على اشتراك كل الشفعاء في هذا الدليل كما أن الاحتمال وارد هنا ولا يخفى فتأمل !
ولنا أن نذكر هنا لطيفة وهي
أن اقول الحق في سورة مريم وسورة طه تكرر فيهما ذكر اسم من اسماء الله الحسنى وهو قوله "الرحمن" وكأن الحق اراد أن يثبت الشفاعة لمن رضي له قولا أو من اتخذ عنده عهدا بسبب أنه رحمان ورحمته في ذلك اليوم لا تكون الا لمن يستحقها من المؤمنين لا لغيرهم من العصاة والمكذبين والفسقة والكافرين!
دليل الشفاعة
أجمعت الامة على أن الشفاعة ثابت لنبيئنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الآخرة !
الآن أنه يحكى عن المطرفية أنها انكرت ثبوت الشفاعة له صلى الله عليه ووآله وسلم في ذلك الموطن !
المقام المحمود
يقول الله في سورة الاسراء :
﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾[78]
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾[79]
﴿وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا﴾[80]
هذا اقوى دليل قراني على مسألة ثبو الشفاعة له صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان المقام المحمود ليس فيه اي صيغة من صيغ الشفاعة الا أن الاجماع قد انعقد على أن المراد منه هو ثبوت الشفاعة له صلى الله عيه وآله وسلم كما أن الاجماع هو الدليل الثالث من الادلة الشرعية المعتبرة و من أهم فوائدالاجماع سقوط البحث عن الدليل ولا ينتقض هذه الاجماع بمخالفة المطرفية كونه قد انعقد قبل ظهورهم!
وهنا يتبارد الى الذهن سؤال :-
لماذا كانت الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في دار الاخرة دون دار الدنيا ؟
اذا نظرنا الى مسألة الشفاعة بحسب تعريفها الاصطلاحي السابق فإنه من الممكن خلق ثغرة داخل هذا التعريف يمكن من خلالها الوصل الى فهم مراد الشارع من مسألة الشفاعة برمتها والتى يدور حولها جدل وعلى نطاق واسع بين أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فطائفة الزيدية والاباضية ترى أن الشفاعة ثابته له صلى الله عليه وآله وسلم لكنها ستكون للمؤمنين بل وهناك العديد من الاطروحات الجدلية الفكرية حول المسألة!

وعودة الى السؤل السابق هل صدر من الرسول الاعظم شفاعة ما في دار الدنيا ؟
من المؤكد أن الشفاعة منه صلى الله عليه وآله وسلم قد وقعت وكانت بل إن هناك في الدليل الاول من الادلة الشرعية الكتاب " القرآن " ما يحث المؤمنين على طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وآله وسلم لهم !
قال تعالى في سورة النساء :
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾[64]
ومعنى استغفار الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم لهم هو طلبه من الله أن يغفر لهم وهذا الطلب يأتي في اطار التعريف السابق للشفاعة فهو طلب جلب نفع للغير وهو الحصول على الرضى من الله والمغفر ة لهم والمسامحة كما يظهر !
كما ان الشارع أقر هذه الشفاعة في حال حدثت من قبل المؤمنين الذين يتقربون الى الله بالطاعات المالية والزكوات الغير واجبة
قال تعالى في سورة التوبة :
﴿وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[99]
ومعنى صلوات الرسول اي دعاء الرسول لهم فالصلاة من الله الرحمة ومن العبد الاستغفار والدعاء!!
والاستغفار هنا صدر منه صلى الله عليه وآله للغير وهذا كما يظهر هو عين التشفع او الشفاعة
كما إن الدليل الثاني من الادلة الشرعية "السنة " زاخر بالكثير من الشواهد الدالة على أن الرسول الاعظم صلى الله عليه واآله وسلم كان يتوسل الى الله ويتشفع للمؤمنين عند الله لينصرهم ويثبت قلوبهم على دنيه الحق واقدامهم في ارض المعارك !
من ذلك ما كان منه يوم بدر ويوم االخندق وفي غيرهما من الموطن !!
يروي ابن هشام في السيرة ناقلا عن ابن اسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يلح على الله في هذا اليوم كثيرا ومما دعابه " اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد "
بل إن في السنة ما يدل على أن الشفاعة ليست مقصورة على الرسول الاعظم في الدنيا فلنا أن نشفع للرسول الى الله عن طريق دعائنا له بإن ينال الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود الذي وعده الله له فإن صدر ذلك الدعاء منَّا في حال سماع النداء "ولعله شرط من الشارع يظهر اهميت هذا الوقت وأنه وقت اجابة للدعاء وفيه تفتح ابواب السماء" حلت لنا الشفاعة في الاخرة
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة)). أ هـ تيسير المطالب
وقد يقاس على هذا دعاء الغائب للغائب أو دعاء الام لابنها أو الاب لبنته أو الاخ لاخته او المؤمن لاخيه المؤمن !
فكل ما يحصل من دعاء ورجاء لله للغير هو في الحقيقة شفاعة له عند الله لأنه طلب منفعة للغير !!
وهذا القياس أو القول ليس على اطلاقه أو ليس على عمومه !
فالشفاعة في الاخرة تختلف عن السفاعة في الدنيا من حيث أن الطلب في الاخرة لا يرد ولا يلبى بعضعه دون بعضه ! ظهر هذا حين طلب رسول الله يوم الطائف لقومه الهداية "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون " ومن المعلوم أن الكثير من قومه فارق الحياة وهو على شركه وكفره فخرج من الدنيا الى غضب الله وانتقامه وسخطه مثل ابو لهب وابو جهل وغيرهما من عتاولة الشرك والفسق والمعاصي !
كما أن كركرة وهو احد الصحابة الذين شهدو بدرا قد دخل النار في عباءة غلها ولم ينفعه دعاء الرسول الاعظم له ولم تفلح شفاعته له عند الله كل ذلك بسبب أن الرجل لا يستحق شفاعة الشافعين دل على هذا ايضا قول الله تعالى في سورة التوبة
﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾[80]
اذا ليبقى هذا الاستدلال محصورا وليس على اطلاقه أو مخصوصا وليس على عمومه بسبب هذه النقطة الحساسة والتي يمكن من خلالها فهم مسألة الشفاعة وبعمق اكثر !

ومن خلالها يمكن أن نقول أن الشفاعة قد تصدر من الشافع في الدنيا فتبقى مجمدة فلا تنفذ أو نافذة فلا تجمد "مقبولة " حتى يعلم الله الصدق من الانسان الذي تشفع له الرسول أو الطالب يدل على هذا ايضا قول الحق في سورة آل عمران
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾[142]
والمراد تحقق هذه المعلومة وهي ثبوت جهاد المجاهد وثبوت صبره لكم وخروج هذه المعلومة من عالم الكمون والخفاء عليكم الى عالم الشهادة والمادة والحس لتعرفوا مدى مصداقية من تشفعتم له وطلبتم له النعيم أو الهداية
لكن يبقى فارق خفي أخر في هذا القياس ايضا وهو أن دار الاخرة تختلف تماما عن دار الدنيا !
ومن خلال هذا الفارق يمكن أن تتضح لنا أن مسألة الشفاعة ستكون من شخص كامل المعرفة بالله وبمراداته وبجميع تشريعاته المشتملة على مسائل العقيدة ومسائل العبادة ومسائل المعاملة وهو رسول الله أعلم خلق الله بمراد الله !
ولعل من المهم هنا أن ابين أن الشفاعة لا تقتصر على النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل إن القرآن سيكون هو الآخر شفيع مشفع في يوم القيامة !
عن الامام الاعظم زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يأتي القرآن يوم القيامة وله لسانٌ طلقٌ ذلقٌ قائلاً مصدقاً، وشفيعاً مشفعاً، فيقول: يارب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان لا يعمل في بطاعتك، ولا يجتنب في معصيتك، ولا يقيم في حدودك، قال: فيقول: صدقت؛ فتكون ظلمةٌ بين عينيه وأخرى عن يمينه، وأخرى عن شماله، وأخرى من خلفه تبتزه هذه وتدفعه هذه حتى تذهب به إلى أسفل دركٍ في النار.
قال: ويأتي فيقول: يارب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان يعمل في بطاعتك، ويجتنب في معصيتك، ويقيم في حدودك، فيقول: صدقت، فيكون له نوراً يصدع ما بين السماء والأرض حتى يدخل الجنة، ثم يقال له: اقرأ وارق فلك بكل حرفٍ درجةٌ في الجنة حتى تساوي النبيين والشهداء هكذا وجمع بين المسبحة والوسطى)). أهـ من درر الاحاديث النبوية اليحيوية !
هذا الحديث الذي يوضح لمن تكون الشفاعة وخصوصا الفقرة الاخيرة منه " اقرأ وارق فلك بكل حرفٍ درجةٌ في الجنة حتى تساوي النبيين والشهداء هكذا وجمع بين المسبحة والوسطى" الا أنه يبين ايضا التوقيت " وقت الشفاعة " بمعنى أن ارض المحشر هي الوقت الخاصة بمسألة الشفاعة " فيكون له نوراً يصدع ما بين السماء والأرض حتى يدخل الجنة.... الخ"
لكن هل هذا خاص بهذا الشفيع أي هل هذا الديليل الذي يدل على شفاعة القرآن ويدل على لمن تكون الشفاعة ويدل على وقت الشفاعة هل هو ايضا يدل على أن شفاعة النبي الاعظم كذلك !!؟
الظاهر أن هو لايدل على أن شفاعة الرسول الاعظم ستكون في ارض المحشر وأن نفس التوقيت كذلك !
فثبوت ذلك يحتاج الى دليل ولا يعدل الى القياس مع وجود الدليل ومن ادعى ذلك أي أن توقيت الشفاعة للرسول الاعظم بإرض المحشر فعليه بالدليل فإن تعذر عليه الدليل عدل الى القياس لكن قد يعترض عليه المعترض بإن االقياس هنا غير متحد الاصل والفرع والحكم والعلة فالقرآن عبارة عن مجموعة من المعلومات التى نطلق عليه كتاب الله وهذا الكتاب المعلوماتي غير الرسول الاعظم محمد الذي كان وعاء لهذا الكم الضخم من المعلومات الربانية النورانية !
واعود بعد هذ المقدمة الى
لب النزاع في هذه المسألة
ارى ان لب النزاع في هذه المسألة يكمن في" لمن تكون هذه الشفاعة " و"من يستحقها في دار الجزاء الاخرة "!
يكمن النزاع ايضا في "التوقيت " أو في "زمن صدورها من الشفيع" هل ستصدر الشفاعة من الشفيع في ارض المحشر ؟؟ أم ستكون في الجنة بعد دخول المستحقين لها من الله على جهة التفضل والرحمة منه سبحانه ؟
هل الشفاعة لسكان الجنة المؤمنين فيزيدهم الله نعيما الى نعيمهم وسرورا الى سرورهم ؟؟
ام إن الشفاعة لسكان النار من كافر أو اهل الكبائر أو فساق وعصاة و الذين ماتوا ولم يفلحوا في كسب رضى الله وخرجوا من الدنيا والله غاضب عليهم ؟؟
ثم اذا كانت الشفاعة للسكان النار فمن يستحقها منهم
هل المنافقين ؟؟ أم المشركين ؟؟ أم الفساق "اهل الكبائر " والعصاة ممن كان منتسبا الى امة الاسلام "فساق المسلمين "؟
كل هذه الاسئلة سيقودنا الجواب عنها الى معرفة لمن ستكون هذه الشفاعة
--------
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد33333
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الخميس أكتوبر 06, 2005 11:59 am

مشاركة بواسطة محمد33333 »

اولا

فإنني أستغرب من حرص الزيدية على نفي الشفاعة و على اثبات خلود الفساق في النار

مع أن هذان الطريقان أملهم الوحيد في دخول الجنة

ثانيا

تصحيح معلومات

قلت :
فذهب أئمة أهل البيت، وشيعتهم الزيدية، وجميع المعتزلة، والإباضية
و اقول

نسبة القول لأئمة أهل البيت على أساس أن الزيدية تقول به مع أن طائفة آخرى من الشيعة تقول بالراي الآخر

تحكم صريح

و الحق أن تقول الزيدية

مع العلم أن من أئمة أهل البيت أناس نقطع على أنهم يقولون بالشفاعة بالرأي المخالف لرأيكم

و في مقدمتهم الشريف المرتضى من الإمامية

و الشريف الجرجاني من أهل السنة

و حصر أهل البيت في الزيدية تحكم أعظم

----

ثانيا


ليس بأمر صحيح أن كل المعتزلة قالوا بهذا الرأي



-----------

ثم قلت

بعض أهل الحديث، والأشاعرة، والماتريدية، والإمامية إلى أن فائدة الشفاعة هي لتخليص المجرمين والفاسقين والظالمين من عذاب الله العزيز، وإلى أن مستحقيها هم المجرمون، والفاسقون، والظالمون، من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم*.

و أقول

إن هذا تهويل


إنما أهل السنة قالوا

نحن لا نخالف في حصول المؤمنين الصالحين للشفاعة

لكننا أيضا نقول أن المؤمنين الفاسقين يحصلون عليها

فدع عنك التهويل

فمن يقرأ كلامك

هم إما زيدية سيصدقونك مهما قلت فلا داعي للتهويل
أو غيرهم لكنهم ليسوا أغبياء لتنطلي عليهم حيلك ...........


---------

ثم قلت :


فإذن البحث في أسانيد الأخبار يأتي بعد النظر في معانيها؛ فإن لم يكن بين تلك المعاني وبين معاني القرآن الكريم معارضة، صح عندها النظر في السند. أما إذا تعارض المعنى مع القرآن الكريم، فلا حاجة إلى البحث في الأسانيد، إلا إذا كان الغرض تحديد الرواة الذين يتحملون مسؤولية الخطأ أو الكذب.
بم تمنع يا عالم الزيدية

أن تنسخ السنة القرآن

أو تخصص السنة القرآن

فينهار تعويلك ذلك ..............

---------

قلت :

6. لا يمكن أن يقول رسول الله كلاماً يعارض الحقائق القرآنية، وإن كل ما نسب إلى المصطفى مما يعارض تلك الحقائق فإنه مكذوب عليه، أو منقول بتصرف.
و أقول

ما قصدك بالحقيقة

أهو التشريع

أم الحقائق العقلية و الحسية و التاريخية و ما يحذو حذوها

إن قلت التشريع

فلم قلت أنه لا يمكنه أن يخالف الرسول القرآن و يحمل من باب التخصيص أو النسخ

و إن قلت الحقائق العقلية
فمسلم

لكنه لا ينفعك هنا

---------

قلت:

أهل المعاصي معاقبون قطعاً، ومجازون على سوء عملهم: قال تعالى:&وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه^
و اقول

كم كلامك مضحك

و هلا قلت أن المصلين معاقبون قطعا

لأنه :" ويل للمصلين "

فياللعجب


------------
قلت
كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
و اسئلك

من أين أن من في معرض الشرط للعموم

و من أين أن العاصين هم فقط يريدون الحياة الدنيا

و من أين أن المؤمنين الصالحين لا يريدون الحياة الدنيا

أم أن الكلام محمول على من توجه طول حياته للدنيا و لمن يلتفت للآخرة قط

فما قولك؟

--------------



مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
طيب هذه الآية ذكرت صنفين

من جاء بالحسنة

و من جاء بالسيئة

لكن هناك صنف ثالث ما وقع الخلاف إلا فيه

و هو من جاء بالحسنة و معها السيئة

فلم قلت أنهم معاقبون قطعا

و كيف تفهم هذا من الآية ؟؟؟؟
--------

لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً
و من أين أن اللذين ظلموا لا يرون النعيم

مثلا إذا أنت رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام

هل يعني أنك لن ترى الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

عجيب!!!!!!

و بعد

من أين أيضا أن اللذين ظلموا هم أصحاب الكبائر

إما أن تقول كل معصية ظلم

أو لا تقول

على الأول يدخل أصحاب الصغائر و ما أنت بمدخلهم

و على الثانية

فإننا بحاجة إلى حد فاصل ليبين متى نصف المرء بالظلم

لأن الوصف خرج عن حد اللغة إلى أمر شرغي

و بعد

لم قلت
و ما هم بخارجين من النار

لعموم السلب

لا لسلب العموم

و بعد

لم قلت أنه هذا عموم مراد به العموم

أنا و نت متفقون على أن التائب خارج منه

و لا نتصور كلانا أنا و أنت

أن الله في وقت من الأوقات أراد أن يعاقب التائبين

فلم يظل إلا أنه عموم مراد به الخصوص

و هو حجة ضعيفة في الباقي اللذين من ضمنهم أصحاب الكبائر

و معارض بعمومات الوعد التي تشمل أصحاب الكبائر

فكيف تجزم بعقابهم با صاحبي!!!!!!!!!!!!!!!
-----------

و بعد:


إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا لِلْطَّاغِينَ مَآبًا لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا
و أعتقد أن لا ناقة لك فيها و لا جمل لأن تكملة السورة تصف هؤلاء الطاغين بأنهم لم يكونوا يرجون حسابا (ينكرون الحساب) و كذبوا بآيات الله كذابا

فالطاغين وصف الكفار

لا فساق المؤمنين هنا

---------------

ثم

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ
لم لا يقال أن هذه في الكفرة لا الفسقة
فهم اللذين يكتمون الآيات و البينات

بينما الفسقة هم من يعصون ما جاءت به الآيات و البينات
و بعد

فإذا لعنهم الله

فما الدليل على أنه لم يرحمهم بعد لعنهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

-----------


و بقيت الآيات في الشق الأول لها نفس العلة

عموم مراد به الخصوص

و معارض بمثله من عمومات الوعيد

و معارض بقبح تخليد بعض من يصدق عليهم أنهم أصحاب الكبائر عقلا

كمن عصى في آخر عمره بعد حياة حافلة بالعطاء

------------

رابعا

أولا بشكل عام

ما منعت أن الخلود مقصود به المكث الطويل لا إلى ما لايتناهي

ثانيا
التفصيل

قلت
قلت :


قلت :
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا
أقول لك

لم لم تقل أن ذلك المقصود بها ما سبق كله أي( الشرك و القتل و الزنا ) معا

و لم اخترت أن المقصود هو( الشرك منفردا و القتل منفردا و الزنا منفردا)

و المعنيان محتملان

فلم تحكمت ؟؟؟؟؟؟؟

فإذا كان المعنى الأول مقصودا

علمنا أن المقصود به الكفار لا المؤمنون الفاسقون


------------



وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِم كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
و اقول

صاحب الصغيرة كاسب للسيئة

فلم أخرجته و ابقيت صاحب الكبيرة

أليس هذا تحكم

فالعموم على تسليم أن السيئة مقصود بها أي ذنب

هو عموم مراد به الخصوص

و حجته في الباقي ضعيفة
و هو معارض بمثله

فماذا عن من كسب السيئة و معها الحسنة

هلا فوضنا أمره لله
و هو أعلم بحاله منا


-----------


قلت :

وغيرها من الآيات التي أوعدت العصاة بالعذاب الأبدي أجارنا الله منه
ليس في كل ما جئت به دليل قاطع

فيا ترى ما حال ما لم تأت به ؟؟؟؟؟؟؟؟

-------------

وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ
سؤال1
من في معرض الشرط ما أدراك أنها للعموم؟

سؤال2

حدوده جمع مضاف للمعرفة فهو من صيغ العموم عند الأصوليين

فمعنى الكلام

من يعص الله و رسوله و يتعد كل حدود الله .......

و هذا إما أن يكون معقولا أو أن لا يكون

لكنه إن كان فليس إلا في الكافر

فلم جعلتها في المسلم الفاسق

سؤال 3
ما منعت أنه عموم مراد به الخصوص؟

لأن التائب خارج منه ؟؟؟؟؟؟؟؟

-------

بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
طيب

و ماذا عن من كسب سيئة و كسب حسنات أخرى
ما هو مصيره

لو خلينا و لغتنا العربية

علمنا أن هذا الكلام لا يشمله

لأن من في معرض الشرط ليست للعموم

و بعد

ما معنى احاطة الخطيئة به

و لم لا يكون وصفا يومىء للكفار

و الحجة التقليدية

هو عموم أريد به الخصوص معارض بعمومات الوعد

-------------

وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ
و ما أدراك أن أصحاب الكبائر فساق

و ما معنى غائبين

غائبين عن النار بعد دخولهم فيها

أم غائبين عن دخول النار بغض النظر عن خروجهم من عدمه

و لم قلت ما هم عنها بغائبين

لعموم السلب و ليست لسلب العموم

-----------------
&فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى
يا ترى

ما التلازم بين الخلود و بين كون الجحيم هي المأوى

---------
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
العموم مراد به الخصوص

من في معرض الشرط ما الدليل على عمومها

الخلود ما الدليل على أنه ليس المكث الطويل

---------
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا
أقول لك

لم لم تقل أن ذلك المقصود بها ما سبق كله أي( الشرك و القتل و الزنا ) معا

و لم اخترت أن المقصود هو( الشرك منفردا و القتل منفردا و الزنا منفردا)

و المعنيان محتملان

فلم تحكمت ؟؟؟؟؟؟؟

فإذا كان المعنى الأول مقصودا

علمنا أن المقصود به الكفار لا المؤمنون الفاسقون


------------



وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِم كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
و اقول

صاحب الصغيرة كاسب للسيئة

فلم أخرجته و ابقيت صاحب الكبيرة

أليس هذا تحكم

فالعموم على تسليم أن السيئة مقصود بها أي ذنب

هو عموم مراد به الخصوص

و حجته في الباقي ضعيفة
و هو معارض بمثله

فماذا عن من كسب السيئة و معها الحسنة

هلا فوضنا أمره لله
و هو أعلم بحاله منا


-----------

ثم خامسا :


لا يوجد أي أمل ممنوح لغير التائبين من العصاة

و اقول

إن كان قلبك قاس لا أمل فيه

فالله أرحم منك و مني و هو أرحم الراحمين

و بعد
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا

و أسألك

لم لا يكون هذا الجزاء هو تنقيص ما ناله من ثواب

فيظل له أمل إن زاد ثوابه

------
بل قد حصر الله رحمته لعباده المحسنين والمتقين والتائبين: & إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ

لم لا تقول أن إن للتوكيد هنا لا الحصر

---------
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ

لكنه لم يقل أنه سوف لن يكتبها للفاسقين

فكيف علمت ذلك ؟؟؟؟؟

--------
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
و أيضا كيف علمت أن رحمته ليست لغير هؤلاء

--------


باختصار

لم أجد في كل كلامك ما يدل على رأيك

---------------


خامسا:
وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ
سؤال1:

ما المقصود بمن ارتضى

هل هو من ارتضى الله عمله

أم من ارتضى الله أن يشفع له

أم من ارتضى الله ذاته

و كيف جزمت أنها في واحد منها


و بعد

فسر ابن عباس من ارتضى بأنه من قال لا آله إلا الله

و عليه تكون الآية أكبر حجة لاثبات الشفاعة أهل الكبائر بل و الكفار أيضا من الموحدة

فكيف تنفي هذا الاحتمال؟

---------

و قلت :
بَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
و من أين أن الظالمين هم الفساق و ليسوا الكفار

ألم يقل الله :( و الكافرون هم الظالمون )

فلم سحبت الحكم على الفسقة المؤمنين

--------------

قلت :

وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ
و أقول أيضا و من أين أن الظالمين هم الفساق و ليسوا الكفار

ألم يقل الله :( و الكافرون هم الظالمون )

فلم سحبت الحكم على الفسقة المؤمنين

--------
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
هذه الآية تحذير للعصاة تابعة لأكثر آيات القرآن رحمة و رجاء للإنسان

و هي مثل قول القائل

ادرس قبل أن يأتي الامتحان فترسب

لكن السؤال

هل يفهم من هذا

أن هذا الولد إذا لم يدرس فإنه سيرسب

و إذا كان لا يفهم

فلم أدعيت أنه يفهم هناك

غاية الآية أن تقول أنها تحذير في حال عدم التوبة أن يقع عدم النصرة

لكن أن لا تقع للكل فهذا ما لا تقوله الآية

---------------

قلت :

لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا
قلت لك سابقا

لم قلت أن الجزاء ليس تنقيص الثواب

وليتم قولك

--------------
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ
سؤال

من أين أن الفاسق حقت عليه كلمة العذاب

و لم لا يكون احقاق العذاب بعد الحساب و خصم الشفاعة

و بعد

أفأنت تنقذ من في النار

ماذا تعني

أتعني

تنقذ أهل النار من دخول النار

أم تنقذ أهل النار من البقاء فيها



على الاحتمال الأول فلا حجة لك بنفي الشفاعة

-----------



سابعا

قلت :

6. الفرقة التي أخبرنا الله تعالى أنها تعتقد هذا هي الفرقة اليهودية: &وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً^[البقرة: 80]، فأكذبها الله تعالى وجعل قولها من التقول على الله بغير علم: &قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ^[البقرة: 80].
و أقول

هذا خلط منك

لأن فرقا كبيرا بين اليهود و بيبن قول خصومكم

اليهود جزموا أن لن تمس النار أيا منهم إلا أياما معدودات

بينما خصومكم قالوا

نفوض أمر صاحب الكبيرة لله

و هو أعلم بحاله

فإن شاء رحمه

و إن شاء عذبه أياما معدودات

و إن شاء أبقاه كل الدهر


فلا داعي للخلط

----------------------

نهاية

ما هو مقبل من كلامك

مبني على هذا

فهلا عدت إلى هذا و نظرت إليه

ختاما

تحياتي

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

الأخ محمد

قلت ((مع أن هذان الطريقان أملهم الوحيد في دخول الجنة))
أنت أعلم بحقيقة الأمر، ولكن لأمر في نفسك، وعند الله تجتمع الخصوم.

قلت ((نسبة القول لأئمة أهل البيت على أساس أن الزيدية تقول به مع أن طائفة آخرى من الشيعة))
لاحظ أنا قلت (فذهب أئمة أهل البيت، وشيعتهم الزيدية) فميزت بينهم، وذلك لأن عبارة الزيدية لم تكن تطلق على الأئمة إلا في فترة متأخرة، وقبلها كان هناك الأئمة وهناك الشيعة. والشيعة كانت فرقاً، منها الزيدية ومنها الإمامية ومنها الإسماعيلية... إلخ.
وقولي أهل البيت صحيح لأنه لم يشتهر لأهل البيت رأي غير هذا لقرون متعددة. ووجود رأي لأحد منهم في فترة متأخرة، ورأي له أصول لا علاقة لها بأهل البيت، لا يغير من الأمر شيئاً. فرأي الشريفين المرتضى والجرجاني وغيرهما لا ينتسب إلى أهل البيت، وإن كانا هما أو غيرهما منسوبين إليه.
والآراء التي نسبت إلى أهل البيت على نوعين. منها ما هو منسوب بالروايات المدفونة في كتب هنا وهناك، ومنها ما هو منسوب بالشهرة إلى أعلامهم الذين برزوا. وكون النبي عليه وآله السلام يقول لنا تركت فيكم كتاب الله وعترتي، وكونه يدلنا على أن التمسك بهما عصمة من الضلال، يعني حكماً أنه يتكلم عن أمر مشهور ومعلوم، وليس عن أمر خفي ومغمور. فإذا كان لديك رأي مشهور ومعلوم ومنقول بالتواتر لأعلام أهل البيت في الموضوع فأت به، وإلا فدع هذه الجزيئية. وجيد انك ذكرت الشريف المرتضى، ثم قفزت 400 سنة إلى الشريف الجرجاني. فهذا إن دل على شيء دل على ندرة الأعلام المشهورين من أهل البيت الذين كانوا على التشبيه أو الجبر أو الإرجاء.

قلت ((ليس بأمر صحيح أن كل المعتزلة قالوا بهذا الرأي))
ربما تكون مصيباً، وللفائدة هلا ذكرت من؟

قلت ((إنما أهل السنة قالوا نحن لا نخالف في حصول المؤمنين الصالحين للشفاعة))
ربما كلامك صحيح، ولكن عدد لي الروايات التي نصت على الشفاعة للمؤمنين. بل حديث (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) فيه دلالة الحصر، إما للمبالغة وإما للحصر. أياً كان الأمر فحتى الأحاديث التي وضعت في هذا الأمر وضعت من أجل الفاسقين. وأنت تعلم بما أنك مطلع على مذهب أهل السنة في الأمر، أنه تكرر منهم أن الشفاعة فائدتها إنما هي للعصاة. وأنت أدرى بهذا. وللتذكير:
ابن ماجه 4301 : ((عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ لأنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى أَتُرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ لا وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْخَطَّائِينَ الْمُتَلَوِّثِينَ.))


قلت ((بم تمنع يا عالم الزيدية أن تنسخ السنة القرآن أو تخصص السنة القرآن فينهار تعويلك ذلك)). ((فلم قلت أنه لا يمكنه أن يخالف الرسول القرآن و يحمل من باب التخصيص أو النسخ))
بم تثبته أنت؟
ولنتفق على أن القرآن من أوله إلى آخره لا يثبت الشفاعة للفاسقين، وأن من يقرأه وحده لن يفهم هذا أبداً.

قلت ((و هلا قلت أن المصلين معاقبون قطعا لأنه :" ويل للمصلين "))
قياس مع الفارق. ويبدو أن لم تقرأ كل النقاط قبل وضع هذه الملاحظة لأنني ذكرت بعد ذلك ((لا يوجد أي أمل ممنوح لغير التائبين من العصاة)). ربما كان يجب أن أذكرها أولاً لكي لا يحصل اللبس الذي حصل معك. أيضاً ربما يجب إضافة (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه).
فشكراً على هذه الفائدة.

قلت ((من أين أن من في معرض الشرط للعموم))
في سبيل إثبات الشفاعة للفسقة والظلمة والفجرة تم إلغاء أمرين: صدق الوعيد، فقال بعضهم يجوز على الله أن يوعد ثم لا يوفي، وبعضهم وصل إلى التشكيك في صدق الوعد، ومنه سؤالك هذا.
وأنظر إلى الآيات التالية والتي استعملت فيها من بما يفيد الشرط، وقل لي إنها ليست للعموم، وعندها ننقل الحديث إلى مستوى مختلف، وهو صدق وعد الله تعالى.
(فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ)
(فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
(مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)
(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)
(مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)
(أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا)
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
(مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
(مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)

قلت ((و من أين أن العاصين هم فقط يريدون الحياة الدنيا))
معنى الآية واضح ولا علاقة للأمر بعموم من أو خصوصها، المسألة تتعلق بعموم الإرادة أو عدمها مثل قوله تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)

(مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
قلت ((لكن هناك صنف ثالث ما وقع الخلاف إلا فيه و هو من جاء بالحسنة و معها السيئة فلم قلت أنهم معاقبون قطعا و كيف تفهم هذا من الآية ))
لكي لا نجعل القرآن عضين لا بد من أن نفهم آياته معاً. والله تعالى ذكر من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وذكر من يجتنب الكبائر، وذكر من يفعل اللمم، وذكر من يعصي، وإلى ما هناك من الآيات والتي بمجموعها تدل على مراده تعالى في هذه المسألة. ولولا الأحاديث الموضوعة لما قيل مطلقاً بما تقوله من الشفاعة للفاسقين.

قلت ((و من أين أن اللذين ظلموا لا يرون النعيم مثلا إذا أنت رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام))
أخي أنت تستعجل. الشاهد هو في قوله تعالى (وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)، فقبل أن تتعجب فضلاً تمهل.

قلت ((من أين أيضا أن اللذين ظلموا هم أصحاب الكبائر ... )) إلخ كلامك
من أين لك أنت، أنّ الآية محصورة في الكفار والمشركين؟ قد لا تعم الآية كل أصحاب الكبائر، وقد لا تشمل عبارة (ظلموا) جميع أنواع المعاصي، ولكن إخراج بعضهم منها يحتاج إلى دليل، فهاته. وهاته من القرآن أولاً.

((لم قلت و ما هم بخارجين من النار لعموم السلب لا لسلب العموم ))
فضلاً اشرح مقصودك. ولا تجبني بـ "ؤؤ" فأنت أحياناً تأتي بعبارات أشك أنك تدركها.

قلت ((لم قلت أنه هذا عموم مراد به العموم ))
لم لا تقول إن القرآن لا معنى له!
((و لا نتصور كلانا أنا و أنت أن الله في وقت من الأوقات أراد أن يعاقب التائبين فلم يظل إلا أنه عموم مراد به الخصوص ))
الآية عامة في أن الظالمين ليسوا بخارجين من النار. فمهما كان المرء في حكم الظالمين فإن هذا الحكم ينطبق عليه، فإذا ما خرج عن ذلك لم ينطبق عليه الحكم.

قلت ((و أعتقد أن لا ناقة لك فيها و لا جمل لأن تكملة السورة تصف هؤلاء الطاغين بأنهم لم يكونوا يرجون حسابا (ينكرون الحساب) و كذبوا بآيات الله كذابا ))
أنت فسرت عدم رجاء الحساب بأنه إنكار للحساب. فمن أين لك هذا؟ لم لا يكون وصفاً لمن يعمل بغير أن يضع الاخرة في حسابه؟

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ
قلت ((لم لا يقال أن هذه في الكفرة لا الفسقة فهم اللذين يكتمون الآيات و البينات))
ومن أين لك أن الفسقة لا يكتمون الآيات والبينات؟ وأين أنت من تاريخ هذه الأمة؟ وهل لعنهم الله باعتبار فعلهم أم باعتبار كونهم كفاراً؟ وكيف لك أن تخصص اللعن والوعيد على من أضاف إلى الكتم كفراً؟

((و بعد فإذا لعنهم الله فما الدليل على أنه لم يرحمهم بعد لعنهم))
أنت هات الدليل. ومن القرآن أولاً. وإصراري على القرآن لكي يظهر لك أنه لولا الوضاعون من أتباع بني أمية لما كان لهذه المسألة أصل.

قلت ((و معارض بقبح تخليد بعض من يصدق عليهم أنهم أصحاب الكبائر عقلا كمن عصى في آخر عمره بعد حياة حافلة بالعطاء))
هذه حالة استثنائية تريد أن تنتزع منها حكماً عاماً. أقر أولاً بأن ظاهر القرآن الكريم على نفي الشفاعة، وعلى ثبوت الوعيد على الفساق غير التائبين، ثم اضرب هذا المثال. هذا أولاً.
ثانياً، المسألة التي ذكرتها ذات صلة بمسألة الإحباط والموازنة: هل المعاصي الكبيرة تحبط الطاعات السابقة ام توازنها.
ثالثاً: ظاهر القرآن أن الفاسق سيدخل جهنم أبد الآبدين، وأما من ينطبق عليهم حقيقة وصف الفسق فهو في علم الله العالم بما قدمنا وما أخرنا. والعالم بما في الصدور.
رابعاً: هذا المثال يكاد يكون مستحيلاً ، إلا لمن لم يتجاوز إيمانه لسانه.

((ما منعت أن الخلود مقصود به المكث الطويل لا إلى ما لايتناهي ))
أولاً: القرآن هو الذي منع. فقد قال اليهود هذا القول، فرد الله عليهم بما قالوا. ثم إنه تعالى ذكر الخلود، ةذكر أبدا، وذكر ما هم بخارجين، وذكر وما هم عنها غائبين ونحو ذلك من النصوص التي تتكلم عن بقاء إلى الأبد.
ثانياً: إلى ما لا يتناهى = أبدا
قلت ((لم لم تقل أن ذلك المقصود بها ما سبق كله أي( الشرك و القتل و الزنا ) معا))
كل واحدة منها ذكره الله مفرداً وشنع على فاعله بما يدل على أنها موجبة للعذاب.

((و اقول صاحب الصغيرة كاسب للسيئة))
الله تعالى أخرجه.

قلت ((حدوده جمع مضاف للمعرفة فهو من صيغ العموم عند الأصوليين))
انظر أول الآية ((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ))
فما هي الحدود التي أشار إليها في أول الآية؟
وابحث عن "حدود الله" في القرآن الكريم وسيظهر لك أمرين: المعنى الذي ذكرته يجعل كل تلك الآيات بغير ذي معنى. فالله يذكرها تهديداًلمخالفة حكم سابق، وأنت تأتي وتقول "لا لا هي تهديد لمن خالف جميع حدود الله".
كما سيظهر لك أنها استعملت للإشارة إلى أحكام عملية وليس اعتقادية مثل الكفر. وهذه أغلبها:
(لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)
(فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ)
(الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
(فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ)
(أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
(وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا)
فانظر فيها، ثم ارجع إلى نفسك.

قلت على قوله تعالى (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا ) ((لم لا يكون هذا الجزاء هو تنقيص ما ناله من ثواب فيظل له أمل إن زاد ثوابه))
اقرأ الآية من أولها، وعد إليها في سياقها. وهذه الآية نص في المسألة لأنها تجيب على من يقول بمثل قولك.

قلت ((لكنه لم يقل أنه سوف لن يكتبها للفاسقين فكيف علمت ذلك )) وقلت ((و أيضا كيف علمت أن رحمته ليست لغير هؤلاء )) وكررت هذا كثيراً.
السؤال: كيف أنت قلت ذلك؟

قلت ((لم أجد في كل كلامك ما يدل على رأيك ))
يوم تلقى الله ستجد ذلك.


اقتباس:
وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ

سؤال1:
قلت ((ما المقصود بمن ارتضى ، هل هو من ارتضى الله عمله ، أم من ارتضى الله أن يشفع له أم من ارتضى الله ذاته))
التفسير المنسوب إلى ابن عباس يدل على أن الارتضاء هو على العمل.
قلت ((و عليه تكون الآية أكبر حجة لاثبات الشفاعة أهل الكبائر بل و الكفار أيضا من الموحدة ))
على ماذا. على قول ابن عباس أم على ظاهر الآية؟

وقلت على قوله تعالى (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)
((هذه الآية تحذير للعصاة تابعة لأكثر آيات القرآن رحمة و رجاء للإنسان و هي مثل قول القائل ادرس قبل أن يأتي الامتحان فترسب لكن السؤال هل يفهم من هذا أن هذا الولد إذا لم يدرس فإنه سيرسب و إذا كان لا يفهم فلم أدعيت أنه يفهم هناك غاية الآية أن تقول أنها تحذير في حال عدم التوبة أن يقع عدم النصرة
لكن أن لا تقع للكل فهذا ما لا تقوله الآية ))
غاية ما سأقوله هنا هو أني أستغرب من تكلفك الشديد وليك للآيات عن ظاهرها، بل إلغاءك لها عن ظاهرها.
أنت تقول: من لا ينيب إلى الله ومن لا يسلم له فقد لا يأتيه العذاب!!!
الله سيكفيك.
قلت ((و أقول هذا خلط منك لأن فرقا كبيرا بين اليهود و بيبن قول خصومكم ))
لا فرق. أنتم جزمتم أن صاحب الكبيرة خارج من الوعيد في القرآن.
ثم إنه تعالى أجاب عليهم بما ينطبق عليكم. لم يقل لهم: فوضوا أمره إلى الله! وإنما حكم عليه بالخلود.

أخيراً... شكراً على وقتك، فقد أفدتني كثيراً.

محمد33333
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الخميس أكتوبر 06, 2005 11:59 am

مشاركة بواسطة محمد33333 »

وقولي أهل البيت صحيح لأنه لم يشتهر لأهل البيت رأي غير هذا لقرون متعددة. ووجود رأي لأحد منهم في فترة متأخرة، ورأي له أصول لا علاقة لها بأهل البيت، لا يغير من الأمر شيئاً. فرأي الشريفين المرتضى والجرجاني وغيرهما لا ينتسب إلى أهل البيت، وإن كانا هما أو غيرهما منسوبين إليه.
لم يشتهر عن علي بن ابي طالب و لا الحسنين القول بالوعد و الوعيد و نفي الشفاعة ......

فلا تدع عليهم

و ما تقوله

مشتهر عن عن أفراد من الزيدية عاشوا بالقرن الثالث الهجري

مثل الرسي و الهادي .......و بقية علماء الزيدية

و لا يمكنك التعميم


و أصلا أصل الارجاء

هو الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب ......................
----------
قلت ((ليس بأمر صحيح أن كل المعتزلة قالوا بهذا الرأي))
ربما تكون مصيباً، وللفائدة هلا ذكرت من؟
كل مرجئة المعتزلة و غيرهم ...
------

قلت ((إنما أهل السنة قالوا نحن لا نخالف في حصول المؤمنين الصالحين للشفاعة))
ربما كلامك صحيح، ولكن عدد لي الروايات التي نصت على الشفاعة للمؤمنين. بل حديث (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) فيه دلالة الحصر، إما للمبالغة وإما للحصر. أياً كان الأمر فحتى الأحاديث التي وضعت في هذا الأمر وضعت من أجل الفاسقين.
أنت قلت معلومة خاطئة عن أهل السنة

فقمت بتصحيحها لك

و لكي لا تظهر بمظهر الخسران - الذي لا يقدم و لا يؤخر شيئا لأنني فقط هنا أصحح لك معلومة خاطئة لك عن أقوال مذهب أهل السنة-

قفزت إلى و لم الشفاعة و الفساق و الأحاديث و ابن ماجة...........زز

فياللعجب
--------





قلت ((بم تمنع يا عالم الزيدية أن تنسخ السنة القرآن أو تخصص السنة القرآن فينهار تعويلك ذلك)). ((فلم قلت أنه لا يمكنه أن يخالف الرسول القرآن و يحمل من باب التخصيص أو النسخ))
بم تثبته أنت؟
فياللعجب الاكبر

أنت استدللت بشيء

و هو أن الأحاديث لا يمكن أن تخالف أحكام القرآن

فتستدل بذلك على بطلان الأحاديث و الحكم بوضعها

فأنا عمدت إلى استدلالك

و قلت لك باحتمال النسخ و التخصيص

طيب

يا أخ

فنقلت المسألة إلى هل تثبت؟؟؟؟؟؟؟

إذا كنت أنت لا تستطيع نفي احتمال النسخ و التخصيص لأحكام القرآن

فعلى الأقل

تتوقف في المسألة

و وقتها تصبح حجتك باطلة

أم أن هذه صعبة فهمها عليك؟؟؟؟؟


افهم هذا الكلام جيدا


ثم حاور

-------

ولنتفق على أن القرآن من أوله إلى آخره لا يثبت الشفاعة للفاسقين، وأن من يقرأه وحده لن يفهم هذا أبداً.
لا أوافقك

و هل يا ترى فهمت من قولي السابق هذا!!!!!!

-------

قلت ((و هلا قلت أن المصلين معاقبون قطعا لأنه :" ويل للمصلين "))
قياس مع الفارق. ويبدو أن لم تقرأ كل النقاط قبل وضع هذه الملاحظة لأنني ذكرت بعد ذلك ((لا يوجد أي أمل ممنوح لغير التائبين من العصاة)). ربما كان يجب أن أذكرها أولاً لكي لا يحصل اللبس الذي حصل معك. أيضاً ربما يجب إضافة (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه).
فشكراً على هذه الفائدة.
القياس ليس مع الفارق

و إذا أنت احتججب بسلب الأمل عن العصاة

فالدليل ليس من يعمل و إنما بتلك بالمرة القادمة بامكانك شطبها

و أما حجتك المستدعا :" إن تجتنبوا كبائر ....." فهي أكثر علة

لأن ما تريده

إن لم تجتنبوا فسوف ..........

و ليس العكس

فتأمل

-------

قلت ((من أين أن من في معرض الشرط للعموم))
في سبيل إثبات الشفاعة للفسقة والظلمة والفجرة تم إلغاء أمرين: صدق الوعيد، فقال بعضهم يجوز على الله أن يوعد ثم لا يوفي، وبعضهم وصل إلى التشكيك في صدق الوعد، ومنه سؤالك هذا.
وأنظر إلى الآيات التالية والتي استعملت فيها من بما يفيد الشرط، وقل لي إنها ليست للعموم، وعندها ننقل الحديث إلى مستوى مختلف، وهو صدق وعد الله تعالى.
(فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ)
(فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
(مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)
(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)
(مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)
(أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا)
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
(مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
(مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
طبعا

لم تجب

لم من في معرض الشرط للعموم



أما احتجاجك بأنكم تستخدمون من لاثبات العموم

فيجاب

بأن الأمة أجمعت على أن هذه للعموم في الوعد

فحتى لو كان اللفظ محتملا للخصوص

فالاجماع ينفي العموم


---------

اكمل فيما بعد

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

من هم مرجئة المعتزلة؟ هات أسماء لو سمحت وذلك للفائدة

أما بقية ملاحظاتك فلا يوجد منها ما يستحقك التعليق عليه، لأنك تكرر ما قلته ولكن بعبارات جديدة، ولا تجيب على ما طُرح.
وعندما تكمل فضلاً آتنا بما يضيف.
شكراً مرة أخرى.

محمد33333
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الخميس أكتوبر 06, 2005 11:59 am

مشاركة بواسطة محمد33333 »

سيد عبد الله حميد الدين


لكي نعرف هل جئت بأمر جديد أم لا

اسمع

كل ما تستدل به

هو استدلال بصيغ العموم أولا


و أنا أسئلك السؤال اتالي

1-صيغ الغموم ظاهرة في العموم و مجاز في الخصوص؟

فلم اخترت الظاهر

مع أنه لا يمكن الاستدلال بالظاهر على القطعيات

فلم يبق إلا أن تقول أنا أظن ...............

لا أنا اعتقد

2- هذه العمومات معارضة بعمومات الوعد

فعندنا أمرين متعارضين

و السؤال

لم رجحت عمومات الوعيد؟

3-الغالبية الساحقة من هذه العمومات مخصوصة بالتائب

و هذا الخصوص

إما أن تقول أن جاء بعد عموم اللفظ الوعيدي==== عموم مخصوص

أو أن تقول أنه كان مرادا من المتكلم ===== عموم مراد به الخصوص

إن قلت أن العموم مخصوص

فيلزمك أن يكون الله في فترات كثيرة من فترات دعوة رسول الله

قد أعلم الناس

بأنه لا يغفر للتائب إن تاب

و هذا أمر قبيح جدا

وبالتالي فهو معلوم الانتفاء

----
فلم يظل إلا أن تقول أنها عمومات مراد به الخصوص

و هذه العمومات المراد بها الخصوص

حجتها على كل الباقي ضعيفة --------كما هو معلوم في أصول الفقه

فيلزم أن تكون حجتك كلها منقوضة

فماذا تقول ؟

أجب عن هذه الاسئلة الثلاثة رجاء


توفر الكثير من العناء

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

لا زلت تكرر ما تقوله، وتتجنب الإجابة على أهم ما سبق.
في كل الأحوال نصيحة لك، اقرأ ما تكتبه قبل أن ترسله:
تقول أن العموم للظاهر،
ثم تقول كل آيات الوعيد ظواهر،
ثم تضيف إنها معارضة بآيات الوعد، والتي هي وفق منطقك ظواهر،
وبالتالي: يكون ـ وفق منطقك ـ كل ما ورد في الوعد والوعيد ظواهر.

ثم تقول ((مع أنه لا يمكن الاستدلال بالظاهر على القطعيات فلم يبق إلا أن تقول أنا أظن لا أنا اعتقد))
فوفق كلامك لا يوجد لا في الوعد ولا في الوعيد إلا ظنون!!
جميل هذه النتيجة، وهي التي تريدها.

أما عن ضعف العموم المخصوص في ما بقي كما تقول:
أنت تقول أن هناك عمومات وعد، وعمومات وعيد، وهي معارضة لبعضها البعض.
فطبق منطقك على عمومات الوعد، ولنقل:
عمومات الوعد معارضة بعمومات الوعيد = ((هذه العمومات معارضة بعمومات الوعد))
((فعندنا أمرين متعارضين))
فكل عمومات الوعد مخصصة بعمومات الوعيد
((وهذا الخصوص إما أن تقول أن جاء بعد عموم اللفظ)) الوعدي ((==== عموم مخصوص.))
((أو أن تقول أنه كان مرادا من المتكلم ===== عموم مراد به الخصوص ))
((إن قلت أن العموم مخصوص فيلزمك أن يكون الله في فترات كثيرة من فترات دعوة رسول الله قد أعلم الناس بأنه)) لن يعاقب العاصي إن عصا ((وهذا أمر قبيح جدا وبالتالي فهو معلوم الانتفاء ))
((فلم يظل إلا أن تقول أنها عمومات مراد به الخصوص و هذه العمومات المراد بها الخصوص حجتها على كل الباقي ضعيفة --------كما هو معلوم في أصول الفقه ))
((فيلزم أن تكون حجتك)) في الوعد ((كلها منقوضة ))

أخي الكريم...
في نهاية الأمر لدينا القرآن، وأنت لديك موضوعات بني أمية.
القرآن من أوله إلى آخره لا يسند قولك إلا إذا ضممت إليه تلك الموضوعات. القرآن لا يتكلم عن خروج من جهنم، ولا يتكلم عن فجرة عصاة ظلمة قتلة محاربين لله ورسوله لا بالمدح ولا بوعد الثواب. هذه كلها أتت من بني أمية.
فخلنا مع القرآن، وخلك أنت مع بني أمية.
اظن بهذا أكون قد جمعت ما أردته من الملاحظات، والآن سأعمل على تبييض البحث وإعداده للنشر.
شكراً لك على وقتك، وبقطع النظر عن الاختلافات بيننا، فكونك اعطيت لهذه الأفكار هذا الوقت يستحق العرفان.
تحياتي

محمد33333
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الخميس أكتوبر 06, 2005 11:59 am

مشاركة بواسطة محمد33333 »

و الله يا عبد الله حميد الدين

لقد كنت أظن بك شيئا من العلم

و لكن

آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه .......

و لكي لا يغتر أدعياء العلم

اكتب التالي .
وألفاظ العموم ظاهرة فيه، عند (أئمتنا، والجمهور) مجاز في الخصوص
المرجع الفصول اللؤلؤية ------باب العموم ---- ألفاظ و موجبات العموم



و إن كان يصعب عليك معرفة ما معنى الظاهر

فتفضل
والظاهر) لغة: الواضح. واصطلاحاً: اللفظ السابق إلى الفهم منه معنى راجح مع احتماله لمعنى مرجوح ، ودلالته ظنية في العمليات بخلاف النص.
الفصول اللؤلؤية ------ باب الظاهر و المؤول

--

بعد هذا لتعرف كيف يتعامل مع اللفظ العام فتفضل :
(أئمتنا، والجمهور): ويمتنع العمل بالعام قبل البحث عن مخصصه المنفصل؛ خلافاً (للصيرفي، والبيضاوي ) . واختلف في قَدر البَحثِ فعند (الجمهور): حتى يحصل الظن بانتفائه، (الباقلاني): حتى يُعلم انتفاؤه، وكذلك كل دليل مع معارضه كالنصّ مع ناسخِه، وقيل: حتى يحصل اعتقادٌ بانتفائه. والمختـار: أنه إن كان عَمَلِياً (فكالجمهور). وإن كان علميّاً وجب كونه قطعياً مقارناً عند (بعض علمائنا)، أو قَطعياً فقط عند أكثرهم، ويبحث عنه حتى يعلم انتفاؤه. (المهدي): بألاَّ يوجد بعد البحث، فيعرف أنه /83/ لو كان موجوداً لوجبَ على اللّه أن ينبه عليه بخاطر أو نحوه.
و أنا هنا يحق لي أن أسألك من أين علمت انتفاء المخصص

غايتك أن تقول بحثت و فتشت فما وجدت

لكن المسالة هنا مسألة علم لا عمل

و عدم وجودك للمخصص ليس دليلا على عدم وجوده

فيظل احتمال المخصص قائما فلا يكون استدلالك قطعيا بل ظنيا

فتأمل ............


و أنت هذا كله ما أجبت عنه بشيء
---------------

و لاحظ أن قولك
ثم تضيف إنها معارضة بآيات الوعد، والتي هي وفق منطقك ظواهر،
وبالتالي: يكون ـ وفق منطقك ـ كل ما ورد في الوعد والوعيد ظواهر
و أقول لك

منطقي هو منطق علماء اصول الفقه و قد جئتك لا بمؤلفاتنا بل بمؤلفكم الفصول اللؤلؤية

و أما منطقك فأنت أدرى به

----------------

ثم سألتك سؤالا آخر


- هذه العمومات معارضة بعمومات الوعد

فعندنا أمرين متعارضين

و السؤال

لم رجحت عمومات الوعيد؟
و أنت لم تجب عنه

كيف ترجح بين الأدلة المتعارضة


سؤال بسيط

×××××××××××××××

------------
أما عن ضعف العموم المخصوص في ما بقي كما تقول:
أنت تقول أن هناك عمومات وعد، وعمومات وعيد، وهي معارضة لبعضها البعض.
أولا

أنا لم أقل العام المخصص

و إنما قلت العام الذي أريد به الخصوص

و عدم تمييزك بينهما إنما هو دليل على أنك لا تعرف علم اصول الفقه

الذي هو خطوة سابقة قبل الكلام عن هذه الموضوعات


و حجتي على هذا القول

أن العام ظاهر في العموم مجاز في الخصوص

فإذا كان العموم الذي هو المتبادر من اللفظ ممنوعا إذا تعينت قرينة تدل على ذلك

فصار اللفظ مشتركا بين مجموعات من الخصوصات

و ترجيح أحد هذه المشتركات على البعض ترجيح بلا مرجح

فصار حمله على احدى هذه الباقي الذي هو احد هذه المجازات المشتركة ترجيحا بلا مرجح

و هو أمر باطل


فهل عندك تعليق على هذا الاستدلال

و ياللعجب

في مشاركتك الثانية

أخذت نفس القاعدة التي يظهر أنك تجهلها و نقلتها من أحد كتب علم الكلام

و هي

الله خالق كل شيء

كل أقوى صيغ العموم

فيكون اللفظ عاما

لكن الله شيء و هو خارج عن العموم ........ فهذه قرينة صرفت العموم عن ظاهره

فصارت دلالته على الباقي ضعيفة



لكن للأسف فأنت كنت تكتب ما تجهله

و قد ظننتك تعلم هذه القاعدة

فاعذرني على هذا الظن

--------


ثم جئت و حاولت التقليد

و أقول لك أنتم لا تجيدون في هذا المنتدى عندما يأتي لكم المرء بكلام صعب على أفاهامكم إلا التقليد بمات تظنونه مشابه

و اقول لك من أولها

دلالة ألفاظ الوعد على أن المؤمنين الغير فاسقين يدخلون الجنة .......قطعية بدليل الاجماع و المعلوم من دين النبي بالضرورة

دلالة الفاظ الوعد على المؤمنين الفاسقين ........ فلتكن ظنية فتتعادل مع عمومات الوعيد

فنتوقف في المسألة

و بالتالي

يكون نتيجتين مهمتين

1- أن هؤلاء سبيلهم لله إن شاء عذبهم و إن شاء أثابهم

2- أنه لا يمكنك الاستدلال بهذه الأمور على انتفاء الشفاعة في حقهم

و بهذا فكل ما استدعيته من مسئلة الوعد و الوعيد لدعم موقفك في الشفاعة

قد صار في خبر كان

فلا يمكنك رد الأحاديث وقتها

فتنهار أقوالك .............. :D

لكن تنزلا أقول


قلت :
عمومات الوعد معارضة بعمومات الوعيد = ((هذه العمومات معارضة بعمومات الوعد))
((فعندنا أمرين متعارضين))
فكل عمومات الوعد مخصصة بعمومات الوعيد
و اقول

عندما يتعارض دليلين قطعيين فهذا يؤدي إلى الطعن في الدين

عندما يتعارض قطعي و ظني فهذا يؤدي إلى ترجيح الظني قطعا

عندما يتعارض ظني و ظني فهذا يؤدي إلى التعادل ما لم يلح مرجح آخر

و هذه أبسط قواعد المنطق و قواعد أصول الفقه

فتعارض العام الوعيدي مع العام الوعدي

كيف فهمت منه تخصيص العام الوعيدي للعام الوعدي

و هل وقع الخلاف إلا في هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ثم قلت :
((إن قلت أن العموم مخصوص فيلزمك أن يكون الله في فترات كثيرة من فترات دعوة رسول الله قد أعلم الناس بأنه)) لن يعاقب العاصي إن عصا ((وهذا أمر قبيح جدا وبالتالي فهو معلوم الانتفاء ))

عدم معاقبة العاصي ليست أمرا قبيحا جدا

بل هو أمر ممكن عقلا

و ارجع للكتب الزيدية على الأقل لتعلم ذلك

و إنما علمنا العقاب من الشارع عز وجل

و به ينهار استدلالك التي حاولت به تقليد قولي


و اقول لك

التقليد بمثل هذا كناية عن ضعفك و قلة حجتك
أخي الكريم...
في نهاية الأمر لدينا القرآن، وأنت لديك موضوعات بني أمية.
القرآن من أوله إلى آخره لا يسند قولك إلا إذا ضممت إليه تلك الموضوعات. القرآن لا يتكلم عن خروج من جهنم، ولا يتكلم عن فجرة عصاة ظلمة قتلة محاربين لله ورسوله لا بالمدح ولا بوعد الثواب. هذه كلها أتت من بني أمية.
فخلنا مع القرآن، وخلك أنت مع بني أمية.
×××××××××

××××××××××××××

××××××××

××××××××××

×××××××××××××××××


--------------


اظن بهذا أكون قد جمعت ما أردته من الملاحظات، والآن سأعمل على تبييض البحث وإعداده للنشر.


تستطيع تبيض البحث و نشره

××××××××××××××××

×××××××××××××××

××××××××××××××××××××
...................[/quote]

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

(آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه)
مدد يا اخي الكريم.
ولأريك سبب تجنبي الدخول في جدال حول العموم واستعماله لاحظ كيف أنك لم تحسن النقل، فكيف ستحسن الفهم.
تنقل عن الفصول (ودلالته ظنية في العمليات بخلاف النص)
في العمليات.
ثم تنقل مرة أخرى (وإن كان علميّاً وجب كونه قطعياً مقارناً عند (بعض علمائنا)، أو قَطعياً فقط عند أكثرهم، ويبحث عنه حتى يعلم انتفاؤه. (المهدي): بألاَّ يوجد بعد البحث، فيعرف أنه /83/ لو كان موجوداً لوجبَ على اللّه أن ينبه عليه بخاطر أو نحوه.)
ثم تأتي تقول ((و أنا هنا يحق لي أن أسألك من أين علمت انتفاء المخصص))
يعني لم يكن من معنى أن تنقل عبارة الفصول، لأنها لا معنى لها وفق قولك.
(لكن المسالة هنا مسألة علم لا عمل و عدم وجودك للمخصص ليس دليلا على عدم وجوده)
القرآن محصورة آياته، والأحاديث المتواترة محصورة، وبالتالي فالعلم بالانتفاء ممكن.

(فيظل احتمال المخصص قائما فلا يكون استدلالك قطعيا بل ظنيا فتأمل )
أنت تأمل.

(و أنت هذا كله ما أجبت عنه بشيء)
ولم أجيبك. هل أجيبك بما أقول به، فتأتي وتقول لي ما قلته الآن، وما تكرره من فترة، أم أدخل معاك في نقاش حول العموم؟!
وقد عملت أحسن من ذلك، بينت كيف أن عباراتك تتناقض وتتهافت، وتصادم بعضها بعضاً.

(منطقي هو منطق علماء اصول الفقه و قد جئتك لا بمؤلفاتنا بل بمؤلفكم الفصول اللؤلؤية)
اقرأ كلام الفصول لتعلم ما أنت لم تقرأه. هذا أولاً. وثانياً أنت الذي تقول هذا وليس أنا. ولأنني أفهم أن الظاهر قد يكون قطعياً وقد يكون ظنياً، أكملت لك مقتضى كلامك... ولكنك لم تأت به لأنك لا تملك له الإجابة.

أما قولك ((هذه العمومات معارضة بعمومات الوعد فعندنا أمرين متعارضين و السؤال لم رجحت عمومات الوعيد؟)) ثم قولك ((و أنت لم تجب عنه كيف ترجح بين الأدلة المتعارضة سؤال بسيط ))
أولاً: ما أكثر ما لم تجب عليه.
ثانياً: هو بسيط لغيرك، ولذا لم أرد أن أربكك
ثالثاً: أنا أتيت معك بمنطقك ليظهر لك تهافت كلامك.
رابعاً: أنا ذكرت لك لو كنت تقرأ فيما سبق أن علينا أن لا نجعل القرآن عضين فنجمع بين الآيات، وأشرت لك إلى ذلك، ولكنك تستعجل، وتفكر فقط كيف ترد، دون أن تفهم ما يقال.

(فلا تدفن راسك في التراب )
:)

(أنا لم أقل العام المخصص و إنما قلت العام الذي أريد به الخصوص و عدم تمييزك بينهما إنما هو دليل على أنك لا تعرف علم اصول الفقه الذي هو خطوة سابقة قبل الكلام عن هذه الموضوعات )
أنا اعرف ما تقوله، ولذلك أجبت لك بما أجبت، ولكنك لا تفهم.

(كل أقوى صيغ العموم فيكون اللفظ عاما لكن الله شيء و هو خارج عن العموم ........ فهذه قرينة صرفت العموم عن ظاهره فصارت دلالته على الباقي ضعيفة )
هذه الحجة أنت ركبتها من عندك. عبارة (فصارت دلالته على الباقي ضعيفة) لا أقول بها وهي مفتاح المسألة عندك وهي التي تحاولها منذ البدء.


(فاعذرني على هذا الظن)
أنت معذور عما هو أكثر من هذا.

قلت (دلالة ألفاظ الوعد على أن المؤمنين الغير فاسقين يدخلون الجنة .......قطعية بدليل الاجماع و المعلوم من دين النبي بالضرورة)
ولا أدري لم هنا لا تريد أن تقر أن عمومات الوعد هي من نفس عبارات عمومات الوعيد؟
المخصص هم بنو أمية.

و اقول

(عندما يتعارض دليلين قطعيين فهذا يؤدي إلى الطعن في الدين)
وهذا ما تعمله أنت.

(تعارض العام الوعيدي مع العام الوعدي كيف فهمت منه تخصيص العام الوعيدي للعام الوعدي )
أنا لم أفهم هذا، ولكن ألزمك بما تقوله انت.

(عدم معاقبة العاصي ليست أمرا قبيحا جدا)
القبح لم يكن من باب الفعل ، وإنما من باب عدم الإخبار، وأنا أستعمل منطقك


(والحديث معك في هذه الموضوعات كالنفخ في القربة المخزوقة )
:)


(تستطيع تبيض البحث و نشره لكن لن يقرأه إلا من هم في مستواك أو أجهل)

مرة أخرى شكراً على وقتك

محمد33333
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الخميس أكتوبر 06, 2005 11:59 am

مشاركة بواسطة محمد33333 »

قلت :
القرآن محصورة آياته، والأحاديث المتواترة محصورة، وبالتالي فالعلم بالانتفاء ممكن.
هذا احتيال

العام له احتمالين

احتمال ظاهر -------- عموم

احتمال غير ظاهر ------- الخصوص


كونك لا دليل لديك على أن الخصوص هو المراد

لا ينفي أنه لا دليل لديك أن العموم هو المراد

و ما لديك فقط

هو أن احتمال ارادة العموم أكثر من احتمال ارادة الخصوص


فلا تغالط
------------



أما قولك ((هذه العمومات معارضة بعمومات الوعد فعندنا أمرين متعارضين و السؤال لم رجحت عمومات الوعيد؟)) ثم قولك ((و أنت لم تجب عنه كيف ترجح بين الأدلة المتعارضة سؤال بسيط ))
أولاً: ما أكثر ما لم تجب عليه.
ثانياً: هو بسيط لغيرك، ولذا لم أرد أن أربكك
ثالثاً: أنا أتيت معك بمنطقك ليظهر لك تهافت كلامك.
رابعاً: أنا ذكرت لك لو كنت تقرأ فيما سبق أن علينا أن لا نجعل القرآن عضين فنجمع بين الآيات، وأشرت لك إلى ذلك، ولكنك تستعجل، وتفكر فقط كيف ترد، دون أن تفهم ما يقال.

أنت لم تجب عن التعارض و كيف ترجح

فلا تتهرب وراء الكلمات المطاطة ....................

---------



(أنا لم أقل العام المخصص و إنما قلت العام الذي أريد به الخصوص و عدم تمييزك بينهما إنما هو دليل على أنك لا تعرف علم اصول الفقه الذي هو خطوة سابقة قبل الكلام عن هذه الموضوعات )
أنا اعرف ما تقوله، ولذلك أجبت لك بما أجبت، ولكنك لا تفهم.
لا تنكر يا عبد الله حميد الدين أنك لا تعرف الفرق بينهما

---------

قلت :

(كل أقوى صيغ العموم فيكون اللفظ عاما لكن الله شيء و هو خارج عن العموم ........ فهذه قرينة صرفت العموم عن ظاهره فصارت دلالته على الباقي ضعيفة )
هذه الحجة أنت ركبتها من عندك. عبارة (فصارت دلالته على الباقي ضعيفة) لا أقول بها وهي مفتاح المسألة عندك وهي التي تحاولها منذ البدء.
أنا قدمت لك الاستدلال على قولي في العموم المراد به الخصوص و أنت طنشته

فلا ننهرب

و أنت قلت بنفس المذهب في خلق الافعال

فالله خالق كل شيء

و أفعال العباد شيء

إذا أنت قلت أن العموم المراد به الخصوص حجة في الباقي

فيلزمك أن تكون هذه الآية دليلا على أن الله خالق أفعال العباد

لأنها باقي

-----

قلت:
(دلالة ألفاظ الوعد على أن المؤمنين الغير فاسقين يدخلون الجنة .......قطعية بدليل الاجماع و المعلوم من دين النبي بالضرورة)
ولا أدري لم هنا لا تريد أن تقر أن عمومات الوعد هي من نفس عبارات عمومات الوعيد؟
المخصص هم بنو أمية.
تحول كل شيء إلى بني أمية و بني هاشم

و تتهرب من الاجابة

ألا تعلم

أن الاجماع لا يتوقف على صحة دليل المجمعين

و لم لم تجب على قولي لك بأن الأمر معلوم من دين النبي بالضرورة

---------------


سؤال 4:

و أتمنى أن تجيب عليه و لا تتهرب

ما الدليل القطعي على أن

الموصولات من أمثال من

هي ظاهرة في العموم

و ليست مشتركة بين العموم و الخصوص

سألتك فيما قبل

فلم تجب

فهلا أجبت

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

المشترك محمد33333

خليك محترم

وأكررها للمرة السادسة ، بطّل بلطجه
وحاور بأسلوب مهذب

إنظر إلى حِلم الأستاذ / عبدالله حميدالدين معك وتعلم الأخلاق


لا تكن ممن يغطّون ضرطهم بالزمجرة !!
صورة
صورة

محمد33333
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الخميس أكتوبر 06, 2005 11:59 am

مشاركة بواسطة محمد33333 »

رغبة مني في جعل الموضوع منهجيا

جمعت الاعتراضات العامة على جميع الادلة

لكن هذا جعل الأستاذ عبد الله حميد الدين

يظن أنه تهرب

و انا هنا أعود للسيرة الاولى

وأقول


أولا


قال عبد الله حميد الدين

التالي :
لا يمكن أن يقول رسول الله كلاماً يعارض الحقائق القرآنية، وإن كل ما نسب إلى المصطفى مما يعارض تلك الحقائق فإنه مكذوب عليه، أو منقول بتصرف.


و هذه كانت حجته على ابطال الأحاديث في الشفاعة

فهو أولا سيزعم أن القرآن ينفي الشفاعة

ثم يستدل بنفي الشفاعة في القرآن على بطلان الأحاديث النبوية

على أساس أن الرسل لا يخالف حقائق القرآن

و أنا رددت عليه بالقول التالي- لا على سبيل أنني مسلم أن القرآن كما يقول لكن لهدم قوله منذ البداية و أنه بفرض ذلك فكل ما ستذهب إليه غير صحيح ......... و قلت :
و أقول

ما قصدك بالحقيقة

أهو التشريع

أم الحقائق العقلية و الحسية و التاريخية و ما يحذو حذوها

إن قلت التشريع

فلم قلت أنه لا يمكنه أن يخالف الرسول القرآن و يحمل من باب التخصيص أو النسخ

و إن قلت الحقائق العقلية
فمسلم

لكنه لا ينفعك هنا
ماذا كان جواب العالم الكبير و الفطحل الأثير :


بم تثبته أنت؟
ولنتفق على أن القرآن من أوله إلى آخره لا يثبت الشفاعة للفاسقين، وأن من يقرأه وحده لن يفهم هذا أبداً.

و اقول للعالم الكبير

أنك نفتقر إلى أبسط بدهيات المنطق

تريد الاستدلال على أمر بمقدمات

لا بد أن تكون جميعها مسلمة عندك


و سالتك ما هو دليلك على تسليم هذه المقدمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فتهربت من الجواب و حولته إلى ما دليلي أنا على بطلان هذه المقدمة

و اقول لك :


إن لم يكن لي دليل على بطلان المقدمة و لم يكن لك دليل على صحتها

فتكون المفدمة مشكوكا بأمرها

فلا يصح الستدلال بها على نتائج قطعية


و عليه فما ستبنيه من نتائج فيما بعد من بحثك

غير مسلم

لأنه مبني على أصل مشكوك في صحته

فيكون أصلك مشكوك في صحته

أتفهم

هذا على فرض أنه لا دليل على جواز تخصيص القرآن بالسنة !!!!!!!


هذه أول مسألة

و لا بد أن تجيب عليها

و أنا أسميها لك

المسألة رقم واحد

كي أذكرك فيها إذا ما تهربت عن اجابتها

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“