الشهداء (قصيدة)

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
أحمد بنميمون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: الخميس سبتمبر 15, 2005 4:26 pm
مكان: المغرب
اتصال:

الشهداء (قصيدة)

مشاركة بواسطة أحمد بنميمون »

الشهداء

من موتنا نهضوا فكانوا أنجماً
في نبضنا انتشرت شظايا أفئده
وعلى مدار موحش رحلوا تقودهمُ رؤى
هطلت بأحلام ٍ ترفرف واعده
تهمي فتكشف أرضنا جرحاً
تحدى أن يقول القتل :[أُرهبكمْ]
وتنهض في الدماء شرارةٌ فتحتْ
طريقاً في الصخور وفجّرتْ غيثاً
أعاد لنبضنا دفقاً ، فأوقد في
اللظى الغضب الجليل وسورة الأيام :
صحوة شاهد ٍفي صرخة المهديّ قبلَ
النفي أيقظ في الدواخل دفقة الإصرار ِ
عبّأها وأبصر في الشهادة مولدهْ
فسألته من سابحٌ في نبضه ِ، وقيودُهُ
ترتجّ ُحين يعاند الموج ُ المجرِّح ُ ساعده ْ
فسمعتُ جرحا مغضباً فيه اعتنقتُ قضية ً
لم يفنها قمعٌ شديدٌ سعيهُ ،وقد انتهى
خزيُ التراجع في حضيض ِ العربدهْ
[هذا اندلاع شهادةٍ أشواقها
رجّات فعل النار طهّرت ِالمدى
من وصمةٍ سادتْ، وكاد الصبح يفصحُ رفّ َ
بين جوانحي الضوءُ : البطولة بالفداء ِ
تعيرني وجهاً، وفي القلب الشموسُ جعلن منطلقَ
الشرارة : صرختي سري ،
وانشر في البلاد وبيصها
فهي الهشيم ونار إصراري العنيدةُ خالده ]
***
يتفجّـر المهديّ ُ أمسى شاهداً
من دفقه غيث ٌ ، له فر ِق َ الخصومُ
وأُفحموا، أمستْ نشيدي
صرخة ٌ أفضي بها وحياً إلى
خلصائه لأزيد َ من غيظ الحقود ْ
[ ومض الشهادة في ضمير الأرض ثـوّرَ في نخاعي
سوْرةً في النُّسغ تحفظها جذوري الثابته
وعلى مدى متقفـّـَـري أتحفـّـَزُ الأيامََ
إمّا أُوقِدتْ ألــقاً لبركان ٍ
أو انصرمتْ عجافاً ميّـته
شررا جرى في الدمع يذرفه ضحايانا
على الوطن الضحية إذ يسير به الذي
فقد الأعنة فالرياح تقودهُ
مستخذيا ًتحت العيون الشامته
ويعيد للأرض المباذلَ من مباهجه
ويبعث غابر العفن المكوّم في متاحفَ باهته
أمّا دمي فتشبث ٌ بالسر تحفظه
قنانٌ نبعها يتدفق الشهداءُ من أغصانه
وتموج في الأغصان أنساغ ٌ لنا انحدرتْ
مع الأجيال في أمداء أرضي الصامته ]
***
هذا شعاعُـكَ شقّ عن ذاتي جناحَيْ سُدفةٍ
ٍفانزاح عن عيني السّــَبـلْ
وانداحتِ الأنوارُ في دربي يساراً
بعد عُسر ٍفاستبنتُ
مصيرَ معتركي وسلمي في العملْ
فابعثْ رسولا من جراحك في خلايانا
صدى يحيي التواصلَ باختياركْ
فلقد رأيتُ لدى إشارات الطريق ِ
يديك في وهج الشهادة ِ
فانصهرتُ ُبكلّ جهد ٍ في غماركْ
فوجدتُ سربي
فانعتقتُ بما اعتنقتُ ، فها أنا
نبضٌ بإقدام ٍ أسير إلى جواركْ

[يونيو 1984]

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“