عمليات الإذلال والتشتيت للمسلمين بلغت حدها الأعلى بعصرنا ... لكنها لم تعد خفية كما كانت العادة بل ظاهرة للعيان ولاينكرها إلا من فقد بصيرته وبصره ..
بريطانيا ... التي كانت عظمى وقبل تقزمها وإنكفائها وإكتفائها بأن تكن تابعة لأميريكا مستعمرتها السابقة ..
بريطانيا التي لاينكر دورها بتمزيق المسلمين أو تفريقهم هي دولة إستعمارية لها مصالها التي تهتم بها وتجعل لها ألأولية القصوى حتى وإن هلك أمم أمحيت ... هكذا إذا ،، الغرب بصفة عامة يتميز بنفس الأسلوب الأناني فلعلنا نتأمل الراقصين على مؤائد الأرستوقراطيين ببروكسل ولندن .. وغيرها ونتأمل تلك المجوهرات التي تضئ ظلام الحفلات الماجنة بأكثر من الشموع .... نجد تلك الجواهر جلبت من بلاد ترك لأهلها الفتات والقلاقل والمشاكل ... والتي يجب أن تصاحب تدفق الثروة للغرب ..
بريطانا ساهمت بفعالية بإسقاط الدولة العثمانية ... ثم بالتآمر والتعاون مع فرنسا بإسقاط محمد علي باشا .. ثم بإجهاظ الحلم الإسلامي الإفريقي بإيجاد دولة إسلامية تمتد من شاطئ البحر الأحمر بالسودان وحتى شواطئ الأطلسي بشنقيط والسنيقال ... كان نقاط التلاقي قد إكتملت حلقاتها ، فمن الشمال الأدارسة من واحة الكفرة بليبيا حتى الساقية الحمراء بالصحراء المغربية .. ومن مناطق تواجد الإمام المهدي بالسودان والإمام محمد عبد الله حسن بالصومال ... مرورا بالسلطان علي دينار وربعه بدارفور السودانية ... إلى سلطنة التم بتشاد ثم سلطنات مالي والهوسا بالغرب .. وكادت الأمة أن تجتمع أفريقيا ... ولكن تصوروا إتحدت أهداف الغاصب المحتل الأوروبي .. ورغم تحاربهم بالقارة الأوروبية .. إتحدوا لمحاربة المسلمين وشكلوا جبهة واحدة ... وتفرق المسلمين وتشتتوا ... كان ذلك بالجانب الأفريقي .
بآسيا حيث الهند التي كان ينبغي من البداية أن تكن دولة عظمى .. لكن الإنجليز وجدوا أن المسلمين يسطرون إداريا وسياسيا على الهند ...
كان الإنجليز بالهند يشجعون الفرقة بين المسلمين ويغذون بالمال والسلاح والوجاهة الطوائف الشيعية مثل الإسماعيلين ,, أو الخارجة عن مبادئ الدين كالقاديانية وغيرها... ومن الطريف أن ماكان يجري بالهند يطبق عسكه بجزيرة العرب ..
تم تشجيع سياسة التفريق ... وكانت الدعوة لإقامة وطن قومي للمسلمين ... وإستقلت الهند ، وأنسلخ المسلمين عنها .. وفقد المسلمين السيطرة على شبه قارة ( كما قال الدكتور ذاكر حسين ، رئيس جمهورية الهند الراحل ) وتوزعوا بين الشرق حيث الأرض الشحيحة والزلازل والبراكين ... وبالبنغال شرقا حيث أغرقوا تحت الطوفان ولمدة نصف عام تقريبا ... تتم كل الأمور سباحة بأرض البنغال " بنقلاديش ".. وأصبح الطبيب الذي كان يملك عيادة فاخرة ببومبي أو دلهي يعمل سائق تاكسي بكراتشي ..
حروب مأساوية بين الأطراف التي كان ينبغي لها أن تضل متناحرة كما تقتضيه الخطة البريطانية ... ولازالت وحتى التاريخ .. أكلت كل تنمية وإدخار عند كل الأطراف ... وأصبح الجميع من طائفة الفقراء ..
وأعتقد أن المتأمل لوضع شبه القارة الهندية لايرى أنه سيكون هناك مستقبلا زاهرا ... مالم تعود اللحمة لأبناء الهند ويتحدوا من جديد ... ومن بلاد الأفغان حتى بلاد البنغال .
دور الإنجليز .... بإضعاف المسلمين وتشتيتهم .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: