متى تنضب الأحجار من الأردن ؟!

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

متى تنضب الأحجار من الأردن ؟!

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

منذ فترة كنت أرقب عالما دينيا تقليديا ،،، كان ذلك العالم يتلمس طريقا ليعيش حرا شريفا دون الإرتهان أو الإستجداء المقنع أحيانا ... ولم تسعفه الظروف التي لاتسمح لعصامي أن ينال مايفي بمطلبه ... فقرر إستخدام عضلاته البارزة إيجابا ... حيث عمل بتقطيع الحجر لإستخدامها كمادة بناء ..
تذكرت ذلك الرجل العصامي المثابر عندما أستوقفتني أكثر من لوحة بأحد المدن الكبيرة تقول " الحجر الأردني " وحسب معلوماتي بحجم الأردن حاليا وأرضه الصخرية بعد أن أقتطع عنها المنطقة الخصبة زراعيا والتي كانت تسمى الضفة الغربية سابقا ... وما وما ،، وهل الأردن وصل لمضاهات صاحبنا العصامي حيث قرر الإكتفاء بإنتاج الحجارة ..
وبالطبع المساحة المتبقية من الأردن وحجارته هل ستستمر بالتدفق للأسواق .. أم أن مساحة إمارة شرق الأردن ستقف عائقا ، وحينها لايبقى إلا الرمال والتي لايمكن تصديرها حيث أن من بالجوار يشكون كثرتها .
إمارة شرق الأردن تأسست كإمارة بمكان ما يعرف بمشارف الشام ، وأخذت إسمها من نهر الأردن التاريخي والذي يروى أن القديس يوحنا المعمدان قام بتعميد السيد المسيح ( طهره) بمياهه ومن خلال ذلك إكتسب النهر شهرته التاريخية ..
حاليا إستولت إسرائيل على معظم مياه النهر وهي بالتالي لن تسمح بأي تعميد ولاحتى تضميد لجراح حتى وإن كان إقتصاديا فهمها ينحصر بتوفير وسائل الرفاه والراحة لرعياها فقط ،، ولاتعير إهتماما يذكر لما يبدر من وعود عرقوبية يصدرها حلفائها بالغرب ..
هذه المساحة الصخرية الرملية هي ما تبقى من الدولة العربية الكبرى التي وعد بها الشريف الحسين بن علي العبدلي ... والتي كان بدايتها مشروطا بقيام الشريف بشق عصى الطاعة على العثمانيين .. ويتشابه الوعد الغربي للشريف العربي كما وعد أهل الجهاد بأرض المعاد عقب إجلاء المحتل السوفيتي من أرض الأفغان ..
وبدى حلم الدولة العربية الكبرى يتنرح حيث رفضت المهرة السورية فارسها الهاشمي ورفست بحوافرها كل من حاول إمتطائها .... كيف وهي ذات الخلفية الأموية ... وسلم الأمر شريفنا مقتنعا بجزء من فلسطين ثم العراق ... وهبت الناقة العراقية من سباتها وهاجت وأزبدت وأرعدت وتوعدت فمسحت ،،، ولم يبقى من هاشمية العراق إلا غطاء الرأس الأفغاني الذي أستورده الأمير عبد الإله ( الوصي على عرش العراق ) ليقضي به على الكوفية العراقية .... وأنهى العراق وسوريا هاشميتهما ليقعا ببراثن الإنقلابات ... ولتحشر الهاشمية بشرق الأردن فينتهى المطاف بأدمى وأعنف قطاف فتفصل الضفة الغربية ذات الشمائل اللطاف ... ويبقى القسم الحجري معتمدا على الواعدين بالأمس القريب والبعيد أن يمدوه بما يقيم أوده ويبقي عوده ... مع الإحتفاظ بتصدير الحجارة .... فمتى تنضب أحجار الأردن ...؟

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“