غريب يا زمن؟!

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
غريب هاشم
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: الاثنين مارس 13, 2006 9:07 pm

غريب يا زمن؟!

مشاركة بواسطة غريب هاشم »

غريب يا زمن



لاشك ان هناك مبدعين عاشوا بيننا ورحلو ا عنا دون ان نعرفهم دون ان نشكرهم
على ابداعهم هم كثر الذين رحلو ا عنا من الادباء والشعراء العرب المبدعين ---
لا اعرف الى متى هذا الاهمال لمبدعينا فهم بعيدين كل البعد عن الذكر
مقارنة باسماء ادباء المال والفن
غريب يا زمن اصغر مغني اشهر من اكبر اديب
فالكثير منا يعرف روبي واليسا ونانسي --------الخ
لكن القليل من يعرف مظفر النواب و ناجي العلي و عبد الرحمن الابنودي
والبردوني و فدوى طوقان ------الخ

ولكنه احساس مخيف
ان تكتشف موت لسانك عند حاجتك للكلام
وتكتشف موت قلبك عند حاجتك للشموخ
وتكتشف جفاف عينك عند حاجتك للبكاء
وتكتشف انك وحدك كاغصان الخريف عند حاجتك للاخرين



ومن المبدعين الذين رحلوا دون انصاف التاريخ لهم الشاعر الكبير شاعر اليمن العظيم
الاديب والشاعر

عبدالله البردوني

عاش ضريراً يعيش مع الفلاحين ، حُرم أمه صغيراً وأخفق في حبه إخفاقاً مؤلماً ولذلك خرج شعره وفيه مسحة من الحزن الكئيب ، وفقد بصره جعله يؤثر الصور المسموعة أو الصوتية على الصور المنظورة أو المرئية ومولده ونشأته في بيئة فقيرة كادحة محرومة طبع شعره بطابع العطف والحنان الشديد على الفقراء المحرومين والمعدمين من أمثاله فهو شديد الاحساس بشقائهم ، ولذلك نجده يلمح في ديوانه على التناقض الطبقي وحمل على ترف القصورالذي بنى على استنزاف جهد الكادحين وحرمانه من القلب المحب كان سبباً لنبوغه

ولد هاذا الشاعر فى قرية اسمها( البردون ) عام 1929م
وقد اصيب بالعمى وعمره ست سنوات بسبب مرض الجدري
درس فى مدارس محافظة ذمار مراحلة الاولى
بعد ذالك انتقل الى صنعاء ودرس فى دار العلوم وتخرج منها عام 1952 م
واصبح مدرسا للادب العربي فى نفس تلك المدرسه
وعمل لفتره وجيزه خلال تلك الفتره مسئولا عن البرامج الاذاعيه فى اذاعة اليمن


البردوني رحمه الله له عدة دواوين منها --
من ارض بلقيس
زمان بلا نوعيه
رواء المصابيح
ترجمه رمليه لاعراس الغبار
ودووينه كثيره حقيقه وقد بلغ عددها عشرة دواوين
له عدة دراسات فى الادب منها ( رحله فى الشعر قديمه وحديثه )


من قصائده

بـلادي مـن يَدَي طاغٍ إلـى أطـغى إلى أجفى

ومـن سـجن إلى سجن ومـن مـنفى إلى منفى

ومــن مـستعمر بـادٍ إلـى مـستعمر أخـفى

ومن وحش إلى وحشين وهـي الـناقة الـعجفا

بلادي في كهوف الموت لاتـفـنى ولا تُـشـفى

تـنقر في القبور الخرس عـن مـيلادها الأصفى

وعـن وعـد ربـيعي وراء عـيـونها أغـفى

عـن الـحلم الذي يأتي عن الطيف الذي استخفى

فتمضي من دجى ضاف إلى أدجى إلى أضفى

بـلادي فـي ديار الغير أو فـي دارهـا لـهفى

وحـتى فـي أراضـيها تـقاسي غـربة المنفى




كان كغيره من الشعراء فهو عارض الشعراء العرب القدماء امثال ابا تمام
فقد عارضه فى قصيدة عموريه


مـا أصدق السيف إن لم ينضه الكذب = وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب

بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها = أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب

وأقـبح الـنصر نصر الأقوياء بلا = فهم سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا

أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى = أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا

قـالوا هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا = شـيئاً كـما أكلوا الإنسان أو شربوا

مـاذا جـرى يـا أبا تمام تسألني = عفواً سأروي ولا تسأل وما السبب

يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله = كـيف احتفت بالعدى حيفا أو النقب

مـن ذا يـلبي أمـا إصـرار معتصم = كلا وأخزى من الأفشين مـا صلبوا

الـيوم عـادت عـلوج الروم فاتحة = ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب والسلب

مـاذا فـعلنا غـضبنا كـالرجال ولم = نـصدُق وقـد صدق التنجيم والكتب

فـأطفأت شـهب الـميراج أنـجمنا = وشـمسنا وتـحدى نـارها الحطب

وقـاتـلت دونـنا الأبـواق صـامدة = أمـا الـرجال فـماتوا ثَمّ أو هربوا

حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا = وإن تـصدى لـه الـمستعمر انسحبوا

هـم يـفرشون لـجيش الغزوأعينهم = ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن يـثبوا

الـحاكمون و واشـنطن حـكومتهم == والـلامعون ومـا شـعّوا ولا غربوا

الـقـاتلون نـبوغ الـشعب تـرضيةً = لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم الـقُرَب

لـهم شموخ المثنى ظـاهراً ولهم = هـوىً إلـى بـابك الخرمي ينتسب

عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على = وجـودها اسـم ولا لـون ولا لـقب

تـسـعون ألـفاً لـعمورية اتـقدوا = ولـلـمنجم قـالـوا إنـنـا الـشهب

قـبل انتظار قطاف الكرم ما انتظروا = نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها التهبوا

والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا = نـضجاً وقـد عصر الزيتون والعنب

تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها = إذا امـتـطاها إلـى أسـياده الـذئب

حـبيب وافـيت من صنعاء يحملني = نـسر وخـلف ضلوعي يلهث العرب

مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي = مـليحة عـاشقاها الـسل والـجرب

مـاتت بصندوق وضـاح بلا ثمن = ولـم يمت في حشاها العشق والطرب

كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت == فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب

لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت = حبلى وفي بطنها قحطان أو كرب

قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي = وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب




رحم الله البرودني رحمة واسعه

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“