مشهد الأحداث السياسية القادمة بمنطقة الشرق الأوسط ... بدأت تتضح بعض ملامحه .. وهي بكل أسى وأسف تكرار لنفس الخطوط التي حسبناها قديمة وعفى عليها الزمن وتحصن أبناء المنطقة منها ... لكنها عادت كما قرأناها وفهمناها وتدارسناها وأستوعبناها سابقا... ترى ماهو السر الذي يجعلنا نلدغ من نفس الجحر مرات عديدة ونعود له بطيبة خاطر وإستسلام غريبين ...؟
خلفية المشهد : نفس الخلفية الماضية ... مصالح لدول أجنبية وهي الدول الغربية كانت بالماضي أوروبا وحدها اللاعب الأساسي وحاليا شاركت وبفعالية أكبر أميريكا .. هذه المصالح كما يفسر أصحابها تصرفاتهم أنها تتعرض للمساس بخطورة متنامية ، المصالح تعتبر حساسة وحيوية مثل تدفق النفط وخطوط الملاحة الدولية وكذا عمليات التبادل التجارية ... قديما كانت الملاحة والتجارة ،، فمن أجلها أحتلت الموانئ العربية وأقفلت البحار العربية بوجوه العرب والمسلمين وبالنسبة لنا باليمن الميمون تعرضنا لسياسة إحتواء خانق لأكثر من ثلاثة قرون حتى لايهدد أسطولنا ( الغير موجود) مصالح الإنجليز وطرق إبحارهم ... وحاليا هناك الكثير من المبررات ،، الديموقراطية و حقوق الإنسان ، أسلحة الدمار الشامل ، الملف النووي الإيراني ..
وعلى ذكر الخلفية هناك خلفيات عديدة ... منها ذكرى وصول العرب الفاتحين للبر الأوروبي بأسبانيا وقرعهم أبواب الفرنجة ( فرنسا) والتي لم تغب عن الذاكرة الغربية رغم القول بأنهم متحضرين ومتسامحين ولهم مشاعر إنسانية ؟! .. وأعقب ذلك الحروب الصليبية والتي يقولون أنها ثأرا من غزوهم بعقر دراهم .. ومالبثت أوروبا أن أتتنا غازية وقالوا إنها الإستكشفات وحب جمع الغنائم والمصالح ... ثم مالبثوا أن ألبونا على أشقائنا المسلمين من العثمانيين ... وبرروا ذلك أن العثمانيين فتحوا بيزنطا وشرق أوروبا ..
قبلنا بغباء أن يعمل أحدنا ضد الآخر ولمصلحة الغرب ... فقمنا بخوض غمار معركة أعددنا لها كل ما نملك لدحر المعتدي الروسي ببلاد الأفغان لنهزم روسيا السوفييتية لصالح الغرب ،، وما تلبث أشقيائنا أن كرروا العمل وبعنف وعنفوان ونرجسية وزهو ضد الثورة الإسلامية بإيران كتصفية ثأر ونيابة عن الغرب أيضا ..
وعاد الغرب لاليشكر بل ليطلب المزيد وليتدخل حتى بشئون تدبير منزل الأسرة ... بل ويطالب بمزيد من الفتاوى التي تبيح له نهب المزيد من ثروات الشعوب المقهورة ... والعصى لمن عصى ..
بداية ظهور الممثلين : سمعنا بما تردد في إسرائيل من أقوال عن ملك الأردن حينما قيل أنه سيكون الملك الأخير ... وأخير لها معنى فضفاض وسيناريو عميق ومعقد بالنسبة للأردن .. حيث يقطن بهذه البقعة أكثر من ستين بالمئة من عدد السكان من عرب فلسطين .. إسرائيل ترى أن عرب الضفة الغربية بل وغزة سيكون لهم وطنا يتسعهم ولكن شرق نهر الأردن ... وبالتالي فهي تعول على إنشقاق أردني داخلي حيث تتمكن الأغلبية أن تترجم تعاطفها مع بني جلدتهم إلى أفعال ويعني تقبل بإحتوائهم وإستيعابهم... وبالنهاية تكن هناك دولة فلسطينية حقيقة وواسعة مما يجعل إسرائيل تتخلص من وجع الرأس المزمن الذي يتجسد بالكثافة الديموغرافية للفلسطينيين بالداخل ثم يكن هناك حلا معقولا لفلسطينيي الشتات عبر توطينهم بالأردن .
وهنا ربما أستفز الأمر ملك الأردن الذي أطلق عيارا ناريا عبر معسكر الغرب ... ربما لترغيب الغرب بخدماته حتى لايساهموا بتحقيق الأمنية الإسرائيلية .. قال الملك عبد الله إنه يرى هلالا شيعيا ...! ويعني أنه يقف بجانب الغرب حتى لايتحول الهلال الخصيب أي إيران والعراق وسوريا لمنطقة يسيطر عليها الشيعة ...
بالطبع هي أمنية غربية أن يقوم أبناء المنطقة بتصفية بعضهم البعض نيابة عن الغير كما هو المعهود منهم ... فإيران موعودة من قبل إسرائيل بالويل والثبور .. وبالمقاطعة من أميريكا حيث لايمكنها تكرار عملياتها الفاشلة مع قوم من أهل بلاد فارس .. وفارس هموا فرسان والأميريكان يعون ذلك جيدا ...
إذا المسرحية ستكون كالتالي : إنطلاقا من حرب أهلية تضرم نارها طائفيا بالعراق ... فتطال المنطقة إبتداء بسوريا والأردن مع التعويل على توريط إيران بأتون تلك النيران ومن ثم مقارعته بأعوان مترددين لكنهم سيظطرون لدخول الساحة مكرها أخاك لابطل ... ويعادرسم الخرائط .. والعياذ بالله .
قد تكن هذه النظرة التشآئمية مخطئة ولكن ما يظهر إلى الأسماع من دعوات وتصريحات تعطينا تصورا للكارثة المحتملة التي أرجو من الله مخلصا أن يجنبنا كل الكوارث وأن يمتعنا ببصرنا وبصيرتنا وأن يحكم علينا عقولنا ويهدينا سواء السبيل ..
الشرق الأوسط .....(( المستقبل القاتم )) ..
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: