يقول ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة :
وأمير المؤمنين عليه السلام أبرأ الناس من دمه ، وقد صرّح بذلك في كثيرٍ من كلامه ، ومن ذلك قوله عليه السلام : والله ما قتلتُ عثمان ، ولا مالأت على قتله . اهـ.
تخطئة الإمام علي t لقتلة عثمان ولعنه لهم :
قال الإمام يحيى بن حمزة في الديباج الوضي 1/375-376 .
(( النهج )) ( ولله حكم واقع في المستأثر والجازم )
الشرح : قول فصل وأمر عدل يوم القيامة
عثمان وقاتليه وكلامه u ها هنا دال على خطأ قاتليه والإنكار عليهم فيما فعلوه من ذلك وحكى قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد عنه u أنه قال : ( اللهم العن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل ) وهذا هو اللائق بمثله لعلوه في الدين وشهامة نفسه في الورع لأن إراقة دم امرئ مسلم حرام فضلاً عن من له مزية الصحبة وحرمة الإسلام وفي الحديث عن رسول الله ص : ( من أعان على قتل مسلم ولو بنصف كلمة كان حقاً على الله أن يعذبه ) وفي حديث آخر : ( لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ) .
ويقرر الإمام يحيى ابن حمزة في الديباج الوضي ( 4/2072) أن قتلة عثمان هم من أسافل الخلق وأراذلهم فيقول :
واعلم أنا قد ذكرنا من قبل عند عروض ذكر عثمان طرفاً مما طعن الناس عله في خلافته في مواضع متفرقة من الكتاب ، ونزهنا أمير المؤمنين عن الرضا بقتله ، ولهذا لعن قاتليه ، وأنهم لما قالوا له : قتلوه . قال: تباً لهم آخر الدهر ولم يتصد لقتله وحصره إلا أسافل الخلق وأراذلهم وما أقوم على قتله إلا نفسان أو ثلاثة من الغوغاء والأوباش والموالي ...اهـ
ويرى الإمام يحيى بن حمزة أن علياَ رضي الله عنه ، كان عازماً على الاقتصاص من قتلة عثمان ، وأن سبب تأخيره لذلك هو قوة القتلة ومنعتهم تماماً كما يقوله أهل السنة . فيقول رحمه الله

واعلم : أنا قد حكينا عن أمير المؤمنين إنكاره على قتلة عثمان ما فعلوه وقوله : ( اللهم العن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل ، وليس تأخره عن الإنتقام منهم إلا لما ذكره وهو عذر واضح مقبول عند الله إذ لا يصلح فعل معروف بارتكاب منكر أكبر منه فكلامه ها هنا مؤذن بالانتقام منهم متى وجد إلى ذلك سبيلاً وخلاً وجهه عن الأمور المهمة والعوارض العظيمة التي تكون ثلماً في الدين ) .
قتلة عثمان فساق :
ويرى الإمام عبد الله بن حمزة أن قتلة عثمان فسقة ، فيقول كما في المجموع المنصوري( 3/454) :
فإذا جازت الاستعانة بالكفار فبطريقة الأولى جوازها في الفساق وهو ظاهر من آبائنا عليهم السلام وعليه تحمل استعانة علي u بقتلة عثمان ... ) .
الرسالة المنسوبة إلى الإمام زيد في قتل عثمان :
هذا وقد نسب الزيدية إلى الإمام زيد رسالة في قتل عثمان رضي الله عنه ، يبرر فيها قتل عثمان ، وينسب ذلك إلى المهاجرين والأنصار ، ويرى أن كل المسلمين قتلوه لأنهم ما بين قاتلٍ وخاذل ، والقاتل والخاذل سواء .
ففي الرسالة : يقول السائل :
فقلت له : أكل المسلمون قتله يا ابن رسول الله ؟
فقال عليه السلام : لا ، ولكن بعض قتل ، وبعض خذل ، والقتل والخاذل سواء ... (283) .
وكل الرسالة تدور على تقرير هذا القول الباطل .
وجلالة الإمام زيد ، وعلمه ، ومتابعته لآبائه ، تقطع بكذب هذه الرسالة ، وافترائها عليه .
فما يقول الزيدية في ذلك .