
ميدل ايست اونلاين
اريحا (الضفة الغربية) - سلم الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات نفسه الثلاثاء للجيش الاسرائيلي اثر عملية اقتحام واسعة شنتها القوات الاسرائيلية على سجن اريحا في الضفة الغربية.
وشوهد الامين العام للشعبية وهو يخرج رافعا يديه باتجاه الجنود الاسرائيليين.
وكان سعدات وثلاثة ناشطين من الجبهة الشعبية معتقلين تحت اشراف بريطاني اميركي في سجن اريحا بناء على تفاهم بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في نيسان/ابريل 2002.
وتتهم اسرائيل سعدات ورفاقه بالوقوف وراء اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في القدس الشرقية عام 2001.
ونفذت مجموعة من الجبهة الشعبية الاغتيال ردا على اغتيال اسرائيل امينها العام ابو علي مصطفى قبل ذلك ببضعة اشهر.
وكان سعدات اعلن قبل اعتقاله في اتصال هاتفي اجرته معه قناة الجزيرة الفضائية انه لن يستسلم للجيش الاسرائيلي مؤكدا"لا خيار امامنا سوى المواجهة او الموت".
وذكرت مصادر فلسطينية ان القوات الاسرائيلية استخدمت الغاز في اجبار سعدات ورفاقه على الخروج من الجزء الباقي من السجن بعد ان دمرت الجرافات معظم منشآته واسواره.
وفي وقت لاحق الثلاثاء اعلن الجنرال يائير نافيه رئيس القيادة الاسرائيلية الوسطى ان الحصار والهجوم الذي بدأ صباحا لسجن اريحا بالضفة الغربية حيث كان يعتقل فلسطينيون انتهى "بنجاح".
وصرح الجنرال للصحافيين من المقر المؤقت الذي اقامه الجيش على مشارف مدينة اريحا "لقد استكملت العملية بنجاح".
وكان الجيش الاسرائيلي قد اقتحم الثلاثاء سجن اريحا بالضفة الغربية لاعتقال امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات الذي تبنت حركته عملية اغتيال وزير اسرائيلي عام 2001 وقتل فلسطينيا في العملية وفق مصادر فلسطينية.
وقالت مصادر امنية فلسطينية ان ابراهيم ابو الامين احد العناصر الامنية في السجن قتل بالرصاص وجرح 18 فلسطينيا اخر ما بين حراس ومعتقلين.
ويعتقل في سجن اريحا سعدات وثلاثة ناشطين اخرين بناء على امر صدر عن المحكمة العسكرية الفلسطينية في نيسان/ابريل 2002 لضلوعهم في اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في القدس الشرقية عام 2001.
وافادت الاذاعة الاسرائيلية ان الجيش شن العملية اثر معلومات مفادها ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ينوي الافراج عن احمد سعدات ورفاقه.
واقتحم الجنود الاسرائيليون المجمع الذي يقع فيه السجن دون الدخول الى المبنى ذاته ووقع تبادل اطلاق النار بين الجنود والفلسطينيين. واطلق الجيش النار في اتجاه السجن.
وطوقت المبنى المدرعات والعشرات من آليات الجيب الاسرائيلية في حين حلقت فوقه المروحيات.
ودعا العسكريون بمكبرات الصوت المعتقلين الفلسطينيين الى الاستسلام وبدات جرافات الجيش تدمر جدران المجمع الذي يقع فيه السجن.
واعلن ضابط اسرائيلي كبير للمراسلين ان الجيش لن يتفاوض و"الامر واضح، اما ان يستسلموا او ان يقتلوا".
وامر الجيش الموقوفين وعددهم 12 تقريبا وقد ارغموا على نزع ثيابهم بالتجمع خارج المبنى فيما عم الدخان الموقع وسط دوي انفجارات.
من جانبه دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يقوم حاليا بجولة في اوروبا في بيان صادر عن مكتبه العملية الاسرائيلية.
وحمل "الجانبين الاميركي والبريطاني اللذين يتوليان مسؤولية حماية المعتقلين المسؤولية الكاملة عن اي مساس بحياة احمد سعدات و(اللواء فؤاد) الشوبكي ورفاقهما".
واعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية توفيق ابو خوصة ان "الاميركيين والبريطانيين غادروا السجن قبل 15 دقيقة من بداية العملية. وطلب الاسرائيليون من قوات الامن القاء السلاح وعدم المقاومة وقالوا انهم سيقصفون المبنى اذا رفضوا.
واكد وزير الامن الداخلي الاسرائيلي جدعون عزرا ان "رئيس الوزراء (بالوكالة ايهود اولمرت) امر بهذه العملية في اطار مكافحة الارهاب" مضيفا "تعهدنا بابقاء قتلة الوزير رحبعام زئيفي خلف القضبان".
وحذر رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسرائيل من "المس بحياة المناضلين احمد سعدات واخوانه في السجن".
واتهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك (حماس) الاميركيين والبريطانيين بالتواطؤ مع اسرائيل وقال وهو يشارك في تظاهرة احتجاج في رام الله "هناك تواطؤ بين الاميركيين والبريطيانيين والاسرئيليين وراء ما يجري في اريحا" مؤكدا "انه عدوان ثلاثي على حرية اسرانا في السجون".
ومن دمشق حذر ماهر الطاهر مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج الدولة العبرية من مغبة "اغتيال" زعيم الحركة مؤكدا ان "اسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عما تفعله وسيكون رد الجبهة الشعبية قاسيا اذا اقدمت اسرائيل على اغتيال الامين العام للجبهة الشعبية".
واعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية ان اجنبيا يعمل لدى اللجنة الدولية للصليب الاحمر خطف الثلاثاء في خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما اعلن متحدث باسم كتائب جيفارا المجموعة العسكرية القريبة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤولية الكتائب عن خطف طبيبتين فرنسيتين اثنتين من مؤسسة اطباء العالم تعملان في مدينة غزة، مطالبا بحماية احمد سعدات.
وهددت الاجنحة العسكرية الفلسطينية اسرائيل "برد مزلزل" اذا قامت بالمساس بالامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقة، محملة الاميركيين والبريطانيين مسؤولية ما سيحدث للمعتقلين.
وقام مئات من الفلسطينيين الغاضبين باقتحام المركز الثقافي البريطاني وبدأوا احراقه، كما اقتحموا مقر الاتحاد الاوروبي في غزة حيث قاموا باحراق علم الاتحاد.
وافادت مصادر في الشرطة الفلسطينية ان "مسلحين من الجبهة الشعبية حاولوا خطف مواطن اميركي في بيت حانون قرب معبر ايريز شمال قطاع غزة وتدخلت الشرطة وتم انقاذه".
وكان مسؤولون اسرائيليون اعلنوا في الاونة الاخيرة ان اسرائيل مستعدة للقضاء على الناشطين الاربعة في الجبهة الشعبية المعتقلين في اريحا اذا تم الافراج عنهم وحذرت عباس من القيام بذلك.
وفي السابع من اذار/مارس اعلن عباس انه مستعد للافراج عن احمد سعدات اذا لم تحمله الجبهة مسؤولية امنه. وكان اكد قبل ذلك انه يخشى ان تغتال القوات الاسرائيلية سعدات الذي انتخب نائبا في المجلس التشريعي في انتخابات مطلع السنة