الشبه الوردية حول الزيدية ......... !!!

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

الشبه الوردية حول الزيدية ......... !!!

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .................

إخواني أعضاء مجالس آل محمد ............ بارك الله فيكم

انتقيتُ لكم بعض الشبه التي يُثيرها خصوم الزيدية على الزيدية .

مجيباً عليها بقدر الإستطاعة ، وأرجو من الله أن أكون ملازماً للصواب في أكثرها ......

كما أتمنى من الإخوة الأعضاء أن يطرحوا أجوبةً على شُبَهٍ مثارة من حولهم ، كي نستفيدَ جميعاً ، وأيضاً كي نوصل الأجوبة الشافية بإذن الله إلى من أهمته هذه الشُبَه .

-مع مراعاة أن تكون الأجوبة مُدّعمة بالمصادر قدر الإمكان ، كي تكون أقربَ للقبول .

وكما أتمنى أيضاً من الإخوة الذين يعرفون شبه ولا يقدرون أو لا يعرفون الإجابة عليها ، ألا يطرحوها هنا ، بل في مجلس الإستفسارات .

وإن حصلَ لبسٌ في فهم جُزئية من أجزاء ما أُدْرِجَ في هذه الصفحة ، ناقشناه سوياً بتخصيص موضوع خاص.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة الأولى :

أن الزيدية قد اختلفوا في الأصول !! فمنهم القاسمية ومنهم الناصرية ، وكل فرقة تكفر الأخرى ، فمن هنا أثبتنا عدم صحة دعوى الزيدية بأنهم مجمعون على الأصول وإنما اختلفوا في الفروع !! مع العلم أن كل فرقة تنتمي لإمام من أئمة الزيدية وأساطينها !!

النص :

قال صاحب الطبقات الصغرى : ( كانت الناصرية تخطئ القاسمية , و القاسمية تخطئ الناصرية ) انتهى .

الرد :

أما بخصوص الناصرية والقاسمية فسأكتفي بما ذكره السيد حميدان في مجموعه مالفظه:

" وحكى الإمام المنصور بالله عليه السلام في الشافي عن محمد الداعي أنه لما وصل الديلم وبين الشيعة القاسمية وبين الشيعة الناصرية الاختلاف في الفروع، وكلٌ منهم يضلل من خالف إمامه، جمع كلمتهم وبيَّنَ لهم أن مذهب الإمامين واحد " انتهى

قلت: ويقصد بالإمامين الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي والإمام الناصر الحسن بن علي الأطروش عليهما سلام الله. وسنتعرض لهاتين الفرقتين وأصل الإختلاف بينهما في المداخلات الآتية .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة الثانية :

أن الإمام القاسم الرسي وحفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين المؤسس الحقيقي للزيدية في اليمن لم يتابعا أقوال سلفهم من أهل البيت وإنما أخذا آراء أهل الإعتزال من أبي الهذيل العلاّف ومن أبي القاسم البلخي ، وهذين الإمام يعتبران نقطة تحول في أفكار ومفاهيم الزيدية وتحويل مسارها إلى الاعتزال !!.

النص :

أن إمام الزيدية الأعظم القاسم الرسي تأثر بأبي الهذيل العلاف المعتزلي ، فانحرف عما كان عليه سابقيه من أهل البيت ، وأصبح إلى المعتزلة أقرب منها إلى الزيدية .

وأيضاً حفيده الهادي إلى الحقف يحيى بن الحسين كان شديد التأثر بالمعتزلة ومما يدل على ذلك ما ذكره يحيى بن الحسين في طبقاته الصغرى ( وكان شيخ الهادي في الأصول الشيخ أبا القاسم البلخي المعتزلي فعليه أخذ الأصول وعلم الكلام, فلذلك ترى أقواله في الأصول متابعة لأبي القاسم في الغالب.)


الرد :

لاستقراء أعمق حول ( علاقة الزيدية مع المعتزلة ) ، انظر الرابط التالي :

http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... 30&start=0

هذا الكلام كثير ما يتردد على ألسنة وأسنة أقلام العامة ، وهي أن الزيدية معتزلة في الأصول وحنفية في الفروع وممن قال بهذا الشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل ، واعلم أيضاً أنها ليست الزيدية هي الفرقة الوحيدة التي رُميت بتأثرها بالاعتزال وشيوخه بل الإمامية من الشيعة وبعض الأشعرية النافية لتجسيم الله وتشبيهه وبعض الإباضية ، وما يهمنا هنا التصدي لما قيل عن الزيدية ، فقد رُمي الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي [245-298هـ] عليهم السلام بإبتداع دين جديد للزيدية وابتداع أصول جديدة غير الأصول التي كان عليها الإمام زيد والإمام جعفر الصادق والإمام زين العابدين والإمام محمد الباقر والإمام محمد النفس الزكية، بل إن القدح تعدى إلى جد الإمام الهادي الإمام نجم آل الرسول القاسم الرسي [ 198-246] عليه السلام ونسبوا إليه التأثر بأبي الهذيل العلاف المعتزلي ، ولكن يبقى السؤال هل تأثر الإمام القاسم الرسي وحفيده الهادي بالمعتزلة وبدّلوا دين آباءهم واستبدلوه بالاعتزال ؟ وما هو سر التقارب الشديد بين أئمة الزيدية وعلمائها وبين شيوخ المعتزلة وحفاظها ؟ فالجواب على ذلك وبالله التوفيق أن هاتين الفرقتين قد نَهَلَت من نبع واحد ألا وهو علي بن أبي طالب عليه السلام وعلي عن حبيبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولعلنا هنا نذكر سلسلة اتصال علوم الزيدية والمعتزلة بأهل البيت عليهم السلام لكي تتضح الرؤية انشاء الله :

* الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من أهل البيت وهو من أئمة الزيدية.

* محمد بن علي "ابن الحنفية " درس على يد والده علي عليه السلام.

* عبدالله بن محمد "ابن الحنفية" درس على يد والده محمد.

* الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام من أهل البيت وهو من أئمة الزيدية وقد درس على يد والده علي عليه السلام.

*علي زين العابدين بن الحسين السبط عليهما السلام من أهل البيت وهو من أئمة الزيدية وفضلائها وقد درس على يد والده الحسين.

* محمد الباقر عليه السلام من أهل البيت وهو من أئمة الزيدية وفضلائها وقد درس على يد أبيه زين العابدين.

* زيد بن علي من أهل البيت وهو من أئمة الزيدية وقد درس على يد أبيه زين العابدين وعلى يد أخيه محمد الباقر عليهما السلام.

* واصل بن عطاء " رأس المعتزلة" درس على يد عبدالله بن محمد بن علي، وعبدالله بن محمد قلنا أنه درس على يد أبيه محمد ومحمد على يد الإمام علي ،، والإمام علي من أئمة الزيدية، فعلم واصل بن عطاء في الأصل مقتبس من الإمام علي ولو كان هذا الاقتباس بطريق غير مباشر ولكنه يعتبر تلميذ تلميذ الإمام علي.

* اجتمع الإمام زيد مع واصل بن عطاء وتدارسا العلم سويا ( لم يتتلمذ الإمام زيد على يد واصل ) فكانت أفكارهما متقاربة جدا وذلك لأن المنهل والينبوع الذي تلقيا منه العلم هو علي بن أبي طالب فما من غرابة في التقاء الفكرين فكر الإمام زيد وفكر واصل بن عطاء.


فتبين لي ولك أخي الباحث عن الحق أن المعتزلة والزيدية قد أسندوا علومهم إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فالمعتزلة عن واصل أخذوا ، والزيدية عن آباءهم الذين هم أفراد أهل البيت ، ومن هنا عرفنا أنه لا غرابة في التقاء التيارين تيار المعتزلة وتيار الزيدية بل الغرابة ألا يلتقيا .

وبعد هذه المقدمة حول الزيدية والمعتزلة نتجه إلى الرد حول هل فعلاً تأثر الإمام القاسم الرسي وحفيده الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه سلام الله بالمعتزلة وبأبي القاسم البلخي

فأقول من هنا وَجَبَ علينا الكلام عن حياة الإمامين القاسم الرسي وحفيده الهادي ولا شك أنهم أثْرَوا المذهب الزيدي ووضعوا قواعده ولبناته، ولكن السؤال ما مدى ارتباط عِلْم القاسم الرسي بأهل بيته المعاصرين له من أبناء الحسنين وهل استقَلَّ بِعلمٍ لم يَعْرِفْهُ أهل البيت أو أَدخَل عليهم ديناً هم له كارهون وخُصُوصَاً أن القاسم الرسي من معاصري القرن الثاني فَهو إذاً قريب عهد بأصحاب الفطر السليمة وقريب عهد بآبائه من أهل البيت عليهم سلام الله فَمِن هنا نقول :

أليس للقاسم بن إبراهيم سَلَفٌ من أهل البيت يأخذ عنه وهو في صباه؟!! لاحظ أنّي قلت في صباه ولم أقل في شبابه أو شيخوخته مع العلم أن الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ممن رضع العلم صغيراً، فإن قُلتَ نعم أخذه عن سادات آل محمد فقد أنْصَفتْ، لأنه رَبَى في أحضان جهابذة آل محمد كأخوه أبو القاسم الإمام محمد بن إبراهيم عليه السلام وكما أنه عاصر الإمام محمد بن جعفر الصادق، وكذلك عالم أهل البيت وعابدهم علي بن عبيدالله بن الحسين بن علي بن الحسين السبط، علما بأن الإمام القاسم الرسي جد الإمام الهادي عندما أرْسَلَه أخوه الإمام محمد بن إبراهيم إلى مصر للدعاء لبيعته كان عمره 26 سنة كما ذكره الإمام الحجة السيد مجدالدين المؤيدي أيده الله تعالى في كتابه التحف شرح الزلف في سيرة الإمام محمد بن إبراهيم، وبما أن الإمام كان عمره 26 سنة عندما غادر إلى مصر فهل يعتقد القارئ أنَّه كان خالي الوفاض من العقيدة المحمدية التي كان عليها أخَوه ومن ذكرت من أهل البيت، أو أن كل من ذكرته من علماء آل محمد كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة ( مثلاً ) ومنهم القاسم الرسي ولكنه غيّر وانحرف وتأثر بأبي الهذيل العلاف !! لا والله ما أحبُ لك أن تقول هذا ، فالإمام القاسم ذهب إلى مصر داعياً لأخيه مُحَمّلاً بسلاح العلم والعقيدة المحمدية التي ماخالف فيها سلفه من علماء آل محمد ، ولكنه التمس في أبي الهذيل المعتزلي اقتراب عقيدته من عقيدة آل البيت فهذا ماسبّب التدارس بينهما، فلم يكن تأثُرَ تحريف وتغيير لعقائد أهل البيت ولكن كانت مدارسة القاسم الرسي مع أبي الهذيل العلاف كمدارسة زيد بن علي مع واصل بن عطاء، والسؤال يوجه للقارئ هنا هل تأثر زيد بن علي بواصل بن عطاء ؟؟ فغيّر وحرّف في أصول أهل البيت !! ، والجواب حتماً : لا . فعلى هذا قِسْ مدارسة الإمام القاسم الرسي مع أبي الهذيل العلاف.

ولنذكر هنا ماقاله عالم الآل الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام عندما سُئلَ عن الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي وهو مذكور في كتاب المصابيح للسيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم وهذا نصه:

" حدثنا أبوالعباس الحسني قال: حدثنا محمد بن بلال عن محمد بن عبد العزيز بن الوليد قال: سألت الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام عن أبي محمد القاسم بن إبراهيم عليه السلام، فقال: سيدنا وكبيرنا، والمنظورإليه من أهلنا، ومَا في زماننا هذا أعلم منه، ولقد سمعته يقول: قد قرأت القرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وما علمي بتأويلها دون علمي بتنزيلها، ثم قال: لو سألت أهل الأرض من علماء أهل البيت؟ لقالوا فيه: مثل قولي، قيل له: فأحمد بن عيسى بن زيد؟ فقال: أحمد بن عيسى من أفضلنا، والقاسم إمام."

وكذلك لا يخفى علينا وعليكم أن أوّل من بايع الإمام القاسم بالإمامة هم أفاضل سادات أهل البيت عليهم السلام فقيه أهل البيت أحمد بن عيسى بن زيد وزاهد الآل عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن المثنى وعالم الآل الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد عليهم سلام الله جمعين ولعلي أطلت في قضية الإمام القاسم الرسي غليه السلام ولكنَّ هذا يجعلنا نمعن النظر في علاقته بعلماء أهل البيت عليهم السلام في عصره وعن مدى توافقهم في أمور دينهم ودنياهم إذ لو اختلفوا لافترقوا حتماً ، وأيضاً دراسة حال القاسم الرسي تفيدنا كثيراً في معرفة هوية العلم الذي اكتسبه الإمام الهادي حفيد القاسم الرسي، فهل بدأ الإمام الهادي تعلم دروس العقيدة على يد أبي القاسم البلخي ؟ أم أنه تعلمها على يد آبائه، لاشك في الأخيرة ، وإن كان قد تتلمذ على يد أبي القاسم البلخي ( البعض يُنكر هذه التلمذة ) ، ولنفرض ثبوت التتلمذ فهل أخذ عن أبي القاسم مايخالف اعتقادات آبائه هذا هو بيت القصيد، ولكننا الزيدية جميعاً أئمة وفقهاء وقضاة متقدميهم ومتأخريهم مجمعين على عدم اختلاف أقوال أهل البيت إلى يومنا هذا في الأصول، أما الفروع فلكل اجتهاده، ثم يأتي السؤال الذي سيكشف لنا حقيقة عقيدة الهادي وهل هي عقيدة مكتسبة من المعتزلة ومغايرة لعقيدة أهل البيت ، فهاهنا سيكون الإمام الناصر الأطروش عليه السلام الفيصل بيننا، فالحمدلله أن المصادر وأقلام النُقَّاد لم تذكر لنا أن هذا الإمام تأثر بشيوخ المعتزلة ، والتاريخ أخبرنا أن هذا الإمام كان بعيداً عن البلاد اليمانية والحجازية أكثر عمره في بلاد الجيل والديلم وقد أسلم على يديه هناك من عبدة الأحجار والأشجار عدد كبير وهو أيضاً من المعاصرين للإمام الهادي عليه السلام، وكانت عقيدته مطابقة لعقائد أهل البيت ، والتي كانت مطابقة لعقيدة الإمام الهادي قلباً وقالباً، فماذا تريد بعد هذا يا أخي الكريم، فهل تتلمذ الإمام الناصر الأطروش على يد البلخي وغيره من علماء المعتزلة ؟

وأخيراً وجدتُ كلاماً يُناسب هذا الموقف لإمام أهل البيت الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام يغفل عنه من تمسَّك بشبهة التغيير والتبديل ، نقلته عن مجموع السيد حميدان القاسمي عليه السلام فقال ما نصه :

[قال الهادي إلى الحق عليه السلام في كتاب الأحكام وأوثق وثائق الإسلام: أن آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لايختلفون إلاَّ من جهة التفريط، فمن فرط منهم في علم آبائه ولم يتبع علم أهل بيته أباً فأباً حتى ينتهي إلى علم علي بن أبي طالب رحمه الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، شارك العامة في أقاويلها وتابعها في شيء من تأولها لزمه الإختلاف، ولاسيما إذا لم يكن ذا فطن وتمييز، ورد لما ورد عليه إلى الكتاب ورد كل متشابه إلى المحكم. ] انتهى من المجموع

ومن شعر الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام في كتاب أرسلَه إلى بني الحارث في نجران فقال عليه السلام :

أنا ابن محمدٍ وأبي عليٌ ******* وعمي خيرُ منتعلٍ وخالي
بحذوِهِمُ لعَمْرُكُمُ احتذائي ***** كما يُحذَى المثال على المثالِ
أنا الموتُ الذي لابُدَّ منه ******* على من رَام خدعي واغتيالي

إلى آخر الأبيات ... المذكورة في كتاب سيرة الإمام الهادي برواية علي بن محمد العباسي العلوي رحمه الله ص201

وغيرها كثير .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في السبت أغسطس 20, 2005 10:10 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة الثالثة :

أن مؤلف طبقات الزيدية الصغرى يقر أن الإمام الهادي قد خالف الإمام زيد بن علي في الفروع ولم يعتمد أقواله ، فكيف يكون من هذا حاله تابعاً لنهج زيد بن علي ؟

النص :

قال صاحب الطبقات ما نصه : ( وأما الفروع فاستقل ( أي الهادي ) فيها باجتهاده فخالف زيد بن علي في مذهبه ولم يتقيد لأقواله التي تضمنها مجموع الفقه الكبير لزيد بن علي وجامع الكافي لأقوال زيد بن علي وأقوال أهل البيت السابقين فمن عرفها علم الخلاف فيها) ا.هـ

الرد :

قلت : لنكتفي بما أورده السيد حميدان عليه السلام في المجموع ممالفظه:

" ورُوي عن الإمام أبي الفتح بن الحسين الديلمي عليهما السلام أنه قال: أما فروع الشريعة فإن وقع بين الأئمة عليهم السلام اختلاف في ذلك فليس ذلك مما ينقص من علمهم وفضلهم لأن الاجتهاد في الدين واجب، والاحتياط لازم والرجوع إلى الكتاب والسنة مما تعم به البلوى، ولكل في عصره نظر واستدلال وبحث وكشف..... الخ "انتهى

ومن كلام الإمام أبي الفتح الديلمي نستنتج أن المخالفة في الفروع قد تقع بين أئمة الزيدية ، أضف إلى ذلك أن الاجتهاد واجب على أئمة الزيدية ، فالفروع قد تختلف ولكن الأصول لم تختلف .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة الرابعة :

أن الزيدية لم يعد لها وجود بعد الإمام زيد بن علي بل أصبحوا معتزلة ؟

النص :

قال الشهرستاني في الملل والنحل (1/162): (أما في الأصول فيرون رأي المعتزلة حذو القذة بالقذة , ويعظمون أئمة الاعتزال أكثر من تعظيمهم أئمة أهل البيت )ا.ه

وقال (وصار أصحابه -أي بعد استشهاد الإمام زيد بن علي-كلهم معتزلة!!!) ا.ه

الرد :

قلت : في الحقيقة إن الشهرستاني لم يوفق في تعريف الزيدية وغيرها من الفرق ذاك التعريف الدقيق، ولعل القارئ يرجع إلى كتاب الإمام زيد للشيخ محمد أبوزهرة رحمه الله فقد أشبع هذا الموضوع نقاشاً، ومن أول لمحة لما كتبه الشهرستاني بقوله أن أصحاب الإمام زيد بن علي أصبحوا بعد استشهاده كلهم معتزلة!!! فكأنه نسي أو تناسى ابنه الإمام يحيى بن زيد فهل كان هذا معتزلي وهو ممن جاء بعد زيد، وهل عالم آل محمد عبدالله بن الحسن بن الحسن من المعتزلة وهو ممن جاء من بعد زيد بن علي وهو القائل" (العَلَم بيننا وبين الناس علي بن أبي طالب، والعَلَم بيننا وبين الشيعة زيد بن علي)، وهل الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية معتزلي وهو المتبع لنهج عمه زيد بن علي وهو القائل: (أما والله لقد أحيا زيد بن علي ما دثر من سنن المرسلين، وأقام عمود الدين إذْ اعوج، ولن نقتبس إلا من نوره، وزيد إمام الأئمة)، وهل الأئمة يحيى وإبراهيم وإدريس وموسى معتزلة وهم ممن جاء بعد زيد بن علي، ولا أعتقد أن أحداً سيقول بأنهم معتزلة بل زيدية .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الأربعاء مايو 19, 2004 6:55 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة الخامسة:

أن المعتزلة والزيدية فرقة واحدة والدليل على ذلك تصريح أئمة الزيدية بهذا في كتبهم .

النص:

علَّق العلامة المقبلي في كتابه العلم الشامخ ص12: ( وهذا الذي قاله هو حقيقة الأمر في اتحاد هاتين الفرقتين ...,هذه كتبهم شاهدة بذلك فانظر كلام الإمام المنصور بالله في كتبه , وكلام الإمام المهدي في كتبه ، وكلام أبي طالب في كتبه ... تجدها كلمات الجبائية بأعيانها مع تصريحهم بقولهم : المختار كلام شيخنا أبي علي ، أو أبي هاشم ، أو أبي رشيد ، أو غير ذلك . وكذلك كلام الهادي غالبه كلام أبي القاسم الكعبي ، وكذلك الإمام يحيى بن حمزة ; موافق غالب أمره لأبي الحسين البصري سائر سيره ). ا.ه

الرد:

قلت : سَبَقَ التوضيح بأن الفرقتين نهلت من نبع واحد فلا بأس بإرجاع الآراء إلى من رآها، فأنا عندما أقول كلاماً وأذكر آراءاً أقول هذا رأي الشافعي وهذا رأي مالك، وأما عن عبارة شيخنا فلا بأس بها، ثم إن أقوال وآراء أبي القاسم البلخي والجبائي و... ، لم تَحِدْ ولم تخرج عن العدل والتوحيد عن عقيدة الزيدية فما المانع أن يكون هؤلاء مشائخي ومشائخك ؟ أليس قد نطقوا واعتقدوا الحق ؟ ولكن لا يُفهم من كلامي هذا أن الإمام عبدالله بن حمزة أو غيره من علماء الزيدية ممن يستشهدون بأدلة علماء وقضاة المعتزلة قد خالفوا أهل البيت وتركوا أقوالهم فهذا غير صحيح ، لأننا إن قرأنا كتب أئمة الزيدية وجدناهم يستشهدون بأقوال مشائخهم من آل البيت عليهم السلام في أكثر المواضع إن لم تكن كلها ، ويرجحون أقوال آل البيت على غيرهم

مثال :

محمد من الناس زيدي المذهب قضى جُل وقته بالدراسة على يد العلماء ، فتارة يدرس العقيدة على يد مشائخه الزيدية ، وتارة يدرس العقيدة على يد علماء الأشاعرة الذين يُعتبرون في هذا الوقت " أقصد وقت الدراسة " يُعتبرون مشائخه ، فعندما سُئِلَ محمد عن مسألة التجسيم أصرَّ على تأليف كتاب جامع لأقوال العلماء في رد مسألة التجسيم ، وذَكَرَ في طيات هذا الكتاب ، ورأي شيخنا الأشعري أن اليد من صفات الأجسام والله سبحانه وتعالى منزه عن الجسمية ..... .

والسؤال هنا : هل محمد أشعري أم زيدي ... علماً بأن لمحمد هذا مصنفات ومؤلفات على مذهب الزيدية ، وعلماً أن محمد يخالف الأشاعرة في مسألة الرؤية وينفيها عن الله .

والمعتزلة هنا قد خالفت الزيدية في مسألة الإمامة وفي دقيق علم الكلام كما نوّه عن ذلك السيد حميدان القاسمي عليه السلام ، وفي الطرف الآخر نرى أن الإمام ابن حمزة لم يستشهد بأقوال الجبائية وغيرهم في هذا - أقصد في الإمامة - بل سيعمل على إبطال حججهم ، كما فعل محمد في مثالنا السابق على إبطال مسألة الرؤية على الأشاعرة. هذا والله أعلم.

شيء آخر :

تتلمذ طالب العلم على أيدي مشائخ من غير فرقته ليس دليلاً كافياً على موافقة الطالب لشيخه..
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة السادسة :

أن الإمام الهادي قد خالف الإمام زيد في أصول الدين وفروعه .

النص :

قال يحيى بن الحسين الزيدي في طبقات الزيدية الصغرى : ( وغلب على الزيدية من بعد ظهور الهادي يحيى بن الحسين اتباعه في مذهبه في الأصول والفروع .والهادي له مذهب مستقل لنفسه , ثم فرّع الزيدية بعد ذلك وحصَلوا مذهبه ونصوصه التي في الأحكام والمنتخب وقد قرَ مذهبهم عليه ولم يبق لمذهب زيد بن علي الأول في الأصول والفروع منهم متابع أصلا!!!) ا.ه

الرد :

قلت : ولله الحمد والمنة فالأحكام والمنتخب فروعية فقهية في الغالب، أما في الأصول فلا اختلاف ، ولعل مؤلف الطبقات يقصد بالأصول أصول الفقه، وأما أصول الدين فلا أعتقد أنه يقصد هذا، وإن قصد المؤلف أصول الدين فنحن لا نُقر له بالعصمة عن الخطأ ، ولكن نحمله على ما حمله عليه إمامنا وسيدنا مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى من أنه يَنْقُلُ من كتب الخصوم ولا ينوه على ذلك. وهنا لَزِمَنا البحث عن قرائن تؤيد قول صاحب الطبقات الصغرى في أمهات الكتب الزيدية ، والحمدلله بحثنا وبحث خصومنا فلم نجد بل ولم نشمم رائحة مخالفة الإمام الهادي عليه السلام للإمام زيد بن علي عليهما السلام، أما بخصوص الفروع فنحن نقر أن الإمام الهادي اجتهد وخالف الإمام زيد وأن الإمام الناصر الأطروش اجتهد وخالف الإمام القاسم الرسي ، بل إنه يَحْرُم على كل من ملك أدوات الاجتهاد من الزيدية أن يُقلِّد سابقيه، وكلامنا هنا في الفروع

تبرئة الإمام الهادي عليه السلام

هذا كتاب الإيمان للإمام زيد بن علي وكتاب الصفوة والجواب على المجبرة
وهذا كتاب المسترشد في التوحيد للإمام الهادي وكتاب الرد على المجبرة القدرية ومسائل الإمامة


فاجهد أيها الباحث أعزك الله في المقارنة بين الكتب المطروحة واعرف مدى متابعة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين للإمام زيد بن علي عليهما السلام، واكتف بما يمليه عليك نظرك عن أقوال الرجال وخصوصاً الجارحين والناقدين ، فأغلب النقّاد لا ينبني نقدهم على أساس متين ، بل على أخبار آحاد ، أو على روائح شُبَهٍ لا أساس لها .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة السابعة :

أن الإمام زيد بن علي كان منكراً لمسألة الإمامة ، بينما نجد الزيدية جعلت هذه المسألة من أصول دينها:

النص :

قال الإمام زيد بن علي : ( ثم كنا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما فينا إمام مفترضة طاعته ) .

الرد:

قلت : متوكلاً على الله ، فكثيراً ما يستدل خصوم الزيدية بهذا النص الذي ظاهره إنكار الإمامة ولكن في الحقيقة أن كثيراً من النُقَّاد فاتَهم أن هذا النص مبتور!! غير مكتمل السياق والنص الكامل لهذه الرواية كما جاء في كتاب حور العين لنشوان الحميري ص188 وهو قوله عليه السلام بعد أن ذكر الإمام علي والحسنين وفضلهما ما نصه :


" ثم كنا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بعدهما ولد الحسن والحسين، مافينا إمام مفترض طاعته، ووالله ما ادعى علي بن الحسين أبي ولا أحد منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا منزلة علي ، ولا كان من رسول الله فينا ما قال في الحسن والحسين، غير أنا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فهؤلاء [ أي الشيعة الإمامية ] يقولون : حسدتُ أخي وابن أخي !! أأحسد أبي حقاً هو له؟ لبئس الولد أنا من ولد ، إني إذاً لكافر إن جحدته حقاً هو له من الله، فوالله ما ادعاها علي بن الحسين ولا ادعاها أخي محمد بن علي منذ صحبته حتى فارقني .

ثم قال:

إن الإمام منّا أهل البيت ، المفروض علينا وعليكم وعلى المسلمين ، من شهر سيفه ودعا إلى كتاب ربه وسنة نبيه ، وجرى على أحكامه وعرّف بذلك، فذلك الإمام الذي لاتسعنا وإياكم جهالته.فأمّا عبدٌ جالسٌ في بيته، مُرخٍ عليه ستره ، مُغلقٌ عليه بابه ، يجري عليه أحكام الظالمين ، لايأمر بمعروف ولاينهى عن منكر ، فأنّى يكون ذلك إماماً مفروضة طاعته؟ " انتهى من كتاب حور العين لنشوان الحميري

ومن كلامه عليه السلام يتضح لنا أنه صرّح بالإمامة لأهل البيت وأنهم الأولى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بداية بالإمام علي ثم الحسن ثم الحسين ثم من قام ودعا من أهل البيت عليهم السلام ، فكان عليه السلام أول داعٍ إلى الله خارج على الظلم من أهل البيت عليهم السلام بعد الإمام الحسين السبط عليه سلام الله ، ومما يؤيد هذا أي مما يؤيد اعتقاد الإمام زيد أن الإمامة وأن هذا الأمر في آل محمد دون غيرهم ماذكره عليه السلام في كتاب تثبيت الوصية وهو موجود ضمن كتاب مجموع رسائل الإمام زيد عليه السلام فقال عليه السلام مانصه :

"
فإن قالوا: فمَنْ أولى الناس بعد الحسن؟
فقولوا: الحسين.
فإن قالوا: فَمَنْ أولى الناس بعد الحسين؟
فقولوا: آل محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم، أولادُهما أفضلهم أعلمهم بالدِّين، الدَّاعي إلى كتاب اللّه، الشَّاهر سيفه في سبيل اللّه
فإن لم يَدْعُ منهم دَاعٍ. فهم أئمَّة للمسلمين في أمرهم وحلالهم وحرامهم، أبرارهم وأتقياؤه .
"اهـ

وقال أيضاً في نفس الكتاب مبيناً فضل آل محمد وأنهم الدعاة إلى الله وأنهم أهل الذكر، فقال عليه السلام مانصه :

" فأهل هذا البيت البقيةُ بعد الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم والدُّعاة إلى اللّه؛ لأنه قد جعلهم مع نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم في السَّبق والتطهير والعلم، وأنهم الدعاة إلى اللّه بعد رسوله، قال اللّه تبارك وتعالى: ( فَاسْألُوْا أهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُوْنَ) [النحل: 43]، وإنما أمر اللّه عز وجل بمسألتِهم، لأن عندهم مايُسألون عنه.

فجعل اللّه عزَّ وجل عند محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم علم القرآن، وجعله ذكراً له وجعل اللّه علمَه عند أهل بيته، وجَعَله ذكراً لهم، فمحمد وآل محمد هم أهل الذكر، وهم المسؤولون المبينون للناس، قال: (وَأنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذَّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) [النحل: 44].

وأخبر اللّه عز وجل أن أهله سيسألون من بعده؛ فقال: (وَسَوْفَ تُسْألوْنَ) [الزخرف: 44]، فجعل عندهم علم القرآن، وأمر الناس بمسألتهم.

وقال: ( فَاسْألُوْا أهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاتَعْلَمُوْنَ) [النحل: 43]، والذكر: هو القرآن." انتهى كلامه عليه السلام.

ومن هذا كله يتبين لنا اعتقاد الإمام زيد عليه السلام بالإمامة ، وهوالذي تدين به الزيدية في يومنا هذا .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الأربعاء مايو 19, 2004 6:57 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة الثامنة :

أن الإمام زيد بن علي كان يقول بخلق أفعال العباد ، بينما الزيدية ينكرون ذلك ويقولون أن أفعال العباد من العباد .

الرد :

حاشا لله أن يكون هذا اعتقاد ابن رسول الله ابن علي المرتضى ابن فاطمة الزهراء ابن الحسين السبط ابن علي زين العابدين وسيدهم ، حاشاه من نسبة الظلم لربه ورب آبائه، حاشاه من فساد العقيدة والاعتقاد . ونكتفي هنا بإيراد جوابه عليه السلام على المجبرة ومن كلامه نستشف أنه لايدين الله بنسبة أفعال العباد إلى الله .فقال عليه السلام ما نصه :

" سبحانه وتعالى عما تَقُولُ المُجْبِرةُ والمشبِّهةُ علواً كبيراً. إذ زعموا أن اللّه سبحانه وتعالى خَلَقَ الكُفْرَ بنفسهِ، والجحودَ والفِرْيَةَ عليه، وأن يَدَهُ مَغْلُولة، وأنه فقير، وأنه سفيه، وأنه أَفَّك العباد، ثم قال: (أَنَّى يُؤْفَكُونَ)[المنافقون: 4]، وصرفهم وقال: ( أَنَّى يُصْرَفُونَ) [غافر: 69]، وقال: (سَابِقُوا) [الحديد: 21]، ولم يعطهم آلةً للسِّباق. وأنه خلقهم أشقياء، ثم بعث إليهم رسولا يدعوهم إلى السَّعادة، وأنه أجبرهم على المعاصي إجباراً، ثم دعاهم إلى الطاعة ولم يُخَلِّ سبيلهم إليها، ثم غَضِبَ عليهم وعاقبهم بِغَرَقٍ وحَرْقٍ واصْطِلام بِقَوَارع النِّقَم، وجعل موعدهم جَهَنَّم. وأنه جاء بالإدِّ فأدخله في قلوب الكافرين، ثم قال: (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدَّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدَّا)[مريم: 89] سخطا منه لِخِلْقَةٍ فطرها."

وأنه لم يجعل للقلوب استطاعة لدفع ما دَهَمَها وحَلَّ بها، إذْ أجبرها عليه، وجَبَلَها له، فنسبوا إلى اللّه تبارك وتعالى المَذَمَّات، ونفوها عن أنفسهم من جميع الجهات، فقالوا: منه جَمِيْعُ تَقَلُّبِنَا في الحركات، التي هي: المعاصي، والطاعات، وإنه محاسبنا يوم القيامة على أفعاله التي فعلها، إذْ خَلَقَ: الكفر، والزِّنا، والسَّرقة، والشِّرك، والقتل، والظلم، والجور، والسَّفَه. ولولا أنه خَلَقَها - زعموا - ثم أجْبَرَنا عليها، ما قَدَرْنَا على أن نَّكْفُرَ، وأن نُشْرِكَ، أو نُكَذِّب أنبياءه، أو نجحد بآياته، أو نقتل أولياءه، أو رُسُلَه، فلما خَلَقَهَا وجَبَرَنا عليها، وقَدَّرها لنا، لم نخرج من قضائه وقَدَرِه، فَغَضِبَ علينا، وعذَّبنا بالنار طول الأبد.

كلا وباعِثِ المرسلين، ماهذه صِفَةُ أحكم الحاكمين، بل خلقهم مُكَلَّفِين مستطيعين مَحْجُوْجِيْنَ مأمورين منهيين، أمرنا بالَخْيرِ ولم يمْنَعْ منه، ونهى عن الشَّر ولم يُغْرِ عليه، وهداهم النجدين - سبيل الخير والشر -، ثم قال: ( اعْمَلُوا)، فكلٌ مُيَسَّر لما خُلِقَ له مِنْ عَمَلِ الطاعة، وترك المعصية، وقال تعالى: (خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيْلَ يَسَّرَهُ)[عبس:20- 21]،...... [إلى أن قال عليه السلام:] فنفتِ المجبرة والمشبهة عن أنفسهم جميع المَذَمَّات، والظلم، والجور، والسَّفَه، ونسبوها إلى اللّه عزوجل من جميع الجهات. فقالوا: خلقنا اللّه أشقياء، ثم عَذَّبنا بالنار، ولم يظلمنا. فأي استهزاء أعظم من هذا، وأي ظلم أوضح، أو جور أبْيَن مما وصفوا به اللّه عزوجل؟!

كلا ومالك يوم الدين ما هذه صفة أرحم الراحمين، من يأمر بالعدل والإحسان، وينهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال سبحانه: ( لاَ يُكَلِّفُ اللّه نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)[البقرة: 286] و[وسعها] : طاقتها. بل كلفهم أقل مما يطيقون، وأعطاهم أكثر مما يَسْتَأهلون، لم يلتمس بذلك منهم عِلَّة، ولم يغتنم منهم زَلَّة، ولم يخالف قضاءه بقضائه، ولا قَدَرَه بقدره، ولا حكمَهُ بحكمه، تعالى عما تقول المجبرة والمشبهة علواً كبيراً، إذ شبَّهوا اللّه سبحانه بالجِنِّ والإنس؛ لأن الظلم، والجهل، والفسوق، والفجور، والكفر، والسَّفَه لا تكون إلا من الجِنِّ والإنس. " انتهى كلامه عليه السلام. من مجموع رسائل الإمام زيد.

ومن هنا رأينا ورأيتَ اعتقاد الإمام زيد عليه السلام في خلق الأفعال وأنه قد تبرأ من أن يكون الله قد خلقَ الكفر فينا، ثم يعذبنا على هذا الكفر، وكيف يعذبنا على شيء قد خلقه فينا؟!!! هذه زلة عظيمة وقع فيها المجبرة أدعياء السلفية ولم يعرفوا كيف يبدلوها وكيف يصرفوها فقالوا: نعم فإن الإنسان مخير في أفعاله التي يفعلها ولكن مثلاً عند وقوع الكفر منه فإن هذا الفعل هو من خلق الله !! كلام عجيب غريب، فكأنهم بمرواغتهم هذه أقصد بقولهم باختيار العبد لفعله أرادوا أن يبعدوا عن أنفسهم لقب المجبرة، ثم وقعوا في الجبر بقولهم أن الله خلق الكفر في العبد على المثال السابق ، فكأنهم مثل الذي فسر الماء بعد الجهد بالماء ، فهم والله المجبرة وإن كرهوا ذلك وراوغوا بقولهم اختيار العبد!!! سبحانك ربي ما أحلمك على عبادك.
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الأربعاء مايو 19, 2004 7:01 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة التاسعة :

أن من مبادئ الزيدية عدم تقليد إمام معين ولو كان هذا الإمام هو زيد بن علي ، فإن كان هذا حالهم فكيف يدعون أنهم زيدية .

النص :

ذكر السيد علي بن عبد الكريم الفضيل - زيدي معاصر - في كتابه ( الزيدية نظرية وتطبيق ) صـ 11 ( أن نسبة الزيدي إلى الزيدية تعني النسبة إلى الفكر الزيدي وهي نسبة انتماء واعتزاز , وأن من الغلط جعل هذه النسبة نسبة مذهبية إلى الإمام زيد بن علي , أو أنهم مقلدون له في الأصول والفروع لا يخرجون عن قوله. وأن الزيدية لا تعتقد بأن الإمام زيد بن علي أولى بالتقليد من غيره ) ا.هـ


الرد :

أقول وعلى الله التكلان ، أما كلام السيد علي بن عبدالكريم فهو انشالله لاغبار عليه ولعلي أزيد على ما اقتبسه صاحب الشبهة بما يفسر الكلام السابق للسيد علي ، فقال السيد علي ص13 من كتابه الزيدية نظرية وتطبيق مانصه : ( ملاحظة أرجو من القارئ ربط ما سأكتبه بالكلام أعلاه لكي تتضح الرؤية في قول المؤلِّف ) فقال :
" لأن الزيدية لا تعتقد بأن الإمام زيد بن علي أولى بالتقليد من غيره كالإمام جعفر الصادق مثلاً، ولا أنهما أولى بالتقليد من الإمام القاسم بن إبراهيم أو حفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، ولا أنهم جميعا أولى بالتقليد من آبائهم وأجدادهم. ولذا فالزيدية لاينتسبون نسبة مذهبية إلى واحد بعينه منهم. وإنما يتمسكون بمذهب أهل البيت النبوي الشريف عموماً للأحاديث الواردة في ذلك كحديث الثقلين المروي في صحيح مسلم وغيره ثم ما أجمع عليه أهل البيت فهو حجة عند العالم منهم والجاهل. وهذا هو مذهب الكثير من العلماء ومنهم الشيخ ابن تيميه كما هو مذكور في فتاويه(حاشية ج28-ص493 طبع مكتبة المعارف - الرباط - المغرب ولعلها الطبعة الاولى) . وما اختلفوا فيه [ أي أهل البيت ] ولم يكن اختلافهم إلا في المسائل الفرعية فالعالم يعمل بما أدى إليه اجتهاده. والمقلد المميز يعمل بمذهب إمامه الذي قد ارتضاه لنفسه أو التزم باتباع أقواله. أما الجاهل الصرف فمذهبه مذهب أهل جهته، وفيما قد عمله معتقداً صحته ولم يخرق الإجماع فمذهبه فيه مذهب من وافق من الأئمة المتبوعين. ولا يجوز تتبع الرخص والرغبات.

ثم قال السيد علي بن عبدالكريم :

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض المغرضين الحاقدين قد جعل من اختلاف أئمة أهل البيت عليهم السلام في بعض المسائل الفروعية منار تشكيك للمقلدين، متناسياً أن مثل ذلك الاختلاف في فروع المسائل قد كان شائعاً بين الصحابة والتابعين، وشاع كذلك بين الأئمة الأربعة ولهذا تميزت مذاهبهم بعضها عن بعض، بل لقد شاع بين علماء المذهب الواحد ولم ينكر أحد من العلماء و الأئمة ولا أحد من الصحابة والتابعين. ولا يعول على مايحدث من الجهال من استنكار أو تشنيع فسببه هو الجهل لا سوى. أما الخلاف في فروع المسائل بين الأئمة والعلماء فهو دليل حرية الرأي، وحرية التعبير عنه، وإذا كانت هذه الحرية من مفاخر هذا العصر كما يقولون فليعلم المستشرقون والمستغربون أنها قد ظهرت فينا شرعاً ومارسها علماؤنا وأئمتنا ديناً من قبلهم بأربعة عشر قرناً." انتهى

هذا وللمؤلف كلام رائق في هذا الكتاب ، وإنني أنصح من أراد أن يعرف الزيدية حق المعرفة فعليه بهذا الكتاب فهو كتاب صغير شامل وغير ممل، وهو أفضل من تتبع كتب الفرق والنحل فهي لاتصف ذاك الوصف الدقيق والدليل الشهرستاني.


نعود لكلامنا فأقول والحمدلله فإنها قد اتضحت الرؤية في أن معتقدات - لاحظ هنا قلت معتقدات ولم أقل فروعيات فقهيات - بأن معتقدات أهل البيت عليهم السلام لم تختلف فاعتقاد الصادق والباقر وزيد بن علي والنفس الزكية والحسن بن الحسن وزين العابدين وعلي بن موسى الرضا وأبوه الكاظم وإبراهيم بن عبدالله وأخويه يحيى وإدريس ويحيى بن زيد وبقية الآل كلهم سواء لم تختلف فما من إمام منهم اعتقد بأن الله سوف يُرى !! كما يقوله أدعياء السلفية ، وأما الفروع فقد بينها السيد علي فيما نقلته عنه سابقاً وهو غني عن الإيضاح لأنه واضح أصلاً.

فما الفرق عندما أقول أنا متَبِّعٌ للإمام زيد بن علي في معتقداته، أو أن أقول أنا متبع للإمام جعفر الصادق في معتقداته أو موسى الكاظم، فالكل واحد في اعتقاداتهم يجمعهم التوحيد والعدل، فإن شئت أخي القارئ أن تسمينا الكاظمية أو الباقرية أو الهادوية أو القاسمية، وهنا أيضا قد تتضح الرؤية أكثر عن القاسمية والناصرية وأن اختلافهم في الفروع لا في الأصول، والخلاصة أن الزيدية متمسكة بجميع أهل البيت ويكفيك هذا شرفاً لهم .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الأربعاء مايو 19, 2004 7:03 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة العاشرة :

أن أئمة الزيدية مختلفون فيما بينهم وأكبر دليل ما ذكره السيد حميدان القاسمي في كتاب بيان الإشكال في المنتزع الثاني وعنوانه (( في بعض ما اختلف فيه أهل البيت عليهم السلام في علم الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام )) وهم هنا مختلفون في العقائد لا في الفروع !!

الرد :

سندع السيد حميدان القاسمي عليه السلام يجيب ويفسر لنا كيفية حملهِ اختلاف الأئمة عليهم السلام . فانظر ماذا قال عليه السلام:

" وهو في ذكر جملة مما يجب أن يحمل عليه ما اختلف من الأقوال المنسوبة إلى الأئمة عليهم السلام.

فإذا لم يكن الخلاف فيها منسوباً إلى بعض من ظلم نفسه من العترة باتباعه لمذهب غير أهله وكان منسوباً إلى أئمة الهدى. فهو لايخلو إما أن يكون فيما يجوز الاختلاف فيه نحو السِّيَر والحوادث التي لانص عليها، وماكان من الآيات والأخبار له في اللغة أكثر من معنى، وإما أن يكون فيما الحق فيه واحد نحو الواجبات العقلية والفرائض السمعية. فإن كان من السِّير والحوادث التي يختلف النظر فيها لاختلاف الأحوال، أو كان مما له أكثر من معنى. فنسبة الإختلاف فيه إلى الأئمة على الإطلاق من غير تبيين يكون تمويهاً وتشنيعاً، وموهمة للمساواة بين أئمة الهدى وعلماء السوء وأئمة الضلال المفرقين لأديانهم المختلفين في مذاهبهم، وذلك مما ينفر المسترشدين من الأئمة عن الاتباع لعلوم الأئمة. وإن كان ذلك الاختلاف فيما الحق فيه واحد فنسبته إلى الأئمة على الإطلاق مع إمكان تأوله يكون قبيحاً على ماتقدم.

ومن الوجوه التي يمكن حمله عليها تجويز أن يكون الإمام الذي نسب إليه ذلك قصد الحكاية لمذهب غيره وظن السامع أنه حكاه عن نفسه، أو يكون في القول المخالف إجمال أو مجاز لم يعرف السامع له معنى وحمله على ماتوهم، أو يكون مما ألجأت الضرورة إلى تظهيره وترك بيانه كما قال القاسم بن إبراهيم عليهما السلام:

كم من غريبة علم لو أبوح بها *******لقيل إنك ممن يعبد الوثنا
ولاستحل أناس ناسكون دمي ****** يرون أقبح ماياتون حسنا

أو يكون بعض شيعة الإمام الأول جعلوا بعض شدائده أو رُخَصِه فرائض وردّها الإمام الثاني إلى الأصل، أو يكون ذلك القول المخالف وقع من الإمام على وجه السهو والغلط والمرور على الأثر من غير نظر، أو يكون مما ألجأت الضرورة إلى ترخيصٍ فيه لسائل مخصوص، أو يكون مكذوباً على الإمام أو محرّفاً بتبديل أو زيادة أو نقصان، أو نحو ذلك مما لاطريق لذي ورع معه إلى إساءة الظن بأحد من الأئمة عليهم السلام ولا إلى المخالفة بينهم." انتهى كلامه عليه السلام من كتاب مجموع السيد حميدان وهو جامع لأكثر منتزعاته.

فانظر أخي الكريم إلى حال اختلافات أئمة الزيدية وإلى أي قسم مما ذكره السيد حميدان تُلحقها به ، فلن أطيل في هذا فالعاقل خصيم نفسه، وهذه كتب هؤلاء الأئمة الأطهار موجودة بين أيدينا، ولنا الرجوع إليها حتى نحكم بإنصاف هل خالفوا أم لا؟ وإن كنت أجزم مقدماً بأن الجواب هو أن العقائد واحدة من زمننا هذا إلى زمن الهادي إلى زمن الإمام زيد إلى زمن رسول الله، ثم يا إخوتي في الله فلنفرض أن أحد الأئمة عليهم السلام ترجّح له في مسألة ما رأي غير رأيِ سابقيه من الأئمة، فإن الإمام اللاحق يأتي ويبين رأيَ هذا الإمام إن صحّ وإلا فإنه يرده إلى الأصل وهو ماكان عليه الأئمة السابقين وهذه نادراً ماتحصل ولعل هذا هو ما يقصده من يدندن حول اختلافات الأئمة.

ولا بأس بالتطويل هنا ،، فلنذكر أقوال بعض أئمة الزيدية عن الاختلافات بين علماء أهل البيت عليهم السلام : وهي مأخوذة من مجموع السيد حميدان عليه السلام:


" ومما يؤيد هذه الجملة بيان أقوال الأئمة:

قال الهادي إلى الحق عليه السلام في كتاب الأحكام وأوثق وثائق الإسلام: أن آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لايختلفون إلاَّ من جهة التفريط، فمن فرط منهم في علم آبائه ولم يتبع علم أهل بيته أباً فأباً حتى ينتهي إلى علم علي بن أبي طالب رحمه الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، شارك العامة في أقاويلها وتابعها في شيء من تأولها لزمه الإختلاف، ولاسيما إذا لم يكن ذا فطن وتمييز، ورد لما ورد عليه إلى الكتاب ورد كل متشابه إلى المحكم.

[ تعليق : قلت انظر أخي القارئ بعين الإنصاف فإن هذا القول هو قول الإمام الهادي إلى الحق، هو قول من اتهمه بعض الكُتّاب بتغيير مذهب أهل البيت، فمثل هذا الكلام لايمرره طالب الحق بسهولة، ولكن البعض وللأسف اعتمدوا على الهوى ثم على استنتاجات شيوخهم ولم يأبهوا لمثل هذا القول عن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، فالله المستعان]

وقول القاسم بن علي عليهما السلام في كتاب التفريع: وما ينسب إلى الخلاف بين الأئمة فمستحيل، ولاينسب إليهم ذلك إلاَّ من جهل مابين الحق والباطل، وإنما تختلف ظواهر سيرتهم وتأويلاتهم، وهي موافقة للعدل غير خارجة عنه....

وقوله في كتاب التنبيه: والقاسم عليه السلام العالم وبه نقتدي ثم ولده من بعده يقتفون أثره ويعلمون أمره، وماأعلم منهم من بعد القاسم إلى هذه الغاية مختلفين، ولافيما بَعُدَ من الأرض وقرب إلاَّ متلقين، إلاَّ أن يكون ذو جهل نظنه ولانعرفه بعينه، فلعله أن يكون لقلة معرفته يتابع المخالفين تعرضاً لدني ما ينال وطمعاً لما يأكل من سحت الأموال!!!، ولعله مع ذلك موافق لأهل بيته في باطن أمره.

وقوله في كتاب الاستفهام: وقد اتخذ كثير من الشيعة آراء الأئمة فرائض لازمة يكفرون من تركها ويجهلون منهم من لم يلحق يعمل بها وليس ذلك بواجب كما ذكرت لك ذلك فاعلم ذلك.

[ تعليق : وأكبر دليل ماحصل بين الناصرية والقاسمية من تفسيق فإنما فعلوا ذلك لأنهم جعلوا آراء أئمتهم في الفقهيات فرائض، وقد وضح هذا الإمام القاسم في عبارته السابقة ] .

وقول ابنه الحسين عليهما السلام في كتاب مختصر الأحكام: ولست أصدق بكل ماروي لي من الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقلة الثقات وطول الزمان، وها أنا أسمع في حياتي من الروايات الكاذبة عليَّ مالم أقل ولم أفعل، فربما سمع بذلك أولياء الله فيصدقون به والعهد قريب فكيف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وله مدة طويلة من الزمان.

وروي عن الإمام أبي الفتح بن الحسين الديلمي عليهما السلام أنه قال: أما فروع الشريعة فإن وقع بين الأئمة عليهم السلام اختلاف في ذلك فليس ذلك مما ينقص من علمهم وفضلهم لأن الإجتهاد في الدين واجب، والإحتياط لازم والرجوع إلى الكتاب والسنة مما تعم به البلوى، ولكل في عصره نظر واستدلال وبحث وكشف، وقد ينكشف للمتأخر مالم ينكشف للمتقدم، لابأن المتقدم قصر عما بان للمتأخر إلى قوله: وليس من الذين يخطئه واحد منهم والحكم عليه بأنه خالف الشريعة والأئمة." انتهى من مجموع السيد حميدان عليه السلام

فرحم الله السيد حميدان ، فقد كتب ونفع ، ثم أخي القارئ فإن هذا المجموع للسيد الحميدان الذي تضمن عدداً من منتزعاته القيمة قد حوى أكثر الاختلافات بين الزيدية والمعتزلة وقام فيها المؤلف بالرد على المعتزلة، وللسيد حميدان شعر فائق رائق كتبه في المعتزلة وسماه المزلزلة لأعضاد المعتزلة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة الحادية عشر :

أن أتباع المذهب الزيدي يدَّعُونَ أنهم منابذون لأئمة الكفر والضلال والظلم ، بينما نجدهم يوالون الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني وهو من ادّعى أنه أفضل من رسول الله وأعلم منه ، وعلى ذلك تبعته فرقة غوية لُقّبَتْ بالحسينية !!!

الرد :

نقول هنا : أن ما ذُكِر ليس له أساس من الصحة فحاشا الإمام الحسين أن يدعي أنه أفضل من جده محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم .

و لنورد هنا ماذكره الإمام الحجة السيد مجدالدين بن محمد المؤيدي في كتابه التحف شرح الزلف في شأن هذا الإمام المفترى عليه، فقال حفظه الله :


" الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهم السلام. مولده: سنة ست وسبعين وثلاثمائة. دعا بعد وفاة أبيه. وكان من كبار علماء الآل، وله آثار جمة، وانتفع بعلومه الأئمة، بلغ في العلوم مبلغاً تحتار منه الأفكار، وتبتهر فيه الأبصار، على صغر سنه، فلم يكن عمره يوم قيامه عليه السلام إلا سبع عشرة سنة.

وقد روي عنه أشياء خارجة عن سنن أهل البيت، رواها الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة، وقد نزهه عنها، فقال بعد حكايته لها: والكتاب الذي روي أنه كتبه - ما لفظه: ونحن ننفي عنه هذا الكلام، ونقول: هو مكذوب عليه، ولا يصح عنه..إلى آخر كلامه عليه السلام، ولا وثوق بما في الحكمة الدرية، فقد ثبت أنه قد دُسَّ فيها كثير على الإمام، ولهذا لم نعدها في مؤلفاته.

وللقاضي العلامة محمد بن جعفر في تنزيهه أبيات منها:

هذا إمام عالم عامل ========= أبرا إلى الرحمن من بغضه
ومن موالاة لأعدائه ========= ومن غلو فيه أو رفضه
قفْ واتق الله إله السماء======= يا أيُّها الطاعنُ في عرضِهِ
إن تك منه اليوم مستقرضاً ===== ففي غد تندم من قرضه
أدين أن الحق ما قاله ======== من صفة الباري ومن فرضه
وأنَّ مَن في فضله قد غلا====== أكبرُ جرماً من ذوي بغضه
فخف إله الخلق يا من غلا====== في خلط ما قد شُبت في محضه
مثل ابن غطريف الذي لم يقل === في كله الحق ولا بعضه
قال ابن غطريف الذي قاله===== فشمر المهدي في نقضه
فردَّ ما قالَ ولم يَرْضَهُ======== إذ أسخطَ اللهَ ولم يُرضِه
صلى عليه اللهُ من راحض====== طاب وطاب الدين من رحضه " انتهى من التحف

ثم أخي العزيز قبل أن ننصب من أنفسنا حكاماً ونقول هذا طاغية وظالم ، فإنه يلزمنا البينة على ما نقول ، وكذلك يلزمنا الرجوع إلى مؤلفات ذلك الإمام العظيم وإن كنتَ لاتَعلَمها فأنا أخبرك بأسماءها فارجع لها واحكم عليه بنفسك هل فيه ماتدّعي، أو هل فيها مايستحق منك أن تصفه بالهلاك والطغيان!! أو هل فيها مايؤيد دعاويك!! - حذار من الكتب المحرّف فيها- ومؤلفات هذا الإمام كثيرة قد جمع أكثرها في كتاب واحد (تحت الطبع) باسم مجموع رسائل الإمام الحسين بن القاسم، ومن مؤلفات الإمام الحسين بن القاسم ماذكرها الإمام مجد الدين حفظه الله في التحف شرح الزلف " كتاب مهج الحكمة، وكتاب تفسير غرائب القرآن، وكتاب مختصر الأحكام، وكتاب الإمامة، وكتاب الرد على أهل التقليد والنفاق، وكتاب الرد على الدعي، وكتاب الرحمة، وكتاب التوفيق والتسديد، وكتاب شواهد الصنع، وكتاب الدامغ، وكتاب الأسرار، وكتاب الرد على الملحدين، وكتاب نبأ الحكمة."

فالله الله يا إخوان لاتُلقِ بنا حبائل معاندتنا إلى إنكار الضرورات، ولاتسول لنا أنفسنا أن نتكلم على هذا الإمام العظيم ، وإنما هي نصيحة إن أخذتها فزت ، وإن تركتها خسرت.

وبما أننا هنا قد تكلمنا على الإمام الحسين بن القاسم العياني فسأذكر بعض كلامة أئمة الزيدية فيه ووصفهم لحاله وذكرهم لأقواله :

فقد جمع ذلك السيد حميدان وأبان وأوضح عليه السلام ذلك فقال حاكياً عن الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني مالفظه :


" وقول ابنه الحسين بن القاسم عليهما السلام في كتاب تثبيت إمامة أبيه: فكيف إلاَّ أنه قد قال بإجماعهم لو انتفعوا بقلوبهم وأسماعهم (إني تارك فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض) ولايخلو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لن يفترقا) من أن يكون حقاً أو باطلاً، فنعوذ بالله من تكذيب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومكابرة حجج العقول.
[ تعليق : قلت فقد استعاذ الإمام الحسين هنا من تكذيب الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، ونستعيذ نحن كذلك ]

وقول الحسين بن القاسم عليهما السلام في كتاب التوفيق والتسديد: وسألت عن العقول هل هي مستوية أو بينها خلاف إلى قوله: فأفضل العقول عقول الملائكة المقربين، ثم عقول الأنبياء أكمل من عقول الأوصياء، ثم الأوصياء أكمل من الأئمة في العقول وأفضل في الاعتقاد والقول، ثم للسابقين من الفضيلة على المقتصدين كمثل فضيلة الأنبياء على الوصيين، وللأئمة المقتصدين من الفضل ما لا يكون لفضلاء المؤمنين، وأفضل الناس كلهم فضلاً وأكملهم ديناً وعقلاً محمد خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين.

[ تعليق : قلت فهذا الإمام المهدي الحسين بن القاسم عليه السلام يصف الرسول بهذا الوصف، فما بالنا نصدق بمايقال ويُفترى عليه!! ولكن دعونا نرى ماذا قال الإمام نفسه عن الوضاعين والمدلسين والمحرفين لكلامه]

وقول ابنه الحسين عليهما السلام في كتاب مختصر الأحكام: ولست أصدق بكل ماروي لي من الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقلة الثقات وطول الزمان، وها أنا أسمع في حياتي من الروايات الكاذبة عليَّ مالم أقل ولم أفعل، فربما سمع بذلك أولياء الله فيصدقون به والعهد قريب فكيف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وله مدة طويلة من الزمان. " انتهى من مجموع السيد حميدان عليه السلام.

فليس الإمام الحسين بن القاسم كما يذكره أصحاب كتب الملل والنحل وخصوصاً عند تعريفهم لفرقة الحسينية من الزيدية ، ثم إن الحسينية وإن كان لم يعد لهم ذكر في زمننا هذا هُم من يقول بتلك المقالة ومن أنه سيعود ومن أنه أفضل من الرسول ، ولكن لايدل هذا على أن الإمام هو من قال بتلك المقالة فربما لسعة علمه وفضله قيل عنه هذا، وأقواله شاهدة على براءته من تلك التهم، كما تقدم . فرحم الله الإمام الحسين رحمة واسعة، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

الشبهة الثانية عشر :

أن القاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام قد أثرى المكتبة الزيدية بكتب وفكر المعتزلة عندما أحضرها معه من العراق إلى اليمن . فمن هنا تقاربت وجهات النظر أكثر فأكثر بين الزيدية والمعتزلة حتى تبلور الخلاف في مسألة الإمامة فقط !! وكذلك فإنه تتلمذ على يد القاضي جعفر عدد من علماء الزيدية .

الرد :

قلت : حتى نربط الفكرة جيداً وَجَب علينا البحث في سيرة القاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام رحمه الله فقال السيد عبدالله بن حمود بن درهم العزي حفظه الله محقق زيدي معاصر في مقدمة التحقيق لتيسير المطالب في أمالي أبي طالب ما لفظه :

" القاضي العلامة الكبير، والمحدث الأصولي الشهير، جعفر بن أحمد بن عبدالسلام البهلولي اليماني رحمه الله تعالى. من أبرز علماء الزيدية في القرن السادس الهجري، وأحد عظمائها الأجلاء، ولد رضي الله عنه في أواخر القرن الخامس الهجري تقريباً، كان مطرفياً، ثم رجع إلى القول بالإختراع والتولد المنسوب إلى الله تعالى، كما هو مذهب أهل البيت عليهم السلام، قال الزحيف: عالم الزيدية المخترعة وإمامها، وكان أبوه عالم الباطنية وحاكمها وخطيبها، والذي إليه يصدرون، وعلى رأيه يعتمدون، وأخوه شاعرهم ولسانهم، وقتله عبدالنبي بن مهدي، فهدى الله القاضي جعفر فانقطع إلى الزيدية، ورحل إلى العراق .

[ شيوخ القاضي الزيدي جعفر رحمه الله :]

وقد تأثر بالإمام أحمد بن سليمان عليه السلام وأخذ عنه، ويقال إن كل واحد منهما أخذ عن الآخر، كما أخذ عن العالم الجليل، والمحدث المهاجر الشهير زيد بن الحسن البيهقي رحمه الله تعالى، الذي كان لـه التأثير الأكبر على القاضي جعفر رحمه الله تعالى، وقد جاء البيهقي من العراق لزيارة قبر الإمام الهادي عليه السلام، فمكث بجامع الإمام الهادي ما يقرب من السنتين والنصف، عقد خلالها مجلساً لتدريس علوم أهل البيت عليهم السلام، في يومي الخميس والجمعة، وأخذ عنه القاضي جعفر بن عبد السلام، وكان من أبرز تلاميذه.

[ كيف كانت رحلة القاضي جعفر بن أحمد رحمه الله إلى العراق]

ولما سافر الشيخ البيهقي من اليمن عائداً إلى العراق، أصحبه الإمام أحمد بن سليمان القاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام، وزوده بالمال الكافي، لنقل ما استطاع من كتب أهل البيت عليهم السلام في العراق والجيل والديلم، فذهب الشيخ البيهقي والقاضي جعفر، ولما بلغا في طريقهما موضعاً يسمى (القياس) بتهامة، مرض الشيخ البيهقي، فمات رحمه الله تعالى، وواصل القاضي جعفر السفر حتى نزل بمكة المكرمة، ومنها بعد الحج سافر مع مسافري العراق، وفي أثناء بقائه بمكة أخذ عن الشريف الجليل علي بن عيسى بن حمزة بن وهاس، صديق المفسر القدير جار الله الزمخشري، وحامله على تأليف تفسيره (الكشاف) ولما وصل العراق سنة (544هـ) أخذ عن الشيخ الحافظ أحمد بن أبي الحسن الكني، وغيره من المشاهير، ثم عاد إلى اليمن حاملاً الكثير من كتب الزيدية في الحديث والفقه والأصولين، ولما رجع اليمن رحب به الإمام أحمد بن سليمان، وسأله: (هل علمت أحداً ممن لقيته بالعراق يقول شيئاً مما تقولـه المطرفيه؟ أو تعتقده أو تعمل به؟ أو وجدت ذلك في كتاب؟قال القاضي جعفر: (لا)،فقال الإمام: يجب عليك أن تردهم عن جهلهم، وتنكر بدعهم، فإن النبيً يقول: إذا ظهرت البدع من بعدي، فليظهر العالم علمه، فإن لم يفعل لعنه الله) .
( قلت: ملاحظة فقد أحضر القاضي جعفر كتباً لأهل البيت وكتباً للمعتزلة )


[ تلامذة القاضي الزيدي جعفر بن أحمد رحمه الله ]

قال ابن أبي الرجال: ومن تلامذته السيد حمزة بن سليمان والد المنصور بالله عبد الله بن حمزة، وإبراهيم بن محمد بن الحسين، وعبد الله بن الحسين، والأميران الكبيران، بدر الدين وشمس الدين، والسيد يحيى بن عمارة السليماني، والأمير قاسم بن غانم السليماني، والشيخ الحسن بن محمد الرصاص، والشيخ محيي الدين محمد بن أحمد القرشي، وسليمان بن ناصر، وأحمد بن مسعود، والقاضي إبراهيم بن أحمد القهمي، وسليمان بن محمد بن أحمد بن علي بن أبي الرجال، وإخوانه: الحسن وأحمد وعلي، وعبدالله ومحمد ابنا حمزة بن أبي النجم، وجماعة كثيرة من أهل صنعاء .

[ ثناء العلماء على القاضي الزيدي جعفر بن أحمد رحمه الله ]

وقد أثنى عليه عدد من العلماء، واعترف بفضله وغزارة علمه الموالف والمخالف، ولنورد شذرات بسيطة مما وصف به:

1- قال ابن أبي الرجال: على أهل اليمن نعمتان في الإسلام، الأولى الإمام الهادي الذي أنقذهم من الباطني والجبر والتشبيه، والثانية للقاضي جعفر الذي أنقذهم من مذهب التطريف .

2- وكان الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام يصفه بالعالم فيقول كثيراً: (قال الإمام والعالم، ذكر الإمام والعالم) قاصداً بالإمام أحمد بن سليمان، والعالم القاضي جعفر .

3- وقال العلامة الزحيف عنه: عالم الزيدية المخترعة وإمامها .

4- وقال أيضاً متحدثاً عن رحلته من اليمن إلى العراق: سار وهو أعلم أهل اليمن، ورجع وهو أعلم أهل العراق.

5- الإمام الهادي الوزير: إن القاضي جعفر كان من أعظم أعضاد الإمام أحمد بن سليمان وأنصاره ." انتهى من مقدمة المحقق لكتاب تيسير المطالب في أمالي أبي طالب.

ثم بخصوص إثراء المكتبة الزيدية بكتب المعتزلة فهذه من حَسَنات وأجل أعمال الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام والقاضي جعفر بن أحمد إذ حفظوا لنا تراثاً ثميناً لأهم كتب الكلام وإنه لا يخفى أنها كادت تحرق وتتلف في العراق فحُمِلَتْ إلى اليمن، فأخذ منها علماء وقضاة الزيدية ما ينفع طلبة العلم وتركوا ما عداه. وأما بخصوص أن هذه الكتب قد عملت على تغيير عقائد الزيدية وتقريبها إلى منهج أهل الاعتزال فلا يَعتقد به منصف ، لأننا إن رجعنا إلى كتب الإمام أحمد بن سليمان "ت 566هـ" ومن بَعدَه من الأئمة وخصوصاً الأئمة الذين اطلعوا ودرسوا هذه الكتب المعتزلية ، فإنا لا نجد اختلافاً بين ما يدينون الله به في العقيدة وبين ما يدين الله به الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين "ت298هـ" علماً بأن الهادي لم يعاصر حادثة نقل تراث المعتزلة إلى اليمن، وتجد أن عقيدة هؤلاء جميعاً هي ما يدين به الإمام زيد والإمام جعفر الصادق والباقر وزين العابدين عليهم السلام . فلا صحة إذاً لتأثر الزيدية بكتب المعتزلة المنقولة إلى اليمن.

وأما بخصوص تتلمذ علماء الزيدية على يد القاضي جعفر ، فلا ندري ما وجه الإنكار في ذلك فالقاضي جعفر زيدي المذهب ، يدرس على مبدأ أهل العدل والتوحيد على مبدأ أهل البيت عليهم السلام معتقداً للإمامة في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولذلك تجده أي القاضي جعفر يذم المعتزلة في شرح له لقصيدة كافي الكفاة الصاحب بن عباد لأنهم لم يجمعوا بين التشيع والاعتزال بمعنى لم يجمعوا بين الإيمان بمسألة الإمامة ومسائل العدل والتوحيد كما فعلت الزيدية " القصيدة المشروحة وهي التي مطلعها قالت أبا القاسم استخخفت بالغزل....الخ، للصاحب ابن عباد
"
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الليث
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الجمعة مايو 14, 2004 7:07 pm
اتصال:

أستئذان

مشاركة بواسطة الليث »

أخي الكاظم كتب الله أجرك لقد قلت فأوفيت وجزاءك على خالقك ولكن إذا سمحت لي بأن أضيف بعض التعليقات الؤيده أو المعترضة ولا سيما في قضية الهادي والقاسم عليهما السلام :oops: :oops: :oops: :oops:
النقص في الفكر فقر في الهويه

صقر اليمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 339
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 11:21 pm
مكان: صنعاء- اليمن

مشاركة بواسطة صقر اليمن »

أخي الكاظم
سلمت يداك ولله درك ومثل هذه المواضيع الممتعة المفيدة هي التي نحتاج اليها

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“