هذه الأسطر هي وصية من أحد أساتذتي الكرام أيام المدرسة...
أوصانيها
وطلب مني حفظها
وأنا الأن أعرضها عليكم من باب الفائدة

أما بعد،، فان ما كان يشغلني ولا يزال هو كيف يكون الانسان منصفا صادقا من نفسه ولنفسه....بحيث لا يحيد كثيرا عن منهج الصواب والاعتدال،ولا يتعدى ولا يتجاوز ، ويحافظ على ثباته ...ذلك أن المفاهيم تتطور وتتغير أحيـــــــــانا ...
والرؤى تتبدل والمعطيات التي ما تفتأ تنهال على المرء في مسيرة حياته،هذه المعطيات تؤثر عميقا في رؤاه وتصوراته وقناعاته.
ولان الله منح الناس عقولا ومدارك ربما تفاوتت كثيرا،كما أنه تعالى _أفسح لهم المجال للنظر والتفكير والتأمل_،
وامتدح التفكير وندبهم اليه،فان ذلك قد أدى وبصورة طبيعية الى اختلاف توجهاتهم ومناهجهم....
و لولا اني أحترم هذه الوجهة العظيمة التي خطتها الزيدية لنفسها،وهي وجهة العقل واحترامه والتعامل على أساس منطلقاته وقواعده( قواعد المنطق السليم)،لكنت أشعر بكثير من مشاعر التخبط،نظرا الى ما حولي من مناهج ومسالك وتشعبات..
لذا أرجو منك أن تستمري صادقة باحثة عن الحق،مؤمنة أن الله لن يتخلى عن الساعي الى احقاق الحق، وأنه مهما تعثر فإن عثراته هي الخطوات السليمة في طريق الحقيقة والنور.
ولا تنظري إلى أصحاب القناعات الاخرى نظرة قاسية ،لانك ربما كنت مثلهم أو ستكونين،فالمرء دائما يتحول ولو جزئيا...فنحن نسعى والحياة تعطينا وسنظل حتى تطمئن بإذن الله قلوبنا وتبحر في مياه نقية من معين الله العذب.
إذا حدث أن وجدت تغيرا في القناعات فلا تظلمي من كنت رأيته وسمعته من أناس أخلصوا النصح لك ..واعلمي إن كلا ينفق مما أتاه الله ،وأن هذا هو منتهى جهده.
لا شك أننا سنظل نحاور ونجادل ونصارع الناس والأفكار، ولكن تظل هناك ثوابت هي:
الورع وعدم التجني والاعتدال حتىمع المخالف في العقيدة .ليكون المرء في سلامة من دينه فلا يتعدى، ويراعي ويحترم عقول الآخرين..
نحن نزعم أننا على حق ،ولاعيب في هذا ،لكن ليس معنى هذا أن غيرنا يغرق في باطله عامدا قاصدا ظالما..
اعزمي على أن يكون لحياتك شطران::
الأول ___عبادة الله كما يحب.
والثاني___السعي الى الالتزام بالمسؤولية واحترام التبعات والمصداقية والنزاهة(السلوك السليم).
واعلمي ان كل يوم يحمل الجديد في المشاعر والرؤى والمعاني والمعطيات عموما،ولابد من أن نكون على درجة عالية من الاستعداد والمرونة لتعلم كل جديد و تلقف كل ماهو مختلف، ثم يكون لنا بعد ذلك أن نصفي وننقي ونغربل لنصل بحول الله إلى لب الصواب أو نحوم حوله....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم