بسم الله الرحمن الرحيم
كانت لى فى هذا المنتدى الطيب مشاركات عديدة و قد مررت طيلة العامين الماضيين بحيرة بالغة بين المذاهب و اريد هنا ان اطرح بايجاز رؤيتى فى المذاهب لعله يكون فيه فائدة لباحث عن الحق , و حتى اوضح موقفى لبعض من قد يعرفونى هنا و هى مجرد خواطر و تاملات تلقائية فكل جهدى مركز حاليا للرد على خصوم الاسلام و هو الميدان الذى ادركت معه ان جدالاتنا المذهبية مهزلة فالاسلام بحاجة الى هذه الجهود التى تهدر فى حروب بين المذاهب
و فى الشهور الثلاثة الماضية عشت فى حيرة شديدة بين المذهب الزيدى و الامامى , و قد عدت للكتابة باسم المفيد اثناء ذلك لكن دون ان اعتنق المذهب الامامى فلدى اعراضات عديدة عليه و كنت مقتنعا طيلة ذلك بانهم اتباع الباقر و الصادق و هذا سبب اضطراب موقفى منهم
و ما استقرت عليه قناعتى و اسال الله الثبات عليه هو ان افضل المذاهب الاسلامية و اصفاها هو مذهب الزيدية : مذهب العلماء الابرار المجاهدين من ذرية ابى الزهراء صلى الله عليه و اله و سلم
مذهب النظر و الاجتهاد و رفض التقليد
مذهب التوحيد و العدل
مذهب التصدى للظلم و الظالمين
مذهب الاحرار و العقلاء لا مذاهب عبيد السلاطين و عملائهم و اهل الخرافات
و المذهب الزيدى الذى اقصده هو المذهب الذى عبر عنه الاخ الحبيب المحقق محمد عزان فى هذا المقال الفريد :
الفكر الزيدي كما يبدو لي منهج شامل للتجديد والإبداع في إطارر الفكر الإسلامي بكامله.. لا تعثره هيبة المسلمات، ولا تكبله قيود الموروثات، ولا تخضعه ضغوط الأحوال والظروف، ليس مجرد مذهب فقهي أو فرقة كلامية تتحرك في إطار خصوصية محددة، كما هو حال المذاهب الفقهية الأخرى.
وهذا ما جعله يبدو فكرا ثائراً، ليس على الأحوال والظروف التي فرضها حكام الجور وصنعتها ألاعيب السياسة فحسب، بل وعلى الموروثات الفكرية الدخيلة على الدين، سواء تلك التي أرسلت في المجتمع لتسهم في تبلده وتكبيله باسم القدر المحتوم والمصير المعلوم، أم تلك التي تلزمه التعبد لله وفق قناعات الآخرين، بحجة أنهم السلف الصالح والقدوة الحسنة. وعلى هذا الأساس أعتقد أن أصول الفكر الزيدي تتمثل في ثلاثة محاور:
أحدها: إطلاق النظر بالتفكير والبحث في حقائق الكون، وفق منهج القرآن وفي حدود صلاحيات العقل بغض المظر عما قرره الأسلاف ومضوا عليه . وهذا ما يعرف عند الزيدية (بوجوب النظر وحرمة التقليد في الأصول).
ثانيها: فتح أبواب الاجتهاد في المسائل العملية، من خلال النظر المباشر في مصادر التشريع ومقاصد الشريعة، ونحو ذلك مما جاءت الشريعة لرعايته، وافق من وافق وخالف من خالف، وهذا معنى (فتح أباب الاجتهاد) المشهور عند الزيدية.
ثالثها: السعي لإصلاح حياة المجتمع من خلال تقويم الحكم المستبد الباطش، ابتدءاً بالنصح وإبداء الرأي، ومروراً بالنقد والتمرد، وانتهاء بالمواجهة. وهذا ما يعرف عند الزيدية (بمبدأ الخروج على الظالم).
وهذه الأصول ـ كما ترى ـ متحركة مُنْتِجَة، يمكنها مواكبة كل عصر والتأثير فيه، وهذا ما جعل كثيراً من الباحثين يتحيرون في تحديد معالم الفكر الزيدي: هل هو مذهب فقهي؟ أم منهج كلامي؟ أم تيار اجتماعي؟ أم نظام سياسي؟! وجعل الطوائف والمذاهب المختلفة سنية كانت أو شيعية تدعي أنه الأقرب إليها والأكثر انسجاما معها. وجعل البعض يشكك في استقلاله فيصنفه في مجال العقيدة على المعتزلة، وفي الفقه على الحنفية وفي التشيع على الإمامية، رغم اختلافه في بعض المسائل الهامة مع كل جهة من الجهات التي صُنِّف عليها.
وهو ما يفسر لنا كيف أنتج هذا الفكر سلسلة من المجتهدين المميزين، الذين كانت لهم رؤى تختلف مع الموروث السائد عند المجتمع، سواء في المسائل الفكرية أو الفقهية، مما جعل بعض الكتاب يميزهم بألقاب توحي بأنهم صاروا يمثلون مذاهب جديدة مختلفة ومستقلة لا علاقة لها بالفكر الزيدي، مثل: (الجارودية) و(الصالحية) و(القاسمية) و(الهادوية) و(الناصرية) و(المطرفية) و(المخترعة). أو يصنفهم على مذاهب أخرى، كما صُنِّف العلامة أبو العباس الحسني، والإمام الحسن بن بدر الدين، على الإمامية. وصُنِّف الحاكم المحسن بن كرامة الجشمي، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، والعلامة يحيى بن الحسن القرشي، على المعتزلة، وصنف الإمام يحيى بن حمزة، والحافظ محمد بن إبراهيم الوزير ، والعلامة صالح بن مهدي المقبلي، والعلامة الحسن بن أحمد الجلال، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير على السنية، وغيرهم .
والواقع أن هؤلاء أئمة علم أنتجهم الفكر الزيدي لَمَّا منحهم حرية التفكير وشجعهم على النظر والاجتهاد، وأعطاهم حق التعبير عن ما توصلوا إليه؛ فلا يصح تصنيفهم ومن كان على شاكلتهم على مذاهب أخرى؛ لأن ما توصلوا إليه من أنظار موافقة لهذا أو مخالفة لذاك، قد جاءت نتيجة لاجتهاد وبحث لا تبعية وتقليد.
وبرأيي أن الفكر الزيدي أكبر من أن تحتكره جماعة أو يختزل في جملة من الأفكار والرؤى، فهو فكر يستوعب كل مفكر باحث عن الحقيقة مهما كانت النتائج التي توصل إليها، وهو فكر يسعى لتحرير الإنسان من أنواع التبعية والقيود؛ ليتذوق معنى العبودية لله وحده، وهذا المبدأ هو شعار الإسلام وأصل أصول الدين: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) فإن كان أحد سوى الله يستحق تقديراً وإجلالاً فعلى أساس العبودية المطلقة لله وحده (محمد عبدالله ورسوله).
وفي توصيف موجز لمعالم الفكر الزيدي يقول العلامة الشماحي وهو من أعلم الناس به، فقد عاشه حياة وفكراً : «إنه مذهب واقع وحقائق لا خيالات وأوهام، ولا تصورات شاطحة وأحلام، ولا مذهب ألغاز ومعميات، ولا مذهب كرامات أولياء، ومعجزات وعصمة أئمة، ولا مذهب واسطة بين العبد وربه إلا عمل العبد وإيمانه. إنه مذهب عبادات إلى جانب معاملات بلغت قوانينها من الدقة الفقهية والتشريعية ما لم تبلغه أدق القوانين المعاصرة شمولاً وقبولاً للتطور وتَقَبُّل كل جديد صالح، إنه مذهب دين ودنيا، وإيمان وعمل، وجد ونشاط، وعدل وإيثار، وجهاد واجتهاد، فيه الإنسان مخير لا مسير، مذهب يدعو إلى التحرر الفكري وإلى التعمق في العلوم النافعة ويحرم التقليد في العقائد والقواعد العلمية الدينية، ويوجب الاجتهاد على ضوء القرآن والسنة في العبادات والمعاملات، ويدعو إلى القوة والتضحية، ويفرض الطاعة والنظام والتعاون، كما يفرض الخروج على أئمة الجور والثورة على الظلم الاجتماعي والطغيان الفردي، ولا يرضى لأتباعه بالمذلة والكسل، ولا بالخضوع والاستسلام لغير اللّه وما شرعه، مذهب يحترم السلف في حدود أنهم من البشر عرضة للنقد بما فيهم الصحابة وأبناء فاطمة، فأفراد الفاطميين كالصحابة فمنهم كغيرهم محسن وظالم لنفسه مبين«.
و اقول ان هذا هو الفهم الرائع للاسلام , هذا هو الاسلام كما ينبغى ان نقدمه للناس
و قد نشات سنيا حتى كان لقائى بالفكر الشيعى الامامى قبل قرابة 9 اعوام و اقتنعت به بعد ان تبين لى عوار الفكر السنى , و مع مواصلة الاطلاع تبين لى ان فى المذهب الامامى سلبيات لا تقل عن السلبيات التى عند اهل السنة و التى جعلتنى اهجر التسنن , و عشت حيرة لم يحسمها الا اطلاعى على كتاب " تعليقات على الامامة عند الاثنى عشرية " للسيد عبد الله حميد الدين و الذى اقنعنى تماما وقتها , لكن اقتنعت بعدها بان الامامية هم اتباع الباقر و الصادق و ان هؤلاء الائمة كانوا يدعون بالفعل الامامة و فوجئت بنقد ائمة الزيدية اللاذع لهم بعد ان كنت اتصور انهم كانوا زيدية !و قد بحثت هذه المسالة بخجل هنا :
http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1024
و نتج عن ذلك اضطراب شديد فى موقفى من التشيع حتى وصل الامر الى هجره لفترة و تاثرى بالاباضية الذين جذبنى الى مذهبهم خلوه من التعقيدات التى رايتها فى نظرية الامامة عند الشيعة مع اتفاقهم مع الزيدية فى بعض الاصول المهمة كالتوحيد و الوعيد و جواز الخروج على الظالم و بعض احكام الفقه لكن لم يستمر هذا التاثر الا فترة وجيزة فالاباضية مجبرة كاهل السنة كما ان موقفهم ظالم من على عليه السلام مع انهم يحترمونه .و ظللت حائرا مضطربا بين المذاهب حتى كان ما كان من تعرفى على بعض المنتديات و المواقع التى تنتقد الاسلام و فوجئت بان الجدل المذهبى جعلنا نغفل عن قضايا اهم و اخطر و ان الانتقادات للاسلام كثيرة و الكتب ضده كثيرة و جهود المسلمين فى اثبات صحة الاسلام و الرد على الطاعنين فيه متواضعة جدا
و هذه خلاصة رؤيتى للمذاهب لعله يكون فيها شىء من الفائدة :
اولا – اهل السنة و الجماعة :
لم يعترينى الشك لحظة فى بطلان اصول هذا المذهب منذ هجرته
مذهب اهل السنة هو مجرد اطار جمع انصار السلطة الاموية ثم انصار كل سلطة متغلبة بعد ذلك , و هذا هو سبب انتشاره و كونه مذهب الجمهور رغم فساد اصوله
و فى تاريخ الطبرى 6/534 فى ترجمة هارون الملقب بالرشيد اشارة مهمة و كافية الى ذلك
(وذكر مصعب بن عبد الله الزبيري أن أباه عبد الله بن معصب أخبره أن الرشيد قال له ما تقول في الذين طعنوا على عثمان قال قلت يا أمير المؤمنين طعن عليه ناس وكان معه ناس فأما الذين طعنوا عليه فتفرقوا عنه فهم أنواع الشيع وأهل البدع وأنواع الخوارج وأما الذين كانوا معه فهم أهل الجماعة إلى اليوم فقال لى ما أحتاج أن أسأل بعد هذا اليوم عن هذا)
و لا نحتاج ايضا ان نسال عن هذا بعد ذلك , فالذين كانوا مع عثمان هم بنو امية و شيعتهم , و الذين طعنوا عليه كانوا عامة المهاجرين و الانصار و منهم عمار بن ياسر الذى ثبت طعنه فى عثمان و تسميته له " نعثل " باسناد صحيح عند العثمانية انفسهم - راجع طبقات ابن سعد : ترجمة عمار حيث قال قاتل عمار انه قتله لانه راه يقع فى عثمان و يطعن عليه - و كان الثائرون على عثمان من التابعين شيعة على بعد ذلك و انصاره و احبابه بلا ريب و حسبك بمكانة محمد بن ابى بكر عنده
فسلف اهل السنة هم العثمانية شيعة بنى امية خصوم على و شيعته , و شيعة ابن اكلة الاكباد الذى جمعهم تحت شعار المطالبة بدم عثمان , و لا زال اهل السنة الى اليوم يعظمون مؤسس فرقتهم ابن اكلة الاكباد و يعتبرون كل من يتبرا منه مبتدع ضال مع انه لا شك ان عليا عليه السلام كان يتبرا منه و من فئته الباغية
و لا يجادل مطلع منصف فى ان بنى امية هم خصوم النبى (ص) و لا استثنى الا عثمان الذى كان اهل المدينة النبوية بين قاتل له او خاذل و الذى فتح للطلقاء و خصوم الاسلام باب التغلب على الامة , و عمر بن عبد العزيز رحمه الله الذى ازال سنة لعن على من فوق المنابر
و قد روى العثمانية انفسهم ان النبى (ص) قد حذر من فتنة بنى امية و قال كما فى البخارى ان هلكة الامة على ايديهم , و قد تمثل هذا الهلاك فى افساد الدين و ضرب اصوله فى الصميم
اولا – فتحوا الباب للاسرائيليات مع حرمان الامة من علم اهل البيت و جعل مثل ابى هريرة محدث الامة
فتسربت اباطيل كعب الاحبار الى السنة المروية عن النبى (ص) و وضع اساس لفكر التجسيم الذى ما هو الا صورة من صور الوثنية
و هذا الفكر هو معتقد قسم من علماء اهل السنة الى اليوم و هم اتباع ابن تيمية
و كل عوام اهل السنةيؤمنون بان الله تعالى تدركه الابصار مع نفى القران لذلك
قال الشيخ ابن تيمية فى رده على الفخر الرازى:
[ان كون الرؤية مستلزمة لان يكون الله بجهة من الرائى امر ثبت بالنصوص المتواترة ] بيان تلبيس الجهمية 2/409
ثم ذكر بعض احاديث الرؤية التى صححها البخارى و مسلم الى ان قال :
[ و من المعلوم انه اذا كانت رؤيته مثل رؤية الشمس و القمر وجب ان يرى فى جهة من الرائى كما ان رؤية الشمس و القمر كذلك ] بيان تلبيس الجهمية 2/411
و اخيرا نقل اجماع السلف على ذلك :
[ ان كون الله يرى بجهة من الرائى ثبت باجماع السلف و الائمة ] بيان تلبيس الجهمية 2/415
وفريق من علماء المدرسة السلفية يثبت الحد و النهاية للذات الالهية و بعضهم لا يثبته و لا ينفيه , و لعل بعضهم ينفى الحد و النهاية و ان لم اقف على نفى واضح لذلك لاحد علمائهم, و كما يقول ابن تيمية فى رده على الفخر الرازى :
[ اما وصفه بالحد و النهاية الذى تقول انت انه معنى الجسم . فهم – اى الحنابلة – فيه كسائر اهل الاثبات على ثلاثة اقوال :
منهم من يثبت ذلك كما هو المنقول عن السلف و الائمة
و منهم من نفى ذلك , و منهم من لا يتعرض له بنفى و لا اثبات ] بيان تلبيس الجهمية 1/52
و يقول الشيخ فى بيان تلبيس الجهمية 2/109 :
[ اما سلف الامة و ائمتها و من اتبعهم فالفاظهم فيها : انه فوق العرش ,و فيها اثبات الصفات الخبرية التى يعبر عنها هؤلاء المتكلمون عنها بانها : ابعاض و انها تقتضى التركيب و الانقسام
و قد ثبت عن ائمة السلف انهم قالوا : لله حد ,و ان ذلك لا يعلمه غيره ]
والصفات الخبرية التى يقول ابن تيمية ان المتكلمين يعتبرونها ابعاضا اى صفات اليد و الاصابع و الرجل و العينين و الساق و الوجه و .. الخ
و لا معنى لهذه الالفاظ فى اللغة العربية الا معنى الاعضاء و الالات او المعانى المجازية فاذا نفينا ان يكون المراد منها معانيها المجازية لم يبق لهذه الالفاظ من معنى فى اللغة الا الاعضاء و الالات , و علماء السلفية يرفضون تفسير هذه الالفاظ بالمعانى المجازية و لا ينفون بوضوح انها ابعاض
يقول ابن ابى العز فى شرح الطحاوية :[ وأما لفظ الأركان والأعضاء والأدوات - فيستدل بها النفاة على نفي بعض الصفات الثابتة بالأدلة القطعية ، كاليد والوجه ...
ولكن لا يقال لهذه الصفات إنها أعضاء ، أو جوارح ، أو أدوات ، أو أركان
، لأن الركن جزء الماهية ، والله تعالى هو الأحد الصمد ، لا يتجزأ ، سبحانه وتعالى
، والأعضاء فيها معنى التفريق والتعضية ، تعالى الله عن ذلك ، ومن هذا المعنى قوله تعالى : الذين جعلوا القرآن عضين
والجوارح فيها معنى الإكتساب والإنتفاع . وكذلك الأدوات هي الآلات التي ينتفع بها في جلب المنفعة ودفع المضرة . وكل هذه المعاني منتفية عن الله تعالى ، ولهذا لم يرد ذكرها في صفات الله تعالى . فالألفاظ الشرعية صحيحة المعاني ، سالمة من الإحتمالات الفاسدة، فكذلك يجب أن لا يعدل عن الألفاظ الشرعية نفياً ولا إثباتاً ، لئلا يثبت معنى فاسد ، أو ينفى معنى صحيح . وكل هذه الألفاظ المجملة عرضة للمحق والمبطل.] انتهى
وهناك من يعتبر هذا نفيا للاعضاء و الابعاض عن الله تعالى , و هناك من يعتبر ان مراده نفى مجرد تفكك هذه الابعاض و تفرقها عن بعضها !! و ان هذا هو ما يقصده ابن ابى العز من قوله : الاعضاء فيها معنى التفريق و التعضية تعالى الله عن ذلك .و قوله : والله تعالى هو الأحد الصمد ، لا يتجزأ , و يتضح المراد من تفسيرالشيخ ابن تيمية لاسم الله تعالى : الصمد
يقول ابن تيمية فى رده على الرازى 2/58 :
[اسمه الصمد ينفى عنه التفرق و التمزق و ما يتبع ذلك من تركيب و نحوه فان اسم الصمد يدل على الاجتماع] . بيان تلبيس الجهمية 2/58
ثم قال 2/59 :
[و لفظ الصمد يدل على انه لا جوف له و على انه السيد .] فمعنى صمدية الله سبحانه فى نظر ابن تيمية ان ذاته تعالى لا جوف لها ! اى مصمتة !! و لا يمكن بالتالى ان تتفرق اجزاء ذاته او تتمزق !! ارجو الا يعجب احد من هذا الكلام و رده على الرازى مطبوع فليقراه من شاء
و يقول ردا على الرازى فى مسالة التركيب 2/95 :
[بل يكون الواجب على هذا التقدير على الطائفتين الاعتراف بما فى بديهة العقل : فيعترفون جميعا بانه فوق العالم و يمتنع ان يكون لا داخله و لا خارجه
و حينئذ يكون مشارا اليه بحسب الحس
و حينئذ يكون فيه ما سماه تاليفا و انقساما و ان لم يكن هو المعروف من التاليف و الانقسام , فان المعروف من ذلك يجب تنزيه الله عنه كما نزه عنه نفسه فى سورة الاخلاص كما تقدم التنبيه عليه بقوله ( الله الصمد )
فان الصمد فيه من معنى الاجتماع و القوة و السؤدد ما ينافى الانقسام و التفرق .]
و يقول فى رده على الرازى 2/248 :
[قد اخبر الله تعالى فى كتابه انه الصمد و قد قال عامة السلف من الصحابة و التابعين و غيرهم ان الصمد هو الذى ((لاجوف له ))و قالوا امثال هذه العبارات التى تدل على ان معناه – اى الصمد – انه لا يتفرق – الى قوله – و هذا يدل على ان صمديته تنافى جواز التفرق و الانحلال عليه فلا يخلو اما ان تكون هذه الاة قد دلت على ذلك و على انه مصمت لا جوف له يمتنع عليه التفرق , بطل قولك : ان كل جسم يصح عليه التفرق و الانحلال
و ان لم تكن دلت على ذلك فانت لم تذكر دليلا عقليا على امتناع التفرق عليه و لا نصا و لا اجماعا .]
ثانيا – اسسوا الفكر الجبرى الذى يستحيل معه اثبات العدل الالهى ,والمعروف أنّ بني أُميّة كانوا يتبنّون الاتجاه الجبري ويوجهون مايمارسونه من ظلم وتعسف واضطهاد بأنّ ذلك من قضاء الله تعالى الذي لا رادَّ لقضائه ولا يحق لاَحد أن يعترض عليه، ولا يملك أحد أن يصد عنه.
وكان الحسن البصري يميل إلى مخالفة بني أُميّة في مسألة (القدر) ويرى أنّ الناس أحرار في تقرير مصيرهم، وليس عليهم قضاء حتم من الله تعالى، وكان يجاهر برأيه هذا أحياناً، فخوّفه بعضهم بالسلطان.
روى ابن سعد في الطبقات عن أيوب قال: نازلت الحسن في القدر غير مرة، حتى خوفته من السلطان، فقال: لا أعود
والسلطان الذي كان يحكم الناس في عهد الحسن البصري هو سلطان بني أُميّة. ومن هذه الرواية التاريخية يظهر أنّ بني أُميّة كانوا يتبنون مذهب الجبر إلى حدود الارهاب والتعسف.
و الجبر هو معتقد علماء الاشعرية الذين ظلوا يمثلون جمهور اهل السنة طيلة قرون
يقول العلامة الباجورى فى شرح قول العلامة ابراهيم اللقانى :
و عندنا للعبد كسب كلفا ** و لم يكن مؤثرا فلتعرفا
[ و بالجملة فليس للعبد تاثير ما
فهو مجبور باطنا , مختار ظاهرا
فان قيل : اذا كان مجبورا باطنا فلا معنى للاختيار الظاهرى لان الله قد علم وقوع الفعل و لا بد و خلق فى العبد القدرة عليه ؟
و اجيب : بانه تعالى لا يسال عما يفعل
و لذلك قال سيدى ابراهيم الدسوقى : من نظر للخلق بعين الحقيقة عذرهم
و من نظر لهم بعين الشريعة مقتهم
فالعبد مجبر فى صورة مختار
و الصوفية يشيرون للجبر كثيرا و حاشاهم من الجبر الظاهرى و انما مرادهم الجبر الباطنى ] شرح الجوهرة /151
فهؤلاء هم علماء فرقة اهل السنة بين سلفى مجسم و اشعرى مجبر
فهل هذا مذهب يعتنقه عاقل ؟ و هل هذا مذهب يعتنقه جمهور الامة لولا انه مذهب السلطة ؟
ثالثا – روى فى زمن بنى امية كثير من الروايات التى تقدح فى خصمهم محمد صلى الله عليه و اله و سلم
و لا اشك ان الروايات التى تشوه الشخصية المحمدية قد وضعت فى تلك الفترة من قبل خدم بنى امية من رواة السوء و ممن قد يكونوا اكرهوا على ذلك من قبل السلطة
و النتيجة ان كتب الحديث تمتلىء بالروايات التى تشوه شخصية ابى الزهراء (ص) و تصوره انسانا شهوانيا عدوانيا جاهلا و يحتج بها اليوم خصوم الاسلام للطعن فى نبوته و رسالته و لا يمكن اثبات نبوة محمد (ص) مع هذه الصورة التى تقدمها الروايات
و هذا بعض من ذلك لا كل ما هو موجود :
1- الشهوانية :
- ينظر الى امراة اجنبية حتى تثير شهوته فيقوم ليجامع احدى زوجاته و الناس يراقبونه
-مباشرته زوجته وهي حائض وعنده ثمانية غيرها
- يدخل بزوجة عمرها تسع سنوات وهو ابن أربع وخمسين سنة. (وحسب دعوى الإمام النووي في شرح مسلم (ج15 ص 201) فإن أم المؤمنين عائشة دخل بها بعد سنة ونصف من عقدها وهي قد عقد عليها وعمرها عندهم ست سنوات فيكون الدخول بها وهي بنت سبع ونصف !!! فما هذه المصيبة في الكذب، ومما يؤكد ذلك قوله في ذيل أحاديث فضائل خديجة على شتمها لخديجة بعد أن بنى بها رسول الله ما نقله عن القاضي : ( وعندي أن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها وأول شبيبتها ولعلها لم تكن {{بلغت}} حينئذ). فهي لم تكن بالغة حين غارت من زوجته السابقة، وهل يحتاج الكفار إلى دليل أعظم من هذا.)
- يسرق زوجات الآخرين حين يتعشقهن ويدخل عليهم في الحمام وهن عاريات ويقول (سبحان الذي خلقك) ثم يطلقها من زوجها ويتزوجها.
- يصطفي الجميلات من الأسرى لنفسه.
و اكتفى بمثالين من روايات انس بن مالك الذى اشك فى انه كان مكرها من بنى امية على وضع الروايات التى تسىء الى النبى (ص)
طواف النبي على نسائه في ليلة واحدة
روى البخاري عن قتادة، انّأنس بن مالك حدَّثهم: انّ نبي اللّه كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله أيضاً تسع نسوة.
وقد تضافر نقل هذا الحديث عن أنس انّالنبي كان يطوف على نسائه في غسل واحد.
وعن قتادة، قال حدثنا أنس بن مالك، قال: كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنّ إحدى عشرة، قال: قلت لاَنس: أو كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث انّه أُعطي قوّة ثلاثين.
هذا وإذا أردنا أن نستقصي أسانيد هذه الرواية من كتب الحديث لطال بنا الكلام فقد نقلها عنه غير واحد من أصحاب السنن والمسانيد.
يقول العلامة جعفر السبحانى :
"إنّ الحسن والقبح العقليين وإن صارا معرضاً للنقاش بين العدلية والاَشاعرة ولكن الحسن والقبح العرفيين أمر لا يمكن أن ينكر، فالاَكل في الطريق وإن كان أمراً مباحاً ولكن تستنفره طبائع الناس، فعلى النبي تنزيه ساحته عن كلّ ما يوجب انفضاض الناس عنه، ولا يقلّ عن هذا العمل، الطوافُ على النساء التسع على رواية أو الاِحدى عشرة على رواية أُخرى في ليلة واحدة أمام شاب مراهق كأنس.
فلو كان الحافز لذلك العمل هو بيان الحكم الشرعي وانّه يجوز الاقتصار على غسل واحد لجنابات متعددة فما أيسر بيانَه في ثنايا كلماته ومواعظه كسائر ما أفاده من الاَحكام والسنن..
ثمّ إنّ ما برّر به أنس إمكان عمل النبي بعد ما سئل عن إطاقة النبي فأجاب: كنّا نتحدث انّه أُعطي قوة ثلاثين رجلاً. أمر مشكل، فإن أوقفه النبي على ذلك فلماذا لم ينسبه إليه؟ وإن أخذه من غيره فمن أوقفه على ذلك؟ ومن أين عرف انّنبي الاِسلام أُعطي قوة ثلاثين رجلاً ؟
نعم دلّ العقل والشرع على لزوم بلوغ الاَنبياء في العقل والوعي والاَخلاق الحميدة والفضائل الحسنة مرتبة سامية تجعلهم في مستوى عال يتفوقون بها على سائر البشر، وأمّا ما سوى ذلك ممّا لا يعد محْمَدة في العمل ولا كرامة في الاَخلاق فلم يدل دليل على تفوّقهم على الناس بشيء فضلاً عن إعطائهم قوة ثلاثين رجلاً فيما يرجع إلى الغرائز السافلة.
كلّ ذلك يعرب عن وهن الحديث مضموناً وعدم مطابقته للاَُصول المسلمة عند المسلمين.
ثمّ إنّ القيام بهذا العمل أمام شاب مراهق ـ كما قلنا ـ أمر قبيح عرفاً، ينفّر الناس عن النبي إذا سمعوا به، و هذا هو البخاري يحدثنا انّ أنساً لحق بالنبي قُبيل غزوة خيبر التي وقعت في محرم سنة 7 من الهجرة
أخرج البخاري عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد اللّه بن حنطب انّه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لاَبي طلحة: التمس غلاماً من غلمانكم يخدمني، فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول اللّه كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: «اللّهمّ انّي أعوذ بك من الهم والحَزَنِ والعجز والكسل والبخل والجبن وضَلَع الدَّين، وغلبة الرجال»، فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر. (2)
فهذا يعرب عن أنّه لحق بالنبي في سنة 7 للهجرة وله من العمر 17 أو 18 عاماً أفيمكن أن يقوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمام شاب مراهق في عنفوان شبابه و ثوران شهواته بالطواف على زوجاته في ليلة واحدة؟!
كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنساناً حيِيّاً عفيفاً، و هذا هو القاضي عياض، يعرّفه بقوله:
وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أشدّالناس حياءً، وأكثرهم عن العورات اغضاءً.
قال اللّه تعالى: (إِنّ ذلِكُم كانَ يوَذي النَّبِيَّ فيَسْتَحي مِنْكُمْ وَاللّهُ لا يَسْتَحِي مِنَ الحَقّ ) (الاَحزاب|53).
وعن أبي سعيد الخدري (رض): كان رسول اللّه أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه، وكان لطيف البشرة، رقيق الظاهر، لا يشافه أحداً بما يكرهه حياءً وكرم نفس.
وعن عائشة: كان النبي إذا بلغه عن أحد يكرهه لم يقل ما بال فلان يقول كذا، ولكن يقول: ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا
وروى عنه: انّه كان من حيائه لا يُثبت بصره في وجه أحد و انّه كان يُكنِّي عما اضطره الكلام إليه ممّا يكره.
وعن عائشة: ما رأيت فرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قط.
فإذا كان هذا حياءَه وعفتَه، فهل يتصوّر أن يطوف في ليلة واحدة على تسع أو إحدى عشرة من زوجاته واحدة تلو الاَُخرى، ونساءه مطلعات على ذلك مضافاً إلى غلامه الذي بلغ سن المراهقة وهو في شره غريزته؟
إنّ عمل كلّ إنسان يعكس نفسياته وملكاته، فهذا النوع من العمل يكشف عن نفسيّة غارقة في حب الشهوات، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أجل من هذه التهمة الرخيصة، ومن قرأ حياته وهو في شرخ شبابه إلى ان ذرّف العقد السادس من عمره الشريف يقف، على أنّه كان بعيداً عن أيّعمل يمت إلى ذلك بصلة.
«فهو قد تزوج خديجة وهو في الثالثة والعشرين من عمره وهو في شرخ الصبا، وريعان الفتوة، ووسامة الطلعة، وجمال القسمات وكمال الرجولية، ومع ذلك ظلَّت خديجة وحدها زوجه ثماني وعشرين سنة حتى تخطّى الخمسين،هذا على حين كان تعدد الزوجات أمراً شائعاً بين العرب في ذلك العهد و على حين كان لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مندوحة في التزويج على خديجة أن لم يعش له منها ذَكَر، في وقت كان تُوأد فيه البنات، وكان الذكور وحدهم هم الذين يعتبرون خلفاً وقد ظل النبي مع خديجة سبع عشرة سنة قبل بعثه وإحدى عشرة سنة بعده وهو لا يفكر قط في أن يُشرك معها غيرها في فراشه، ولم يعرف عنه في حياة خديجة ولم يعرف عنه قبل زواجه منها، انّه كان ممن تغريهم مَفاتن النساء، في وقت لم يكن فيه على النساء حجاب بل كانت النساء يتبرجنَّ فيه و يبدينّ من زينتهنّ ما حرّم الاِسلام من بعد».
فمن غير الطبيعي ان تراه وقد تخطى الخمسين ينقلب فجأة هذا الانقلاب الذي تصوره تلك الرواية.
وأمّا تعدد زوجاته ونسائه، فمن قرأ صفحات تاريخه يقف على أنّه كان لاَجل غايات سياسية أو اجتماعية أو ما يشبههما.
مثلاً انّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يشرك مع خديجة أحداً مدى 28 سنة، فلمّا قبضها اللّه إليه تزوج سودة بنت زمعة أرملة السكران بن عمرو بن عبد شمس، ولم يرو راو انّ سودة كانت من الجمال أو من الثروة أو من المكانة بما يجعل لمطمع من مطامع الدنيا أثراً في زواجه بها، إنّما كانت سودة زوجاً لرجل من السابقين إلى الاِسلام الذين احتملوا في سبيله الاَذى والذين هاجروا إلى الحبشة بعد ان أمرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالهجرة وراء البحر إليها، وقد أسلمت سودة وهاجرت معه وعانت من المشاق ما عانى، ولقيت من الاَذى مالقي، فإذا تزوّجها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك ليعولها وليرتفع بمكانتها إلى أُمومة الموَمنين، فذلك أمر يستحق من أجله أسمى التقدير وأجلَّ الحمد.
هذه إلمامه إجمالية لتعدّد زوجاته، ومن أراد التفصيل، فليتصفّح صفحات التاريخ حتى يقف على الحوافز التي دفعته إلى الزواج بهنّ.
وممّا يعرب عن ضعف الرواية ما رواه نفس أنس في حقّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: وكان النبي شديد الحياء " انتهى المراد
و اضافة الى ذلك رواية انس حول زواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بصفية
أخرج البخاري عن مولى المطّلب، عن أنس بن مالك في رواية... فلمّا فتح اللّه عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قُتل زوجها فكانت عروساً فاصطفاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لنفسه، فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلّت، فبنى بها ثمّ صنع حيساً في نطع صغير، ثمّ قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : آذن من حولك، فكانت تلك وليمة رسول اللّه على صفية، ثمّخرجنا إلى المدينة.
و كما يقول العلامة السبحانى :"انّ مكارم الاَخلاق التي تمتع بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تصدّه عن البناء بها في الطريق تحت القبة وفي معرض أنظار المسلمين، ولا يقوم بذلك من له أدنى حظ من العفة.
ولعمري انّ تلك الروايات وأمثالها التي رواها أنس بن مالك أو رووا عنه تُشوِّه سمعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان في منتهى الخلق الكريم والاَدب الرفيع، وقد اقتصرنا على هاتين الروايتين، وإلاّفالروايات التي تمس كرامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) موجودة بوفرة في روايات أنس أو في من رووا عنه، و وزر ذلك على من دسّ تلك الروايات في الاَحاديث النبوية فأخذها السُّذَّج من الناس حقائق ثمّ حاولوا أن يبرروها بوجوه غير مقبولة.)
و مسالة السبى مما يحتاج الى بحث , و الصحيح ان النبى (ص) لم يتزوج صفية الا بعد ان اسلمت باختيارها و لا يصح انه تزوجها و هى على يهوديتها و لم يجف بعد دم ابيها و زوجها !!
و اضيف ايضا رواية انس عن خلوة النبى (ص) بام حرام و انها كانت تفلى راسه (ص) !! و قد اعتبروا هذا من خصائص النبى (ص) !! انه يخلو بالنساء الاجنبيات و يلمسون جسده !! فهل هذه خصائص تليق بنبى ؟!!
و كذلك روايته عن قصة زينب بنت جحش ..
و ليست روايات انس وحدها المشكلة فهناك روايات ام المؤمنين عائشة و هى تشوه شخصية النبى (ص) ايضا
و المروى عند الامامية عن الصادق انه قال : ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله (ص) : ابو هريرة , و انس , و امراة ( الخصال /190 )
و ظنى ان انس كان مكرها من السلطة الاموية و ثابت عند اهل السنة انه كان مضطهدا من بنى امية ,و قد روى عن الإمام محمد الباقر عليه السلام قال: (إن أول ما استحل الأمراء العذاب لكذبة كذبها أنس بن مالك على رسول الله صلى الله عليه وآله أنه سمَّر يد رجل إلى الحائط ! ومن ثم استحل الأمراء العذاب )!! (علل الشرائع:2/541
اما عائشة رحمها الله فالشك فى كذب عروة بن الزبير عليها
و عروة متهم بالكذب ..
قال أبو جعفر الإسكافي :
"روى الزهري أنَّ عروة بن الزبير حدَّثه قال : حدثتني عائشة قالت : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل العباس وعلي فقال : يا عائشة إنَّ هذين يموتان على غير ملَّتي أو قال ديني .
وروى عبد الرزاق عن معمَّر قال : كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي عليه السلام فسألته عنهما يوماً ، فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما الله أعلم بهما إنِّي لأتهمهما في بني هاشم .
قال ابن أبي الحديد : فأمَّا الحديث الأوّل فقد ذكرناه .
وأمَّا الحديث الثاني فهو : أنَّ عروة زعم أنَّ عائشة حدَّثته ، قالت : كنت عند النبي صلى الله عليه وآلهإذ أقبل العباس وعلي ، فقال صلى الله عليه وآله : يا عائشة إن سَرَّكِ أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا ، فنظرتُ فإذا العباس وعلي بن أبي طالب . "
ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة ج 4 ص 63-64 .
و الحديث الاول اشار اليه فى " السنة للخلال :
809-أخبرني محمد بن علي قال ثنا الأثرم قال سمعت أبا عبدالله وذكر له حديث عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي في علي والعباس وعقيل عن الزهري أن أبا بكر أمر خالدا في علي فقال أبو عبدالله كيف فلم عرفها فقال ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث . إسناد كلام أحمد صحيح 2
2- جنونه:
- يجن أياما بفعل سحر فلا يدري ما يقول
- يتلبسه الشيطان فينطق بآيات لم ينزلها الله بل هي أيات من الشيطان في مدح الغرانيق من أوثان الجاهلية ( وقد بنى على هذه القصة الكاتب سليمان رشدي كتابه ( الآيات الشيطانية)
و اصل هذه الرواية فى صحيح البخارى لكن اختصرها البخارى
- يهذي حين مرضه بما لا يوافق مصلحة الأمة فيمنعه أصحابه من هذيانه هذا.
- يحاول الانتحار لتأخر الوحي عليه وانسداد باب العلم عليه الى درجة اليأس من رحمة الله.
3- جهله:
و يكفى رواية البخارى ان النبى (ص) كان يتصور ان الشمس تذهب لتسجد تحت العرش عند الغروب
4- عدوانيته:
هناك صور عجيبة غريبة عن شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تتمثل على الخصوص في جانب التعامل مع الخصوم بحيث تعطي طابع خلاف الرحمة والإنسانية التي يتميز بها.
كرواية قتله لاسرى بنى قريظة , و رواية تمثيله بالعرنيين و غيرها من الروايات
اضافة الى رواية انه يلعن من لا يستحق اللعن ثم يقول بان اللعن لمن لا يستحق كفارة له. فهي عدوانية وانقلاب في النتيجة.
و هذه الرواية الاخيرة لا شك انها وضعت من قبل شيعة بنى امية ردا على الروايات التى تفيد لعن النبى (ص) لبعض بنى امية
و وضعت روايات تشكك فى مصدر القران
- رواية البخارى عن دور ورقة بن نوفل التى طار بها خصوم الاسلام
.- وقوع البداء بالوحى كما فى رواية نزول قوله تعالى ( غير اولى الضرر )
- الاستنكار عليه من المقربين لديه بأن الله يسارع إلى هواه مما يلقي بظلال قاتمة على مصدر القرآن
- روايات عن ان القران كان ينزل موافقا لكلام قاله بعض الصحابة
كما وضعت روايات تقدح فى تواتر القران و سلامته و هى كثيرة عند اهل السنة و تتضمن إنكار أن يكون رسول الله هو مَنْ جمع القرآن وحدد الأشياء بنفسه.مع ضياع الموضوع فلا يدرى متى الجمع؟ هل هو في زمن أبي بكر أم زمن عمر أم زمن عثمان؟، وكيف تم الجمع؟ مع القصص الخيالية عن زيد بن ثابت ( الذي تعلم لغتين في 15 يوما) في تجميعه للقرآن وعثوره على الضائعات من الآيات بعد وفاة الرسول وإدراجها في القرآن المجموع من قبله بمفرده بوجود شاهد واحد خلاف أحد معايير الجمع المعروفة. فأين المعايير؟ وكيف تضيع آيات مدة من الزمن؟ و الروايات عن نسيان النبي لآية ثم سمعها من أعمى يتلوها فتذكرها، مما يعني ضعف مصداقية التدوين
و لله در بعض العلماء اذ يقول :
"علينا أن نعلن وبصورة علنية لا مواربة فيها أن البذور الفاسدة الموجودة في الفكر الحشوي الذي فرضته الحكومات والسلاطين الخونة للإسلام لتشويه صورة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي بذور مرفوضة ولا يمكن التسليم بها ، ولا يمكن مناقشتنا كمسلمين بمثل هذه الترهات التي لا نعتقدها ولا نبني عليها ديننا ، وهي كذب قطعي على جناب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
إن من يريد أن يحاورنا كمسلمين عليه أن يقبل بقواسم مشتركة تحدد مسار الحوار، ويناقشنا بما نؤمن به..... لا أن يفرض علينا اختياراته لما لا نؤمن به، بل نؤمن بخيانته وطعنه بنبينا وبإسلامنا بصورة متعمدة نتيجة الأحقاد الجاهلية التي ورثوها منذ هزيمتهم في بدر واحد والأحزاب، وقد سيطروا على الإسلام بالسيف واخذوا يدّعون بخبث شديد بأن الإسلام هو دين السيف وأن النبي محمد هو رجل عادي لا ميزة له إلا تلقي الوحي ونسجوا حوله القصص والحكايات المدفوعة الثمن، من أجل إسقاط هيبة النبي وتمكين هيبة السلطان الجائر أمام المسلمين، وهذا السلوك لا يمكن أن يكون هو الدليل على صيغة الإسلام، فإن اعتماد القسس الطائفيين على مثل هؤلاء، وتراثهم المشحون بالعداء للنبي محمد هو اعتماد على عدو النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا يعني سقوط مسعاهم لعدم الموضوعية والعدالة في الحكم، لأن شاهدهم هم من قادة بدر واحد والأحزاب وخيبر .
فهل يعقل أن قيادات هذه الجيوش المقاتلة للنبي محمد تكون مصدرا من مصادر تقييم النبي محمد والإسلام عموما؟
ولا ينفعهم دفاع الحشويين من دعوى حسن إسلامهم بعد ذلك، فهذا ضحك على الذقون، واكبر دليل على بطلان هذه الدعوى هو هذا الكم الهائل والفكر الباطل، لتثبيت عصيان وأخطاء الرسل، بل تثبيت صغائرية الرسول الأعظم، بروايات خبيثة تهز صورته، وتلتقي مع الحقيقة التي بدت للكنيسة. وهي إن تدمير صورة الرسول، هو تدمير ومحق للإسلام. لإدراك إن الإسلام قائم على الثقة الملموسة بالرسول، وعلى عظمته . ودليل علو المرتبة يرتبط كليا بشخصية الرسول وطبيعة محيطه الاجتماعي والثقافي ، فالاستقامة وفقر البيئة المحيطة بكل شيء وعلو المنتج الفكري والثقافي الهائل تقرر إن من المستحيل عقلا أن يكون الإسلام من غير الله.
بينما لو أخذنا الصورة الحشوية عن الإسلام فالرسول شخص غير مستقيم بكل المقاييس. والمنتج الثقافي مسروق من أقوال العرب أو الصحابة أو الديانات الأخرى، كالتوراة والإنجيل. وهو يحتوي على أخطاء.. وما شابه ذلك من فكر إنساني ناقص. فهذه الصورة تنفي سماوية الرسالة الإسلامية، وينهار الإسلام من أساسه. وهو ما أراده قادة المشركين في بدر واحد والأحزاب بعد أن لبسوا مسوحا إسلامية، واستغّلوا الثغرات الموجودة في القيادة الإسلامية بعد أن رُفضت نظرية الرسول في القيادة، فأصبحوا هم من يدير دفة سياسة وفكر الإسلام، وأصبح الإسلام بين أيدهم لعبة يتقاذفها صبيانهم، وأصبحت صورة الرسول المهزلة هي الصورة التي يجب أن يؤمن بها الشعب الإسلامي .
وهنا ملاحظة عجيبة وهي إن رغم هذه الصورة وتركيزها في ذهن الناس، ولكنها فشلت فشلا ذريعا في إخراج الناس من الإسلام، وفشلت نبوءة من حاجج الحجاج الثقفي حين قرأ عليه (ورأيت الناس [يخرجون] من دين الله أفواجا) فاعترض عليه الحجاج بقوله بل [يدخلون] فأجابه بأن ذلك قبل زمن الحجاج، والآن تحوّل الأمر إلى الخروج عن دين الله.
والحقيقة إنها لفتة لطيفة من المحاجج فقد أدرك إن سلوك قادة المشركين في بدر واحد والأحزاب هو الطعن في الإسلام، وتحويله إلى دين يجب الخروج منه لا الدخول فيه.
فيبقى السر إن نصر الله للصورة الحقيقية للنبي محمد وللإسلام أقوى من هذا الفعل التشويهي، فلهذا بقى الإسلام محفوظا على مدى الدهور.
ولم تستطع كل قوى الشر أن تدمر الإسلام ولو شكلا . فقد بقي اسم الإسلام وشكل الإسلام حتى عند إتباع المشوهين بالكسر، وبقي الإسلام محفوظا عند آل محمد وأتباعهم رغم المجازر، ورغم حملات التشويه ورغم الدسائس وحرق الكتب وقتل العلماء. وهذا من المعجزات التي لا يمكن نسبتها لغير الله سبحانه وتعالى
علينا وان نعلن بلا خوف أو خجل أن هذه الأحاديث والصور عن الإسلام هي من صنع أعداء الإسلام، الذين تلبسوه بعد هزيمتهم المتكررة على أيدينا بقيادة نبينا نبي الرحمة، واستغلوا طيبة وسلمية الإسلام ، وحوّلوه إلى دين وحشي لأكلة لحوم البشر، وقاموا بتشويه الإسلام وزرع الأدلة على انهياره في داخله.
وأن نعلن إن الإسلام الحقيقي القائم على تنزيه صورة الرسول من الخلل هو إسلام موجود فعلا ومقرر بصورة علمية (نظريا وعمليا) يتمثل بفكر أهل البيت، الذي يصمد أمام كل هذه التشوبهات المفتعلة.
وعلى جميع المسلمين أن يتحدوا حول فكرة نزاهة النبي محمد من كل ما الصق به من تهم وصور مهينة عبر أحاديث منسوبة عليه كذبا وزورا. ولا نكتفي بان نقول بأنها( تسربت إلى الصحاح) كما يفعل الآن بعض الأزهريين وفقهم الله فهذا قول على استحياء يفتقر إلى الشجاعة.
والشجاعة أن نقول أن هذه الأحاديث الصحيحة بمقاييس بني أمية، صدرت من مدرسةٍ كانت تقود الجيوش ضدنا حتى هزمها الله على أيدينا بقيادة نبينا الكريم، ثم اعتنقت الإسلام كرها نتيجة الهزيمة الحتمية، فأطلقهم رسول الرحمة بقوله اذهبوا فانتم الطلقاء، فأخذت تكيل له من الداخل بتشويه الصورة، وببث الدعايات على شكل أحاديث عن الرسول وسيرته . وقدموا بذلك أعظم خدمة لأعداء الله وأعداء الإسلام. "
و من جرب الحوار مع خصوم الاسلام يدرك مدى خطورة احاديث اهل السنة على الاسلام
و الواجب ان نبين ان منهج محدثى اهل السنة منهج متهافت و ان اخبار الاحاد التى يحتج بها خصوم الاسلام و يترك البعض الاسلام لاجلها لا يقطع بصدورها عن النبى صلى الله عليه و اله و سلم
و هذا بحث مختصر فى ذلك كنت كتبته ردا على بعض خصوم الاسلام الذين يحتجون على تشويه صورة ابى الزهراء روحى له الفداء بروايات البخارى و مسلم
-------------
يكثر خصوم محمد صلى الله عليه و سلم من الاحتجاج باخبار و روايات الاحاد للطعن فى شخصه و رسالته
فهل اخبار الاحاد يقطع بصدورها عن النبى (ص)؟
اى هل الاحاديث التى يحتج بها المسيحيون و اللادينيون ثبت قطعا ان النبى قالها ؟
هذه المسالة بحثها علماء الاسلام تحت عنوان هل خبر الاحاد يفيد او يوجب العلم
و قد كان جواب جميع علماء الاسلام الا علماء السلفيةان خبر الاحاد لا يمكن ان يفيد العلم اى لا يقطع بان النبى (ص) قد قاله .
و قد علمنى الاسلام الا اقلد و الا اعطل عقلى فلن نعتبر قول شخص من العلماء حجة فى ذاته بل العبرة بالدليل
فاقوال العلماء يحتج لها و لا يحتج بها
ان الدليل الذى استند اليه هؤلاء العلماء هو الدليل العقلى :
فرواة خبر الاحاد يجوز عليهم عقلا الكذب حتى لو كانوا فى الظاهر من خيرة المسلمين و هذه حقيقة عقلية لا يجادل فيها منصف
و هم يجوز عليهم ايضا الغلط و الخطا فى نقل المتن او الاسناد حتى لو فرضنا امتناع الكذب عليهم
فهل يقول عاقل ان خبر هؤلاء يقطع بصحته ؟
للاسف قال البعض ذلك و قد وصف بعض علماء الاسلام قول هؤلاء و مذهبهم فى المسالة بانه خزى !
يقول امام الحرمين رحمه الله :
(" ذهبت الحشوية من الحنابلة وكتبة الحديث إلى أن خبر الواحد العدل يوجب العلم، وهذا خزي لا يخفى مدركه على كل ذي لب."( البرهان 1/606 )
اذن الاحاديث التى يحتجون بها طالما انها اخبار احاد فهى لا يقطع بان محمدا (ص) قد قالها فمن الظلم ان يحاكموه بناءا عليها
و ما ذكرناه عن عدم افادة خبر الاحاد للقطع ينطبق على خبر الاحاد الذين وثقهم رجال الجرح و التعديل فهم حتى لو وثقهم فلان او علان يجوز عليهم عقلا الكذب , كما يجوز عليهم الغلط فى نقل الاسناد او المتن
و يتضح الامر اكثر مع تعدد الوسائط
فالخبر اذا تعددت وسائطه زاد احتمال الغلط جدا فى نقله ونكتفى بمثالين :1-
1-قال الامام احمد فى مسنده 4/228:
حدثنا سريج , حدثنا نوح بن قيس ,عن عمرو بن مالك النكرى , عن ابى الجوزاء , عن ابن عباس قال :
" كانت امراة حسناء تصلى خلف رسول الله (ص) قال : فكان بعض القوم يستقدم فى الصف الاول لئلا يراها , و يستاخر بعضهم حتى يكون فى الصف المؤخر , فاذا ركع نظر من تحت ابطيه فانزل الله فى شانها : (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ)
هذا الحديث الذى يحتج به فعلا بعض خصوم الاسلام صححه الشيخ احمد شاكر
و صححه الشيخ الالبانى فى مواضع عديدة من مؤلفاته فى صحيح سنن الترمذى 3/66 برقم (2497)
و فى صحيح سنن النسائى 1/189 برقم (838 ) و فى صحيح سنن ابن ماجة 1/172 برقم (858 )
و فى السلسلة الصحيحة ! 5/605 برقم (2472 )
و قد اعتبر الحافظ ابن كثير الرواية منكرة قال ( و هذا الحديث فيه نكارة شديدة ) تفسير القران العظيم 2/569
و قال ابن عاشور رحمه الله بعد ان اورد الرواية فى تفسيره ( لا يصح و هو خبر واه لا يلاقى فى انتظام الايات و لا يكون الا من التفاسير الضعيفة )التحرير و التنوير 14/40
الحديث فى نظرى لا يمكن ان يكون صحيحا ليس لمجرد انه يشوه صورة بعض الصحابة بل لانه لا يمكن ان يكون تفسيرا للاية فكما ذكر ابن عاشور هو خبر لا يلاقى انتظام الايات و هذا واضح لمن تامل سياق الايات و تفسيرها
هذا الحديث ظاهره الصحة و رواته موثقون لكن فيه علة و هى ان بعض طرق الحديث لم يرد فيه لابن عباس ذكر و انما هى موقوفة على ابى الجوزاء
اى وفق ذلك لم يقل ابن عباس هذا اصلا بل هو كلام ابى الجوزاء و لا نعلم من اين اخذه ابى الجوزاء
قال الامام الترمذى بعد ان اورد الحديث فى سننه من طريق نوح بن قيس :
" و روى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن ابى الجوزاء نحوه
و لم يذكر فيه ابن عباس
و هذا اشبه ان يكون اصح من حديث نوح )سنن الترمذى مع تحفة الاحوذى 8/438
و قال القرطبى ( و روى عن ابى الجوزاء و لم يذكر ابن عباس و هو اصح )
و قال ابن كثير ( فالظاهر انه من كلام ابى الجوزاء فقط , ليس فيه لابن عباس ذكر )
هذا مجرد مثال يؤكد ما تقدم من ان خبر الاحاد حتى لو كان رواته موثقون لا يقطع بصحته لانهم فى احسن الاحوال يجوز عليهم الغلط فى نقل الاسناد فيقول احدهم مثلا : عن ابى الجوزاء عن ابن عباس
بينما المنقول هو كلام ابى الجوزاء فقط و قد يكون سمعه ابى الجوزاء من شخص اخر غير ابن عباس و قد يكون هذا الشخص منافق او زنديق ممن كانوا يملاون المجتمع الاسلامى
2- مثال اخر :
الحديث الذى صححه الامام مسلم عن ابى هريرة ( ان الله خلق التربة يوم السبت , و خلق الجبال يوم الاحد و خلق الشجر يوم الاثنين و خلق المكروه يوم الثلاثاء و خلق النور يوم الاربعاء و بث فيها الدواب يوم الخميس و خلق ادم يوم الجمعة )رواه مسلم 4/27 برقم (2149 )
قال الامام ابن تيمية :
" فان هذا طعن فيه من هو اعلم من مسلم مثل يحيى بن معين و مثل البخارى و غيرهما
و ذكر البخارى ان هذا من كلام كعب الاحبار "
و قال الامام البخارى فى ترجمة ايوب من التاريخ 1/1/413 :
" و قال بعضهم : عن ابى هريرة عن كعب , و هو اصح "
اى ان الخبر مع وثاقة رواته وقع فيه غلط فى نقل الاسناد فجعلوه من رواية ابى هريرة عن النبى (ص) بينما هو من روايته عن كعب الاحبار !
و عليه فقس كثير من روايات ابى هريرة التى لا يخفى على بصير انها مجرد اسرائيليات
و المقصود انه لا يقول عاقل ان خبر الاحاد حتى لو كان رواته موثقون يقطع بصحته عن النبى (ص)
فكيف اذا كان التوثيق نفسه مجرد راى لبعض الرجال و ليس رايهم بحجة اصلا
و توضيح ذلك ان علماء الجرح و التعديل انما يحكمون على الرواة بناءا على النظر فى مروياتهم فاذا وجدوها سليمة من المناكير- اى ما يرون انه مناكير - كان الحكم بوثاقتهم , و اذا راوا فيه ما لا يقبلونه كان الجرح
اذن هو راى يجوز عليه الصحة و الخطا و كما يقول بعض علماء الزيدية الكرام :
" وبهذا يظهر لمن أنصف أن قبول الجرح المطلق ، والتوثيق بدون نظر في حجة ذلك تقليد ، وأنه ليس من قبول الرواية التي لا تحتاج إلى المطالبة بحجة ، لأن أكثر التوثيق للرواة ليس إلا بالنظر في حديثهم ، فإذا كان سليماً من المناكير ، سليماً من التخليط ، سليماً من الكذب عندهم ، وثقوهم ،
وإذا كان الراوي ينفرد بروايات عن المشاهير ، أو يخالف حديثه حديث الثقات ، أو يروي منكراً عندهم لا يتابع عليه ، جرحوه .
ومن طالع كتاب ابن حبان في الضعفاء ، والميزان ، وكتاب الجرح والتعديل ـ لابن أبي حاتم ـ عرف هذا ، وعرف أن الجرح بترك الصلاة أو شرب الخمر أو نحو ذلك ـ مما لا تختلف فيه المذاهب ـ نادر ، وأن التوثيق بما هو مجمع عليه بين الأمة قليل ، فأكثر الجرح والتعديل بمنزلة فتوى من الجارح والمعدل ، ومذهب له ليس من قسم الرواية لما لا تختلف فيه المذاهب ، وقبوله بدون اعتماد حجة تقليد لا عمل بالرواية ، وكذلك تصحيح حديث أو تضعيفه كالفتوى ، لأنه تابع للمذهب في الرواة ، فقبول التصحيح والتضعيف بدون اعتماد على حجّة تقليد .
فإن قلت : إنهم يحتجّون للجرح بأن يقولوا : يروي المناكير أو نحو هذا ، فكيف يكون قبول الجرح تقليداً ممن قد اطلع على هذه الحجّة ؟
قلنا : إن كون الحديث منكراً يحتاج إلى بيّنة ، لأنه قد يكون منكراً عند الجارح وليس منكراً في الواقع ، وقد يكون انفراده عن بعض المشاهير لسبب واضح وعذر مقبول ، وقد تكون مخالفته لحديث الثقات لأنه هو الثقة ، وإنما خالفوه تعصباً لمذهبهم في مسألة قد اتضح أنها من أسباب التعصب ، فليسوا ثقاتاً في الواقع وإن كانوا ثقاتاً عند الجارح ، فقبول قول الجارح : إنه يروي المناكير تقليد له في معنى المنكر ، وفي أن الانفراد بالرواية عن المشهور قادح مطلقاً ، أو في أن هذا الراوي يجرح بتفرده ، لأنه ليس له عذر في ظن الجارح ، أو لأنه يبغضه فلا ينتبه لعذره .
وعين الرضا عن كل عيب كليلة***ولكن عين السخط تبدي المساويا
وقبول قوله إذا قال : « لا يتابع عليه » تقليد ، لأنه قد يكون له متابع ، لكنه لم يطلع على روايته المتابعة ، أو لم يعتبره شيئاً لفرط ضعفه عنده ، أو لسقوطه ، وليس ضعيفاً ولا ساقطاً في الواقع ، أو ظنّه سرق الحديث وليس سارقاً ، وإنما ساء ظنّه فيه لأنه شيعي روى بعض الفضائل مثلاً ، فلم يعتبر روايته متابعة للراوي الآخر ، فقبول قوله : « لا يتابع عليه » تقليد .
فقد بان أن هذه الاحتجاجات الصورية إنما هي دعاوى ، وأن قبولها تقليد إذا لم يكن عن دليل يدل على صدقها . » .
فعلماء الجرح و التعديل انما يعتمدون اساسا فى الحكم على الرواة على النظر فى متون مروياتهم, بينما السلفية اليوم ينفرون من النظر فى متون الروايات !
و هم -اى اهل الجرح و التعديل -فى ذلك يحكمون على اساس مذاهبهم و ارائهم و كان جل عنايتهم و اهتمامهم ان يضعفوا و ينكروا الروايات التى تخالف مذهب اهل السنة فاذا وجدوا رواية تقع فى معاوية مثلا طعنوا فى راويها و هكذا
و لم يكن لديهم ادنى عناية بقدح الرواة الذين ينقلون ما يسىء الى النبى (ص) و لم يحكموا على راوى واحد بالضعف و نحوه لانه نقل ما يسىء الى النبى (ص) او ما يقدح فى القران لذا وصفهم خصومهم بانهم مغفلون و حشوية !
و حسبك توثيقهم لمثل خالد بن سلمة بن العاص الذى قال الحافظ ابن حجر فى ترجمته : وذكر بن عائشة أنه كان ينشد بني مروان الأشعار التي هجى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم !!
و هم عندهم فى نظرى خطا فادح فى منهجهم فى التعامل مع الصحابة و التابعين :
اولا – اعتبروا كل من راى النبى (ص) ثقة حجة لا يتطرق الشك الى روايته مع ان الصحابة ليسوا معصومين على الاقل من الغلط
ثانيا – تساهل اهل الجرح و التعديل للغاية فى الحكم بوثاقة "اهل السنة و الجماعة " من جيل التابعين تحديدا
يقول المحدث عبد الرحمن المعلمى فى رسالته " اهمية علم الرجال ":
" وأما التابعون ، فكلامهم في التعديل كثير ، ولا يروى عنهم من الجرح إلا القليل، و ذلك لقرب العهد بالسراج المنير – عليه و على آله افضل الصلاة و التسليم - ، فلم يكن أحد من المسلمين يجترئ على الكذب على الله ورسوله . و عامة المضعفين من التابعين إنما ضعفوا للمذهب ، كالخوارج أو لسوء الحفظ أو للجهالة ."
و قد روى مسلم فى مقدمة صحيحه عن ابن سيرين قال:
لم يكونوا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى اهل البدع فلا يؤخذ حديثهم
اى انهم انما اكتفوا بجرح المخالفين لاهل السنة اى شيعة على و الخوارج اى المعارضة السياسية لحكم بنى امية
و كان كل اهتمامهم منصب على تضعيف الروايات التى تقدح فى بنى امية او تثبت فضائل لعلى و اهل بيته , و النتيجة انهم اعتبروا اغلب من خلت رواياته من ذلك اعتبروه ثقة حجة !
فهذا خلل فادح فى منهج القوم
و هنا امر مهم هو ان خصوم محمد (ص) قد ملكوا الامة اعنى ال ابى سفيان حملة الاحقاد البدرية, و ال الحكم طريد رسول الله (ص)
و لا شك عندى ان الروايات التى تشوه صورة محمد (ص) وضعت فى تلك الفترة من قبل خدم بنى امية من رواة السوء و ممن قد يكونوا اكرهوا على وضع الروايات من قبل السلطة الاموية
و هذا على الاقل احتمال لا يجوز ان يتجاهله باحث منصف فقد ملك الامة خصوم محمد (ص) و وضع روايات تطعن فيه ليس بشىء بجنب ما فعلوه فى اهل بيت محمد و حسبك مجزرة كربلاء و ما فعلوه فى الانصار يوم الحرة
فاحكام الجرح و التعديل هى اراء و احكام اجتهادية مدارها على التامل فى متون مرويات الراوى و يكفى فى بيان ذلك ان هناك فن عندهم يسمى " كيفية اعلال سند المتن المنكر " و قد اشار اليه المحدث السلفى المعاصر عمرو عبد المنعم سليم فى كتابه القيم (قواعد حديثية نص عليها المحققون و غفل عنها المشتغلون )قال هناك صفحة 70
يقول المعلمى رحمه الله فى مقدمة " الفوائد المجموعة ":
" اذا استنكر الائمة المحققون المتن , و كان ظاهر السند الصحة , فانهم يتطلبون له علة
فاذا لم يجدوا له علة قادحة مطلقا حيث وقعت
اعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقا , و لكنهم يرونها كافية للقدح فى ذلك المنكر )
و قال :
" فمن ذلك :
-اعلاله بان راويه لم يصرح بالسماع , هذا مع ان الراوى غير مدلس
اعل البخارى بذلك خبرا رواه عمرو بن ابى عمرو مولى المطلب , عن عكرمة , تراه فى ترجمة عمرو من " التهذيب "
و نحو ذلك : كلامه فى حديث عمرو بن دينار فى القضاء بالشاهد و اليمين ..
-و كذلك اعل ابو حاتم خبرا رواه الليث بن سعد , عن سعيد المقبرى كما تراه فى " علل ابن ابى حاتم "2/352
- و من ذلك اشارة البخارى الى اعلال حديث الجمع بين الصلاتين : بان قتيبة لما كتبه مع عن الليث كان معه خالد المدائنى و كان خالد يدخل على الشيوخ , يراجع " معرفة علوم الحديث " للحاكم ص 120
-و من ذلك الاعلال بالحمل على الخطا , و ان لم يتبين وجهه
كاعلالهم حديث عبد الملك بن ابى سليمان فى الشفعة
و من ذلك اعلالهم : بظن ان الحديث ادخل على الشيخ كما ترى فى " لسان الميزان " فى ترجمة فضل بن الحباب و غيرها
و حجتهم فى هذا : ان عدم القدح بتلك العلة مطلقا انما بنى على ان دخول الخلل من جهتها نادر
فاذا اتفق ان يكون المتن منكرا , يغلب على ظن الناقد بطلانه فقد يحقق وجود الخلل
و اذا لم يوجد له سبب الا تلك العلة , فالظاهر انها السبب و ان هذا من ذاك النادر الذى يجىء الخلل فيه من جهتها ..
مثال :
ما اخرجه ابن عبد البر فى " الاستذكار "
اخبرنا احمد بن قاسم , و محمد بن ابراهيم , و محمد بن حكم
قالوا : حدثنا محمد بن معاوية , حدثنا الفضل بن الحباب , حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسى , حدثنى شعبة عن ابى الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله (ص) يقول :
" من وسع على نفسه و اهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سنته "
قال جابر : جربناه فوجدناه كذلك
و قال ابو الزبير مثله و قال شعبة مثله
قلت :
و هذا المتن منكر جدا مع نظافة سنده , و ثقة رجاله , و قد اعله الحافظ ابن حجر
فى " اللسان " 4/514 فقال :
" شيوخ ابن عبد البر الثلاثة موثقون , و شيخهم محمد بن معاوية هو ابن الاحمر راوى السنن عن النسائى وثقه ابن حزم و غيره
فالظاهر ان الغلط فيه من ابى خليفة , فلعل ابن الاحمر سمعه منه بعد احتراق كتبه "
قلت : و هذا اعلال محتمل غير مقطوع به ,
الا ان الائمة يلجؤون اليه عندما يكون المتن منكرا , و السند نظيفا , و ليست له علة ظاهرة تقدح فيه
و لا يلزم من الحكم على متن منكر بالوضع ان يكون راويه كذابا او وضاعا , او متهما بالكذب او بالوضع
بل ربما يكون من اهل الصدق و العدالة و الضبط , و ربما كان من الثقات الاثبات
و لكن وهم فيه سواء سماعا او تحديثا و لذلك فقد عرف اهل العلم الموضوع بانه ما كان راويه متهما , او كان مخالفا للاصول
و استخدام " او " دلالة على التخيير
و قد اشار المعلمى الى هذا المعنى فقال ص7 من تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكانى :
" قد تتوفر الادلة على البطلان مع ان الراوى الذى يصرح الناقد باعلال الخبر به لم يتهم بتعمد الكذب , قد يكون صدوقا فاضلا , و لكن يرى الناقد انه غلط , او ادخل عليه الحديث )) انتهى المراد
فهذا تحقيق من احد علماء السلفية و ليت اخوتنا السلفية يقراونه حتى لا يندفعوا الى الدفاع عن الروايات التى تسىء الى النبى و كانهم سمعوها من النبى (ص) !!
فهل بعد تامل ما سبق يشك منصف فى ان خبر الاحاد الموثق رواته لا يقطع بان محمدا (ص) قاله ؟!!"
و هل يشك من تامل ما سبق فى تهافت منهج محدثى اهل السنة و الجماعة ؟
------
و للحديث بقية ان شاء الله
تاملات فى المذاهب
تاملات فى المذاهب
الساكت عن الحق شيطان اخرس
السيد الغزالي
أريد أن أعلق على أمرين :
الأول
ذكرت المذاهب جميعها و لكنك لم تذكر سيدتها
ماذا عن المعتزلة ؟
ذكرت الأشعرية و السلفية و الإمامية و الإباضية و الزيدية
لكنك لم تذكر المعتزلة
و قد خلصت بعد كل شي إلى أن مذهب عيال المعتزلة = الزيدية هو المذهب الحق
أي أن المذهب القائل بأن صحابة رسول الله خانوا أمره من أجل الدنيا
و أولهم من قال عنه القرآن :"ثاني اثنين .... إذ يقول لصاحبه .... إن الله معنا "
سيدي الغزالي إذ كنت تحب الإسلام و تريد معرفة الحق فيه ثم الدفاع عنه
فاعلم أن أكبر طعن يمكن أن يدعيه أكبر زنديق في الإسلام لهو أخف وطأة مما تقوله الزيدية
و لا تظنن أن الزيدية فيما اختلفوا فيه عن المعتزلة ( و هي مسألة الإمامة) يستطيعون الصمود أمامهم شيئا
و لا أقل من أن تقرأ كتاب قاضي القضاة عبد الجبار الهمذاني المغني في أبواب العدل و التوحيد الجزء العشرين الإمامة
لتعلم من حجته أقوى و قوله أظهر
-------------------------------
الأمر الثاني :
ذكرت في سياق حديثك أن رجال الزيدية صاروا يصنفون تحت مسميات آخرى
ومنهم الحاكم الجشمي الذي صار يصنف معتزليا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فيا الله
فما هو الحق ؟
أهو أن الحاكم رجل معتزلي بل و أعظم رجالهم
و ألف الكتب في نصرة أقولالهم من شرح عيون المسائل و التهذيب في التفسير و تحكيم العقول و غيرها
حين قتل إنما قتل بسبب كتاب ألفه في نصرة الاعتزال ( و ليس التزيد ) و اسمه رسالة ابليس إلى اخوانه المناحيس
أم من يدعي أن رجلا كان عينا في مذهبه انتقل إلى مذهب آخر و سنده رواية رجل واحد
و حين يحس أن قوله واهه
راح يزور كتب الحاكم
كما فعلوا في نسخة رسالة ابليس الموجودة في الجامع الكبير حيث استبدلوا كل ألفاظ المعتزلة بالعدلية و أضافوا في موضعين كلاما يفيد أن المؤلف زيديا و لولا أن الكتاب وصلنا من مصدر آخر لظل تزوريرهم جاثما
ثم راح ينسب الكتب الخيالية إليه
من الإمامة على مذهب الهادوية ......
والرجل معتزلي
عاش كذلك
و آلف في نصرة ذلك و مات من أجل ذلك
سلاما
الأول
ذكرت المذاهب جميعها و لكنك لم تذكر سيدتها
ماذا عن المعتزلة ؟
ذكرت الأشعرية و السلفية و الإمامية و الإباضية و الزيدية
لكنك لم تذكر المعتزلة
و قد خلصت بعد كل شي إلى أن مذهب عيال المعتزلة = الزيدية هو المذهب الحق
أي أن المذهب القائل بأن صحابة رسول الله خانوا أمره من أجل الدنيا
و أولهم من قال عنه القرآن :"ثاني اثنين .... إذ يقول لصاحبه .... إن الله معنا "
سيدي الغزالي إذ كنت تحب الإسلام و تريد معرفة الحق فيه ثم الدفاع عنه
فاعلم أن أكبر طعن يمكن أن يدعيه أكبر زنديق في الإسلام لهو أخف وطأة مما تقوله الزيدية
و لا تظنن أن الزيدية فيما اختلفوا فيه عن المعتزلة ( و هي مسألة الإمامة) يستطيعون الصمود أمامهم شيئا
و لا أقل من أن تقرأ كتاب قاضي القضاة عبد الجبار الهمذاني المغني في أبواب العدل و التوحيد الجزء العشرين الإمامة
لتعلم من حجته أقوى و قوله أظهر
-------------------------------
الأمر الثاني :
ذكرت في سياق حديثك أن رجال الزيدية صاروا يصنفون تحت مسميات آخرى
ومنهم الحاكم الجشمي الذي صار يصنف معتزليا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فيا الله
فما هو الحق ؟
أهو أن الحاكم رجل معتزلي بل و أعظم رجالهم
و ألف الكتب في نصرة أقولالهم من شرح عيون المسائل و التهذيب في التفسير و تحكيم العقول و غيرها
حين قتل إنما قتل بسبب كتاب ألفه في نصرة الاعتزال ( و ليس التزيد ) و اسمه رسالة ابليس إلى اخوانه المناحيس
أم من يدعي أن رجلا كان عينا في مذهبه انتقل إلى مذهب آخر و سنده رواية رجل واحد
و حين يحس أن قوله واهه
راح يزور كتب الحاكم
كما فعلوا في نسخة رسالة ابليس الموجودة في الجامع الكبير حيث استبدلوا كل ألفاظ المعتزلة بالعدلية و أضافوا في موضعين كلاما يفيد أن المؤلف زيديا و لولا أن الكتاب وصلنا من مصدر آخر لظل تزوريرهم جاثما
ثم راح ينسب الكتب الخيالية إليه
من الإمامة على مذهب الهادوية ......
والرجل معتزلي
عاش كذلك
و آلف في نصرة ذلك و مات من أجل ذلك
سلاما
الاخ محمد
قرات ردك و المسائل التى اثرتها ساتناولها ان شاء الله
ارجو ان تسمح لى ان اتم تاملاتى دون خوض حوارات جزئية و ليتك تفتح موضوعا خاصا بالمسائل التى اثرتها لنبحثها هناك
و انا لا ارى فرقا كبيرا بين الزيدية و المعتزلة فالاعتزال يعيش فى الزيدية و الزيدية كانت تعيش فى الاعتزال , و اخالفك طبعا فى وصفك للزيدية بانهم عيال المعتزلة
قرات ردك و المسائل التى اثرتها ساتناولها ان شاء الله
ارجو ان تسمح لى ان اتم تاملاتى دون خوض حوارات جزئية و ليتك تفتح موضوعا خاصا بالمسائل التى اثرتها لنبحثها هناك
و انا لا ارى فرقا كبيرا بين الزيدية و المعتزلة فالاعتزال يعيش فى الزيدية و الزيدية كانت تعيش فى الاعتزال , و اخالفك طبعا فى وصفك للزيدية بانهم عيال المعتزلة
الساكت عن الحق شيطان اخرس
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتذر لمن كان يتابع هذا الموضوع المتواضع فقد انهمكت بعد كتابة المشاركة الاخيرة فى حوارات مع بعض الاخوة الامامية حول التشيع و المذهب الزيدى , و قد اتضحت لى امور كثيرة كانت غائبة عنى , و ساحاول ان شاء الله بيان ما توصلت اليه محاولا ما استطعت التقريب بين مدرستى العترة النبوية : المدرسة الامامية و المدرسة الزيدية .
اعتذر لمن كان يتابع هذا الموضوع المتواضع فقد انهمكت بعد كتابة المشاركة الاخيرة فى حوارات مع بعض الاخوة الامامية حول التشيع و المذهب الزيدى , و قد اتضحت لى امور كثيرة كانت غائبة عنى , و ساحاول ان شاء الله بيان ما توصلت اليه محاولا ما استطعت التقريب بين مدرستى العترة النبوية : المدرسة الامامية و المدرسة الزيدية .
الساكت عن الحق شيطان اخرس
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 147
- اشترك في: السبت يونيو 25, 2005 12:12 am
- اتصال:
مرحباً ترحيب له بارق وراعد
وعلى أرض الله يلوح
وزيارتكم لمجد الدين واجب
دعوته تشفي الجروح
من تشيع فيه ربي بايعينه
والمقاري شل لك من ذا المذاهب
مثل بيت من غير ضوح
بعضهم ما قد عرف سنه وصايب
مثل قصة ولد نوح
ما رضي يركب مع اهله بالسفينه
وعلى أرض الله يلوح
وزيارتكم لمجد الدين واجب
دعوته تشفي الجروح
من تشيع فيه ربي بايعينه
والمقاري شل لك من ذا المذاهب
مثل بيت من غير ضوح
بعضهم ما قد عرف سنه وصايب
مثل قصة ولد نوح
ما رضي يركب مع اهله بالسفينه
وحسبك من زيدٍ فخاراً وسؤدداً *
تُزاحم هامات النجوم مناكبُه
وكل مصاب نال آل محمـــــــدِ *
فليس سوى يوم السقيفة جالبُه
هذا اعتقادي ما حييت ومذهبي *
إذا اضطربت بالنا صبي مذاهبُه
تُزاحم هامات النجوم مناكبُه
وكل مصاب نال آل محمـــــــدِ *
فليس سوى يوم السقيفة جالبُه
هذا اعتقادي ما حييت ومذهبي *
إذا اضطربت بالنا صبي مذاهبُه