" حديث عصري مع حضرة النبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم

[قمر بني هاشم]

اجتهد المفكر إبراهيم عيسى و اخرج لنا حوارا تخيل أنه مع حضرة النبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم نشره في العدد الأول من الدستور أعجبني اجتهاد الحوار و رأيت أن انقله من الجريدة ,هو صحيح اتعبني نقله كلمة كلمة بس في الحقيقة الحوار يستاهل التعب ،، اقرأوا...



" حديث عصري مع حضرة النبي محمد صلى الله عليه وآله و سلم"

في لحظات التوهان و الارتباك عندما تجد الواقع حولك ضبابا ملبشا و الحقيقة مداسة بنعال التسلط و التطرف و المواطن يذل من حكام و يضل من شيوخ لا حل غيره,أنا لاجىء سياسي و ديني إليه لا تأشيرة و لا ختم سفر و لا سفارة ولا عمارة ولا حرس ولا عسس ولا مدير مكتب ولا دفتر مواعيد ولا غضب ولا عتب ، ذهبت إلى حضرة النبي المصطفى نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم و هو وحده الذي يحق لنا أن نسأله ج لست هناك بين صفحات مجلدات صحيح البخاري, أسأل و أسمع و أبحث و أنصت لجواب النبي الكريم و ها هو نص الحوار ملتزما بحروف النبي صلى الله عليه وآله وسلم "متوضئين" و كان لنا اجتهاد سماع جوابه.





- سؤال كل مسلم حلم كل مسلم كيف يدخل الجنة؟

مَنْ يَضْمَنْ لِى مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ

-لكن الوصول إلى الجنة يبدو صعبا شاقا وسط زحام الدنيا بالمغريات و الإغواءات ولا يستطيع الإنسان أن يعرف كيف الوصول إليها وسط كل هذا التخبط الذي نعيشه؟

الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ

- يخرج علينا شيوخ يحرمون علينا عيشتنا و يضخمون أخطاءنا و يصورون أفعالنا كلها ذنوبا و كبائر فما الكبائر؟

الإشراك بالله

- ثم ماذا؟

عقوق الوالدين

-ثم ماذا؟

اليمين الغموس

-وما اليمين الغموس؟

الَّذِى يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ

-وما يحدث في الوطن من فساد و إفساد سياسي و اقتصادي وأخلاقي ألا يستدعى المواجهة العنيفة و الحادة مع المجتمع بأسره ؟

إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله

-نرى جماعات من الناس أطالت ذقونها و قصرت ثيابها يصلون في المساجد و يعتكفون و يقولون عن أنفسهم "ملتزمين" .نشهد لهم بحفظ القرآن و تلاوته و دوام الصلاة و قيام الصيام..لكننا نراهم منشغلين جدا في تكفير الناس إن قالوا وإن لبسوا وإن سلكوا بطريقة تخالف رأيهم؟

إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا

- رغم ما هم عليه من تدين و التزام؟

يَخْرُجُ في هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَيَنْظُرُ الرامي إِلَى سَهْمِهِ إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رِصَافِهِ ، فَيَتَمَارَى في الْفُوقَةِ ، هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنَ الدَّمِ شيء.

- نحن نرى الرجل يقول عن نفسه الحاج فلان و يسبح على مسبحة و يصلي فرضه حاضرا و جماعة,بينما يقبل الرشوة و يأكل حقوق الناس!

إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحِى فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ

نشاهد حكاما في وطننا العربي قد أثروا وتفحشوا و توحشوا مالا و ثراء و نفوذا لا نستطيع أن نسألهم أمراء و حكاما و رؤساء ووزراء , من أين أتيتم بكل هذه الثروات و الأموال ماذا تقول لهم يا سيدي و رسولي؟

فَهَلاَّ جَلَسَ فِى بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ ، فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لاَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ - ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ ، حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ - اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ثَلاَثًا

- لكن هناك حكاما و أمراء و مسئولين في كافة أقطار الوطن العربي كأنهم لم يسمعوا بلاغك النبوي؟ يحلون مال الدولة ويتربحون من بيت مال المسلمين دون حسيب أو رقيب؟

مَا مِنْ وَالٍ يلي رَعِيَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَمُوتُ وَهْوَ غَاشٌّ لَهُمْ ، إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ

- إن حكامنا يظلمون شعوبهم؟

الظلم ظلمات يوم القيامة

-ويستولون على الوطن و الرزق و النفس و الأرض؟

مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ

نشهد هذه الأيام ظاهرة تتعاظم و تنتشر بشكل يثير التنبه و هي تحول المسلمين إلى طالبي فتاوى في أمور واهية و يطرحون أسئلة عن كل شيء حلال هو أو حرام؟

إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَىْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ ، فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ

-وما علامات تراجع وطن و انحدار أمة و ضعف شعب؟

أن يقل العلم و يظهر الجهل

-ولكننا نرى شيوخا ووعاظا ودعاة يملئون شاشات الفضائيات و الجرائد و المساجد أليس هذا دليل انتشار العلم؟

إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا ، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا ، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا ، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا

- و كيف نتعامل مع المنافقين المتلاعبين على كل الحبال ,ينافقون السلطان و يدعون معارضته يظهرون المودة و يغمدون الكراهية؟

تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ ، الذي يأتي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ

- إذا أردنا التقرب لله عز و جل فهل نجاهد بالحرب و الضرب في سبيل الله , أم ماذا نفعل بالضبط أي عمل أفضل؟

الصَّلاَةُ عَلَى مِيقَاتِهَا

-ثم أيّ ؟

ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ

- ثم أي؟

الجهاد في سبيل الله

-وأي الناس أفضل؟

مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ

-وإذا لم نستطع الجهاد و القتال سواء لأننا لا نقدر أو انه لا أرض للجهاد و القتال أي الناس أفضل بعد المجاهد..من؟

ؤْمِنٌ فِى شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِى اللَّهَ ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ

-وهل كل جهاد في سبيل الله؟

اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ في سَبِيلِهِ

- يحدث الآن في العراق إن جماعات تقول عن نفسها مقاومة ضد الاحتلال ,لكنها تقتل العراقيين و تنسف بيوتهم وتدمر أحياءهم و تسفك دماء الصغار و الكبار تحت دعوى المقاومة فإذا بها تقتل المسلمين لا المحتلين؟

مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا

-وماذا تقول لهم يا سيدي و رسولي الكريم؟

لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ

- هناك من يزين للسلطان ظلمه و للإرهاب إرهابه و هم يرددون القرآن الكريم و يتحدثون باسم الإسلام و يحفظون أحاديثك الشريفة!



يُجَاءُ بِرَجُلٍ فَيُطْرَحُ فِى النَّارِ ، فَيَطْحَنُ فِيهَا كَطَحْنِ الْحِمَارِ بِرَحَاهُ ، فَيُطِيفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ أَىْ فُلاَنُ أَلَسْتَ كُنْتَ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَيَقُولُ إِنِّى كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ أَفْعَلُهُ ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَفْعَلُهُ

- أخشى أن أكون قد تجاوزت في السؤال و اخطات في اجتهاد الحوار

مَنْ تَعَمَّدَ عَلَىَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ

- لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها فما هي دعوتك لله يا نبي الله؟

أُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دعوتي شَفَاعَةً لأمتي في الآخِرَةِ


(وصلتني من احد الاصدقاء عبر البريد فاحببت ان تشاركوني القراءة)