مبلغ علم الزيدية بربهم

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
الجاحظ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 24
اشترك في: الثلاثاء فبراير 07, 2006 10:26 am

مبلغ علم الزيدية بربهم

مشاركة بواسطة الجاحظ »

يزعم الزيدية

أنهم الفرقة الناجية

و أنهم السائرون على نهج رسول الله في التوحيد و العدل و التمسك بأهل البيت


لكن من أكبر الأمور التي ××××××××

هي قضية إرادة الله

فهم يزعمون أن ارادة الله حادثة لا في محل كذا !!!

و هم في هذا متبعون لا لرسول الله

بل لأبي الهذيل العلاف

لكنهم كالعادة يضللون على أتباعهم و ينسبون أقوال المعتزلة البصرية للرسول و الرسالة و الإسلام

-------

و بعد

نقول

أجمع المسلمون أجمعون أن الله مريد


ثم احتفلوا

في معنى الارادة

فقال الأشاعرة أنه مريدة بارادة قديمة زائدة على ذاته

وقال الماتريدية هو مريد بارادة هي عين ذاته في الحقيقة مخالفة له في الاعتبار

و قال الفلاسفة أنه مريد و أن ارادته هي عين ذاته و فسروها بأنها العلم بوجه النفع و هذا أيضا مذهب البغدادية من المعتزلة و أبو الحسين البصري و الملاحمي من البصرية و نصير الدين الطوسي من الإمامية

و هو المذهب الحق بالمناسبة


أما المعتزلة البصرية بعد أبي الهذيل فقالوا بالتالي

أن الله مريد بارادة حادثة لا في محل

و وافقهم الزيدية عن طريق دراسة الرسي على أبي الهذيل ثم تابعه من تابعه منهم

ثم صار هذا القول ×××××× منهج أهل البيت منهج الزيدية الذي هو منهج الإسلام بزعمهم

و هنا نرد عليهم قائلين :

----------


نسألهم

هل الأرادة موجودة أم غير موجودة


فلا بد أن يقولوا أنها موجودة (و هم كذلك و يستدلون عليها بأن الارادة جزء من العلة و لو كانت عدما فإن العدم لا يفعل )


و الآن الارادة موجودة و هي حادثة كما تقولون

و أنتم أيضا تقولون أن كل حادث فله محدث

و به تستدلون على وجود الله

و نسألكم

هل لهذه الارادة محدث

إن لم يكن

فهذا حادث بلا محدث


و إن كان لها محدث

احتاج أيضا إلى ارادة أخرى و هكذا ثم يتسلسل

و عليه تبطل البرهنة على وجود الله

فالتزموه

و تكونوا ملاحدة


--------


ثم نقول

الارادة عرض

و كل عرض لا بد من قيامه بجوهر

فإن قلتم

أن الأرادة عرض لا في محل

فهلا قلتم

حركة لا في محل

سكون لا في محل

بياض لا في محل

فإن كنتم تعلمون بالبديهة أن هذه باطلة فهلا حكمتم ببطلان ما تقولون



---------

ثم نقول

لو كانت الأرادة حادثة لا في محل

فما وجه نسبتها إلى الله

و لا اختصاص بينه و بينها

فكيف تقولون أنها أرادة الله

و لا علاقة بينه و بينها

فإن كان هذا واضحا

لزم القول بأن الله غير مريد

و هذا معناه أنه غير فاعل

أي غير خالق

و هذا هو الكفر

و إنما هو على فرض اشتراكه في عملية الخلق

فهناك ارداة حادثة (ليست هي الله و إلا كان حادثا )

و أكثر ما يفعله هو وجود قدرته

التي لن يكون لها إلا تأثير الشرط

فيكون الله مشتركا في خلق الاشياء مع غيره

فيكون لله شركاء خلقوا كخلقه


و من يشرك بالله .........

فهل تقولوا به

---------------


و بعد

ما الذي دفعكم إلى القول بهذا

و لم لم تسلموا أنه مريد لذاته

سيقولون

لأنه لو كان مريد لذاته لكان مريدا بكل المرادات

و هذا باطل

ولم

سيقولون

لأن كل شيء يصح أن يراد و صفات الذات ما صح بها وجب

نقول ردا عليهم


ما تستدلون به على عموم تعلق الصفات هي سفسطات لا يفهمها جاهل و لا يقنع بها عالم

و لكن

ما منعكم من أن تقولوا

أن المقتضي للمريدية هو الذات

و المصحح لها هو الداعي (أو العلم بالأفضل الأحكم )

فيكون الله غير مريد إلا لما هو أفضل و أحكم


-------


و على كل فالمريدية كيفية نفسية

و هي كون الذات على حال بحيث يصدر عنها أحد الوجوه المقدور عليها

أو هي كون الذات على حال تدعو إلى الفعل

فهي حال ثبوتية صادقة على الذات

فلو كانت حادثة

لكانت الذات في حال بعد إذ لم تكن و هذا يوجب تغيرها

و من يقول بتغير الله

يقول بامكانه

أي معلوليته لغيره أي حدوثه أي أنه مخلوق

تعالى الله عما يقولون تعاليا كبيرا

و يبطل قولكم


--------

و على كل فهذا أحد الأمثلة التي تدل على بطلان زعم الزيدية باستمدادهم لعقائدهم من الرسول -ص-

تحياتي

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

بدلاً من كل هذه السفسطه !!!

هلم أولاً لتوضيح معنى الإرادة قبل السفسطه حول تلك التشعبات
وهلم لتوضيح الفرق بين إرادة الله تعالى ، وإرادة المخلوق ؟

وعليك بنقل النص عندما تنسب الكلام لأحد الأئمة (ع) أو العلماء رحمهم الله


وإعرض كلامك بأسلوب يسهل فهمه لكل قارئ
صورة
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

وقبل هذا تحلى بشيءٍ من الآداب...

آداب الحوار المفيد النافع ودع عنك عبارات السوقية واهل الشوارع يامحمد 333333 الجاحظ


الادارة: الرجاء اصدار انذار لهذا الاخ فهو دائما يتجاوز حدوده ولا ندري لما هو ناقم علينا بهذا الشكل !!!!!!!!!!!!
تفضح ××××× مزاعمهم

ثم صار هذا القول ×××××× منهج أهل البيت منهج الزيدية الذي هو منهج الإسلام بزعمهم

ما تستدلون به على عموم تعلق الصفات هي سفسطات لا يفهمها جاهل و لا يقنع بها عالم



وفي موضوع اخر قال
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=3517

كود: تحديد الكل

××××××××××
××××××××××

كود: تحديد الكل

 اقول 

هذا كلام من ××××××××

كود: تحديد الكل

 لاحظ يا حضرة الفقية يحيى بن مداعس و أنت الآن عند ربك



لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحده *** مالم يتوجْ ربه بخلاقِ

وأنت والله مع الاسف خالي الوفاض منهما فتباً لبيئةٍ انتجت مثل هذا

الحمد لله ..
من كتاب المجموعة الفاخرة لمولانا الأمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام


باب ذكر الإرادة
ثم ذكر سبحانه الإرادة في كتابه فقال: ﴿يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾[النساء: 26]، وقال: ﴿وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾[النساء: 27 - 28]، وقال: ﴿يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾[البقرة: 185]، وقال: ﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ﴾[غافر: 31]، وقال: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إلا أَن يُتِمَّ نُورَهُ﴾[التوية: 32]، وقال: ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾[النساء: 60]، وقال: ﴿وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ﴾[النساء: 44]، فأخبر تبارك وتعالى أن إرادته الصلاح والرشد واليسر وأنها ليست في الظلم والغشم والكذب والفساد، فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن الله إذا أمر بشيء فقد أراده إرادة أمرٍ، لا إرادة جبر، وإذا نهى عن شيء لم يرده، ولم يغلب على كونه، والله لا يأمر بما لا يريد، ولا ينهى عمَّا يريد، والله غالب غير مغلوب وأنه أحكم الحاكمين.

ثم ثلاثة نصوص توضح المراد هنا حول الارادة وكيف تنظر اليها المدرسة الزيدية

النص الاول :

باب معنى الإرادة من الله

إن سأل سائل: فقال أخبرونا عن إرادة الله ذي الجلال، أتقولون إنها قديمة أزلية كالعلم والقدرة أوَّلية؟

قيل له: إن العلم والقدرة خلاف ما سألت عنه من الإرادة، لأن العلم والقدرة من صفات الذات، والإرادة حادثة بإحداث المحدثات، والإرادة، فمخلوقة محدثه كسائر المحدثين، والعلم والقدرة فأزليان غير مخلوقين، والدليل على ما قلنا به وفيه من ذلك والشاهد لنا على أنه في الله سبحانه كذلك أن العلم والقدرة لو كانا شيئين محدثين لكان يلحق بالله جل جلاله العجز والجهل في الحالين، لأنه إن جاز أن يكون فينة غير عالم فقد كان بلا شك جاهلاً، وإن جاز أن يكون فينةً من الدهر غير قادر فقد كان بلا مرية في العجز داخلاً، فقد ثبت بحمدالله أنه لم يزل قادراً عالماً، ومن الآفات والصفات الزائلات الناقصات سالماً، وإذا قد صح أنه لم يزل عالماً قادراً في كل الحالات والأوقات، فقد صح أن العلم والقدرة من صفات الذات.

وأما الإرادة منه جل جلاله وتقدس عن أن يحويه قول أو يناله، فمحدثة مكونة موجودة وعن صفات ذاته زائغة باينة، تحدث بإحداث فعله، إذ ليس هي غير خلقه وصنعه؛ لأن إرادته للشيء خلقه له، وخلقه له فهو إيجاده إياه، وإيجاده إياه فهو إرادته له، فإذا خلق فقد أراد وشاء، وإذا أراد فقد خلق وبرا، لا فرق بين إرادته في خلق الأجسام ومراده؛ لأن إرادته لإيجاد الاجسام هو خلقه لما فطر من الصور التوام، لا تتقدم له إرادة فعلاً، ولا يتقدم له أبداً فعل إرادة، ولا تفترق إرادته وصنعه، بل صنعه مراده، ومراده إيجاده. وإنما يتقدم الإرادة فعل المفعول إذا كان الفعل مخالفاً للمفعول المجعول، وكان الفعل متوسطاً بين الفاعل ومفعوله، فحينئذ تتقدم إرادة المريد أفاعيله ومعموله، وذلك فلا يكون إلا في المخلوقين، ولن يوجد ذلك أبداً في رب العالمين؛ لأن كل مفعول للمربوبين فإنما قام وتجسم واستوى من بعد العدم وتم بالفعل المتقدم له من الحركات، بالرفع والوضع في الحالات، من ذلك ما يعلم ويرى من عمل الصانع البناء وإحكامه لما يحكم من البناء، فالفاعل للبناء قبل الفعل، والفعل قبل المفعول؛ لأن فعل البناء هو الحركات، والتحيل بالرفع والتسوية، والتقدير والوضع لحجر فوق حجر، ومدر بعد مدر حتى يتم له بفعله مفعوله، ويلتأم له ببعض حركاته معموله، ولولا ما كان منه من فعله لما تم له ما تم من مفعوله، فبفعل الفاعل كان المفعول، وبتحيله قام وتمَّ له المجعول. فالفاعل من الآدميين جسم وأدوات، وفعله فعرض بِّيِّن بالحركات، ومفعوله فبعدَ عرض الفعلِ يوجد في الحالات، فكل جدار وجد أو دارٍ أو عقدة معقودة، أو ثوب مخيط بخيوط أو رسم بكتاب مكتوب، أو غير ذلك من الأمور والأسباب، التي هي من أفعال العباد، فلم تكن إلا من بعد الحركات، اللواتي هن أعراض غير متلاحقات، ولذلك جاز فيها تقدم الإرادات والنيات. وكلما أوجده الرحمن فهو فعل لذي الجلال والسلطان، ولا يقال إنه له مفعول إلا على مجاز الكلام المعقول لما بينا وشرحنا في أول الكلام، وقلنا من أن المفعول لا يكون إلا وقد تقدم قبله الفعل من الفاعل، فلا يكون فعل بين فاعل ومفعول إلا وهو حركات بأدوات وتحيل وتفكر وآلات، فتعالى عن ذلك ذو المن والجلال والسلطان، وتقدس عن التحيل والحركات الواحد الرحمن، الذي كل خلقه له فعل، الذي إذا أراد أن يكون شيئاً كان بلا كلفة ولا عون أعوان، أمره نافذ كائن، ومراده لمراد غيره فمفارق مباين.

ومن الحجة على من زعم أن إرادة الله متقدمة لفعله أن يقال له: ألست تزعم أن إرادته متقدمة لأفعاله؟ فإذا قال: كذلك أقول. قيل له: ألست تعلم في صحيح العقول أن ذلك إن كان كذلك أنهما شيئان اثنان، الإرادة شيء، والفعل شيء؟ فلا يجد بداً من أن يقول أجل. فيقال له: فأي الإثنين تقدم صاحبه فكان وحدث قبله؟ فإن قال: الإرادة حدثت قبل الفعل. فسواء كان بينهما قليل أم كثير، فقد أوجب وأدخل بذلك على ربه النية والضمير، والانطواء على ما لايجوز في اللطيف الخبير، ومتى قال بذلك قايل فقد شبه ربه بالمخلوق الزائل ذي الجوانح المضمرات، والأدوات المتصرفات، والأراء المتناقلات، وهذا فإبطال التوحيد، ونفس الكذب على الواحد الحميد، ونقض ما نزل في الكتاب المجيد. فإن هو قال: بل الفعل سبق الإرادة. وقد علمنا أن الفعل هو المخلوق فقد قال: إن الخالق للمخلوقين غير الله رب العالمين؛ لأن الله سبحانه وجل عن كل شأن شأنه لا يخلق إلا ما يشاء، ولا يشاء إلا ما يريد من الأشياء، وكذلك قال الرحمن فيما نزل من الفرقان:﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾[القصص: 68] وقال سبحانه:﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾[الحج: 14]، وقال سبحانه:﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾[الحج: 18]، ففي كل ذلك يخبر أنه لن يفعل إلا ما يشاء ولن يشاء إلا ما يريد من الأشياء، وكذلك الله تبارك وتعالى. أوَلا ترى أن الفاعل لِما لا يريد فجاهل مذموم من العبيد، فكيف يقال بذلك في الله الواحد الحميد؟!

ومن الحجة على من قال: إن الإرادة من الله سابقة للمراد، وإنها في الله ذي العزة والإياد كالعلم والقدرة، وإنه لم يزل مريداً كما لم يزل قادراً عالماً أن يقال له: هل كان الله في الأبد والقدم خالقاً لما أراد أن يخلق، إذ لم يزل في قولك مريداً للخلق كما أنه لم يزل عالماً بما يكون، قادراً على فعل ما يشاء إذا أراد فعله وشاءه؟ فإن قال: نعم؛ فقد أثبت الخلق مع الخالق في القدم، فتعالى عن ذلك ذو الجلال والكرم، إذ قد جعل معناه ومعنى غيره من العلم والقدرة سواء، ومتى كانا سواء فلم يفترقا في سبب ولا معنى، فكل ما نزل بأحد هذه الثلاثة الأشياء من العلم، والقدرة، والإرادة فهو نازل بصاحبيه، وحال بمشاكليه، ومحيط بمناظريه، ولا يخلو من جعل المشيئة والإرادة كالعلم والقدرة من أن يحمل العلم والقدرة على معنى المشية والإراده، أو أن يحمل معنى المشية والإرادة على معنى العلم والقدرة، فإن حمل العلم والقدرة على معنى الإرادة والمشية والخلق جعلهما مخلوقين محدثين بأحق الحق، وإن حمل معنى الإرادة والمشية والخلق على معنى العلم والقدرة جعل الإرادة والمشية والخلق شيئاً قديماً أزلياً، وفي أزلية الإرادة أزلية الخلق، وفي ذلك إبطال التوحيد، والشرك بالله الواحد الحميد. فقد بطل قول من قال بأحد هذين المعنيين لما بان لأهلهما فيهما من الفساد في كلتا الحالتين، وثبت ما قلنا به من أنه لا فرق بين إرادة الله ومراده، وأن الإرادة منه هي المراد وأن مراده هو الموجود المدبَّر الكائن المخلوق المجعول، إذا أراده فقد كونه، وإذا كونه فقد أراده، لاتسبق له حالة حالة في الفعل منه سبحانه والإرادة، فسبحان علام الغيوب، ومقلِّب القلوب، ونسأل الله الواحد الحميد أن ينفعنا بما علمنا، وأن يمن علينا بإيزاع الشكر فيما امتن به علينا.

ومما يحتج به على أهل هذا المقال، المتحيرين في الله الضُّلال، أن يقال لهم: خبرونا عن إرادة الله سبحانه لخلق السماوات والأرض؟ هل هي إرادته لإبادتهما وتبديلهما في يوم الدين؟ فإن قالوا نعم قيل لهم: فهلا وقعت بهما الإبادة والتبديل مع وجود خلقهما سواء سواء؟ فقد يلزمكم في أصل قولكم وقياسكم أن تقولوا إن الأرض والسماء قد بادتا وبدلتا ساعة ما خلقتا وأوجدتا؛ إذ الله سبحانه قادر على ما يشاء، وإذ مراده نافذ ماض أبداً؛ لأنكم تزعمون أن إرادة الله سبحانه لخلقهما وإيجادهما هي إرادته لإبادتهما وتبديلهما، ومتى كانت الإرادة في ذلك واحدة سواء؛ فلا شك أن المراد يقع مجتمعاً معاً، لا يسبق بعضه بعضاً؛ إذ لم يتقدم من الإرادة شيء شيئاً، وإن قالوا ليست الإرادة من الله لخلقهما بإرادته لتبديلهما وإبادتهما؛ لأن إرادته نافذة؛ وقدرته ماضية، وقد أراد أن يخلقهما فخلقهما، وإذا أراد أن يبدلهما بدلهما، فقد أقروا أن لله إرادة تحدث في كل الحالات، ومتى كانت كذلك لم يكن أبداً أزليه، وزال عنها اسم القدم والأولية، وإذا ثبت أنها حادثة، ثبت أنها محدثة، وإذا ثبت أنها محدثة، ثبت أنها مجعولة مقدرة، وإذا ثبت أنها مجعولة مقدرة، ثبت أن المجعول المقدر هو المخلوق المدبر، وأن الإرادة ليست غير الموجود المفطور المصور، وإذا قد ثبت ذلك فقد ذهب ما يقولون به من الفرق بين إرادة الله وفعله، وثبت أن فعله إرادته، وأن إرادته سبحانه فعله، إذا أوجد شيئاً فقد أراده، وإذا أراده فقد أوجده، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وعلى أهل بيته الطاهرين.

ومن الحجة على من فرق بين إرادة الله وفعله، فزعم أن إرادة الله سبحانه متقدمة لإيجاده وصنعه قول الله سبحانه:﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إذا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾[يس: 82]، فمعنى قوله سبحانه لمراده كن فهو إيجاده له، وخلقه إياه، لا أنه يكون منه إليه قول، ولا له؛ لأنه لو كان كما يظن الجاهلون أنه يأمره بالكون فيكون، لكان القول من القائل متوسطاً بين الفاعل والمفعول، والقول فهو فعل، ولو توسط الفعل من الرحمن، لكان مشابهاً لفعل الإنسان، بأبين ما يكون من البيان، فقد بطل بحمدالله أن يكون كذلك لما ذكرنا واحتججنا به أولا في ذلك.

ومن الحجة عليهم، ومما يبطل ما هو في أيديهم، أنه لو كان منه أمر له كما يقولون، لم يخل من أن يكون يأمره وهو عدم غير موجود، ومخاطبة العدم الزائل المفقود فأحول المحال، ومخاطبة العدم من الآدميين فأضل الضلال، فكيف يجوز أن ينسب ذلك إلى الواحد ذي الجلال! أو يكون أمره وهو موجود كائن قائم غير مفقود فأمر الكائن القائم الموجود بأن يكون محال؛ لأنه قد استغنى بتجسمه وكينونته عن التكوين في حال من الحال، كما لا يجوز أن يؤمر القائم بالقيام، ولا النائم بالمنام، ولا الراكب في حال ركوبه بالركوب، ولا المهرول المدبر بالخبوب؛ لأنه إذا كان في حال كذلك مستغن عن أن يؤمر بشيء من ذلك، فقد سقط أن يكون أمر من الله للشيء في حال من الحال، فإذا سقط؛ سقط ما يتعلقون به وفيه من زور المقال، وثبت ما قلنا به من إيجاد الله له ذي الجلال.

فإن قال قائل: إن معنى قول الله سبحانه للشيء كن فيكون، هو أن يقول للشيء كن شيئاً آخر مثل الصلصال الحما، قال له كن صورة وبشراً، فكان كما أمره ربه حقاً، ومثل النطفة قال لها كوني علقة، فكانت علقة، ثم أمر العلقة، فكانت مضغة، ثم قال للمضغة كوني عظاماً، فكانت عظاماً ثم كساها لحماً وجسمها بقدرته جسماً، فهذه أشياء غير مفقودة، تؤمر فتنتقل أجساماً موجودة.

قيل له: إن الفروع لا يقاس عليها الأصول، وإنما ترد الفروع إلى ما هي منه من الأصول، وهذه الأشياء التي ذكرت، فإنما هي مخلوقات تنتقل من خلق إلى خلق في الحالات، وكذلك قال فيها وسمّاها بالخلق، ودعاها رب الأرباب، فيما نزل من محكم الكتاب، ألا تسمع كيف يذكر أنه خلقها؟ ولم يذكر في شيء من ذلك أنه أمرها، وذلك قوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾[المؤمنون: 12 - 14] ففي ذلك يذكر تبارك وتعالى أنه خالق مصور لعبده، منقل له في هذه الأشياء، ولم يذكر فيما احتججت به في هذه الآية له دون الخلق أمراً، والخلق من الله فلا اختلاف بيننا وبينكم فيه، وإنما الاختلاف بيننا وبينكم في الأمر الذي أزحتموه عن معنى الخلق، ولم تقيسوه عليه طمعاً أن تثبتوا قدم الإرادة على الفعل من الله الحميد، فتثبتوا عليه بذلك سبحانه التشبيه، وتدفعوا التوحيد، فتشاركوا النصارى في قولها، وتمازجوا بأموركم أمرها، ولو أنكم أنصفتم عقولكم، وتركتم المكابرة عنكم، ثم رددتم متشابه الأمور إلى محكمها، وما شذ من فرعها إلى أصلها ثم نظرتم إلى أمر النطفة مم هي ومم كانت حتى تنتهوا إلى ما منه ابتدئت وبانت، لوجدتم أصل ذلك إن شاء الله من الطين، وأصل الطين فمن الماء بأيقن اليقين، وكذلك فأصل خلق الشياطين فمن مارج من نار. فإذا رجعتم إلى الأصول الثلاثة المبتدعة المفطورة من الريح الجارية المسخرة، وما خلق سبحانه من الماء، وما فطر فوقه من عجيب الهوى، ثم خلق من هذه الثلاثة الأشياء جميع ما ذرأ وبرى، لكان حينئذ يصح لكم القياس، ولا يقع عليكم إن شاء الالتباس، ويبطل الأمر الذي تقولون به وتذهبون إليه، إذ لا بد أن تقروا أن هذه الثلاثة الأشياء خلقت وابتدعت من غير ما أصل مبتدأ، وأن الله الأول الموجد لأصل كلما يوجد ويرى، فيسقط ما قلتم به في معنى القول من الله للشيء أنه أمر من الآمر للمأمور، ويثبت القول للموحدين، بأن القول من الله للشيء هو الإيجاد له والتكوين والتقدير، والإخراج من العدم إلى الوجود والتصوير، أو يثبتوا مع الله في الأزلية والقدم شيئاً، فتعالى عن ذلك العلي الأعلى، ومن قال من المخلوقين بذلك، وقع بحمد الله في غيابات المهالك، وخرج من معرفة الرحمن، وأكذب ما ذكر الله في القرآن من قوله: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾[الزمر: 62 -63] ولو كان شيئاً غير واحدٍ، إذا لما كان خالقاً لكل ما ذكر من الأشياء، وفي أقل ما قلنا به وتكلمنا، فرق بين إرادة الله وإرادتنا.

النص الثاني :

مسألة في العلم والقدرة والإرادة والمشيئة
بسم الله الرحمن الرحيم

قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه:

سألت، أكرمك الله، عمَّا يقال لمن سأل عن علم الله وقدرته وإرادته ومشيئته فقال: هل بينهما في المعنى اختلاف أم معناهما مجتمع على الائتلاف؟

واعلم هداك الله أن ليس بين ذلك شيء من الاتفاق بل هما على غاية ما يكون من الافتراق.

والحجة في ذلك أن علم الله وقدرته صفتان قديمتان أزليتان دائمتان - وليس قولنا صفتان قديمتان أن مع الله صفة يوصف بها، ولا أن ثم صفة ولا موصوفاً، ولا أن ثم شيئاً سوى الله عند ذوي العقول مجهولاً ولا معروفاً، وإنما نريد بقولنا صفتان أنهما غير محدثتين ولا مكونتين، وأنهما الذات والذات هما، فهو سبحانه العالم بنفسه، القادر بنفسه، فتعالى من ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾[الشورى:11] - وأن إرادته ومشيئته حادثتان محدثتان.

واعلم هُديت أن معنى الإرادة شاء، وأن معنى شاء أراد، ومعنى أراد هو شاء، وأن معنى المشيئة من الله تعالى للشيء هو إحداثه وخلقه، لا فرق بينهما في الله تبارك وتعالى، ولا يقال لله إنه شاء أن يخلق ثم خلق من بعد المشيئة، فيفصل بين المشيئة وبين الشيء بمهلة بعد، قلّت أم كثرت، وإنما يقع الفرق بين المشيئة وبين الشيء على الآدميين، ومن لا يحيط علمه بعاقبة فعله من المخلوقين، فيحتاج ويضطر إذا شاء الشيء أن ينويه ويضمره، ثم ينتظر به من الأوقات ما يصلح له صنعه فيه من الليل والنهار، وانتظار حركة منه أو قعود أو قيام، أو انتظار من يأمر من الأعوان، ثم لعله أن يعجز عمَّا أراد، أو يعجزوا هم، ولا يتهيأ له ولا لهم، والله تبارك وتعالى محيط بعلم الأشياء، لا يعزب عنه شيء من الغيوب، ولا يعجزه مستصعب من الأمور. إذا شاء شيئاً كان بلا كلفة ولا اضطرار، وليس المشيئة منه بالنية والإضمار، ولا بالمهلة والانتظار، مشيئته للأشياء إيجادها، وإيجادها مشيئته، فتبارك من كوَّن الأشياء بقدرته، ودل على نفسه بما ابتدع من فطرته.

فإن قال: قد فهمنا ما ذكرت وشرحت من الاختلاف بين العلم والقدرة وبين الإرادة والمشيئة، فما تنكر أن يلتئم هذا كله في أحد المعنيين، في أفضلهما وأقواهما وأكبرهما وأعلاهما؟

قيل له: أنكرنا التئام ذلك كله على معنى واحد من أحد هذين الوجهين؛ لأنا علمنا أنا لو حملنا الإرادة والمشيئة على معنى العلم والقدرة، وقد علمنا وصح في معقولنا أنهما غير محدثين، ولا مخلوقين، وأن الله القادر العالم بنفسه، لوجب علينا أن نقول إن المشيئة والإرادة غير محدثتين، ولا مخلوقتين وأنهما صفتان للقديم الواحد الدائم الماجد؛ لأنه لا يكون قديماً إلا الله وحده لا شريك له، فلو قلنا ذلك، لوجب علينا أن نقول: إن الله سبحانه قد شاء إغراق فرعون وقومه قبل خطيئتهم وعصيانهم له، فتعالى عن ذلك علواً كبيراً، ولوجب علينا أن نقول: إن الله قد شاء أن يسخط على إبليس، وشاء إخراجه من الجنة قبل خطيئته وعصيانه له. وقد بين وأخبر ربنا عن نفسه أنه لا يشاء عقوبة عبد من عبيده إلا من بعد الإعذار والإنذار. فإنا لوحملنا العلم والقدرة على معنى الإرادة والمشيئة، وقد علمنا وصح عندنا أنهما حادثتان، ولو قيل بذلك، لكان يلزم من قال به أن يكون قد ألحق بالله تعالى عن ذلك الجهل في الدهر الذي كان قبل تكوين العلم وإحداثه، ولكان يلحق بالله في قوله العجز، إذ كانت القدرة حادثة فيما كان قبل تكوين القدرة وإحداثها.

فسبحان المتعالي عن قول القائلين، وعن كل وصف الواصفين، فقد بان ولله الحمد وصح لذوي العقول والفطن والأفهام ما سميناه من الاختلاف، وتباعد الائتلاف.

تمت المسألة بحمد الله ومنه

النص الثالث

الإرادة
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه:

الإرادة من الله عز وجل في خلقه على معنيين:

إرادة حتم وجبر وقسر: وهي إرادة الله عز وجل في خلق السماوات والأرض وما بينهما من الخلق من الملائكة والجن والإنس والطير والدواب وغير ذلك. إرادة حتم وجبر، فجاء خَلْقُه كما أراد، لم يمتنع منه شيء، ولم يغلبه شيء من الأشياء كما قال عز وجل: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾[الملك:3]، وقال: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾[فصلت:11]، يقول: كوَّنهما فكانتا، من غير مخاطبة ولا أمر، وذلك أن الله عز وجل لم يخاطب أحداً من خلقه إلا ذوي العقول من الملائكة والجن والإنس، وسائر خلقه حيوان لا عقول لها، وجماد لا روح فيه، وإنما خاطب الله عز وجل أهل العقول، وأمرهم ونهاهم، وأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، وبين لهم الحلال والحرام، فمن أطاع وائتمر بأمره وانتهى عن نهيه استوجب من الله الحفظ والحياطة في دنياه الفانية، والثواب الجزيل في آخرته الباقية، ومن عصاه منهم عذبه في الدنيا والآخرة. والذي لا عقل له من خلقه لا يجب له ثواب ولا عليه عقاب.

قال عز وجل: ﴿إنما قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إذا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾[النحل:40]، يقول: إذا كوناه كان بلا كلفة ولا اضطراب، ولا تحيل ولا إضمار ولا تفكر، ولا تتقدم إرادته فعله، ولا فعله إرادته، بل إرادته للشيء إيجاده وكونه، وإذا أراده فقد كونه، وإذا كونه فقد أراده، لا وقت بين إرادته للشيء وكونه.

والإرادة الثانية من الله عز وجل: إرادة تخيير وتحذير، معها تمكين وتفويض، أراد من خلقه الإيمان على هذا الوجه؛ لأنه لو أراد منهم الإيمان على نحو ما أراد خلْقهم؛ ما إذا قَدَر واحد من خلقه أن يخرج من الإيمان إلى الكفر، كما لا يقدرون أن يتحولوا من صورهم إلى صور غيرهم من الخلق، ولكن ركب فيهم العقول، وأرسل إليهم الرسول، وهداهم النجدين، ومكنهم من العملين، ثم قال: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾[الكهف:29]، وقال: ﴿إنا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾[الإنسان:3]، وقال: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾[فصلت:17]، فدل على أنه هداهم، واستحبوا هم العمى على الهدى اختياراً من أنفسهم واستحباباً، ثم قال: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾[فصلت:40]، لولا أن لهم مشيئة لم يقل: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾ ثم قال: ﴿لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾[الكهف:77]، لولا أن موسى صلى الله عليه علم أن للعالم فيما يريد مشيئة ما قال: ﴿لَوْ شِئْتَ﴾، ثم قال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ﴾[النحل:107]، قال: استحبوا هم لأنفسهم، ثم قال: ﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إليهمْ﴾[الحشر:9]، وقال: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾[المائدة:54]، وقال: ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا﴾[الأنفال:67]، ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾[التوبة:32]، ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ﴾[النساء:91].

ثم قال سبحانه: ﴿وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ﴾[التوبة:42]، فرد عليهم رب العالمين: ﴿يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾[التوبة:42]، فبين عز وجل أنهم قادرون على الخروج مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وفي هذا القرآن من هذا النحو كثير.

ثم قال الله عز وجل: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾، لولا أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يقدر على أن يحب لم يقل له ربه: ﴿مَنْ أَحْبَبْتَ﴾، ثم قال: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾[القصص:56]، وقال: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لاتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾[السجدة:13]، وقال: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لامَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾[يونس:99]، وقال: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾[هود:113]، وقال: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى﴾[الأنعام:35]، وقال: ﴿فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾[الأنعام:149]، يعني عز وجل في هذه الآيات كلها وما أشبهها أنه سبحانه لو شاء أن يجبرهم على الإيمان والهدى مشيئة حتم وجبر ويقسرهم عليه لأمكنه ذلك، وما قدر واحد من خلقه أن يخرج مما حتم عليه وجبره وقسره؛ إذ كان محمد يعجز عن قسرهم على الإيمان، فقال له ربه: ﴿فإنما عَلَيْكَ الْبَلاغُ﴾[آل عمران:20]، فقد أبلغت وأديت ونصحت، وعرفتهم بما ينفعهم، ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾[الشعراء:3]، فتريد أن تقتل نفسك: ﴿إن لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾[الكهف:6]، يقول: حزناً عليهم وشفقة، فذرهم: ﴿وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾[النحل:127]، فقال: مما يمكرون، ولولا أنهم يقدرون على المكر والخديعة والمعصية ما قال: يمكرون.

ثم قال في أهل الجنة: ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾[الأنعام:182]، ﴿وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[الواقعة:22-24]، ثم قال: في أهل النار: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ ءَايَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾[الأنعام:93]، وقال: ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾[فصلت:28]، و﴿يَصْنَعُونَ﴾، و﴿يَمْكُرُونَ﴾، و﴿يَسْتَهْزِئُونَ﴾، و﴿يَسْخَرُونَ﴾، و﴿يَخْدَعُونَ﴾، و﴿يَكْذِبُونَ﴾، و﴿وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾، و﴿وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾، كل هذا اختيار من أنفسهم.

وقال الاما م الهادي يرحمه الله ايضا

الإرادة
إن سأل مسترشد أو ضال أو متعنت في المقال عن إرادة الله تبارك وتعالى فقال: ما هي وعلى أي الوجوه هي؟

قيل له: إن الإرادة تخرج على ثلاثة معان وكلهن معروف في اللغة جار:

فأولهن: إرادة الله لإيجاد المخلوقين، وفتق رتق السماوات والأرضين، فلما أراد ذلك كان بلا كلفة ولا عون أعوان، إذا أراد شيئاً أوجده، وإذا أوجده فقد أراده، فمشيئته إرادته، وإرادته مشيئته، ليس له مثل ولا نظير، وهو الواحد اللطيف الخبير.

والثاني: فهو إرادة الأمر وهو قوله سبحانه: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إذا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[يس: 82] ومن ذلك قوله: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾[البقرة: 185] يقول سبحانه: يأمركم بما فيه التسهيل لكم، والتيسير عليكم، وكذلك كلما أراد ذو الجلال، وذو القدرة والمحال من عباده من جميع الأفعال، فإنما هو أمر ونهي من رب العالمين، يأمر به وينهى عنه جميع المخلوقين. فأما قوله سبحانه:﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إذا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾[يس: 82] فليس يُتوهم أن ثمة مخاطبة من الله للعدم، وإنما ذلك منه - سبحانه وتعالى عن كل شأن شأنه - إخبار عن نفاذ قدرته، وإمضاء ما أراد من مشيئته، فتعالى من ليس له شبيه ولا عديل، ولاضد ولا مثيل، وهو الله الواحد الجليل، ذو القدرة والسلطان كما قال سبحانه في وحيه وذكر تعالى عن نفسه فقال فيما نزل من الفرقان، وبيّن لعباده من التبيان: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى: 12]، الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء، وجعل الأرض قرارا، وجعل خلالها أنهارا، مجيب المضطرين، وكاشف السوء عن المكروبين، والمهلك لمن شاء من العالمين، والهادي في الظلمات، والرازق في كل الحالات، والباري لخلق المخلوقين، والمعيد لهم يوم الدين، والرازق لجميع عباده المرزوقين. وفيما ذكرنا من منَّتِه على خلقه ما يقول سبحانه في محكم تنزيله ووحيه، ويحتج به على عباده ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾[النمل: 60- 64].

والوجه الثالث: فهو إرادة المخلوقين، وهي بالنية والضمير تعالى عن ذلك رب العالمين، وتقدس عن مشابهة المربوبين، وإنما يحتاج إلى النية والضمير من لم يكن بعالم ولا خبير بعواقب أفعاله، ومتصرفات نوافذ أعماله، فهو ينوي ويضمر، ويدبر ما يورد ويصدر، لقلة فهمه بالعواقب، ولحاجته إلى المعين والأعوان، وإلى الآلات في كل حال وأوان، إذا أراد أن يصدر فيه من شأنه شأناً.

فالحمدلله الذي بان عن مشابهة العجزة المربوبين، وتقدس عن مماثلة المتحرفين المتصرفين، والعاقبة للمتقين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد عسلان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 99
اشترك في: الأربعاء يناير 04, 2006 12:01 pm

مشاركة بواسطة محمد عسلان »

كلام جميل وروعة بس لولا النقل الخطأ في مذهب الزيدية و أظن في رأي الفلاسفة .

ولي عودة .
.

المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: الأربعاء أغسطس 03, 2005 1:25 pm

مشاركة بواسطة المنصور »

بسمه تعالى

أولا :
من أين أخذت أن الزيدية يقولون : أن إرادة الله حادثة لا في محل

ماهي المصادر ؟؟

ثانيا :
أين قول القاسم الرسي عليه السلام الذي ينص على ما ذكرت ؟؟

تحياتي
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )
[img]http://mail.google.com/mail/?attid=0.1& ... 9296cc0528[img/]

الجاحظ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 24
اشترك في: الثلاثاء فبراير 07, 2006 10:26 am

مشاركة بواسطة الجاحظ »

وضع الشريف العربي ردا علي كتبه أحد الممنوعين من الدخول للمنتدى اسمه قطب محمد الشروني و وضعه على موضوع خاطىء بينما الموضوع الصحيح هو هنا

و هذا هو الرد :::::


----------
---------
--------

بداية أخي الفاضل نقف أمام العنوان
وأقول لك أخي الفاضل إني ضحكت عندما قرأت ما سطره هذا الأخ الخمس ثلاثات ، وضحكت أكثر عندما جاءت التعقيبات حول أسلوبه دون الاعتراض على ما أتى به من عجائب حيث أخطأ في النقل فنقل مذهب الزيدية وأيده ونقل مذهب من خالفهم ونفاه وشنع عليه ، فاضحك ثم اضحك ... ثم اضحك مرة أخرى J
وقبل أن نبين ذلك وهي فرصة لكي أشرح لك كل ما يخص هذه القضية ويجب أن تشكر الخمس ثلاثات على كونه أعطانا الفرصة لتعلم قضية هامة نشرح من خلالها بعض الحقائق وكما قال الشاعر
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ... أتاح لها لسان حسودِ
لولا اشتعال النارِ فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العودِ
أقول قبل البداية نعلق على ما بدأ به الأخ
أولا العنوان :- جعل الأخ قضية من دقيق الكلام عنوانا لمعرفة الله عز وجل ، فيلزمه أن يجعل جميع المسلمين لا يعرفون ربهم إلا من وافق ما رآه في قضية لا يفهمها إلا من تعاطى الكلام وحصل قدرا فيه (وللأسف الأخ ليس من هؤلاء كما سنبين وإنما ناقل لا يحسن النقل) .
ثانيا : زعم أن الزيدية تنسب مذهبها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا زعم حق إن كان يقصد أصول التوحيد والعدل فإن كان يعني القضايا الفرعية من دقيق الكلام فهي أنظار أهل النظر ، وما يقوله الزيدية أنهم يعتقدون بعصمة إجماع أئمتهم وأن ذلك معنى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمهم دقيق الكلام وسائر ما في كتب متكلميهم وفقهائهم من القضايا الفرعية التي هي نتيجة النظر في الأدلة والرد على الأصول المستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه ، وهذا أيضا قول المعتزلة فهم يبحثون في دقيق الكلام انطلاقا من الأصول التي تلقاها واصل بن عطاء رضوان الله عليه من أبي هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب (ع) .
وإلا فيلزم الأخ أن يأتينا بنص عن النبي صلى الله عليه وآله يؤيد ما أيده !!!!
ويلزمه من قوله (الرسالة والإسلام) أن يخرج كل من خالف في دقيق الكلام من الإسلام وهو إن قال بذلك أثبت إلى جانب براهين أخرى أنه ليس بمعتزلي كما يدعي وإنما هو من فئة الشهرستاني وأستاذه البغدادي .
والآن ماذا عن الموضوع ؟؟
أعلم أخي الفاضل أن الإرادة البحث فيها في الأصل يعود إلى الأصل الثاني وهو العدل الحسن بن متويه رحمه الله يقول في كتاب المحيط بالتكليف : اعلم أن هذا الباب اتصاله بباب العدل أقوى من اتصاله بباب التوحيد، ولكنه أراد ذكره ههنا[يعني القاضي عبدالجبار] لما عد الكلام في صفاته جل وعز) ص 151.
فقد تمسك المجبرة بشبهة واهية وهي أنه لا يقع في ملك الله إلا ما يريد وأن القول بالعدل وخلق الإنسان لأفعاله يقتضي حسب زعمهم الغلبة لله في ملكه (انظر إبطال العناد في أفعال العباد للقاضي إسحق العبدي ص21)
وقد قام لهم أئمة التوحيد والعدل مبينين أن إرادة الله هي أمره ونهيه وهو ما عرف ذلك بالإرادة التشريعية واستدلوا في ذلك بنصوص الكتاب العزيز كقوله عز وجل (وما الله يريد ظلما للعباد) وغيرها.
كما تحدثوا عما اصطلح عليه بعد ذلك بالإرادة الكونية وعرفوها بأنها إحداث الله للشيء ، يقول جدنا الإمام جعفر الصادق (ع) : فالإرادة للفعل إحداثه لأنه لايَرى ولايتفكر.
وقال الهادي إلى الحق (ع) في كتاب المسترشد :-
(وأما الإرادة منه جل جلاله وتقدس عن أن يحويه قول أو يناله، فمحدثة مكونة موجودة وعن صفات ذاته زائغة باينة، تحدث بإحداث فعله، إذ ليس هي غير خلقه وصنعه؛ لأن إرادته للشيء خلقه له، وخلقه له فهو إيجاده إياه، وإيجاده إياه فهو إرادته له، فإذا خلق فقد أراد وشاء، وإذا أراد فقد خلق وبرا، لا فرق بين إرادته في خلق الأجسام ومراده؛ لأن إرادته لإيجاد الأجسام هو خلقه لما فطر من الصور التوام، لا تتقدم له إرادة فعلاً، ولا يتقدم له أبداً فعل إرادة، ولا تفترق إرادته وصنعه، بل صنعه مراده، ومراده إيجاده.) مجموع الهادي إلى الحق ص102-103.
وما قاله الأئمة سلام الله عليهم هو ما جاء من عند الله عز وجل القائل (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) فإرادة الله هي خلقه للشيء ، ولا شيء غير ذلك .
هل وضح لكم الآن الأمر ؟؟
دعونا إذن ندخل في الخلاف ونرى كيف انتقل الحديث عن الإرادة من باب العدل إلى باب التوحيد.
وأعتقد أن تفسير ذلك واضح أيضا ، وذلك أن المجبرة زعموا أن الإرادة صفة قديمة لله عز وجل زائدة على الذات وقال بعضهم أنه مريد لذاته ، وكل ذلك ليجعلوا الله عز وجل مريدا للظلم والمعاصي من الأزل والرد عليهم ليس موضوعنا الآن وإنما موضوعنا هو طرح آراء أهل العدل والتوحيد المعتزلة والزيدية في هذه القضية .
وأنقل لكم نصين يخرجان من مشكاة واحدة الأول زيدي للقاضي أحمد بن يحيى بن حابس في كتابه (الإيضاح شرح المصباح) والآخر للعلامة تقي الدين مختار بن محمود العجالي النجراني المعتزلي من كتابه (الكامل في الاستقصاء فيما بلغنا من كلام القدماء)
قال العلامة أحمد بن حابس :
(اعلم أنه لا لاف بين المسلمين أن الباري يوصف بأنه مريد وكاره وقد نطق به القرآن الكريم ومن خالف في ذلك فقد كفر، ولكن اختلفوا. فقال جمهور أئمتنا عليهم السلام والبلخي والنظام وأبوالهذيل: المرجع بكونه تعالى مريداً لأفعاله إلى أنه أوجد أفعاله وهو عالم غير ساه ولاممنوع، والمرجع بكونه مريداً لأفعال غيره أنه أمر بها، والمرجع بكونه كارهاً لأفعال غيره أنه ناهٍ عنها وهو معنى قول أئمتنا عليهم السلام إن إرادة الله تعالى مراده .. وأما أبوالحسين وابن الملاحمي فإنهما قالا: المرجع بكون المريد مريداً إلى أن له داعياً والمرجع بكون الكاره كارهاً إلى أن له صارفاً، ثم افترقا بعد ذلك، فابن الملاحمي أطلق ذلك شاهداً وغائباً، وأبو الحسين قال: ذلك في الغائب فقط وفي الشاهد كمذهب جمهور المعتزلة كما نبينه الآن. وقالت الأشعرية: المرجع بكونه كارهاً إلى أنه غير مريد. وقال بعض الزيدية وجمهور المعتزلة بل هو تعالى مريد على حد إرادة الواحد منَّا فهو مريد بإرادة خلقها الله تعالى مقارنة لخلق المراد غير مراده في نفسها ولا محل لها وهي عرض لا في محل إذ الباري لا يحله العرض ولو حلت في غيره كان إذاً هو المريد فاختصت به على أبلغ الوجوه لأن الباري لا في محل، وقالوا لم يُردها فراراً من التسلسل ،وقالوا: مقارنة إذ لا يجوز تقدمها على المراد لأن أحدنا لا يتقدم إرادته إلاَّ لتوطين النفس على تحمل المشقة أو لتعجيل المسرة وكلاهما مستحيل على الله تعالى.)
ثم شرع رحمه الله في الرد على هذا الرأي الأخير والكتب موجود سأرفعه على الشبكة وأعطيك رابطا له .
وأسجل هنا خطأ شائع في كتابات الزيدية المتأخرين الذين حصروا المعتزلة في أقول أبي هاشم الجبائي رحمه الله فظلموا المعتزلة ظلما بينا والعجيب أن هذا الخطأ لا يزال ساريا إلى الآن ويمكن أن تراجع مثلا ما ذكره السيد مجد الدين المؤيدي في التحف في ترجمة الإمام أحمد بن المرتضى عليه السلام .
ولعلك تلاحظ أخي الفاضل كلمتي (قال جمهور أئمتنا ، وقوله قال بعض الزيدية) فالمسألة محل خلاف بين المعتزلة والمعتزلة والزيدية والزيدية ، وكل يترحم على الآخر ويترضى عنه ويظهر هذا جليا عند العلامة تقي الدين العجالي النجراني يقول :
(فذهب أبو الهذيل والنظام والجاحظ وأبو القاسم البلخي وشيخنا ركن الدين رحمهم الله تعالى إلى انه لا للإرادة والكراهة شاهدا وغائبا، إلا الداعي أو الصارف ، وذلك الشاهد هو العلم والاعتقاد أو الظن لاشتمال الفعل على مصلحة أو مفسدة إما راجعة إلى الفاعل أو إلى غيره ، ولما استحال في حق الله تعالى الاعتقاد والظن لم يكن الداعي في حقه والصارف إلا العلم باشتمال الفعل على المصلحة أو المفسدة إلى غيره.
وأما شيخنا أبو الحسين رحمه الله فإنه سلم كون الإرادة زائدة على الداعي في الشاهد دون الغائب ، وذهب أبو علي وأبو هاشم وقاضي القضاة وجمهور أهل السنة إلى إثبات صفة له تعالى زائدة على الداعي والصارف ... ثم إنهم بعد اتفاقهم على الأمر الزائد اختلفوا في كيفيته ، فذهب بعضهم إلى أنه تعالى مريدا لذاته وهو النجار ، وذهب بعضهم إلى أنه مريد بإرادة قديمة وهو الأشعري ، وذهب أبو هاشم وقاضي القضاة إلى أنه تتجدد له صفة مريدية لم تكن له من قبل.)
ثم شرع أيضا في الرد على الرأي الأخير الذي قال به أبو هاشم رحمه الله وقاضي القضاة والكتاب مطبوع وثمنه رخيص عندنا في مصر، ورده تقريبا هو رد العلامة أحمد بن حابس !! (ألم أقل لك أن كلامهما يخرج من مشكاة واحدة) J
أعرف أن لغة هذا النص يصعب فهمها على البعض (خاصة ما يتعلق بالمصطلحات الشاهد والداعي والصارف) ولكن لا يغيب عن فطنة الجميع ملاحظة أن قول أبي الهذيل والنظام والجاحظ والبلخي والملاحمي وجمهور أئمة الزيدية هو ما رآه الأخ الجاحظ حقا وصوابا دافع عنه وشنع على مخالفه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أما من قال بأن الإرادة صفة حادثة فكما هو واضح من النصين هم الشيخ أبو هاشم رحمه الله وقاضي القضاة .
أرجو أن أكون قد أوضحت القضية حسب فهمي المتواضع ، وأعتقد أن الأخ الجاحظ لن يعاند الحق إن شاء الله وأنه ربما أخطأ ليكون أقرب إلى الحق فقد شهد له حين أراد جعله بعيدا عن الحق ، أما وقد عرف الحق فليلزمه وليبحث ويقرأ بعيدا عن النقل ولو أراد أن نمده بالكتب فلله الحمد الآن توفر لنا قدر معقول من الكتب يعين على الفهم يمكن أن نرسله له إلى أن يتم إنشاء شبكة حليف القرآن ، وهي مناسبة لأشكر أخوتي في مؤسسة الإمام زيد (ع) على جميل صنيعهم جزاهم الله كل الخير وثقتهم الغالية في شخصي ولكم أتمنى لو اقتفى الباقين آثارهم وخاصة مركز بدر ومؤسسة أهل البيت في صعدة وسائر الناشرين.
هذا أخي ما حلفتني عليه بحق معرفتنا وبحق التوحيد والعدل ومثلي من يفي ، وهو أيضا طلب أخي الفاضل Nader ومن قبل ذلك هو أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
أخوك / قطب محمد الشَرْوَني .
------
----
---

الجاحظ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 24
اشترك في: الثلاثاء فبراير 07, 2006 10:26 am

مشاركة بواسطة الجاحظ »

قال المعترض:
وأقول لك أخي الفاضل إني ضحكت عندما قرأت ما سطره هذا الأخ الخمس ثلاثات ، وضحكت أكثر عندما جاءت التعقيبات حول أسلوبه دون الاعتراض على ما أتى به من عجائب حيث أخطأ في النقل فنقل مذهب الزيدية وأيده ونقل مذهب من خالفهم ونفاه وشنع عليه ، فاضحك ثم اضحك ... ثم اضحك مرة أخرى

ثم قال

وقبل أن نبين ذلك وهي فرصة لكي أشرح لك كل ما يخص هذه القضية ويجب أن تشكر الخمس ثلاثات على كونه أعطانا الفرصة لتعلم قضية هامة نشرح من خلالها بعض الحقائق وكما قال الشاعر
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ... أتاح لها لسان حسودِ
لولا اشتعال النارِ فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العودِ

ثم قال



أولا العنوان :- جعل الأخ قضية من دقيق الكلام عنوانا لمعرفة الله عز وجل ، فيلزمه أن يجعل جميع المسلمين لا يعرفون ربهم إلا من وافق ما رآه في قضية لا يفهمها إلا من تعاطى الكلام وحصل قدرا فيه (وللأسف الأخ ليس من هؤلاء كما سنبين وإنما ناقل لا يحسن النقل) .
و أقول

ارادة الله إما من صفات الذات أو من صفات الفعل

و مبحث صفات الذات هو أصل التوحيد

و مبحث صفات الفعل هو أصل العدل

و كلا الاصلين هما من جليل الكلام عند المعتزلة

و بعد

فإن من قال أن ارادة الله حادثة أو أضاف أنها لا في محل

هو بمثابة من أثبت الله عاجزا أو محل للحوادث و كل هذا مضاد للإسلام و على كل مسلم عدم اعتقاده

و بعد

فلم الكيل بمكياليين

من قال أنه الله فوق العرش و قال هو فوق بلا كيف كما قاله الله (على العرش استوى )

قيله له مجسم حشوي كافر

و من قال

أن الله مريد بارادة حادثة لا في محل

صار هذا تعاط في الكلام الذي ليس للكل

------


ثم قال :


ثانيا : زعم أن الزيدية تنسب مذهبها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا زعم حق إن كان يقصد أصول التوحيد والعدل فإن كان يعني القضايا الفرعية من دقيق الكلام فهي أنظار أهل النظر ، وما يقوله الزيدية أنهم يعتقدون بعصمة إجماع أئمتهم وأن ذلك معنى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمهم دقيق الكلام وسائر ما في كتب متكلميهم وفقهائهم من القضايا الفرعية التي هي نتيجة النظر في الأدلة والرد على الأصول المستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه ، وهذا أيضا قول المعتزلة فهم يبحثون في دقيق الكلام انطلاقا من الأصول التي تلقاها واصل بن عطاء رضوان الله عليه من أبي هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب (ع) .
و اقول كما قلت سابقا

ارادة الله

كونه مريدا

كون ارادته عين ذاته

أصل من أصول التوحيد و العدل

أما أن تقول أن الناس فقط تلقوا من الشرع أن الله مريد أو عالم أو قادر

و باقي الأشياء اجتهادات

في حقيقة العلم و زيادته و حدوثه و قدمه و تعلقه

فصحيح

لكن هلا التزمته

و لم تكفر عامة المسلمين لأن خاصتهم قالوا أنه عالم بعلم زائد على ذاته

أو أنه عالم بعلم حادث

فإن كفرتهم على هذا

فافعل المثل على من قال أنه مريد بارادة حادثة

و هذا كذاك لو عقلت و عدلت


و على كل

يلزم أقراررك أن الزيدية لم يتقلوا مذاهب الصفات و زيادتها و و و و عن الرسول

و هذا قولي

أما قولك أن المعتزلة تلقوا أصولهم عن الرسول

لأن واصلا درس على أبي هاشم الذي درس على أبيه محمد بن الحنفية الذي درس على علي الذي درس على سيدنا محمد -ص-

فغير مسلم

لأننا لا نعرف أنه إذا درس فلان على فلان أو كان ابنا لفلان أنه تابعه في كل أراءه

و إلا

فأخوا أبو هاشم

أي الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب

هو زعيم المجبرة

و له كتاب في الانتصار لهم

والكتاب منشور و موجود في مجموع الإمام الهادي الذي رد عليه

فلو كان الأمر كذلك

فسند المجبرة أقوى و أوثق

من سند غيرهم :D

و بعد

فما قصة الأسانيد إلا للجهلة أرباب التقليد

أما من تنزهوا عنه

فيعلمون أن الدليل إذا دل على شيء

فلو وافقك كل الناس أو وخالفوك كان الأمر سيان

---------





وإلا فيلزم الأخ أن يأتينا بنص عن النبي صلى الله عليه وآله يؤيد ما أيده !!!!
لا أدري و الله ما وجه الالزام

إذا كنت احتججت على فلان بادعائه أنه ينسب قوله للرسول بأنه كاذب لأن قوله باطل

أيلزمني أن أنسب قولي للرسول

حفظ الله علينا عقولنا

-------
ويلزمه من قوله (الرسالة والإسلام) أن يخرج كل من خالف في دقيق الكلام من الإسلام وهو إن قال بذلك أثبت إلى جانب براهين أخرى أنه ليس بمعتزلي كما يدعي وإنما هو من فئة الشهرستاني وأستاذه البغدادي .
و بعد القول فيه كالقول في قبله

و بعد

كل من جمعوا القرائات القرآنية ليسوا معتزلة

بدون جهودهم بامكانك السفر إلى ماليزيا و قراءة المصحف غير مشكول و لا منقط

و أخبرنا ما يكون قولك

هل ستقرأه

جائكم فاسق فتبينوا

أم

جائكم فاسق فتثبتوا

و الكل يحتمله الخط و المعنى

و بتجويزه

فسلام الله على الرسالة و على الإسلام

لأنه يكون وقتها أحادا أو محرفا

و لا يمكنك معرفته

إلا باتباع تلك الفئة التي منها الشهرستاني و البغدادي

-----


و بعد

قلت

والآن ماذا عن الموضوع ؟؟
أعلم أخي الفاضل أن الإرادة البحث فيها في الأصل يعود إلى الأصل الثاني وهو العدل الحسن بن متويه رحمه الله يقول في كتاب المحيط بالتكليف : اعلم أن هذا الباب اتصاله بباب العدل أقوى من اتصاله بباب التوحيد، ولكنه أراد ذكره ههنا[يعني القاضي عبدالجبار] لما عد الكلام في صفاته جل وعز) ص 151.
فقد تمسك المجبرة بشبهة واهية وهي أنه لا يقع في ملك الله إلا ما يريد وأن القول بالعدل وخلق الإنسان لأفعاله يقتضي حسب زعمهم الغلبة لله في ملكه (انظر إبطال العناد في أفعال العباد للقاضي إسحق العبدي ص21)
و بعد أقول

الارادة صفة ذات

أم صفة فعل

إن كانت صفة فعل كانت من أبواب العدل

و إن كانت صفة ذات كانت من أبواب التوحيد


الجبائية لما قالوا بأنها صفة فعل جعلوها من العدل

و البصرية (نسبة لأبي الحسين البصري ) لما جعلوها صفة ذات صارت في أصل التوحيد === راجع كشف المراد لابن المطهر الحلي فهو في التوحيد و العدل على مذهب البصرية (أتباع أبي الحسين)

و الحق أنها صفة ذات

لا صفة فعل

فيكون قولك باطلا

و ترجع إلى أصل التوحيد

و إلا فما أثبته من صفات لله = القدرة و الحياة و العلم

لا يكفي في صدور الفعل عنه

لأن القدرة تعني صحة الصدور أو عدمه

و صدور الفعل

يعنى وجوب الصدور

فهذا يحتاج إلى صفة أخرى في الذات ترجح صحة الصدور على عدم الصدور

و هذه الصفة هي الارادة

و لو أنت أثبتها صفة فعل

لكن صفة الشيء لا تكون إلا بعد كونه

و الفعل لا يكون إلا بعد أن يجب

و القدرة تصححه و لا توجبه

فلا بد من موجب و هو الارادة

فلزمك وقتها ان تقر أنها صفة ذات

و على

كل يكون قولك باطلا

:D

-----


وقد قام لهم أئمة التوحيد والعدل مبينين أن إرادة الله هي أمره ونهيه وهو ما عرف ذلك بالإرادة التشريعية واستدلوا في ذلك بنصوص الكتاب العزيز كقوله عز وجل (وما الله يريد ظلما للعباد) وغيرها.
كما تحدثوا عما اصطلح عليه بعد ذلك بالإرادة الكونية وعرفوها بأنها إحداث الله للشيء ، يقول جدنا الإمام جعفر الصادق (ع) : فالإرادة للفعل إحداثه لأنه لايَرى ولايتفكر.
و بعد أقول

لو كانت ارادة الله للشيء أحداثه له و لم تكن صفة ذات قديمة

لكن احداث الشيء يعني وجوده بعد إذ لم يكن

و كل موجود محدث لا بد له من علة

فلو فرضت الله علة له

لكن العلة تسبق معلولها في الوجود

و ما سلمت سبوقه هو القدرة

و القدرة ليست علة لوجود الشيء

و إلا لكان كل مقدور عليه موجود و هذا باطل

فيلزم أن تثبت شيئا آخر ينضاف إلى القدرة و هو تخصيص أحد طرفي الفعل و الترك بالوجود و هو الارادة

فيتم به أن الارادة سابقة للفعل

و يبطل قولك

و قول أئمة العدل و التوحيد !!!!
-------

و بعد قال :

وما قاله الأئمة سلام الله عليهم هو ما جاء من عند الله عز وجل القائل (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) فإرادة الله هي خلقه للشيء ، ولا شيء غير ذلك .


ما قاله الأئمة ليس ما جاء عن الله
و الارادة ليست هي الايجاد لا عقلا و لا لغة

فالمرء يقول أريد أن أذهب إلى الصين

و لا يذهب

فارادة الفعل غير الفعل

بل هي جزء من علة الفعل و سابقة له

و بعد إذا أطلقتموها في العقل

ففيها أمران
اصطلاح فاسد لغة

و ذهول عن صفة أخرى ذاتية لله لم تثبتوها و هي الصفة التي من حكمها تخصيص أحد الممكنات المقدورة بالوجود

فإذا كان من ذهل عن الصفة التي من حكمها تصحيح صدور الفعل كافرا

لم لا يكون من ذهل عن الصفة الأولى

و أنتم ذهلتم عنها

و أما الآية

فلو كان قولك صوابا لكان معنى

إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ

مماثلا ل
إنما أمره إذا فعل شيئا أن يقول له كن فيكون

فيكون معناها

إنما أمره إذا فعل شيئا أن يفعل شيئا

و هل ركاكة بعد هذه ؟؟؟

أجل هناك

ركاكة عقول من يرونها صحيحة

--------

و بعد قلت :




دعونا إذن ندخل في الخلاف ونرى كيف انتقل الحديث عن الإرادة من باب العدل إلى باب التوحيد.
وأعتقد أن تفسير ذلك واضح أيضا ، وذلك أن المجبرة زعموا أن الإرادة صفة قديمة لله عز وجل زائدة على الذات وقال بعضهم أنه مريد لذاته ، وكل ذلك ليجعلوا الله عز وجل مريدا للظلم والمعاصي من الأزل والرد عليهم ليس موضوعنا الآن وإنما موضوعنا هو طرح آراء أهل العدل والتوحيد المعتزلة والزيدية في هذه القضية .

و اقول

كلامك الآن ليس بشيء بعد ما سبق أن قلته لك



------

و بعد نقلت نقلين لتبين تطابق كلام المعتزلة مع الزيدية برأيك

في الأول كان الأمر

فقال جمهور أئمتنا عليهم السلام والبلخي والنظام وأبوالهذيل: المرجع بكونه تعالى مريداً لأفعاله إلى أنه أوجد أفعاله وهو عالم غير ساه ولاممنوع،

و في الثاني كان الامر

فذهب أبو الهذيل والنظام والجاحظ وأبو القاسم البلخي وشيخنا ركن الدين رحمهم الله تعالى إلى انه لا للإرادة والكراهة شاهدا وغائبا، إلا الداعي أو الصارف ، وذلك الشاهد هو العلم والاعتقاد أو الظن لاشتمال الفعل على مصلحة أو مفسدة إما راجعة إلى الفاعل أو إلى غيره



ففي الأول كانت الارادة هي

ايجاد الأفعال من غير سهو و لا منع

و في الثاني كانت الارادة هي
الداعي و الصارف أي العلم باشتمال العلم على المصلحة

أنا أيدت الثاني

و عارضت الأول

و أنت ما ميزت بين الثاني و الأول

فتأمل

و جعلتهما مشكاة واحدة

فتأمل

و أنا قلت أن أبا الهذيل العلاف أول من قال بأن ارادة الله حادثة لا في محل

تبعا للدكتور عبد الكريم عثمان مؤلف كتاب نظرية التكليف (أراء القاضي عبد الجبار الكلامية )

و إلا فإنا لم أعرف أن أبا الهذيل يقول أن ارادة الله هي العلم باشتمال ال....

لا أمرا حادثا لا في محل

----


و بعد :


ن لا يغيب عن فطنة الجميع ملاحظة أن قول أبي الهذيل والنظام والجاحظ والبلخي والملاحمي وجمهور أئمة الزيدية هو ما رآه الأخ الجاحظ حقا وصوابا دافع عنه وشنع على مخالفه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا يغيب عن فطنتك أن الرأي الذي دافعت عنه هو الأن الارادة هي العلم بما في الفعل من نفع و صلاح

و ما نقلته من اجماع جمهور الأئمة ممن جعلت عليهم السلام

هو أن ارادة الله لأفعاله هي أيجاده لها

فتأمل

و لا تغالط

و لا تضحك

لأن

و كم من عائب قولا سليما و آفته من الفهم السقيم

--------

ثم قلت :



أما من قال بأن الإرادة صفة حادثة فكما هو واضح من النصين هم الشيخ أبو هاشم رحمه الله وقاضي القضاة .

أقول لك من قال بهذا من الزيدية
الارادة حادثة لا في محل
الإمام أحمد بن يحيى المرتضى الملقب بالمهدي رحمه الله في الكتاب الذي هو أهم مرجع فقهي و عقدي عند الزيدية

الإمام مانكديم (وجه القمر) معلق شرح الاصول الخمسة

الصاحب بن عباد في كتابه الإبانة عن مقالة أهل العدل

هؤلاء من قرأته لهم

أما من قال أن الارادة حادثة و لم يحدد محلها

فهو الإمام الهادي إذ قال :

وأما الإرادة منه جل جلاله وتقدس عن أن يحويه قول أو يناله، فمحدثة مكونة موجودة وعن صفات ذاته زائغة باينة

و هو ما نقلته من كتاب المسترشد

و هو أيضا قول جمهور أئمة الزيدية على ما تقلت


ل جمهور أئمتنا عليهم السلام والبلخي والنظام وأبوالهذيل: المرجع بكونه تعالى مريداً لأفعاله إلى أنه أوجد أفعاله وهو عالم غير ساه ولاممنوع،

فتعريفهم للارادة الذي نسبوه للبلخي و النظام

هو ايجاد الأفعال

و الأيجاد محدث

فالارادة محدثة عندهم أيضا


و خلاصة القول

الزيدية بين شقين

شق اثبت الارادة

لكنه قال أنها حادثة لا في محل

و على رأس هؤلاء الإمام المهدي

و شق أثبت الارادة كصفة فعل

و أنها حادثة و أنها فعله للأشياء

و علىرأس هؤلاء الإمام الهادي

و يلزم الطرفين

أنهم لا يعلمون ربهم

و لا صفاته

ثم ينسبون هذا للرسول -ص-




مع تحياتي
آخر تعديل بواسطة الجاحظ في الاثنين مارس 13, 2006 6:26 pm، تم التعديل مرة واحدة.

الشريف العربي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 310
اشترك في: الخميس إبريل 21, 2005 12:54 pm
مكان: جزر القمر
اتصال:

الرد الثاني

مشاركة بواسطة الشريف العربي »

أولا أخي الفاضل
لقد أكدت لي ما لاحظته من خلال كل ما طرحته في المجالس
أولا : أنك للأسف ناقل ولست الباحث المحقق المدقق .
ثانيا : أنك مزبزب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .
وأنا أقدم لك هذا الرد كنصيحة لك ، وأرسله من خلال الأخ الشريف كرد أخير بناء على طلبه ولن أطيعه بعد ذلك مهما حلفني فلو أردت أن تناقشني فبريدي
viva_intifada@hotmail.com
أما بخصوص كونك مجرد ناقل
فهو ما وقعت فيه من أخطاء بيناها وللأسف تلف وتدور محاولا الهرب مما سببته أنت بنفسك لنفسك من حرج فجميع ما أتيت به ليس بشيء للأسف سوى تمويه ، ذلك أن المقصود بقولهم أن إرادة الله هي إيجاده للشيء وخلقه له هو نفسه قولهم بأن مرده العلم بحصول الشيء وببساطة أشرح لك هذا الأمر وأقول أن الإنسان منا إذا أراد فإنه ربما يفعل ما يريد أو لا يفعله أو يختار بين مرادات عدة ويعمل فكره في كل ذلك ، وربنا سبحانه وتعالى منزه عن الظن وجولان الفكر ، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، فهو يعلم أنه يأتي بالشيء فيكون .
فانظر كيف أطلت في بناء قصور من الوهم هدمناها في سطر واحد ، ولو أنك قرأت بتمعن ما أوردته ووقفت أمام عبارة بسيطة للإمام جعفر الصادق عليه السلام وهي (فالإرادة للفعل إحداثه لأنه لايَرى ولايتفكر.) ففيها جواب عن كل ما أوردته تبغي من ورائه إزالة الحرج أو التمويه الذي للأسف أراك تتبعه وكأنك أحد كبار السوفسطائيةوعلم الكلام ليس من السفسطة في شيء !!!

ونعيد ونكرر أن ما نقلته نقلا خاطئا أو من مصدر غير موثوق به ، لم تفكر أن تعود معه إلى المصادر الأصلية ، كل ما فيه باطل وقد أجبنا عن كل ما أوردته في تعقيبي السابق إن كنت تدري وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم !!

فقلنا أن أحدا لم يقل من أهل التوحيد والعدل أن الإرادة صفة ذات أو صفة فعل قديمة فهذا قول الأشاعرة والنجارية وسائر المجبرة ، أما حدوثها فقد أخطأت يا مسكين في أول مرة وتريد الآن أن تجد لك مخرجا من حرجك ونسبت القول بذلك إلى من نفاه ونسبت نفيه لمن أثبته .

ومما أضحكني قولك (اصطلاح فاسد لغة) مع تحطيمك لكل قواعد النحو والإملاء في كلامك وبعدها أتيت بالحديث عن الصفة التي من حكمها تخصيص أحد الممكنات المقدورة بالوجود ، وهذا قول البهشمية الذين وصفتهم بأنهم لا يعرفون ربهم وشنعت علي مقالهم ونسبته إلى غيرهم !!!

أما الأدلة الجديدة على أنك ناقل ولست بباحث فهي :
1- فأخوا أبو هاشم
أي الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب
هو زعيم المجبرة
و له كتاب في الانتصار لهم
والكتاب منشور و موجود في مجموع الإمام الهادي الذي رد عليه
أولا لا أنسى نصيحتي الدائمة التي أكسبتني عداوة نصف سكان الأرض (ادرس لغة العرب جيدا فأخطاؤك الإملائية كثيرة)
ثانيا الحسن بن محمد بن الحنفية الذي رد عليه الإمام الهادي (ع) ليس هو نفسه الحسن أخو أبو هاشم عبد الله بن محمد بن علي (ع)
فالحسن بن محمد بن علي (ع) من العدلية بل ممن أخذ عنهم القول بالعدل والتوحيد فقد كان أستاذ غيلان بن مسلم الدمشقي رحمه الله !!!!
وحديثنا عن سند الزيدية والمعتزلة لم يكن فيه ما فهمته ، فسندنا أولا لكتاب الله والعقل ومع ذلك فسندنا لرسول الله ظاهر وواضح ونحن لا نعتمد عليه فقط ، ويمكن مراجعة كلامي ولا داعي لاختراع نقاط ترد عليها لتكسب نقاط فيما تعتبرها مباراة ملاكمة لا نقاش علمي.
والعجيب أنك نقلت في موقعك الناشيء صفحات من موقعي القديم ومنها صفحة بها مشائخ المعتزلة وفي رأس الصفحة قول الإمام أحمد بن المرتضى أن سند المعتزلة أصح الأسانيد !!!
وإن تعجب فاعجب أنك نقلت الصفحة وفيها الحسن بن محمد بن علي الذي عدت الآن وقلت أنه جبري !!!!
أرأيت أخي الفاضل أنك ناقل لا يحسن النقل !!!!!
2- قلت :
كل من جمعوا (القرائات) القرآنية ليسوا معتزلة
لا حول ولا قوة إلا بالله اذهب أخي الفاضل وراجع طبقات المعتزلة فستجد على الأقل أبا عمرو بن العلاء رحمه الله وهو أحد السبعة .
ثم أيضا أنت صرفت كلامي إلى معان لا وجود لها إلا في عقلك !!!!
3- قلت :
الإمام أحمد بن يحيى المرتضى الملقب بالمهدي رحمه الله في الكتاب الذي هو أهم مرجع فقهي و عقدي عند الزيدية
وما هو هذا الكتاب الفقهي العقدي في نفس الوقت ؟؟؟
على العموم كانت هذه نصيحة أخذت بها فأخ كريم إن شاء الله تفيد وتستفيد ، لم تأخذ بها فيكفيني أني حققت ما طلبه الأخوة من إظهار حقيقتك ومبلغك من العلم والفهم وقد كان ، والله المستعان

قطب محمد الشَرْوَني



|
قال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
سلامي للجميع الرسي الهاشمي

عصام البُكير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 241
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 12:21 am
مكان: اليمن - صنعاء

مشاركة بواسطة عصام البُكير »

كما قلت يا أخي / السيد قطب الشروني الحسيني




فقد لاحظت من خلال كلامه على حديث الغدير وغيرها من الموضوعات


انها مستقاه بل مقتبسه من كتب علماء منهم إمام المفسرين الفخر الرازي وهي نفس النقوض ونفس الكلام الموجود في كتابه مفاتيح الغيب.



وهذا حُسن نباهه منكم ايها السيد كما تعودنا منكم.


وحفظكم الله وسدد خطاكم والسلام عليكم
قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت و يطهركم تطهيرا)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي ولفاطمة وحسن وحسين(اللهم هؤلاء اهل بيتي فأذهب عنهم الرجس)
اللهم صلي على محمد وآل محمد

الجاحظ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 24
اشترك في: الثلاثاء فبراير 07, 2006 10:26 am

مشاركة بواسطة الجاحظ »

قطب الشروني

اسم كتاب أحمد بن يحيى المرتضى

هو البحر الزخار


و ابعت لي الكتب التي وعدت بها

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

سعادة الفيلسوف / محمد الجاحظ


الأولى بك أن تطرح ما إستشكل عليك .. كإستفسار .. لتفهمه على الوجه الصحيح أولاً .. قبل أن تبادر بالتجهم على عقائد غيرك !!!

وللعلم ::
إذا أردت كتاباً يشرح هذه المسألة بين كافة الطوائف شرحاً مفصلاً .. مع ذكر آراء أئمة أهل البيت (ع) فيها ... فعليك بكتاب (( شرح الأساس الكبير )) للعلامه الشرفي رحمه الله

وإن لم يتوفر لك الكتاب في بلدك
فأطلب من أحد الإخوة السرعيين في الطباعة .. نقل الكلام من كتاب ( شرح الأساس الكبير ) - المجلد الثاني - من صفحه 58 إلى صفحه 78



----
وعودة لما قمت بطرحه
فقد قلتَ .. ما يلي :-
محمد الجاحظ كتب:فإن كفرتهم على هذا

فافعل المثل على من قال أنه مريد بارادة حادثة
يتضح من قولك هذا بانك تخبط بين ( مريد ) وبين ( إرادة ) !!

فأقول :-
إن قولنا ( أن الله تعالى مريد بإرادة حادثه )
هي كقولنا ( أن الله تعالى متكلم بكلام محدث ) :) :wink:

فمن قال بأن كلام الله - المحدث - صفة ذات
هو كمن قال بأن إرادة الله - المحدثه - صفة ذات !!

فتأمل لا تتخبط !!



سلاما
صورة
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

أين ذهبت يا محمد33333الجاحظ ؟؟؟

هل اتضح لك فهمك الخاطئ ؟؟؟


وما رأيك بكلامنا الأخير ... في هذا الموضوع ؟؟؟


إن كنت قد إنقطعت عن هذا الموضوع ... بسبب ما تبين لك من خطأ كلامك

فالإعتراف بالخطأ فضليه

فلا تفوت عن نفسك هذه الفضيله
صورة
صورة

محمد33333
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الخميس أكتوبر 06, 2005 11:59 am

مشاركة بواسطة محمد33333 »

السيد حسن المتوكل

بعد الرجوع إلى كتاب الاساس

تبين لي أن ما نسبته إلى الزيدية

ليس لهم كلهم و إنما للبعض

الذي منه أحمد بن يحيى المرتضى و مانكديم و الصاحب بن عباد (الزيدية الكثيري التأثر بالجبائية من المعتزلة)

مع العلم أنه نسبة الصاحب بن عباد لكم غير مسلمة

لأنه ربما صار كذلك في كبره

لكن الكتاب الذي نقلت عنه هو كتاب ألفه في شبابه عندما كان معتزليا بغداديا

و أما الإمام الهادي
فهو لم يقل أن الارادة حادثة لا في محل و إنما حادثة و لم يحدد محلا

خلاصة الأمر

ما نسبته إلى الزيدية ليس أمرا فيهم

و إنما في بعضهم ممن يحسبون على المعتزلة

و عليه

أعتذر

و أعترف بخطأي

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

:D
صورة

محمد33333
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الخميس أكتوبر 06, 2005 11:59 am

مشاركة بواسطة محمد33333 »

كنت فيما سبق قد اعتذرت عن انتقادي الزيدية


أما الآن

فإنني أقول لا و ألف لا

إن ما يقول به أحمد بن يحيى المرتضى و مانكديم اتباعا للجبائية من المعتزلة

أشرف و أفضل بمرات من الذي يقوله بقية من يسمون أنفسهم أئمة العترة


------------

و أنا أطرح الآن مذهبهم .............كما فهمته من كتبهم


أئمة العترة ............الذين يقلدون المعتزلة حذو القذة بالقذة

ثم يقولون هذا من عند ربنا

نقلناه عن رسوله و تواريناه أبا لابنه


---------


مذاهب المعتزلة


وضحها أحمد بن يحيى المرتضى في كتابه القلائد ص 92 طبعة دار المشرق

قال :
أبو عليّ: وهو تعالى مريد على الحقيقة
البلخيُّ والنَّظَّامُ: بل إرادته أمره أو فعلـه وهو عالم به."
ثم قال:"المعتزلةُ: ومريدٌ بإرادةٍ مُحْدَثَةٌ"
ثم قال:"المعتزلةُ: وإرادتُه مَوْجُودَةٌ لا في مَحَلٍّ".


و أما مذاهب الزيدية فقد وضحها صاحب شرح الثلاثين مسألة

." فقال جمهور أئمتنا عليهم السلام والبلخي والنظام وأبوالهذيل: المرجع بكونه تعالى مريداً لأفعاله إلى أنه أوجد أفعاله وهو عالم غير ساه ولاممنوع، والمرجع بكونه مريداً لأفعال غيره أنه أمر بها، والمرجع بكونه كارهاً لأفعال غيره أنه ناهٍ عنها "اه


أي كما ذكره ابن المرتضى عن البلخي و النظام

ارادة الله فعله للشيء و هو عالم به

أما أبو الحسين البصري و الملاحمي من المعتزلة فقالوا :
"وأما أبوالحسين وابن الملاحمي فإنهما قالا: المرجع بكون المريد مريداً إلى أن له داعياً والمرجع بكون الكاره كارهاً إلى أن له صارفاً، ثم افترقا بعد ذلك، فابن الملاحمي أطلق ذلك شاهداً وغائباً، وأبوالحسين قال: ذلك في الغائب فقط وفي الشاهد كمذهب جمهور المعتزلة كما نبينه الآن."

و أما بقية المعتزلة و بعض الزيدية (منهم ابن المرتضى و الإمام مانكديم

فمذهبهم هو الذي قلناه أعلاه

أن الله مريد بارادة حادثة لا في محل و هي غير مرادة ..........


و هذا الشيء بينه ابن المطهر الحلي في كشف المراد :

إذ قال :"
اتفق المسلمون على أنه تعالى مريد لكنهم اختلفوا في معناه،

فأبو الحسين جعله نفس الداعي على معنى أن علمه تعالى بما في الفعل من المصلحة الداعية إلى الايجاد هو المخصص والإرادة.

وقال النجار: إنه سلبي وهو كونه تعالى غير مغلوب ولا مستكره .

وعن الكعبي( هو أبو القاسم البلخي) أنه راجع إلى أنه عالم بأفعال نفسه وآمر بأفعال غيره.

وذهبت الأشعرية والجبائيان إلى أنه صفة زائدة على العلم.

"


فعليه


الزيدية بين مذهبين من مذاهب المعتزلة

مذهب الجبائية

و مذهب البلخي



الأوائل حين يعنون أن الله مريد فهم يثبتون هذا المعنى لله لكنهم يجعلونه خارج ذاته و يجعلونه حادثا

و جمهور ائمة العترة يعطلون معنى الأرادة و يجعلون معناها أن الله فاعل لفعله و هو عالم به ........

و عليه
فكلهم يتفقون على المقولة الردية

و هي أن ارادة الله حادثة

و هي أن

ارادة الله ليس وصفا ذاتيا له

و هذا ما قاله إمام الزيدية يحيى بن حمزة العلوي

إذ قال أن الزيدية" أجمعت على حدوث صفتي الارادة و الكلام " عقد اللآلي في الرد على الغزالي


و هم بهذا يتفقون مع الإمام الكبير .........الهادي .........القائل :

"
وأما الإرادة منه جل جلاله وتقدس عن أن يحويه قول أو يناله، فمحدثة مكونة موجودة وعن صفات ذاته زائغة باينة "

و هو ما نقلته من كتاب المسترشد في التوحيد للإمام الكبير الهادي إلى الحق



و عليه

فالصديق الذي تمت الاستعانة به :
الذي قال :
أما حدوثها فقد أخطأت يا مسكين في أول مرة وتريد الآن أن تجد لك مخرجا من حرجك ونسبت القول بذلك إلى من نفاه ونسبت نفيه لمن أثبته .

و قال سابقا:
أما من قال بأن الإرادة صفة حادثة فكما هو واضح من النصين هم الشيخ أبو هاشم رحمه الله وقاضي القضاة .

و يقال له

بل كل الزيدية قائلون بحدوث صفة ارادة الله ......................

و المرجع مصادرهم المذكورة أعلاه


------------------------------------------


و هنا فيقال

لأئمة العترة


أولا


خاطبنا الله عز وجل بالقرآن الذي هو باللغة العربية

و صرح بأنه مريد و بأنه كاره

و معنى كلمة مريد في اللغة العربية هي:
أراد الشيء يعني : شاءه وأحبه وطلبه

المرجع:
http://lexicons.sakhr.com/html/1057530.html

فحين تقولون أن معنى ارادة الله لفعله أنه يفعله ..............


فأنتم تتكلمون بلغة ثانية غير العربية ...................

و حين تقولون أن ارادة الله لأفعال العباد معناها .........الأمر بها


فأنتم تتكلمون بلغة ثانية غير العربية


فالحاصل

أن ارادة الله لفعله يعني أنه يحبه و يشاءه .........و يطلبه

و هذا هو المعنى اللغوي للارادة أي المحبة و المشيئة

و المحبة ليست الفعل و المشيئة ليست الفعل


فأنتم يا أئمة العترة

تعطلون صفات الله ............و تجحدون مفهوم كلامه


و بعد


المحبة ...........الارادة المفهوم منها

من كون الشخص مريدا ..............


أن له صفة ذاتية ............كيفية ذاتية ..............يتعقلها المرء

فيستنتج أن هناك شيئا هو محب هو مريد ...........و هناك شيء هو محبوب هو مراد

و هناك معنى ينتزع منه و هو المحبة و الارادة



فإن أنتم نفيتم كون الله محبا في ذاته

أو مريدا في ذاته ..........................

فلن يكون الله وقتها محبا و لا مريدا ..............


-------------------

و بعد


أنتم أثبتم من صفات الله

القدرة و العلم ................


فيقال لكم


القدرة صفة تصحح الفعل


و العلم صفة توجب انكشاف المعلومات على ما هي عليه للعالم


و نسألكم

كيف فعل الله بعض الأشياء دون البعض مع أنه قادر على الكل ................

بكلمة أخرى كما قال العلامة ابن المطهر الحلي :

"والدليل على ثبوت الصفة مطلقا أن الله تعالى أوجد بعض الممكنات دون بعض مع تساوي نسبتها إلى القدرة، فلا بد من مخصص غير القدرة التي شأنها الايجاد مع تساوي نسبتها إلى الجميع"

و نسألكم

هل تنفون هذا المخصص

إن قلتم ننفيه .................قلنا لكم لزم عليكم الترجيح بلا مرجح و هو مستحيل و به يبطل برهان التوحيد .........

هل تثبتون هذا المخصص .؟؟؟؟؟؟؟؟

فما هو سوى الإرادة


و دليل أنه الارادة هو

كما قلتم في العلم و القدرة

قلتم بالعلم
أنا وجدنا في الشاهد عالما بالكتابة

و وجدنا جاهلا بها ...........
فوجدنا الأول يصدر عنه الفعل المحكم
و وجدنا الثاني لا يصدر عنه الفعل المحكم

ثم نظرنا إلى الله فوجدناه صدر عنه الفعل المحكم.......

فقسنا الشاهد على الغائب

و قلنا أن الله عالم .....


فنقول مثلكم

إننا وجدنا في الشاهد

اثنين
كلاهما قادرين على الفعل و ليس لديهم أي صوارف أو موانع عنه

لكن واحد منهما يفعل

و واحد منهما لا يفعل

فنظرنا فوجدنا الفاعل

لديه ميل للشيء المفعول .......محب لفعل الشيء........مريد لفعل الشيء

و وجدنا الآخر ليس لديه ميل ليس لديه محبة ليس لديه ارادة


فقلنا أن الفاعل يتصف بصفة الارادة

و أن الآخر لا يتصف بصفة الارادة



و كذلك الله


----------------------------------
----------------------------------
----------------------------------
------------------------------------



ثم يقال لهم

المعنى الذي تفسرون به الارادة فاسد جدا :

فأنتم قلتم أن معنى أن يكون الله مريدا

أنه فاعل لفعله و هو عالم به و هو غير ساه و عير ممنوع

فيقال لكم



من كان مصوبا لرأسه مسدس و طلب منه أن يشرب كأس ماء

فهو فاعل لشرب الماء و هو عالم بشرب الماء و هو غير ساه عن شرب الماء و هو غير ممنوع عن شرب الماء ...............

فهل معناه أنه مريد لشرب الماء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لا و ألف لا

لإن الإنسان وقتها يتوقف و يقول هذه الحالة تعتمد

هل هذا الإنسان يريد.........يميل قلبه .......يحب شرب الماء ............أم لا

أي أن يكون شيء ذاتي فيه ميل ذاتي نحو شرب الماء هذا هو الارادة

فإن كان فيه الميل الذاتي فيقال أنه مريد


أما إن لم يكن فيه الميل الذاتي

فلا يكون مريدا

بل يكون مكرها مع انه عالم و فاعل و غير ساه و غير ممنوع


فإن قلتم نحن نقصد بغير الممنوع أي غير المجبر على الفعل ( و هذا لم أقرأ أن أحدا من الأئمة الأفاضل قاله و إنما هو احتمال من عندي لانصافهم في فهم معاني أقوالهم غاية الانصاف)


يقال لكم ::

و ماذا تقصدون بغير المجبر

في اللغة معنى مجبر أي أنه مكره ..............


فمعنى غير المجبر غير المكره



فمعنى أن يكون الله مريدا :هو أنه عالم و فاعل و غير ساه و غير مكره

و غير مكره معناها مريد


فمعنى أن الله مريد: هو أنه عالم و فاعل و غير ساه و مريد


فليس فقط فسرتم الشيء بنفسه كي يقال لكم هذا دور

بل فسرتموه بنفسه و زيادة عليه فماذا يقال لكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



---------------------------------------------


استطراد قال المدعو حسن المتوكل :



إن قولنا ( أن الله تعالى مريد بإرادة حادثه )
هي كقولنا ( أن الله تعالى متكلم بكلام محدث )

فمن قال بأن كلام الله - المحدث - صفة ذات
هو كمن قال بأن إرادة الله - المحدثه - صفة ذات !!

مع علمي بأن ما سأقوله بعيد عنك جدا

فاسمع

كلام الله إما فعل .......حرف و صوت--------- و هذا محدث

أو كلام نفسي ...........و هذا قديم و ليس محدثا لأنه نفس العلم و الارادة .....

ثم اسمع

كلام الله الذي تثبتونه أنتم هو نوع من الفعل ..........

و الذين قالوا كلام الله صفة ذات قصدوا الكلام بكونه نوعا من العلم و الارادة

فتأمل


فغاية أمركم أن تقولوا

أن الله فاعل و فعله محدث ...........

لكن أن يكون كون الله فاعل و فعله مثل أن يكون الله مريد و ارادته محدثة

فهذا أمر غير مسلم

و يدل على بعدك عن التحقيق

اسمع

هناك فاعل هو الله و هناك مفعول و هو العالم .......و هناك فعل أو فاعلية (المصدر)

الله فاعل و فاعليته و فعله قديمان فهو فاعل منذ الأزل

أما مفعول الله فهو الحادث ....

و كذلك الله مريد مثل الله فاعل .........
و ارادة الله مثل فاعليته وفعله ..........

و مراد الله هو بوجه مقابل لمفعول الله و مخالف بوجه آخر

و كذلك بالكلام


فالله متكلم مثل الله فاعل مثل الله مريد و هناك التكلم مثل الفعل و الفاعلية و الارادة .............و هناك الكلام الصوتي و الحرفي مثل المفعول و مثل المراد بوجه و مخالف له بوجه ..........

فهل تفهم ........................
فلا وجه للقياس ................

و في الكلام تفصيل ..............و هو أن تقول الله مثلا الله رازق لفلان اليوم و في الأزل لم يك كذلك ...........فمع أنه بعيد عن فهمك لكنني أقول لك ...... تفسر الرازقية إما بأنها نوع من الفعل الآلهي المتولد ..........أو انها معلولة لعلة تامة مكونة من علة فاعلة و علة قابلة و العلة الفاعلة هي الله ...........و سبب تآخر الرازقية هي أن العلة التامة لم تكن حاصلة في الأزلة ......او شيء من هذا القبيل و هو أن تجعل الله جزءا من علة تامة لم تكم حاصلة في الأزل



و قد بينت أعلاه

أنكم لا تعرفون معنى أن الله مريد

و لا تعتقدون بصفة الارادة


و إنما تعطلونها و تفسرونها تفسيرا آخر ....... لا هو صالح لا لغة و لا عقلا


ثم تقولون الارادة حادثة

فياللعجب


خلاصة الأمر



هذا مبلغ علمكم بربكم .........................


لا تعرفون معنى كونه مريدا

و تعطلون الصفة

و تقولون حادثة

ثم تنسبون ذلك لآل البيت و للرسول العظيم و للإسلام .................


----------

فإما أن تظلوا على مذهبكم هذا الخاطئ تماما و المنحرف تماما عن جادة الصواب


أو أن تتركوه و تقولوا

إن الله مريد و معنى كونه مريدا أن له صفة قديمة هي عين ذاته وجودا .......و هي الميل أو المحبة للشيء و أنها التي تخصص أحد الأشياء الصادرة عن الله بالوجود ......و أن هذه الصفة هي المسماة في اللغة العربية الارادة و هي ما عناه الله بقوله أنه مريد

اختاروا ....................

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“