بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة السيد الشهيد الصدر عند سؤاله عن السراء والمعراج
ج/ المشهور طبعا انه صعد ص جسدا وروحا ، لكن الشيء الذي موجود وهو ظاهر القرآن وكذلك ظاهر السنة إن هناك إسراء وهناك معراج ، الإسراء هو ذهاب النبي ص من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فلذا هو يسميه إسراء
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) (الإسراء:1)
كنما الذي أفتهمه على أنه بعد أنهى النبي ص من جماعته من صلاة الجماعة للمغرب والعشاء ربما مثلا جلس هناك يقرأ دعاء أو نام أو كذا ، فنزل جبرائيل واخذه إلى المسجد الأقصى الذي هو الآن في فلسطين طبعا وهناك صلى ركعتين وتعبد ثم من هناك عرج به إلى السماء ، الإسراء هو الذهاب إلى المسجد الأقصى والمعراج هو الذهاب إلى الملكوت الأعلى عالم الملكوت وعالم الجبروت وعالم الملائكة والعرش ونحو ذلك من الأمور،
في حدود فهمي أن هذا كان بالروح وليس بالجسد ، الإسراء بالجسد واما بالنسبة للمعراج بالروح ، بدليل انه رأى الملائكة والملائكة ليسوا أجسدا وليسوا أجساما كالأجسام الدنيوية ، ورأى الأنبياء ، والأنبياء متوفين موتى سلام الله عليهم ، وأجسادهم مدفونة في الأرض منتهيةأنما أرواحهم موجودة هناك ، أذن فالشيء الرائي الذي هو النبي هو روحه المناسبة مع أرواح الأنبياء يراهم من سنخه في نفس العالم وليس من عالم أخر هو لجسم دنيوي وهم بجسم برزخي أو ملكوتي أو جبروتي ، هذا لا يمكن ، أنما الشيء الذي يمكن أنه يصل إلى العالم الأعلى هو من سنخه ، فيرى ما فيه من الملائكة ومن أنبياء ومن مؤمنين ومن جنة ومن نار ونحو ذلك من الأمور ،
فأذن المعراج بالروح ، والإسراء بالجسد مضافا إلى هذه النقطة أنه
(فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) (لنجم:9)
تلك المرتبة العليا التي لم يصلها قدم-- لو صح التعبير – إلا قدم رسول الله (ص) حتى أن جبرائيل قال حينما دعاه النبي إلى أن يخرج معه ويذهب إلى أنوار عظمة الله سبحانه وتعالى
قال :- لا ،لا، أنا لو تقدمت أنملة لاحترقت ، فمن هذه الناحية النبي ص بعظمة قابليته المخلوقة له من فضل لله سبحانه وتعالى ولم تعطى لجبرائيل ولا لواحد من الخلق طبعا ، أستمر بالصعود في العالم الذي يشاء الله سبحانه وتعالى حتى وصل إلى قاب قوسين أو أدنى دنوا واقترابا من العلي الأعلى حسب منطوق بعض الأدعية
-- محل الشاهد – أنه هذا أيضا أن نتصور بجسمه ، الجسم ليس له هذه الصلاحية وليس له هذه القابلية وانما بأجزاء المجرد منه هو المناسب مع ذلك العالم ، ذاك العالم طبعا لا يشبهه عالم طبعا كما يقال في النقول، أنه : (لا أذن سمعت ولا عين رأت ولا خطر على قلب بشر )
ذاك طبعا بهذا الشكل فحين أذن إذا كانت عقولنا القاصرة وأذهاننا القاصرة واحساساتنا القاصرة لا يمكن أن تصل بأجسامها بهذا الشكل ، فكذلك هو النبي ص ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ:110) ، أي بجسمه أم بروحه الحقيقية فلا ، هو أعلى من الملائكة سلام الله عليه حتى أن جبرائيل لم يصل ، ولكن هو وصل سلام الله عليه –
محل الشاهد
أذن لا يكون إلا بالروح ، فمن هذه الناحية أنا الذي أفهمه أن المعراج أنما كان بالروح أما الإسراء كان بالجسد وكله حصل في ليلة واحدة قبل الفجر ،سلام الله عليه كأنه موجود في المدينة أو في أي مكة ربما على الأرجح أن الإسراء والمعراج حصل في مكة –
محل الشاهد –
رجع إلى محله مع العلم أن المسافات التي قطعها ملايين السنين الضوئية – لو صح التعبير وهذا أيضا من جملة الأمور التي يستبعد بها المعراج الجسدي ، لأن انشتاين افترضوا إذا صدقناه يقول :-
(بأن السرعة أسرع من سرعة الضوء).......
لا يمكن وهذه المسافة الطويلة التي قطعت في ليلة ، الله العالم ملايين ملايين الكيلومترات، فيتعين أن يكون أسرع من سرعة الضوء ، فأن كانت بالجسد أستحاله ، فهذا بالنسبة إلي ذممهم ينبغي أن يقولوا بالاستحالة فيتعين أن يكون بالروح لان سرعة الروح خارجة عن قوانين المادة تسير أسرع من سرعة الضوء حسب مشيئة الله سبحانه وتعالى ، أما بالنسبة إلي الجسد جالس في مكانه وساكت ليس أكثر من ذلك .......
المصدر // منهج الصدر
alkofa_7day@yahoo.com