العلامة محمد مفتاحيكتب عن(شكوى)

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
جبل الصبر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 14
اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 9:09 pm

العلامة محمد مفتاحيكتب عن(شكوى)

مشاركة بواسطة جبل الصبر »

خواطر محبوس
شكوى
أذاع القسم العربي براديو كندا لقاءً مع مهاجر مصري يشكو من إجراءات تعسفية طالت والده الذي اتهمته السلطات الكندية بالانتماء للقاعدة مستندة إلى ما يسمى (بالشهادة الأمنية) وهو إجراء أمني استثنائي يخول السلطات اتخاذ إجراءات منها الترحيل بدون حكم قضائي وذلك ما يخشاه المهاجر المصري على والده أن يرحل إلى مصر فيتعرض للتعذيب والاضطهاد بعد أن فر منها .
وقد شكى المهاجر المصري بأن والده قد نقل من السجن القريب من محل سكنهم إلى سجن آخر مما جعلهم يستغرقون ساعة ونصف ليصلوا إلى السجن الجديد الذي حرمهم من مزايا كان يوفرها السجن السابق حيث كان متاح لعائلة السجين أن تجلس معه يومي الإجازة الأسبوعية وتبيت معه في الأماكن المخصصة لذلك ضمن مرافق السجن ، وكان فرصة الاتصال بالهاتف وعبر الانترنت متاحة للسجين على مدار الساعة .
لكن الحال في السجن الجديد أنه لا يسمح للأهل أن ينفردوا بقريبهم إلا ليوم واحد فقط كل أسبوع مع تقليص فرصة الاتصال بالهاتف والبريد الالكتروني لمدة ساعة واحدة فقط كل يوم.
والطريف في الأمر أن الإذاعة الكندية(الرسمية) الممولة من الحكومة هي من يتيح للناس الفرصة لانتقاد الحكومة وبيان أخطائها وعيوبها .
والأطرف هو أن هذه هي معاملة السجين(الإرهابي في نظرهم)، فلدى السجين فرصة للانفراد بأهله ليوم كامل رأس كل أسبوع(حسب الإجراءات المشددة طبعا) إضافة إلى فرصة ساعة يوميا للتواصل بالهاتف والانترنت .
بينما نحن في البلدة الطيبة التي أهلها أرق قلوبا وألين أفئدة ، أحفاد الفاتحين ، وسلالة أنصار خاتم المرسلين ،وأهل الإيمان والحكمة ، وفي بلاد شرعها الإسلام الحنيف بسماحته وعظمته وإنسانيته .
ونحن في بلدنا ولسنا غرباء ولا مغتربين ، ونكفر بالعنف والإرهاب الهمجي ، وندعو إلى السلم والتسامح ، ولدينا أنظمة وقوانين مستمدة من شريعتنا وتسهر عليه سلطة تباهي العالمين بديمقراطيتها ومع ذلك نعاني في المعتقل من قسوة وفظاظة ، وكل يوم يبتدع الجهابذة عدة وسائل للتضييق علينا وأصبحت الزيارة للسجين ضربا من المعاناة لأن الزائر يتجرع المرارات حتى يصل إلى السجن ، ولا تستغربوا إذا قلت لكم بأن أحد السجناء لم ير زوجته وبعض أولاده أكثر من عشر سنوات ، وسجناء آخرون تمر عليهم السنة والسنتين ولم يروا أقاربهم لبعد المسافات وقلة المادة وتعقيدات الزيارة حيث تكون الزيارة غالبا مزدحمة فيقضي الزوار وقت غير يسير في طوابير لتسجيل أسمائهم وأسماء من يزورونهم وأحيانا يصادف المسجل بلا ضمير فيبتز الزوار ويقول لهم بأن السجين المراد زيارته ممنوع من الزيارة كذبا من أجل الابتزاز وبعضهم قد يصدق ويرجع ومن تمكن من الدخول إلى صالة الزيارة يهوله ما يرى من ضيق الصالة والازدحام الشديد وعدم القدرة على السماع وعدم القدرة على الرؤية لكثافة السياجات الحديدية التي صارت تحجب الرؤية تماما في بعض المواضع سوى صورة ممزقة غير واضحة تظهر من خلال الثقوب المتداخلة فتشبه صورة عبر مرآة متشظية ، والبعض يصيبه الدوخة عندما يكثر التحديق عبر هذه السياجات المتراكمة ، هذا إلى جانب قائمة الممنوعات التي حرمت السجين من أشياء كثيرة حتى الرسائل للزوجة والأولاد والأقارب ومنهم ، يجب أن تمر عبر الإدارة، أما الصحف فممنوعة تصادر لمجرد العثور عليها.
وللاختصار فالحياة عندنا بمجملها استثنائية بكل المقاييس، والقوانين والأنظمة مجرد كلمات وعبارات مدونة في الكتب لا وجود لها في الواقع إلا عندما تكون أداة للقمع والتسلط وجمع الجبايات ولخدمة عينة محدودة جدا من الناس .
والدين والقيم والأخلاق والمثل لا تعدوا أن تكون مجرد شعارات للمزايدة والاستهلاك المبتذل.
* الخصم والحكم
الإساءة المقيتة والاستفزاز المفرط الذي تعرض له الأستاذ عبدالله إبراهيم الوزير رئيس تحرير صحيفة البلاغ جزء من منهجية أجهزة القمع المرتكزة على إثارة النعرات الطائفية والعنصرية وكل أسباب الفرقة والاختلاف بين المجتمع ،ولم تكن هذه هي الأولى فقد كتب الأستاذ عبد الله قبل فترة وجيزة عن استفزاز عنصري تعرض له في مكتب وكيل وزارة الداخلية ، وكان اللازم على هذه الجهة أن تحقق مع ذلك الضابط (المتدين )وتعلن ذلك للملأ ليتعظ كل من ينحو هذا المنحى المقيت ، وقبل فترة وجيزة أيضاً كانت هناك تهديدات بتصفية الوالد العلامة إبراهيم محمد الوزير ، وأغرب ما في الأمر هو أن الضحية المعتدى عليه المتضرر هو الذي يتعرض للاحتجاز والتحقيق حيث أستدعي الأستاذ عبد الله الوزير إلى المباحث للتحقيق معه ، ولم يفرج عنه إلا بضمانة وتعهد بالعودة لاستكمال التحقيق !!!
إن الذين افتئتوا على الرئيس وأساءوا إليه هم العصابة المسلحة الذين أرادوا الاعتداء على هذا الصحفي المسالم في مقر عمله .
هؤلاء هم الذين يجب أن يحقق معهم ويلزم تأديبهم ، أما إذا كانوا مكلفين لافتعال مشكلة لجرجرة هذا الصحفي المتزن الحصيف إلى وحل العصبية ، ومستنقع العنصرية الذي انغمست فيه أجهزة القمع بمختلف مسمياتها لاستدراجه من أجل إجباره بطريقة ملتوية لتقديم كشف حساب عن تحركاته وسفرياته ولقاءاته الممولة أو الضغط عليه لثنيه عن نهجه المرن والمعتدل ودفاعه عن المظلومين وابتزازه لينظم إلى حظيرة الخرسان أو لجوقة المطبلين للفساد فليعلم من كلفهم أن هذا القلم العفيف الشجاع لن ينحني ولن ينحرف لأن صاحبه ببساطة تربى على القيم والمبادئ ويعرف جيدا كيف يحافظ على قيمه ومبادئه .
نعم إن هذه النغمة العنصرية المستعلية والمتغطرسة التي سمعها الأستاذ الوزير مرارا وكتب عنها هي ذاتها التي تكررها صحف الشحن العنصري الممولة حكوميا ولا غرابة إذاً أن يسمعها الآلاف من الرجال والنساء يوميا في مختلف المرافق حتى طلبة المدارس لم يسلموا منها .
وما على ضحايا القمع والمتضررين من حملة التحريض العنصري إلا أن يسكتوا حتى لا يحالوا إلى التحقيق بتهمة الإساءة إلى النظام!!!
محمد مفتاح/المعتقل المركزي

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“