نقاط للتأمل
المتنبي في روسيا وسويسرا:
عندما كان المتنبي ينظم قصيدته الشهيرة التي منها قوله:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ** وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملأ عيوني عن شواردها ** ويسهر الخلق جراها ويختصموا
لم يكن يتوقع بأن فتاة روسية ممشوقة القوام شقراء ستنشدها وتتغنى بها في وسط موسكو وإلا لكان أضاف إلى رائعته بيتين أو أكثر إطراءً لهذه الفتاة الروسية وتفكهاً بلكنتها ومجاملة لأساتذتها الذين حشدوا أكثر من ثلاثين شاباً وشابة من دارسي اللغة العربية في أحد المعاهد الروسية المرموقة يتبارون في قراءة روائع المتنبي على جمهور المعجبين به والمهتمين باللغة العربية وآدابها .
إن هذه الفعالية الرائعة تبرز حيوية المجتمع الروسي التي أهم ملامحها الانفتاح على الأمم والحضارات ودراسة تاريخها وآدابها وإرثها الحضاري ، وذلك ما افتقدناه في بلداننا الغارقة في الجهل ، ولأن المتنبي قامة سامقة في الإبداع فإن فعالية كبرى ستقام في الأيام القادمة في سويسرا تشارك فيها عدة بلدان عربية وتغيب عنها بلادنا !!.
من غرائب العروبيين :
في أكبر جمهورية عروبية فإن خُمس برلمانها (مجلس الشعب) غير شرعي لأنه يمثل جماعة غير شرعية !! ولولا استنفار كل أجهزة القمع والتزوير وتزييف إرادة الشعب ومنع الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم بحرية لكان معظم البرلمان غير شرعي حسب رؤية النظام العروبي القمعي الذي ألقى في السجن بالشخصين الذين غامرا بنفسيهما وترشحا لمنافسة رئيس النظام !!
* أما في أكثر الجمهوريات العروبية تبجحاً بالديمقراطية وحرية الرأي والصحافة فإن الحياة يسودها خطف وضرب وطعن ورصاص ومعتقلات وتهديد ووعيد وملاحقات ومحاكم قمعية وعيون حمراء وأعصية غليظة وكراسي جهنمية وحروب شرسة ضد كل من تسول له نفسه المساس بقدسية الفساد باعتباره أهم الثوابت الوطنية .!!
* وفي أغنى الممالك والدويلات والإمارات العروبية ينفق (طوال العمر)مئات المليارات لتمويل الأساطيل الأمريكية والأطلسية ولتغطية صفقات أسلحة للاستعراض والزينة وقمع الشعوب وإرهاب الجيران ، وتبعثر عشرات المليارات لتشييد ملاعب وتمويل ألعاب ، والنفقة على لاعبين ولاعبات ومطربين ومطربات ومنحهم الهبات والمكرمات .
(طوال العمر)أصحاب أرصدة خرافية في بنوك اليهود والأمريكان وتنقبض أنفسهم عن فتات وفضلات زائدة يضطر إليها المرابطون في فلسطين لتغطية ضروريات البقاء على قيد الحياة .!
اقتراح مهم جداً:
أقترح على الدول الإسلامية المصدرة للنفط أن تخصص ربع دولار فقط من قيمة كل برميل مصدر لصالح القضايا الإسلامية وفي مقدمتها إعانة الشعب الفلسطيني ، وعليهم أن يتذكروا بأن أمريكا كانت قبل احتلال العراق عازمة على فرض ضريبة بيئة باهظة على كل منتجي النفط فأنقذهم الله من الضريبة الأمريكية بصمود الفلسطينيين وتضحيات العراقيين .
استشارة:
لو استشارني الأخوة الصحفيون لأفدتهم بأن أفضل عقوبة لهم هي السجن ولو لم يكونوا مذنبين ، فالحبس قطعاً أخف من الخطف والملاحقات والرصاص والأسلحة الحادة والغازات السامة ووقع الهراوات ولسعات العصي الكهربائية وفرض الغرامات الجائرة ، والإيقاف عن الكتابة وحظر صدور الصحف .
عقوبة الحبس ستطلع الصحفي على حقائق مهمة لم يكن ليطلع عليها لو قضى عمره وأضعاف عمره بدون سجن لما تسنى له معرفتها.
وإقدام الصحفي على محاصرة الفساد وفضيحة المفسدين وفتح الملفات المسكوت عنها خوفاً وطمعاً ودخوله السجن من أجلها سيجعل منه بطلاً وطنياً وسيشجع الناس على رفع أصواتهم في وجه الفساد وسيجرؤهم على مداهمة أوكار الفساد واقتلاع تماثيله وسيكون الصحفي الشجاع قدوة لملايين الشباب بشرط أن يكون متسلحاً بقوة الحجة وسلامة المقصد .
اقتراح آخر:
ينبغي على منظمات المجتمع المدني أن تسعى لتتويج طفلة تعز المختطفة (حنان) بطلة لمحافظتها لعام 2006، كما ينبغي أن تعتبر طفلة عمران المظلومة (سوسن) بطلة لليمن قاطبة لبشاعة الجرم الأخلاقي الذي تشكو منه.
كما ينبغي اعتبار الحدث المشلول والفاقد لبعض أطرافه (إبراهيم السياني) وأخته (انتصار) بطلين للعام 2005
اقتراح أخير:
لإعطاء دفعة قوية لمنظمات المجتمع المدني فإنه يجب التعامل باهتمام مع المقترح الساعي لترشيح الأستاذة أمل الباشا لنيل جائزة نوبل لجهدها الإنساني الرائع في الدفاع عن الحقوق والحريات واعترافا بنبلها وشجاعتها في مواجهة قول الشر والطغيان ،ونحن نعلم بأنها تعمل ما تعمله بدافع من ضميرها وأخلاقها ولا تريد من وراء ذلك رياء ولاسمعة ولا مكافئة من أحد.
وهذا مايعزز دعوتنا لاستحقاقها لأكثر من جائزة عالمية وإقليمية وأتمنى أن تتبنى منظمات المجتمع المدني حملة توقيعات واسعة للفت نظر المؤسسات الدولية بأن في اليمن وعالمنا العربي البائس من هم أهل لأن يعرف العالم ويعترف بأدوارهم الإنسانية العظيمة .
تخاطر
بعد أن كنت قد سودت هذه الفقرة قرأت ما كتبه الأستاذ عبد الواحد الشرفي في صحيفة الأمة عن نفس الموضوع ،فقلت في نفسي وهذه تسند تلك كما قال الشاعر:
فقلت ادع وأدعوَ إنّ أندى لصوت أن يناديَ داعيان