خطر دخول أمريكا اليمن للسيد حسين بدر الدين الحوثي

أضف رد جديد
sarkhah_alhaq
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 18
اشترك في: الأحد فبراير 26, 2006 5:44 pm

خطر دخول أمريكا اليمن للسيد حسين بدر الدين الحوثي

مشاركة بواسطة sarkhah_alhaq »

دروس من هدي القرآن


خطر دخول أمريكا اليمن



ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي



هذه الدروس نقلت من تسجيل لها على أشرطة كاسيت و قد ألقيت ممزوجة بمفردات و أساليب من اللهجة العامية و حرصاً منا على الإستفادة منها أخرجناها مكتوبة على هذا النحو.
الله الموفق



























بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
من الأخبار التي ينبغي أن نتحدث حولها هو ما ذكر لنا بعض الأخوان الذين سمعوا من إذاعة إيران و يبدو من إذاعة أخرى قد تكون الكويت ، أنه قد وصل إلى اليمن جنود أمريكيون ، و احتلوا ، أو توزعوا على مواقع عسكرية متعددة ، و لم ندر ِ بالتحديد في أي منطقة ، و نحن قبـل أسبوع تقريبا ، ربما من شهر رمضان لما بدأ الحديث حول هذه المواضيع قد يكون الكثير يستبعدون ما نطرح ، يستبعدون ما نحذر منه باعتبار أن الدنيا سلامات ، و لا به شيء . و نحن نقول دائما : أن هذه هي صفة من الصفات السيئة في العرب. فينا نحن العرب الخصلة السيئة { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ }( 12سورة السجدة) . لا نعرف الخطر و لا ندرك ما يعمل الأعـداء إلا عندما يضربوننا بعدها نتأكد صح ، و الله صح ، و لكن نعيد الكلام من جديد قد يقول البعض و الله صح و لكن ما جهدنا فلنسكت ، و إذا هي سكته من قبـل أن تأتينا و من بعدما جئتنا كما قال بنو إسرائيل .
نقول للجميع : إذن وصل الأمريكيون اليمن هل سنصبر و نسمع ؟ هل أبصرنا و سمعنا أم لا ؟ وعندما يأتي الأمريكيون اليمن هل جاءوا ليطلعوا على الأوضاع ؟ ينظروا ما هي المشاريع أو الخدمات التي نحتاج إليها ؟ أو جاءوا ليحرثوا الأراضي البيضاء ! هل جاءوا ليعملوا مزارع نحل ؟ لأنهم عندهم مزارع نحل ، وعندهم مزارع قمح ، هل جاءوا يشتغلوا معنا ؟ و إلا جاءوا من أجل ماذا ؟؟
الإمام الخميني رحمة الله عليه سمى أمريكا بأنها (الشيطان الأكبر ) ، و أنها هي وراء كل شر ، لأن من يحكم أمريكا و يهيمن على أمريكا هم اليهود ، و اليهود كما حكى الله عنهم في القرآن الكريم في آيات كثيرة أنهم يسعون في الأرض فساداً ، و أنهم يودون لو يضلوا الناس ، و أنهم يريدون أن يضلوا الناس ، و أنهم لا يودون للمؤمنين أي خير ، و أنهم يعضون عليكم الأنامـل من الغيظ ، و كم ذكر في القرآن الكريم مما يدل على عدائهم الشديد للمسلمين و الإسلام .
عندما تكون هذه القضية حقيقة يكون المسؤول الأول هو من ؟ الدولة ، الجيش ، المعسكرات المليئة بالجنود الذين يثقلون كاهل الشعب ، ثم لا يعملون شيئاً ، ودولة لا تعمل شيئاً ، لماذا يسمحون للأمريكيين أن يدخلوا ؟ و ما الذي يحوج الناس إلى أن يدخل الأمريكيون اليمن ؟ هل أن اليمنيين قليـل ؟ أو أن اليمن يتعرض لخطورة من أي جهة أخرى غير أمريكا ؟ فهم يأتون ليساعدوا اليمنيين ؟!!
الشيء المتوقع ـ و الله أعلم ـ و الذي قد لمسنا شواهد كثيرة له ، و بدأت المقابلة الصحفية التي سمعناها قبل يومين مع الرئيس أسئلة حول السفينة (كول) و حول الذين كانوا يذهبون إلى أفغانستان ، يريدون أن يحملوه المسئولية هو.
السؤال الذي يوحي بأنهم يريدون أن يحملوه المسؤولية ، حول المجاهدين الذين ساروا إلى أفغانستان من الشباب اليمنيين فبدأ يتنصل و يقول : كانوا يسافرون بطريقة غير شرعية و لا نعرف عنهم شيئاً.
إن كل من وقفوا ضد الثورة الإسلامية في إيران في أيام الإمام الخميني رأيناهم دولة بعد دولة يذوقون وبال ما عملوا ، من وقفوا مع العراق ضد الجمهورية الإسلامية ، و التي كانت و لا تزال من أشد الأعداء للأمريكيين و الإسرائيليين ، حيث كان الإمام الخميني رحمة الله عليه يحرص على أن يحرر العرب ، و يحرر المسلمين ، من هيمنة أمريكا و دول الغرب ، ويتجه للقضاء على إسرائيل ، لكن الجميع وقفوا في وجهه ، ورأينا كل من وقفوا في وجهه كيف أنهم ضُربوا من قـِبـَل من أعانوهم و من كانت أعمالهم في صالحهم ، الكويت ضُـرب و العراق ضـُرب ، أليس كذلك ؟ و السعودية ضُـربت من قـِبـَل العراق ، وضـُربت أيضا ً اقتصاديا أثقل كاهلها من قـِبـَل الأمريكيين ، اليمن نفسه شارك بأعداد كبيرة من الجيش ذهبوا ليحاربوا الإيرانيين ، ليحاربوا الثورة الإسلامية في إيران .
الإمام الخميني كان إماما عادلاً ، كان إماماً تقياً ، و الإمام العادل لا ترد دعوته كما ورد في الحديث .
من المتوقع أن الرئيس و أن الجيش اليمني لا بد أن يناله عقوبة ما عمل

الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام .

إذن نقول جميعاً كيمنيين لكل أولئك الذين يظنون أنه لا خطر يحدق ، الذين لا يفهمون الأشياء ، لا يفهمون الخطر إلا بعد أن يدهمهم ، نقول للجميع سواءً أكانوا كباراً أو صغاراً : الآن ماذا ستعملون ؟ الآن يجب أن تعملوا كل شيء ، العلماء أنفسهم يجب أن يتحركوا ، و المواطنون كلهم يجب أن يتحركوا ، و أن يرفعوا جميعاً أصواتهم بالصرخة ضد أمريكا و ضد إسرائيل ، و أن يعلنوا عن سخطهم لتواجد الأمريكيين في اليمن ، الدولة نفسها ، الرئيس نفسه يجب أن يحذر ، ما جرى على عرفات ، ما جرى على صدام ، ما جرى على آخرين يحتمل أن يجري عليه هو ، إن الخطر عليه هو من أولئك ، الخطر عليه هو من الأمريكيين ، الخطر عليه هو من اليهود ، على الحكومات و على الشعوب ، على الزعماء.
و حتى من يظنون أنهم قد أطمأنوا بصداقتهم لأمريكا عليهم أن يحذروا ، لأن أولئك ليسوا أوفياء أبداً ، الله ذكر عنهم في القرآن الكريم أنهم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، ومن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم و اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً سينبذون كل عهد و كل اتفاقية، و كل مواثيق مع الآخرين ، أم أن المواثيق ستكون لديهم أهم من كتاب الله الذي نبذوه ، سينبذونه والله حكى عنهم هذه الصفة {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}(100 سورة البقرة).
إذن فلنتأكد جميعاً بأنه آن ـ فعلاً ـ أن نرفع صوتنا و أن يُعد الجميع أنفسهم لأن لا يدوسهم الأمريكيون بأقدامهم ، و هم كعادتهم في كل بلد يخادعون ، يخادعون ، و العرب بسطاء في تفكيرهم ، العرب سطحيون في نظرتهم ، وأول من عرف هذا الإمام علي عليه السلام نفسه . سنقول لأنفسنا بدون تحاشي أن العرب سطحيون جداً ، و أن اليمنيين أكثر العرب سطحية ، سيكون اليمنيون أكثر من يمكن أن يخدعوا.
أثناء التحكيم في صفين الإمام علي عليه السلام أختار ابن عباس و عبد الله بن عباس رجل ذكي و مؤمن تقي و عالم وفاهم، لكن أولئك الذين أرغموا الإمام علي عليه السلام على التحكيم قالوا : لا . و فرضوا عليه أبا موسى الأشعري . و أبو موسى الأشعري هو من تهامة اليمن ، فقال عليه السلام: ( إني أخشى أن يخدع يمانيكم ).
كان أسلوب أهل البيت مع اليمنيين أسلوباً جيد ، التذكير المتتابع و العمل المتتابع و الإرشاد المتتابع .
ألم يدخل الوهابيون إلى اليمن واستطاعوا أن يؤثروا ؟استطاعوا أن يؤثروا حتى في أفراد من بيوت علم ، استطاعوا أن يؤثروا فيهم . النصارى استطاعوا أن يؤثروا وأوجدوا نصارى في جبلة.
إذن نقول لأنفسنا يجب أن نكون يقظين ، يقظين ننتبه جيداً ، لا نخدع .
في البداية قد تنكر الدولة أن هناك وجوداً للأمريكيين ، ثم بعد فتره يضعوا مبرراً لوجود الأمريكيين ، ثم يتحرك الأمريكيون و المبررات المصطنعة دائماً أمامهم لخداعنا ، كما عملوا في أفغانستان ، و نحن بطبيعتنا نحن اليمنيين نشتغـل بالمجان إعلامياً في نشر تلك المبررات الواهية و الركون إليها . فتنقـل التبرير بالمجان و تعممه على أوساط الناس ، و كل واحد ينقل الخبر إلى الآخر إلى أن يترك أثره .
إسرائيل مع العرب استخدمت هذا الأسلوب ، إسلوب الخداع ، هدنه ، مصالحه ، حتى تتمكن أكثر و تستقوي أكثر ، ثم تضرب ، فإذا ما تحاربوا قليلاً جاء وسيط من هنا أو هناك و قال: صلح ، و تصالحوا , أو هدنة ، و قبلوا ، وهكذا حتى رأوا أنفسهم أن وصل بهم الأمر إلى أن إسرائيل لم تعد تقبل لا صلح و لا هدنة و لا مسالمة و لا شيئاً كما نشاهده اليوم.
كان الإمام الخميني رحمة الله عليه يحذر الشيعة من هذا النوع من الخداع قال: يكفي الشيعة ما حدث في صفين أن ينشق آلاف من جيش الإمام علي الذين أصبح بعضهم فيما بعد يسمون بالخوارج ، خـُدعوا عندما رفع معاوية و عمرو بن العاص المصاحف و قالوا: ( بيننا و بينكم كتاب الله ) عندما أحسوا بالهزيمة.

الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

و كان الإمام الخميني رحمة الله عليه يحذر الشيعة دائماً من الخدعة ، أن لا ينخدعوا مرة ثانية .
وهل تعتقد أنه يمكن أن يصل الأمريكيون إلى اليمن أو يقوم أحد بعمل يخدم الأمريكيين ثم لا يضع تبريرات مسبقة يقدمها و تسمعها من التلفزيون ، وتراها في الصحف ، و تسمعها من الإذاعة ، ويتداولها الناس فيما بينهم بالمجان ، هذه من السيئات .
لا يجوز لك أن تنقل أي تبرير أبداً ، أي تبرير تسمعه و لو من رئيس الجمهورية يبرر وجود أمريكيين أو يبرر بعمل هو خدمة للأمريكيين من أي جهة كان ، لا يجوز أن يتداول الناس مثل هذه التبريرات ، هذه أول قضية يجب أن نحذر منها . لأن طبيعة الفضول التي فينا طبيعة الكلام الكثير و الهذر الكثير يجعلنا نتحدث بأشياء و لا ندري بأنها تخدم أعدائنا ، هذه طبيعتنا ، و هي طبيعة غريبة في العرب بصورة عامة و فينا نحن اليمنيين خاصة.
لاحظ بعد أن يقال : أن الأمريكيين وصلوا ، كيف ستنطلق التحليلات المتنوعة و الغريبة ، وكيف سيقول الناس ، أناس سيقولون : نحن سنجمع البر ، و أناس يقولون كذا و كذا، يتخوفون من حصار مطبق . و نحن نقول الآن : قضية الحصار قد جربوا الحصار ضد العراق و جربوا الحصار ضد إيران و لم يعمل شيئاً ، الدنيا مفتوحة من كل الجهات ، و يحصل حتى تهريب دوري ، أليس العراق في حصار ، قبل سنة كنا في العراق و رأينا كل شيء في العراق متوفر ، أسواق كثيرة مليئة بالمواد الغذائية ، الصيدليات مليئة بالأدوية ، كل شيء في العراق متوفر أكثر من الأردن وأرخص بكثير من الأردن ، إنما بالنسبة للعراقيين أنفسهم العُملة هبطت قيمتها جداً، القدرة الشرائية هي التي فيها صعوبة لديهم ، و حتى منتجاتهم المحلية كانوا يتمكنون من توريدها عن طريق تركيا ، مثل التمور ، و عن طريق جهات أخرى . و بضائع كثيرة تدخل عن طريق الأردن . ما كنا نلمس في العراق أن هناك حصاراً . إيران كذلك حوصر و لفترة طويلة . الدنيا الآن مليئة بالمنافذ و الدول الكبرى تتسابق ، أي شعب تحاول أمريكا أن تفرض عليه الحصار تحاول الصين أو فرنسا و غيرها أن تتودد إليه و تتقرب
له .
لا تعتقد أن أمريكا تستطيع أن تقفل عليك داخل غرفة فلا يدخل إليك لقمة من الطعام ، ولا حبة دواء ، و لا أي شيء .
هناك دول أخرى ستتسابق هي إلى أن تحل منتجاتها ، أو يحل التعامـل معها مع اليمنيين بدل التعامل من قـِبَل الأمريكيين أو الدول التي لها علاقة بهم .
المـفروض أن الناس يكون لهم موقف واحد ، هو أن يغضبوا لماذا دخل الأمريكيون اليمن ، إلى هنا انتهى الموضوع ، تحليلات ، تبريرات كلها لا داعي لها ، تخوفات و قلق قد يدفعنا إلى الصمت ، كلها يجب أن نبتعد عنها . الموقف الصحيح و الذي يحل حتى كل التساؤلات الأخرى التي تقلقك ، هو أنه : لماذا دخل الأمريكيون اليمن ؟ و يجب على اليمنيين ألا يرضوا بهذا و أن يغضبوا ، و أن يخرجوهم ، تحت أي مبرر كان دخولهم ! أليس في هذا ما يكفي ؟
فليكن كلامنا مع بعضنا البعض أنه لماذا دخلوا بلادنا ؟ و من الذي سمح لهم أن يدخلوا بلادنا ؟ هل دخلوا كتجار ؟ هناك شركات أمريكية تعمل و هي التي تستولي عل نسبة كبيرة من بترول اليمن ، لكن أن يدخل جنود أمريكيون و يحتلوا مواقع ، يصيح الناس جميعاً : أين هي الدولة ؟ من الذي سمح لهم ؟أين هو الجيش الذي ينهك اقتصاد هذا الشعب بنفقاته الباهظة ؟
ثم الناس لا يسمحوا أبدا ً لأنفسهم أن يقولوا : هذه القضية تخص الدولة ، أو تعني الدولة ، الدولة نفسها ليس لها مبرر أن تسمح ، و لا الدستور نفسه يسمح لمسئول أن يسمح بدخول الأمريكيين إلى اليمن ، و اليمنيون يستطيعون هم إذا ما كان هناك اعتداء من شخص ـ إعتداء بمعنى الكلمة ـ ضد أمريكيين أو ضد مصالح أمريكية مشروعة فالقضاء اليمني هو صاحب الكلمة في هذا و لا حاجة لدخول الأمريكيين إطلاقاً
و إذا ما دخلوا... لاحظ كيف كان دخولهم إلى أفغانستان ، دخلوا إلى أفغانستان و أوهموا الأفغانيين أنهم يريدون أن يضعوا أو أن يصنعوا حكومة حديثة و عصرية و تستقر في ظلها أوضاع البلد ، وبالتأكيد لن يدعوا البلاد تستقر ، بدأ الخلاف ، بدأ الحرب بين الفصائل و سمعنا أن تلك الحكومة لا تستطيع أن تحكم أكثر من داخل (كابول) . لا يتجاوز نفوذها إلى خارج مدينة (كابول) . و ما تزال الأعداد من الجنود من أسبانيا و من دول أخرى يتوافدون إلى أفغانستان من أجل أن يحافظوا على السلام، و أن يحافظوا على استقرار المنطقة ـ هكذا يقولون ـ يعملوا قلاقل دائماً لتبرر لهم تواجدهم بصورة مستمرة .
إذا دخلوا اليمن و كما قال الله { إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}( 34 سورة النمل) . لا تدخل الشركات الأمريكية بلداً إلّا و تستنزف ثرواته ، إلّا و تستذل أهله ، لا يدخل الأمريكيون بلداً إلّا و يستذلون أهله ، لكن بأي طريقة ؟ عن طريق الخداع لحكوماتهم ، لشعوبهم ، تبريرات يصنعونها و نصدقها بسرعة ، ونوصلها إلى بعضنا البعض ، نوصلها بشكل من يريد أن يقبل منه الآخر ما يقول ، أي نحاول أن نقنع الآخرين بهذا المبرر ، هذا ما يحصل ، تتحرك أنت لتقنع الآخر بالتبرير ، لكن من حيث المبدأ ليس هناك أي مبرر لوجودهم ، أليس هذا هو الأصل ؟ فكل مبررات هي فرع على أصل فاسد ، إذا كان في الواقع ليس هناك أي مبرر لوجودهم فأي مبرر لأي عمل يعملونه أو يصطنعونه لوجودهم فهو فرع على أصل فاسد ، نحن على يقين منه.
ومن هو اليمني ؟ من اليمنيين ؟ أي مواطن يرى أو يعتقد أنه من الممكن أن يكون هناك مبرر لتواجد الأمريكيين ؟ هل نحن شعب صغير كالبحرين مثلاً ؟ أم أن اليمن نحو ستة عشر مليوناً. و ليس اليمن في حرب مع دولة أخرى فيأتي الأمريكيون ليساعدونا بناءً على اتفاقيات بين الدولتين ، إذاً جاءوا ليستذلوا اليمنيين ، جاءوا ليضربوا اليمنيين ، جاءوا ليقولوا : ( هذا إرهابي ، وهذه المدرسة إرهابية ، و هذا المسجد إرهابي ، و هذا الشخص إرهابي و تلك المنارة إرهابية ، و تلك العجوز إرهابية ) . و هكذا لا تتوقف كلمة إرهاب .
لاحظوا كيف الخداع واضح، ( القاعدة ) ـ التي يسمونها القاعدة ـ تنظيم أسامة بن لادن ، ألست الآن ـ من خلال ما تسمع ـ يصورون لك أن القاعدة هذه أنتشرت من أفغانستان ، وأصبحت تصل إلى كل منطقة ، قالوا : إيران فيها ناس من القاعدة ، و الصومال فيها ناس من تنظيم القاعدة ، و اليمن احتمال أن فيه ناس من تنظيم القاعدة ، والسعودية فيها ناس من تنظيم القاعدة، و هكذا ، من أين يمكن أن يصل هؤلاء؟ أليس الأمريكيون مهيمنون على أفغانستان ؟ و عن أي طريق يمكن أن يصلوا إلى اليمن أو يصلوا إلى السعودية أو إلى أي مناطق أخرى دون علم الأمريكيين ؟
هذا كما يقال ( قميص عثمان ) أنتم في قريتكم واحد من القاعدة ، تربى في بيتكم واحد من تنظيم القاعدة ، و هكذا . و قالوا إيران فيها تسعة عشر شخص هم من تنظيم القاعدة ، إذن إيران تدعم الإرهاب . قد يكونوا هم يعملوا على ترحيل أشخاص و تمويلهم ليسافروا إلى أي منطقة ليصنعوا مبرراً من خلال وجودهم فيها ، أن هناك في بلادكم من تنظيم القاعدة ، إذن أنتم إرهابيون على قاعدة { و من يتولهم منكم فانه منهم }فما دام في بلادك واحد من تنظيم القاعدة فإذن كلكم إرهابيون . أليس هذا خداع ؟ وأليس هذا خداع أن تتناوله أيضاً وسائل الإعلام ، الصحفيون ، الإخباريون ، محطات التلفزيون التي تتسابق و تتسارع إلى أي خبر دون أن تفكر في أنه قد يكون خدعة ، هي تعمل على نشره .
الأخبار قضية مهمة ، الله أمر المسلمين أن يكونوا حكماء في أخبارهم و في نقل أخبارهم ووبّخهم و اعتبرها خصلة سيئة فيهم {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ }( 83 سورة النساء) . أذاعوا أخبار ، قالوا يريدون قالوا .. قالوا .. { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ } (83 سورة النساء).

الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

إذاً يجب أن يكون للمواطنين موقف باعتبارهم مسلمين ، وأولئك يهود و نصارى دخلوا بلادهم ، و أن يكون للعلماء موقف ، و أن يكون للدولة موقف ، و أن يكون للجميع موقف ، هو ما يمليه عليهم دينهم ووطنيتهم .
وأولئك الذين يقولون : ماذا يعني أن ترفعوا هذا الشعار :

الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

قل : إذاً وصل الأمريكيون ، إذن أرنا ماذا تعمل أنت ؟ ألم يأن لك أن ترفع هذا الشعار ؟ و إذا كنت ستلزم الحكمة التي تراها أنت ، السكوت الذي هو من ذهب ، فمتى سيتكلم الناس ؟ و متى سيصرخ الناس ؟ و متى سيقف الناس ؟ هل بعد أن يستذلهم و أن يضرب الله عليهم أيضاً من عنده الذلة و المسكنة حينها يرى كل يمني ما يؤلمه و لا يستطيع أن يقول شيئاً .
إذاً نحن ـ والذي كنت ألمسه عندما أتحدث مع الناس مع أنكم فعلاً من أكثر الناس وعياً و أكثر الناس فهماً ـ لكن كنت ألمس أن الناس بعد لم ينظروا للقضية بأنها فعلاً قضية واقعية و خطيرة فعلاً ، و أنه يجب أن يكون لهم موقف ، ما استطعت أن ألمس إلى الدرجة التي أطمئن إليها فعلاً ، يبدوا لي و كأن القضية هي تعاطف من جهة ، و صداقة من جهة ، و احترام من جهة ، و تصديق أيضاً من جهة ، لكن في الداخل لا ألمس بأنه فعلاً أصبح مستقراً في قرارة أنفسنا أننا نواجه خطراً و أن مواجهة الخطر هي أن تعمل ضده ، لا أن تسكت ، وتدس رأسك في التراب كالنعامة .
إذاً نحن بعد هذا الخبر ـ أعني خبر دخول الأمريكيين اليمن ـ هل استطعنا أن نفهم ؟ هل فهمنا الآن ؟ هل تيقنا ؟ هل تأكدنا ؟ إذاً هذا هو المطلوب { ربنا أبصرنا و سمعنا }.

الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

و على الرغم من هذا تجد أن أولئك الذي هم قد يكونون في واقعهم جبناء لكنهم يصبغون جبنهم بالحكمة سيكونون هم من يقولون للناس :(اسكتوا ، لا تكلّفوا علينا ). و عندما نقول : هم الآن وصلوا اليمن يقول لك أيضاً : لأنهم في اليمن اسكت ، سيصنع المبرر كما يقول المثل العربي (لا تَعدَم الخرقاء علّة ) يستطيع أن يأتي بعلة ، يستطيع أن يأتي بعذر .
نقول : إذا سكتنا ـ و هذه الكلمة التي أقولها دائماً ـ إذا سكتنا هل هم ساكتون ؟ هل هم نائمون ؟ أم
أن سكوتنا سيهيئ لهم الساحة أن يعملوا ما يريدون . أم أن سكوتنا يعني أن يطمئنوا من جانبنا أننا أصبحنا لا نشكل عليهم أي شيء يزعجهم و يقلقهم ، إذاً فهم سيحترموننا ؟ أم ماذا سيعملون ؟ هل سيحترموننا لأننا سكتنا ؟ هل عدوك يحترمك إذا ما سكت ؟ أبداً لا .إذاً نقول لأولئك الذين يقولون أو سيقولون كما قالوا في الماضي : اسكتوا . أو يقولوا : لا مبرر لهذا . أو لماذا تتفاعلوا هكذا ؟ نقول : أنتم برروا لنا سكوتكم من أي منطق هو ؟ هل أنه على أساس من كتاب الله سبحانه و تعالى ؟؟ فأنتم تخاطبوننا باسم القرآن ؟! أن القرآن فهمتم منه أن نسكت فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .
أم أنكم تريدون أن نسكت لأن السكوت سيكون فيه سلامتنا أمام أعدائنا ؟ إذاً سنسكت و لكن أنتم انطلقوا و أخرجوهم من اليمن ، جربوا أنفسكم ، جربوا السكوت ، جربوا الحكمة ، هل تستطيعون بسكوتكم أن تعملوا على إخراجهم من اليمن ؟ لا . إذاً فعندما تقولون لنا : أن نسكت ، نحن لا نرى أي مبرر للسكوت أبداُ إلّا قولكم أننا قد نثيرهم علينا . هم أساساً مستثارون من يوم هم أطفال في مدنهم و قراهم ، ثقافتهم ، تربيتهم ، كلها قائمة ضدنا نحن المسلمين ، ضد العرب ، فهو من أصله بثقافته ، بتربيته ، هو مستثار ضدك لا أحتاج إلى أن أستثيره من جديد .
هل اليمنيون أثاروا الأمريكيين أن يأتوا ؟ ماذا عمل اليمنيون ؟ هل عملوا شيئاً يستثير الأمريكيين أن يأتوا ؟ أم أن اليمنيين هم من قدموا الجميل للأمريكيين يوم انطلقوا استجابة لدعوة ( الزنداني ) و أمثاله ، الذين خدعوا كثيراً من شباب اليمن ، أن ينطلقوا للجهاد في سبيل الله في أفغانستان لجهاد الشيوعية و الرئيس قالها : ( أن ذلك كان بأمر من أمريكا ) أليس يعني أن ذلك كان خدمة لأمريكا ؟ إذاً لماذا أمريكا تعتبر تلك الخدمة أنها عمل إرهابي ، أنه إذا ً أنتم منكم إرهابيون ، و أنتم كنتم تَدَعون الإرهابيين يتحركون . هم من أمروا و عملاؤهم من نفذوا ، وأولئك الشباب المسكين هم من خُـُدِعوا، وقد يكون بعضهم انطلق على أساس ـ فعلاً ـ الجهاد في سبيل الله في أفغانستان ، و أفغانستان في مواجهة الشيوعية ، نقول لهم : لكن انظروا اتضحت الأمور فيما بعد أن ذلك كان بتوجيه من الأمريكيين ، إذاً فهو خدمة للأمريكيين من جهة ، أليس كذلك ؟ فما بال الأمريكيين الآن يعدون تلك الخدمة ، يعدونها إساءة ، يعدون ذلك الجميل إساءة ؟! ماذا يعني هذا ؟ ألم يظهروا هنا أسوأ من الشيطان ؟ و فعلاً عندما قال الإمام الخميني : أن أمريكا هي ( الشيطان الأكبر ) فعلاً مواقفها مواقف الشيطان تماماً ، الشيطان بعد أن يضل الناس في الدنيا ، و هم في الدنيا يتحركون كما يريد ، أليس كذلك ؟ ماذا سيقول يوم القيامة ؟ {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ } (22 سورة إبراهيم) . ألم يكفر الأمريكيون الآن بالجميل الذي قدمه الشباب اليمني عندما انطلقوا للجهاد ضد الشيوعية ، التي كان من أهم الأشياء لدى أمريكا أن تخرج من أفغانستان ، و كان يهمها أن تخرج من أفغانستان ، إذاً كفرت بما أشركوها من قبل .
و هكذا حتى السعودية تواجـَه بهذا الموقف ، السعودية من كانت تدعم ، سواء دعم وزاري ، أو دعم من تجار ، يدعمون الوهابيين في مختلف المناطق ، أليس ذلك معروفاً ؟؟ الآن أصبحت السعودية يقال لها أنها ارتكبت جريمة ، هي أنها تدعم الإرهاب ، من كانوا يقولون لهم ادعموهم فيدعمونهم موافقة ً لهم و طبقاً لتوجيهاتهم ، يصبح ذلك الدعم نفسه و تنفيذ تلك التوجيهات نفسها هو دعم للإرهاب .
هكذا ( الشيطان الأكبر ) . يعمل الإمام الخميني عندما قال هذه الكلمة ضدها لم يقلها مجرد كلمة ، يفهم أنه اسم على مسمى ، و أن تصرفاتها هي تصرفات الشيطان تماماً .. الشيطان يحزب الناس معه .. أليس كذلك ؟ و عندما يحزبهم معه هل ذلك على أساس أن يقودهم معه ـ بشكل معارضة ـ إلى الحرية و الديمقراطية و إلى التطور و التقدم و إلى ما فيه كرامتهم و عزتهم في الدنيا و الآخرة ؟ أم أنه يريد ماذا ؟ الله قال عنه : { إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (6 سورة فاطر). و هكذا أمريكا تعمل ، تجمع الناس حولها ، ثم حزبها تدعوهم ليكونوا من أصحاب السعير ، بل هي نفسها تذيقهم السعير في الدنيا .

الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

إذاً فإذا كنا نقول في الماضي أنه لا ينبغي أن نسكت أمام أي جهة تقول لنا أن نسكت يصبح الآن الموضوع أكثر أهمية .
و من جهة أخرى نطمئن إلى أن عملنا قد كان ـ إن شاء الله ـ بتوفيق الله ، أن عملنا هو بتوفيق الله ، و أن عملنا هو العمل الذي تتطلبه الظروف ، ظروف الأمة ، وظروف اليمن ، ظروفنا كمسلمين ، وواقع ديننا ، و واقع أمتنا ، أليس هذا هو ما يمكن أن نكتشفه ؟ فهل اكتشفنا أننا أخطأنا ـ كما يقول الآخرون ـ أم اكتشفنا أننا بحمد الله على صواب و نحن نعمل هذا
العمل ؟
إذاً هذا هو مما يزيدنا يقيناً ، و هذا ـ فيما أعتقد ـ هي من البشارات التي قال الله فيها عن أولياءه {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } (64 سورة يونس ). البشارات تأتي ـ أحياناًـ بشكل طمأنة لك في أعمالك أنها أعمال صحيحة ، و أنها أعمال مستقيمة ، و أنها الأعمال التي تتطلبها المشكلة ، و يتطلبها الزمن ، و يتطلبها الواقع .
هل أحد من البشر يرتاح إذا أكتشف أنه مصيب ، إذا أكتشف نفسه أنه محق ؟ الإنسان يرتاح ، كما يتألم إذا أكتشف نفسه أنه أخطأ ، مع أن الأخطاء في مجال الأعمال الدينية أشد خطورة من الأخطاء في مجال أعمال الدنيا ، عندما تكتشف نفسك أنك ذريت الذرة قبل وقتها فأكلتها الطير ، أليس الإنسان يتألم أنه يخطئ ؟ أو أنك قطفت قاتك و ليس السوق مربحاً ، أليس الإنسان يتأسف ؟
و إذا ما صادف أن أحدنا قطف قاته و صادف سوقاً مربحاً و حصل على مبالغ كبيرة ، أليس يفرح ؟
في أعمال الدين ، في الأعمال التي هي لله رضى أنت تنطلق فيها على أساس رضى الله سبحانه و تعالى أن تحظى برضاه تفرح كثيراً عندما ترى بأن عملك صواباً ، و أن تحركك في موقعه ، وفي وقته ، و أنه على أساس من هدي الله سبحانه و تعالى { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } (58 سورة يونس) و قال أيضاً {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء } (1-5 سورة الروم) . هو يتحدث عن المؤمنين بأنهم يفرحون متى ما حققوا شيئاً فيه لله رضى ، و يفرحون متى ما اكتشفوا أنفسهم أنهم يسيرون على طريق هي طريق الله ، ويفرحون عندما يكتشفون أنفسهم أنهم استطاعوا أن يغلبوا أعداء ، هكذا المؤمنون يفرحون.
إذا كنت لا تفرح بأي إنجاز تعمله من الأعمال الصالحة و أنت في ميدان المواجهة مع أعداء الله فإن ذلك يعني أن العمل الذي تتحرك فيه ليس ذو أهمية لديك ، فنتائجه ليست مهمة بالشكل الذي يجعلك تفرح و ترتاح { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ } { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } . الشيء السيئ هو أن يكتشف الناس أنفسهم كل فترة أنهم فعلاً قصروا
وأنهم فعلاً فاتتهم الفرصة ، و أنهم فعلاً أخطئوا ، و أنهم ...و أنهم...
أن يعيش الناس أعمارهم حسرات هذا هو الشيء الذي ينافي الإيمان ، هذا هو الشيء الذي هو من نتائج الإهمال و التقصير ، هو الشيء الذي يجنيه المقصرون فيقولون : أبو فلان و الله لو كان ...لو كان ...لو أن ..ألم يعرض الله عبارة ( لو أن ) هي عبارة حسرة و ندم يقولها المقصرون { لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا } (167 سورة البقرة) . { لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (58 سورة الزمر) . لو ... لو ...تكررت كثيراً في القرآن ، منطق من ؟ منطق المقصرين ، لكن من يعملون و يتجهون في سبيل الله بأعمالهم هم حتى و لو افترض الأمر أنه أخطئوا في موقف معين ، أو في يوم معين ، أو في حركة معينة ، فإنهم أيضاً من سيستفيدون من أخطائهم ، لكن أولئك المقصرين هم عادة لا يستفيدون من أخطائهم ، لأن المقصر هو من يضيع الفرص ، و ( إضاعة الفرصة غصة ) كما قال الإمام علي عليه السلام و ( الفرصة تمر مر السحاب ) كما قاله هو أيضاً . المهملون ، المتخاذلون ، المقصرون ، هم عادة يفوتهم أن يتداركوا تقصيرهم في كثير من الحالات ، لكن من ينطلقون في الأعمال سيكتشفون أنهم أصابوا فيفرحوا ، و قد يكتشفون أنهم أخطئوا في موقف معين أو في قرار معين هم أيضاً من سيستفيدون من خطأهم ، ما هي أسبابه ؟ منشئوه ؟ نتائجه ؟ فيصححون وضعيتهم من جديد ، يستفيدون من أخطائهم و هكذا المؤمنون يستفيدون حتى أيضاً من أعدائهم .
من عظمة الإسلام أنك عندما تتحرك له تجد كل شيء يخدمك حتى أعداؤك . لماذا ؟ لأنك عندما يكون موقفك حق ، و منطقك حق ، أوليس موقف الحق و منطق الحق هو الذي ينسجم مع فطرة الإنسان و كرامته ؟ الطرف الآخر الذي هو عدوك هو بالطبع عدو مبطل ، كل ما يأتي من جانبه باطل ، وكل ما يقوله ضدك هو بالطبع يكون باطلاً ، و كل موقف أو تحرك من جانبه يحصل ضدك هو أيضاً باطل ، و من كله باطل تستطيع أن تغذي حركتك ، تستطيع أن تزيد الناس من حولك بصيرة لتقول لهم : انظروا ماذا يعملون ، انظروا ماذا قالوا : و كيف تؤدي أعمالهم ، أو تؤدي أقوالهم إلى نتائج هكذا .
منطق القرآن أليس على هذا النحو ؟ أليس هو في سورة التوبة مَن أوضح لنا باطل أهل الكتاب ، ليزيدنا بصيرة من خلال فهمنا لواقعهم و ما هم عليه من باطل ، وكيف ستكون نتائج باطلهم فيما إذا سادوا في هذه الدنيا ، و فيما إذا استحكمت قبضتهم على أي أمة أو أي مجتمع ، فيزداد الناس بصيرة .
وإذا كنت تنطلق في ميادين العمل أنت أيضا من ستعرف المتغيرات , و تعرف الأحداث ، و تعرف الأمور فتلمس فيها كل ما يعتبر فرصة لك لتعمل ، لتتحرك ، لتقول ، لكن من يتخاذلون ، لا يستفيدون من عدو ، بل لا يستفيدون من هدي الله الذي هو القرآن الكريم ، و تمر الأحداث و تَدَاولُ الأيام فلا يفهمون شيئاً ، لا يعرف أن هذا الحدث في صالحهم لو كان من العاملين ، وأنه لو كان هناك حركة لاستطاعت أن تستغل هذا الحدث فيكون استغلاله هو ما يخدم أهدافها و ما يعزز من قوتها ، لهذا تجد المتخاذل عمره متخاذل ، تمر أربعون سنة و هو على وضعية واحدة ، و الدنيا أمامه مقفلة ، لأنه ساكت ، لأنه جامد ، لأنه معرض بذهنيته ، فمتى يمكن أن يعرف أن هذه الحركة أو هذا الحدث أو هذا الأمر الطارئ هو مما سيكون أيضاً من العون لأهل الحق في ضرب أهل الباطل ، لا يفهم شيئاً من هذا .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

و أنا أقول دائماً و أكرر : المؤمنون هم من قال الله عنهم {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (173 سورة آل عمران) . زادهم إيماناً ، و كلمة ( زادهم إيماناً ) تعني الكثير من صور الحدث التي تعزز الإيمان في نفسك .
قد يكون ذلك الحدث الذي يخوفك به الآخرون هو ما زادك إيماناً من جهة أنك اكتشفت أن تحركك و إن عملك كان في محله ، أوليس هذا من زيادة الإيمان ؟ فتكون واثقاً من نفسك ، واثقاً من عملك ، تزداد إيماناً .
أيضاً عندما تعرف أن عدوك تحرك ، لماذا تحرك ؟ هو أنه أصبح ينظر إليك أنك أصبحت رقماً كبيراً ، و أنك أصبحت تشكل خطراً بالغاً عليه ، أوليس هذا ما يسعد الإنسان المؤمن أن يعلم من نفسه أن عمله له أثره البالغ في نفوس الأعداء ؟ فعندما يتحرك الآخرون ضدك فاعرف أن عملك ذلك كان أيضاً عملاً له أثره الكبير ، و أن تحركك في مواجهة أعداء الله يُحسب له ألف حساب ، سيكون ذلك من جانبهم شهادة لك بأن موقفك حق ، لأن عملك ضدهم هو منطلق حق ، أليس كذلك ؟ أي أن هذا الحق حرك الباطل هناك ، فلو كان موقفي باطل لكان منسجماً مع ذلك الباطل ، أليس كذلك ؟ لأن الحق ضد الباطل ، و الباطل ضد الحق ، لا ينسجمان .
و لهذا كان يقول الإمام الخميني رحمة الله عليه : ( نفخر أن يكون أعدائنا كأمريكا ، و هذا مما يزيدنا بصيرة ) . و كان يقول ـ معنى عبارته ـ ( لو أنني رأيت أمريكا تنظر إليّ كصديق لشككت في نفسي ) .
إذاً فصحّت موقفك ـ و أنت تتحرك على أساس من الحق ـ يشهد له تحرك أعدائك ضدك ، أليس هذا مما يزيد المؤمن إيماناً؟
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

و من جانب آخر ، الإنسان و هو في ميدان العمل يكون مطلوب منه أن يزداد ثقة بالله و التجاء ً إليه ، و توكلاً عليه ، و اعتماداً عليه ، أليس هذا هو ما يوصي به الله أولياءه و المجاهدين في سبيله في القرآن الكريم ؟ . { وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}( 122 سورة آل عمران) . أنت إذا لم تكن في مواجهة عدو يشكل خطورة عليك سيكون التجاؤك إلى الله ضعيفاً أو عادياً ، لكن و
أنت تواجَه من هذا ، و تواجَه من هنا ، و أنت بإيمانك القوي بالله سبحانه و تعالى ماذا سيحصل ؟ ستزداد ‘اعتمادا على الله ، و تقوى ثقتك بالله ، و تكون أكثر شعوراً بالحاجة الماسة إلى الالتجاء إلى الله ، أوليس هذا من زيادة الإيمان ؟ حينئذ ستكون ممن يؤهل نفسه لأن يكون الله معه ، و لهذا قال { و قالوا حسبنا الله } أليست هذه عبارة التجاء إلى الله ؟ نحن من الله ، و في سبيل الله ، و إلى الله ، و ولينا هو الله ، إذاً الله سيكفينا { حسبنا الله } هو كافينا { حسبنا الله و نعم الوكيل } أليست هذه عبارة توحي بعمق في الإيمان ؟ { فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ } (سورة آل عمران من الآيتان 173 و 174) لاحظوا قالوا حسبنا الله و ازدادوا إيماناً . و طبعاً الإنسان الذي يزداد إيمانه ، أليس هو من يزداد ثباتاً و استقامة في مواقفه ؟ لا تتصور أن زيادة إيمانك تكون نتيجتها أن يضعف موقفك ، و أن تهتز قدماك من الموقع الذي أنت فيه أبداً ، لا تضعف نفسية الإنسان ، و لا يرتجف فؤاده ، و لا تزل قدماه ، و لا يفقد الاستقامة ، إلا إذا ضعف إيمانه ، فأنت إذا ما ارتبكت أمام الأحداث فإنك أيضاً من يهيئ نفسه لأن يبتعد عن الله فيبتعد الله عنه ، فأنت حينئذ من تساعد عدوك على نفسك لأنه إذا ما ابتعد الناس عن الله فإنهم يضعفون و بالتالي فهم من يهيئون أنفسهم ليصبحوا لقمة سائغة لأعدائهم . لكن من يزداد إيمانهم في مواجهة الأحداث هم من يؤهلون أنفسهم لأن يكون الله معهم ، و متى كان الله معهم فإنه هو سبحانه من يجعلهم ينقلبون بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله .
هكذا يوجهنا القرآن . و الله سبحانه و تعالى هو الذي وجه التوجيهات العجيبة التي لا مجال للضعف معها ، لا مجال للخوف معها ، يسد عليك منافذ الخوف ، يسد عليك منافذ الضعف .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم }أليست هذه الكلمة يقولها كثير من ضعفاء النفوس ، و ضعفاء الإيمان { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } كأنه لا يعد نفسه من الناس ، و فعلاً المنافق هو غير محسوب و غير معدود من الناس ، هو ليس من الناس لا من الكافرين و لا من المؤمنين ، هو ليس بشيء ، هو أسوأ الناس {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء} (143 سورة النساء). هم من انقطعوا إلى الشيطان ، و هم من أصبحوا أولياء للشيطان أكثر من ولاء اليهود و النصارى و الكافرين له .
{ إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم } ضعيف الإيمان كما أسلفنا هو من يرتبك ، عندما ترتبك وأنت مؤمن ، و أنت مصدق بالقرآن ، ما الذي يدعوك إلى أن ترتبك أو أن تقلق أو أن تخشى ؟!! هل أنك لم تجد في كتاب الله ما يشد من عزيمتك ؟ ما يرفع معنوياتك؟ هل القرآن أهمل هذا الجانب ؟ لم يهمله و ما أكثر ما تحدث عنه داخل الآيات التي تحث الناس على الجهاد ، على المواجهة ، على البذل ،على الاستبسال ، يؤكد أنه مع الناس ، مع أولياءه.
هو من بلغ الأمر فيه إلى درجة أن يفضح أمامك واقع أعدائك أكثر مما يمكن أن تصل إليه بجهازك الأمني ، بمخابراتك.
ما هي مهمة المخابرات ؟ أليس من مهامها أن تتعرف على العدو ؟ وتتعرف نقاط الضعف فيه ؟ و تتعرف على الفرص المواتيه لضربه ؟ لتعرف أنه بإمكان هذه الجهة أن تضرب تلك الجهة ؟ الله قد كشف لك الموضوع كاملاً بطريقة مؤكدة ، قد تكون تقارير المخابرات غير حقيقية ، قد يكون فيها نوع من المبالغة ، قد يكون فيها أخطاء ، و هي تعمل على أن تكشف لك ضعف جانب عدوك لتضربه ، أما الله فإنه هو الذي أكد بالشكل الذي يجعل عدوك مفضوحاً أمامك في واقعه ، مهما كان لديه من قوة ، مهما كان لديه من إمكانيات ، مهما كان لديه من وسائل يُرهب بها ، إذا ما كنت أنت من أعد نفسه الإعداد الجيد في إيمانك ، في ثقتك بالله ، و في إعداد ما يمكنك أن تعده أيضاً ، حينها الله قال لك عن عدونا من الكافرين ، عن عدونا من اليهود و النصارى {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} (111) سورة آل عمران .
أي جهاز مخابرات يستطيع أن يؤكد لك بأنك إذا دخلت في معركة مع هذا العدو فإنه سيوليك دبره ، أنه يسفر من أمامك ، هل هناك أحد في الدنيا يمتلك مخابرات تؤكد له هذا ؟ لا أمريكا نفسها ، و لا روسيا ، و لاغيرها ، كلها تقارير ، احتمالات ، يحتمل أننا إذا ما اتخذنا ضدهم كذا ربما تكون النتيجة كذا ، و هكذا احتمالات ، أما الله فهو من أكد بعبارة ( لن ) { لن يضروكم إلا أذى و إن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون } و يقول كذلك عن الكافرين {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ } (22) سورة الفتح.
إن الله يقول للناس اهتموا جداً بإصلاح أنفسكم ، بإعداد أنفسكم ، بتهيئة ما يمكنكم إعداده ، و لتكن ثقتكم بالله كبيرة ، و هو من سيكون معكم ، و هو من سيتولى أن يزرع الرعب في قلوب أعدائكم ، و هو من يعمل لكم الكثير إلى درجة أن يكشف لكم واقع عدوكم . ألم يوفر الله على أولياءه الكثير الكثير من العناء ؟ ألم يصنع الكثير الكثير مما يطمئنهم ؟ ألم يعمل الكثير الكثير مما يؤيدهم و يشد من أزرهم ؟ بلى ، لكننا نحن متى ما انفردنا بأنفسنا و ابتعدنا عن الله سنجد كل شيء مخيف ، و نجد كل شيء مقلق ، و نجد الآفاق مظلمة ، و الأجواء قاتمة ، و تجد قلبك يمتلئ رعباً متى ما انفردت بنفسك ، لكن عد إلى الله ، و عد إلى كتابه ستجد ما يجعل كل هذه الأشياء لا وجود لها في نفسك . فالإنسان الذي يقلق أو يرتبك أو يضعف ليعرف أنه في تلك الحالة و هو يرتبك أنه يجلس مع نفسه ، و هو كإنسان ضعيف ، لكن اجلس مع الله ستجد نفسك قوياً. فعندما ترى نفسك ضعيفاً لا تعتقد أن تلك هي الحقيقة ، و أن ذلك الحدث هو فعلا ً إلى الدرجة التي تجعلني ضعيفاً في واقعي ، لا ، ليست تلك حقيقة ، ذلك هو فقط نتيجة جلوسك مع نفسك و ابتعادك عن الله فرأيت كل شيء مرعباً ، و كل شيء مخيفاً ، و كل شيء ترى نفسك أمامه ضعيفاً ، و قدراتك كلها تراها لا تجدي شيئاً ، و كلامك تراه كله لا ينفع بشيء ، فتصبح أنت من ترى عدوك ، ذلك العدو الذي قال عنه { لن يضروكم إلا أذى و إن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون } أنت من ستجده كتلا ً من الصلب و الحديد .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

و حينها ستجد قلبك و علائق قلبك أوهى من بيت العنكبوت ، و يصبح صدرك خواء . الله قال عن نوعية من هذه داخل صف المسلمين في غزوة الأحزاب ، ذكر حالة الهلع التي ملأت صدورهم { وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} (10) سورة الأحزاب. لماذا زاغت الأبصار ؟ و لماذا بلغت قلوبهم الحناجر من شدة الرعب و الخوف ؟ لماذا ؟ كان هناك ظنون سيئة بالله ، أولئك أناس جلسوا مع أنفسهم ، لم يكونوا من تلك النوعية التي قال عنهم{ فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } أولئك لما ابتعدوا عن الله امتلأت قلوبهم رعباً و زاغت أبصارهم ، ثم أيضاً ظنوا بالله ظنوناً سيئة ، هكذا يجني الإنسان على نفسه إذا ابتعد عن الله ، لكن عد الله ، عد إلى كتابه ، تجد أولئك الذين قال الله عنهم {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (22) سورة الأحزاب . يزداد المؤمنون إيماناً أمام أي موقف ، سواءً موقف تشاهده تحرك لعدوك أو تسمع عنه أو يقوله المرجفون لك .
إن الله أراد لأوليائه أن يكونوا بالشكل الذي يعي الآخرون تماماً، لا مرجفون يؤثرون ، و لا منافقون يؤثرون ، و لا عدواً يستطيع أن يُرهبني ، و لا شيء في هذه الدنيا يمكن أن يخيفني ، هكذا يريد الله أن يكون أولياؤه ، و هكذا قامت تربية القرآن الكريم أن تصنع المؤمنين على هذا النحو ، تربية عظيمة جداً ، و هي تربطك بمن يستطيع أن يجعل نفسك على هذا النحو ، و أن يجعل الواقع أيضاً أمامك على هذا النحو ، يبدوا ضعيفاً أمامك و فعلاً يكون ضعيفاً { فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (76) سورة النساء . ألم يقل كل شيء عن أعدائنا ؟ أعداؤنا هم أولياء الشيطان على اختلاف أنواعهم و أصنافهم ، أليسوا أولياء الشيطان بصورة عامة ؟ { فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (76) سورة النساء .
و يأتي إلى تصنيفهم يهود و نصارى و كافرين فيقول عنهم ما أسلفنا من قوله تعالى { و لو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار } { و إن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون } هكذا يقول عن اليهود و النصارى هل هناك عدواً آخر غير هؤلاء ؟ هل هناك عدو للحق ، هل هناك عدو للإسلام إلا و هو داخل ضمن أولياء الشيطان . إذاً فهم أولياء الشيطان ، و كيد الشيطان كان ضعيفاً ، لأنهم يستمدون قوتهم من الشيطان ، و أنت إذا ما استمديت قوتك من الله فلا يمكن إطلاقاً أن يساوي مكر الشيطان و كيده ذرة واحدة من قوة الله و تأييده لك ، هكذا يريد الله لأوليائه أن يكونوا .
و نحن إذا لم نصل إلى هذه الحالة من التربية فنحن من سنخاف أمام كل شيء نسمعه ، و نحن من سيزعجنا كلمة ينقلها أحد الناس سواء كانت صحيحة أم غير صحيحة ، و نحن حينئذ من سيُنسَف كل وعي لدينا و لو على مدى عام بأكمله أو سنتين بأكملها .
الإنسان إذا لم يربي نفسه على ضوء ما يسمع مما هو من هدي الله سبحانه و تعالى ، و إذا لم يستفد أيضاً من المواقف ما يعزز رسوخ تلك التربية في نفسه فهو من سيأتي الحدث الواحد فينسف كل ما قد جمعه في داخله ، بل هو من سينقلب على كل ما كان قد تجمع في نفسه ، أولئك الذين ارتعدت فرائصهم في يوم الأحزاب ألم يقل الله عنهم { و تظنون بالله الظنونا} ؟ ماذا يعني ؟ أليس هذا انقلاباً على كل ما سمعوه من وعود من جانب الله ؟ أليس هذا انقلاباً على كل ما سمعوه من كتاب الله و من فَـم ِرسوله صلى الله عليه و آله وسلم من توعية ، و بصيرة ، و شد عزيمة ، و تربية إيمانية قوية ، ألم ينقلبوا عليها في لحظة؟ و ماذا يحل محلها ؟ الظنون السيئة بالله .
هكذا تأتي الآثار السيئة لضعف الإنسان في مواقفه ، هو من ينقلب على كل المعاني العظيمة التي قد ترسخت في نفسه ، وهو من سينقلب على كل وعي إيماني أيضاً ترسخ في نفسه فيحل محلها الوهن و الشك و الارتياب و الظن السيئ بالله و كتابه .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

و هو من سيرى في الأخير الشيطان أكبر في عينه من الله ، و هو من سيرى في الأخير أولياء الشيطان بالشكل الذي يرعبه حتى أشكالهم ، حتى حركاتهم ، حتى صوت آلياتهم ترعبه . بعض الناس قد يكفيه أن يسمع صوت طائرة صوتاً مزعجاً فتنسف كل ما لديه من قيم إيمانية . هكذا يصبح كل شيء حتى الشكليات ، حتى نبرات أصواتهم تصبح ترعبك ، حتى شكلهم ، حتى حركاتهم ، حتى حركات آلياتهم ، و هو الأمر الذي كان الله سبحانه و تعالى ـ وهو من قال في كتابه الكريم ـ يريده منك أنت أن تصبح بالشكل الذي يرعب أعدائك كل شيء من جانبك ، ألم يقل {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ } (60) سورة الأنفال . حتى رباط خيلك ، و شكل خيلك العربية ، جياد الخيل ، يراها العدو أو يسمع بها فترهبه ، لكن أنت إذا ما أصبحت في موقع عدوك أنت ، أصبحت من أولياء الشيطان ، فأنت من سيرعبك كل شيء من جانبهم .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

أوليسوا هم من يحاولون أن تكون لهم أشكال متعددة تبدوا أمام الآخرين بالشكل الذي يخلق رعباً و شعوراً بالإحباط و اليأس في نفوسهم ، هم من يعملون على هذه ، وهذا كان في أيام بريطانيا التي كانت هي الدولة الكبرى في العالم ، و كانت تقوم حركات من هنا و هناك مناهضة لها ، و كان يبرز أشخاص أقوياء ، و كانت مظاهر لندن ـ كعاصمة لدولة متقدمة ـ مظاهر العمران ، مظاهر الحضارة ، بالشكل الجذاب ، أو بالشكل الذي يصرف ذهن الإنسان عن أشياء كثيرة أخرى فيرى في لندن وجه دولة عظمى يرى في نفسه أنه لا يستطيع أن يعمل أمامها شيئاً ، فكان البريطانيون يحاولون بأي طريقة أن ينجذب أولئك الثوار لزيارة لندن ، و كان جمال الدين الأفغاني ممن عرف هذا ، حاولوا فيه أيضاً أن يزور لندن و قال عنها ( هي مقبرة الثوار ) أو بعبارة تشبه هذه ، كان بعضهم يزور لندن ، فإذا ما زار و رأى العمارات الشامخة و رأى الحركة و رأى المظاهر الجميلة فيقول : من يستطيع أن يقاوم هؤلاء !! و رجع و قد بردت أعصابه كلها و تلاشت كل ثوريته و تلاشى حماسه ، بل بعضهم يعود داعية ً لأن تبقى بريطانيا مستعمرة لشعبه ، و قد يعود بعضهم أيضاً داعية ً إلى أن يتثقف أبناء شعبه بثقافة تلك الدولة ، كما صنع ( رفاعة الطهطاوي) أحد العلماء المصريين عندما زار باريس .
هكذا يصبح الحال أمام من لا يفهمون كتاب الله بالشكل الذي يجعل كل شيء أمامهم ضعيفاً أمام قوة الله و جبروته و عزته و قهره ، و إذا لم نكن على هذا النحو سترى الآخرين ـ كما أسلفت ـ كلهم أكبر من أولياء الله ، و وليهم أكبر من الله ، و كل ما لديهم أكبر من إيماننا فتكون الأشياء كلها مما يعزز اليأس في نفسك ، و متى ما تعزز اليأس في نفوس الناس تلاشت كل القيم أمامهم ، و أصبحوا هم يسخرون ممن يحاول أن يحركهم، أصبحوا ممن يرون الأشياء كلها مستحيلة ، و لهذا لما كان الإنسان كإنسان ضعيفاً كما قال الله {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} (28) سورة النساء . إذا لم يشتد بإلهه ، إذا لم يعتمد على إلهه فإنه سيكون ضعيفاً ، و هاهو ضعيف حتى أمام خصومه من الحيوانات ، أوليس الثعبان يقتله ، و النملة تؤلمه ؟ و وخزة الشوك تؤلمه و تقعده ؟ لكنك إذا ما اعتمدت على الله تحول كل ضعفك إلى قوة ، و لأن الإنسان هكذا جاء العمل على أن يصنع الإنسان على هذا النحو في القرآن الكريم مكرراً و مؤكداً و كثيراً جداً ، و مرفقاً حتى بالقسم الإلهي ، يقسم الله ، من أجل أن يطمئن ، من أجل أن يرفعنا من ضعفنا ، أن يشدنا إلى حيث قوته و عرته و منعته { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ } (40) سورة الحـج . هكذا كلام مؤكد ، مؤكد باللام ( الموطّئة للقسم ) ، العبارة تساوي ( و الله لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

و عندما يقول الله لك ، و يقول لأوليائه أنه سينصرهم لا تستطيع أن تقول : ( هذا وعد يوم كان الأعداء لا يمتلكون وسائل كهذه ، يوم كانوا لا يمتلكون صواريخ ، و لا طائرات ، و لا قنابل ذرية و لا ...إلى آخره ، أما الآن فهم قد أصبحوا كذا وكذا ) . عد إلى الله فأعرف من هو الذي وعدك ؟ إنه من يعلم ما سيصل إليه أعداؤك ، هو من يعلم بكل ما سيحدث في هذه الدنيا ، هو عالم الغيب و الشهادة .
أتظن أنه أقسم ذلك اليوم و لم يعلم أن الأعداء سيمتلكون قوة كهذه ؟ إنه من أقسم لأوليائه في كل زمان ، أمام أعدائه في كل زمان ، و على الرغم مما يمتلكون ، أنه إذا ما انطلق أولياؤه لنصره فإنه سينصرهم كيف ما كان عدوهم .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

لكن الناس هم من يجب عليهم أن يتسببوا للنصر ، و من يعملوا بكل وسيلة دون أن تستحكم قبضة عدوهم عليهم .
لقد ظهر في الزمان أن من الأشياء التي تؤدي إلى استحكام قبضة الأعداء على الشعوب المسلمة هو أن حكوماتهم تـُخْـدَع من قبل الآخرين فيخدعوننا هم ، و نحن نتربّى على أن نقبل ما جاء من حكوماتنا ، و قد يقول البعض : الدولة هي المعنية بهذه القضية و هي مسئولة عن هذا الأمر ، و هي التي تهتم بمصلحة الشعب ، لكنهم أشخاص كمثلنا ، يمكن أن يُخْـدَع ، يمكن أن يجهل أشياء كثيرة ، يمكن أن يجهل مصلحة الشعب الحقيقية ، يمكن أنه لا يعود إلى القران ليهتدي به ، و ليعرف من خلاله ما هو الموقف الصحيح الذي هو مصلحة الشعب ، فقد يُخْـدَعون و نحن نُخْـدَع ثم نكون الضحية نحن وهم .
لاحظ ، قد يقولوا للرئيس : نحن نريد كذا من أجل كذا و من أجل أن نقف مع الحكومة في مساعدتها ضد الإرهابيين ، لأنه حتى الحكومة هي تعاني من الإرهابيين كما يقول الرئيس :( و نحن عانينا من الإرهاب كثيراً ) ، أليست هذه عبارة كان يقولها ؟ ‘إذاً نحن سنساعدك يا حبيبنا ـ هكذا يقولون ـ نساعدك ضد الإرهابيين الذين أزعجوك كثيراً والذين عانيت منهم كثيراً ، و قد يرى ذلك جميلاً منهم .ثم هم قد يصنعون أحداثاً إرهابية في اليمن ـ و هذا متوقع ـ يصنعون هم أحداثاً إرهابية في اليمن قريباً من مواقع مرتبطة بمصالحهم أو منشئات تابعة لهم أو يعملون أعمالاً تُرهب الدولة نفسها و يقولون : أرأيتم أنكم بحاجة إلينا ، هاتوا كتائب أخرى ، فتسمع أنت أنه قد وصل مائتا جندي ، وصل أربعمائة جندي ثم ستمائة جندي و هكذا ، و يظل الرئيس متشكر لهم و لدعمهم ، و نحن نشكرهم أيضاً و أنهم يساعدونا على مكافحة الإرهابيين .
الرئيس نفسه ، الدولة نفسها تستطيع أن لا يتكلف شيئاً أمام أولئك الإرهابيين ، تترك الناس هم يتعاملون معهم ، فلا يحتاجون إلى أمريكا و لا يحتاجون حتى إلى الجيش و لا يحتاجون حتى إلى الدولة بكلها .
كنا نقول أمام الوهابيين من زمان : نريد من الدولة أن تتخلى عنا و عنهم على الرغم من ضعفنا ، كان زمان قبل فترة إذا ما حصل حصل خصومة في مسجد بين وهابيين و زيود كان يظهر من أقسام الشرطة و من القادة و من الجنود و من الدولة تعاطف مع الوهابيين ضدنا فيزجون بعالم من علمائنا أو بمجاميع من شبابنا في السجون ، و ترى الوهابي أيضاً إذا ما سُجن يخرج في اليوم الثاني ، ترى الوهابي يستطيع أن يتصل مباشرة بعلي محسن و يستطيع هو أن يتدخل في قضيته ، و حصل مثل هذا في رازح ، حصل خصومة في ( شهارة ) كان الوهابيون يستطيعون أن يتصلوا مباشرة بعلي محسن ، و الزيود لا يستطيع أن يتجاوب معهم و لا المحافظ و لا مدير الناحية . كنا نقول ـ أوليسوا هم الذين يقولون عنهم الآن أنهم إرهابيون ـ كنا نقول : يكفينا أن تتخلوا عنا و عنهم ، دعونا نتصارع نحن و هم ، إما أن يقهرونا و إما أن نقهرهم ، نحن في مواجهة دينية معهم ، هم من يعتدون علينا فدعونا نحن نقف في وجوههم ، لكنا كنا كلما تحركنا ضدهم قالوا : إذاً معكم إمام .
في ( المحابشة )كان القاضي صلاح و مجموعة من الشباب في مواجهة كلامية مع وهابيين قبل سنوات ـ قبل الوحدة ـ ثم يُـتهم هذا الشخص بأنه يريد الإمامة ، و أنه يريد أن يعمل إمامة ، كان يواجهون الناس بها في كل موقف . هؤلاء الذين أنتم تقولون أنهم إرهابيون و لم تتركونا نواجههم و كنتم أنتم من تقفون معهم ، و كنتم أنتم من تشجعونهم ، هاأنتم أيضاً تقبلون أن يدخل الأمريكيون اليمن بحجة مطاردتهم ، نقول من جديد : دعوا الشعب هو يتعامل مع الإرهابيين الحقيقيين ، هو الذي يستطيع أن يوقفهم عند حدهم . و فعلاً لو كانوا يتركوننا من زمان لما استقوى الوهابيون ، ثم لما تحولوا ـ كما يقال عنهم ـ إلى إرهابيين ـ تصبح أعمالهم من وجهة نظر الدولة مبرراً لدخول الأمريكيين بلادنا ، أما كان هناك ما يغنينا عن هذا كله ؟ لكننا دائماً نُخـدَع نحن حكومات و شعوب ، مسئولون و مواطنون نُـخـدَع من قـِبَل أعدائنا .
و لنفترض أن يكون دخول الأمريكيين تحت مبرر مساعدة الدولة في مكافحة الإرهاب ، الذي سيقال لنا بأننا عانينا منه كثيراً ، فيتجمع الأجانب في بلادنا ، و بلدنا موقعه مهم ، و بلدنا لا تزال ثرواته مخزونة في باطن الأرض ، هو لا يزال شعباً بكراً لهذا ، و هذا هو ما اهتمت به أمريكا في محاولة دخولها أفغانستان أنه بلد فيه كثير من الثروات التي لم تـُستغل بعد ، و حينئذ سينهبون ثرواتنا ، و حينئذ سيهينوننا ، و حينئذ سيستذلوننا ، و حينها ستصبح دولتنا تحت رحمتهم ، و يصبح علي عبد الله كعرفات أيضاً.
أم أن هذه أشياء افتراضية ليس عليها شواهد من الواقع ؟ أليس السعوديون الآن يعجزون عن إخراج أمريكا من بلادهم ، يوم دخلوا بحجة الحفاظ على أمن و استقرار المملكة في مواجهة العدو اللدود ـ كما يقال ـ العراق و صدام ، و ملئوا بلدان الخليج العربي و السعودية بوجودهم و تواجدهم العسكري و قواعدهم الكثيرة و قطعهم البحرية ، تحت حجة حماية هذه الدولة من الخطر العظيم ضدهم ( إيران ) ثم عرفوا أخيراً بأن إيران هي من يمكن أن تحميهم .
هم الآن هل يستطيعون أن يخرجوهم من بلادهم ، و إذا ما حاولوا أن يخرجوهم من بلادهم أليسوا سيضطرون إلى أعمال مرهقة ، و أعمال منهكة ، و أعمال ثقيلة ؟
هم في البداية من شكروهم على دخولهم ، و هم من سيبكون لوجودهم داخل بلادهم ، هكذا يخدعون الشعوب ، و هكذا يخدعون الحكومات ، و لقد أخبرنا الله عنهم كثيراً بأنهم يخادعون ، و أنهم يلبـِسون الحق بالباطل ، فيقدم لك مَـكره و عداءه و كيده ضدك بصورة النصح والحرص على المصلحة و الخدمة و الصداقة ، لبس للحق بالباطل ، و هم قادرون على صنعه ، و هم ماهرون في هذا من زمان .
و لنفترض أن الدولة عجزت في الأخير ، حينئذ من سيكون الضحية ؟ أليس هو الشعب ؟ الشعب الذي خـُدع أيضاً و هو ينظر نظر دولته التي خـُدعت أيضاً .
نقول لأنفسنا ، و نقول للدولة ، و نقول للكبار والصغار : أن في كل ما نشاهد في البلاد العربية و الإسلامية شواهد كثيرة يجب أن نأخذ منها العبرة قبل أن نكون نحن عبرة للآخرين ، يجب أن نأخذ منها ما يكشف لنا واقع أعدائنا ، أوليسوا يقولون الآن : أن أمريكا كشفت عن وجهها ؟هي تكشف عن وجهها ثم أنت قابل لأن تـُخدع بها !!.
ثم إذا كان هناك مسئول في الدولة هذه أو تلك الدولة ، شأن الأمة العربية هو شأن واحد ، إذا كان هناك مسئول يرى نفسه مضطر و هو ينظر إلى مصالحه ، ينظر إلى نفسه أنه قد ثقل بممتلكاته ، بقصوره ، بأرصدته في البنوك ، بعهود ، بمواثيق بينه و بين أولئك ، فيرى نفسه أنه مضطر إلى شيء من هذا ، وهو يعرف في قرارة نفسه أن فيه ضرراً على شعبه فلا يحاول أن يفرض ضعفه على الآخرين .
نحن نقول هذه حالة سيئة حتى من يحملون اسم الدين ، أنه إذا كنت تطلب العلم و أنت ترى نفسك أنك تحمل نفسية ضعيفة فلا تقترب من العلم ، لا تتعلم لتصبح في نظر الآخرين حامل علم يـُقتـَدى بك ، لأنك حينئذ من سيصبغ دينه بضعفه ، من سينعكس ضعفه على مواقفه الدينية ، لا يجوز هذا حتى في العمل لله .
الذين يحملون رسالة الله هم نوعية خاصة ممن قال الله عنهم {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ } (39) سورة الأحزاب .
و كم عانت الأمة قديماً و حديثاً ممن حملوا اسم الدين و حملوا العلم ، علم الدين ، و لكنهم بأنفسهم الضعيفة انعكس ضعفهم كله على الدين فأضعفوا الدين كله في نظر الأمة ، و اضعفوا الدين في واقع الحياة ، و اضعفوا الأمة أيضاً بضعف نفوسهم ، و كل ذلك بسبب ماذا ؟ بسبب أن نفوسهم ضعيفة .
بل نحن نقول أحياناً أنه لا ينبغي لك أن تجامع زوجتك في فترة يحتمل أن تعلق منك و أنت في حالة تحس أن نفسيتك ضعيفة وهزيلة ، ستنجب مولوداً ضعيفاً و هزيلاً في نفسيته و روحيته ، فسينشأ نسخة منك . الضعف يترك أثره في كل شيء ، و الله أراد لأوليائه أن يكونوا أقوياء ، حينئذ ستكون مواقفهم قوية ، سيكون أولادهم أقوياء ، ينجبون أقوياء و يقفون مواقف قوية ، و يقومون بدور الأقوياء ، و يتحركون بقوة في كل مواقفهم ، لأنهم لماذا ؟ لأنهم أولياء للقوي العزيز ، و كيف يكون الضعيف ولياً للقوي و يبقى على ضعفه !
أوليس أي شخص منا إذا ما رأى نفسه أنه أصبح مقرباً عند شخص قوي ، مثلاً عند محافظ أو عند وزير أو عند رئيس ، أنه يرى نفسه قوياً ، يرى نفسه أنه أصبح ولياً مقرباً من رجل قوي .
الضعيف لا يصْـدق عليه أنه من أوليا ء الله ، هذا هو شاهد واقع الحياة ، لو كنت ولياً لله فإنك لا تضعف أبداً لأنك ولي للقوي العزيز ، و لهذا قال في هذه الآية {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحـج . و أنتم تسمون أنفسكم أولياء للقوي العزيز ، و أنتم تستمدون قوتكم من القوي العزيز . عندما تضعف فإنك فعلاً بعيد عن الله سبحانه و تعالى . لاحظ نفسك و جرب نفسك أنك أنت من ضعفت و أنت تدعي أنك من أولياء الله . لو جاء رئيس الجمهورية ، لو جاء رئيس الوزراء ، لو جاء حتى قائد أو محافظ محافظة يقول لك : نحن معك ، تحرك و لا تخف شيئاً نحن سنقف معك بكل ما نملك ، ألست ترى نفسك حينئذ قوياً و تنطلق بقوة و تتحدى الآخرين ، لأنك هنا وثقت بشخص تراه قوياً ، لو كانت ثقتك بالله على هذا النحو لكنت قوياً و عندما تكون قوياً ستكون مواقفك قوية ، سيكون قولك قوي ، ستكون رؤيتك قوية ، سيكون تحركك كله مصبوغاً بالقوة ، بل ستنجب أولاداً أقوياء لأنك تحمل روحية قوية ، تحمل نفساً قوية .
أما الضعيف فإنه سيصبغ الحياة كلها بضعفه ، و يصبح كل شيء تلمس فيه آثار ضعفه ، منطقه ضعيف ، مواقفه ضعيفة ، اسهاماته ضعيفة ، مشاركته ضعيفة ، و كلما يخرج منه ضعيف .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام

و حينما نـُخدع و تـُخدع الدولة و يـُخدع الكبار كما خـُدع الآخرون سنرى أنفسنا في وضع محرج ، و حينئذ نرى أنفسنا لا نستطيع أن نعمل شيئاً ، و إذا ما أردنا أن نعمل شيئاً نكون قد كشفنا واقعنا للآخرين ضعافاً و يكون هم من رأوا أنفسهم بأنهم قد غزونا إلى عقر دورنا ( و ما غُزي قوم في عقر ديارهم إلا ذلوا) ما الذي يمكن أن ينفع الناس حينئذ ؟ لا شيء . ثم من الذي يمكن أن يقف معك حينئذ ؟ لا أحد .
إن المواقف هي من بدايتها ، و الناس يفهمون هذا ، لو أننا نتصرف مع أعدائنا الكبار كما يتصرف الواحد منا مع عدوه من أسرته أو من أصحابه ترى كيف التصرفات هنا تكون مبنية على المبادرة و الحذر ، و الاحتمالات كلها لها أثر ، أليس الواحد منا إذا ما دخل في خصومات مع صاحبه يحاول أن يريه وجهه قوياً ، و صفعته قوية من أول يوم ؟ لماذا ؟ قال : ( لو أضعف أمامه و يرى أن كلامي رطيب ، و يرى أني أداريه سيكون قوياً عليّ فلا يخاف مني من بعد ) ، أليس الناس يقولون هكذا : من أول يوم أقلب وجهك له ليراك قوياً ، اجعله يعرف أنه لا يستطيع أن يقهرك ، أليس هذا هو التفكير عند كل واحد منا في مواجهة خصمه على ( مَشرَب) ماء أو قطعة أرض أو على أي قضية من القضايا البسيطة ؟ لكننا في مواجهة أعدائنا الكبار نـُقبـِل وراء الاحتمالات التي تجعلنا نغمض أعيننا ، و تنهال التبريرات الواهية من هنا وهناك ، و نركن إليها لأننا لا نحب أن نعمل شيئاً ، و التبرير الذي يعزز قعودي هو المقبول .
لكن لا حظ أنك ستصل إلى حالة تتحسر فيها ، سيصل الشعب إلى حالة يتحسر فيها ، و حسرة النادم هي حسرة من ضيع نفسه ضياعاً أصبح يرى نفسه أنه لا يستطيع أن يتلافى ما فرط .لكن إذا ما انطلق الناس ليعملوا فكما قلت سابقاً العمل هو الضمان الحقيقي ، هو الضمان لأمن الناس ، هو الضمان لسلامة الناس . و لا يترك الناس أنفسهم حتى يصل الوضع إلى أن يصبحوا كالفلسطينيين يستجدون السلام من هنا وهناك ، هم يتأسفون أن العرب لم يعملوا شيئاً ، و أمريكا تنكرت لهم ، ألم يجدوا العالم كله تنكر لهم ؟ ألم يجدوا أنفسهم في وضع لم يستطيعوا أن يأمنوا على أنفسهم ، و لم يستطيعوا أن يحافظوا على دُوَيْـلَة صغيرة كانوا قد فرحوا بها ؟
الناس إذا لم يتحركوا سيصلون إلى أوضاع كهذه ، تكون كلها حسرة ، و سترى أنه لا أحد يقف معك ، ثم ترى أنت أنك أصبحت لا تستطيع أن تقف مع أخيك ، أن تقف معه بشكل مجاميع ، أولسنا نرى فلسطين الآن بشكل أفراد ؟ يتحرك فرد واحد فقط و بسرية بالغة من أجل أن يعمل عملا ً ما ، هم ضيعوا الفرص التي هي مواتية لإن يتحركوا كمجاميع كبيرة ، حينها سيرى الناس أنفسهم لا يستطيعوا أن يتحركوا إلا أفراداً قليلين و بأعمال تبدو منهكة بالنسبة لهم ، و ضعيفة النكاية في أعدائهم . هكذا يجب أن نحذر من الحسرة .
القرآن الكر يم ربّـانا على أن لا نكون من أولئك الذين يسمحون لأنفسهم و هم يفرطون و يتوانون أن يكونوا ممن يقولون : { لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } ألم يأت ِ هذا في القرآن الكريم يتحدث عن مواقف المتحسرين النادمين ؟ و حتى قد يصل لديهم وعي على درجة عالية { رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ } (12) سورة السجدة . حينها حتى الوعي العالي لا ينفع ، قد تصبح وضعيتك لا يمكن أن تعمل فيها شيئا.
فرعون ألم يؤمن ؟ لكنه آمن في عمق البحر ، داخل أمواج البحر المظلمة ، ألم يحصل لديه وعي عالي { آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ } (90) سورة يونس. ألم يقل هكذا ؟ حصل لديه وعي و إيمان لكن في غير وقته . هكذا القرآن الكريم يعلمنا أنه من يضيع العمل في وقته ، أنه من لا يعِيَ في الوقت الذي ينفع فيه الوعي ، أنه من لا يفهم في الوقت الذي يـُجدِي فيه الفهم سيصل به الحال إلى أن يرى نفسه يَعِيَ و يؤمن و يفهم في الوقت الذي لا ينفع فيه شيء لا إيمانه و لا فهمه و لا وعيه .
يجب أن نفهم الأمور ، و أن نقول لكل شخص يريد أن يقول اسكتوا : هذه الشواهد من داخل بلادنا و من خارجها ماثلة أمامكم يا من يقولون اسكتوا ، إن واجبكم أن تنطلقوا أنتم ، إن واجب الناس الآن أن يتحركوا و أن لا يـُخدعوا .
أكرر : أن لا يصبح الناس كثيري التحليلات . التحليلات يجب أن نتركها كلها ، تحليلاً واحداً فقط هو : أن الأمريكيين دخلوا بلادنا فمن الذي سمح لهم أن يدخلوا ؟ و أننا نرفض أن يدخلوا ، و أننا سنقاوم وجودهم هنا ، يجب أن نقول هذا .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام .
و كل تبرير لوجودهم مرفوض سواء أتى من عالم ، أو من رئيس ، أو من قائد ، أو من كبير ، أو من صغير ، لأن الله تعالى علمنا في القرآن الكريم كل شيء ، و هو من يعلم السر في السماوات و الأرض و هو العليم بذات الصدور ، أما هؤلاء فإنهم من يخدعونا دائماً ، هم من يخدعونا دائماً ، فنحن لا يجوز أن نـُخدع ، و لا أن نكون أبواق دعاية للتبريرات التي تنطلق منهم فيقول واحد منا :( ألم تر التلفزيون أمس و هل رأيت الأمريكيين و هم مشاركين مع جنود يمنيين اقتحموا بيت فلان و هو وهابي ملعون) . قد نقول هكذا و نفرح ، ( ألم أقل لك أنهم جاءوا من أجل أن يساعدونا ) .
كل عمل يبرر تواجدهم كن أنت من يقف ضده ، كن أنت من يفضحه أمام الناس ، كن أنت من يقول أنه خداع .
هذا هو الكلام الذي أريد أن أقوله هذه الليلة .
و ربما أن اليهود ـ و الله أعلم ـ قد يكون لديهم أشياء أخرى ، أمارات أخرى ، في هذا الزمن بالذات يركزون على ما يتعلق بالشيعة ، و يركزون أيضاً على ما يتعلق بالحرمين الشريفين ، قد يكون لديهم ملاحم أو لديهم أخبار و أشياء من هذه ، يعني يتصرفون كتصرف فرعون ، يحاولون أن يحولوا دون ما يريد الله أن ينفذ ، و الله غالب على أمره ، فتحركهم قبل هذه المرحلة و من قبل فترة كنا نعتقد أنه تحرك يوحي بأنهم يعرفون شيئاً ، كما كان تحرك أولئك اليهود الذين عرفوا أن محمداً سيبعث في حينه ، و صرخوا في مكة ، وصرخوا في المدينة بعضهم قال : (طلع نجم محمد ) هم من عرفوا بأنه سيبعث ، و أحد علمائهم قال لسلمان الفارسي : أنه قد أضلك زمان سيبعث فيه نبي و أعطاه علاماته ، هم من يعرفون ربما أن الأمة أصبحت في وضعية يمكن أن تشكل خطورة عليهم ، و أن الشيعة هم من يشكلون خطورة بالغة عليهم ، فهم من يسارعون كما سارع فرعون لكن الله سبحانه و تعالى هو الذي قال عن نفسه { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } (21) سورة يوسف . و يجب أن نثق بهذا أن الله الذي نريد أن نصدق معه و أن نجعله ولينا و أن نتولاه و أن نكون من أوليائه هو القوي العزيز و هو الغالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.
نسأل الله تعالى أن يصرف عنا كيد أعدائنا و أن يزيدنا قوة و إيماناً كلما أزداد أعداؤنا مكراً و كيداً و حقداً و إرهاباً إنه على كل شيء قدير .
و السلام عليكم و رحمة الله .
الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام .
محب الخير

ابن الجنيدي!!
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء مارس 07, 2006 8:17 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة ابن الجنيدي!! »

شكرا شكرا

هذا ما كنا في أنتظاره

الله أكبر. الموت لأمريكا . الموت لأسرائيل . اللعنه على اليهود . النصر للأسلام
الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام:
صمام الأمان للدولة الإسلاميــــــــــة ..
..

http://www.althqlin.net/sounds/ram/1289.ram

أضف رد جديد

العودة إلى ”متابعات حرب صعدة“