الدُعابة والمهابة ... بين الحيوان والبشر ..

[الهاشمي اليماني]

الدُعابة والمهابة ... مابين الحيوان والبشر ، لم أتمالك نفسي وكنت يومها صبيا غرا وكدت أقفز لقفص الأسد .... نعم أسد ، وحقيقي يعيش مع أسرته بالأسر بحديقة الحيوانات ... كان الشبلان يلعبان بشقاوة الصغار ونقاء الطفولة وحلاوتها وجمالها ... وبما أنني من عشاق القطط فقد ترأئ لي أن بإستطاعتي الفوز بأحدها لأداعبه كأي قطة .. وخلال تزاحم الزوار إنزعج الأسد الأب فقام من نومه متثاقلا متثائبا وعقب التثائب أطلق صوتا كدت أفقز من ثيابي هلعا ... وتبين لي أن تلك القطط الجميلة عندما تكبر ستكون كالأب وبالتالي تخليت عن فكرة مداعبة الأسد حتى وإن كان شبلا ... وشتت نظرات الأسد بعبوسه حبوري بمشاهدة لهو الأشبال ... ولم تكن اللبؤة أقل حدة بناظريها من بعلها الملبد .. قسورة ، الهصور ، والليث ، أبى الحارث .... ومها تعددت الأسماء فالليث جديرا بها .... فالكل يهابه قبل أن يحترمه .. بمن فيهم اللبؤة .
لم تبدد هذه الذكرى من مخيلتي سوى رؤيتي لإستطلاعات من منغوليا ... ومن صحراء جوبي بالذات .. منغوليا ذات السلوك الليثي .. حتى وإن كانوا من البشر .. منغوليا بلاد التتار ، وإمبراطورهم جنكيز خان كما سمى نفسه أو إسمه الحقيقي تيموجين ، المغول آخر الفاتحين بإستعمال السيف والفرس ومن بسطوا نفوذهم على أكبر رقعة من عالمنا رغم عمر إمبراطوريتهم القصير ... لكن الكل يتذكر المغول وزئيرهم المشهور "هههايويووه" والذى كان كفيلا بإرعاب مدن وبلدان وقبل أن تصل سيوفهم لتصنع صوامع من جماجم .
تيموجين أو الإمبراطور جنكيز خان وقع ببراثن لبؤة بشرية من التتار هي الأميرة بورتة التي أصبحت فيما بعد زوجه وإمبراطورة المغول ... ورغم أنه إختطفها وهي بطريقها للزفاف فقد أتت مناسبة أخرى فيختطفها أحدهم ولم تعد له إلا وهي أم لطفل ... لكن ولهه ببورته جعله ينسب ولدها له ويسميه الظيف .." تيمو" .
عودة لصحراء جوبي وسكانها من بقية المغول ... فقراء جهلاء أميين .. أوقعهم حظهم العاثر بين إمبراطوريتين شيوعيتين هما روسيا والصين .. ومن سخرية القدر أن الإمبراطوريتين كانتا مستعمرتين أو محتلتين من قبل المغول ...
مغول اليوم أو بدو صحراء جوبي ... لم تتبدل عاداتهم عن أسلافهم فلازال شرب دم الخيل شتاء وحين تهطل الثلوج هو الشراب المحبب مع شيئا من اللبن ... لايزال المغولي البدوي يعيش بخيمته ويحتفظ بخيله الشهير وصقره المهجن ... ويصيد الذئاب والثعالب وما توفر بجوار خيمته ...
عندما يقابلهم الباحثين المعاصرين ، لم ألاحظ باحثا يحاول المزاح أو المداعبة لهؤلاء ... بل يسئلهم وربما ترتعش فرائصه وشفتاه وكأنه بعرين أسد .. وهو كذلك .. لم أرى باحثا يفتعل الدعابة كما يفتعلونها عندما يقابلون أقوام بأفريقيا والعالم الثالث أو حتى بأميريكا الجنوبية كالهنود الحمر ... كان الباحث يحاور المغولي وهو ناكس الرأس حتى لاتقع عيناه بعيني المغولي ذات المهابة .. ولله في خلقه شئون .

[الهاشمي اليماني]

لم يشرفني أحد بالجواب على الموضوع فأحببت أن أساعد نفسي إعتباريا ... وتذكرت حكاية حول الهيبة ... ونحوها ..
بلغتنا بأسفل جبل رازح المعروف كمديرية من محافظة صعــــدة الغراء .. هناك كلمة "حيبة " وتعني الحالة ... فعندما يسئل الإنسان عن حاله يقال " كيف حيبتك " وكان أحد العسكريين يمر بقرية وبالطبع من العادة تقديم الطعام للغريب المسافر أياكان ، بالطبع نحن بصعدة لازلنا محافظين على كرم العروبة وبديهيا العروبة تعني ( اليمنية ) اليمنية وحسب ... العسكري سألته أحدى النساء بقولها : كيف حيبتك ؟؟ إختلط الأمر عليه بين الحاء والهاء ... ورد بسرعة هيبتي أعظم من هيبة على محسن الأحمر عندما يزور كتبيته بعبس .

[ابراهيم عامر]

ماشاء الله ياعم امين
مقالاتكم كلها رائعة
والله دائما بنستمتع بقراءة ماتكتبونه
بارك الله فيكم

[جويـدا]

الوالد الفاضل/ الهاشمي اليماني،
لم الاحظ مقالتكم هذه إلا الآن.
دائماً مقالاتكم فيها الكثير من الفائدة ,ايضاً المتعة عند القراءة...
حتى تعقيبكم على مقالتكم فيه فائدة أيضاً، و يكفي أنني تعلمت كلمة جديدة "حيبه"،
من ضمن القاموس اليمني الزاخر

[وجدانُ الأمةِ]

عم أمين... ..هل أخبركم ماذا أتمنى كل ما قرأت موضوع لكم..؟؟

أتمنى ادخل لا راسكم واظلل على كل المعلومات الذي فيه وافعل لهن نسخ ومن ثم ادخل لا راسي وافعل لهن لصق..

إلى جانب قدرتكم على السرد والربط والتحليل ..ستبقى كثرة معلوماتكم تدهشني دائماً..ما شاء الله عليكم..!

[Nader]

عم أمين...

أما أنا سأقول : خال أمين...لكم أشعر بضيق أفقي و فقر كلماتي أمام ما أقرأه لكم. و تحياتي

[الهاشمي اليماني]

الإبن إبراهيم عامر ... حياك الله وأشكرك للحضور وأهديك ماترى ياحبيب الكل ولكافة الأحباء :

ياظبي صنعاء بعسجد خدك المنقوش * ولين قدك وفضة كفك المرشوش
وسحر عينيك وريش أرماشها المريوش * وصبح وجهك وداجي شعرك المحنوش

وخمر ثغرك وبارق دره المكنون * وطول جيدك وخافي خصرك المضعون
أو ما تقبل قلبي الواجب من المسنون * نبال لحظك فقلبي مشتغل مربوش

وخل هذا الورش واللج والطهياش * والتيه والكبر والتمويه والطيناش
يادولة الحسن ياسلطانها والباش * يامن مقامك مزخرف في الحشا مفروش

سمعت صوت التمائم فوغصن القد * تقول هذا هزار إن هد والا مد
فقلت ياسيد انا رحمه كما تعهد * لاافتش مغطى ولا أغطي على مفتوش

الشاعر : علي بن صالح العماري ... المصدر : كتاب شعر الغناء الصنعاني للدكتور محمد عبده غانم .

الغالية والعزيزة دائما الإبنة جويداء .... شكرا للحضور وتشرفت بوجودكم

الإبنة العزيزة وجدان ..... لكي مني خالص الشكر والتقدير والإحترام كما أشكرك لشعورك النبيل المشجع على بذل المزيد ..

الإبن Nader هو شرف عظيم لي أن يكن لي علاقة الخئولة مع مثلك ... أتمنى لك دوام التقدم والنجاح .