"الشفاعة ومشروعنا الحضاري "!

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

"الشفاعة ومشروعنا الحضاري "!

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

"الشفاعة ومشروعنا الحضاري "
مقدمة ومدخل

من المفيد اليوم أن نتحدث عن قضايا فكرية عالقة ذات عمق متجذر داخل الفكر الاسلامي تمس مشروعنا الحضاري الاسلامي - والذي نقدمه كبديل ونراهن عليه كمشروع ناجح - في احد ابعاده الفكرية وتضربه في العمق والصميم بطريقة او باخرى .
احد هذه القضايا الهامة مسألة الشفاعة والتى تثار اليوم وبشكل ملحوظ ويتم ترسيخ مفاهيمها و ابعادها الفكرية وقيمها الاخلاقية و الثقافية بطرق وكيفيات متلونة وعبر وسائل واساليب حديثة مختلفة !
هذه القضية الفكرية التى وجدت داخل البيت الاسلامي بشكل متعدد الطرح وذلك من خلال فهم متعدد للنص كوّن داخل المدارس الفكرية الاسلامية عددا من الاطروحات المتباينة فيما بينها.!


فالمدرسة الزيدية وجمهور المعتزلة والمدرسة الاباضية يذهبون الى أن الشفاعة خاصة بمن توفاه الله من المؤمنين وليست لغيرهم ممن مات من "أهل الكبائر" وهوعاكف على ارتكاب المعاصي مستمر على ممارستها " فسقة المسلمين "

بينما يذهب المرجئة وهم شريحة واسعة داخل المدرسة الحشوية و المدرسة الأشعرية ومدرسة المجبرة وبعضا من المحدثين وبعضا من علماء المعتزلة إلى أن الشفاعة ثابتة لأهل الكبائر من هذه الامة!

وتنفرد المدرسة الامامية بقول خاص وغريب وهو أن الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة لمرتكبي الكبائر من الامة بينما يشفع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لفساق الشيعة ..!

لقد كوَّن هذا الفهم الفكري المتنوع في احدى ثنائياته فهما سلبيا للنص مع الاسف كانت ومازالت نتائجه تشكل رافدا ثقافياً له العديد من العناصر ذات الطابع السلبي الضار داخل البيت الاسلامي !
اهم هذه العناصر ما يلي:-

1- شرعنة الامر الواقع وضعف الارادة وغياب الفاعلية وركون أكثر شرائح الامة خصوصا " جيل النهضة " وتماديهم في ما هم عليه من معاصي واثام بطرق مستوحاه من نصوص ظنية تربع على عرشها نص ظني قابل للنقاش والتأويل والتعديل في بعض رواياته "شفاعتي لاهل الكبائر من امتي " فقد روى الحسن البصري هذا النص الظني بزيادة في أوله تبطل مدلول هذا الايحاء " ليست شفاعتي لاهل الكبائر من امتي " كما يمكن تأويل هذا النص بزيادة قيد يأتي في اخره فيقال : " شفاعتي لاهل الكبائر من أمتي" من تاب منهم.. أولمن تاب منهم !

2- صراع المفاهيم أو تصادم النصوص وابطال فاعلية بعضها " التوبة والاستغفار" " الترغيب والترهيب " في مقابل مسألة "الشفاعة "

3- اعاقة مشروعنا الحضاري وادخاله في حالة شلل وكساح و غيبوبة مستدامة يتبين ذلك من خلال النظر الى موكنين هامين :-

الاول: يتعلق بالتركيبة الداخلية لشرائح المنظومة الاسلامية
وهذا المكون هو الاهم على المستوى الداخلي وقد فهم هذا من خلال العنصر سابق الذكر"ثقافة الركون" أعني تشكيل وصياغة ثقافة الفرد والمجتمع من الداخل واضرار تفشي دواعي الذنب والتشجيع بطريقة ايحائية على الاستمرار في ممارسة الذنوب والمعاناة من عقدة الذنب والشعور بالدونية والذلة فيما بعد قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾ سورة الرعد [11] وحرمان البيت الاسلامي من بركات السماء قال تعالى : ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ سورة الاعراف [96]


الثاني : يتعلق بفاعلية المشروع على المستوى العملي أو فقد "عنصر القدوة " وتأثيره على الحضارات والثقافات الاخرى وهذا على المستوى الخارجي و يفهم هذا من خلال الاشارة الى أنا بحاجة ماسة الى مشروع حضاري ذو كمال مطلق خالي من السلبية في أحدى صوره كما سيأتي ! 4-

4- ترسيخ قيم ذات طابع سلبي داخل البيت الاسلامي وبهذا الشكل الذي يستقطب شباب الامة الاسلامية وخيرة رجالها ونسائها من مبدعين ومفكرين ومثقفين وصناع قرار وصناع حياة وغيرهم لا تنحصر اضراره على عالم الشهادة وحسب "فترة الحياة وطريقة تفكيرنا وطريقة عيشنا وطريقة تعاملنا مع انفسنا وواقعنا " بل تطال عالم الغيب وما نؤمن به "خيبة الامل والشعور بالصدمة هناك " .

لقد خاطب الشارع الحكيم كل شرائح المجتمع وحذرهم من ثقافة الركون والاتكال في كثير من النصوص "لا تزولا قدما عبد حتى يسئل عن اربع......" بل واشار في اثر آخر الى من يقفون في مواقع اتخاذ القرار وخاطبهم بقوله :
"من ولي شيئاً من أمور المسلمين أتى يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، حتى يكون عدله الذي يفكه، أو جوره الذي يوبقه".

ثم يردف ذلك في أثر خالد فيقول:
"فَوَالَّذِي نَفْسُ مْحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ، وَمَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ دَارٍ إِلاَّ الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ".
هذه النصوص المستقاه من الدليل الثاني (السنة) التى اشرتُ اليها تنسجم تماما مع نصوص القرآن و مع روح القرآن قال تعالى :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ سورة البقرة [254]
لقد ذهبت فرقة المطرفية الى انكار مسألة الشفاعة من حيث هي وهذا القول وإن كان يستند الى دليل عقلي معتبر في احدى صوره لكنه غير صائب وسديد، فمسألة الشفاعة للمؤمنين دليها يأتي من طريق النقل ثم من طريق العقل فقد أجمعت الامة على أن مسألة الشفاعة ثابتة من حيث هي لرسولنا صلى الله عليه وآله وسلم ولغيره من الشفعاء قبل حدوث قول المطرفية هذا ولكن الخلاف بينهم لمن هي ؟؟أو لمن تكون؟؟ فقط .


إن الامة اليوم في امس الحاجة الى مشورع حضاري نهضوي مكتمل مسؤل يحمل في ابعاده وخطوطه العريضة ايجابيات مطلقة متجردة عن مثل هذه السلبية التى تجعل من مسألة الشفاعة داخل البيت الاسلامي شماعة تعلق عليها تبعات العباد وافعالهم وما اقترفوا من ذنوب واثام ومعاصي بل وتوحي اليهم بثقافة الركون هذا الركون و هذه الذنوب هي السبب الرئيس والمسؤل الاكبر عن تخلف الامة وانحطاطها وفقدان هويتها وعزتها وكرامتها ...!

اخوكم /الغيل تحياتي
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الجاحظ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 24
اشترك في: الثلاثاء فبراير 07, 2006 10:26 am

مشاركة بواسطة الجاحظ »

السيد محمد الغيل


لو أن شخصا

عاش مئة عام

تعلم فيها شتى أنواع العلوم

و كان همه فيها كلها أن ينصر الدين و يرد على شبه أعدائه و أن يبين لأبناء هذا الدين أحكامه

فهدى في هذه المئة عام 100000 رجل للإسلام


و ورث هذا الرجل عن عائلته أموالا لا تأكلها النيران

فأنفقها جميعا في سبيل الله

و ما كان بمضي يوم من أيام سني حياته المئة إلا و هو مقيم الموائد للآلاف من الجوعى و أبناء السبيل و الفقراء

و كان هذا الرجل أعبد الناس لله عز وجل

كان يصوم يوما و يفطر يوما

و يقوم الليل و لا يكثر من النوافل مثلما لم يفعل أحد

و كان يضرب به المثل في تقوى الله

حتى قيل أتقى من فلان

باختصار

كان أعبد أهل الأرض و أعلمهم

و كم جاهد في سبيل الله حتى لا تجد فيه شبرا إلا فيه ضربة رمح أو طعنة سيف


لكن هذا العابد العالم المجاهد المحسن لمدة مئة عام

بعد أن صار عمره مئة عام و بعد أن أنها صلاة قيام الليل التي دأب عليها لمدة مئة عام

رأى أمامة قنينة خمر

فشرب جرعة

جرعة واحدة فقط و هو يعلم أنها خمر

فكانت الخمر مسممة

فمات على الفور


--------

مشروعك النهضوي

يقول أن معصية دقيقة

ضيعت طاعة مئة عام

في حكم القاضي فيه أعدل العادلين

بينما لو شارون استيقظ من غيبوبته و أسلم ثم مات

غفر له ما تقدم و ما تأخر

فهل هذا حكم العادل الرحيم
!!!!!!!11

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

اتفهم كثيرا ما تذهب اليه اخي الجاحظ

لكن اخي الست معي أن عبادة هذا الشخص كانت بطريقة غير سليمة وصحيحة أو غير مقبولة فمن هذا حاله من المتعذر عليه أن يقع في ذنب كهذا بحكم أنه قد عصم نفسه بالكيلة ورباها عن الوقوع في مثل هذه المعصية ثم إن الله سبحانه قد تولى العناية بهذا المؤمن وتكفل أن يزيده من فضله هدى وتقوى

قال تعالى :﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[69] وقال تعالى : ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ﴾[17] وقال تعالى :﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[69] وقال تعالى : ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾،

قال الامام الهادي في كتابه المجموعة الفاخرة :

كود: تحديد الكل

فكذلك يفعل الله بمن آمن واتقى، كما يخذل من عند عن أمره وعصى. ولولا ما ركب فيهم من الاستطاعة (أولاً ما نالوا زيادة الله لهم في الهدى آخراً، ولكن بما جعل فيهم من الاستطاعة ما يقدرون) على الطاعة والعصيان، فآثروا الطاعة ورفضوا المعصية، فصاروا بذلك مؤمنين، فاستأهلوا من الله الزيادة في كل خير، والدفع منه عنهم لكل ضير. ألا ترى كيف يقول: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾، يقول: لما أن عملوا الطاعة بما فيهم من القدرة والاستطاعة زدناهم من الخير والكرامة.

هذه العبادة التى اشرت اليها اخي الكريم في الحقيقة تماثل عبادة ابليس الذي عبد الله ستة الآف سنة لكنه سقط في نهاية المطاف بسبب وجود خلل ما في عبادته فسقط في نهاية المطاف

ومن ثمة تجد أن الفرض الذي بنيت عليها استنتاجك غير سليم !

تحياتي
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

أحسن الله إليكم أخي محمد الغيل وكتب أجركم.

الأخ الجاحظ، لا أظن أن رجلا يعيش مائة عام في الطاعات والقربات الى الله قد تُسوّلُ له نفسه بشرب خمرٍ. أليس كذلك؟

ثم أين العدل؟؟ كيف نفيت صفة العدل عن الله سبحانه وتعالى.

لو فكرت مثلك لقت هب أن توأماً ولدا فمات أحدهما وعاش الآخر حياة غاص فيها في المعاصي. ألم يكن من المحتمل أن الأول كان سيعيش نفس الحياة؟
أين مصير كل منهما الان؟وكيف سيحاسب الله كلاهما.
تحياتي
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

بسم الله الرحمن الرحيم.

تعليقا على سؤال الأخ الجاحظ:

قال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
وقال سبحانه: ( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية* وأما من خفت موازينه فأمه هاوية)
صدق الله العظيم

أخي محمد الغيل ما هو رأيكم في الموازنة وما هي أدلة الإحباط في العمل؟

تحياتي
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بكم أخي العزيز نشوان

في البداية دعني هنا اوضح لك امرا هاما و ذلك بخصوص تعليقكم على مداخلة أخي الجاحظ .

ادرجتم قوله تعالى في سورة الزلزلة قال تعالى :﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾[7]﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾[8]

لتعرف أخي أن "مَنْ " هنا في قولة تعالى :" فَمَن يَعْمَلْ" من الفاظ العموم بمعنى أن هذا النص يدخل تحته كل المكلفين المخاطبين بالتكاليف وهم على ثلاث طوائف 1- طائفة الكفار
2- طائفة الفساق
3- طائفة المؤمنين



وأعلم أيضا أن أعمال المكلفين لها وصفان :

أ‌- أعمال خير وصلاح
ب‌- أعمال شر وفساد


فكل اعمال المكلفين تحمل هذين الوصفين أو ما يعرف ب "الثنائيات الضدية "
فالكفار يعملون "بالثنائيات الضدية" أو "خير وشر"

والفساق يعملون "بالثنائيات الضدية" بينما المؤمنون يحصرون أعمالهم في اطار أعمال البر والخير والصالحات أو في اطار "الفردية " واعني بالفردية هنا هجرهم للمعاصي والمنكرات وعصمتهم عنها لثبوت عنصرين هامين .

الاول : سعيهم المستمر الدائم لتكملة كمالاتهم الذاتية
الثاني : معية الله لهم


اشرتُ الى هذا في قولي السابق

أقتباس :
" بحكم أنه قد عصم نفسه بالكيلة ورباها عن الوقوع في مثل هذه المعصية ثم إن الله سبحانه قد تولى العناية بهذا المؤمن وتكفل أن يزيده من فضله هدى وتقوى"
وهنا من المفيد أن اشير الى مصطلح هام يذكره اهل الاصول وهو " ما من عام الا وقد خص "


ولعلكم أخي نشوان الآن تبحثون عن المخصص في حق الطائفة الاولى "الكفار" ..

اقول لكم أخي تأمل قوله تعالى في سورة النور : ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾[39]

وتبحثون عن المخصص في حق الطائفة الثانية "الفساق "...

اقول لكم: أخي تأمل قوله تعالى في سورة البقرة : ﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ﴾[200]
﴿وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[201]
﴿أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[202]
وقوله تعالى في سورة يونس : ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[26]
﴿وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[27] ومما لا اشكال فيه أن الفاسق ممن كسب السيئات استظهر ايضا بقوله تعالى ايضا في سورة ص : ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾[28] ومما لا اشكال فيه أن الفاسق من المفسدين في الارض
واستظهر ابضا بقوله تعالى في سورة القلم ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾[34]
﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ﴾[35]
﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾[36] والفاسق مجرم ولا اشكال فيه


أخي الكريم نشوان

تعرف أن الله خاطب المؤمنين في سورة النور بقوله تعالى : ﴿ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[2] عندما ذكر حكم من اقترف هذه الجريمة القذرة من ابناء هذه الامة وتعرف أنه تعالى رفع عمن مارسها اسم المؤمن أو المؤمنة فقال تعالى : ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[2] دل على رفع اسم الايمان ايضا قوله تعالى: ﴿الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾[3] لقد سمى الله تعالى من يقترف هذه الجريمة بسم اخر "الزاني " مع أنه من ابناء هذه الامة ورفع عنه اسم المؤمن أو المؤمنة وبهذا يظهر لكم قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.... الخ )

.... وللحديث بقبة والسلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

أحسن الله إليكم سيدي وأستاذي / محمد الغيل
وكتب الله أجركم بكل حرفٍ كتبتموه


نشوان الحميري كتب:وما هي أدلة الإحباط في العمل؟
قال تعالى ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون )

وقال تعالى : ( ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين )

وقال تعالى : ( ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم )

وقال تعالى : ( ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم )

وقال تعالى : ( يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون )


صدق الله العظيم
صورة
صورة

الجاحظ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 24
اشترك في: الثلاثاء فبراير 07, 2006 10:26 am

مشاركة بواسطة الجاحظ »

السيد محمد الغيل

قلت :
لكن اخي الست معي أن عبادة هذا الشخص كانت بطريقة غير سليمة وصحيحة أو غير مقبولة فمن هذا حاله من المتعذر عليه أن يقع في ذنب كهذا بحكم أنه قد عصم نفسه بالكيلة ورباها عن الوقوع في مثل هذه المعصية ثم إن الله سبحانه قد تولى العناية بهذا المؤمن وتكفل أن يزيده من فضله هدى وتقوى
و أقول لك

غير المثال

بعد أن أنهى صلاة قيام الليل

ذهب ليطمئن على أحفاده كما كان يفعل دوما

فوجد حفيدته تأتي الفاحشة مع أحدهم

فقتلها

و أصيب بنوبة قلبية فمات على الفور

هل عدل من الله أن يعذبه في نار جهنم للأبد و ينسى أل 100 عام الذي مضاها كأفضل عابد لله !!!

المسألة بديهية

هذا أمر قبيح في عقول كل البشر

و من يدعي أن الله عادل و أن لا يفعل القبائح

هو أولى الناس بأن يأخذ في حسبانه هذا الأمر !!!!

-----

قال الأخ نادر :


.
الأخ الجاحظ، لا أظن أن رجلا يعيش مائة عام في الطاعات والقربات الى الله قد تُسوّلُ له نفسه بشرب خمرٍ. أليس كذلك؟
تدعي أنه يستحيل

فأقم الدليل

و على كل فخذ المثال الثاني

و هو جريمة الشرف

و لا أظنك و أنت عربي تدعي أنه يستحيل

بل ربما تدعي أنه يستحيل العكس
------


ثم قلت :

ثم أين العدل؟؟ كيف نفيت صفة العدل عن الله سبحانه وتعالى.
لم أنف أن الله عادل
و إنما نفيت أن يكون من يفعل ما تدعونه عادلا


لو فكرت مثلك لقت هب أن توأماً ولدا فمات أحدهما وعاش الآخر حياة غاص فيها في المعاصي. ألم يكن من المحتمل أن الأول كان سيعيش نفس الحياة؟
أين مصير كل منهما الان؟وكيف سيحاسب الله كلاهما.
و من قال لك أننا لا نفكر بهذا

و الذي هو المسألة المعروفة و الشهيرة بتكليف من يعلم من حاله أنه يكفر

و أن الله يتكليفه ضره مضرة ليس مثلها أي مضرة أخرى

و التي هي أكبر شبه المجبرة و الملاحدة تجاه نظرية التكليف

و التي لو قرأت القاضي عبد الجبار

ستجده في ج12 من المغني يخصص مئات الصفحات للرد عليها ويطنب فيها حتى أن محقق الكتاب يتهكم عليه و يقول أن يفعل هذا لأن تكليف الكافر أمر قبيح في عقول كل العقلاء و القاضي يزعم نفي القبائح عن الله وفقا للتقبيح و النحسين العقليين لكنه يلزمهم في هذه المسألة


و هذه المسألة هي بالذات موضوع المناظرة التي كانت سبب انفصال أبو الحسن الأشعري عن المعتزلة

إذ أنه سأل أبا علي الجبائي (رأس المعتزلة في عصره)

ما رأيك في 3 أخوة كبير صالح و كبير طالح و صغير لم يبلغ ما يكون مصيرهم

فأجاب الجبائب الكبير الصالح في الجنة في الدرجات العليا و الصغير في الدنيا و الطالح في النار


فقال الأشعري : فلو طلب الصغير من الله أن يدخله الجنة في الدرجات العليا مع أخيه ما يجيب؟

فقال الجبائي : يجيب الله أن ليس لك عمل فأثيبك عليه و أدخلك مع أخيك ؟

فقال الأشعري : فإن أجاب الطفل بأن الذنب ليس ذنبي و إنما أنت لم تسمح لي أن أعيش و أكبر و أعمل صالحا .

فقال الجبائي : يجيب الله أنني علمت أنك لو كبرت لصرت عاصيا فاسقا كافرا فلطفت بك و أمتك صغيرا كي لا تكون في النار

فقال الأشعري: فإن قال أخوه الذي في النار يا الله لم لم تمتني صغير مثل أخي الصغير كي لا أكبر و أعصيك فتدخلتي النار

فأجاب الجبائي : أنت مجنون

و علق الأشعري فبهت حمار الشيخ

و بعدها انفصل الأشعري عن المعتزلة و كون فرقته الأشعرية التي هي الآن تشكل الغالبية العظمى من المسلمين =90% منهم

سلاما

[/quote]

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

الجاحظ كتب:و أقول لك

غير المثال

بعد أن أنهى صلاة قيام الليل

ذهب ليطمئن على أحفاده كما كان يفعل دوما

فوجد حفيدته تأتي الفاحشة مع أحدهم

فقتلها

و أصيب بنوبة قلبية فمات على الفور

هل عدل من الله أن يعذبه في نار جهنم للأبد و ينسى أل 100 عام الذي مضاها كأفضل عابد لله !!!
هذا الذي عبد الله 100 عام
هل أباح الله تعالى له القتل في لحظة غضبه !!؟
إذا كان يعبد الله تعالى طوال تلك الفترة على يقين ، فهل أمره الله تعالى بقتل الزانية !!؟؟

ولنأتي إلى موقف أكثر حساسيةً مما ورد في مثالك :-
عندما وجد الزوج زوجته تزني مع شخص
فهل أباح الله تعالى له قتلها !!!؟؟
أم ماذا ؟؟؟

قال تعالى : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)

وقد توعد الله تعالى بإحباط العمل بمجرد رفع الصوت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ{الحجرات:2}

فالأولى بذلك الرجل الذي عبد الله تعالى 100 عام .. أن يلتزم أوامر ونواهي من عبده طيل تلك المدة !


ولا ننسى أن الخوارج كان يضرب بهم المثل في العبادة
إلا أن كل تلك العبادة ذهبت هباءً منثوراً !!

وأيضاً ما تفضل الأستاذ محمد الغيل .. بذكره مما كان عليه حال إبليس


وسلام الله على أمير المؤمنين (ع) القائل : ( نومٌ على يقين ، خيرٌ من عبادةٍ على شك )
صورة
صورة

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

الجاحظ33333

قلت
تدعي أنه يستحيل

فأقم الدليل

الأصل في رجل تعبد الله مائة عام ألا يفعل المعاصي فمن قال بغير ذلك هو من عليه أن يقيم الدليل!!!

ولا تزيد الأمور تعقيداً فالقضية أسهل من هذا بكثير، فصفة العدل وإحاطة العلم بكل شيء تزيل كل لبس.
رتب الأمور في رأسك قليلاً وستصل إلى نتيجة.

ودع تذييل خطاباتك بسلاما من باب احترام الاخرين.
صورة

المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: الأربعاء أغسطس 03, 2005 1:25 pm

مشاركة بواسطة المنصور »

قال الإمام علي عليه السلام :

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَالْكِبْرِيَاءَ،وَاخْتَارَهُمَا لنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ،وَجَعَلَهُمَا حِمىً وَحَرَماً على غيره، وَاصْطَفَاهُمَا لِجَلاَلِهِ. وَجَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ، ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذلِكَ مَلاَئِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ، لَِيمِيزَ المُتَوَاضِعيِنَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَهُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ القُلُوبِ، وَمَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ: (إِنِّي خَالِقٌ بَـشَراً مِنْ طِينٍ *فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ) اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بَخَلْقِهِ، وَتَعَصَّبَ عَلَيْهِ لِأَصْلِهِ. فَعَدُوُّ اللهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ، وَسَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، الَّـذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ، وَنازَعَ اللهَ رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ، وَادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ، وَخَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ. أَلاَ تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللهُ بِتَكَبُّرِهِ، وَوَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ، فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا مَدْحُوراً، وَأَعَدَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ سَعِيراً وَلَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُور يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ، وَيَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ ، وَطِيب يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ ، لَفَعَلَ، وَلَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً، وَلَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى المَلائِكَةِ. وَلـكِنَّ اللهَ سُبْـحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ، تَمْيِيزاً بِالْإِخْتِبَارِ لَهُمْ، وَنَفْياً لِلْإِسْتِكَبَارِ عَنْهُمْ، وَإِبْعَاداً لِلْخُيَلاَءِ مِنْهُم.
فَاعْتَبِروا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ بِإِبْلِيسَ، إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ، وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ، وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللهَ سِـتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ، لاَ يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ، عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ. فَمَنْ بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ؟ كَلاَّ، مَا كَانَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً. إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْـلِ السَّـماءِ وأَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ، وَمَا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمىً حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمينَ) [الخطبة رقم (192)ص (423) طبعة دار البلاغة . الطبعة الثانية].(1)
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )
[img]http://mail.google.com/mail/?attid=0.1& ... 9296cc0528[img/]

الحوراء
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 760
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 4:29 pm

مشاركة بواسطة الحوراء »

:)
آخر تعديل بواسطة الحوراء في السبت مارس 11, 2006 6:37 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
اللهم ارحم موتانا و موتى المؤمنين والمؤمنات...و كتب الله أجر الصابرين و المجاهدين ،،
صورة
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »



بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر كل من ساهم هنا واثرى الموضوع بمداخلةٍ مفيدة وأنا بنتظار المزيد :) .
نعم أخي العزيز / نشوان
ظهر مما سبق أن المكلفين يقومون بأعمالٍ مختلفةٍ متباينة في حال حياتهم ..!
وهم في يوم القيامة أو في ارض المحشر ايضا سيكونون مصنفين بحسب اعمالهم . وتأمل معي في نفسة سورة الزلزلة قوله تعالى : ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾[6]
ومعنى ﴿ أَشْتَاتًا﴾ كما يراه بعضُ المفسرين "أي بيض الوجوه مستبشرين فرحين مسرورين وفي المقابل سود الوجوه خائفين تعلوهم ذلة ..الخ

وأعلم أخي في الله نشوان أن مسألة الموازنة واردة عندي أنا على هذا الاساس ...كوني انظر الى مًنْ مات وكيف مات..!؟
ولا انظرُ الى مسألة رحمة الله وسعتها ولا الى عدل الله ودقته !
فإنه سبحانه كتب رحمته لمن يستحقها قال تعالى في سورة الاعراف: ﴿وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾[156]
أنا أنظر الى الساعة أو الحظة التى مات فيها المكلف وهل صدرت عنه توبة قبل موته*..؟ ومتى تاب من شركه أو ذنبه..!؟
قال تعالى في سورةالنساء : ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾[17]
﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾[18]
وأقول: هنا أن من خرج من هذه الدنيا "فترة الحياة " وهو كافر.. أو فاسق... بدون توبة من ذنبٍ ولو من قريب فهذا عندى من اهلِ النار ومن كان من اهل النار فلا شفيع له ولا نصير .. البته !
قال تعالى في سورة غافر ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾[18]

ويبقى لنا مسألة "اعمال الفاسق الخيرية" التى عملها أثناء فترة حياته هل تصير هباء منثورا مثل الكفار ..؟
وهنا يختلف اهل العلم فمنهم من قال إنها تنفعه ومنهم من قال إنها لا تنفع البته..!
إن نظرنا الى التكوين الداخلي لجهنم - اعذنا الله منها آمين- وجدنا أن الناردرجات أ و دركات كما قال تعالى في سورة آل عمران ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾[162]
﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾[163]
وقال تعالى في سورة النساء : ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾[145]
فهنا تبرز أهمية هذه الاعمال "اعمال الفاسق الخيرية " وتظهرلكم وتتجلى مسألة الموازنة - أو مسألة عدل الله - بوضوح وهذا ما اميل اليه هنا ..!
فمادامت االنار دركات ودرجات مثل الجنة فإن اعمال الفاسق الخيرية والذي مات على فسقه قد تنفعه هذه الاعمال في هذه الحالة وذلك لتخفف عنه شيئا من العذاب قال تعالى في سورة غافر: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾[46] ..دل هذا الدليل على أن العذاب متفاوت فمادام يوصف هنا بالشدة مع آل فرعون فمن الموكد إنه يوصف بغيرها مع غيرهم قال تعالى في سورة ص: ﴿هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ﴾[55]﴿جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾[56] ﴿هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾[57]
﴿وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ﴾[58] ﴿هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ﴾[59] ﴿قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ﴾[60] ﴿قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ﴾[61]
======
• من المفيد هنا أن اذكر لكم احكام التوبة.
• التوبة تجب على العاصي عقلاً وشرعاً، لكونها لدفع الضرر عن النفس.
• تجب( التوبة) فوراً عقيب التلبس بالمعصية؛ لأن العاصي مخاطب بوجوبها في كل لحظة، وإن لم يفعل كان مصراً
• الاصرار على ممارسة الذنوب في حد ذاته يعد من المعاصي .
• حقيقة التوبة هي: النَّدم على ما أتى به من القبيح لقبحه وما أخَلَّ به من الواجب لوجوبه والعزم على أن لا يعود إلى شيء من المعاصي كلها مدة عمره
• التوبة مقبولة مع الإخلاص والإقلاع في كل وقت ما لم يُغَرْغِرْ بالموت وتحضر الملائكة لقبض روحه ففي الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم حين سئل ما حد التائبين؟ فقال: (( من تاب قبل موته بسنة قبل اللّه توبته ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير ثم قال: من تاب قَبْل موته بنصف سنة قَبِل اللّه توبته ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير ثم قال: من تاب قبل موته بشهر قبل اللّه توبته ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير ثم قال: ومن تاب قبل موته بجمعة قبل اللّه توبته ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير ثم قال: من تاب قبل موته بيوم قبل اللّه توبته ثم قال: ألا وإن اليوم لكثير ثم قال: ألا من تاب قبل موته بساعة قبل اللّه توبته ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير ثم قال: من تاب قبل أن يغرغر بالموت قبل اللّه توبته ثم تلا قوله تعالى من سورة النساء : ﴿ثُمَّ يَتُوبُوْنَ مِنْ قَرِيْبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوْبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيْماً حَكِيْماً﴾[17] وايضا فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم: ((كل ما كان قبل الموت فهو قريب )).
• لا تقبل توبة المُضْطَر وقت النِّزاع دل عليه قوله سبحانه وتعالى في سورة الفرقان : ﴿يَوْمَ يَرَوْنَ المَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِيْنَ وَيَقُوْلُوْنَ حِجْراً مَحْجُورا﴾[22] وقال سبحانه في سورة النساء : ﴿وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِيْنَ يَعْمَلُوْنَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُم المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِيْنَ يَمُوْتُوْنَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيْماً﴾[18].
• التوبة مُكَفِّرة للمعاصي مطلقاً بالإجماع لقوله تعالى في سورة طه: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾[82]
• ومن شرط التوبة أيضاً أن تكون عامة من كل معصية
• ولا يكفي التلفظ بالاستغفار حتى يطابق اللسان القلب والعزم الصادق على الإقلاع... روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقد سمع رجلاً يستغفر في حضرته فقال عليه السلام: (( ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان:
أولها: الندم على ما مضى.
والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً.
والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم، حتى تلقى اللّه سبحانه أملس ليس عليك تَبِعة.
والرابع: أن تَعْمَد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.
والخامس: أن تَعْمَد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم، وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: أستغفر اللّه )).
تحياتي
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

أخي محمد الغيل شكرا كثيرا وقد استفدت من طرحك كثيرا فجزاك الله خير الجزاء... ولكن لا زال عندي بعض التساؤلات على ما طرحت وعلى ما طرحه الأخ المتوكل.
إنما أحتاج إلى برنامج للقرآن الكريم يسمح لي بنسخ ولصق الايات إن كان هناك من يستطيع المساعدة.

تحياتي.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

نشوان الحميري كتب:
إنما أحتاج إلى برنامج للقرآن الكريم يسمح لي بنسخ ولصق الايات إن كان هناك من يستطيع المساعدة.

تحياتي.
راجع هنا :-
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=3526
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“