متى يشعر المرء أنه مهزوماً ؟؟

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
يحيى الفقيه
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 53
اشترك في: السبت يناير 14, 2006 9:36 pm

متى يشعر المرء أنه مهزوماً ؟؟

مشاركة بواسطة يحيى الفقيه »

متى يشعر المرء أنه مهزوماً ؟؟

--------------------------------------------------------------------------------

قد يدخل المرء في صراعت دنيوية ، تكون عاقبتها عليه وخيمة ، فيخرج منه منسحبا ومهزوماً يجر أذيال الخيبة والألم .
لكنه قد يستعيد نشاطه فيعود ويؤهل نفسه فيعوض تلك الهزيمه..
كل ذلك من سنن الحياة ، ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) .
نرى امماً قد بلغت ذروتها في هذه الحياة من العنجهية والكبرياء ، لكنها سرعان ما دارت عليها الدوائر ،فلم تعد إلا حكايات تروى لمن خلفها ، او من عاصرها..
ليس هذا بالذي أعنيه في موضوعي هذا ، وإنما هي مقدمة حتى تتجلى الصورة أكثر..
جاءني أحد الشباب مرة وهو يكاد يذرف من عينيه الدمع، مهزوم النفس، وقال لي باستحياء: أخي يحيى هل لمن فعل فاحشة توبه؟
قلت له : نعم فقد قال الله تعالى( إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) خيراً ماذا فعلت؟
قال : لقد عصيت الله بجريمة الزنا!!!!!!!!.
عندها اندهشت ، لكنني حاولت ان أخفف عنه ،ومما هو فيه من الهزيمة النفسية والندم .
قلت له : تب إلى الله وأقلع كما كنت تعمل ؟
فقال بكلمات يملأها الخوف : والله لقد تبت ، وأكبر دليل على توبتي أن المرأة التي وقعت بها راودتني مرة ثانية فأبت ذلك وذهبت في طريقي .
قلت له تقبل الله توبتك ، وعليك الا تظهر هذا لأحد مرة أخرى فمن ستره الله عليه أن يستر نفسه.

هذا نموذجاً واحداً من نماذج الهزيمة النفسية ...
عندما يقع الإنسان في الخطاء والمعصية فتلك هي الهزيمة النفسية بكل معانيها المؤلمة ، لأن ذلك لا يفارقه مدى الحياة ..(لأنه إن تاب تذكر معصيته ، وإن بقي عليها فلا زال في هزيمته )..
ليست الهزيمة ان نخسر مالا أو منصبا أو جاها أو غير ذلك من حطام الدنيا ..
لا لاليس ذلك .
إنها الهزيمة هزيمة السقوط أمام الشهوة ،وغرائز النفس المنحرفة..
إنها تلبية كل ما دعى إليه الشيطان من فجور وعمل سئ..


لكن هل هناك هزيمة لهذه الهزيمة؟؟
أقول نعم ...
إن هزيمتها هي عدم مزاولتها ، او الخضوع لها ، أو التلبية لدعائها ،،
هزيمتها هى الإقلاع عما جاءت به واكتسبته ...
إن تلك الحظات ( لحظات الندم بعد المعصية ) لكفيلة بأن تحول صاحبها إلى جبل صامد أمام غرائزه وشهواته، وتدفعه إلى الأمام حتى يتحدى بذلك الصعاب.....
أخيراً .......علينا الا نهزم أنفسنا بانفسنا.............
والسلام.....
اللهم اجمع امة الإسلام ووحد كلمتها على ما يرضيك

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“