الوعي المزيف متى يزول ؟

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
أمين نايف ذياب
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 70
اشترك في: الجمعة أغسطس 12, 2005 12:25 pm

الوعي المزيف متى يزول ؟

مشاركة بواسطة أمين نايف ذياب »

المقدمـــــة
هذا مقال من كتاب لي لم ينشر بعد يعالج هذا الكتاب مواضيع متفرقة ؛ ومختلفة ؛ لكنها مع ذلك يجمعها وحدة النظرة ، والأساس ، والغاية التي تسعى إليها ، فهي تسعى لإعادة بناء الأفكار عند الأمة ، على شكل يختلف تماما عما ساد عندها ، وتركز في عقلها ؛ بسبب من تطاول الزمن عليها ؛ وتكرير تردادها من قبل الخطباء ، والوعاظ ، فتحولت الى دين متبع ، وهكذا أصاب المسلمين ما حاق بالأمم قبلهم .
يسعى هذا الكتاب لتغيير أفكار الناس ؛ عند مفاصل مهمة ؛ سادت حياتـهم : منها ما هو متعلق بالأفكار ، وغيرها متعلق بالتاريخ ، والبعض متعلق بمناهج البحث ؛ فهي متنوعة ، وموزعة على مجموعة من القضايا المفصلية المهمة ، والتي ارتسمت بذهن الناس على غير حقيقتها ، وفي محل المخالفة للأصول ؛ ولأبسط قواعد التحقيق .
إنَّ الأمة الإسلامية تعاني الانحطاط ، على جميع صُعد حياتـها ، فرغم ما يظهر عليها من إقبال على العبادات ، إلاَّ إنَّ حقيقتها ـ أنـها في الحضيض الأحط من الهبوط الروحي ـ لأن معنى الناحية الروحية إنما يعني تفعيل الحياة ؛ بإدراك عقلي يُسَيِّرُ الحياة على هدي حجج الله على خلقه ، والامتثال لمجموعة أوامره بالطاعة ، ونواهيه بالاجتناب ، أي جعل الإسلام مُسَيِّراً للحياة وليس في حالة إعاقة لـها .
الأمة الإسلامية في سائر أصعاقها في منتهى التخلف المادي ، فهي فاقدة للتقدم العلمي ، وبالتالي تعيش على صناعة غيرها من الأمم الأخرى في التكنولوجيا ، وهي في أشد حالات التأخر الفكري والإنحطاط السياسي ،وهي تسير الى مزيد من التراجع في الأهداف السياسية .
كل هذه الوقائع الحية الناطقة ـ التي عليها الأمة ـ لم تنشأ إلا بسبب اختنلال فكرها الجماعي ، وفقدان وعيها لذاتـها ، ومن هنا تقزمت أمام الأمم الأخرى ، وتحولت الى أمة مشلولة ، فاقدة لأرادتـها ، ومتخلية عن سيادتـها ، وأسلمت قيادها لعدوها الأمريكان والغرب ، واليهود ؛ فانقادت إلى الـهاوية .
إنَّ مجموعة كتب جدل الأفكار ـ وهذا واحد منها ـ لم تكن مجرد إضافة كمية للمكتبة الثقافية ، وإنما هي كتب أخذت على عاتقها بناء وعي الأمة من جديد ، وإذ اختل الوعي في أكثر من محور من حياة الأمة ، جاء هذا الكتاب لعلاج بعض مفاصل مهمة ، من خلال جدل الأفكار ، وفتح الآفاق لإدراك الحقائق كما هي ، لا كما رسمها الوعي المزيف .
الوعي المزيف الذي عليه الأمة ، ليس نمطا واحدا ، بل هو أنماط شتى ، ومع ذلك يمكن جمعها في فصائل ، أو مجاميع ، هي ما يلي :
1- الوعي الديني المزيف بكل تبياناته واختلافاته .
2- الوعي القومي المزيف بكل توجهاته ومقولاته .
3- الوعي الليبرالي المزيف بكل تـهويماته ومغالطاته .
4- الوعي اليساري المزيف بكل دعاويه ومرتكزاته .
إنـها أربعة قوى ، تعمل في كينونة الأمة هدما واتلافا وتخديرا ، ويتعايش هذا الوعي مع دوائر مغلقة ، هي شلة القادة وزمر الكوادر ، مهمة القادة مقولات تكرارية شعاراتية ، غالبا تخلو من المفاهيم ، ولهذا فهي فاقدة لأية إمكانية لتحولها إلى صورة عملية .
عندما تعبر الجماهير عن نفسها ـ وقد ضاقت عليها الأرض بما رحبت ـ في صورة رد فعل عفوي ، في صورة أعمال مادية ، أو ثورية ، أو احتجاجية ، فسرعان ما تدعيها هذه التيارات ـ حسب ميولـها ـ مع أنـها تأكيدا آخر من تعلم بـها .
تلك هي صورة الرزية التي تتعايش معها الأمة بلا إشارة للخروج !
العقل أول الأدلة فالكتاب فالسنة فالإجماع
الشرع مصلحة للناس
www.almutazela.com

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“