بسم الله الرحمن الرحيم
" ازرى بنفسه من استشعر الطمع "
لم يكن الامام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ينظِّر عند ما أطلق هذه الحكمة البالغة , بل كان عليه السلام يعالج خللا حل بثقافة الفرد والمجتمع , فبعد أن غاص الامام عليه السلام في بحار الحكمة المتلاطمة عاد الينا حاملا معه هذا البلسم الفلسفي الرائع , اذ أن خلق الطمع وجعله شعارا للفرد أو للمجتمع أو للامة سبب كافي في هلاك الفرد وفساد المجتمع و اندثار حضارة الامة فالثلاثة محكوم عليهم بالزوال .
والطمع في عرفنا له تعريف بسيط جدا فمعناه "الحرص على تملك الشيء" أي شيء سواء كان مفيدا أو غير مفيد وهذه حالة مرضية تصيب الانسان الذي قد أنغمس في هذا الخلق الردي حتى شحمة الاذن !
صحيح أن الواقع والتجربة قد أثبتا لنا أن المكلف مجبول على حب التملك للأشياء وسواء كانت ذات بال وقيمة أو كانت من المحقرات الا أن سر كمال هذا المكلف يتجلى عند ما يتغلب على هذا الخلق .
وبرغم أن العرب نظروا الى مفهوم الطمع بمنظار أوسع فقسموه الى طمع محمود وهو ما يعرف ب " جلب مصلحة نفعية وبدون الحاق ضرر بالغير" وعكس الطمع عندهم اليأس قال في لسان العرب:
الطَّمَعُ: ضِدُّ اليَأْسِ.
طَمِعَ فيه وبه طَمَعاً وطَماعةً وطَماعِيةً، مخفَّف، وطَماعِيَّةً، فهو طَمِعٌ وطَمُعٌ: حَرَص عليه ورَجاه، وأَنكر بعضهم التشديد.
ورجلٌ طامِعٌ وطَمِعٌ وطَمُعٌ من قوم طَمِعِينَ وطَماعَى وأَطْماعٍ وطُمَعاءَ، وأَطْمَعَه غيره.
والمَطْمعُ: ما طُمِعَ فيه.
والمَطْمَعةُ: ما طُمِعَ من أَجْله. أهـــ
قالى تعالى في سورة الشعراء ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾[82]
فهذا الطمع في رحمة الله يجب أن يوخذ بفهومه الواسع وتعلق قلوب المكلفين به هو عين المطلب منالأن النقيض هنا هو اليأس من رحمته تعالى واليأس اذا خيم وعشعش في قلب المكلف كان سببا في هلاك العبد نعوذ بالله من اليأس من رحمته ونطمع في غفرانه, لذا جاء التعبير القراني هنا بصيغة "أطمعُ" هذه الصيغة بينت لنا مدى تعلق النبي ابراهيم برحمة الله ومدى ايمانه به تعالى !!!
فكل طمعه عليه السلام محصور في طلب الغفران في طلب الرحمة وستر الخطيئة يوم الدين إنه بالفعل تعلق فريد من نوعه !!!!!
والى قسم أخر اسمته العرب الطمع الكاذب والذي يقود صاحبه في النهاية الى مأزق خطير أومحرج أومخجل أو الى نهاية لا تحمد عقباها لذا قالت العرب "الطَّمَعُ الكَاذِبُ فَقْرٌ حَاضِرٌ" و "الطَّمَعُ الكَاذِبُ يَدُقُّ الرَّقَبَة" يحكى أن هذا القول الاخير مما قاله خالد بن صفوان حين واكَلَه أعرابي، وذلك أنه كان قد بَنَى دكاناً مرتفعاً لا يَسَعُ غيره ولا يصل إليه الراجلُ، فكان إذا تغدَّى قَعَد عليه وحيداً يأكل لبُخْله، فجاء أعرابي على جَمَل ساوى الدكان ومد يدَه إلى طعامه، فبينما هو يأكل إذ هَبَّتْ ريح وحركت شَنّاً هناك، فنفر البعير، وألقى الأعرابيَّ، فاندقتْ عنقُه، فقال خالد عندها : "الطمع الكاذب يدقُّ الرقبة".
لقد ازرى بنفسه هذا الاعرابي بل وكان سببا في هلاك ذات خلقها الله من أجل هدف سامي و أمر خطير أكبر وأعظم من هذه الغاية الحقيرة!!!!!!
قال ابن منظور في لسانه:
الإِزراء: التَّهاوُن بالشيء
يقال: أَزْرَيْت به إِذا قَصَّرْتَ به وتَهاوَنْتَ.
وازْدَرَيْته أي: حَقَّرته.والازْدِراء: الاحْتِقارُ والانْتِقاصُ والعَيْبُ، وهو افْتِعالٌ من زَرَيْت عليه زِرايةً إِذا عِبْتَه.أهــ
ما نسمعه اليوم داخل البيت الاسلامي هو تكريس مفهوم الطمع المذموم والذي يجعل من النفس البشرية محاطة بقيود الهوان والحقرارة " معك قرش تسوى قرش مامعاكش متسواش " !!!!!
تبا وهل قيمة الانسان كامنة في جيبة وداخل خزنته- الحديدية التى لها العديد من الشفرات - وما يملك من عرض زائل من مال وعقار ومعمور ؟؟!!
لا أدري من أين جاءت هذه المفاهيم الغريبة ؟ ولا كيف غزتنا وتغلغلت في عقول شبابنا !!؟
ورحمة الله على مولانا أميرالمؤمنين القائل " القناعة مالٌ لا ينفد "
إن من يعيش حالة الطمع والهلع والخوف من الغيب" المستقبل " ولا يتوكل على خالقه الذي شق فاه و هو من كفاه في ظلمات ثلاث إنه إنسان يعيش حالة عذاب حالة ذل وحالة حقارة . لذا قال مولانا أمير المؤمنين فيه " الطامع في وثاق الذل "
فاقنع تعز ولا تطمع تذل *** وسل مولاك لا الدولا
حالة الذلة تلك تجعل منه إنسان سقيم مشلول التفكير !!!
يااخوتي
قيمة هذا الانسان كامنة في عالم آخر
عالم المعرفة بالله
عالم المعرفة باسرار هذا الكون الواسع الذي نراه من حولنا عالم المعرفة بأسرار النفس البشرية الهلوعة تارة واللوامة تارة والمطمئنة !
تتجلى قيمة الشخص والمجتمع والامة عندما تعرف نفسها وعند ما يتعرف الشخص على معالم المعرفة الالهية التى تجعل منه أنسانا آخر متخلص من كل القيود والاغلال تكمن قيمة الشخص عند ما يخرج من حجب الطمع ليصل الى معدن القناعة والتى وصفها الامام بأنها " مال لا ينفد " إنها كنزٌ
لا من الفضة والذهب ولا من البلاتين واليورانيم بل هي مجموعة من المفاهيم الراسخة داخل نفوس العقلاء والذين لا يغترون بزبرج الدنيا وزخرفها ولا يحزنون على ما فاتهم من رونقها !
ورحم الله الامام الاعظم علي بن أبي طالب حين قال: جماع الزهد في هذه الآية وتلى قوله تعالى من سورة الحديد ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾[23]
" ازرى بنفسه من استشعر الطمع "
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
" ازرى بنفسه من استشعر الطمع "

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 147
- اشترك في: السبت يونيو 25, 2005 12:12 am
- اتصال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
الأخ محمد الغيل
لقد وفقك الله تعالى لكتابة هذا الموضوع المهم
وعندي عدة ملاحظات بعد ما قرأت هذا الموضوع
لماذا الرأس مالية
لماذا الشيوعية
لماذا البنوك الربويه
لماذا الطبقتان ,,الغنية الغناء المطغي ,,والفقيرة الفقر المنسي
هل جاء الإسلام إلا لدحر هذه المفاهيم
هل جاء الإسلام إلا ليخلصنا من قيود المقاييس المالية
هل نحن نسير في واقعنا المرحلي في الطريق الصحيح
هل نحن جادين في تحمل مسؤولية تطبيق التشاريع الإسلامية
هل علينا أن نسكت على ما نراه من النهب لمقدرات المسلمين
هل علينا أن نسكت لمن يشتري بآيات الله ثمناً قليلا
الأمريكيين يدفعون الأموال لرؤساء العرب والمسلمين في مقابل ماذا؟؟
في مقابل محاربة الأرهاب ؟ قبل أن يسئلوا ماهو الأرهاب؟ أو أين الأرهاب؟
وما سبب الأرهاب ؟وهل المقاومة إرهاب؟ وهل القول بالحق إرهاب ؟
لايسألوا هذه الأسلة أبداً ولكن المال المال المال التنمية التطور النموا
ألم تعلم يا أخي الكريم أن هذا من الأشتراء بئآيات الله ثمناً قليلا ؟؟
اححححححححححححححححححححححح اححححححححححححححححححح
والحديث ذو شجون
السلام عليكم
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
الأخ محمد الغيل
لقد وفقك الله تعالى لكتابة هذا الموضوع المهم
وعندي عدة ملاحظات بعد ما قرأت هذا الموضوع
لماذا الرأس مالية
لماذا الشيوعية
لماذا البنوك الربويه
لماذا الطبقتان ,,الغنية الغناء المطغي ,,والفقيرة الفقر المنسي
هل جاء الإسلام إلا لدحر هذه المفاهيم
هل جاء الإسلام إلا ليخلصنا من قيود المقاييس المالية
هل نحن نسير في واقعنا المرحلي في الطريق الصحيح
هل نحن جادين في تحمل مسؤولية تطبيق التشاريع الإسلامية
هل علينا أن نسكت على ما نراه من النهب لمقدرات المسلمين
هل علينا أن نسكت لمن يشتري بآيات الله ثمناً قليلا
الأمريكيين يدفعون الأموال لرؤساء العرب والمسلمين في مقابل ماذا؟؟
في مقابل محاربة الأرهاب ؟ قبل أن يسئلوا ماهو الأرهاب؟ أو أين الأرهاب؟
وما سبب الأرهاب ؟وهل المقاومة إرهاب؟ وهل القول بالحق إرهاب ؟
لايسألوا هذه الأسلة أبداً ولكن المال المال المال التنمية التطور النموا
ألم تعلم يا أخي الكريم أن هذا من الأشتراء بئآيات الله ثمناً قليلا ؟؟
اححححححححححححححححححححححح اححححححححححححححححححح
والحديث ذو شجون
السلام عليكم
وحسبك من زيدٍ فخاراً وسؤدداً *
تُزاحم هامات النجوم مناكبُه
وكل مصاب نال آل محمـــــــدِ *
فليس سوى يوم السقيفة جالبُه
هذا اعتقادي ما حييت ومذهبي *
إذا اضطربت بالنا صبي مذاهبُه
تُزاحم هامات النجوم مناكبُه
وكل مصاب نال آل محمـــــــدِ *
فليس سوى يوم السقيفة جالبُه
هذا اعتقادي ما حييت ومذهبي *
إذا اضطربت بالنا صبي مذاهبُه
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال: