الأمة والقراصنة للعلامة محمد مفتاح

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
جبل الصبر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 14
اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 9:09 pm

الأمة والقراصنة للعلامة محمد مفتاح

مشاركة بواسطة جبل الصبر »

بسم الله الرحمن الرحيم
خواطر محبوس
الأمة والقراصنة

كانت في وطننا العربي أمة ذات أعظم رسالة حضارية للإنسانية لكن هذه الأمة خدعت ، وغدر بها من لا خير فيهم فأسقوها جرعة مخدرة أدخلتها في غيبوبة طويلة وسبات عميق ولم تكد تستيقظ من سباتها أو تفيق من غيبوبتها حتى كان القراصنة قد تمكنوا منها فشطروا أرضها وفرقوا أهلها ، وانتهبوا خيراتها ، واستحوذوا على مقدراتها ،وهاهي الأمة البائسة تعيش حالة من التمزق والتخبط والضياع ، وتعاني شعوبها من قبضة القراصنة العتاة الذين لا يتورعون عن سحق كل من يقول لهم ( اتقوا الله) !!
إن خيرة العقول والخبرات والقدرات الإنسانية والكفاءات العلمية لأبناء هذه الأمة خارج نطاق الخدمة ،ومن ضاق ذرعاً بالبقاء في وطنه (سجنه) تشرد إلى بلاد تختلف عنه لغة وعادة وسلوكاً ومنهجاً فيشعر بالتمزق بين الحب والولاء لقيمه ووطنه (سجنه) وأبناء جلدته وبين بلاد ومجتمعات فتحت له آفاق الحياة ومنحته الحرية والمعيشة الرغدة .
إن القراصنة العتاة قد فرضوا على الأمة الجمود والانغلاق وسجنوها في قوقعة متحجرة ، وأطبقوا على مواهبها وتراثها العظيم في قمقم نمرودي صدئ وقذفوها في قعر مقبرة فرعونية مرعبة .

عندما يهاجر (يفر) المواطن العربي يجد في بلد المهجر (الملجأ القسري) الفرصة لترتيب أمور حياته ثم يجد الفرصة للمشاركة في الحياة السياسية والعامة فينضم إلى الفعاليات السياسية والعلمية والاجتماعية وتحظى كفاءته ومواهبه بالاحترام والتقدير وتمنح له الفرصة ليرتقي المناصب ويترشح للمجالس النيابية والمحلية ، ويقوم بإدارة بعض البلديات المهمة ويترأس قيادة بعض المؤسسات البارزة كالجامعات والمرافق الخدمية الهامة كالمستشفيات الكبرى ، والموانئ البحرية والجوية وشركات النقل العملاقة الجوية والبحرية والبرية ، وإدارة الأعمال الحساسة كالبنوك والشركات الضخمة ؛ وهذه المفارقات الشاسعة بين مجتمعاتنا المقهورة والمجهلة وبين مجتمعات المهجر (المنفى) تضع بين أيدينا رزمة من الأسئلة الحرجة التي يصعب تجاهلها .
فإذا علمنا بأنه لا يوجد مانع أمام أي غربي (أوروبي أو أمريكي) من دخول أي دولة عربية فلنا أن نسأل لماذا لا يفكر أي غربي بالهجرة إلى بلداننا مقارنة بالرغبة العارمة لعشرات الملايين من مواطني بلداننا؟؟! الذين يتمنون أن تتيسر لهم فرصة للهجرة (الفرار) من بلدانهم (سجونهم) ، والذين تطالعنا الأنباء دائماً بهلاك المئات بعد المئات منهم وهم يركبون الأهوال في محاولتهم التسلل نحو الغرب .!!
ولماذا لا يسعى أي غربي للحصول على الجنسية العروبية ؟! مقارنة بعشرات الملايين من المهاجرين (الفارين) العرب الذين منحوا الجنسية الغربية أو لا زالوا يجاهدون للحصول عليها ؟!!.
وهل سيقتنع المهاجر (الفار)الذي وصل إلى مراكز متقدمة في المجتمعات الغربية أو الآسيوية بالعودة إلى بلدة (سجنه) ليخضع لسلطة القراصنة ؟! لا أظن ذلك، وأجزم بأنه لن يقبل حتى لو منح مركزاً أعلى منه بكثير.
إن أنظمة القراصنة تؤجج الفتن وتثير كل أسباب التفرقة والعصبيات وتغذي كل أسباب التناقض والتنافر بين أبناء المجتمعات العربية ، وتعمل على إثارة النعرات القومية والطائفية والعنصرية بين المواطن العربي وشركائه في المواطنة من الكرد والبربر والأتراك ، والأفارقة والآسيويين ، والفرس والشركس ، والقبط والموارنة .
ولولا أن جبروت الضغط الفرنسي والغربي عموماً قد منح الطائفة المارونية في لبنان ماهي عليه من الامتيازات لكانت مهمشة بل ومتهمة بالعمالة ومزدراة من أنظمة القراصنة الذين عملوا على تفخيخ المنطقة ومحاصرتها وجعلها ساحة يتسيدون فيها ويتصارعون عليها ويحولون بين أبنائها وحقهم في اللحاق بركب الحضارة بالتضييق عليهم وإثارة كل أسباب الفرقة ، وإشعال كل أسباب الفتن من قومية ، وقطرية ، دينية ، مذهبية ، عرقية ، طائفية ، وعشائرية ، أسرية وعائلية ، وكل مالا يخطر على بال الشيطان نفسه .
* من الواقع :
لا شك بأن الرئيس المصري لم يوفق في تصريحاته عن شيعة العراق وبقية الشيعة العرب وعن ولائهم ، ومع ذلك فلا يمكن أن يعتذر لأن قادة الأنظمة العروبية قد رسخوا في أذهاننا أنهم لا يخطئون ولذلك فهم أبداً لا يعتذرون إلا إذا حصلت زلة لسان في جناب الصهاينة ومحارقهم المزعومة فإنهم لا شك سيبالغون في الاعتذار كما يبالغون في الكياسة والدبلوماسية معهم وسيظهرون أمام شاشة التلفاز وهم يرتعشون من الخشية .
إن الحقيقة والواقع تناقض ما ذهب إليه الرئيس المصري. فولاء (العجم) سُنة كانوا أم شيعة ، فرس أو بنغال أو أفغان ، تركمان أو أكراد أوبربر ، باكستاني أو أندونيسي أو أفارقة ولائهم للعرب ، ومحبتهم للإسلام ولنبيه وللغة العربية وللقضايا العربية وللأمة العربية ويؤلم قلوبهم ما تعاني منه هذه الأمة من ضياع ولولا أن أنظمة القراصنة العروبية يمثلون حجر العثرة في وجه الوحدة العربية والإسلامية لكانت أمة الإسلام قاطبة قد توحدت .
وللعلم فإن إيران –مثلاً- يقف على هرم السلطة فيها رجل معروف بانتمائه إلى أصول عربية وكان الرئيس السابق (خاتمي) من أصول عربية وعدد كبير من قادة إيران اليوم هم من أصول عربية بل إن بعضهم عرب ولادة ونشأةً ولساناً ويتربعون في مناصب كبيرة ومهمة ، وللعلم أيضاً فإن التيار الحاكم حالياً في إيران هو الأكثر ميلاً للأمة العربية من أي دولة إسلامية أخرى مع أنه يواجه ضغوطاً شديدة من التيار اللبرالي والقومي الفارسي الذي ميله وهواه لأوروبا وأمريكا . والعولمة .

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“