عندما حملت هم الكرة الأرضية على كاهلي ..!

[الهاشمي اليماني]

هناك مشاهد تدون خلال مرحلة الطفولة .. لايمكن تجاوزها أو نسيانها بسهولة ،، ولعل مشهدان مرا علي بطفولتي قد أخذا حيزا من ذاكراتي الغير قابلة للمسح كما تسمى بلغة الكمبيوتر ROM وذهبت محاولاتي هباء لنسخها للذاكرة العشوائية ...
المشهد الأول دفعتني زميلتي باللعب من فوق سطح منزل ريفي يقع بوسط مزرعة ، وقعت على الحشائش فلم أتأذى لكن الهبوط والشقلبة بالهواء لم يبارحا ذاكرتي على الإطلاق ..
وبعد ذلك كنت ألعب مع زميلا وسط كومة من الأحجار التي تعد لأعمال البناء ... وكان زميلي الغض يحاول الظهور بمظهر الرجل البالغ ويحمل معه علبة بها مسحوق التبغ ( الشمة ) فأستهواني فضولي وحب إستطلاعي أن أتناول شيئا منها وأظعه بفمي ... فأنقلبت الساحة ودارت وخلت الأحجار الملقاة بالساحة تصعد للسماء ... ومكثت على الوظعية حتى هبت أمي من منزلنا المجاور لتنضف فمي بدلو من الماء ..
المشهدان وهما الهبوط والدوران لم يبارحا ني بكل مناسبة ولعل أهمها عندما أركب الطائرة أو الحافلة ذات الطابقين ... أو حتى الوقوف فوق منحدر عال ..
وخلال مرحلة الدراسة وكان أبي هو معلمي الرئيس ،، شرح لي ( رحمه الله ) درسا بالجغرافيا أساسه معرفة دوران الكرة الأرضية ثم موقعها بالفضاء الكوني وكرويتها .... الخ ..
كان هذا الدرس كفيلا بجعلي أسهر الليالي متوجسا هبوط الكرة الأرضية كما فهمت حيث أنه ترآى لي أنها بغير سند أو دعامة وبالتالي يمكن سقطوها ... وسهرت الليالي وخلال خروجي لمشاهدة السماء ليلا كان هناك شهاب .. فصعقت منه وكدت أسقط حيث ذهب ظني أن الأرض سقطت وإختل دورانها لسبب ما ..
وأكتشف أبي إصفرار لوني وشحوب ملامحي ... وإهتراء جسمي ونحوله ... وتأكد له خوفي من المنام على سطح المنزل خلال ليالي الصيف وتفضيلي الغرف التي بها القيض لايرحم ..
وحاول أبى البحث عن المسببات ، وبعد عناء طويل وجهد مضني تبين له أنني أحمل هم الكرة الأرضية على كاهلي وكان عليه أن يشرح لي قاعدة الجاذبية أو نظرية نيوتن ... وقبل كل ذلك يجب عليه أن يبسط المعلومة مستعينا ببيضة دجاجة ليوضح لي عملية الضغط على جانبيها ثم بكوب مملؤ بالماء ...
كنت حينها بالعاشرة من العمر وتمكنت من السيطرة على نفسي لكن هول الهبوط والدوران لا ينسى .

[لــؤي]

رحم الله والديكم سيدي

[وجدانُ الأمةِ]

وأكتشف أبي إصفرار لوني وشحوب ملامحي ... وإهتراء جسمي ونحوله ... وتأكد له خوفي من المنام على سطح المنزل خلال ليالي الصيف وتفضيلي الغرف التي بها القيض لايرحم ..
وحاول أبى البحث عن المسببات ، وبعد عناء طويل وجهد مضني تبين له أنني أحمل هم الكرة الأرضية على كاهلي

لي شعور خاص تجاه هواجس الأطفال التي لا يجدون من يبددها لهم..ولكني لا أعرف كيف أعبر عنه..

[المتوكل]

أسعد الله أوقاتكم سيدي بكل خير