العلامة الديلمي يكتب.رسول الرحمة.

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
ميتم الاشبال
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 233
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 14, 2005 11:19 am

العلامة الديلمي يكتب.رسول الرحمة.

مشاركة بواسطة ميتم الاشبال »

رسول‮ ‬الرحمة‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وآله‮ ‬وسلم


العلامة/ يحيى بن حسين الديلمي

محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء من أجل العلم والانعتاق من كل عبودية، من أجل أن يستفيد الإنسان من كل قدراته، ومن كل ما هو حوله وفوقه وتحته بين الله تعالى في هدف هذه الرسالة التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فقال الله سبحانه: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).

فالغاية من هذه الرسالة، التلاوة، التزكية التعليم، ثم تلاوة ماذا؟ (الآيات)، والآيات كونية.. إن في خلق السماوات والأرض لآيات نفسية، (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).

قرآنية (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) عقلية (أفلا يعقلون)، (لو كنا نسمع أو نعقل)، غيرها (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت)..

والتزكية: ما هي الزكاة: هي النمو، وهي الطهارة.

والنمو فيه معنى السمو.

ومن جانب آخر هو الزيادة، والمعنى الآخر الذي هو الطهارة، فأي معنى يستطيع المرء أن يؤدي حقه، فهذه الكلمة تحمل كل معنى النقاء والصفاء في كل مدحة ومنقبة، حسية ومعنوية، فكرية ومادية، طهارة خلو من كل أنواع الدنس والقبح، صغر أو كبر، قرب أو بعد، في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، طهارة العين الأذن العقل القلب الروح الجسد اللسان..الخ، ثم نمو هذه النقاوة لتبلغ أعلى المراتب »أعلى عليين«.

ويعلمهم كلمة العلم، كلمة يفتخر بها الإنسان أياً كان، وفي أي مكان، وفي مرحلة عمرية، ومكانة إجتماعية.. العلم الذي يعني الحقيقة الناصعة الصادقة، ثم علم بما بالكتاب وبالحكمة، وهنا نقف لأننا أمام معلومات كون ونفس وإنسان وغيب وحياة ونظام فرد وأسرة ومجتمع ودولة وأمة وبشرية بل وجان وملائكة...الخ.

وما هي الطريقة التي بها يتلو، يزكي، يعلم، قال الله سبحانه وتعالى: (إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

(عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).

(فبما رحمة من الله لنت لهم)، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

هذا (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).

هذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بدأ دعوته، واستمر فيها بالكلمة الطاهرة الواعية الصادقة التي هزت العقول والنفوس كيف قابلها الآخرون، والعقل يقول بالترحاب بالفرح، بالابتهاج هناك من يدلنا على ما فيه رفعتنا، طهارتنا، سمونا، نتحول من الجهل والجهالات بظلمتها وقبحها إلى العلم إلى النور إلى الصفاء والنقاء...الخ.

الجواب لم يكن كذلك، بل بالسب، قالوا عنه: مجنون، قالوا عنه: ساحر، قالوا عنه: كذاب، عجباً لهؤلاء القوم، يد الحب والرأفة والرحمة.. الحب لهم بأن يكونوا قادة العالم بالفكر والسلوك والعدل والسمو.. حب للبشرية للأسود والأبيض.. للفقير والغني.. للقريب والبعيد.. لبلال الحبشي، ولحمزة بن عبدالمطلب. تمتد لهم ولكنهم يرفضون وليتهم رفضوا أو تركوا الآخرين يُعملون عقولهم، ويقلبون بصرهم وبصيرتهم.. منعوا غيرهم وسعوا بكل ما أوتوا من قوة وأسلوب ليوقفوا المد الإلهي.. ليوقفوا قافلة الحب، ودعوة الرحمة.. قال الله تعالى عن منهج الجهال والجاهلين: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).

هذا منطق الطغاة، ومنهج الجبابرة في مواجهة العلم الطهارة الاستبصار..

الكلمة.. الدعوة الصادقة.. أن تحبهم وتريد لهم العزة والفخر، والسؤدد والعلم والنور والطهارة وهم يمكرون يثبتوك يقتلوك يخرجوك.. يحاربونك بكل ما أوتوا من وسيلة، وأسلوب بإهراق دمك، بسبك، بحبسك، بقيدك.. بشن هجوم إعلامي.. سافرة عليك لأنك تريد لهم أن يكونوا أنقياء أتقياء أصفياء طاهرون.. وهم سيتمتعون بكل شيء نافع، لكنهم لا يريدون أن ينتفعوا، ولا يسمحوا للآخرين بذلك، ولا يتركونك لتعمل على نشر الخير والعلم والطهر وهيهات للطغاة والجبابرة والجاهلون أن يقفوا أمام النور والعلم والحق والطهر.. (ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).

على الأمة اليوم الآن أن يعيدوا النظر في منهج حياتهم ويراجعوا ويدققوا فيما حوته عقولهم من أفكار ويحاسبوا أنفسهم فيما يصدر من جوارحهم من سلوك، وما انطوت عليه قلوبهم من حب وكره، فعليهم أن يكونوا على منهج العلم والنور والطهارة حتى يغير الله حال الأمة.. والله حفيظ عليم.

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

احسنت على هذا النقل
نسأل الله ان يفرج على علماؤنا الكرام
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“