عزيزي المبحشم ، خلال سنوات عمري البحشامية الفائتة حصلت على خبرة غير متواضعة عند أصول البحاشمة ، وكيف "تسبكها " وكيف يمكن ان " تــجغرها "
ففكرت حينا ، ثم وجدت
أنه من الخسارة الفادحة بمكان، أن ادع هذه الخبرة الطويلة تذهب ادراج الرياح.. لهذا كله ، قررت أن اشارك القارئ ( سواء أكان من المبحشمين أم لم يكن)
بهذه النصائح المفيدة كما وصفتها في عنوان هذا المقال والآن ، إليك نصائحي دون مزيدا من الإبطاء :
1- قبل التخزينة وتحديدا في الوجبة التي تسبقها مباشرة (الغداء في المعتاد) ، يجب عليك عزيزي المبحشم ، أن تبلع أكبر كمية من الطعام حتى تسمع السباب الشنيع الصادر من معدتك اعتراضا على هذا الكم الهائل من الطعام
. لاتستمع لمعدتك أبدا ولا تقلق إطلاقا وياحبذا ، لو كان الطعام قدر الاستطاعة غنيا بالبهارات و الدهون والسعرات الحرارية ...2- بعد هذا الاكل الدسم الكثير.. والكثيير جدا لابد من " رزم " المعدة بشيء من الحلوى، ويفضل أكل الحلوى التي تحوي أطنانا من السكر، مثل الرواني، البقلاوة.. الخ ، حسب الذوق.
ستسمع عدة سباب شنيعة أخرى من المعدة فلا تأبه ولا تلقي بالا لذلك البتة..
صحيح أنك ستشعر بأنك في بداية التخزينة عبارة عن خزان طعام متحرك، وصحيح أنك ستشعر بثقل وخمول شديدين ، وكذلك صحيح جدآ أنك ستشعر " بقرقرات "
وأصوات عجيبة للغاية داخل بطنك (وربما خارجها !!)
أقول لك أيضا لاتهتم ولا تقلق بل بالعكس ابتهج بشدة ، فهذا دليل لا يدحض على امتلاء المعدة، وماهي إلا نصف ساعة من البحشام حتى تشعر بنشوة كبيرة لا مثيل لها، وصدقني ستدعي لي عندها كثيرآ جدا.
3- أما الان عزيزي المبحشم، فعليك بتخير مكان مقيلك ، ومجلسك للبحشامة بعناية فائقة.. فيجب أن يكون لك " متكآ" مريحا بمساحة رحبة تكفي لتمديد جسدك على الجانبين راحة تامة ويجب كذلك أن يكون مكانك بعيد كل البعد عن جميع أنواع التيارات الهوائية (أنا شخصيا لدي رادار خاص برصد مبكر لأي نوع من
" الشانني " نمى عندي هذا الرادار من كثرة التمرين و التمرين المستمر والخبرة التراكمية )
وحذاااااااااااار ثم حذار من " الشانني" أخي المخزن، فهو بداية كسرة الراس وبالتالي القضاء على بحشامتك بجدارة ليس لها نظير !!
4- يلي ذلك عزيزي المخزن جليسيك في المقيل عن اليمين وعن الشمال بشكل خاص فليكن اختيارك لشخصين خفيفين ظريفين قليلي الكلام، فإن كانا كثيري "الهدار" فهذا أيضا كفيل بـ" جغرك " و " كسر راسك " وخلق " طاويا" لا يهمد ولا يهدأ ولا يستسلم حتى ينهي عليك كيفك وخدارتك بشكل نهائي لا رجعة فيه.
5- أما وقد فرغنا عزيزي المبحشم من الحديث عن أهمية مجلسك وجلسائك، فقد آن الآوان للحديث عن شيء بالغ الأهمية يلي المذكورين أعلاه في الأهمية، ألا وهو الحمام ( بتشديد أولى الميميين )..
نعم عزيزي القارئ لا أخطاء مطبعية هنا أو إملائية من أي نوع.. أتحدث هنا عن الحمام " المستراح " بيت الراحة أو أي اسم آخر يروق لك
( من قال أن الاسد والسيف وحدهما يتمتعان بكثرة أسماءهما في اللغة العربية !!)
فاحرص أخي المبحشم على اختيار (ديوان ) ذو حمام ملحق به، واسع نظيف و كامل الاعدادات .. النصيحة هنا ليست عن الحمام بحد ذاته فحسب، بل عند موعد دخوله كذلك ، بمعنى أنه أخي العزيز في حالة شعورك الحاجة للذهاب إلى الحمام، بل وفي بداية هذا الشعور.. أقول " بداية " وضع تحتها عشرة خطوط ... بداية ذلك الشعور فعاجل الذهاب أقرب فرصة يخلو فيها الحمام من أي زائر محتمل، لانك إن تكاسلت أو أبطأت حتى يشتد الحصار بك وتنؤ كليتيك ومثانتك بما يحمله جميعآ ... وتفكر حينها فقط الذهاب، وتهم بالقيام في هذه المحنة الانحشارية الصعبة ( كما يفعل معظم المخزنون للاسف الشديد )
فعندئذ هناك احتمال لابأس به أبدا أن يكون الحمام مشغولا بمخزن ما، وعندها تخيل منظرك مبحشم تتلوى أمام باب الحمام كأفعى ذات الاجراس عقب التهامها فأرا بريا دسما ، منظر " مش ولابد" هاه !؟؟
6- في مجالس القات، عادة ما يتم دعوتك عفويا أو عن قصد وسبق إصرار وترصد على مشروب ما من تلك المشروبات العجيبة الذي يهوى بعض المخزنين إحضارها إما على سبيل التفاخر وجذب الانظار بين أفراد المقيل ، أو على سبيل زيادة "الكيف" في أثناء التخزينة....
المهم، كائنة ما كانت هذه المشروبات، مهما بلغ الإصرار والإلحاح من مقدمها لك، فالحذر من قبول ولا حتى جرعة واحدة... نعم ولا شفطة واحدة ابدآ ....
فقبول ذلك معناه إخلال أساسي بنظام البنية التحتية للبحشامة، وانهيار البنية التحتية لاي نظام معناه هلاكه من الأساس... فلا داعي إطلاقا للمجازفة بقبول الدعوة لمجرد الحياء أو المجاملة ... وهذا " لعمري " درس أخر في غاية الأهمية: لاتجامل على حساب بحشامتك مهما كان السبب ومهما بلغت محبة أو أهمية الشخص صاحب الدعوة... اعتذر بدبلوماسية عن عدم قبول الدعوى وهذا اكثر من كاف.
7- احذر عزيزي المخزن من الذهاب لخارج الديوان لأي سباب كان ، فيما خلا الذهاب للحمام طبعا، وبالشروط المذكورة سابقا .. تقول لي لماذا؟
أقول لك: لأن أي خروج إلى البيئة الكائنة خارج منزل المقيل، قد تعرضك "للجغرات" المذكورة آنفا جميعها دون أدنى مبالغة!
تتسائل من جديد: لكن عندي ذلك المشوار الهام " قوي " والذي لابد منه !!
فأقول لك مجيبا : لايوجد شيء أسمه ( لابد منه) وإن وٌجد هذا المشوار الذي لابد منه فليكن فليكن قبل الساعة الأولى من العمر الزمني لبحشامتك أطال الله في عمرها!!
أو فليكن في أسواء الأحوال بعدها وإنما ليس بعد ولاقبل ذلك بتاتا ...
8- وبعد عزيزي المخزن، فعليك بشرب الكثير من الماء ، وهنا أريد أن أقول لك شيئا هاما ( يبدو أن كل الاشياء هنا هامة للغاية ) واا عزيزي ، يوجد في الحياة البحشامية لكل منا وهم كبير: " شرب الكثير من الماء يفسد طعم القات ويجغر التكييفه " لا تصدق هذا الوهم !! فالماء يحمي كليتيك من الاملاح والحصوات ويحافظ على قلوية معدتك وصحتها كما ينبغي أن تكون .. فاشرب ما استطعت ولا تقلق أبدا ..
9- هذه النصيحة لاخي المخزن إن كان من المدخنين .. فاعلم عزيزي أن أي نوع من أنواع الدخان، سواء كان سجائر ، مدعة، معسل أو حتى دخان حريق ( قراطيس) يكون فيه الكثير من النيكوتين ، وهذا الأخير ما إن يتجمع داخل فمك، وبالتالي يتخلل بحشامتك، حتى يجعل طعم القات الضلاعي الاصيل لا يختلف كثيرآ عن طعم سلطة الفجل الشامية البائتة المخلوطة ببيض مسلوق فاسد ولا احتاج أن اعاني وصف ذلك المذاق داخل فمك وفي مجلسك بين ندماء التخزينة سأترك لك تخيل ذلك ......
تتساءل من جديد عزيزي المبحشم : ولكن لا أستطيع الامتناع عن التدخين في التخزينة!! أجيبك مسرعا : فليكن ذلك ولكن احرص على التقليل منه ما استطعت حتى لا يسبب تجمع النيكوتين طعم السلطة المذكورة...
10- وآخيرا عزيزي وصلنا لنهاية المطاف وإلى النصيحة العاشرة والاخيرة، وهي تقول بكل وضوح وجرأة وبساطة :
لاتصدق أي من النصائح التسع السابقة ، لانك إن فعلت ذلك فستقضي وقتا طويلا في تنفيذ كل ما جاء بها ، وبالتالي لن تجد الوقت الكافي للاستمتاع بالبحشامة ولا بجلسائك في المقيل و " ستهرم" نفسك وتشقيها وتتعبها، وهكذا تنتهي بحشامتك وينتهي كيفك وتتبدد نشوتك قبل أن تبدأ...
....... لماذا سمعت جميع تساؤلاتك السابقة ........
ولا استطيع الآن سماع أي كلمة شكر منك على نصائحي الغالية ؟ لماذا ؟!!
" حقوق التأليف محفوظة "
المؤلف :
alhazrad@hotmail.com
هاشمي
واضحكتني ولذلك لا أرى إلا أن أقدم لك الشكر وأقترح ان تضيف نصيحة رقم 11: وهي 
