شخصية فذة جعلت مغمورة عمدا

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أمين نايف ذياب
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 70
اشترك في: الجمعة أغسطس 12, 2005 12:25 pm

شخصية فذة جعلت مغمورة عمدا

مشاركة بواسطة أمين نايف ذياب »

عبد الله بن محمد بن علي الملقب بأبي هاشم
000-99هـ 000-717م
واضع علم العروض هو الخليل بن أحمد الفراهيدي ت 170هـ .
واضع علم قواعد العربية هو سيبويه عمرو بن عثمان ت 180هـ .
واضع علم أصول الفقه هو الشافعي ت204هـ .
لقد وجد قبل هؤلاء عبد الله بن محمد بن علي وهو بحق واضع علم الكلام ت 98 هـ.
إنَّ هؤلاء المبدعين الأربعة هم عدليون أي معتزلة .


نبذة منقولة من كتاب الأعلام .
هو أحد زعماء العلويين في العصر المرواني ، كان يبث الدعاة سراً بين الناس ، ينفرهم من بني أمية ، عَلمَ سليمان بن عبد الملك بخبره ، فدس له من سقاه السم ، فلما أحس بالسم عدل إلى الحميمة ، وكان يسكنها محمد بن علي بن عبدالله بن عباس وأولاده ، فصرف إليه شيعته وأعطاه كتبا كانت عنده ، وافضى إليه بأسراره وتوفي بالحميمة .


لا بد من الإشارة إلى أن البحث لن يتابع إبي هاشم في حركته ألاَّ بمقدار ما ترتبط بعلم الكلام وهذه جمل منقولة من ترجمته بتهذيب التهذيب ، لوضعها في دائرة الضوء .
× قال ابن سعد : كان صاحب علم ورواية ، وكان ثقة قليل الحديث .
× قال ابن عبد البر : كان ابو هاشم عالما بكثير من المذاهب والمقالات ، وكان عالما بالحدثان وفنون العلم .
× يرد في طبقات المعتـزلة عن سند المعتـزلة قول أبي اسحق إبراهيم بن عياش قال : وسند المعتـزلة لمذهبهم أوضح من الفلق ، إذ يتصل إلى واصل وعمرو بن عبيد إتصالا ظاهرا شاهرا وهما أخذا عن أبي هاشم ، وهو قد أخذ عن أبيه محمد بن علي ، وقد تربى واصل في بيت محمد بن علي ، وفي هذا البيت تعلم وتخرج ، ومحمد بن علي أخذ عن أبيه علي بن أبي طالب ومشهور أخذ علي عن نبي الهدى عليه السلام .


لا بد من تحليل هذه الجمل فما هو معنى { كان عالما بكثير من المذاهب } ؟ كلمة المذاهب تطلق على مدرسة معينة في الفروع ، وأقدم المذاهب هو مذهب إبي حنيفة ت عام 150هـ فهذا يعني أن المراد من كلمة المذاهب هي معرفة مذاهب المعرفة ، وليست مذاهب الفروع والمعلوم أن نتائج المعرفة المقالات وليس الأحكام ولذلك ورد أنه عالم بالمقالات ، وهو فوق هذا عالم بالحدثان ، أي بالمفهوم الحاضر عالم بحركة التغيير في المجتمع أي سنن التغيير ، وكلمة الحدثان يمكن أنْ تطلق على أحداث التاريخ ، ويمكن أن تطلق ويراد بـها أحداث المستقبل أي معرفة أحاديث الفتن والملاحم ، لكن قول الزبير بن بكار : كان صاحب الشيعة فصرف الشيعة لمحمد بن علي بن عباس ، وَقَتْلُ سليمان بن عبد الملك له بمكيدة مدبرة ، وكونه شيخاً أي أستاذاً لواصل بن عطاء وزيد بن علي وهو من تطلق عليه الزيدية الإمام الثائر الشهيد ت عام 122هـ والمعلوم أنَّ زيد والزيدية ترى أنَّ مستحق الإمامة هو العالم التقي الذي يشهر سيفه قي وجه الظالمين ، فهذه كلها تفسر معنى كان عالما بالحدثان ، وإذا أضيف إلى ذلك ما يرد في ترجمته من كونه ثقة قليل الحديث ، فيكون قليل التحمل فلا ينقل أحاديث الفتن والملاحم فالحدثان هي سنن التغيير ، ويضاف إلى كل ذلك إلى أنَّ فرق الشيعة الثلاثة لا تنتحله .
يفهم من تلك الصورة التاريخية ، أنَّ علم الكلام هو منهج معرفي هادف ، يسعى لبناء عقل الأمة بـهدف التغيير ولو بالثورة ، وهذا ما سار عليه واصل من إرسال دعاته في الآفاق ، أي في أقطار العالم الإسلامي ، لبناء الوعي وإحداث التغيير ، فعلم الكلام هو لبناء وعي عام وعمل للتغيير ولو بالثورة ، وتدل القراءة لأحداث الثورة العباسية أنـها ثورة المعتزلة طلباً للعدل والرشد ، ولكن العباسيين ـ وهم قادة ميدان فقط لأسباب تنظيمية ظرفية ـ حرفوا الثورة عن خط سيرها بواسطة الجند الخرساني .
العقل أول الأدلة فالكتاب فالسنة فالإجماع
الشرع مصلحة للناس
www.almutazela.com

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“