المَهدَويّة عِندَ الزّيدِيّة والجَعفَرِيّة ..( بَحث).. !!!

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

المَهدَويّة عِندَ الزّيدِيّة والجَعفَرِيّة ..( بَحث).. !!!

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد .... .

سادتي الأفاضل ...... بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أطرَح عليكم بحث تكلّم عن المهدويّة عند الزيديّة والجعفريّة ، تناول عدّة جوانب مهمّة حول هذه القضيّة .

أرجو الاطّلاع ، وتزويدنا بتعليقاتكم التي لا غنى لَنَا عَنهَا ، ودُمتم بود .

http://www5.domaindlx.com/MHMH/index.htm


أخوكم / الكاظم .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الساعي الى الحقيقة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 8
اشترك في: الأحد يناير 08, 2006 11:39 am

مشاركة بواسطة الساعي الى الحقيقة »

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين

جزاك الله خيرا اخي الكاظم

لقد كان بحثك من اروع ماقرات عن الإمام المهدي عليه السلام

وارجوا من الاخوه الاثني عشريه سعه الصدر - فنحن هنا نطلب العلم و الفائده بالبحث والرد بالحجه

وهذا لاينفي اخوتنا ومحبتنا لكل من يحب و يناصر ال محمد عليه الصلاه والسلام

مره اخرى - جزاك الله خيرا اخي الكاظم و هدانا واياكم لما فيه الخير

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

الأخ الساعي!
السلام عليكم ورحمة الله
قلتم:
وارجوا من الاخوه الاثني عشريه سعه الصدر
أنتم و قبل ذلك كان يجب عليكم أن تطلبوا من المسمى بالكاظم الأدب و المصداقية في البحث و الحوار
فإن هذا المشارك قد أظهر عناده للإمامية في أكثر من موضع
و منها فيما كتب في هذا الموضوع.

أولا: هو كتب باسم المهدوية عن الزيدية و الإمامية
و لكن كلامه كغيره مركّز على التشنيع و الهجوم على الإمامية و كأنه ليس له واجب إلا أن يكتب ما يهاجم به الإمامية و لم نر منه أي موقف شجاع فيما يجري في اليمن أو السعودية و سائر بلاد المسلمين! و هو مختف في لبس التقية و لا يمكنه أن يظهر حتى اسمه خوفا!

ثانيا: إن هذا المتخصص!!؟ في الإمامية (على حد تعبير أحد المشاركين المحترمين في المجالس) :shock: يعتمد في كلامه و نقده على الإمامية على كتب السلفية الوهابية.
و يكفيكم تصريحه بأنه أخذ عن كتاب فيصل نور و أنتم تعرفون من هو فيصل نور؟! و ما هو موقفه من الشيعة عموما و من الإمامية خصوصا؟!
فالمسمى بالكاظم ليس إلا من يأخذ أفكاره من أمثال فيصل نور و صار حليفا استراتيجيا لأمثال فيصل نور السلفي العنود المتعصب!

قال هذا الشيعي الزيدي!! كافأه الله و شفاه:
نُحيلُ القارئ إلى كتاب الإمامة والنص للشيخ فيصل نور ، فإنَّ فيه ما يكفي ويشفي
!!!

ثالثا: إنه غير مؤدب و طبعا غير محترم و يشهد على ذلك أنه يملأ دائما كتاباته بالاستهزاء و كلمات ركيكة.

و هذا نماذج من استهزاءاته و ألفاظه الركيكة (والله يستهزأ به و يكافأه):
يُعبّر عن جهل مُركّب صادرٍمن أتباع هؤلاء الأئمة..
وهذا والله عارٌ وشنارٌ..
أنَّ دين الإمامية بالمنقول، والزيدية بالمعقول..
التعليقُ لأولي الحجا، والنُهى..
في قولهم بإمامةِ فتىً ماتَ والدهُ وهُوَ في الخامسة من عُمُرِهِ ما يجعلهُم مسخرةً..
أم أنّ هُناك روايةً جعفرية تقولُ أنَّ أعمارَهُم تتوقّف في النّمو شهرياً..
كافأ الله الضالَّ والمُضلّ والمُدلّس على عباد الله..
فإن دلَّ هذا فإنّما يدلّك على نصبٍ جلّي عند سلفِ الإمامية..
الغيبة التي تَلت الغيبة الصغرى ، مُباشرةً ، والتي نعيشها اليوم ، وعاشها أجدادنا من قبلنا ، وسيعيشها أبناءنا من بعدِنا...
وترحاً وتعساً لقومٍ فرّقوا بينَكما ، وخلقوا فجواتٍ بينكما وصلَتْ إلى الحقد والسّباب..
فيا لله وللعقول..
ثمّ يأتي ماحقٌ يقول : أنّ خبر الإثني عشر متواتر..
وحَشرُ الإثني عشر من روايات الجعفرية القميّة الإسميّة..
ولا أرى شناعةً في القول بعد قول شيطان الطّاق هذا..
وفرّقوا بين أبناء أصحاب الكساء ، الذي غطّى الحسنَ كما غطّى الحسين..
و ربما يأتي بعض الإخوة و ينصحني بسعة الصدر كما نصحوني قبل ذلك و يغمضون أعينهم عن كل هذه الاهانات و سوء الأدب!

هذا و إن هذا المشارك غير قادر على رد واحد من عقائد الشيعة الإمامية اللهم إلا بهذا اللحن من السخرية و اللعب بالكلمات و المنقولات. و إلا فيمكن إرجاع كل ما يلوم به الإمامية إلى ما يدعي اعتقاداه من مذهب الزيدية أيضا.
مثلا:
هو لا يقدر على فهم الروايات في عدم التسمية باسم المهدي ثم تسميته في موضع آخر علما بأن مثل هذا تجدونه في الروايات الزيدية أيضا.

هو يعيب على الإمام الصادق عدم علمه بسنين الغيبة و عدم إظهار العلم موجود في روايات الزيدية أيضا!

هو يتهم الإمامية بالتفريق بين أهل البيت و كتب الزيدية مملوءة مما يستفاد منه هذا التفريق من الزيدية أنفسهم و بمراتب أكثر و أعلى درجة مما يدعيه هذا المكابر.

يأتي و يقول كل إمام قائم فهو مهدي و لا يعرف أن هذا متناقض مع كل ما ورد في كون المهدي شخص معين بصفات معينة و هو الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا و الروايات المتواترة التي اعترف هو بها تدلنا على ذلك.

عند ما يصل الدور إلى الزيدية و ادعاءهم غيبة أئمتهم فهم شواد الزيدية و ليس لأئمتهم ذنب بل كل ما كتبوه في التاريخ من ذنب أتباعهم الغلاة و لا يمكن أن يعتنى بهم!؟!
و لكن عند ما يصل الدور إلى الإمامية فكل تلك الفرق البائدة التي كانت تدعي مهدوية الأئمة فهم من الإمامية و يجب أن يحكم بهم علي الإمامية الاثني عشرية!!

هو يشنع على تعدد أسماء أم الإمام ابن الحسن العسكري و كأنه لا يوجد مثل هذا التعدد أو الخلاف في الاسم في موضع آخر!!

هو لا يستطيع أن يفهم الأمور الخارق للعادة مثل الحمل بدون آثار أو التكلم في المهد صبيا و الزيدية كغيرهم من المسلمين يعتقدون ذلك في مواضع أخرى كثيرة و كتبهم مليئة بكرامات الخارق لعادة لأئمتهم!! و لا يجهل بهذا إلا جهول غير مطلع على آثار و كتب مذهب الزيدية أنفسهم.
و الجهل أحسن المحامل لمثله و إلا فمع العلم بمصادر المذهب و مشابهات ما يشنع به على الآخرين، فهو عنود مكابر عند ما يكرر تشنيعه على الآخرين!
فكافأ الله الضالَّ والمُضلّ والمُدلّس المكابر للحق!

هو يتهم سلف الإمامية بالنصب لمجرد رواية واحدة تحكي عن حسد بني فاطمة للمهدي!
و لا يشير إلى الكم الحائل من الروايات و الوثائق التاريخية المريرة التي تحكي لنا القتل و المقاتلة بين السادة ممن ينتمي إلى الزيدية و إلى فتاوى القتل و إهدار الدماء و الحروب التي راحت ضحيتها آلاف من أبناء فاطمة و شيعتهم. و كان هذا الجاهل لا يدري إذا تدل تلك الرواية الواحدة على نصب الإمامية فعلى ماذا تدل هذه الفتاوى و الحروب و التقتيل.
كما يوجد في مصادر الزيدية أيضا روايات متعددة تؤكد لنا وجود الحسد بين السادة! و لا يجهلها من يطلع على كتب القوم!
و لا يخرج أمر الكاظم إلا أنه جاهل (متخصص في الإمامية :wink:) أو متجاهل معاند!

هو يزعم أن من عنده علم الغيب يجب أن يكون علمه حاضرا و مؤثرا و يعمل على حسبه في كل حياته و عليه فيجب أن لا يخاف الأئمة الاثني عشرية من القتل..
و لم يعرف أن هذ الإشكال يمكن وروده في حق رسول الله أيضا! هل كان يعلم الغيب و لو بالوحي أم لا؟ أما كان يعلم رسول الله أنه دون إكمال رسالته لا يموت؟! فهل كان يبارز في الحروب من دون جنّة و مبالاة؟ فلماذا طلع الجبل يوم أحد؟ و لم يبق في ميدان الحرب؟!

هو لم يعرف معنى بيعة الأئمة للظالمين و أن معناه ليس إلا أنهم كانوا يعيشون في ظروف التقية و سلطة الظالمين و لو في بعض أيام عمرهم وهذا لا يستثني منه واحد من الأئمة الحادي عشر!
فإن الإمام الحسين أيضا عاش أكثر أيام عمره في أيام سلطة معاوية! فهل يستطيع مثل هذا المشارك أن يفهم هذا الأمر البسيط؟! :cry:
و في كلامه الكثير من الخلل و التخليط أكتفي بهذا
و قد كنت عهدت على نفسي ألا أدخل النقاش مع أمثال هذا المشارك الذين اعترفوا بأنهم مجانين و لا يرون أي قدر و اعتبار للتقريب و الوحدة و تخصصهم :| البحث عن الخلافات و التركيز عليها بطريقة الجدل و الاستهزاء..،
إلا أني إذا ما أرى تجاوز كل الحدود و تصفيق بعض من لا يعرف الحقيقة لأمثال هذه الجهال فعليّ مسؤوولتي.
و أعلمكم أني سوف لا أجيب في هذا الموضوع إلى أي ردّ محتمل يكتبه أمثال المسمى بالكاظم!
و أسأل الله الهداية للجميع
و تحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الانتصار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 92
اشترك في: الأحد ديسمبر 04, 2005 8:00 pm
مكان: السعودية
اتصال:

مشاركة بواسطة الانتصار »

يا أخوان والله إني أحس أن الكاظم يتعمد إيذاء أخواننا من المذهب الإثنى عشري الشيعي....

الذي يجمعنا وإياهم التشيع والعقيدة الصافية الخالية من التجسيم والجبر... وحب أهل البيت.....
ويترك أهل السنة يمرحون بدون أن يتكلم في مذهبهم.... رغم أن الصادق في التشيع يحارب أعداء التشيع والعقيدة.........
أن هناك شبه تماثل في أصول الدين بيننا وبين الإثنى عشرية.... وما تلك الروايات التي ذكرت في كتبنا وكتبهم إلا حرب لا أحد يدري كيف ظهرت ... ربما بسبب البعد عن بعض........ هاهو سيدي بدر الدين يعيد الوثاق الى الشيعة.....

يا أخوان والله لم يقف مع الزيدية أحد من المسلمين غيرهم............

يا أخي الكاظم بحث أكيد انه متعوب فيه وفيه لمسات رائعة.... لكن
انتهى الحوار في أصول الدين مع أهل السنة حتى نتجادل ويكفر بعضنا بعض من أجل إختلاف في اسم المهدي..........

والله إن الموسوي يعرف الكثير عن الزيدية وهو يحبهم وقد لاحظت ذلك من كلامه..... وما اشار اليه من وجود مشاكل في الزيدية وأحداث تبكي العيون .... نعم هذا صحيح ولا يجب أن ننكره ........
وهذا لا يعني أن نلغي أصولنا من أجل أخطاء تاريخية .. ومعلومات مغلوطة في كتب التراث الإسلامي المنسوب لنا.....

لن نحارب أقرب مذهب إلينا وأكثر من نصرنا .... يا أخي الكاظم إن الحوار في هذه المسائل يفتح موضوعات كثيرة تحوم على الزيدية نفسها .... وهي لا تعيب الزيدية وأهل البيت ... بل تعيب أشخاص مروا في التاريخ ........ فإذا أردنا أن نتكلم على عيوب الآخرين يجب أن نمحي كل عيب نملكه ، وبعد ذلك نبدأ لنقدهم.......
تراث أهل البيت حصل فيه التحريف الكثير..... عرفت ذلك من خلال بحثي ولأن الزيدية حصلت فيها ثورات أكثر من بقيتها كان ثوار كل عصر ينقحوا بعض الأخطاء التي اندست في مذهبنا....... لكن ليس معنى هذا أن كل التراث منقح.........

أخي الكاظم إننا في هذا الوقت في أمس الحاجة إلى أن يتحد الشيعة وينقح كل إنسان مذهبه ونلتقي على أصول معينة نبني بها العالم.........
إن إختلافنا مع السنة أصولي ..... وأرى إختلافنا مع الإمامية فرعي...أو من فروع الأصول....
إذا ولابد من حرب بين المذاهب لإظهار الحق( يعني حوار ومجادلة ) فليكن ضد الوهابية والسنة والخوارج.... ليس مع أنصارنا .......

لا تخاف على مذهبنا لن يختفي ... كان سيختفي لو لم تقوم حركة ثورية جديد لتنقحه...... والحمد لله قامت .... وسترجع الزيدية الحقيقية قوية بعد سنين قليلة........
حارب أعداءنا الحقيقين الوهابية لا أبقاهم الله....... الذي يريدون تدميرنا في كل مكان....

على الأقل إذا كان قصدك أن لا يتحول الزيدي إلى إثني عشري...... لو أفترضنا نظريتك هذه.....من أولى بالمحاربة ... من يسعى لتغيير الزيدي الى مذهبه... أو من يقتل الزيدي ويبيده........

ولو أردت أن تدافع عن الزيدية فليكفي أن تنقح أخطاءها .... كما فعلت في بعض بحوثك وقد أعجبتني جدا.........
وانا والله ممن يقرأ لك وتوافق آراءي اراءك كثيرا..... لكن حربك على الإمامية عجيبة......

والمشكلة أنك قابلت شخصا طيبا جدا اسمه الموسوي من أطيب من تابعتهم من الناس....
كان يستطيع أن يرد عليك بطريقتك..... يعني يخرج الفضائح....... وهي أخطاء تاريخية لن تدين المذهب.... بل تدين أصحابها.......لكن إحتراما للزيود فهو سكت وأكتفى بالإشارة........


أخي العزيز الغالي الموسوي ..... ها أنا زيدي ومتأكد من عقديتي ...وأشهد الله أني أحبك في الله................ولا تزعل من الكاظم ... فأنا متأكد أن قصده الدفاع عن الزيدية........
ويمكنك الرد عليه بطريقة علمية......إذا أردت... رغم إنى أرى لا خير في مجادلتنا الآن بالذات.. أقصد الشيعة بينهم البين..
أخي الكاظم سامحني هذا رأيي .... وأشهد الله أنك أعلم مني بكثير... ولكن الزيدية علمتنا أن نقول الحق .. حتى ولو على علمائنا........
لو أن عبداً أتى بالصالحــات غداً
وودّ كــل نبـي مرسـل وولــي
وعاش في النـاس آلافاً مؤلفــة
خلواً من الذنب معصوماً من الـزللِ
ما كان في الحشر عند الله منتفعـاً
إلاّ بحب أمير المؤمنيــن علــي

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

:| :(
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الغزالى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 60
اشترك في: الجمعة مارس 04, 2005 2:00 pm

مشاركة بواسطة الغزالى »

الاخوة الكرام

من حق الاخ الكاظم ان ينتقد الامامية لكن بدون هذه الحدة , و للاسف ما لمسته ان كثيرا من الزيدية يبغضون الامامية مع ان علماء الامامية يحبون الزيدية
لم ينطق على حد علمى احد من علماء الامامية بسب لائمة الزيدية و علمائهم , بينما الواقع هو ذم كبار ائمة الزيدية لائمة الامامية حتى وصل الامر الى رميهم بالنفاق !, و تكذيب الزيدية لعلماء الامامية كما راينا فى تكذيب الاخ الكاظم للكلينى و غيره مع انه لا يقدم على تكذيب البخارى و مسلم

و المطلوب هو الحوار العلمى بحثا عن الحقيقة , و لست فى صدد مناقشة ما كتبه الاخ الكريم لكن اشير الى نقاط فحسب :
المشكلة فى طرح الاخ الكريم انه غاب عنه الكثير من حجج و افكار الامامية

الامامية يثبتون امامة ائمتهم و عصمتهم بحجج العقل اولا , و بحجج من القران , و ليس مجرد روايات , و مع ذلك فرد الاخ الكريم على حديث الخلفاء ال 12 و تحديدا رواية مسروق " كعدة نقباء بنى اسرائيل " رد غير تام فالملك لا يعنى بالضرورة تولى القيادة فعلا بل معناه استحقاق الملك و القيادة بالعهد الالهى
كما ان هناك نقص فى الاطلاع على فلسفة الغيبة عند الامامية, فما عليه المحققون من الامامية ان سبب الغيبة هم الامامية انفسهم , اى ان الغيبة كانت عقوبة للامامية انفسهم قبل ان تكون عقوبة لغيرهم , فهى حرمان من جزء مهم من اللطف استحقه الشيعة و الامة بسبب موقفهم السلبى بل المعادى من الائمة الاحد العشر

يقول العلامة السبحانى :
"لماذا غاب المهدي ـ عليه السَّلام ـ ؟

"إنّ أسباب غيبته، واضحة لمن أمعن فيما ورد حولها من الروايات، فإنّ الإمام المهدي ـ عليه السَّلام ـ هو آخر الأئمة الاثني عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزة الإسلام بهم، ومن المعلوم أنّ الحكومات الإسلامية لم تقدّرهم، بل كانت لهم بالمرصاد، تلقيهم في السجون، وتريق دماءهم الطاهرة، بالسيف أو السم، فلو كان ظاهراً، لأقدموا على قتله، إطفاء لنوره، فلأجل ذلك اقتضت المصلحة أن يكون مستوراً عن أعين الناس، يراهم ويرونه لكن لا يعرفونه، إلى أن تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره، بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله، والانضواء تحت لواء طاعته، حتى يحقّق الله تعالى به ما وعد به الأُمم جمعاء من توريث الأرض للمستضعفين..."

"حرمان الأُمّة من اللطف .. مستند إليهم، لا إلى اللّه ولا إلى الإمام ، وذلك لأنّهم إذا لم يقوموا بوظيفتهم وأرادت الأكثرية مخالفته أو اغتياله،يختفي منهم ويكون حرمانهم من ألطافه وتصرفاته مستنداً إلى شقائهم لا إلى اللّه ولا إلى الإمام
وبعبارة أُخرى: إذا كانت الرعيّة هي السبب لاختفائه فهي السبب لحرمانها من فيوضه وإرشاداته التي منها، التعرّف بالأحكام ومعرفة صحيحها عن سقيمها، فليس خفاء بعض التكاليف، بأهمّ من سائر ألطافه، فما هو المجوّز لحرمانهم منها، هو المسوّغ له أيضاً، وعلى هذا، المصالح التي اقتضت غيبة الإمام وأوجبت حرمان الناس من الفيوض المعنوية، هي التي اقتضت حرمان الناس عن معرفة الحكم الصحيح عن الباطل،

.

فالغيبة عند محققى الامامية كانت عقوبة - حرمان من اللطف الكامل - للشيعة و للامة التى لم تزل مكبوبة على وجهها منذ فارقها نبيها ص


و هذا جزء من رد السيد النيلى يتعلق بمسالة الغيبة - مع تحفظى الشديد على قسوته على احمد الكاتب - :

إنَّ النَّظَرياتِ المَوضوعَةِ لتَفْسيرِ الغَيبَةِ لَيْسَتْ نَظَرياتٍ عَلَى الجَمْعِ، وَإنَّمَا هِيَ نَظَرِيَّةٌ واحِدَةٌ فَقَط صِيغَتْ صِيَغَاً مُخْتَلِفَةً بِحَسَبِ نَتَائِجِهَا لا لاخْتِلافِ الأسْبَابِ كَمَا زَعَمَ هَذا الجَّاهِلُ. وَهَذا مَا سَوفَ نُوَضِّحُهُ الآنَ مُخْتَصَراً:



أ. الحِكْمَةُ المجْهولَةُ:

وَهَذِهِ فِكْرَةٌ مُبْتَدَعَةٌ لا عِلاقَةَ لَهَا بالإمَامَةِ وإنْ قَالَ بِهَا أَسَاطينُ الفِكْرِ الشِّيعيِّ!

فَلا تَخْدَعْكُمُ الشِّهْرَةُ!

إِذْ كَيفَ تَكونُ مَجْهولَةً وفي عينِ الوَقْتِ يَطْلِبُ الحُجَّةُ نَفْسُهُ أنْ يُدْعَى لَهُ بالفَرَجِ ويؤَكِّدُ عَلَى مَكَارِمِ الأخلاقِ والعِبَادَةِ؟

فَمَاذَا يَقولُ الدَّاعي؟

وأيُّ سبيلٍ يَسْلِكُ لأَجْلِ تَقْريبِ الموعِدِ إذا كَانَ يَجْهَلُ السِّرَّ في الغَيبَةِ؟

أَقُولُ أَيْضَاً: إنَّ فِكْرَة الحِكْمَة المَجْهولَة لَمْ تُؤْثَرْ قط عَنْ أحَدٍ مِنَ الأئَمَّة الأثني عَشَر، فَهْيَ مِنْ أَقْوَالِ "العُلَمَاءِ" ومَزَاعِمِهِم لا غَيْر. بَلِ الحِكْمَةُ واضِحَةٌ جِدَّاً حَتَّى في أَجوبَةِ الإمَامِ الثاني عَشَر عَلَيْهِ السَّلام نَفْسِهِ حَوْلَ السُّؤالِ عَنْ سَبَبِ الغَيبَةِ والذي لَمْ يَرِدْ فِيهِ تَبْكيتُ السَّائِلِ وإهَانَتِهِ. فَبَدَلاً مِنْ أنْ يَقولَ لَهُ: (أَنْتُم سَبَبُ الغَيبَةِ) قَالَ في الجَّوَابِ مَا ذَكَرَهُ تَعَالَى في كتابِهِ الكَريمِ:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (101) سورة المائدة

وَهَذا جوَابٌ كَافٍ جِدَّاً يُوَضِّحُ السَّبَبَ مِنَ الغَيبَةِ، فَفِيهِ أَشْيَاء تَسِيءُ إلى سُمْعَةِ السَّائلينَ، لأنَّ العِلَّةَ في الأَتْبَاعِ لأنَّهُمْ لَمْ يَصِلوا بَعْدُ إلى دَرَجَةِ الوعَي والتَّسْلِيمِ لِلحُكْمِ الشَّرْعيِّ حَتَّى يَسْتَحِقُّوا الخِلافَةَ الإلهِيَّةَ.

أمَّا المُعَادَلَةُ القائِلَةُ أنَّ الحُكْمَ هُوَ الَّذي يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَى الإيمانِ، وإنَّ النَّاسَ في ضَلالٍ مَا دَامَ هُنَاكَ حُكَّامُ جُورٍ فَهْيَ مُعَادَلَةٌ مَقلوبَةٌ مُخَالِفَةٌ للتَّشريعِ الإلهيِّ، وَهْيَ مِنْ تَشْريعاتِ الَّذينَ كَفَروا.

فالحَرَكَةُ الاجتِمَاعيَّةُ هِيَ دَوْمَاً سَابِقَةٌ عَلَى أيِّ تَكْوينٍ سِيَاسيٍّ. وقَدْ جَمَعَ النَبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم) العِلاقَةَ بَيْنَ الحَاكِمِ والمَحْكومِ في عِبَارَةٍ مُوجَزَةٍ عَظيمَةِ الأَهَميةِ حِينَمَا قَالَ:

(كَيفَ مَا تَكونونَ يَكونُ أُمَرَاءُكُم)



وفي نصوصٍ أُخْرَى عَنِ السُّنَّةِ قَالَ:

(كَيفَمَا تَكونونَ يُؤَمَّرُ عَلَيْكُم)

وَلَو كَانَ الحُكْمُ هُوَ المُؤَثِّرُ عَلَى عَقَائِدِ النَّاسِ لَقَالَ عَكْسَ هَذِهِ العِبَارَة: (كَيفَمَا يَكونُ أمَرَاؤُكم تَكونونَ).

وَلكنَّ هَذِهِ العِبَارَةَ الأخيرَةَ خَاطِئَةٌ واقِعِيَّاً لأنَّ الأُمَرَاءَ يأتونَ دَوْمَاً نَتيجَةَ صِرَاعِ قِوَىً اجتماعيًّةٍ وفكريَّةٍ موجودَةٍ قَبْلَهُم وهُمْ نَاتِجٌ لَهَا.

فإذا وُجِدَ في السَّاحَةِ قَوْمٌ يُؤمنونَ بالخِلافَةِ الإلهِيَّةِ تَحَقَّقَتْ، وإنْ لَمْ يُوجَدوا فالفِتَنُ وأُمَرَاءُ السُّوءِ وحُكَّامُ الشَّرِّ هُمْ مَحْصولُهُم الوَحيدُ.

فَطَبيعَةُ الحُكْمِ هُوَ أَمْرٌ مُعَلَّقٌ عَلَى الاختِيَارِ البَشَريِّ إزَاءَ قَضِيَّةِ التَّوحِيدِ والتزاماتِهَا العَقَائديَّةِ وَمْنَ ثُمَّ الأخلاقيَّةِ. فَمَتَى وَقَعَ هَذا الاختيارُ عَلَى المَفْهُومِ الصَّحيحِ لِهَذِهِ القَضِيَّة فإنَّ مَسيرَةَ النَّوعِ البَشَريِّ سَتُفضي إلى الحُكْمِ الإلهيِّ حَتْمَاً. وَأمَّا إذا تُرِكَ هَذا الاختيارُ سَائِبَاً أو وَقَعَ هُوَ عَلَى المَفَاهيمِ الخَاطِئَةِ للقَضيَّةِ هَذِهِ، فإنَّ الخَرَابَ الدَّاخليَّ لا بُـدَّ أنْ يُطَال كُلَّ إنْسَانٍ، وبالتَّالي عَدَمِ اسْتِحْقَاقِ النَّوعِ البَشَريِّ إلاَّ لِحُكْمٍ مِنْ نَوعِ هَذا الخَرَابِ.

ومن هُنَا فإنَّ مُجَرَّدَ الاعْتِقَادِ بالخليفَةِ والحُجَّةِ لَنْ يَكونَ كَافٍ للظّهورِ مِثْلَمَا أنَّ مُجَرَّدَ القَولِ بِهَذا الاعتِقَادِ لَنْ يَكونَ هُوَ المناطَ.

فإنَّ الَّذينَ يَقُولُونَ ذَلِكَ هُمْ كَثْرَةٌ وأَكْثَرُهُم كَاذِبون ومُراءونَ وَأَهْلُ دُنْيَا ويَطْلبونَ المَهْديَّ لأغراضٍ شَخْصيَّةٍ. فَهُمْ يَرونَ فِيهِ حَاكِمَاً عَادِلاً يُخَلِّصُهُم مِنَ الظُّلْمِ لا غَيْر!.

وَهَذا التَّصَوُّرُ لَيْسَ قَصْرَاً عَلَى أَهْلِ الأدْيَانِ وَأَهْلِ الإسْلامِ.. فَكُلُّ الشُّعوبِ تُريدُ التَّحَرُّرَ مِنَ الظُّلْمِ وتُحَاوِلُ إيجَادَ قِيَادَةٍ عَادِلَةٍ!.

كَلاَّ.. إنَّ الإمَامَةََ هِيَ أكْبَرُ مِنْ هَذا التَّصَوُّرِ في نَتَائِجِهَا. والخِلافَةُ الإلهِيَّةُ هِيَ فَقَط لِقومٍ يُؤمنونَ ويُسلِّمونَ بالحُكْمِ الشَّرْعيِّ وَلَيْسَتْ لَدَيهِم أحْكَامُ مُسْبَقَةٌ ولا تَعْقيبٌ عَلَى الحُكْمِ الشَّرْعيِّ. فَهَذَا هُوَ جَوْهَرُ الإيمانِ وَهْوَ مُرْتَبِطٌ بِعَمليَّةِ سلوكٍ معقَدْةٍ جِدَّاً، إِذْ يَجِبُ أنْ تَكُونَ حاجَتُهُم الأولى لِلَّهِ وَحْدِهِ ولِطَاعَتِهِ لا للدُّنْيَا ولا حَتَّى للآخرَةِ والعَاقبَةِ السَّعيدَةِ في الجَنَّةِ!.

هَذا الوَعْدُ بالخِلافَةِ هُوَ تحديداً للَّذينَ آمَنوا بِعُصْمَةِ الإمَامِ عَلَيْهِ السَّلام وَلَمْ يَرِدُّوا عَلَى اللهِ في شيءٍ، وَكَانَ هَمُّهُم الأوَّلُ والأَخيرُ هُوَ رِضَاه تَعَالَى، وكانوا هُمْ في عَمَل مُسْتَمِرٍّ مَحْمومٍ للصَّالحَاتِ الَّتي رَضِيَهَا اللهُ تَعَالَى لَهُم. قَالَ تَعَالَى:

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور

والخِطَابُ للَّذينَ آمنوا كَمَجْموعٍ، وهُمْ مُخْتَلفي الدَّرَجَاتِ.

إِذَنْ لا تُوجَدُ حِكْمَةٌ مَجْهولَةٌ كَمَا زَعَمَ الكاَتِبُ الكَاذِبُ وإنْ قَالَ بِهَا بَعْضُ "عُلَمَاءِ" الشِّيْعَةِ كالصدّوقِ والطُوسيِّ وكاشفِ الغطَاءِ وغَيْرِهِم.

فالمَعْصومُ عَلَيْهِ السَّلام أَوْضَحَ بِجَلاءٍ وفي نصوصٍ عَديدَةٍ عِلَّةَ الغَيبَةِ. وقَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام: (لا تَسْألوا عَنْ أَشْيَاءَ إنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم..) الآية لَيْسَ هُوَ مَنْعَاً مِنَ السُّؤالِ لأنَّ الحِكْمَةَ مَجْهولَةٌ، بَلْ لا يَقولُ ذَلِكَ إلاَّ جَاهِلٌ. إنَّمَا الآيَةُ صَريحَةٌ في إلقاءِ التَّبِعَةِ عَلَى السَّائِلِ. فَهْيَ جَوَابٌ للسُّؤالِ، بَلْ هِيَ جَوَابٌ عَنِيفٌ لَو كَانوا يَعْلَمُون.



ب. نَظَرِيَّة التمحيص:

قَالَ الكاَتِب ..:

(وَهُنَاكَ نَظَرِيَّةٌ أُخْرَى لتفسيرِ الغَيبَةِ هِيَ نَظَرِيَّةُ التَّمحيصِ وقَدْ رَوَى الصدّوق والطوسي رواياتٍ عديدَةٍ في هَذا المَضْمونِ عَن الإمامينِ البَاقِرِ والصَّادِقِ وتَعْني تَمْحيصَ الشِّيْعَةِ وغَرْبَلَتَهُم وظهورَ حقيقَةِ إيمانِهِم بالمهْدِيِّ وصَبْرَهُم عَلَى البَلاءِ.

وتَتَحَدَّثُ بَعْضُ الرواياتِ: أَنَّهُ لا بُـدَّ لِصَاحِبِ الأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ يَغيبُهَا حَتَّى يَرْجَعُ عَنْ هَذا الأَمْرِ مَنْ كَانَ يَقولُ بِهِ: وَإنَّمَا هِيَ مِحْنةٌ أمْتَحَنَ اللهُ بِهِا خَلْقَهُ).

ثُمَّ ذَكَرَ تَشَابُهَ غَيبتَُهُ وإبطاءُهُ مَعَ إبطاءِ نوحٍ عَلَيْهِ السَّلام حَتَّى أَخَذَتْ طَوَائِفٌ مِنَ المؤمنينَ بِهِ تَرْتَدُّ طائفةً بَعْدَ أُخْرَى.

وَقَالَ: (وَلكِنْ لَمْ يَأخُذْ بِهَذِهِ النَّظَريَّةِ سِوَى الصدّوق وأَهْمَلَهَا المُفيدُ والمُرتَضَى والطوسيُ وفَسَّرَ الطوسيُّ الرواياتِ الوارِدَة في امْتِحَانِ الشِّيْعَةِ حَالَ الغَيبَةِ أَنَّهَا تَعْنِي الاتِّفَاقَ في ذَلِكَ في أَثْنَاءِهَا لا إِنَّهَا سَبَبٌ لَهَا).. انتهى الشاهد/ 164.

والكَاتِبُ كَعادَتِهِ في الكَذِبِ والتزويرِ لَمْ يَأْتِ بأغْلَبِ النصوصِ الهامَِّة في فِكْرَةِ التَّمحيصِ وَبتَرَ النصَّ الخاصَّ بتشبيهِ الإبطاءِ بنوحٍ عَلَيْهِ السَّلام كَمَا أَهْمَلَ كافَّةَ النصوصِ الَّتي تُشَبِّهُ غَيْبَةَ الإمَامِ عَلَيْهِ السَّلام بِغيبَةِ الرُّسُلِ عَلَيْهِم السَّلام كيونُسَ ويوسُفَ وإبراهيمَ وموسى حَيْثُ كَانَ لِكُلٍّّ مِنْهُم غيبةٌ طويلةٌ أو قصيرةٌ وافتراقٌ عَن قواعِدِهم.

وفي نَفْسِ الوَقْتِ أَوحى للمُتَلقي عَنْ إهْمَالِ الأساطينِ لَهَا وكأنَّنَا نُدينُ بدينِنَا للطوسيِّ والمُرْتَضى والمُفيدِ؟

السُّؤال هُوَ: أَنْتَ أَيُّهَا الكاَتِبُ مَا تَقولُ في هَذا؟

أَتَقولُ مَا يَقُولُهُ اللهُ في كِتَابِهِ وَمَا يَقولُهُ رَسولُهُ؟

تُرَى لَو أنَّ اللهَ قَدْ عَيَّنَ حُجَجَاً عَلَى خَلْقِهِ وآتَاهُم عِلْمَ الكِتَابِ وَلكنَّ الخَلْقَ عَصوهم فَمَاذَا يَفْعَلُ أُولَئِكَ الحُجَجُ؟

أَتُرِيدُ مِنْهُ أنْ يَأْمُرَهُم بِتَحريكِ الدَّبَابَاتِ في مُؤَامَرَةٍ حَقيرَةٍ ويَقومونَ بانْقِلابٍ عَسْكَرِيٍّ حَتَّى يَأْتيَ المَهْديُّ الحُجَّةُ لِيَحْكُمَ؟

أَمْ تُرِيدُ مِنْهُ أنْ يَسْتَبْدِلَ القَومَ بخَلْقٍ آخرينَ كَمَا هَدَّدَ مِرَارَاً في القُرْآن؟

أَمْ يُكيدَ العَدوَّ ويُفْتِنَ المُواليَّ بتَمديدِ عُمَرِ الحُجَّةِ الأخيرِ مِنْهُم ويَحْلُمَ عَلَيْهِم حَتَّى يَعودوا إلى الحَقِّ فَيُحَقَّقَ بِذَلِكَ وَعْدَهُ الَّذي قَطَعَهُ لَهُم ولِرَسولِهِ في القُرْآنِ؟

وفي كُلِّ الأحوالِ فإنَّ اللهَ تَعَالَى فَعَّالٌ لِمَا يُريدُ لا يُعْجِزُهُ شَيءٌ عَنْ شَيءٍ!

وَمَا هُوَ الأَنءسَبُ والأليَقُ لجلالِ اللهِ وعَظَمَتِهِ ولُطْفِهِ وعِلْمِهِ؟

وَمَا أَدْرَاكَ أنْ يَكُونَ في عِلْمِهِ أنَّ الخَلْقَ لا بُـدَّ أنْ يَرْجِعوا إلى دِينِهِ طوعاً لا كرهاً كَمَا عَلِمَ مِنْ رجوعِ قَوْمِ يونسَ عَلَيْهِ السَّلام؟.

وَمَا عِلْمُكَ عَنْ طَريقَتِهِ في الحِسَابِ بحَيثُ أنَّ كُلَّ امرئ يَنَالُ جَزَاءَهُ العَادِلَ ولا يَخْسَرُ مؤمِنٌ مُنْتَظِرٌ صَابِرٌ عَامِلٌ بِمَا أَمَرَ اللهُ مِثْلَمَا لا يَرْبَحُ أُولَئِكَ الَّذينَ أَمْهَلَهُم؟

وَهَلْ أيَّامُكَ مِثْلُ أيَّامِهِ؟

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}

(47) سورة الحـج

أَفَلا يَصْبِرُ يَومَاً أو يومين؟

وَلِماذَا قَصَّ عَلَيْكَ قصَّةَ يُونُسَ؟

فإنَّ يُونسَ اعتَقَدَ أنَّ القَوْمَ لا يُؤمنونَ واسْتَعْجَلَ العَذَابَ عَلَيْهِم فَأَخَذَهُ الغَضَبُ لِبِطئ الوَعْدِ بالعَذَابِ. وفي عِلْمِ اللهِ أنَّهُم لَنْ يُعَذّبوا فَهْوَ يَعْلَمُ أنَّهُم سَيُؤمنونَ، وَلكنَّ يُونُسَ لا يَعْلَمُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَتْرِكِ المَشيئةَ لِلَّهِ . فَهْوَ مِثْلُ رَجُلٍ يَأْتَمِرُ بأوامِرِ المَلِكِ وَلكِنَّهُ يَقُولُ للمَلِكِ: لا بُـدَّ أنْ أنفِّذَ الأَمْرَ الآنَ!.

صَحَيحٌ إِنَّهَا طَاعَةٌ للمَلِكِ وَلكِنَّهَا تَتَضَمَّنُ عصياناً مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى. فَمَا أَدْرَاهُ أنَّ المَلِكَ يُريدُ العدولَ عَن هَذا الأَمْرِ لتغيّرٍ في حَالِ الرعيَّةِ وإصْدَارَ أَمْرٍ آخَرٍ؟

إنَّ العِلاقَةَ مَعَ اللهِ لَهَا صُورَةٌ واحِدَةٌ فَقَط هِيَ (التَّسْلِيمُ) وكلُّ مَا عَدَاهَا فَهْوَ شُرْكٌ أو كُفْرٌ.

وَهَلْ تَفْهَمُ سِرَّ العقوبَةِ الغَريبَةِ الَّتي طَالَتْ يُونُسَ؟

مَا أَدْرَاكَ أَيُّهَا المُتَغَافِلُ أنَّ اللهَ يَعْلَمُ أنَّ الخَلْقَ رَاجِعونَ إلى دِينِهِ حَتْمَاً وَلِذَلِكَ فَهْوَ يُمَحِّصُهُم بالبَلاءِ ولا يُعَجِّلُ عَلَيْهِم بالعِقَابِ؟!

مَعَ أنَّ البَلاءَ يَعْمَلُ كعِقَابٍ أَيْضَاً وَلكنْ دونَ الإهْلاكِ. وفي كُلِّ الأحْوالِ تَبْقَى الاحتمالاتُ كُلُّهَا مَفْتوحَةً، فَلا أَحَدٌ في السَّمَواتِ والأَرْضِ قَادِرٌ عَلَى الحُكْمِ بمصَيرِ الخَلْقِ!

وكلُّ مَا نَعْلَمُهُ أَنَّهُ لحَدِّ هَذِهِ اللَّحْظَةِ قَدْ وَفَى بِوَعْدِهِ ونَصَرَ جُنْدَهُ وأَمَدَّ بِعُمْرِ حُجَّتِهِ إمْهَالاً لِلْعِبَادِ لِيَرجِعوا إلى دِينِهِ الحَقِّ ـ فإنْ فَعَلَ فَهْوَ جَديرٌ بالرَّحْمَةِ وإنْ لَمْ يَفْعَلْ فَهْوَ الجَّديرُ بالعَدْلِ. وَلِذَلِكَ قَالَ الصَّادِقُ عليه السَّلام:

(لا بُـدَّ أنْ يُوَلَّى كُلُّ قَوْمٍ قَبْلَ القَائِمِ حَتَّى لا يَقُولوا لَو وُلِّيْنَا لَفَعَلْنَا وفَعَلْنَا)

والمَعْنَى: إنَّ كُلَّ النَّظرياتِ تَسْقِطُ تبَاعَاً فإذا أَحَسَّ الخَلْقُ ذَلِكَ رَجَعوا إلى كِتَابِ اللهِ يَبْحَثون فِيهِ عَنْ سَبَبِ اخْتِلافِهِم وغِيَابِ الرَّحْمَةِ عَنْهُم.. وأَوَّلُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إنْ شَاءَ اللهُ هُمْ المُحبِّون لِلَّهِ ولرَسولِهِ مِنَ الشِّيْعَةِ فَتَنْكَشِفُ النَّوَايَا ويُكَفِّرُ بَعْضُهُم بَعْضَاً جَهَارَاً. وَهَذا يَسْتَدعي مِنَ الثُّلَّةِ المُؤمِنَةِ أنْ تُعْلِنَ عَنْ كُفْرِهِم.

فَأُعْلِنُ الآنَ مِنْ هَذِهِ الوَرَقَةِ المُبَارَكَةِ أنَّكَ أَوَّلُ مُرْتدٍّ وكَافِرٍ بالمهْدِيِ لِتَبْدَأَ الفِتْنَةُ الَّتي هِيَ (خَيْرٌ).

أَََلْم تَرْوِ عَنِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلام قَولَهُ:

(وَكَذَلِكَ القَائِمُ تَمْتَدُّ أيَّامُ غَيْبَتِهِ ليُصْرِحَ الحَقّ ُعَنْ مَحْضِهِ ويَصْفُوَ الكَدَرُ بارْتِدَادِ كُلِّ مَنْ كَانَتْ طِينَتُهُ خَبيثَةً مِنَ الشِّيْعَةِ)

لقَدْ حَكَمْتَ عَلَى نَفْسِكَ بِهَذا النصِّ. فَأَنْتَ تَزْعَمُ أنَّ المَهْديَّ أكذوبَةٌ وَنَحْنُ نُعْلِنُ عَنْ صِدْقِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلام ...

سَيَنْجُو الكَثيرُ الكَثيرُ مِنَ الأُمَمِ وسَيَهْلِكُ الكَثيرُ الكَثيرُ جِدَّاً مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، ذَلِكَ أنَّ حُكْمَكُم عَلَى النَّاسِ مُخْتَلِفٌ عَنْ حُكْمِ اللهِ الَّذي يَعْلَمُ بِذَاتِ الصُّدورِ.



ج. نَظَرِيَّةُ الخَوْفِ:

سَمَّاهَا الكاَتِبُ المُغَفَّلُ نَظَرِيَّةَ الخَوْفِ لأنَّ ثَلاثَةً مِنْ عُلَمَاءِ الإماميَّةِ قالوا بِهَا!

ومَفَادُهَا أنَّ غَيْبَةَ المَهْديِّ عَلَيْهِ السَّلام هِيَ بِسَبَبِ خَوْفِهِ مِنَ الظَّالمينَ.

وهؤلاءِ العُلَمَاءُ هُمْ المُفيدُ في الإرشادِ والمُرْتَضَى في الشَّافي والكَرَاكجي في كَنْزِ الفَوَائِدِ.

أمّا الرَّابِعُ وَهْوَ الطوسيُّ فَكَلامُهُ مُخْتَلِفٌ وإنْ أدْرَجَهُ المُغَفَّلُ مَعَ كَلامِهِم.

ذَلِكَ أنَّ الثَّلاثَةَ قالوا: (خوفُهُ مِنَ الظَّالمينَ ومِنَ السُّلطانِ وأَعْوَانِهِ وشِدَّةِ طَلْبِهِم لَهُ هِيَ المَانِعُ مِنْ الظُّهورِ والعِلَّةِ في الغَيْبَةِ.

فَتَعَاُلوا أَيُّهَا القُرَّاءُ الكِرَامُ لِنَفْهَمَ: مَا هُوَ الفَرَقُ بَيْنَ الحِكْمَةِ المَجْهولَةِ والتَّمحيصِ والخَوْفِ الَّتي سمَّاهَا المُغَفَّلُ نَظَرياتٍ ثَلاثٍ؟!

أَوَلَيْسَتْ إجَابَةُ المَهْديِّ عَلَيْهِ السَّلام نَفْسِهِ عَنْ سَبَبِ الغَيْبَةِ قَدْ تَكَرَّرَتْ ذَاتُهَا حَيْثُ أَنَّهُ أَجَابَ بِنَفسِ الآيَةِ الكَريمَةِ:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (101) سورة المائدة

مَعْلومٌ أنَّ الإمَامَ قَدْ أَجَابَ الإجابَةَ الحَقِيقِيَّةَ عَنِ السُّؤالِ وَحَدَّدَ العِلَّةَ في الغَيْبَةِ وإنْ كَانَتْ صيغَةُ الآيَةِ النَّهْيَ عَنِ السُّؤالِ ـ إنَّمَا يَفْهَمُ أَنَّهُ لَمْ يُجِبْ عَن السُّؤالِ وأنَّ الحِكْمَةَ فِيْهَا مَجْهُولةٌ إمَّا مُغَفَّلٌ لا يَفْهَمُ، وَأمَّا مُقْتَدٍ بالإمَامِ عَلَيْهِ السَّلام لا يُجيبُ إلاَّ بِمَا يُسَاوِقُ جَوابَهُ وإنْ كَانَ فِيهِ إيْهَامٌ أو إبْهَامٌ للسَّامِعِ الَّذي لا يَتَدَّبَرُ ولا يَشِكُّ في نَفْسِهِ لِغُرورِهِ. ذَلِكَ أنَّ الآيَةَ الكَريمَةَ إنَّمَا تُلْقِي باللَّومِ عَلَى نَفْسِ السَّائِلِ كَمَنْ يقولُ لَكَ: لِماذَا لَمْ تَأْتِ لزِيَارتي؟. فإذا تَلَوْتَ لَهُ الآيَةَ فَمَعْنَاه أنَّكَ تَجْعَلُ الوِزْرَ عَلَيْهِ والعِلَّةَ فِيهِ بحَيثُ لَو سَمَعَ الجَوابَ بِشَكْلٍ صَريحٍ أساءَهَ. فَأَنْتَ بِذِكْرِِكَ الآيَةَ تَكونُ قَدْ أَجِبْتَ عَلَى السُّؤالِ بِلُطْفٍ. وَلكِنْ أنْ يَذْكِرَ الإمَامُ هَذا الجَوَابَ فَهْوَ أَمْرٌ لا لُطْفَ فِيهِ لأنَّ الموضوعَ هُوَ مَوضوعٌ يَتَعلَّقُ باللهِ تَعَالَى نَفْسِهِ.. إِذْ هُنَاكَ تَقْصيرٌ مِنْ جَانِبِ السَّائِلِ هُوَ سَبَبُ التَّأخِيرِ والغَيْبَةُ.

فالإمَامُ واضِحٌ جِدَّاً في مُرَادِهِ. ومُرَادُهُ هُوَ:

أَنْتُم أَيُّهَا الشِّيْعَةُ المُنْتَظِرونَ لأَمْرِي لا تَسْألوا عَنْ غَيْبَتِي فالجَّوَابُ يَسُوؤكُم لأَنَّكُم سَبَبُ غَيبَتِي فَأَنَا أَنْتَظِرُ قَوْمَاً وأَعْوَانَاً مُسَلِّمينَ لأَمْرِي غَيْرَ شاكِّينَ ولا رَادِّينَ عَلَيَّ وَعَلَى الكِتَابِ وَعَلَى السُّنَّةِ وَعَلَى آبائي ولَسْتُم كَذَلِكَ وإنْ كُنْتُم تُحِبُّونَ ظُهوري، لأنَّ هَذا الحُبَّ مَشوبٌ بِمَطَامِعَ أُخْرَى وضَلالاتٍ وأَهْواءٍ، ولا زَالَ الَّذينَ أسْتَعينُ بِهِم عَلَى الأَمْرِ ويأذِنَ اللهُ بِظهوري لأَجْلِهِم قِلَّةً ـ ولهؤلاءِ أَجْرُهُم وإنْ تَأَخَّرَ ـ أمّا المُسْتَعْجلونَ فَهُمْ هَالِكون كَمَا قَالَ جَدِّي الصَّادِقُ وجَدِّي البَاقِرُ تَنْفيذاً لِمَا جَاءَ في القُرْآنِ في ستَّةِ مَوَاضِعٍ نَهَى فِيْهَا عَنِ الاسْتِعْجَال.

فالمُسْتَعْجِلُ شَاكٌّ والسَّائِلُ نَفْسُهُ شَاكٌّ، فالجَّوَابُ الواضِحُ يَسِيءُ إليه. وَهَذا هُوَ نَفْسُهُ كَلامٌ في مُنْتَهى الوضوحِ.

إِذَنْ لَمْ يَقُلْ عِبَارةَ (الحِكْمَةِ المَجْهولَةِ) أَحَدٌ مِنَ الأئَمَّةِ الإثني عَشَر عَلَيْهِم السَّلام، وَإنَّمَا قَالَهَا بَعْضُ "العُلَمَاءِ" شَرْحَاً لكَلامِهِ عَلَيْهِ السَّلام وفيها إِبْهَامٌ وإيهامٌ.

لذا نسألُكَ يا كاتِبُ:

مَا عِلاقَةُ أَقْوَالِ الرِّجَالِ و"العُلَمَاءِ" بالفِكْرَةِ الواضِحَةِ والجَّوَابِ الَّذي يَقولُهُ الإمَامُ عَلَيْهِ السَّلام عَلَى فَرْضِ أنَّ هَؤُلاءِ العُلَمَاءَ أَخْطَئوا أو حَتَّى تَحَايلوا عَلَى الأَمْرِ؟

ثُمَّ تَعَالَ فانْظُرْ.. أوَ لَيْسَ مَعْنَى هَذا أنَّ الظُّهورَ لَو حَصَلَ قَبْلَ حينِهِ وبِغَيْرِ قانونِهِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يَخْرِجُ بِغَيْرِ إِذَنٍ إلهيٍّ؟ وَهْوَ مُمْتَنِعٌ إِذْ لا مَعْنَى للمعصومِ سِوَى أَنَّهُ المُنَفِّذُ لأمْر اللهِ.

فَكَيفَ يَخْرِجُ بِغَيْرِ أَمْرٍ مِنَ اللهِ؟

أَتَراهُ عَابِدَ كُرْسِيٍّ كالطُّغَاةِ حَتَّى يَفْعَلَ ذَلِكَ؟

فَكَيفَ يُصْبِحُ انتظارُهُ لأَمْرِ اللهِ المُرْتَبِطِ بعودَةِ الخَلْقِ إلى الطَّاعَةِ والتَّسليمِ سُبَّةً عَلَيْهِ؟

لَكِنْ لا عَجَبُ.. فالخَلْقُ ما دَاموا حَمْقَى في عَدَم الطَّاعَةِ أَصْلاً فَمِنَ المؤكَّدِ أنَّهُم يُوَجِّهون اتِّهَامَهُم إلى المَهْديِّ عَلَيْهِ السَّلام لأنَّهُمْ حَمْقَى ويَأتي اتِّهَامُهُم مُصَادَرَةً مِنْ مُصَادَرَاتِ الحَمْقَى. وبالنِّسبَةِ لي لا أعْجِبُ مِنْ هَذا مُطْلَقَاً لأنَّ هَذا هُوَ المُتَّفِقٌ مَعَ ضَحَالَةِ عُقولِهِم وسُقمِ تَفْكيرِهِم. فَقَبْلَ ذَلِكَ نَسَبُوا الظُّلْمَ إلى اللهِ تَعَالَى كَمَا رَأَيْنَا.

فلْنَفْرِضَ أَنَّهُ خَرَجَ بِغَيْرِ إِذَنٍ أو بإِذْنٍ إلهيٍّ وَلكِنْ قَبْلَ تَحَقُّقِ تِلْكَ الشُّروطِ فَمَا مَعْنَى ذَلِكَ؟

أَوَ لَيْسَ مَعْنَاهُ فَشَلَ هَذا الخروجِ وعَدَمَ تَحَقُّقِ العَدْلِ المَوعودِ ـ فَمَا دَامَ لا يُوجَدُ أنْصَارٌ فالقائِدُ مَقْتولٌ حَتْمَاً!.

فَهَلْ هُنَاكَ قائِدٌ يَقومُ بِثَورَةٍ مَحْكومٌ عَلَيْهَا بالفَشَلِ وقَتْلِ قائِدِهَا مُسْبَقَاً حَتَّى لَو افْتَرَضْنَا أنَّ مَا يَفْعَلُهُ هُوَ (ثورةٌ) بالمَعْنَى المُتَعَارَفِ عَلَيْهِ الَّذي يَغيبُ فِيهِ حَقُّ الاختيارِ وحُرِّيةُ الإنسانِ والمُضَادِ أَصْلاً للطَّرْحِ الدِّيني؟.

تاللَّــهِ مَا أَعْظَمَ حُلُمِ الأئَمَّةِ عَلَيْهِم السَّلام عَلَى الخَلْقِ!

وَمَا أَعْظَمَ أخْلاقِهِم ولُطْفِهِم مَعَ النَّاسِ حَيْثُ يُوضِّحُونَ العِلَّة نَفْسَهَا بـ: إيَّاكِ أعْنِي واسْمَعِي يَا جارَة!

فَهْوَ يَقولُ تَارَةً أُخْرَى: كَيفَ لي أنْ أَخْرَجَ؟. فالإمَامُ واحِدٌ فإذا قُتِلََ فَلا إمَامَةَ فَتَنْتَهي الحَيَاةُ، إِذْ لا مَعْنَى للحَيَاةِ بِغَيْرِ الحُجَّةِ.. فَكَيفَ لي أنْ أَخْرُجَ ولا أَنْصَارَ يَنْصِرونَنِي مِنَ العَدوِّ؟!

بالطَّبْعِ فإنَّ السَّامِعَ لا بُـدَّ أنْ يَنْدَهِشَ ـ بَلْ لا يَمْكُنُ أنْ يُفَكِّرَ المرءُ بِهَذا الجَّوابِ الغَريبِ جِدَّاً!

ذَلِكَ لأنَّ المَهْديَّ عَلَيْهِ السَّلام هُوَ أَمْرٌ أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الأُمَّةُ الإسلاميَّةُ كُلُّهَا، بَلِ الأَدْيَانُ، بَلِ المِلَلُ كُلُّهَا. وَهْوَ قَضيَّةٌ معلومَةٌ بِصُوَرٍ مُخْتَلِفَةٍ عِنْدَ كُلِّ الشُّعوبِ، إِذْ لا نَبِيَّ ولا رَسُولَ إلاَّ ويُبَشِّرُ بوصولِ الخَلْقِ إلى مَرْحَلَةِ الاسْتِخْلافِ الإلهيِّ وورَاثَةِ الأَرْضِ مِنْ قِبَلِ المُتَّقينَ ـ فَهْوَ يُعيدُ بِهَذا الكَلامِ.. التُّهْمَةَ إلى الخَلْقِ كُلِّهِم.

فلنتْرُكَ هَذا كُلَّهُ فإنَّ إجْمَاعَ المُسْلِمينَ حَاصِلٌ في المَهْديٍّ عَلَيْهِ السَّلام وَلَمْ يكَذِّبْ أَحَدٌ بوجودِهِ حَتَّى الكاَتِبَ نَفْسَهُ لأنَّهُ لا يَنْفِي مَجِيءَ المَهْديِّ بَلْ يُريدُ إبْطَالَ كَونِهِ الثَّاني عَشَر مِنْ ذُريَّةِ النَبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم) لا غَيْر!

فَتَعَالَ الآنَ وأعْرِف الفَرَقَ بَيْنَ كَونِهِ موجودَاً أو يُولَدُ في آخرِ الزَّمَان!.

إذا كَانَ مَوجوداً فالعِلَّةُ في الخَلْقِ، وَذَلِكَ بِتَنَكُّبِهِم عَنِ الحَقِّ. وإنْ كَانَ غَيْرَ موجودٍ الآنَ فَلا عِلَّةَ في الخَلْق طَبْعَاً! لأنَّ الرَّسُولَ قَالَ: لا بُـدَّ أنْ تَمْتَلأ ظُلْمَاً وجَوْرَاً فيأتيَ المَهْديُّ ويَمْلأُها قِسْطَاً وعَدْلاً فَيَرْجَعُ سَبَبُ الظُّلْمِ والجَّوْرِ واستِمْرَارُه إلى اللهِ!!.

وإذا لَمْ يخَلْقِ اللهُ المَهْديَّ للآنَ.. فاللهُ هُوَ الَّذي يُريدُ أنْ يمْلأَهَا ظُلْمَاً وجَوراً ـ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقولُ الظَّالِمونَ عُلُوَّاً كَبيرَا ـ.

وَلكِنْ رُبَّمَا تَكونُ أَيُّهَا القارئُ مِنَ المُولعينَ بالفَلْسَفَةِ فتَقولُ: وَلَمَ لا نَجْمَعُ بَيْنَ القَولينِ فَنَقولُ إنَّ اللهَ لَمْ يَخْلِقْهُ للآنَ لِبُعْدِ الخَلْقِ عَنِ الحَقِّ فإذا رَجَعوا إلى الحَقِّ خَلَقَ لَهُم المَهْديَّ؟!.

أَقُولُ: إِذَنْ لا بُـدَّ أنْ يَخْلِقَهُ بتوقيتٍ دَقيقٍ جِدَّاً بحَيثُ أنَّ عُمُرَهُ يَكْتَمِلُ للخروجِ في نَفْسِ الوَقْتِ الَّذي يَكونونَ فِيهِ قَدْ رَجَعوا إلى الحَقِّ بالعَدَدِ المَطْلوبِ فَلا يَنْقُصُ ثانيَةً ولا يَزيدُ ثانيةً! لأنَّهُ لَو حَصَلَ فَرَقُ ثانيةٍ واحِدَةٍ يَكونُ اللهُ قَدْ شَارَكَ في الظُّلْمِ في تِلْكَ اللَّحْظَةِ!

سُبْحَانَ اللهِ العَظيمِ مَا أَطْوَلَ أناتِهِ! فَهَذَا واللهِ هُوَ الجَبْرُ بعينِهِ، وَلِذَلِكَ لَعَنَ الأئَمَّةُ كُلُّهُم بدءاً مِنَ النَبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم) إلى المَهْدِي عَلَيْهِ السَّلام القَدَريَّةَ والجَبْريَّةَ وسَمُّوهُمُ الكُفَّار.

إِذْ كَيفَ يُحَقِّقُ اللهُ هَذِهِ المُعَادَلَةَ؟ فإنَّهَا لا تَتَحَقَّقُ إلاَّ بالجَبْرِ ومُصَادَرَةِ الاختيارِ الإنسانيِّ، ‍وهو نقيضٌ تامٌّ لِحَالَةِ الوُجودِ الدَّائِمِ للحُجَّةِ1.

ورُبَّمَا لا زلتَ مُولِعَاً بالفَلْسَفَةِ فَتقولُ: أَوَ لَيْسَ هَذا الحالُ هُوَ نَفْسُهُ في بِعْثَةِ النَبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم)؟ فَيُقَالُ أَيْضَاً: إنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَهُ وبَعَثَهُ في لَحْظَةٍ مُعيَّنَةٍ وألاّ فَلِمَاذَا لَمْ يَبْعَثْهُ قَبْلَ الوَقْتِ أو بَعْدَه؟!

سُبْحَانَ اللهِ مرَّةً أُخْرَى عَلَى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ!

أَوَ لا تدْري إنَّ هَذا هُوَ السَّبَبَ في قَوْلِهِم عَلَيْهِم السَّلام:

(كفَرَ مَنِ ادَّعَى أنَّ الأَرْضَ تَبْقَى بِغَيْرِ حُجَّةٍ ساعَةً واحِدَةً)

لأنَّ بِعْثَةَ أيِّ رَسُولِ لا تَعْنِي أَنَّهُ يُبْعَثُ بَعْدَ فتورٍ عَنِ الحُجَّةِ، بَلْ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ فَيَخْتارُ اللهُ حُجَّةً مِنَ الحُجَجِ في زَمَانٍ فَيُجَدِّدُ عَلَى لِسَانِهِ العَهْدَ والميثاقَ وتذكيرَ الخَلْقِ لا غَيْرَ ويُعَزِّزُ لَهُ بكلامِهِ ورسالاتِهِ فيزيدُهُم مِنْ رَحْمَتِهِ ويُحِلُّ لَهُم مَا حَرَّمَ عَلَيْهِم مِنْ قَبْل.

ستقول: إِذَنْ فَلا أَدْيَانَ مُتَعَدِّدَةً وأنَّ الدِّينَ في هَذِهِ الحَالَةِ واحِدٌ؟

أَقُولُ: ومن قَالَ لَكَ أنَّ الدِّينَ مُتَعَدِّدٌ؟

إنَّ الدِّينَ واحِدٌ وَهْوَ ذاتُهُ دِينُ آدَمَ ونوحَ وإبراهيمَ وموسى وعيسى.. إلى رَسُولِ اللهِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم).

فإنَّمَا هُوَ دِينٌ واحِدٌ وكُلُّهُم عَلَى مِلَّةٍ واحِدَةٍ والنَّاسُ هُمُ المختلفون َ،لأنَّهُمْ بَهائِمُ لا يَفْهَمونَ ولا يَعْْقلون:

{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}

(44) سورة الفرقان

يَا هَذا إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ واحِدٌ هُوَ الإسلامُ المُشْتَقُّ اسمُهُ مِنْ التَّسْلِيم:

{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران

أَتَفْهَمُ مَعْنَى هَذِهِ الآيَةِ أَيُّهَا الكاَتِب المُغَفَّلُ؟.

إنَّ مَعْناهَا: إنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ مِنْكَ مَا هُوَ أقلّ مِنَ التَّسْلِيمِ!

ثُمَّ أَتَفْهَمُ مَا مَعْنَى هَذا؟

مَعْنَاهُ أنَّكَ مَعْدومُ الرأيِّ وَلَكِنَّكَ كَامِلُ الاختيارِ!

فَهَلْ فَهِمْتَ؟

واللهِ مَا أَراكَ فَهِمْتَ للآنِ!

يَا هَذا أَنْتَ حُرٌّ فيما تَخْتَارُ فَلا أَحَدَ يُجْبِرُكَ عَلَى شَيءٍ فاخْتُرْ مِنْ الأدْيَانِ مَا شِئْتَ! دِينَ اللهِ أو دِينَ الشَّيْطَانِ.

لَكِنْ إذا اخْتُرْتَ دِينَ اللهِ فَلا يُقْبَلُ مِنْكَ في هَذِهِ الحَالةِ إلاَّ إلغاءِ كافَّةِ خياراتِكَ دَاخِلَ هَذا الدِّينِ!

فَلَيْسَ عِنْدَكَ بَعْد هَذا أيُّ رأيٍّ في أيِّ موضوعٍ!.

سَيَكونُ رَأيُكَ في أيِّ موضوعٍ هُوَ مُرَادَ اللهِ.

فإذا اخْتُرْتَ مَليارَ موضوعٍ وحكَمْتَ فِيْهَا كُلّهَا بِحُكْمِ اللِه وألغيتَ رأيَكَ الخاصِّ وَلَكِنَّكَ وَضَعْتَ رأيَكَ الخاصِّ في موضوعٍ واحدٍ فَقَط مَعَ هَذا المليارِ وقُلْتَ هَذا هُوَ مُرَادُ اللهِ وَآَنْتَ غَيْرُ متأكِّدٍ مِنْ ذَلِكَ ولا تَعْلَمُ بِهِ فَأَنْتَ كَافِرٌ!

أَتَدْرِي لِماذَا؟..

لَكَ هَذِهِ الآيَةُ فَتَأَمَّلْ:

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً _ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا}

(150 ـ 151) سورة النساء

وإنَّ هَذا الاختيارَ بَيْنَ دِينِ اللهِ ودِينِ الشَّيْطَانِ هُوَ أَسْهَلُ الخَيَارَاتِ كُلِّهَا وَلَيْسَ أَصْعَبَهَا.

فإذا اخترْتَ اللهَ دَلَّكَ اللهُ عَلَى مُرَادِهِ!

وإذا اخترْتَ الشَّيْطَانَ وَلَو دَاخِلَ دِينِ الإسْلامِ دَلَّكَ اللهُ عَلَى مُرَادِ الشَّيْطَانِ!

إِذْ مَا مَعْنَى أنْ تَخْتَارَ دِينَ الإسْلامِ؟

مَعْنَاهُ هُوَ أنْ تُسَلِّمَ بالحُكْمِ الإلهيِّ في كُلِّ مَوضوعٍ وتُلْغِي رأيَكَ المُسْبَقَ وَتَبْحَثَ عَنْ حُكْمِ اللهِ فِيهِ. فإذا قُلْتَ برأيِكَ في أيِّ موضوعٍ مَا شِئْتَ فَلَستَ مِنْ الإسْلامِ في شِيءٍ!

والآنَ هَلْ أَنْتَ مُتَأكِّدٌ فِعْلاً يَا كَذَّابُ مِنْ عَدَمِ وجودِ المَهْديِّ؟

فَأَنَا أَسْأَلُكَ: أَتَنْفِي وجودَهُ أو تُثْبِتُهُ مِنْ خِلالِ أَقْوَالِ المُفيدَ والطوسيَّ أَمْ مِنْ خِلالِ حُكْمِ اللهِ؟!

إذا آمَنْتَ بِهِ مِنْ خِلالِ حُكْمِ هَؤُلاءِ كَفَرْتَ، وإنْ كَفَرْتَ بِهِ مِنْ خِلالِ حُكْمِ غيرهم مِنْ أعْداءِه فقَدْ كَفَرْتَ أَيْضَاً!!

فَهَلْ فَهِمْتَ الإسْلامَ أَيُّهَا المُغَفَّلُ أَمْ لَمْ تَفْهَمْ للآن؟!.

فَتَعَالَ أخي القارئُ ـ وبالرُّغْمِ مِنْ كُلِّ هَذا ـ إلى أَحَاديثِ أَهْلِ البَيْتِ عَلَيْهِم السَّلام الَّتي ذَكَرَتْ عِلَّةَ الغَيْبَةِ ولتَنْظُرَ: أَهِيَ نَظَرياتٌ مُتَعَدِّدَةٌ أَمْ أَنَّهَا سَبَبٌ واحِدٌ عَبَّروا عَنْهُ بصِيَغٍ وصُوَرٍ مُخْتَلِفَةٍ؟

أَوَ لَيْسَ الخَوْفُ مِنَ الظَّالمينَ مَعْنَاهُ عَدَمُ وجودِ أنْصَارٍ مُؤمنينَ فِعْلاً؟

أوَ لَيْسَ التَّمحِيصُ مَعْنَاهُ أَيْضَاً عَدَمُ وجودِ مُؤمنينَ حَقيقيينَ بحَيثُ يَحْتَاجُ الأَمْرُ إلى تَمْديدٍ وإمْهَالٍ وفِتَنٍ حَتَّى تَظْهِرَ فِئَةٌ مُؤمنةٌ؟

أَوَ لَيْسَ هَذا كُلُّهُ لَومٌ وإلْقاءٌ بالتَّبِعَةِ عَلَى كُلِّ الأطْرَافِ مِنْ الشِّيْعَةِ أولاً والسُّنَّةِ ثانياً وَأَهْلِ الكِتَاب ثَالِثَاً والأُمَمِ كافَّةً لأنَّهُمْ انْحَرفوا عَنِ اختيارِ اللهِ وزَعَموا أَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَهُم مَنْ لَهُ القُدْرَةُ عَلَى المَعْرِفَةِ الكامِلَةِ بكتابِهِ الَّذي أَنْزَلَه؟.

وبالطَبْعِ كُلُّ فَريقٍ يَأْخُذُ حصَّتَهُ مِنَ التَّبِعَةِ واللَّوْمِ.

وكَيفَ يخْرِجُ المهْدِيُّ عَلَيْهِ السَّلام ويُعْلِنُ عَن نَفْسِهِ ويَقولُ: ها أنذا .. وقَدْ مَرَّ مِنْ قَبْلِهِ أحَدُ عَشَر مَهْديَّاً كَذَّبوهم جَمِيعَاً؟

فَهَلْ يُوجَدُ عاقِلٌ يُعْلِنُ عَن نَفْسِهِ حَاكِمَاً عَلَى العَالَمِ كُلِّهِ والعَالَمُ كُلُّهُ لا يُريدُ حُكْمُهُ ويُشَكِّكُ فِيهِ؟

وكَيفَ يَجْعَلُكَ المَهْديُّ تُصَدِّقُ بوجودِهِ؟

هَلْ يَأْتيكَ وَآَنْتَ تُكَذِّبُ بوجودِهِ؟!.

أَنَّكُم يَا قَوْمُ لتَقْلِبونَ المُعَادَلَةَ مَعَ اللهِ. والموضوعُ هُوَ العِلاقَةُ مَعَ اللهِ لا مَعَ المَهْدي. فالمَهْدِيُّ عَبْدٌ مَأمورٌ لا حَوْلَ لَهُ ولا قُوَّةَ!.. المُعَادَلَةَ الَّتي ذَكَرَهَا النَبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم) فَقَالَ:

(مَا يَزَالُ اللهُ في حَاجَةِ العَبْدِ مَا دَامَ العَبْدُ في حَاجَةِ اللهِ تَعَالَى)

وعن الصَّادِقِ والكَاظِمِ عَلَيْهِمَا السَّلام:

(إنْ كُنْتَ في حَاجَةِ اللهِ فاللهُ في حَاجَتِكَ)

أَنْتَ الَّذي تَبْدأُ الإيمَانَ بوجودِ المَهْديِّ فيتَأَكَّدُ لديك الإيمانُ بِهِ لأنَّك لَو رَأيتَ المَهْديَّ فَلَنْ تَجِدَهُ مُخْتَلِفَاً عَنِ البشر! فَكَيفَ تُصَدِّقُ أَنَّهُ هُوَ؟

تَقْلبونَ المُعَادَلَةَ وتقولونَ: هُوَ مُحْتَاجٌ إلينا فَلِمَاذَا لا يَظْهَرُ ويُعَرِّفُ نَفْسَهُ؟!

لقَدْ ظَهَرَ قَبْلَهُ أَحَدُ عَشَر إمَامَاً فَكَذَّبْتُم وكَفَرْتُم.. فأَدْخَرَهُ اللهُ للقلَّةِ الأتقياءِ ليُعيدَ عَلَى يديهِ الكَرَّةَ عَلَيْكُم ويذيقَكُم ألوانَ العَذَابِ. وَهَذِهِ هِيَ كُلُّ القصَّةِ:

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور

أَوَ لَيْسَتْ هَذِهِ الآيَةُ تُغْنِي عَنْ كُلِّ الكُتُبِ المُؤَلَّفَةِ حَوْلَ المَهْديِّ وتُجيبُ عَلَى كافَّةِ الأسئِلَةِ!

فَفِيهَا: حَقيقَةُ الوَعْدِ، وقانونُ الاستِخْلافِ، والإيمانُ واختلافُهُ عَنِ العَمَلِ الصَّالِحِ، والدِّينُ المَرْضيُّ والتَّمكينُ وإزالَةُ الخَوْفِ وتَطهيرُ الأَرْضِ مِنَ الشُّرْكِ لأنَّهُ يَقولُ (في الأَرْضِ) وعمومُهُ يَدِّلُّ عَلَى عمومِ الأَرْضِ لا عَلَى بُقْعَةٍ مُعَيَّنَةٍ فِيْهَا!

ثُمَّ رَاحَ الكاَتِبُ الكاذِبُ يسأَلُ أسئلتَهُ الغَبيَّةَ عَلَى هَذا المنوالِ:

1. أَيْنَ مَكانُ الغَيْبَةِ؟

2. أَيْنَ مَوْضِعُ المَهْديِّ الآنَ؟

3. كَمْ هِيَ مُدَّةُ الغَيْبَةِ؟

4. كَيفَ التَأكُّدُ مِنْ هَوِيَّةِ المَهْديِّ؟!

تَطَوُّر الفكر الشيعي/ ج 2/ 166

أَأَنْتَ مُحَقِّقٌ مُخَابَرَاتيٌّ أَمْ بَاحِثٌ عَنِ الحَقِّ؟

هَذِهِ.. هِيَ أَسْئِلَةُ شَخْصٍ يُريدُ الإمْسَاكَ بالمهْدِيِّ وقَتْلَهُ!!

فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أنْ يأتِيْكَ..إِذْ لا أَنْتَ ولا كُلُّ قوى العَالَمِ سَتَجِدونَ مَا يُشْفِي غَيْظَكُم!!

فَمُتْ وَآَنْتَ لا تَعْلَمُ تِلْكَ الأجوبَةََ.

وَهْوَ الَّذي سَيُمْسِكُ بِكُم وَاحِدَاً وَاحِدَاً ويُلْقِي بِكُم في النَّارِ بِغَيْرِ حَاجَةٍ إلى رِجَالِ مُخَابَراتٍ وأَمْنٍ وسيَّارَاتٍ سَريعَةٍ وخَرَائِطَ للدُّورِ والَمَساكِنِ والأقبيَةِ وتَأكُّدٍ مِنَ الهَويَّاتِ والبطاقاتِ.

فَيَا لِغَبَاءِكَ المُنْقَطِعِ النَّظيرِ وَآَنْتَ تَسْأَلُ هَذِهِ الأسْئِلَةَ وتَرِدُّ فِيْهَا عَلَى نَفْسِكَ وتَكْشِفُ بِهَا المَسْتورَ.

أَلا تَرَى أخي القارئ أنَّ هَذا الكاذِبَ قَدْ تَرَكَ ذِكْرَ صيغَةٍ أُخْرَى هَامٍَّة للصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلام في عِلَّةِ الغَيْبَةِ عَامِدَاً لأنَّها أَوْضَحُ الصِّيَغِ وأجْلاهَا فَعَمَدَ إلى إغْفَالِهَا لكي لا يَنْتَبِهَ القارِئُ إلى أنَّ النَّظرياتِ المَزْعومةَ مَا هِيَ إلاَّ فِكْرَةٌ واحِدَةٌ. وَهَذِهِ الصيغَةُ هِيَ قَولُهُ عَلَيْهِ السَّلام:

(أَنَّهُ مَا مِنْ إِمَامٍ سَبَقَ القَائِمَ إلاَّ وَلَهُ بيْعَةٌ في عُنُقِهِ لِطَاغيَةِ زَمَانِهِ وإنَّ قائِمَنَا أَهْلِ البَيْتِ إذا خَرَجَ فَإنَّهُ يَخْرُجُ ولا بَيْعَةَ في عُنُقِهِ لأَحَدٍ مِنْهُم)

أَقُولُ: وَحَتَّى أنَّ عُلَمَاءً مِنَ الشِّيْعَةِ لا يَفْهَمونَ مَعْنَى هَذا النصِّ عَلَى التَّفصيلِ، فَكَيفَ بالَّذينَ أَضَلَّهُم اللهُ وأَغْوَاهُمُ الشَّيْطَانُ؟

الحَمْقَى.. يَحْسِبونَ أنَّ البَيعَةَ المَذْكورَةَ في النصِّ هِيَ بَيْعَةٌ حقيقيَّةٌ! وَلِذَلِكَ يَتَشَبَّثونَ ببيعَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلام لأبي بَكْرٍ وعُمَرَ، ويَزعمونَ إِنَّهَا تَدِّلُّ عَلَى صِحَّةِ خلافَتِهِم!

مَعْلومٌ أنَّ الطُّغَاةَ قَدْ عَمَلوا لَكُمْ غَسيلَ دماغٍ فانْحَرَفَت عقولُكُم فَلَمْ تعودوا تُمَيِّزونَ بَيْنَ الواضحاتِ، لأنَّ مِنْ أفْعالِهِم الحديثَةِ في هَذا العَصْرِ هُوَ موضوعُ (التبرُّعِ الإجباريِّ)!! أو التَطَوُّعِ القَسْريِّ.

فالتَّبَرُّعُ أَصْلاً هُوَ أنْ يُشارِكَ المرءُ بِمَحْضِ حُرِّيَتِهِ وأنْ يَتَطَوَّعَ كَيْفَمَا أَرَادَ وأنْ يَفْعَلَ أو لا يَفْعَلَ. لَكِنَّ الطُّغاةَ (طُغَاةَ الفِكرِ) أفْسَدوا لُغَتَكُم قَبْلَ عقولِكِم، فَأَصْبَحَ فَسَادُ العقولِ هُوَ تَحْصيلَ حَاصِلٍ لا بُـدَّ مِنْهُ لِفَسَادِ اللُّغَةِ. وأَلاَّ كَيفَ يمكنُ الجَمعُ بَيْنَ التَطوِّعِ والإجْبَارِ!.

إنَّ اللُّغَةَ هِيَ الفِكْرُ فإذا فَسَدَتِ اللُّغَةُ فَسَدَتِ الأفكارُ. "


و تحياتى للجميع
الساكت عن الحق شيطان اخرس

ابو عز الدين
مشرف مجلس الفتوى
مشاركات: 416
اشترك في: السبت مارس 20, 2004 9:41 am

مشاركة بواسطة ابو عز الدين »

الساكت عن الحق شيطان اخرس


اعني بهذا نفسي ولذا كتبتُ لك أخي الغزالي

ومن الانصاف ايضا أخي أن تورد لنا رد الباحث /احمد الكاتب ...... الست معي في هذا ؟؟

يوجد هنا في مجلس الدراسات والابحاث ما يدل على أن الاخوة في الله الاثنى عشرية يرون أن الزيدية كلاب النار لو بحثتم عن تلك الروايات لعرفتم أن الزيدية هم من يحترم الاثنى عشرية لا العكس على أن المرجع الخوئي يرحمه الله ويغفر له قد تكلم في إمامنا عبد الله الكامل بما يقدح في عدالته ومع هذا نحن من يكن للمثله أكثر من ود واحترام

على العموم ثقافة انتظار الغائب لم يرضِ بها الامام الخميني نفسه ولذا لو راجعتم كتابه الحكومة الاسلامية لوجدتم انه قد رأي أن البقاء بهذا الشكل والشعور بعقدة الذنب وانتظار المخلص لا تبرأ به الذمة ولذا خرج وفتح بقضية ولاية الفقيه ثغرة في ذلك السرداب المظلم لينتعش فكره ومذهبه من جديد يرحمه الله فقد كان بالفعل إمام يستحق منا كل التقدير والاحترام كما أن مدرسة آل الصدر في نفس الخط فتأمل :idea:
شكر ا لكم جميع
لا تضق ذرعاً بحالٍ *** فالذي سواك حاضرْ *** وهو بي أرحم مني *** كلما دارت دوائرْ *** لا تخف لا تخشَ مهما *** كنتَ للرحمانِ ذاكرْ

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

المسألة صارت تأخذ منحى غير علمي، وهذا يحدث كثيراً في الحوارات التي تتناول قضايا مركزية في عواطفنا الدينية.
أتمنى أن نستطيع أن نجعل الحوار يتناول الأفكار وليس الأشخاص، مهما كانت القسوة في تناول الأفكار.

موالي آل بيت النبي (ص)
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 373
اشترك في: الجمعة يوليو 09, 2004 9:02 pm
مكان: بيروت

مشاركة بواسطة موالي آل بيت النبي (ص) »

ابو عز الدين كتب:
ومن الانصاف ايضا أخي أن تورد لنا رد الباحث /احمد الكاتب ...... الست معي في هذا ؟؟

على العموم ثقافة انتظار الغائب لم يرضِ بها الامام الخميني نفسه ولذا لو راجعتم كتابه الحكومة الاسلامية لوجدتم انه قد رأي أن البقاء بهذا الشكل والشعور بعقدة الذنب وانتظار المخلص لا تبرأ به الذمة ولذا خرج وفتح بقضية ولاية الفقيه ثغرة في ذلك السرداب المظلم لينتعش فكره ومذهبه من جديد يرحمه الله فقد كان بالفعل إمام يستحق منا كل التقدير والاحترام كما أن مدرسة آل الصدر في نفس الخط فتأمل شكر ا لكم جميع
الاخ العزيز و الكريم
السلام عليكم

بالنسبة لكلامكم حول مقولة ان الامام الخوئي قدس سره الشريف قد قدح في امامكم عبدالله الكامل لن نرد عليه لاننا لم نطلع بالاصل على هذا الكلام و ان كان صحيحاً ام لا , لماذا كان هذا...
لانا تعودنا ان نسمع كلام ينسب لمراجعنا لا يمت لهم بصلة...و حتى و ان حصل فان تأويلات القوم تذهب الى تفسيرات غريبة الاطورا لتبرر بعض الحنق و الحقد على المراجع...
واقول تعودنا على مثله و نحن لا نقصدكم بهذا الكلام.

اما بالنسبة لاحمد الكاتب..فانا اقترح عليكم بحث لاحد الوهابية في هذه القضية...

و كان احمد الكاتب شخص يعتد به...!!!
اذا كان احمد الكاتب شخص يعتد به عندكم ... فعليك ان تتخذه حجة عليك و ليس علينا.


و هذه نفسها مصيبة..

اما بالنسبة لتفسيركم العظيم و الدقيق و اللافت لكلام الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني قدس سره... مع ان الامام الخميني العظيم قصد عكس تفسيركم تماما, فهو اراد تهيئة الامر للامام الحجة عليه السلام ...و هذا بحد ذاته موضوع اخر... فلا يمكنني الا ان اقول في تفسيرك الذي يشبه الى حد كبير تفاسيرات و تأويلات الوهابية الا ...
انا لله و انا اليه راجعون
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم....
الوصي عنوان مطبوع بجبيني
وولايتي لأمير النحل تكفيني عند الممات وتغسيلي و تكفيني وطينتي عجنت من قبل تكويني بحب حيدرة كيف النار تكويني

صورة

الساعي الى الحقيقة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 8
اشترك في: الأحد يناير 08, 2006 11:39 am

مشاركة بواسطة الساعي الى الحقيقة »

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين

الاخوه الكرام- جليل احترامي وتقديري لكم فنحن هنا نستفيد من مناقشاتكم و علمكم

ارى في مناقشة الاختلافات علما و لكن ليس الى حد ايغار الصدور و ظهور الشحناء و العياذ بالله

الحق يقال :

اتمنى ان يكون الاخ الكاظم قد بحث في صحة مااورد ه عن موقع او كتاب فيصل نور، فهذا الموقع عليه العديد من الملاحظات ومنها اتهامه الزيديه بانهم صبوا الوان العذاب على اخوتهم الشافعيه في اليمن - والذي ياتي بكذبه ياتي باخريات- ومن هنا تاتي ضرورة التحري فيما يتم نقله من هذا المصدر-

على العموم- لم ارى فيما كتبه الاخ الكاظم مايستدعي غضبكم الشديد اخي الموسوي- وهذا راي الخاص وانا احترم رايكم -


و اكرر اخوتي الكرام ان عدم اتفاقنا في بعض المسائل لاينفي اخوتنا ومحبتنا كافراد مؤمنين تعمر قلوبهم بمحبه نبينا الكريم محمد عليه افضل الصلاه والسلام وآله الطاهرين الغر الميامين

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

سأكتب نقاطاً ، علّها تَشفِي وتَكفِي ، وسَأختصر فَهَذا مَقام الاختصَار ، مع الإقذَاع بِالكَلام :

* الأخ الموسوي ، بعد التحيّة :

1- قد أخذتُ على نفسي عهداً ، ألاّ أناقشكَ إلاّ إذا تركتَ عنك التباكي والتحلطم، وأنت مُتحانقٌ عَلينا قبلَ هذا البحث ، لا لشيء ، يعدو طَرحنا أفكار مذهبكم ( الشّيعِي الأصِيل ) ، ومُناقشتها بأسلوبنا ( وأيّاً كان الأسلوب ، فالواجب أن يُنظرَ للمقَال لا إلى مَن قال !! ) .

2- بالنسبَة لاعتمادي على مؤلّفات أهل السنة ، ككتاب الإمامة والنص مثلاً ، فأنا لا أنظُرُ لكاتب الكتاب ، بقدر ما أنظر للمادة العلميّة التي حَمَلها الكتاب . ( أليسَ هذا هُوَ المطلوب يا أهل العقول ) ؟ . ثمّ اعلم أخي الموسوي أنّي لن أجعلَك تُشكّك في مادَة هذا البحث حول المهدوية ، بمجرّد أنّا نقلنا روايات جعفرية مُسندَة إلى مصادركم ، وهُنا ، فليعلَم الجميع ، أنّ كتاب فيصل نور هذا ، كانَ بمثابَة المُوفّر عليّ الجُهد في البحث عن الروايات الجعفريّة فقط ، إذ لو أنّني بحثتُ عنها بمفردي واستخرجتها من كُتُب الجعفريّة لما خرجَ بحثي إلاّ بالطريقَة التي تَرونَها ، ولكن بعد مُدّة زمنيّة أطول ، ومع هذا فنحنُ لم نكذب على الجعفريّة بإيرادِ رواياتٍ غير مرويّة عندَهُم ، ولهذا أشرتُ إلى اعتمادي على ما استنبطه فيصل نور من روايات الجعفرية ، أعني من باب الأمانَة العلميّة ، وعايه ، ألا ترىة أنّ المجلسي جمعَ جمسيع روايات مُحدّثي الجعفرية في سِفرٍ واحد ، فصار أكثرَ البحثَة ينقلونَ منها ، فأنا ما عَدوتُ هذا ، وجدتُ سِفراً فيه روايات جعفريّة مُسندَة إلى المراجع والصّفحات ( وعرضتُ بعضها على ما توفّر لي من المصادر الجعفريّة ، فوجدتها صحيحة غير مكذوبة على الجعفريّة ) ، فنقلتُ منها ، وأمّا ما عداها من التعليقات فهو راجعٌ إليّ ، وقد أشرتُ إلى هذا في المقدّمة .

3- نعم عندنا ما قد يُؤاخَذُ به الزيدية ، ولكنّنا نقول هذه أخطاء أفراد ، لا يجب أن تعُمّم على أئمة أهل البيت (ع) جميعاً ، ولكنّ لا يُقارن هذا بأخطاء الجعفرية ، لأنّهم ينقلونها عن أئمتهم ، وأئمّتهم المعصومون دونَ أئمتنا ، انظر الجعفريّة في زمن ما كانوا يعتبرون سادات بني الحسن والحسين من أضرّ النّاس على بني عمّهم ، ويروون هذا أئمتهم الإثني عشر المعصومين ، ويجعلونَ هذا ديناً لهُم . ثمّ يتقدّم الزّمان ، فلا يدينون الله بهذه العقيدة في أبناء الحسن والحسين ويجدونَ رواياتٍ أخرى تُبرّر لهم مواقفهم أيضاً مرويّة عن أهل البيت (ع) !!!!!! ، ويُضعّفون سابقاتها . ثمّ يتقدّم بهم الزمان وتجدهُم قائلون بتحريف القرآن ، ويروون في هذا روايات عن أئمّتهم المعصومون ، ويجعلونَ هذا ديناً لهُم ، وفجأة وبعد مئات السّنين ، تجدهُم نافونَ لتحريف القرآن وتجدُ لهم روايات عن أئمّة أهل البيت المعصومين يُثبت أنّ القرآن هُوَ ما بين الدّفتين والله المُستعان ، فما عُدنا ندري أيّ دينٍ لأئمّة الجعفريّة ، وما عُدنا ندري ما حالُ القائلُ منهم بتحريف كتاب الله تعالة وهل يُكفروه لمُخالفتهِ ما هو ثابتٌ اليوم عن أئمّتهم من ثبات القرآن وحِفظه ، أم يقولون بأنه مُجتهد متمسّك بروايات سابقة غير منسوخَة!! عن أئمّة أهل البيت الإثني عشر !!!! . ( أخي القارئ ، لا تمتعِض ، فإن أردتَ المُحاباة فقل أخطأت يا زيديّ في الظاهر ، ولكن أضمِر الحقّ في نفسِكَ رحمَكَ الله ) .

4- الأخ الموسوي ، هَل أنا مَن يُعنى بالعناد للجعفريّة ، أم أتباعُكم في اليمَن معَ الزيدية !! . أتدري ما مُشكلَتُك ، أنّك ترى جميعَ النّاس مثلَك ، أنا هُنا أعُاندُ الجعفريةّ (على حدّ قولكم ) صراحَةً ، ولكنّ هُناك مُنظّمات جعفريّة ، تُعاند الزيدية ( خفاءً ) .

5- إخوتي القرّاء ، لعلّه قد يدخُل في أذهانكم ، أنّ الأخ الموسوي ، قد أبلى بلاءً حسناً ، في الردّ على أبحاثنا هُنا ( المُعانِدَة للجعفريّة !!! )، وهذا وهمٌ منكم ، فارجعوا لكلّ بحثٍ وستجدون ما يُذهلُكم من الرّدود المُتهافتَة التي لم تردَع الزّيدي عن المسيرُ بقافلته قُدماً .

تحياتي لكم سيّدي الفاضل .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الثلاثاء فبراير 14, 2006 10:14 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

* الأخ الانتصار ، بعد التحيّة :

1- أوّلاً لكَ رأيُك في هل أنا أقصدُ العِنادَ لإخوتنا في الله من الجعفريّة أم لا ، ولكن أستحلفُكَ الله ، هل ترَى ما يَنشُرهُ مُستبصريهِم ، بمُباركَة حوزويّهِم ، من الكتب والمواد الصوتيّة والمرئيّة من العِناد للزيديّة أم لا ، ( أنصفِني رحمَك الله ) ، إن قُلتَ : هذا غيرُ هذا ! . قلتُ : ما أنصَفتني والله. وإن قُلتَ : هُوَ مثلُ هذا . فقد أنصفتني ، وعليه فلا تلمنُي رحمَك الله ، فلستُ للومِ أهلاً ، ولُم هذه الفئَة من الجعفريّة التي تفتّ في عضدِ الزيدية خفاءً وتقيّة ، والله سُبحانه وتعالى يقول : (( وإن عاقَبتم فعاقبوا بمثلِ ما عُوقبتُم به )) .

2- الأخ ( الانتصار ) ، أخبرني رحمك الله هل اطّلعت على موقع مركز الأبحاث العقائدي الجعفريّة ؟!! ، أم أنّك اطّلعت عليه ، ولم تنتبه لقسم المُستبصرينَ من الزيدية ، وذهبتَ لتحميلِ كتابِ ( أبو بكرٍ وأسطورَة وجوده في الغار ) . فإن فعلتَ هذا ، فاعلَم أنّ غيرَك ممّن لا تعرف من الزيدية ، فإنّهم يقصدون موقع المُستبصرين ، وهُناك يتأثّرون بما هُو مُتهافتٌ فيه ، من كتب ، ومواد صوتية ومرئيّة، وللبشرى فقط ، (( فإنّ لنا بحثاً جمعَ أقوال المُستبصرين وناقشَها ، وأسألُ الله أن يُعجّل بالانتهاء منه ، أن يُضفيَ عليه ألطافه وتسديداته ،)) ، وهُوَ بأسلوبنا الذي اخترناهُ لأنفُسنا .

3- أخي (الانتصار ) ، بالمُناسبَة اطّلعت على موضوعكم المطروح للنقاش ، حول أسطورة وجود أبو بكر في الغار ، ولكن هل تدري إلى ما سرَحَ إليه فِكري ؟ ، أتظنّ أنّه سرحَ يُناقشُ روايات وجود أبي بكر في الغار ، ويُقارن بين هل كانت أسماء في الحبشة أم لا ، وهل كانت الآثار التي رأتها قُريش ، آثار رجلٌ أم رجلين أم ثلاثة ، وهل حصلَ التصحيفُ في اسم ابن بكر حتّى أصبحَ أبي بكر !!! ، كلاّ لم أذهَب إلى هذا البتّة ، ولكنّي نظرتُ إلى الموضوع من منظور ( العِناد التي اتهمتموني به !! سامحكم الله ) ، وجدتُ الشيخ الطائي يحمدُ الله على كشف حقيقةٍ كانت مُخبّأةً على مدى ألف ومئاتٍ من السّنين ، وأنّ هذا يُعدّ نقلَةً كبيرة في التراث الإسلامي ، وهُو أنّ أبو بكر لم يكن موجوداً مع النبي (ص) في الغار . ولكن هل سألَ نفسَهُ الشيخ الطّائي ، ومعَهُ أصحابهُ من الجعفريّة ، هل اكتشافَه هذا الفريدُ من نوعهِ ، قد قالَ به أئمّة الجعفريّة السّابقون ، والمهدي الغائب اليوم ، هل اكتَشَفَهُ قبلَ أن يكتشفَهُ أئمّته الإثني عشر !! الوارثون لعلوم الرّسول (ص) ، ألا ترى معي أخي ( الإنتصار ) أنّ في هذا البحث إنزالٌ من مرتبة أئمّتهم المعصومين الإثني عندما لَم يعرفُوهُ في أزمانهم ، بل ورَووا خلافهُ من إثبات وجود أبي بكر في الغار ( وإن أردتم أن نوردَ منهُ شيئاً أوردناه ، بل حتّى خُطى الأقدام فإنّهم أثبتوا أنّها لأبي بكر بن أبي قحافة لا لابن بكر الدّليل!!! والله المستعان!!! ) ، وعلى هذا أقرّ عُلماءهُم ومُفسّروهم على مدار هذه الحقبَة الطويلَة ، ثمّ يأتي عالمٌ جعفريّ اليوم يكتشفُ مالَم يكن اكتشفَهُ أئمّتهم المعصومون ، الذين لا يجهلون أبداً !! ، والله المُستعان . ومعَ هذا فإنّ غير الجعفريّ ( كحالك أخي الانتصار ) لا مانعَ من أن يستفيدَ ممّا كتبَهُ الجعفريّ ، ما دام أنّ استنتاجاته عقلانيّة غير مُعارضَة للدليل ، ونحنُ ما فعلنا إلاّ هذا مع أبحاث أهل السنّة ، فإنّا لم نأخُذ منها إلاّ ما كان له أصل ، دون الغثاء منه ، فافهم ذلك ، ولا تجعلَ من فعلي مَعهُم عناداً ، وكتابَتهُم وفعلَهُم أمراً تقتضيه قناعات شخصيّة أدّت بهم إلى كتابة رحلات انقاليّة ، فإن كانَ هذا ، فاعتبرني مثلَهُم . ولا تَجعلك مواقفَهُم اليوم من الناحيّة السياسيّة مع الزيديّة تظلم أجيالاً ستأتي مُستقبلاً ، لا تجدُ أمامها إلاّ كُتبُ مُستبصرين وكُتبٌ أكوعيّة إصلاحيّة ، دونَ الرّدود عليها ، فلنا حقّ الرّد ، كما لهُم حقّ النقد ، ولنا حقّ النقد ، ولهم حقّ الرّد ، ثمّ اعلم رحمَك الله أنّي لا أقصدُ الجعفريّة فقط ، بتخصيصِ فِكري وبحثي تجاههُم دون غيرهِم، فإنّ لي مع التيّار الشّوكاني والوزيري والأميري والمَقبلي أيضاً باع ( فلا تُهملهُ حتّى لا تظلمني ، فالظّلم ظُلماتٌ يوم القيامَة ) ، ولستُ أذكُر هذا إلاّ نفياً للتُهَم عنّي ، لا رياءً ولا سُمعَة ، وإن كانَت الزيديّة علّمتْكَ قول الحقّ ولو على علمائك ، فاشهَدِ به على علمائك وعلى غيرهِم من أتباع الجعفريّة ، رحمك الله وثبتّنا وإيّاك .

4- أخي ( الإنتصار ) ، الجعفريّة وصَلَت مرحلَة الاكتفاء ، والزيدية تتطمحُ للوصول إلى الاكتفاء .

تحياتي لكم أخي ( الانتصار )
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

* الأخ الغزالي ، بعد التحيّة :


1- الغزالي كتب :
و للاسف ما لمسته ان كثيرا من الزيدية يبغضون الامامية مع ان علماء الامامية يحبون الزيدية
لم ينطق على حد علمى احد من علماء الامامية بسب لائمة الزيدية و علمائهم , بينما الواقع هو ذم كبار ائمة الزيدية لائمة الامامية حتى وصل الامر الى رميهم بالنفاق !, و تكذيب الزيدية لعلماء الامامية كما راينا فى تكذيب الاخ الكاظم للكلينى و غيره مع انه لا يقدم على تكذيب البخارى و مسلم
هل حقّاً ، ما ذَكرتهُ من عدم حطّ علماء الجعفريّة على علماء الزيدية !! ، هذا وأنت عندي المكين ، الضّليع ، القريبُ من الجعفرّية ، وأُعيذُك ألاّ تكونَ قد اطّلعت على أقوالَ علماء الجعفريّة فيهم ، وقذفهِم إيّاهم بكلّ ما يُشين ( هذا واعلَم أخي الجعفريّ قبل الزيديّ ، أنّ ما سُأدرجُهُ الآن ، كان بوسعي أن أُدرجهُ قبل سنوات في هذه المجالس ، ولكنّ دَعوتي للتقارب الأخوي الغير مُعارضَة للنقد الفكري للطرف الآخر ، تحت شرط الاحترام ، هي التي مَنعتنِي من إدراجه ، ولكنّي أُدرجُه حتّى لا يُغترّ بالكلام المُقتبَس أعلاه ) ، ولا تَدفعُنا العاطفَة إلى تجاهل تعصّب الإماميّة وتذكّر تعصب الزيديّة ، والله المُستعان :


أ- المجلسي عل جلالة قدرهِ عند الجعفريّة ، يشهد باشتحان كتبهِم بتكفير الزيدية :

- بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 37 ص 34 :

روى الكشي أيضا عن حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن عمر ، عن ابن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية قال : لا تصدق عليهم بشئ ، ولا تسقهم من الماء إن استطعت ، وقال لي : الزيدية هم النصاب . وروى عن محمد بن الحسن ، عن أبي علي الفارسي قال : حكى منصور عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام أن الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة عنده سواء . وعن محمد بن الحسن ، عن أبي علي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عمن حدثه قال : سألت محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن هذه الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة ) " قال : نزلت في النصاب والزيدية ، والواقفة من النصاب . أقول : كتب أخبارنا مشحونة بالاخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة ، وسيأتي الرد عليهم في أبواب أحوال الائمة عليهم السلام وما ذكرناه في تضاعيف كتابنا من الاخبار والبراهين الدالة على عدد الائمة وعصمتهم وسائر صفاتهم كافية في الرد عليهم وإبطال مذاهبهم السخيفة الضعيفة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .

ب- الكافي - الشيخ الكليني ج 8 ص 235 :

314 - الحسين بن محمد الاشعري ، عن علي بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن سالم بن أبي سلمة ، عن محمد بن سعيد بن غزوان قال : حدثني عبد الله بن المغيرة قال : قلت لابي الحسن ( عليه السلام ) : إن لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولا بد من معاشرتهما فمن أعاشر فقال : هما سيان ، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الاسلام وراء ظهره وهو المكذب بجميع القرآن والانبياء والمرسلين ، قال : ثم قال : إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا .

ج- الكافي - الشيخ الكليني ج 8 ص 159 :

158 - جعفر بن بشير ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي شبل قال : دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال له سليمان بن خالد : إن الزيدية قوم قد عرفوا وجربوا وشهرهم الناس وما في الارض محمدي أحب إليهم منك فإن رأيت أن تدنيهم وتقربهم منك فافعل ، فقال : يا سليمان بن خالد إن كان هؤلاء السفهاء يريدون أن يصدونا عن علمنا إلى جهلهم فلا مرحبا بهم ولا أهلا وإن كانوا يسمعون قولنا وينتظرون أمرنا فلا بأس .

د- وهُنا ، أئمّة الزيدية ، سادات بني الحسن والحسين ، هُم شُذاذ آل محمّد .

بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 25 ص 269 :

- وبإسناده عن أحمد بن محمد الايادي رفعه إلى بريد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يا بريد اتق جمع الاصهب قلت : وما الاصهب ؟ قال : الابقع قلت : وما الابقع ؟ قال : الابرص ، واتق السفياني واتق الشريدين من ولد فلان يأتيان مكة ، يقسمان بها الاموال ، يتشبهان بالقائم عليه السلام . واتق الشذاذ من آل محمد . قلت : ويريد بالشذاذ الزيدية ، لضعف مقالتهم وأما كونهم من آل محمد لانهم من بني فاطمة .

نعم ! أخي الكريم ، فلن أُطيل ، بما لا عائدَ منه بفَود ، فليسَ غرضنا إلاّ التّنبيه ، لا الدّعوة إلى التكفير ، أو إجياء الضّغائن ، بل الدّعوة إلى تجريد الأقلام ، وتحرير الأفكار ، وصبّها على الأوراق ، لما في هذا من الفائد على النّاس ، وفيه من الهداية ما لا يَعرفُ قدرهُ إلاّ من جربّ بنفسِه .


-----

* ولك الحقّ في مُناقشَة كلامي حول المهدوية ، ولك الحقّ أيضاً في أن نرد عليك :

الغزالي كتب :
كما ان هناك نقص فى الاطلاع على فلسفة الغيبة عند الامامية, فما عليه المحققون من الامامية ان سبب الغيبة هم الامامية انفسهم , اى ان الغيبة كانت عقوبة للامامية انفسهم قبل ان تكون عقوبة لغيرهم , فهى حرمان من جزء مهم من اللطف استحقه الشيعة و الامة بسبب موقفهم السلبى بل المعادى من الائمة الاحد العشر


يُضافُ إليه ما نقلهُ عن علماء الجعفرية .

أقول : ألم يأتي في بحثنا ، مُناقشَةٌ لهذا الأصل عندَ الجعفريّة !!!!! ، عند مُناقشَة اسباب غياب المهدي .

تحيّاتي لكم أخي ( الغزالي ) .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

كيَ لا يُساء الفَهَم :

بالنسبَة لاعتمادي على مؤلّفات أهل السنة ، ككتاب الإمامة والنص مثلاً ، فأنا لا أنظُرُ لكاتب الكتاب ، بقدر ما أنظر للمادة العلميّة التي حَمَلها الكتاب . ( أليسَ هذا هُوَ المطلوب يا أهل العقول ) ؟ . ثمّ اعلموا إخوتي في الله أنّه لا يجوز التُشكّك في مادَة هذا البحث حول المهدوية ، بمجرّد أنّا نقلنا روايات جعفرية مُسندَة إلى مصادرهم ، وهُنا ، فليعلَم الجميع ، أنّ كتاب فيصل نور هذا ، كانَ بمثابَة المُوفّر عليّ الجُهد في البحث عن الروايات الجعفريّة فقط ، إذ لو أنّني بحثتُ عنها بمفردي واستخرجتها من كُتُب الجعفريّة لما خرجَ بحثي إلاّ بالطريقَة التي تَرونَها ، ولكن بعد مُدّة زمنيّة أطول ، ومع هذا فنحنُ لم نكذب على الجعفريّة بإيرادِ رواياتٍ غير مرويّة عندَهُم ، ولهذا أشرتُ إلى اعتمادي على ما استنبطه فيصل نور من روايات الجعفرية ، أعني من باب الأمانَة العلميّة ، وعليه ، ألا ترونَ أنّ المجلسي جمعَ جميع روايات مُحدّثي الجعفرية في سِفرٍ واحد ، فصار أكثرَ البحثَة ينقلونَ منها ، فأنا ما عَدوتُ هذا ، وجدتُ سِفراً فيه روايات جعفريّة مُسندَة إلى المراجع والصّفحات ( وعرضتُ بعضها على ما توفّر لي من المصادر الجعفريّة ، فوجدتها صحيحة غير مكذوبة على الجعفريّة ) ، فنقلتُ منها ، وأمّا ما عداها من التعليقات فهو راجعٌ إليّ ، وقد أشرتُ إلى هذا في المقدّمة .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

ابو عز الدين
مشرف مجلس الفتوى
مشاركات: 416
اشترك في: السبت مارس 20, 2004 9:41 am

مشاركة بواسطة ابو عز الدين »

لنسبة لكلامكم حول مقولة ان الامام الخوئي قدس سره الشريف قد قدح في امامكم عبدالله الكامل لن نرد عليه لاننا لم نطلع بالاصل على هذا الكلام و ان كان صحيحاً ام لا



أخي الموالي هذا كلام السيد الخوئي يرحمه الله ويغفر له كما تراه موثقا من كتابه معجم رجال الحديث !

اقتباس : "
يقول أبو القاسم الخوئي في كتابه معجم رجال الحديث ج/11ص175 ما نصه في أثناء ترجمته للامام عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
أقول هذه الرواية لو سلمت أنها منقولة عن الشيخ الطوسي بحميع طرق السيد ابن طاووس اليه التي بعضها صحيح فلا إشكال في أنها من شواذ الروايات ولا يمكن أن تقع معارضة للروايات المشهورة في ذم عبد الله بن الحسن .............الى أن قال والمتحصل مما ذكرناه أن عبد الله بن الحسن مجروح مذموم ولا أقل من أنه لم يثبت وثاقه أو حسنه والله العالم !!!!!!!
"


وقولكم


لماذا كان هذا...
لانا تعودنا ان نسمع كلام ينسب لمراجعنا لا يمت لهم بصلة...و حتى و ان حصل فان تأويلات القوم تذهب الى تفسيرات غريبة الاطورا لتبرر بعض الحنق و الحقد على المراجع...



أخي اشكرك على هذا الوعي لكن ..... لعلها مشكلة التعصب لفكرة معينة اتمنى أن نتخلص منها جميعا


كان احمد الكاتب شخص يعتد به...!!!
اذا كان احمد الكاتب شخص يعتد به عندكم ... فعليك ان تتخذه حجة عليك و ليس علينا.



لا ياسيدي أحمد الكاتب ليس حجة لي ولا علي هو حجة عليكم أنتم فقط !!

ثم أني طلبت من الغزالي ايراد رده فقط لمعرفة الرأي والرأي الاخر خصوصا أن الذي رد على احمد الكاتب لم يكن متحليا بلغة الحوار المحترمة وهذه مشكلة كبيرة جعلتني اقف أمامها بدهشة كبيرة جدا :shock: والله عيب تصدر مثل تلك اللغة عن عالم يمثل نهج آل محمد مش عيب وبس وعيب كبير !!

وعن تفسيركم لماجاء عن روح الله الموسوي الخميني في كتابه الحكومة الاسلامية فقد رد عليه الواقع المعاش والذي تراه اليوم !!!
وإن صح تفسيركم له فقد كان من باب التقية فكما تعرف أن اغلب مراجع قم وغيرهم من أهل المدرسة التى ترى البقاء "مدرسة الوجود " هم من وقف ضد نهج الامام قدس الله روحه في اول مراحل ثورته الخالدة

تحياتي لكم سيدي الموالي
لا تضق ذرعاً بحالٍ *** فالذي سواك حاضرْ *** وهو بي أرحم مني *** كلما دارت دوائرْ *** لا تخف لا تخشَ مهما *** كنتَ للرحمانِ ذاكرْ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“